[ ص: 246 ] قوله عز وجل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=29030للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=9والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=10والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=12لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=13لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=14لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون ) .
( للفقراء ) ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : بدل من قوله : ( ولذي القربى ) ، والمعطوف عليه والذي منع الإبدال من (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=24لله وللرسول ) ،
[ ص: 247 ] والمعطوف عليهما ، وإن كان المعنى لرسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، أن الله عز وجل أخرج رسوله من الفقراء في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=8وينصرون الله ورسوله ) ، وأنه يترفع برسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، عن التسمية بالفقير ، وأن الإبدال على ظاهر اللفظ من خلاف الواجب في تعظيم الله عز وعلا . انتهى . وإنما جعله
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري بدلا من قوله : ( ولذي القربى ) ، لأنه مذهب
أبي حنيفة ، والمعنى إنما يستحق ذو القربى الفقير . فالفقر شرط فيه على مذهب
أبي حنيفة ، ففسره
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري على مذهبه . وأما
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، فيرى أن سبب الاستحقاق هو القرابة ، فيأخذ ذو القربى الغني لقرابته .
وقال
ابن عطية : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=8للفقراء المهاجرين ) بيان لقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=7والمساكين وابن السبيل ) ، وكررت لام الجر لما كانت الأولى مجرورة باللام ، ليبين بين الأغنياء منكم ، أي ولكن يكون للفقراء . انتهى . ثم وصف تعالى
المهاجرين بما يقتضي فقرهم ويوجب الإشفاق عليهم . (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=8أولئك هم الصادقون ) : أي في إيمانهم وجهادهم قولا وفعلا . والظاهر أن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=9والذين تبوءوا ) معطوف على
المهاجرين ، وهم
الأنصار ، فيكون قد وقع بينهم الاشتراك فيما يقسم من الأموال . وقيل : هو مستأنف مرفوع بالابتداء ، والخبر ( يحبون ) . أثنى الله تعالى بهذه الخصال الجليلة ، كما أثنى على
المهاجرين بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=8يبتغون فضلا ) إلخ ، " والإيمان " معطوف على " الدار " ، وهي
المدينة ، والإيمان ليس مكانا فيتبوأ . فقيل : هو من عطف الجمل ، أي واعتقدوا الإيمان وأخلصوا فيه ، قاله
أبو علي ، فيكون كقوله :
علفتها تبنا وماء باردا
أو يكون ضمن (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=9تبوءوا ) معنى لزموا ، واللزوم قدر مشترك في الدار والإيمان ، فيصح العطف . أو لما كان الإيمان قد شملهم ، صار كالمكان الذي يقيمون فيه ، لكن يكون ذلك جمعا بين الحقيقة والمجاز . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : أو أراد دار الهجرة ودار الإيمان ، فأقام لام التعريف في الدار مقام المضاف إليه ، وحذف المضاف من دار الإيمان ووضع المضاف إليه مقامه ; أو سمى
المدينة ، لأنها دار الهجرة ومكان ظهور الإيمان بالإيمان . وقال
ابن عطية : والمعنى تبوءوا الدار مع الإيمان معا ، وبهذا الاقتران يصح معنى قوله : ( من قبلهم ) فتأمله . انتهى . ومعنى ( من قبلهم ) : من قبل هجرتهم ، ( حاجة ) : أي حسدا ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=9مما أوتوا ) : أي مما أعطي
المهاجرون ، ونعم الحاجة ما فعله الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، في إعطاء
المهاجرين من أموال
