(
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=41وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=42فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=43وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=44لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=45إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=46وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=47وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=48أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=49قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=50لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=51ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=52لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=53فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=54فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=55فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=56هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=57نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=58أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=59أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=60نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=61عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=62وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=63أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=64أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=65لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=66إِنَّا لَمُغْرَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=67بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=68أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=69أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=70لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=71أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=72أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=73نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=74فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=75فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=76وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=77إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=78فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=79لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=80تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=81أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=82وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=83فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=84وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=85وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=86فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=87تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=88فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=89فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=90وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=91فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=92وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=93فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=94وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=95إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=96فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ )
[ ص: 208 ] الْيَحْمُومُ : الْأَسْوَدُ الْبَهِيمُ . الْحِنْثُ قَالَ
الْخَطَّابِيُّ وَهُوَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الْعِدْلُ الثَّقِيلُ شُبِّهَ الْإِثْمُ بِهِ ، الْهِيمُ : جَمْعُ أَهْيَمَ وَهَيْمَاءَ وَالْهُيَامُ دَاءٌ مُعَطِّشٌ يُصِيبُ الْإِبِلَ فَتَشْرَبُ حَتَّى تَمُوتَ ، أَوْ تَسْقَمَ سُقْمًا شَدِيدًا ، قَالَ :
