nindex.php?page=treesubj&link=29029سورة المجادلة مدنية وهي اثنان وعشرون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
[ ص: 230 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=1قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=2الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم وإنهم ليقولون منكرا من القول وزورا وإن الله لعفو غفور nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=3والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=4فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله وتلك حدود الله وللكافرين عذاب أليم nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=5إن الذين يحادون الله ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم وقد أنزلنا آيات بينات وللكافرين عذاب مهين nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=6يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=7ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=8ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=9ياأيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وتناجوا بالبر والتقوى واتقوا الله الذي إليه تحشرون nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=10إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=11ياأيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم وإذا قيل انشزوا فانشزوا يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=12ياأيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=13أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الله ورسوله والله خبير بما تعملون nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=14ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=15أعد الله لهم عذابا شديدا إنهم ساء ما كانوا يعملون nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=16اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله فلهم عذاب مهين nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=17لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=18يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=19استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=20إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=21كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون ) فسح في المجلس : وسع لغيره .
[ ص: 231 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29029قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=2الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم وإنهم ليقولون منكرا من القول وزورا وإن الله لعفو غفور nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=3والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=4فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله وتلك حدود الله وللكافرين عذاب أليم nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=5إن الذين يحادون الله ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم وقد أنزلنا آيات بينات وللكافرين عذاب مهين nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=6يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=7ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم ) .
[ ص: 232 ] هذه السورة مدنية . قال
الكلبي : إلا قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=7ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ) . وعن
عطاء : العشر الأول منها مدني وباقيها
nindex.php?page=showalam&ids=17140مكي . قرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=1قد سمع ) بالبيان ;
وأبو عمرو وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي وابن محيصن : بالإدغام ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=15833خلف بن هشام البزار : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي يقول : من قرأ قد سمع فبين الدال عند السين ، فلسانه أعجمي ليس بعربي ، ولا يلتفت إلى هذا القول ; فالجمهور على البيان . والتي تجادل
خولة بنت ثعلبة ، ويقال بالتصغير ، أو
خولة بنت خويلد ، أو
nindex.php?page=showalam&ids=10683خولة بنت حكيم ، أو
خولة بنت دليج ، أو
جميلة ، أو
خولة بنت الصامت ، أقوال للسلف . وأكثر الرواة على أن الزوج في هذه النازلة
أوس بن الصامت أخو
عبادة . وقيل :
سلمة بن صخر البياضي ظاهر من امرأته . قالت زوجته :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374938يا رسول الله ، أكل أوس شبابي ونثرت له بطني ، فلما كبرت ومات أهلي ظاهر مني ، فقال لها : " ما أراك إلا قد حرمت عليه " ، فقالت : يا رسول الله لا تفعل ، فإني وحيدة ليس لي أهل سواه ، فراجعها بمثل مقالته فراجعته ، فهذا هو جدالها ، وكانت في خلال ذلك تقول : اللهم إن لي منه صبية صغارا ، إن ضممتهم إليه ضاعوا ، وإن ضممتهم إلي جاعوا . فهذا هو اشتكاؤها إلى الله ، فنزل الوحي عند جدالها .
قالت عائشة رضي الله تعالى عنها : سبحان من وسع سمعه الأصوات . كان بعض كلام خولة يخفى علي ، وسمع الله جدالها ، فبعث رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، إلى أوس وعرض عليه كفارة الظهار العتق ، فقال : ما أملك ، والصوم ، فقال : ما أقدر ، والإطعام ، فقال : لا أجد إلا أن تعينني ، فأعانه ، صلى الله عليه وسلم ، بخمسة عشر صاعا ودعا له ، فكفر بالإطعام وأمسك أهله . وكان
عمر ، رضي الله تعالى عنه ، يكرم
خولة إذا دخلت عليه ويقول : قد سمع الله لها . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : معنى قد : التوقع ، لأنه ، صلى الله عليه وسلم ،
nindex.php?page=treesubj&link=32309والمجادلة كانا متوقعين أن يسمع الله مجادلتها وشكواها وينزل في ذلك ما يفرج عنها . انتهى .
وقرأ الحرميان
وأبو عمرو : يظهرون . بشدهما ; والأخوان
وابن عامر : يظاهرون مضارع ظاهر .
وأبي : يتظاهرون مضارع تظاهر . وعنه : يتظهرون ، مضارع تظهر ; والمراد به كله الظهار ، وهو
nindex.php?page=treesubj&link=23271قول الرجل لامرأته : أنت علي كظهر أمي ، يريد في التحريم ، كأنه إشارة إلى الركوب ، إذ عرفه في ظهور الحيوان . والمعنى أنه لا يعلوها كما لا يعلو أمه ، ولذلك تقول العرب في مقابلة ذلك : نزلت عن امرأتي ، أي طلقتها . وقوله : ( منكم ) ، إشارة إلى توبيخ العرب وتهجين عادتهم في الظهار ، لأنه كان من أيمان أهل جاهليتهم خاصة دون سائر الأمم .
وقرأ الجمهور : ( أمهاتهم ) ، بالنصب على لغة الحجاز ;
والمفضل عن
عاصم : بالرفع على لغة
تميم ;
nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود : بأمهاتهم ، بزيادة الباء . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : في لغة من ينصب . انتهى . يعني أنه لا تزاد الباء في لغة
تميم ، وهذا ليس بشيء ، وقد رد ذلك على
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري . وزيادة الباء في مثل : ما زيد بقائم ، كثير في لغة
تميم ،
nindex.php?page=showalam&ids=14423والزمخشري تبع في ذلك
أبا علي الفارسي رحمه الله . ولما كان معنى كظهر أمي : كأمي في التحريم ، ولا يراد خصوصية الظهر الذي هو من الجسد ، جاء النفي بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=2ما هن أمهاتهم ) ، ثم أكد ذلك بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=2إن أمهاتهم ) : أي حقيقة ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=2إلا اللائي ولدنهم ) وألحق بهن في التحريم أمهات الرضاع وأمهات المؤمنين أزواج الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، والزوجات لسن بأمهات حقيقة ولا ملحقات بهن . فقول المظاهر منكر من القول تنكره الحقيقة وينكره الشرع ، وزورا : كذب باطل منحرف عن الحق ، وهو محرم تحريم المكروهات جدا ، فإذا وقع لزم ، وقد رجى تعالى بعده بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=2وإن الله لعفو غفور ) مع الكفارة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=2وإن الله لعفو غفور ) لما سلف منه إذا تاب عنه ولم
[ ص: 233 ] يعد إليه . انتهى ، وهي نزعة اعتزالية .