بني النضير والقرى .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=9nindex.php?page=treesubj&link=29030ويؤثرون على أنفسهم ) : من ذلك قصة الأنصاري مع ضيف الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، حيث لم يكن لهم إلا ما يأكل الصبية ، فأوهمه أنه يأكل حتى أكل الضيف ، فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام : "
عجب الله من فعلكما البارحة " ، فالآية مشيرة إلى ذلك . وروي غير ذلك في إيثارهم . والخصاصة : الفاقة ، مأخوذة من خصاص البيت ، وهو ما يبقى بين عيدانه من الفرج والفتوح ، فكأن حال الفقير هي كذلك ، يتخللها النقص والاحتياج . وقرأ
أبو حيوة nindex.php?page=showalam&ids=12356وابن أبي عبلة : شح بكسر الشين . والجمهور : بإسكان الواو وتخفيف القاف وضم الشين ، والشح : اللؤم ، وهو كزازة النفس على ما عندها ، والحرص على المنع . قال الشاعر :
يمارس نفسا بين جنبيه كزة إذا هم بالمعروف قالت له مهلا
وأضيف الشح إلى النفس لأنه غريزة فيها . وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=128وأحضرت الأنفس الشح ) ، وفي الحديث : "
من أدى الزكاة المفروضة وقرى الضيف وأعطى في النائبة فقد برئ من الشح " . (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=10والذين جاءوا من بعدهم ) : الظاهر أنه معطوف على ما قبله من المعطوف على
المهاجرين . فقال
الفراء : هم الفرقة الثالثة من الصحابة ، وهو من آمن أو كفر في آخر مدة النبي ، صلى الله عليه وسلم . وقال الجمهور : أراد من يجيء من التابعين ، فعلى القول الأول : يكون معنى ( من بعدهم ) : أي من بعد
المهاجرين والأنصار السابقين بالإيمان ، وهؤلاء تأخر إيمانهم ، أو سبق إيمانه وتأخرت وفاته حتى انقرض معظم
المهاجرين والأنصار . وعلى
[ ص: 248 ] القول الثاني : يكون معنى ( من بعدهم ) : أي من بعد ممات
المهاجرين ، مهاجريهم وأنصارهم . وإذا كان ( والذين ) معطوفا على المجرور قبله ، فالظاهر أنهم مشاركو من تقدم في حكم الفيء .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16870مالك بن أوس : قرأ
عمرو (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=60إنما الصدقات للفقراء ) الآية ، فقال : هذه لهؤلاء ، ثم قرأ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=41واعلموا أنما غنمتم ) ، فقال : وهذه لهؤلاء ، ثم قرأ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=7ما أفاء الله على رسوله ) حتى بلغ (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=8للفقراء المهاجرين ) إلى (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=10والذين جاءوا من بعدهم ) . ثم قال : لئن عشت لنؤتين الراعي وهو يسير نصيبه منها . وعنه أيضا : أنه استشار
المهاجرين والأنصار فيما فتح الله عليه من ذلك في كلام كثير ، آخره أنه تلا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=7ما أفاء الله على رسوله ) الآية ، فلما بلغ (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=8أولئك هم الصادقون ) قال : هي لهؤلاء فقط ، وتلا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=10والذين جاءوا من بعدهم ) الآية ، إلى قوله : ( رءوف رحيم ) ; ثم قال : ما بقي أحد من أهل الإسلام إلا وقد دخل في ذلك . وقال
عمر رضي الله تعالى عنه : لولا من يأتي من آخر الناس ما فتحت قرية إلا قسمتها كما قسم رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ،
خيبر . وقيل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=10والذين جاءوا من بعدهم ) مقطوع مما قبله ، معطوف عطف الجمل ، لا عطف المفردات ; فإعرابه : ( والذين ) مبتدأ ، ندبوا بالدعاء للأولين والثناء عليهم ، وهم من يجيء بعد الصحابة إلى يوم القيامة ، والخبر ( يقولون ) ، أخبر تعالى عنهم بأنهم لإيمانهم ومحبة أسلافهم (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=10يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا ) ، وعلى القول الأول يكون ( يقولون ) استئناف إخبار ، قيل : أو حالا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11ألم تر إلى الذين نافقوا ) الآية : نزلت في