فَأَصْبَحْتُ كَالْهَيْمَاءِ لَا الْمَاءُ مُبْرِئٌ صَدَاهَا وَلَا يَقْضِي عَلَيْهَا هُيَامُهَا
وَالْهِيمُ : جَمْعُ هَيَامٍ ، وَهُوَ الرَّمْلُ بِفَتْحِ الْهَاءِ وَهُوَ الْمَشْهُورُ ، وَقَالَ
ثَعْلَبٌ بِضَمِّهَا ، قَالَ : هُوَ الرَّمْلُ الَّذِي لَا يَتَمَاسَكُ ، فَبِالْفَتْحِ كَسَحَابٍ وَسُحُبٍ ثُمَّ خُفِّفَ وَفُعِلَ بِهِ مَا فُعِلَ بِجَمْعِ أَهْيَمَ مِنْ قَلْبِ ضَمَّتِهِ كَسْرَةً لِتَصِحَّ الْيَاءُ أَوْ بِالضَّمِّ يَكُونُ قَدْ جُمِعَ عَلَى فِعْلٍ كَقُرَادٍ وَقِرْدٍ ، ثُمَّ سُكِّنَتْ ضَمَّةُ الرَّاءِ فَصَارَ فِعْلًا ثُمَّ فُعِلَ بِهِ مَا فُعِلَ بِبِيضٍ ، أَمْنَى الرَّجُلُ النُّطْفَةَ ، وَمَنَّاهَا قَذَفَهَا مِنْ إِحْلِيلِهِ ، الْمُزْنُ السَّحَابُ ، قَالَ الشَّاعِرُ :
فَلَا مُزْنَةٌ وَدَقَتْ وَدْقُهَا وَلَا أَرْضٌ أَبْقَلَ إِبْقَالُهَا
أَوْرَيْتُ النَّارَ مِنَ الزِّنَادِ قَدَحْتُهَا وَوَرِيَ الزَّنْدُ نَفْسُهُ وَالزِّنَادُ حَجَرَيْنِ أَوْ مِنْ حَجَرٍ وَحَدِيدَةٍ ، وَمِنْ شَجَرٍ لَا سِيَّمَا فِي الشَّجَرِ الرَّخْوِ كَالْمَرْخِ وَالْعِفَارِ وَالْكَلْحِ وَالْعَرَبُ تَقْدَحُ بِعُودَيْنِ تَحُكُّ أَحَدَهُمَا بِالْآخَرِ وَيُسَمُّونَ الْأَعْلَى الزَّنْدَ وَالْأَسْفَلَ الزَّنْدَةَ شَبَّهُوهُمَا بِالْعَجَلِ وَالطَّرُوقَةِ ، أَقْوَى الرَّجُلُ دَخَلَ فِي الْأَرْضِ الْقَوَى وَهِيَ الْقَفْرُ كَأَصْحَرَ دَخَلَ فِي الصَّحْرَاءِ ، وَأَقْوَى مِنْ أَقَامَ أَيَّامًا لَمْ يَأْكُلْ شَيْئًا وَأَقْوَتِ الدَّارُ صَارَتْ قَفْرَاءَ ، قَالَ الشَّاعِرُ :
يَا دَارَ مَيَّةَ بِالْعَلْيَاءِ فَالسَّنَدِ أَقْوَتْ وَطَالَ عَلَيْهَا سَالِفُ الْأَمَدِ
ادَّهَنَ لَايَنَ وَهَاوَدَ فِيمَا لَا يُحْمَلُ عِنْدَ الْمُدْهِنِ ، وَقَالَ الشَّاعِرُ :
الْحَزْمُ وَالْقُوَّةُ خَيْرٌ مِنَ الْإِدْهَانِ وَالْفَكَّةِ وَالْهَاعِ
الْحُلْقُومُ مَجْرَى الطَّعَامِ ، الرُّوحُ الِاسْتِرَاحَةُ ، الرَّيْحَانُ تَقَدَّمَ فِي سُورَةِ الرَّحْمَنِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=41وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=42فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=43وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=44لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=45إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=46وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=47وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=48أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=49قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=50لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=51ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=52لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=53فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=54فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=55فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=56هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=57نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=58أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=59أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=60نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=61عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=62وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=63أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=64أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=65لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=66إِنَّا لَمُغْرَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=67بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=68أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=69أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=70لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=71أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=72أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=73نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=74فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=75فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=76وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=77إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=78فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=79لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=80تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=81أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=82وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=83فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=84وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=85وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=86فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=87تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=88فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=89فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=90وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=91فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=92وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=93فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=94وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=95إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=96فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ) .
[ ص: 209 ] لَمَّا ذَكَرَ حَالَ السَّابِقِينَ ، وَأَتْبَعَهُمْ بِأَصْحَابِ الْمَيْمَنَةِ ، ذَكَرَ حَالَ أَصْحَابِ الْمَشْأَمَةِ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=41وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ ) ، وَتَقَدَّمَ إِعْرَابُ نَظِيرِ هَذِهِ الْجُمْلَةِ ، وَفِي هَذَا الِاسْتِفْهَامِ تَعْظِيمُ مُصَابِهِمْ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=42فِي سَمُومٍ ) : فِي أَشَدِّ حَرٍّ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=42وَحَمِيمٍ ) : مَاءٌ شَدِيدُ السُّخُونَةِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=43وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ ) ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٌ وَأَبُو مَالِكٍ وَابْنُ زَيْدٍ وَالْجُمْهُورُ : دُخَانٌ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ أَيْضًا : هُوَ سُرَادِقُ النَّارِ الْمُحِيطُ بِأَهْلِهَا ، يَرْتَفِعُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ حَتَّى يُظِلَّهُمْ . وَقَالَ
ابْنُ كَيْسَانَ : الْيَحْمُومُ
nindex.php?page=treesubj&link=30428مِنْ أَسْمَاءِ جَهَنَّمَ . وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ أَيْضًا
وَابْنُ بُرَيْدَةَ : هُوَ جَبَلٌ فِي النَّارِ أَسْوَدُ ، يَفْزَعُ أَهْلُ النَّارِ إِلَى ذُرَاهُ ، فَيَجِدُونَهُ أَشَدَّ شَيْءٍ وَأَمَرَّ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=44لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ ) : صِفَتَانِ لِلظِّلِّ نُفِيَتَا ، سُمِّيَ ظِلًّا وَإِنْ كَانَ لَيْسَ كَالظِّلَالِ ، وَنُفِيَ عَنْهُ بَرْدُ الظِّلِّ وَنَفْعُهُ لِمَنْ يَأْوِي إِلَيْهِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=44وَلَا كَرِيمٍ ) : تَتْمِيمٌ لِنَفْيِ صِفَةِ الْمَدْحِ فِيهِ وَتَمْحِيقٌ لِمَا يُتَوَهَّمُ فِي الظِّلِّ مِنَ الِاسْتِرْوَاحِ إِلَيْهِ عِنْدَ شِدَّةِ الْحَرِّ ، أَوْ نَفْيٌ لِكَرَامَةِ مَنْ يَسْتَرْوِحُ إِلَيْهِ . وَنُسِبَ إِلَيْهِ مَجَازًا ، وَالْمُرَادُ هُمْ ، أَيْ يَسْتَظِلُّونَ إِلَيْهِ وَهُمْ مُهَانُونَ . وَقَدْ يُحْتَمَلُ الْمَجْلِسُ الرَّدِيءُ لِنَيْلِ الْكَرَامَةِ ، وَبُدِئَ أَوَّلًا بِالْوَصْفِ الْأَصْلِيِّ الَّذِي هُوَ الظِّلُّ ، وَهُوَ كَوْنُهُ مِنْ يَحْمُومٍ ، فَهُوَ بَعْضُ الْيَحْمُومِ . ثُمَّ نَفَى عَنْهُ الْوَصْفَ الَّذِي يَبْغِي لَهُ الظِّلَّ ، وَهُوَ كَوْنُهُ لَا بَارِدًا وَلَا كَرِيمًا . وَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=44لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ ) صِفَةً لِيَحْمُومٍ ، وَيَلْزَمُ مِنْهُ أَنْ يَكُونَ الظِّلُّ مَوْصُوفًا بِذَلِكَ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=44لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ ) بِجَرِّهِمَا ;
nindex.php?page=showalam&ids=12356وَابْنُ أَبِي عَبْلَةَ : بِرَفْعِهِمَا : أَيْ لَا هُوَ بَارِدٌ وَلَا كَرِيمٌ ، عَلَى حَدِّ قَوْلِهِ :
فَأَبِيتُ لَا حَرِجٌ وَلَا مَحْرُومٌ
أَيْ لَا أَنَا حَرِجٌ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=45إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ ) : أَيْ فِي الدُّنْيَا ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=45مُتْرَفِينَ ) : فِيهِ ذَمُّ التَّرَفِ وَالتَّنَعُّمِ فِي الدُّنْيَا ، وَالتَّرَفُ طَرِيقٌ إِلَى الْبِطَالَةِ وَتَرْكِ التَّفَكُّرِ فِي الْعَاقِبَةِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=46وَكَانُوا يُصِرُّونَ ) : أَيْ يُدَاوِمُونَ وَيُوَاظِبُونَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=46عَلَى nindex.php?page=treesubj&link=29027الْحِنْثِ الْعَظِيمِ ) ، قَالَ
قَتَادَةُ وَالضَّحَّاكُ وَابْنُ زَيْدٍ : الشِّرْكُ ، وَهُوَ الظَّاهِرُ . وَقِيلَ : مَا تَضَمَّنَهُ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=38وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ) الْآيَةَ مِنَ التَّكْذِيبِ بِالْبَعْثِ . وَيُبْعِدُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=47وَكَانُوا يَقُولُونَ ) ، فَإِنَّهُ مَعْطُوفٌ عَلَى مَا قَبْلَهُ ، وَالْعَطْفُ يَقْتَضِي التَّغَايُرَ ، فَالْحِنْثُ الْعَظِيمُ : الشِّرْكُ . فَقَوْلُهُمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=47أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=48أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ ) : تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَيْهِ فِي وَالصَّافَّاتِ ، وَكَرَّرَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ هُنَا وَهْمَهُ فَقَالَ : فَإِنْ قُلْتَ : كَيْفَ حَسُنَ الْعَطْفُ عَلَى الْمُضْمَرِ فِي ( لَمَبْعُوثُونَ ) مِنْ غَيْرِ تَأْكِيدٍ بِنَحْنُ ؟ قُلْتُ : حَسُنَ لِلْفَاصِلِ الَّذِي هُوَ الْهَمْزَةُ ، كَمَا حَسُنَ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=148مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا ) ، لِفَصْلِ لَا الْمُؤَكِّدَةِ لِلنَّفْيِ . انْتَهَى . وَرَدَدْنَا عَلَيْهِ هُنَا وَهُنَاكَ إِلَى مَذْهَبِ الْجَمَاعَةِ فِي أَنَّهُمْ لَا يُقَدِّرُونَ بَيْنَ هَمْزَةِ الِاسْتِفْهَامِ وَحَرْفِ الْعَطْفِ فِعْلًا فِي نَحْوِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=109أَفَلَمْ يَسِيرُوا ) ،
[ ص: 210 ] وَلَا اسْمًا فِي نَحْوِ : ( أَوَآبَاؤُنَا ) ، بَلِ الْوَاوُ وَالْفَاءُ لِعَطْفِ مَا بَعْدَهُمَا عَلَى مَا قَبْلَهُمَا ، وَالْهَمْزَةُ فِي التَّقْدِيرِ مُتَأَخِّرَةٌ عَنْ حَرْفِ الْعَطْفِ . لَكِنَّهُ لَمَّا كَانَ الِاسْتِفْهَامُ لَهُ صَدْرُ الْكَلَامِ قُدِّمَتْ .