والظاهر أن الظهار لا يكون إلا بالأم وحدها . فلو قال : أنت علي كظهر أختي أو ابنتي ، لم يكن ظهارا ، وهو قول
قتادة nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي وداود ، ورواية
nindex.php?page=showalam&ids=11956أبي ثور عن
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي . وقال الجمهور :
الحسن والنخعي nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري وأبو حنيفة ومالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي في قول هو ظهار ، والظاهر أن
nindex.php?page=treesubj&link=12034الذمي لا يلزمه ظهاره لقوله : ( منكم ) ، أي من المؤمنين وبه قال
أبو حنيفة nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي لكونها ليست من نسائه . وقال
مالك : يلزمه ظهاره إذا نكحها ، ويصح من المطلقة الرجعية . وقال
المزني لا يصح . وقال بعض العلماء : لا يصح ظهار غير المدخول بها ، ولو ظاهر من أمته التي يجوز له وطئها ، لزمه عند
مالك . وقال
أبو حنيفة nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي : لا يلزم ، وسبب الخلاف هو : هل تندرج في نسائهم أم لا ؟ والظاهر صحة ظهار العبد لدخوله في يظاهرون منكم ، لأنه من جملة المسلمين ، وإن تعذر منه العتق والإطعام ، فهو قادر على الصوم . وحكى
الثعلبي عن
مالك أنه لا يصح ظهاره ، وليست المرأة مندرجة في الذين يظاهرون ، فلو ظاهرت من زوجها لم يكن شيئا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14111الحسن بن زياد : تكون مظاهرة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي وعطاء وإسحاق وأبو يوسف : إذا قالت لزوجها أنت علي كظهر فلانة ، فهي يمين تكفرها . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري : أرى أن تكفر
nindex.php?page=treesubj&link=12129كفارة الظهار ، ولا يحول قولها هذا بينها وبين زوجها أن يصيبها .
والظاهر أن قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=3ثم يعودون لما قالوا ) : أن يعودوا للفظ الذي سبق منهم ، وهو قول الرجل ثانيا : أنت مني كظهر أمي ، فلا تلزم الكفارة بالقول ، وإنما تلزم بالثاني ، وهذا مذهب أهل الظاهر . وروي أيضا عن
nindex.php?page=showalam&ids=15562بكير بن عبد الله بن الأشج وأبي العالية وأبي حنيفة : وهو قول
الفراء . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16248طاوس وقتادة nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري والحسن ومالك وجماعة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=3لما قالوا ) : أي للوطء ، والمعنى : لما قالوا أنهم لا يعودون إليه ، فإذا ظاهر ثم وطئ ، فحينئذ يلزمه الكفارة ، وإن طلق أو ماتت . وقال
أبو حنيفة ومالك أيضا
nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي وجماعة : معناه يعودون لما قالوا بالعزم على الإمساك والوطء ، فمتى عزم على ذلك لزمته الكفارة ، طلق أو ماتت . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : العود الموجب للكفارة أن يمسك عن طلاقها بعد الظهار ، ويمضي بعده زمان يمكن أن يطلقها فيه فلا يطلق . وقال قوم : المعنى : والذين يظاهرون من نسائهم في الجاهلية ، أي كان الظهار عادتهم ، ثم يعودون إلى ذلك في الإسلام ، وقاله
القتبي . وقال
الأخفش : فيه تقديم وتأخير ، والتقدير : فتحرير رقبة لما قالوا ، وهذا قول ليس بشيء لأنه يفسد نظم الآية .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=3فتحرير رقبة ) ، والظاهر أنه يجزئ مطلق رقبة ، فتجزئ الكافرة . وقال
مالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي : شرطها الإسلام ، كالرقبة في كفارة القتل . والظاهر إجزاء المكاتب ، لأنه عبد ما بقي عليه درهم ، وبه قال
أبو حنيفة وأصحابه : وإن أعتق نصفي عبدين لا يجزئ . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : يجزئ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=3من قبل أن يتماسا ) : لا يجوز للمظاهر أن يطأ حتى يكفر ، فإن فعل عصى ، ولا يسقط عنه التكفير . وقال
مجاهد : يلزمه كفارة أخرى . وقيل : تسقط الكفارة الواجبة عليه ، ولا يلزمه شيء . وحديث
أوس بن الصامت يرد على هذا القول ، وسواء كانت الكفارة بالعتق أم الصوم أم الإطعام . وقال
أبو حنيفة : إذا كانت بالإطعام ، جاز له أن يطأ ثم يطعم ، وهو ظاهر قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=4فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا ) ، إذ لم يقل فيه : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=4من قبل أن يتماسا ) ، وقيد ذلك في العتق والصوم . والظاهر في التماس الحقيقة ، فلا يجوز تماسهما قبله أو مضاجعة أو غير ذلك من وجوه الاستمتاع ، وهو قول
مالك وأحد قولي
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي . وقال الأكثرون : هو الوطء ، فيجوز له الاستمتاع بغيره قبل التكفير ، وقاله
الحسن nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري ، وهو الصحيح من مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي . والضمير في ( يتماسا ) عائد على ما عاد عليه الكلام من المظاهر والمظاهر منها . (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=3ذلكم توعظون به ) : إشارة إلى التحرير ، أي فعل عظة لكم لتنتهوا عن الظهار .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=4فمن لم يجد ) : أي الرقبة
[ ص: 234 ] ولا ثمنها ، أو وجدها ، أو ثمنها ، وكان محتاجا إلى ذلك ، فقال
أبو حنيفة : يلزمه العتق ولو كان محتاجا إلى ذلك ، ولا ينتقل إلى الصوم ، وهو الظاهر . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : ينتقل إلى الصوم . والشهران بالأهلة ، وإن جاء أحدهما ناقصا ، أو بالعدد لا بالأهلة ، فيصوم إلى الهلال ، ثم شهرا بالهلال ، ثم يتم الأول بالعدد . والظاهر وجوب التتابع ، فإن أفطر بغير عذر استأنف ، أو بعذر من سفر ونحوه . فقال
nindex.php?page=showalam&ids=15990ابن المسيب nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء بن أبي رباح nindex.php?page=showalam&ids=16705وعمرو بن دينار nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي ومالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي : في أحد قوليه يبني . وقال
النخعي nindex.php?page=showalam&ids=13033وابن جبير nindex.php?page=showalam&ids=14152والحكم بن عيينة nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري وأصحاب الرأي
nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي : في أحد قوليه . والظاهر أنه إن وجد الرقبة بعد أن شرع في الصوم ، أنه يصوم ويجزئه ، وهو مذهب
مالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي . وقال
أبو حنيفة وأصحابه : يلزمه العتق ، ولو وطئ في خلال الصوم بطل التتابع ويستأنف ، وبه قال
مالك وأبو حنيفة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : يبطل إن جامع نهارا لا ليلا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=4فمن لم يستطع ) لصوم لزمانة به ، أو كونه يضعف به ضعفا شديدا ، كما جاء في حديث
أوس لما قال :
هل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ؟ فقال : والله يا رسول الله إني إذا لم آكل في اليوم والليلة ثلاث مرات كل بصري وخشيت أن تعشو عيني . والظاهر مطلق الإطعام ، وتخصصه ما كانت العادة في الإطعام وقت النزول ، وهو ما يشبع من غير تحديد بمد . ومذهب
مالك أنه مد وثلث بالمد النبوي ، ويجب استيعاب العدد ستين عند
مالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي ، وهو الظاهر . وقال
أبو حنيفة وأصحابه : لو أطعم مسكينا واحدا كل يوم نصف صاع حتى يكمل العدد أجزأه . (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=4ذلك لتؤمنوا ) ، قال
ابن عطية : إشارة إلى الرجعة والتسهيل في الفعل من التحرير إلى الصوم والإطعام . ثم شدد تعالى بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=4وتلك حدود الله ) : أي فالزموها وقفوا عندها . ثم توعد الكافرين بهذا الحكم الشرعي . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ذلك البيان والتعليم للأحكام والتنبيه عليها ، لتصدقوا بالله ورسوله في العمل بشرائعه التي شرعها في الظهار وغيره ورفض ما كنتم عليه من جاهليتكم ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=4وتلك حدود الله ) التي لا يجوز تعديها ، ( وللكافرين ) الذين لا يتبعونها ولا يعملون عليها ( عذاب أليم ) . انتهى .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=32309_29029إن الذين يحادون الله ورسوله ) : نزلت في مشركي
قريش ، أخزوا يوم
الخندق بالهزيمة ، كما أخزي من قاتل الرسل من قبلهم . ولما ذكر المؤمنين الواقفين عند حدوده ، ذكر المحادين المخالفين لها ، والمحادة : المعاداة والمخالفة في الحدود . ( كبتوا ) ، قال
قتادة : أخزوا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : لعنوا . قيل : وهي لغة
مذحج . وقال
ابن زيد وأبو روق : ردوا مخذولين . وقال
الفراء : غيظوا يوم
الخندق . (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=5كما كبت الذين من قبلهم ) : أي من قاتل الأنبياء . وقيل : يوم
بدر . وقال
أبو عبيدة والأخفش : أهلكوا . وعن
أبي عبيدة : التاء بدل من الدال ، أي كبدوا : أصابهم داء في أكبادهم . قيل : والذين من قبلهم منافقو الأمم . قيل : وكبتوا بمعنى سيكبتون ، وهي بشارة للمؤمنين بالنصر . وعبر بالماضي لتحقق وقوعه ، وتقدم الكلام في مادة كبت في آل عمران .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=5وقد أنزلنا آيات بينات ) على صدق
محمد ، صلى الله عليه وسلم وصحة ما جاء به . ( وللكافرين ) : أي الذين يحادونه ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=5عذاب مهين ) : أي يهينهم ويذلهم . والناصب لـ " يوم يبعثهم " العامل في للكافرين أو مهين أو اذكر أو يكون على أنه جواب لمن سأل متى يكون عذاب هؤلاء ؟ فقيل له : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=6يوم يبعثهم الله ) : أي يكون يوم يبعثهم الله ، وانتصب ( جميعا ) على الحال : أي مجتمعين في صعيد واحد ، أو معناه كلهم ، إذ جميع يحتمل ذينك المعنيين ; (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=6فينبئهم بما عملوا ) ، تخجيلا لهم وتوبيخا . ( أحصاه ) بجميع تفاصيله وكميته وكيفيته وزمانه ومكانه . ( ونسوه ) لاستحقارهم إياه واحتقارهم أنه لا يقع عليه حساب . ( شهيد ) : لا يخفى عليه شيء . وقرأ الجمهور : ما يكون بالياء ;
وأبو جعفر وأبو حيوة وشيبة : بالتاء لتأنيث النجوى .
قال صاحب اللوامح : وإن شغلت بالجار ، فهي بمنزلة : ما جاءتني من امرأة ،
[ ص: 235 ] إلا أن الأكثر في هذا الباب التذكير على ما في العامة ، يعني القراءة العامة ، قال : لأنه مسند إلى (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=7من نجوى ) وهو يقتضي الجنس ، وذلك مذكر . انتهى . وليس الأكثر في هذا الباب التذكير ، لأن من زائدة . فالفعل مسند إلى مؤنث ، فالأكثر التأنيث ، وهو القياس ، قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=4وما تأتيهم من آية من آيات ربهم ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=5ما تسبق من أمة أجلها ) ، ويكون هنا تامة ، ونجوى احتمل أن تكون مصدرا مضافا إلى ثلاثة ، أي من تناجي ثلاثة ، أو مصدرا على حذف مضاف ، أي من ذوي نجوى ، أو مصدرا أطلق على الجماعة المتناجين ، فثلاثة : على هذين التقديرين . قال
ابن عطية : بدل أو صفة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : صفة . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابن أبي عبلة ثلاثة وخمسة بالنصب على الحال ، والعامل يتناجون مضمرة يدل عليه نجوى . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : أو على تأويل نجوى بمتناجين ، ونصبها من المستكن فيه . وقال
ابن عيسى : كل سرار نجوى . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13215ابن سراقة : السرار ما كان بين اثنين ، والنجوى ما كان بين أكثر . قيل : نزلت في المنافقين ، واختص الثلاثة والخمسة لأن المنافقين كانوا يتناجون على هذين العددين مغايظة لأهل الإيمان ; والجملة بعد إلا في المواضع الثلاثة في موضع الحال ، وكونه تعالى رابعهم وسادسهم ومعهم بالعلم وإدراك ما يتناجون به . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : نزلت في
ربيعة وحبيب ابني عمرو nindex.php?page=showalam&ids=90وصفوان بن أمية ، تحدثوا فقال أحدهم : أترى الله يعلم ما نقول ؟ فقال الآخر : يعلم بعضا ولا يعلم بعضا ، فقال الثالث : إن كان يعلم بعضا فهو يعلمه كله .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=7ولا أدنى من ذلك ) : إشارة إلى الثلاثة والخمسة ، والأدنى من الثلاثة الاثنان ، ومن الخمسة الأربعة ; " ولا أكثر " يدل على ما يلي الستة فصاعدا . وقرأ الجمهور : ( ولا أكثر ) عطفا على لفظ المخفوض ;
والحسن وابن أبي إسحاق nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش وأبو حيوة وسلام ويعقوب : بالرفع عطفا على موضع نجوى إن أريد به المتناجون ، ومن جعله مصدرا محضا على حذف مضاف ، أي ولا نجوى أدنى ، ثم حذف وأقيم المضاف إليه مقامه فأعرب بإعرابه . ويجوز أن يكون ( ولا أدنى ) مبتدأ ، والخبر (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=7إلا هو معهم ) ، فهو من عطف الجمل ، وقرأ
الحسن أيضا
ومجاهد nindex.php?page=showalam&ids=14248والخليل بن أحمد ويعقوب أيضا : ولا أكبر بالباء بواحدة والرفع ، واحتمل الإعرابين : العطف على الموضع ، والرفع بالابتداء . وقرئ : ( ينبئهم ) بالتخفيف والهمز ;
nindex.php?page=showalam&ids=15948وزيد بن علي : بالتخفيف وترك الهمز وكسر الهاء . والجمهور : بالتشديد والهمز وضم الهاء .
nindex.php?page=treesubj&link=29029سُورَةُ الْمُجَادِلَةِ مَدَنِيَّةٌ وَهِيَ اثْنَانِ وَعِشْرُونَ آيَةً
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
[ ص: 230 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=1قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=2الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=3وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=4فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=5إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=6يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=7أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=8أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=9يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=10إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=11يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=12يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=13أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=14أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=15أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=16اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=17لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=18يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=19اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=20إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=21كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) فَسَّحَ فِي الْمَجْلِسِ : وَسَّعَ لِغَيْرِهِ .
[ ص: 231 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29029قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=2الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=3وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=4فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=5إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=6يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=7أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) .
