nindex.php?page=treesubj&link=29028سورة الحديد مدنية وهي تسع وعشرون آية
بسم الله الرحمن الرحيم (
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29028سبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=2له ملك السماوات والأرض يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=3هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=4هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=5له ملك السماوات والأرض وإلى الله ترجع الأمور nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=6يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وهو عليم بذات الصدور ) .
قال
النقاش وغيره : هذه السورة مدنية بإجماع من المفسرين . وقال غيره ،
nindex.php?page=showalam&ids=14423كالزمخشري : هي مكية . وقال
ابن عطية : لا خلاف أن فيها قرآنا مدنيا ، لكن يشبه صدرها أن
[ ص: 217 ] يكون مكيا .
nindex.php?page=treesubj&link=29028ومناسبة أول هذه السورة لآخر ما قبلها واضحة ، لأنه تعالى أمر بالتسبيح ، ثم أخبر أن التسبيح المأمور به قد فعله والتزمه كل من في السماوات والأرض ، وأتى سبح بلفظ الماضي ، ويسبح بلفظ المضارع ، وكله يدل على الديمومة والاستمرار ، وإن ذلك ديدن من في السماوات والأرض . والتسبيح هنا عند الأكثرين بمعنى التنزيه المعروف في قولهم : سبحان الله ، فقيل : هو حقيقة في الجميع ، وقيل : فيمن يمكن التسبيح منهم ، وقيل : مجاز ، بمعنى : أن أثر الصنعة فيها ينبه الرائي على التسبيح . وقيل : التسبيح هنا الصلاة ، ففي الجماد بعيد ، وفي الكافر سجود ظله صلاته ، وفي المؤمن ذلك سائغ ، واللام في ( لله ) ، إما أن تكون بمنزلة اللام في : نصحت لزيد ، يقال : سبح الله ، كما يقال ; نصحت زيدا ، فجيء باللام لتقوية وصول الفعل إلى المفعول ; وإما أن تكون لام التعليل ، أي أحدث التسبيح لأجل الله ، أي لوجهه خالصا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=2يحيي ويميت ) : جملة مستقلة لا موضع لها من الإعراب لقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=2له ملك السماوات والأرض ) . لما أخبر بأنه له الملك ، أخبر عن ذاته بهذين الوصفين العظيمين اللذين بهما تمام التصرف في الملك ، وهو إيجاد ما شاء وإعدام ما شاء ، ولذلك أعقب بالقدرة التي بها الإحياء والإماتة . وجوز أن يكون خبر مبتدأ ، أي هو يحيي ويميت . وأن يكون حالا ، وذو الحال الضمير في له ، والعامل فيها العامل في الجار والمجرور . (
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=3هو الأول ) : الذي ليس لوجوده بداية مفتتحة ، ( والآخر ) : أي الدائم الذي ليس له نهاية منقضية . وقيل : الأول الذي كان قبل كل شيء ، والآخر الذي يبقى بعد هلاك كل شيء . ( والظاهر ) بالأدلة ونظر العقول في صفته ، ( والباطن ) لكونه غير مدرك بالحواس . وقال