وَلَمَّا ذَكَرَ تَعَالَى اسْتِفْهَامَهُمْ عَنِ الْبَعْثِ عَلَى طَرِيقِ الِاسْتِبْعَادِ وَالْإِنْكَارِ ، أَمَرَ نَبِيَّهُ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنْ يُخْبِرَهُمْ بِبَعْثِ الْعَالَمِ أَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ ، لِلْحِسَابِ ، وَبِمَا يَصِلُ إِلَيْهِ الْمُكَذِّبُونَ لِلْبَعْثِ مِنَ الْعَذَابِ . وَالْمِيقَاتُ : مَا وُقِّتَ بِهِ الشَّيْءُ ، أَيْ حُدَّ ، أَيْ إِلَى مَا وُقِّتْتُ بِهِ الدُّنْيَا مِنْ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ، وَالْإِضَافَةُ بِمَعْنَى مِنْ ، كَخَاتَمِ حَدِيدٍ . ( ثُمَّ إِنَّكُمْ ) : خِطَابٌ لِكُفَّارِ قُرَيْشٍ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=51أَيُّهَا الضَّالُّونَ ) عَنِ الْهُدَى ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=51الْمُكَذِّبُونَ ) لِلْبَعْثِ . وَخِطَابٌ أَيْضًا لِمَنْ جَرَى مَجْرَاهُمْ فِي ذَلِكَ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=52لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ ) : " مِنْ " الْأُولَى لِابْتِدَاءِ الْغَايَةِ أَوْ لِلتَّبْعِيضِ ; وَالثَّانِيَةُ ، إِنْ كَانَ مِنْ زَقُّومٍ بَدَلًا ، فَمِنْ تَحْتَمِلُ الْوَجْهَيْنِ ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ بَدَلًا ، فَهِيَ لِبَيَانِ الْجِنْسِ ، أَيْ مِنْ شَجَرٍ الَّذِي هُوَ زَقُّومٌ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : مِنْ شَجَرٍ ;
وَعَبْدُ اللَّهِ : مِنْ شَجَرَةٍ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=53فَمَالِئُونَ مِنْهَا ) : الضَّمِيرُ فِي مِنْهَا عَائِدٌ عَلَى شَجَرٍ ، إِذْ هُوَ اسْمُ جِنْسٍ يُؤَنَّثُ وَيُذَكَّرُ ، وَعَلَى قِرَاءَةِ
عَبْدِ اللَّهِ ، فَهُوَ وَاضِحٌ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=54فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ ) ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : ذُكِرَ عَلَى لَفْظِ الشَّجَرِ ، كَمَا أُنِّثَ عَلَى الْمَعْنَى فِي مِنْهَا . قَالَ : وَمَنْ قَرَأَ : مِنْ شَجَرَةٍ مِنْ زَقُّومٍ ، فَقَدْ جَعَلَ الضَّمِيرَيْنِ لِلشَّجَرَةِ ، وَإِنَّمَا ذُكِرَ الثَّانِي عَلَى تَأْوِيلِ الزَّقُّومِ لِأَنَّهُ يُفَسِّرُهَا ، وَهِيَ فِي مَعْنَاهُ . وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : وَالضَّمِيرُ فِي عَلَيْهِ عَائِدٌ عَلَى الْمَأْكُولِ ، أَوْ عَلَى الْأَكْلِ . انْتَهَى . فَلَمْ يَجْعَلْهُ عَائِدًا عَلَى شَجَرٍ . وَقَرَأَ
نَافِعٌ وَعَاصِمٌ وَحَمْزَةُ : ( شُرْبَ ) بِضَمِّ الشِّينِ ، وَهُوَ مَصْدَرٌ . وَقِيلَ : اسْمٌ لِمَا يُشْرَبُ ;
وَمُجَاهِدٌ nindex.php?page=showalam&ids=12081وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ : بِكَسْرِهَا ، وَهُوَ بِمَعْنَى الْمَشْرُوبِ ، اسْمٌ لَا مَصْدَرٌ ، كَالطَّحْنِ وَالرَّعْيِ ;
nindex.php?page=showalam&ids=13723وَالْأَعْرَجُ nindex.php?page=showalam&ids=15990وَابْنُ الْمُسَيَّبِ وَشُعَيْبُ بْنُ الْحَبْحَابِ nindex.php?page=showalam&ids=16871وَمَالِكُ بْنُ دِينَارٍ nindex.php?page=showalam&ids=13036وَابْنُ جُرَيْجٍ وَبَاقِي السَّبْعَةِ : بِفَتْحِهَا ، وَهُوَ مَصْدَرٌ مَقِيسٌ . وَالْهِيمُ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٌ وَعِكْرِمَةُ وَالضَّحَّاكُ : جَمْعُ أَهْيَمَ ، وَهُوَ الْجَمَلُ الَّذِي أَصَابَهُ الْهُيَامُ ، وَقَدْ فَسَّرْنَاهُ فِي الْمُفْرَدَاتِ . وَقِيلَ : جَمْعُ هَيْمَاءَ . وَقِيلَ : جَمْعُ هَائِمٍ وَهَائِمَةٍ ، وَجَمْعُ فَاعِلٍ عَلَى فِعْلٍ شَاذٌّ ، كَبَاذِلٍ وَبِذْلٍ ، وَعَائِذٍ وَعِوْذٍ ; وَالْهَائِمُ أَيْضًا مِنَ الْهُيَامِ . أَلَا تَرَى أَنَّ الْجَمَلَ إِذَا أَصَابَهُ ذَلِكَ هَامَ عَلَى وَجْهِهِ وَذَهَبَ ؟ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَسُفْيَانُ : الْهِيمُ : الرِّمَالُ الَّتِي لَا تُرْوَى مِنَ الْمَاءِ ، وَتَقَدَّمَ الْخِلَافُ فِي مُفْرَدِهِ ، أَهْوَ الْهَيَامُ بِفَتْحِ الْهَاءِ ، أَمْ بِالضَّمِّ ؟ وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ يُسَلِّطُ عَلَيْهِمْ مِنَ الْجُوعِ مَا يَضْطَرُّهُمْ إِلَى أَكْلِ الزَّقُّومِ الَّذِي كَالْمُهْلِ ، فَإِذَا مَلَئُوا مِنْهُ الْبُطُونَ ، سُلِّطَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْعَطَشِ مَا يَضْطَرُّهُمْ إِلَى شُرْبِ الْحَمِيمِ الَّذِي يُقَطِّعُ أَمْعَاءَهُمْ ، فَيَشْرَبُونَهُ شُرْبَ الْهِيمِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ .
وَقَالَ أَيْضًا : فَإِنْ قُلْتَ : كَيْفَ صَحَّ عَطْفُ الشَّارِبِينَ عَلَى الشَّارِبِينَ ، وَهُمَا لِذَوَاتٍ مُتَّفِقَةٍ وَصِفَتَانِ مُتَّفِقَتَانِ ، فَكَانَ عَطْفًا لِلشَّيْءِ عَلَى نَفْسِهِ ؟ قُلْتُ : لَيْسَتَا بِمُتَّفِقَتَيْنِ مِنْ حَيْثُ أَنَّ كَوْنَهُمْ شَارِبِينَ لِلْحَمِيمِ عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ مِنْ تَنَاهِي الْحَرَارَةِ وَقَطْعِ الْأَمْعَاءِ أَمْرٌ عَجِيبٌ ، وَشُرْبَهُمْ لَهُ عَلَى ذَلِكَ كَمَا تَشْرَبُ الْهِيمُ الْمَاءَ أَمْرٌ عَجِيبٌ أَيْضًا ; فَكَانَتَا صِفَتَيْنِ مُخْتَلِفَتَيْنِ . انْتَهَى . وَالْفَاءُ تَقْتَضِي التَّعْقِيبَ فِي الشُّرْبَيْنِ ، وَأَنَّهُمْ أَوَّلًا لَمَّا عَطِشُوا شَرِبُوا مِنَ الْحَمِيمِ ظَنًّا أَنَّهُ يُسَكِّنُ عَطَشَهُمْ ، فَازْدَادَ الْعَطَشُ بِحَرَارَةِ الْحَمِيمِ ، فَشَرِبُوا بَعْدَهُ شُرْبًا لَا يَقَعُ بِهِ رَيٌّ أَبَدًا ، وَهُوَ مِثْلُ شُرْبِ الْهِيمِ ، فَهُمَا شُرْبَانِ مِنَ الْحَمِيمِ لَا شُرْبٌ وَاحِدٌ ، اخْتَلَفَتْ صِفَتَاهُ فَعُطِفَ ، وَالْمَقْصُودُ الصِّفَةُ . وَالْمَشْرُوبُ مِنْهُ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=55فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ ) مَحْذُوفٌ لِفَهْمِ الْمَعْنَى ، تَقْدِيرُهُ : فَشَارِبُونَ مِنْهُ شُرْبَ الْهِيمِ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=56نُزُلُهُمْ ) بِضَمِّ الزَّايِ . وَقَرَأَ
ابْنُ مُحَيْصِنٍ وَخَارِجَةُ عَنْ
نَافِعٍ وَنُعَيْمٍ وَمَحْبُوبٍ وَأَبُو زَيْدٍ وَهَارُونُ وَعِصْمَةُ وَعَبَّاسٌ كُلُّهُمْ عَنْ
أَبِي عَمْرٍو : بِالسُّكُونِ ، وَهُوَ أَوَّلُ مَا يَأْكُلُهُ الضَّيْفُ ، وَفِيهِ تَهَكُّمٌ بِالْكُفَّارِ ، وَقَالَ الشَّاعِرُ :
وَكُنَّا إِذَا الْجَبَّارُ بِالْجَيْشِ ضَافَنَا جَعَلْنَا الْقَنَا وَالْمُرْهِفَاتِ لَهُ نُزُلَا
( يَوْمَ الدِّينِ ) : أَيْ يَوْمَ الْجَزَاءِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=57نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ ) بِالْإِعَادَةِ وَتُقِرُّونَ بِهَا ، كَمَا أَقْرَرْتُمْ بِالنَّشْأَةِ
[ ص: 211 ] الْأُولَى ، وَهِيَ خَلْقُهُمْ . ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=57فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ ) بِالْإِعَادَةِ وَتُقْرِرْنَ بِهَا كَمَا أَقْرَرْتُمْ ، فَهُوَ حَضٌّ عَلَى التَّصْدِيقِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=87وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ) ، أَوْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=57فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ أَفَرَأَيْتُمْ ) ، ثُمَّ حَضَّ عَلَى التَّصْدِيقِ عَلَى وَجْهِ تَقْرِيعِهِمْ بِسِيَاقِ الْحُجَجِ الْمُوجِبَةِ لِلتَّصْدِيقِ ، وَكَانَ كَافِرًا ، قَالَ : وَلِمَ أُصَدِّقُ ؟ فَقِيلَ لَهُ : أَفَرَأَيْتَ كَذَا مِمَّا الْإِنْسَانُ مَفْطُورٌ عَلَى الْإِقْرَارِ بِهِ ؟ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=58أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ ) ، وَهُوَ الْمَنِيُّ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الْإِنْسَانِ ، إِذْ لَيْسَ لَهُ فِي خَلْقِهِ عَمَلٌ وَلَا إِرَادَةٌ وَلَا قُدْرَةٌ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=59تَخْلُقُونَهُ ) : تُقَدِّرُونَهُ وَتُصَوِّرُونَهُ . انْتَهَى ، فَحُمِلَ الْخَلْقُ عَلَى التَّقْدِيرِ وَالتَّصْوِيرِ ، لَا عَلَى الْإِنْشَاءِ . وَيَجُوزُ فِي ( أَأَنْتُمْ ) أَنْ يَكُونَ مُبْتَدَأً ، وَخَبَرُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=59تَخْلُقُونَهُ ) ، وَالْأَوْلَى أَنْ يَكُونَ فَاعِلًا بِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ ، كَأَنَّهُ قَالَ : أَتَخْلُقُونَهُ ؟ فَلَمَّا حُذِفَ الْفِعْلُ ، انْفَصَلَ الضَّمِيرُ وَجَاءَ ( أَفَرَأَيْتُمْ ) هُنَا مُصَرَّحًا بِمَفْعُولِهَا الْأَوَّلِ . وَمَجِيءُ جُمْلَةِ الِاسْتِفْهَامِ فِي مَوْضِعِ الْمَفْعُولِ الثَّانِي عَلَى مَا هُوَ الْمُقَرَّرُ فِيهَا ، إِذَا كَانَتْ بِمَعْنَى أَخْبِرْنِي . وَجَاءَ بَعْدَ أَمْ جُمْلَةٌ فَقِيلَ : أَمْ مُنْقَطِعَةٌ ، وَلَيْسَتِ الْمُعَادَلَةُ لِلْهَمْزَةِ ، وَذَلِكَ فِي أَرْبَعَةِ مَوَاضِعَ هُنَا ، لِيَكُونَ ذَلِكَ عَلَى اسْتِفْهَامَيْنِ ، فَجَوَابُ الْأَوَّلِ لَا ، وَجَوَابُ الثَّانِي نَعَمْ ، فَتُقَدَّرُ أَمْ عَلَى هَذَا ، بَلْ أَنَحْنُ الْخَالِقُونَ فَجَوَابُهُ نَعَمْ . وَقَالَ قَوْمٌ مِنَ النُّحَاةِ : أَمْ هُنَا مُعَادِلَةٌ لِلْهَمْزَةِ ، وَكَانَ مَا جَاءَ مِنَ الْخَبَرِ بَعْدَ نَحْنُ جِيءَ بِهِ عَلَى سَبِيلِ التَّوْكِيدِ ، إِذْ لَوْ قَالَ : أَمْ نَحْنُ ، لَوَقَعَ الِاكْتِفَاءُ بِهِ دُونَ ذِكْرِ الْخَبَرِ . وَنَظِيرُ ذَلِكَ جَوَابُ مَنْ قَالَ : مَنْ فِي الدَّارِ ؟ زَيْدٌ فِي الدَّارِ ، أَوْ زَيْدٌ فِيهَا ، وَلَوِ اقْتَصَرَ فِي الْجَوَابِ عَلَى زَيْدٍ لَاكْتُفِيَ بِهِ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=58مَا تُمْنُونَ ) بِضَمِّ التَّاءِ ;
nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ وَأَبُو السَّمَّالِ : بِفَتْحِهَا . وَالْجُمْهُورُ : ( قَدَّرْنَا ) ، بِشَدِّ الدَّالِ ;
وَابْنُ كَثِيرٍ : يُخِفُّهَا ، أَيْ قَضَيْنَا وَأَثْبَتْنَا ، أَوْ رَتَّبْنَا فِي التَّقَدُّمِ وَالتَّأَخُّرِ ، فَلَيْسَ مَوْتُ الْعَالَمِ دُفْعَةً وَاحِدَةً ، بَلْ بِتَرْتِيبٍ لَا يَتَعَدَّى .