[ ص: 232 ] هَذِهِ السُّورَةُ مَدَنِيَّةٌ . قَالَ
الْكَلْبِيُّ : إِلَّا قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=7مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ ) . وَعَنْ
عَطَاءٍ : الْعَشْرُ الْأُوَلُ مِنْهَا مَدَنِيٌّ وَبَاقِيهَا
nindex.php?page=showalam&ids=17140مَكِّيٌّ . قَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=1قَدْ سَمِعَ ) بِالْبَيَانِ ;
وَأَبُو عَمْرٍو وَحَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ وَابْنُ مُحَيْصِنٍ : بِالْإِدْغَامِ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15833خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيَّ يَقُولُ : مَنْ قَرَأَ قَدْ سَمِعَ فَبَيَّنَ الدَّالَ عِنْدَ السِّينِ ، فَلِسَانُهُ أَعْجَمِيٌّ لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ ، وَلَا يُلْتَفَتُ إِلَى هَذَا الْقَوْلِ ; فَالْجُمْهُورُ عَلَى الْبَيَانِ . وَالَّتِي تُجَادِلُ
خَوْلَةُ بِنْتُ ثَعْلَبَةَ ، وَيُقَالُ بِالتَّصْغِيرِ ، أَوْ
خَوْلَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ ، أَوْ
nindex.php?page=showalam&ids=10683خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ ، أَوْ
خَوْلَةُ بِنْتُ دَلِيجٍ ، أَوْ
جَمِيلَةُ ، أَوْ
خَوْلَةُ بِنْتُ الصَّامِتِ ، أَقْوَالٌ لِلسَّلَفِ . وَأَكْثَرُ الرُّوَاةِ عَلَى أَنَّ الزَّوْجَ فِي هَذِهِ النَّازِلَةِ
أَوْسُ بْنُ الصَّامِتِ أَخُو
عُبَادَةَ . وَقِيلَ :
سَلَمَةُ بْنُ صَخْرٍ الْبَيَاضِيُّ ظَاهَرَ مِنِ امْرَأَتِهِ . قَالَتْ زَوْجَتُهُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374938يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَكَلَ أَوْسٌ شَبَابِي وَنَثَرْتُ لَهُ بَطْنِي ، فَلَمَّا كَبِرْتُ وَمَاتَ أَهْلِي ظَاهَرَ مِنِّي ، فَقَالَ لَهَا : " مَا أَرَاكِ إِلَّا قَدْ حَرُمْتِ عَلَيْهِ " ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا تَفْعَلْ ، فَإِنِّي وَحِيدَةٌ لَيْسَ لِي أَهْلٌ سِوَاهُ ، فَرَاجَعَهَا بِمِثْلِ مَقَالَتِهِ فَرَاجَعَتْهُ ، فَهَذَا هُوَ جِدَالُهَا ، وَكَانَتْ فِي خِلَالِ ذَلِكَ تَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنَّ لِي مِنْهُ صِبْيَةً صِغَارًا ، إِنْ ضَمَمْتُهُمْ إِلَيْهِ ضَاعُوا ، وَإِنْ ضَمَمْتُهُمْ إِلَيَّ جَاعُوا . فَهَذَا هُوَ اشْتِكَاؤُهَا إِلَى اللَّهِ ، فَنَزَلَ الْوَحْيُ عِنْدَ جِدَالِهَا .
قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا : سُبْحَانَ مَنْ وَسِعَ سَمْعُهُ الْأَصْوَاتَ . كَانَ بَعْضُ كَلَامِ خَوْلَةَ يَخْفَى عَلَيَّ ، وَسَمِعَ اللَّهُ جِدَالَهَا ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِلَى أَوْسٍ وَعَرَضَ عَلَيْهِ كَفَّارَةَ الظِّهَارِ الْعِتْقَ ، فَقَالَ : مَا أَمْلِكُ ، وَالصَّوْمَ ، فَقَالَ : مَا أَقْدِرُ ، وَالْإِطْعَامَ ، فَقَالَ : لَا أَجِدُ إِلَّا أَنْ تُعِينَنِي ، فَأَعَانَهُ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بِخَمْسَةَ عَشَرَ صَاعًا وَدَعَا لَهُ ، فَكَفَّرَ بِالْإِطْعَامِ وَأَمْسَكَ أَهْلَهُ . وَكَانَ
عُمَرُ ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ، يُكْرِمُ
خَوْلَةَ إِذَا دَخَلَتْ عَلَيْهِ وَيَقُولُ : قَدْ سَمِعَ اللَّهُ لَهَا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : مَعْنَى قَدْ : التَّوَقُّعُ ، لِأَنَّهُ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
nindex.php?page=treesubj&link=32309وَالْمُجَادِلَةُ كَانَا مُتَوَقِّعَيْنِ أَنْ يَسْمَعَ اللَّهُ مُجَادَلَتَهَا وَشَكْوَاهَا وَيُنْزِلَ فِي ذَلِكَ مَا يُفَرِّجُ عَنْهَا . انْتَهَى .
وَقَرَأَ الْحَرَمِيَّانِ
وَأَبُو عَمْرٍو : يَظَّهَّرُونَ . بِشَدِّهِمَا ; وَالْأَخَوَانِ
وَابْنُ عَامِرٍ : يُظَاهِرُونَ مُضَارِعُ ظَاهَرَ .
وَأُبَيٌّ : يَتَظَاهَرُونَ مُضَارِعُ تَظَاهَرَ . وَعَنْهُ : يَتَظَهَّرُونَ ، مُضَارِعُ تَظَهَّرَ ; وَالْمُرَادُ بِهِ كُلُّهُ الظِّهَارُ ، وَهُوَ
nindex.php?page=treesubj&link=23271قَوْلُ الرَّجُلِ لِامْرَأَتِهِ : أَنْتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ أُمِّي ، يُرِيدُ فِي التَّحْرِيمِ ، كَأَنَّهُ إِشَارَةٌ إِلَى الرُّكُوبِ ، إِذْ عُرْفُهُ فِي ظُهُورِ الْحَيَوَانِ . وَالْمَعْنَى أَنَّهُ لَا يَعْلُوهَا كَمَا لَا يَعْلُو أُمَّهُ ، وَلِذَلِكَ تَقُولُ الْعَرَبُ فِي مُقَابَلَةِ ذَلِكَ : نَزَلْتُ عَنِ امْرَأَتِي ، أَيْ طَلَّقْتُهَا . وَقَوْلُهُ : ( مِنْكُمْ ) ، إِشَارَةٌ إِلَى تَوْبِيخِ الْعَرَبِ وَتَهْجِينِ عَادَتِهِمْ فِي الظِّهَارِ ، لِأَنَّهُ كَانَ مِنْ أَيْمَانِ أَهْلِ جَاهِلِيَّتِهِمْ خَاصَّةً دُونَ سَائِرِ الْأُمَمِ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( أُمَّهَاتِهِمْ ) ، بِالنَّصْبِ عَلَى لُغَةِ الْحِجَازِ ;
وَالْمُفَضَّلُ عَنْ
عَاصِمٍ : بِالرَّفْعِ عَلَى لُغَةِ
تَمِيمٍ ;
nindex.php?page=showalam&ids=10وَابْنُ مَسْعُودٍ : بِأُمَّهَاتِهِمْ ، بِزِيَادَةِ الْبَاءِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : فِي لُغَةِ مَنْ يَنْصِبُ . انْتَهَى . يَعْنِي أَنَّهُ لَا تُزَادُ الْبَاءُ فِي لُغَةِ
تَمِيمٍ ، وَهَذَا لَيْسَ بِشَيْءٍ ، وَقَدْ رُدَّ ذَلِكَ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيِّ . وَزِيَادَةُ الْبَاءِ فِي مِثْلِ : مَا زَيْدٌ بِقَائِمٍ ، كَثِيرٌ فِي لُغَةِ
تَمِيمٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14423وَالزَّمَخْشَرِيُّ تَبِعَ فِي ذَلِكَ
أَبَا عَلِيٍّ الْفَارِسِيَّ رَحِمَهُ اللَّهُ . وَلَمَّا كَانَ مَعْنَى كَظَهْرِ أُمِّي : كَأُمِّي فِي التَّحْرِيمِ ، وَلَا يُرَادُ خُصُوصِيَّةُ الظَّهْرِ الَّذِي هُوَ مِنَ الْجَسَدِ ، جَاءَ النَّفْيُ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=2مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ ) ، ثُمَّ أَكَّدَ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=2إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ ) : أَيْ حَقِيقَةً ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=2إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ ) وَأَلْحَقَ بِهِنَّ فِي التَّحْرِيمِ أُمَّهَاتِ الرَّضَاعِ وَأُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ أَزْوَاجَ الرَّسُولِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالزَّوْجَاتُ لَسْنَ بِأُمَّهَاتٍ حَقِيقَةً وَلَا مُلْحَقَاتِ بِهِنَّ . فَقَوْلُ الْمُظَاهِرِ مُنْكَرٌ مِنَ الْقَوْلِ تُنْكِرُهُ الْحَقِيقَةُ وَيُنْكِرُهُ الشَّرْعُ ، وَزُورًا : كَذِبٌ بَاطِلٌ مُنْحَرِفٌ عَنِ الْحَقِّ ، وَهُوَ مُحَرَّمٌ تَحْرِيمَ الْمَكْرُوهَاتِ جِدًّا ، فَإِذَا وَقَعَ لَزِمَ ، وَقَدْ رَجَّى تَعَالَى بَعْدَهُ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=2وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ) مَعَ الْكَفَّارَةِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=2وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ) لِمَا سَلَفَ مِنْهُ إِذَا تَابَ عَنْهُ وَلَمْ
[ ص: 233 ] يَعُدْ إِلَيْهِ . انْتَهَى ، وَهِيَ نَزْعَةٌ اعْتِزَالِيَّةٌ .