عبد الله بن أبي ورفاعة بن التابوت وقوم من منافقي
الأنصار ، كانوا بعثوا إلى
بني النضير بما تضمنته الجمل المحكية بقوله : ( يقولون ) ، واللام في ( لإخوانهم ) للتبليغ ، والأخوة بينهم أخوة الكفر وموالاتهم ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11ولا نطيع فيكم ) : أي في قتالكم ، ( أحدا ) : من الرسول والمؤمنين ; أو (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11لا نطيع فيكم ) : أي في خذلانكم وإخلاف ما وعدناكم من النصرة ، و (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11لننصرنكم ) : جواب قسم محذوف قبل " إن " الشرطية ، وجواب إن محذوف ، والكثير في كلام العرب إثبات اللام المؤذنة بالقسم قبل أداة الشرط ، ومن حذفها قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=73وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا ) ، التقدير : ولئن لم ينتهوا لكاذبون ، أي في مواعيدهم لليهود ، وفي ذلك دليل على صحة النبوة لأنه إخبار بالغيب ، ولذلك لم يخرجوا حين أخرج
بنو النضير ، بل أقاموا في ديارهم ، وهذا إذا كان قوله : ( لإخوانهم ) أنهم
بنو النضير . وقيل : هم يهود
المدينة ، والضمائر على هذين القولين . وقيل : فيها اختلاف ، أي لئن أخرج
اليهود لا يخرج المنافقون ، ولئن قوتل
اليهود لا ينصرهم المنافقون ، ولئن نصر
اليهود المنافقين ليولي
اليهود الأدبار ، وكأن صاحب هذا القول نظر إلى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=12ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ) ، فقد أخبر أنهم لا ينصرونهم ، فكيف يأتي (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=12ولئن نصروهم ) ؟ فأخرجه في حيز الإمكان ، وقد أخبر أنهم لا ينصرونهم ، فلا يمكن نصرهم إياهم بعد إخباره تعالى أنه لا يقع . وإذا كانت الضمائر متفقة ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : معناه ولئن نصروهم على الفرض ، والتقدير كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=65لئن أشركت ليحبطن عملك ) ، وكما يعلم ما لا يكون لو كان كيف يكون . وقال
ابن عطية : معناه : ولئن خالفوا ذلك فإنهم ينهزمون . انتهى . والظاهر أن الضمير في (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=12ليولن الأدبار ) ، وفي ( ثم لا ينصرون ) عائد على المفروض أنهم ينصرونهم ، أي ولئن نصرهم المنافقون ليولن المنافقون الأدبار ، ثم لا ينصر المنافقون . وقيل : الضمير في التولي عائد على
اليهود ، وكذا في ( لا ينصرون ) . قال
ابن عطية : وجاءت الأفعال غير مجزومة في قوله : ( لا يخرجون ) و ( لا ينصرون ) لأنها راجعة على حكم القسم ، لا على حكم الشرط ، وفي هذا نظر . انتهى . وأي نظر في هذا ؟ وهذا جاء على القاعدة المتفق عليها من أنه إذا تقدم القسم على الشرط كان الجواب للقسم وحذف جواب الشرط ، وكان فعله بصيغة المضي ، أو مجزوما بلم ، وله شرط ، وهو أن لا يتقدمه طالب خبر . واللام في ( لئن ) مؤذنة بقسم محذوف قبله ، فالجواب له . وقد أجاز
الفراء أن يجاب الشرط ،
[ ص: 249 ] وإن تقدم القسم ، ورده عليه البصريون . ثم خاطب المؤمنين بأن هؤلاء يخافونكم أشد خيفة من الله تعالى ، لأنهم يتوقعون عاجل شركم ، ولعدم إيمانهم لا يتوقعون أجل عذاب الله ، وذلك لقلة فهمهم ، و (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=13رهبة ) : مصدر رهب المبني للمفعول ، كأنه قيل : أشد مرهوبية ، فالرهبة واقعة منهم لا من المخاطبين ، والمخاطبون مرهوبون ، وهذا كما قال :
فلهو أخوف عندي إذ أكلمه وقيل إنك مأسور ومقتول
من ضيغم بثراء الأرض مخدرة ببطن عثر غيل دونه غيل
فالمخبر عنه مخوف لا خائف ، والضمير في ( صدورهم ) . قيل :
لليهود ، وقيل : للمنافقين ، وقيل : للفريقين . وجعل الصدر مقرا للرهبة دليل على تمكنها منهم بحيث صارت الصدور مقرا لها ، والمعنى : رهبتهم منكم أشد من رهبتهم من الله عز وجل . (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=14لا يقاتلونكم ) : أي