أبو بكر الوراق : الأول بالأزلية ، والآخر بالأبدية . وقيل : ( الظاهر ) العالي على كل شيء ، الغالب له من ظهر عليه إذا علاه وغلبه ; ( والباطن ) : الذي بطن كل شيء ، أي علم باطنه . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري ; فإن قلت : فما معنى الواو ؟ قلت : الواو الأولى معناها الدلالة على أنه الجامع بين الصفتين الأولية والآخرية ; والثانية على أنه الجامع بين الظهور والخفاء ; وأما الوسطى فعلى أنه الجامع بين مجموع الصفتين الأوليين ومجموع الصفتين الأخريين . فهو المستمر الوجود في جميع الأوقات الماضية والآتية ، وهو في جميعها ظاهر وباطن جامع الظهور بالأدلة والخفاء ، فلا يدرك بالحواس ; وفي هذا حجة على من جوز إدراكه في الآخرة بالحاسة . انتهى ، وفيه دسيسة الاعتزال .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=4يعلم ما يلج في الأرض ) من المطر والأموات وغير ذلك ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=4وما يخرج منها ) من النبات والمعادن وغيرها ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=4وما ينزل من السماء ) من الملائكة والرحمة والعذاب وغيره ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=4وما يعرج فيها ) من الملائكة وصالح الأعمال وسيئها ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=4وهو معكم أين ما كنتم ) : أي بالعلم والقدرة . قال
nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري : المعنى علمه معكم ، وهذه آية أجمعت الأمة على هذا التأويل فيها ، وأنها لا تحمل على ظاهرها من المعية بالذات ، وهي حجة على من منع التأويل في غيرها مما يجرى مجراها من استحالة الحمل على ظاهرها . وقال بعض العلماء : فيمن يمتنع من تأويل ما لا يمكن حمله على ظاهره ، وقد تأول هذه الآية ، وتأول "
الحجر الأسود يمين الله في الأرض " ، لو اتسع عقله لتأول غير هذا مما هو في معناه . وقرأ الجمهور ; ( ترجع ) ، مبنيا للمفعول ;
والحسن وابن أبي إسحاق nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج : مبنيا للفاعل ; والأمور عام في جميع الموجودات أعراضها وجواهرها . وتقدم شرح ما قبل هذا وما بعده ، فأغنى عن إعادته .
nindex.php?page=treesubj&link=29028سُورَةُ الْحَدِيدِ مَدَنِيَّةٌ وَهِيَ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ آيَةً
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29028سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=2لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=3هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=4هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=5لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=6يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) .
قَالَ
النَّقَّاشُ وَغَيْرُهُ : هَذِهِ السُّورَةُ مَدَنِيَّةٌ بِإِجْمَاعٍ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ . وَقَالَ غَيْرُهُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14423كَالزَّمَخْشَرِيِّ : هِيَ مَكِّيَّةٌ . وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : لَا خِلَافَ أَنَّ فِيهَا قُرْآنًا مَدَنِيًّا ، لَكِنْ يُشْبِهُ صَدْرُهَا أَنْ
[ ص: 217 ] يَكُونُ مَكِّيًّا .