وَالظَّاهِرُ أَنَّ الظِّهَارَ لَا يَكُونُ إِلَّا بِالْأُمِّ وَحْدَهَا . فَلَوْ قَالَ : أَنْتِ عَلَيَّ كَظَهْرِ أُخْتِي أَوِ ابْنَتِي ، لَمْ يَكُنْ ظِهَارًا ، وَهُوَ قَوْلُ
قَتَادَةَ nindex.php?page=showalam&ids=14577وَالشَّعْبِيِّ وَدَاوُدَ ، وَرِوَايَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=11956أَبِي ثَوْرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ . وَقَالَ الْجُمْهُورُ :
الْحَسَنُ وَالنَّخَعِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=12300وَالزُّهْرِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=13760وَالْأَوْزَاعِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=16004وَالثَّوْرِيُّ وَأَبُو حَنِيفَةَ وَمَالِكٌ nindex.php?page=showalam&ids=13790وَالشَّافِعِيُّ فِي قَوْلٍ هُوَ ظِهَارٌ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=12034الذِّمِّيَّ لَا يَلْزَمُهُ ظِهَارُهُ لِقَوْلِهِ : ( مِنْكُمْ ) ، أَيْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَبِهِ قَالَ
أَبُو حَنِيفَةَ nindex.php?page=showalam&ids=13790وَالشَّافِعِيُّ لِكَوْنِهَا لَيْسَتْ مِنْ نِسَائِهِ . وَقَالَ
مَالِكٌ : يَلْزَمُهُ ظِهَارُهُ إِذَا نَكَحَهَا ، وَيَصِحُّ مِنَ الْمُطَلَّقَةِ الرَّجْعِيَّةِ . وَقَالَ
الْمُزَنِيُّ لَا يَصِحُّ . وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ : لَا يَصِحُّ ظِهَارُ غَيْرِ الْمَدْخُولِ بِهَا ، وَلَوْ ظَاهَرَ مِنْ أَمَتِهِ الَّتِي يَجُوزُ لَهُ وَطْئُهَا ، لَزِمَهُ عِنْدَ
مَالِكٍ . وَقَالَ
أَبُو حَنِيفَةَ nindex.php?page=showalam&ids=13790وَالشَّافِعِيُّ : لَا يَلْزَمُ ، وَسَبَبُ الْخِلَافِ هُوَ : هَلْ تَنْدَرِجُ فِي نِسَائِهِمْ أَمْ لَا ؟ وَالظَّاهِرُ صِحَّةُ ظِهَارِ الْعَبْدِ لِدُخُولِهِ فِي يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ ، لِأَنَّهُ مِنْ جُمْلَةِ الْمُسْلِمِينَ ، وَإِنْ تَعَذَّرَ مِنْهُ الْعِتْقُ وَالْإِطْعَامُ ، فَهُوَ قَادِرٌ عَلَى الصَّوْمِ . وَحَكَى
الثَّعْلَبِيُّ عَنْ
مَالِكٍ أَنَّهُ لَا يَصِحُّ ظِهَارُهُ ، وَلَيْسَتِ الْمَرْأَةُ مُنْدَرِجَةً فِي الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ ، فَلَوْ ظَاهَرَتْ مِنْ زَوْجِهَا لَمْ يَكُنْ شَيْئًا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14111الْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ : تَكُونُ مُظَاهَرَةً . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13760الْأَوْزَاعِيُّ وَعَطَاءٌ وَإِسْحَاقُ وَأَبُو يُوسُفَ : إِذَا قَالَتْ لِزَوْجِهَا أَنْتَ عَلَيَّ كَظَهْرِ فُلَانَةَ ، فَهِيَ يَمِينٌ تُكَفِّرُهَا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزُّهْرِيُّ : أَرَى أَنْ تُكَفِّرَ
nindex.php?page=treesubj&link=12129كَفَّارَةَ الظِّهَارِ ، وَلَا يَحُولُ قَوْلُهَا هَذَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ زَوْجِهَا أَنْ يُصِيبَهَا .