وَيُقَالُ : سَبَقْتَهُ عَلَى الشَّيْءِ : أَعْجَزْتَهُ عَنْهُ وَغَلَبْتَهُ عَلَيْهِ وَلَمْ تُمَكِّنْهُ مِنْهُ ، وَالْمَعْنَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=60وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ ) : أَيْ نَحْنُ قَادِرُونَ عَلَى ذَلِكَ ، لَا تَغْلِبُونَنَا عَلَيْهِ ، إِنْ أَرَدْنَا ذَلِكَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ : الْمَعْنَى نَحْنُ قَادِرُونَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=60قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=61عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ ) : أَيْ بِمَوْتِ طَائِفَةٍ وَنُبَدِّلُهَا بِطَائِفَةٍ ، هَكَذَا قَرْنًا بَعْدَ قَرْنٍ . انْتَهَى . فَعَلَى أَنْ نُبَدِّلَ مُتَعَلِّقٌ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=60نَحْنُ قَدَّرْنَا ) ، وَعَلَى الْقَوْلِ الْأَوَّلِ مُتَعَلِّقٌ ( بِمَسْبُوقِينَ ) ، أَيْ لَا نُسْبَقُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=61عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ ) ، وَأَمْثَالَكُمْ جَمْعُ مِثْلٍ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=61وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ ) مِنَ الصِّفَاتِ : أَيْ نَحْنُ قَادِرُونَ عَلَى أَنْ نَعْدِمَكُمْ وَنُنْشِئَ أَمْثَالَكُمْ ، وَعَلَى تَغْيِيرِ أَوْصَافِكُمْ مِمَّا لَا يُحِيطُ بِهِ فِكْرُكُمْ . وَقَالَ
الْحَسَنُ : مِنْ كَوْنِكُمْ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ ، قَالَ ذَلِكَ لِأَنَّ الْآيَةَ تَنْحُو إِلَى الْوَعِيدِ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ( أَمْثَالَكُمْ ) جَمْعَ مِثْلٍ بِمَعْنَى الصِّفَةِ ، أَيْ نَحْنُ قَادِرُونَ عَلَى أَنْ نُغَيِّرَ صِفَاتِكُمُ الَّتِي أَنْتُمْ عَلَيْهَا خَلْقًا وَخُلُقًا ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=61وَنُنْشِئَكُمْ ) فِي صِفَاتٍ لَا تَعْلَمُونَهَا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=62وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى ) : أَيْ عَلِمْتُمْ أَنَّهُ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ ، أَوَّلًا أَنْشَأْنَا إِنْسَانًا . وَقِيلَ : نَشْأَةُ
آدَمَ ، وَأَنَّهُ خُلِقَ مِنْ طِينٍ ، وَلَا يُنْكِرُهَا أَحَدٌ مِنْ وَلَدِهِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=62فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ ) : حَضٌّ عَلَى التَّذْكِيرِ الْمُؤَدِّي إِلَى الْإِيمَانِ وَالْإِقْرَارِ بِالنَّشْأَةِ الْآخِرَةِ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : تَذَّكَّرُونَ بِشَدِّ الذَّالِ ;
وَطَلْحَةُ يُخِفُّهَا وَضَمِّ الْكَافِ ، قَالُوا : وَهَذِهِ الْآيَةُ دَالَّةٌ عَلَى اسْتِعْمَالِ الْقِيَاسِ وَالْحَضِّ عَلَيْهِ . انْتَهَى ، وَلَا تَدُلُّ إِلَّا عَلَى قِيَاسِ الْأَوْلَى ، لَا عَلَى جَمِيعِ أَنْوَاعِ الْقِيَاسِ .