nindex.php?page=treesubj&link=29028وَمُنَاسَبَةُ أَوَّلِ هَذِهِ السُّورَةِ لِآخِرِ مَا قَبْلَهَا وَاضِحَةٌ ، لِأَنَّهُ تَعَالَى أَمَرَ بِالتَّسْبِيحِ ، ثُمَّ أَخْبَرَ أَنَّ التَّسْبِيحَ الْمَأْمُورَ بِهِ قَدْ فَعَلَهُ وَالْتَزَمَهُ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، وَأَتَى سَبِّحْ بِلَفْظِ الْمَاضِي ، وَيُسَبِّحُ بِلَفْظِ الْمُضَارِعِ ، وَكُلُّهُ يَدُلُّ عَلَى الدَّيْمُومَةِ وَالِاسْتِمْرَارِ ، وَإِنَّ ذَلِكَ دَيْدَنُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ . وَالتَّسْبِيحُ هُنَا عِنْدَ الْأَكْثَرِينَ بِمَعْنَى التَّنْزِيهِ الْمَعْرُوفِ فِي قَوْلِهِمْ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، فَقِيلَ : هُوَ حَقِيقَةٌ فِي الْجَمِيعِ ، وَقِيلَ : فِيمَنْ يُمْكِنُ التَّسْبِيحُ مِنْهُمْ ، وَقِيلَ : مَجَازٌ ، بِمَعْنَى : أَنَّ أَثَرَ الصَّنْعَةِ فِيهَا يُنَبِّهُ الرَّائِي عَلَى التَّسْبِيحِ . وَقِيلَ : التَّسْبِيحُ هُنَا الصَّلَاةُ ، فَفِي الْجَمَادِ بَعِيدٌ ، وَفِي الْكَافِرِ سُجُودُ ظِلِّهِ صَلَاتُهُ ، وَفِي الْمُؤْمِنِ ذَلِكَ سَائِغٌ ، وَاللَّامُ فِي ( لِلَّهِ ) ، إِمَّا أَنْ تَكُونَ بِمَنْزِلَةِ اللَّامِ فِي : نَصَحْتُ لِزَيْدٍ ، يُقَالُ : سَبِّحِ اللَّهَ ، كَمَا يُقَالُ ; نَصَحْتُ زَيْدًا ، فَجِيءَ بِاللَّامِ لِتَقْوِيَةِ وُصُولِ الْفِعْلِ إِلَى الْمَفْعُولِ ; وَإِمَّا أَنْ تَكُونَ لَامَ التَّعْلِيلِ ، أَيْ أَحْدِثِ التَّسْبِيحَ لِأَجْلِ اللَّهِ ، أَيْ لِوَجْهِهِ خَالِصًا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=2يُحْيِي وَيُمِيتُ ) : جُمْلَةٌ مُسْتَقِلَّةٌ لَا مَوْضِعَ لَهَا مِنَ الْإِعْرَابِ لِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=2لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) . لَمَّا أَخْبَرَ بِأَنَّهُ لَهُ الْمُلْكُ ، أَخْبَرَ عَنْ ذَاتِهِ بِهَذَيْنِ الْوَصْفَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ اللَّذَيْنِ بِهِمَا تَمَامُ التَّصَرُّفِ فِي الْمُلْكِ ، وَهُوَ إِيجَادُ مَا شَاءَ وَإِعْدَامُ مَا شَاءَ ، وَلِذَلِكَ أَعْقَبَ بِالْقُدْرَةِ الَّتِي بِهَا الْإِحْيَاءُ وَالْإِمَاتَةُ . وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ خَبَرَ مُبْتَدَأٍ ، أَيْ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ . وَأَنْ يَكُونَ حَالًا ، وَذُو الْحَالِ الضَّمِيرُ فِي لَهُ ، وَالْعَامِلُ فِيهَا الْعَامِلُ فِي الْجَارِّ وَالْمَجْرُورِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=3هُوَ الْأَوَّلُ ) : الَّذِي لَيْسَ لِوُجُودِهِ بِدَايَةٌ مُفْتَتَحَةٌ ، ( وَالْآخِرُ ) : أَيِ الدَّائِمُ الَّذِي لَيْسَ لَهُ نِهَايَةٌ مُنْقَضِيَةٌ . وَقِيلَ : الْأَوَّلُ الَّذِي كَانَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ ، وَالْآخِرُ الَّذِي يَبْقَى بَعْدَ هَلَاكِ كُلِّ شَيْءٍ . ( وَالظَّاهِرُ ) بِالْأَدِلَّةِ وَنَظَرِ الْعُقُولِ فِي صِفَتِهِ ، ( وَالْبَاطِنُ ) لِكَوْنِهِ غَيْرَ مُدْرَكٍ بِالْحَوَاسِّ . وَقَالَ
أَبُو بَكْرٍ الْوَرَّاقُ : الْأَوَّلُ بِالْأَزَلِيَّةِ ، وَالْآخِرُ بِالْأَبَدِيَّةِ . وَقِيلَ : ( الظَّاهِرُ ) الْعَالِي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ، الْغَالِبُ لَهُ مَنْ ظَهَرَ عَلَيْهِ إِذَا عَلَاهُ وَغَلَبَهُ ; ( وَالْبَاطِنُ ) : الَّذِي بَطَنَ كُلَّ شَيْءٍ ، أَيْ عَلِمَ بَاطِنَهُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ ; فَإِنْ قُلْتَ : فَمَا مَعْنَى الْوَاوِ ؟ قُلْتُ : الْوَاوُ الْأُولَى مَعْنَاهَا الدَّلَالَةُ عَلَى أَنَّهُ الْجَامِعُ بَيْنَ الصِّفَتَيْنِ الْأَوَّلِيَّةِ وَالْآخِرِيَّةِ ; وَالثَّانِيَةُ عَلَى أَنَّهُ الْجَامِعُ بَيْنَ الظُّهُورِ وَالْخَفَاءِ ; وَأَمَّا الْوُسْطَى فَعَلَى أَنَّهُ الْجَامِعُ بَيْنَ مَجْمُوعِ الصِّفَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ وَمَجْمُوعِ الصِّفَتَيْنِ الْأُخْرَيَيْنِ . فَهُوَ الْمُسْتَمِرُّ الْوُجُودِ فِي جَمِيعِ الْأَوْقَاتِ الْمَاضِيَةِ وَالْآتِيَةِ ، وَهُوَ فِي جَمِيعِهَا ظَاهِرٌ وَبَاطِنٌ جَامِعُ الظُّهُورِ بِالْأَدِلَّةِ وَالْخَفَاءِ ، فَلَا يُدْرَكُ بِالْحَوَاسِّ ; وَفِي هَذَا حُجَّةٌ عَلَى مَنْ جَوَّزَ إِدْرَاكَهُ فِي الْآخِرَةِ بِالْحَاسَّةِ . انْتَهَى ، وَفِيهِ دَسِيسَةُ الِاعْتِزَالِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=4يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ ) مِنَ الْمَطَرِ وَالْأَمْوَاتِ وَغَيْرِ ذَلِكَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=4وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا ) مِنَ النَّبَاتِ وَالْمَعَادِنِ وَغَيْرِهَا ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=4وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ ) مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَالرَّحْمَةِ وَالْعَذَابِ وَغَيْرِهِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=4وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ) مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَصَالِحِ الْأَعْمَالِ وَسَيِّئِهَا ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=4وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ) : أَيْ بِالْعِلْمِ وَالْقُدْرَةِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16004الثَّوْرِيُّ : الْمَعْنَى عِلْمُهُ مَعَكُمْ ، وَهَذِهِ آيَةٌ أَجْمَعَتِ الْأُمَّةُ عَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ فِيهَا ، وَأَنَّهَا لَا تُحْمَلُ عَلَى ظَاهِرِهَا مِنَ الْمَعِيَّةِ بِالذَّاتِ ، وَهِيَ حُجَّةٌ عَلَى مَنْ مَنَعَ التَّأْوِيلَ فِي غَيْرِهَا مِمَّا يُجْرَى مَجْرَاهَا مِنِ اسْتِحَالَةِ الْحَمْلِ عَلَى ظَاهِرِهَا . وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ : فِيمَنْ يَمْتَنِعُ مِنْ تَأْوِيلِ مَا لَا يُمْكِنُ حَمْلُهُ عَلَى ظَاهِرِهِ ، وَقَدْ تَأَوَّلَ هَذِهِ الْآيَةَ ، وَتَأَوَّلَ "
الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ يَمِينُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ " ، لَوِ اتَّسَعَ عَقْلُهُ لَتَأَوَّلَ غَيْرَ هَذَا مِمَّا هُوَ فِي مَعْنَاهُ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ ; ( تُرْجَعُ ) ، مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ ;
وَالْحَسَنُ وَابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ nindex.php?page=showalam&ids=13723وَالْأَعْرَجُ : مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ ; وَالْأُمُورُ عَامٌّ فِي جَمِيعِ الْمَوْجُودَاتِ أَعْرَاضِهَا وَجَوَاهِرِهَا . وَتَقَدَّمَ شَرْحُ مَا قَبْلَ هَذَا وَمَا بَعْدَهُ ، فَأَغْنَى عَنْ إِعَادَتِهِ .