وَالظَّاهِرُ أَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=3ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا ) : أَنْ يَعُودُوا لِلَفْظِ الَّذِي سَبَقَ مِنْهُمْ ، وَهُوَ قَوْلُ الرَّجُلِ ثَانِيًا : أَنْتِ مِنِّي كَظَهْرِ أُمِّي ، فَلَا تَلْزَمُ الْكَفَّارَةُ بِالْقَوْلِ ، وَإِنَّمَا تَلْزَمُ بِالثَّانِي ، وَهَذَا مَذْهَبُ أَهْلِ الظَّاهِرِ . وَرُوِيَ أَيْضًا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15562بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ وَأَبِي الْعَالِيَةِ وَأَبِي حَنِيفَةَ : وَهُوَ قَوْلُ
الْفَرَّاءِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16248طَاوُسُ وَقَتَادَةُ nindex.php?page=showalam&ids=12300وَالزُّهْرِيُّ وَالْحَسَنُ وَمَالِكٌ وَجَمَاعَةٌ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=3لِمَا قَالُوا ) : أَيْ لِلْوَطْءِ ، وَالْمَعْنَى : لِمَا قَالُوا أَنَّهُمْ لَا يَعُودُونَ إِلَيْهِ ، فَإِذَا ظَاهَرَ ثُمَّ وَطِئَ ، فَحِينَئِذٍ يَلْزَمُهُ الْكَفَّارَةُ ، وَإِنْ طَلَّقَ أَوْ مَاتَتْ . وَقَالَ
أَبُو حَنِيفَةَ وَمَالِكٌ أَيْضًا
nindex.php?page=showalam&ids=13790وَالشَّافِعِيُّ وَجَمَاعَةٌ : مَعْنَاهُ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا بِالْعَزْمِ عَلَى الْإِمْسَاكِ وَالْوَطْءِ ، فَمَتَى عَزَمَ عَلَى ذَلِكَ لَزِمَتْهُ الْكَفَّارَةُ ، طَلَّقَ أَوْ مَاتَتْ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ : الْعَوْدُ الْمُوجِبُ لِلْكَفَّارَةِ أَنْ يُمْسِكَ عَنْ طَلَاقِهَا بَعْدَ الظِّهَارِ ، وَيَمْضِي بَعْدَهُ زَمَانٌ يُمْكِنُ أَنْ يُطَلِّقَهَا فِيهِ فَلَا يُطَلِّقُ . وَقَالَ قَوْمٌ : الْمَعْنَى : وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، أَيْ كَانَ الظِّهَارُ عَادَتَهُمْ ، ثُمَّ يَعُودُونَ إِلَى ذَلِكَ فِي الْإِسْلَامِ ، وَقَالَهُ
الْقَتَبِيُّ . وَقَالَ
الْأَخْفَشُ : فِيهِ تَقْدِيمٌ وَتَأْخِيرٌ ، وَالتَّقْدِيرُ : فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ لِمَا قَالُوا ، وَهَذَا قَوْلٌ لَيْسَ بِشَيْءٍ لِأَنَّهُ يُفْسِدُ نَظْمَ الْآيَةِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=3فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ) ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ يُجْزِئُ مُطْلَقُ رَقَبَةٍ ، فَتُجْزِئُ الْكَافِرَةُ . وَقَالَ
مَالِكٌ nindex.php?page=showalam&ids=13790وَالشَّافِعِيُّ : شَرْطُهَا الْإِسْلَامُ ، كَالرَّقَبَةِ فِي كَفَّارَةِ الْقَتْلِ . وَالظَّاهِرُ إِجْزَاءُ الْمُكَاتِبِ ، لِأَنَّهُ عَبْدٌ مَا بَقِيَ عَلَيْهِ دِرْهَمٌ ، وَبِهِ قَالَ
أَبُو حَنِيفَةَ وَأَصْحَابُهُ : وَإِنْ أَعْتَقَ نِصْفَيْ عَبْدَيْنِ لَا يُجْزِئُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ : يُجْزِئُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=3مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ) : لَا يَجُوزُ لِلْمُظَاهِرِ أَنْ يَطَأَ حَتَّى يُكَفِّرَ ، فَإِنْ فَعَلَ عَصَى ، وَلَا يَسْقُطُ عَنْهُ التَّكْفِيرُ . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : يَلْزَمُهُ كَفَّارَةٌ أُخْرَى . وَقِيلَ : تَسْقُطُ الْكَفَّارَةُ الْوَاجِبَةُ عَلَيْهِ ، وَلَا يَلْزَمُهُ شَيْءٌ . وَحَدِيثُ
أَوْسِ بْنِ الصَّامِتِ يَرُدُّ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ ، وَسَوَاءٌ كَانَتِ الْكَفَّارَةُ بِالْعِتْقِ أَمِ الصَّوْمِ أَمِ الْإِطْعَامِ . وَقَالَ
أَبُو حَنِيفَةَ : إِذَا كَانَتْ بِالْإِطْعَامِ ، جَازَ لَهُ أَنْ يَطَأَ ثُمَّ يُطْعِمَ ، وَهُوَ ظَاهِرُ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=4فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ) ، إِذْ لَمْ يَقُلْ فِيهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=4مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ) ، وَقَيَّدَ ذَلِكَ فِي الْعِتْقِ وَالصَّوْمِ . وَالظَّاهِرُ فِي التَّمَاسِّ الْحَقِيقَةُ ، فَلَا يَجُوزُ تَمَاسُّهُمَا قَبْلَهُ أَوْ مُضَاجَعَةٌ أَوْ غَيْرُ ذَلِكَ مِنْ وُجُوهِ الِاسْتِمْتَاعِ ، وَهُوَ قَوْلُ
مَالِكٍ وَأَحَدُ قَوْلَيِ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ . وَقَالَ الْأَكْثَرُونَ : هُوَ الْوَطْءُ ، فَيَجُوزُ لَهُ الِاسْتِمْتَاعُ بِغَيْرِهِ قَبْلَ التَّكْفِيرِ ، وَقَالَهُ
الْحَسَنُ nindex.php?page=showalam&ids=16004وَالثَّوْرِيُّ ، وَهُوَ الصَّحِيحُ مِنْ مَذْهَبِ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ . وَالضَّمِيرُ فِي ( يَتَمَاسَّا ) عَائِدٌ عَلَى مَا عَادَ عَلَيْهِ الْكَلَامُ مِنَ الْمُظَاهِرِ وَالْمُظَاهَرِ مِنْهَا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=3ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ ) : إِشَارَةٌ إِلَى التَّحْرِيرِ ، أَيْ فِعْلُ عِظَةٍ لَكُمْ لِتَنْتَهُوا عَنِ الظِّهَارِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=4فَمَنْ لَمْ يَجِدْ ) : أَيِ الرَّقَبَةِ
[ ص: 234 ] وَلَا ثَمَنَهَا ، أَوْ وَجَدَهَا ، أَوْ ثَمَنَهَا ، وَكَانَ مُحْتَاجًا إِلَى ذَلِكَ ، فَقَالَ
أَبُو حَنِيفَةَ : يَلْزَمُهُ الْعِتْقُ وَلَوْ كَانَ مُحْتَاجًا إِلَى ذَلِكَ ، وَلَا يَنْتَقِلُ إِلَى الصَّوْمِ ، وَهُوَ الظَّاهِرُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ : يَنْتَقِلُ إِلَى الصَّوْمِ . وَالشَّهْرَانِ بِالْأَهِلَّةِ ، وَإِنْ جَاءَ أَحَدُهُمَا نَاقِصًا ، أَوْ بِالْعَدَدِ لَا بِالْأَهِلَّةِ ، فَيَصُومُ إِلَى الْهِلَالِ ، ثُمَّ شَهْرًا بِالْهِلَالِ ، ثُمَّ يُتِمُّ الْأَوَّلَ بِالْعَدَدِ . وَالظَّاهِرُ وُجُوبُ التَّتَابُعِ ، فَإِنْ أَفْطَرَ بِغَيْرِ عُذْرٍ اسْتَأْنَفَ ، أَوْ بِعُذْرٍ مِنْ سَفَرٍ وَنَحْوِهِ . فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15990ابْنُ الْمُسَيَّبِ nindex.php?page=showalam&ids=16568وَعَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ nindex.php?page=showalam&ids=16705وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ nindex.php?page=showalam&ids=14577وَالشَّعْبِيُّ وَمَالِكٌ nindex.php?page=showalam&ids=13790وَالشَّافِعِيُّ : فِي أَحَدِ قَوْلَيْهِ يَبْنِي . وَقَالَ
النَّخَعِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=13033وَابْنُ جُبَيْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=14152وَالْحَكَمُ بْنُ عُيَيْنَةَ nindex.php?page=showalam&ids=16004وَالثَّوْرِيُّ وَأَصْحَابُ الرَّأْيِ
nindex.php?page=showalam&ids=13790وَالشَّافِعِيُّ : فِي أَحَدِ قَوْلَيْهِ . وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ إِنْ وَجَدَ الرَّقَبَةَ بَعْدَ أَنْ شَرَعَ فِي الصَّوْمِ ، أَنَّهُ يَصُومُ وَيُجْزِئُهُ ، وَهُوَ مَذْهَبُ
مَالِكٍ nindex.php?page=showalam&ids=13790وَالشَّافِعِيِّ . وَقَالَ
أَبُو حَنِيفَةَ وَأَصْحَابُهُ : يَلْزَمُهُ الْعِتْقُ ، وَلَوْ وَطِئَ فِي خِلَالِ الصَّوْمِ بَطَلَ التَّتَابُعُ وَيَسْتَأْنِفُ ، وَبِهِ قَالَ
مَالِكٌ وَأَبُو حَنِيفَةَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ : يَبْطُلُ إِنْ جَامَعَ نَهَارًا لَا لَيْلًا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=4فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ ) لِصَوْمٍ لِزَمَانَةٍ بِهِ ، أَوْ كَوْنِهِ يَضْعُفُ بِهِ ضَعْفًا شَدِيدًا ، كَمَا جَاءَ فِي حَدِيثِ
أَوْسٍ لَمَّا قَالَ :
هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ ؟ فَقَالَ : وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي إِذَا لَمْ آكُلْ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ كَلَّ بَصَرِي وَخَشِيتُ أَنْ تَعْشُوَ عَيْنِي . وَالظَّاهِرُ مُطْلَقُ الْإِطْعَامِ ، وَتُخَصِّصُهُ مَا كَانَتِ الْعَادَةُ فِي الْإِطْعَامِ وَقْتَ النُّزُولِ ، وَهُوَ مَا يُشْبِعُ مِنْ غَيْرِ تَحْدِيدٍ بِمُدٍّ . وَمَذْهَبُ
مَالِكٍ أَنَّهُ مُدٌّ وَثُلُثٌ بِالْمُدِّ النَّبَوِيِّ ، وَيَجِبُ اسْتِيعَابُ الْعَدَدِ سِتِّينَ عِنْدَ
مَالِكٍ nindex.php?page=showalam&ids=13790وَالشَّافِعِيِّ ، وَهُوَ الظَّاهِرُ . وَقَالَ
أَبُو حَنِيفَةَ وَأَصْحَابُهُ : لَوْ أَطْعَمَ مِسْكِينًا وَاحِدًا كُلَّ يَوْمٍ نِصْفَ صَاعٍ حَتَّى يُكْمِلَ الْعَدَدَ أَجْزَأَهُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=4ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا ) ، قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : إِشَارَةٌ إِلَى الرَّجْعَةِ وَالتَّسْهِيلِ فِي الْفِعْلِ مِنَ التَّحْرِيرِ إِلَى الصَّوْمِ وَالْإِطْعَامِ . ثُمَّ شَدَّدَ تَعَالَى بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=4وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ) : أَيْ فَالْزَمُوهَا وَقِفُوا عِنْدَهَا . ثُمَّ تَوَعَّدَ الْكَافِرِينَ بِهَذَا الْحُكْمِ الشَّرْعِيِّ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : ذَلِكَ الْبَيَانُ وَالتَّعْلِيمُ لِلْأَحْكَامِ وَالتَّنْبِيهِ عَلَيْهَا ، لِتُصَدِّقُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فِي الْعَمَلِ بِشَرَائِعِهِ الَّتِي شَرَعَهَا فِي الظِّهَارِ وَغَيْرِهِ وَرَفْضِ مَا كُنْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ جَاهِلِيَّتِكُمْ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=4وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ) الَّتِي لَا يَجُوزُ تَعَدِّيهَا ، ( وَلِلْكَافِرِينَ ) الَّذِينَ لَا يَتَّبِعُونَهَا وَلَا يَعْمَلُونَ عَلَيْهَا ( عَذَابٌ أَلِيمٌ ) . انْتَهَى .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=32309_29029إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ) : نَزَلَتْ فِي مُشْرِكِي
قُرَيْشٍ ، أُخْزُوا يَوْمَ
الْخَنْدَقِ بِالْهَزِيمَةِ ، كَمَا أُخْزِيَ مَنْ قَاتَلَ الرُّسُلَ مِنْ قَبْلِهِمْ . وَلَمَّا ذَكَرَ الْمُؤْمِنِينَ الْوَاقِفِينَ عِنْدَ حُدُودِهِ ، ذَكَرَ الْمُحَادِّينَ الْمُخَالِفِينَ لَهَا ، وَالْمُحَادَّةُ : الْمُعَادَاةُ وَالْمُخَالَفَةُ فِي الْحُدُودِ . ( كُبِتُوا ) ، قَالَ
قَتَادَةُ : أُخْزُوا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : لُعِنُوا . قِيلَ : وَهِيَ لُغَةُ
مَذْحِجٍ . وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ وَأَبُو رَوْقٍ : رُدُّوا مَخْذُولِينَ . وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : غِيظُوا يَوْمَ
الْخَنْدَقِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=5كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) : أَيْ مَنْ قَاتَلَ الْأَنْبِيَاءَ . وَقِيلَ : يَوْمَ
بَدْرٍ . وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ وَالْأَخْفَشُ : أُهْلِكُوا . وَعَنْ
أَبِي عُبَيْدَةَ : التَّاءُ بَدَلٌ مِنَ الدَّالِ ، أَيْ كُبِدُوا : أَصَابَهُمْ دَاءٌ فِي أَكْبَادِهِمْ . قِيلَ : وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مُنَافِقُو الْأُمَمِ . قِيلَ : وَكُبِتُوا بِمَعْنَى سَيُكْبَتُونَ ، وَهِيَ بِشَارَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ بِالنَّصْرِ . وَعَبَّرَ بِالْمَاضِي لِتَحَقُّقِ وُقُوعِهِ ، وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ فِي مَادَّةِ كَبَتَ فِي آلِ عِمْرَانَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=5وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ) عَلَى صِدْقِ
مُحَمَّدٍ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصِحَّةِ مَا جَاءَ بِهِ . ( وَلِلْكَافِرِينَ ) : أَيِ الَّذِينَ يُحَادُّونَهُ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=5عَذَابٌ مُهِينٌ ) : أَيْ يُهِينُهُمْ وَيُذِلُّهُمْ . وَالنَّاصِبُ لِـ " يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ " الْعَامِلُ فِي لِلْكَافِرِينَ أَوْ مُهِينٌ أَوِ اذْكُرْ أَوْ يَكُونُ عَلَى أَنَّهُ جَوَابٌ لِمَنْ سَأَلَ مَتَى يَكُونُ عَذَابُ هَؤُلَاءِ ؟ فَقِيلَ لَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=6يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ) : أَيْ يَكُونُ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ، وَانْتَصَبَ ( جَمِيعًا ) عَلَى الْحَالِ : أَيْ مُجْتَمِعِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ ، أَوْ مَعْنَاهُ كُلَّهُمْ ، إِذْ جَمِيعُ يَحْتَمِلُ ذَيْنِكَ الْمَعْنَيَيْنِ ; (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=6فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا ) ، تَخْجِيلًا لَهُمْ وَتَوْبِيخًا . ( أَحْصَاهُ ) بِجَمِيعِ تَفَاصِيلِهِ وَكَمِّيَّتِهِ وَكَيْفِيَّتِهِ وَزَمَانِهِ وَمَكَانِهِ . ( وَنَسُوهُ ) لِاسْتِحْقَارِهِمْ إِيَّاهُ وَاحْتِقَارِهِمْ أَنَّهُ لَا يَقَعُ عَلَيْهِ حِسَابٌ . ( شَهِيدٌ ) : لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : مَا يَكُونُ بِالْيَاءِ ;
وَأَبُو جَعْفَرٍ وَأَبُو حَيْوَةَ وَشَيْبَةُ : بِالتَّاءِ لِتَأْنِيثِ النَّجْوَى .
قَالَ صَاحِبُ اللَّوَامِحِ : وَإِنْ شُغِلَتْ بِالْجَارِّ ، فَهِيَ بِمَنْزِلَةِ : مَا جَاءَتْنِي مِنِ امْرَأَةٍ ،
[ ص: 235 ] إِلَّا أَنَّ الْأَكْثَرَ فِي هَذَا الْبَابِ التَّذْكِيرُ عَلَى مَا فِي الْعَامَّةِ ، يَعْنِي الْقِرَاءَةَ الْعَامَّةَ ، قَالَ : لِأَنَّهُ مُسْنَدٌ إِلَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=7مِنْ نَجْوَى ) وَهُوَ يَقْتَضِي الْجِنْسَ ، وَذَلِكَ مُذَكَّرٌ . انْتَهَى . وَلَيْسَ الْأَكْثَرُ فِي هَذَا الْبَابِ التَّذْكِيرَ ، لِأَنَّ مِنْ زَائِدَةٌ . فَالْفِعْلُ مُسْنَدٌ إِلَى مُؤَنَّثٍ ، فَالْأَكْثَرُ التَّأْنِيثُ ، وَهُوَ الْقِيَاسُ ، قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=4وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=5مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا ) ، وَيَكُونُ هُنَا تَامَّةً ، وَنَجْوَى احْتَمَلَ أَنْ تَكُونَ مَصْدَرًا مُضَافًا إِلَى ثَلَاثَةٍ ، أَيْ مِنْ تَنَاجِي ثَلَاثَةٍ ، أَوْ مَصْدَرًا عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ ، أَيْ مِنْ ذَوِي نَجْوَى ، أَوْ مَصْدَرًا أُطْلِقَ عَلَى الْجَمَاعَةِ الْمُتَنَاجِينَ ، فَثَلَاثَةٌ : عَلَى هَذَيْنِ التَّقْدِيرَيْنِ . قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : بَدَلٌ أَوْ صِفَةٌ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : صِفَةٌ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابْنُ أَبِي عَبْلَةَ ثَلَاثَةً وَخَمْسَةً بِالنَّصْبِ عَلَى الْحَالِ ، وَالْعَامِلُ يَتَنَاجَوْنَ مُضْمَرَةً يَدُلُّ عَلَيْهِ نَجْوَى . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : أَوْ عَلَى تَأْوِيلِ نَجْوَى بِمُتَنَاجِينَ ، وَنَصْبُهَا مِنَ الْمُسْتَكِنِّ فِيهِ . وَقَالَ
ابْنُ عِيسَى : كُلُّ سِرَارٍ نَجْوَى . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13215ابْنُ سُرَاقَةَ : السِّرَارُ مَا كَانَ بَيْنَ اثْنَيْنِ ، وَالنَّجْوَى مَا كَانَ بَيْنَ أَكْثَرَ . قِيلَ : نَزَلَتْ فِي الْمُنَافِقِينَ ، وَاخْتَصَّ الثَّلَاثَةَ وَالْخَمْسَةَ لِأَنَّ الْمُنَافِقِينَ كَانُوا يَتَنَاجَوْنَ عَلَى هَذَيْنِ الْعَدَدَيْنِ مُغَايَظَةً لِأَهْلِ الْإِيمَانِ ; وَالْجُمْلَةُ بَعْدَ إِلَّا فِي الْمَوَاضِعِ الثَّلَاثَةِ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ ، وَكَوْنُهُ تَعَالَى رَابِعَهُمْ وَسَادِسَهُمْ وَمَعَهُمْ بِالْعِلْمِ وَإِدْرَاكِ مَا يَتَنَاجَوْنَ بِهِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : نَزَلَتْ فِي
رَبِيعَةَ وَحَبِيبٍ ابْنَيْ عَمْرٍو nindex.php?page=showalam&ids=90وَصَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ ، تَحَدَّثُوا فَقَالَ أَحَدُهُمْ : أَتُرَى اللَّهَ يَعْلَمُ مَا نَقُولُ ؟ فَقَالَ الْآخَرُ : يَعْلَمُ بَعْضًا وَلَا يَعْلَمُ بَعْضًا ، فَقَالَ الثَّالِثُ : إِنْ كَانَ يَعْلَمُ بَعْضًا فَهُوَ يَعْلَمُهُ كُلَّهُ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=7وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ ) : إِشَارَةٌ إِلَى الثَّلَاثَةِ وَالْخَمْسَةِ ، وَالْأَدْنَى مِنَ الثَّلَاثَةِ الِاثْنَانِ ، وَمِنَ الْخَمْسَةِ الْأَرْبَعَةُ ; " وَلَا أَكْثَرَ " يَدُلُّ عَلَى مَا يَلِي السِّتَّةَ فَصَاعِدًا . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( وَلَا أَكْثَرَ ) عَطْفًا عَلَى لَفْظِ الْمَخْفُوضِ ;
وَالْحَسَنُ وَابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ وَأَبُو حَيْوَةَ وَسَلَّامٌ وَيَعْقُوبُ : بِالرَّفْعِ عَطْفًا عَلَى مَوْضِعِ نَجْوَى إِنْ أُرِيدَ بِهِ الْمُتَنَاجُونَ ، وَمَنْ جَعَلَهُ مَصْدَرًا مَحْضًا عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ ، أَيْ وَلَا نَجْوَى أَدْنَى ، ثُمَّ حُذِفَ وَأُقِيمَ الْمُضَافُ إِلَيْهِ مَقَامَهُ فَأُعْرِبَ بِإِعْرَابِهِ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ( وَلَا أَدْنَى ) مُبْتَدَأً ، وَالْخَبَرُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=7إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ ) ، فَهُوَ مِنْ عَطْفِ الْجُمَلِ ، وَقَرَأَ
الْحَسَنُ أَيْضًا
وَمُجَاهِدٌ nindex.php?page=showalam&ids=14248وَالْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ وَيَعْقُوبُ أَيْضًا : وَلَا أَكْبَرَ بِالْبَاءِ بِوَاحِدَةٍ وَالرَّفْعِ ، وَاحْتَمَلَ الْإِعْرَابَيْنِ : الْعَطْفُ عَلَى الْمَوْضِعِ ، وَالرَّفْعُ بِالِابْتِدَاءِ . وَقُرِئَ : ( يُنْبِئُهُمْ ) بِالتَّخْفِيفِ وَالْهَمْزِ ;
nindex.php?page=showalam&ids=15948وَزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ : بِالتَّخْفِيفِ وَتَرْكِ الْهَمْزِ وَكَسْرِ الْهَاءِ . وَالْجُمْهُورُ : بِالتَّشْدِيدِ وَالْهَمْزِ وَضَمِّ الْهَاءِ .