بنو النضير وجميع
اليهود . وقيل :
اليهود والمنافقون ( جميعا ) : أي مجتمعين متساندين يعضد بعضهم بعضا ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=14إلا في قرى محصنة ) : لا في الصحراء لخوفهم منكم وتحصينها بالدروب والخنادق ، أو من وراء جدار يتسترون به من أن تصيبوهم . وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=14جدر ) بضمتين ، جمع جدار ;
وأبو رجاء والحسن وابن وثاب : بإسكان الدال تخفيفا ، ورويت عن
ابن كثير وعاصم nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش . وقرأ
أبو عمرو وابن كثير وكثير من المكيين : جدار بالألف وكسر الجيم . وقرأ كثير من المكيين
وهارون عن
ابن كثير : جدر بفتح الجيم وسكون الدال . قال صاحب اللوامح : وهو واخذ بلغة
اليمن . وقال
ابن عطية : ومعناه أصل بنيان كالسور ونحوه . قال : ويحتمل أن يكون من جدر النخل ، أي من وراء نخلهم ، إذ هي مما يتقى به عند المصافة . (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=14بأسهم بينهم شديد ) : أي إذا اقتتلوا بعضهم مع بعض . كان بأسهم شديدا ; أما إذا قاتلوكم ، فلا يبقى لهم بأس ، لأن من حارب أولياء الله خذل . (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=14تحسبهم جميعا ) : أي مجتمعين ، ذوي ألفة واتحاد . (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=14وقلوبهم شتى ) : أي وأهواؤهم متفرقة ، وكذا حال المخذولين ، لا تستقر أهواؤهم على شيء واحد ، وموجب ذلك الشتات هو انتفاء عقولهم ، فهم كالبهائم لا تتفق على حالة . وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=14شتى ) بألف التأنيث ; ومبشر بن عبيد : منونا ، جعلها ألف الإلحاق ;
وعبد الله : وقلوبهم أشت : أي أشد تفرقا ، ومن كلام العرب : شتى تئوب الحلبة . قال الشاعر :
إلى الله أشكو فتية شقت العصا هي اليوم شتى وهي أمس جميع
[ ص: 246 ] قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=29030لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=9وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=10وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=12لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=13لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=14لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ ) .
( لِلْفُقَرَاءِ ) ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : بَدَلٌ مِنْ قَوْلِهِ : ( وَلِذِي الْقُرْبَى ) ، وَالْمَعْطُوفُ عَلَيْهِ وَالَّذِي مَنَعَ الْإِبْدَالَ مِنْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=24لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ ) ،
[ ص: 247 ] وَالْمَعْطُوفُ عَلَيْهِمَا ، وَإِنْ كَانَ الْمَعْنَى لِرَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَخْرَجَ رَسُولَهُ مِنَ الْفُقَرَاءِ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=8وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ) ، وَأَنَّهُ يَتَرَفَّعُ بِرَسُولِ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَنِ التَّسْمِيَةِ بِالْفَقِيرِ ، وَأَنَّ الْإِبْدَالَ عَلَى ظَاهِرِ اللَّفْظِ مِنْ خِلَافِ الْوَاجِبِ فِي تَعْظِيمِ اللَّهِ عَزَّ وَعَلَا . انْتَهَى . وَإِنَّمَا جَعَلَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ بَدَلًا مِنْ قَوْلِهِ : ( وَلِذِي الْقُرْبَى ) ، لِأَنَّهُ مَذْهَبُ
أَبِي حَنِيفَةَ ، وَالْمَعْنَى إِنَّمَا يَسْتَحِقُّ ذُو الْقُرْبَى الْفَقِيرُ . فَالْفَقْرُ شَرْطٌ فِيهِ عَلَى مَذْهَبِ
أَبِي حَنِيفَةَ ، فَفَسَّرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ عَلَى مَذْهَبِهِ . وَأَمَّا
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ ، فَيَرَى أَنَّ سَبَبَ الِاسْتِحْقَاقِ هُوَ الْقَرَابَةُ ، فَيَأْخُذُ ذُو الْقُرْبَى الْغَنِيُّ لِقَرَابَتِهِ .
وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=8لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ ) بَيَانٌ لِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=7وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ) ، وَكُرِّرَتْ لَامُ الْجَرِّ لَمَّا كَانَتِ الْأُولَى مَجْرُورَةً بِاللَّامِ ، لِيُبَيِّنَ بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ ، أَيْ وَلَكِنْ يَكُونُ لِلْفُقَرَاءِ . انْتَهَى . ثُمَّ وَصَفَ تَعَالَى
الْمُهَاجِرِينَ بِمَا يَقْتَضِي فَقْرَهُمْ وَيُوجِبُ الْإِشْفَاقَ عَلَيْهِمْ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=8أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ) : أَيْ فِي إِيمَانِهِمْ وَجِهَادِهِمْ قَوْلًا وَفِعْلًا . وَالظَّاهِرُ أَنَّ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=9وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا ) مَعْطُوفٌ عَلَى
الْمُهَاجِرِينَ ، وَهُمُ
الْأَنْصَارُ ، فَيَكُونُ قَدْ وَقَعَ بَيْنَهُمُ الِاشْتِرَاكُ فِيمَا يُقَسَّمُ مِنَ الْأَمْوَالِ . وَقِيلَ : هُوَ مُسْتَأْنَفٌ مَرْفُوعٌ بِالِابْتِدَاءِ ، وَالْخَبَرُ ( يُحِبُّونَ ) . أَثْنَى اللَّهُ تَعَالَى بِهَذِهِ الْخِصَالِ الْجَلِيلَةِ ، كَمَا أَثْنَى عَلَى
الْمُهَاجِرِينَ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=8يَبْتَغُونَ فَضْلًا ) إِلَخْ ، " وَالْإِيمَانَ " مَعْطُوفٌ عَلَى " الدَّارَ " ، وَهِيَ
الْمَدِينَةُ ، وَالْإِيمَانُ لَيْسَ مَكَانًا فَيُتَبَوَّأُ . فَقِيلَ : هُوَ مِنْ عَطْفِ الْجُمَلِ ، أَيْ وَاعْتَقَدُوا الْإِيمَانَ وَأَخْلَصُوا فِيهِ ، قَالَهُ
أَبُو عَلِيٍّ ، فَيَكُونُ كَقَوْلِهِ :
عَلَفْتُهَا تِبْنًا وَمَاءً بَارِدًا
أَوْ يَكُونُ ضِمْنَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=9تَبَوَّءُوا ) مَعْنَى لَزِمُوا ، وَاللُّزُومُ قَدْرٌ مُشْتَرَكٌ فِي الدَّارِ وَالْإِيمَانِ ، فَيَصِحُّ الْعَطْفُ . أَوْ لَمَّا كَانَ الْإِيمَانُ قَدْ شَمِلَهُمْ ، صَارَ كَالْمَكَانِ الَّذِي يُقِيمُونَ فِيهِ ، لَكِنْ يَكُونُ ذَلِكَ جَمْعًا بَيْنَ الْحَقِيقَةِ وَالْمَجَازِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : أَوْ أَرَادَ دَارَ الْهِجْرَةِ وَدَارَ الْإِيمَانِ ، فَأَقَامَ لَامَ التَّعْرِيفِ فِي الدَّارِ مَقَامَ الْمُضَافِ إِلَيْهِ ، وَحَذَفَ الْمُضَافَ مِنْ دَارِ الْإِيمَانِ وَوَضَعَ الْمُضَافَ إِلَيْهِ مَقَامَهُ ; أَوْ سَمَّى
الْمَدِينَةَ ، لِأَنَّهَا دَارُ الْهِجْرَةِ وَمَكَانُ ظُهُورِ الْإِيمَانِ بِالْإِيمَانِ . وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : وَالْمَعْنَى تَبَوَّءُوا الدَّارَ مَعَ الْإِيمَانِ مَعًا ، وَبِهَذَا الِاقْتِرَانِ يَصِحُّ مَعْنَى قَوْلِهِ : ( مِنْ قَبْلِهِمْ ) فَتَأَمَّلْهُ . انْتَهَى . وَمَعْنَى ( مِنْ قَبْلِهِمْ ) : مِنْ قَبْلِ هِجْرَتِهِمْ ، ( حَاجَةً ) : أَيْ حَسَدًا ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=9مِمَّا أُوتُوا ) : أَيْ مِمَّا أُعْطِيَ
الْمُهَاجِرُونَ ، وَنِعْمَ الْحَاجَةُ مَا فَعَلَهُ الرَّسُولُ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِي إِعْطَاءِ
الْمُهَاجِرِينَ مِنْ أَمْوَالِ
بَنِي النَّضِيرِ وَالْقُرَى .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=9nindex.php?page=treesubj&link=29030وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ ) : مِنْ ذَلِكَ قِصَّةُ الْأَنْصَارِيِّ مَعَ ضَيْفِ الرَّسُولِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حَيْثُ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ إِلَّا مَا يَأْكُلُ الصِّبْيَةُ ، فَأَوْهَمَهُ أَنَّهُ يَأْكُلُ حَتَّى أَكَلَ الضَّيْفُ ، فَقَالَ لَهُ الرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ : "
عَجِبَ اللَّهُ مِنْ فِعْلِكُمَا الْبَارِحَةَ " ، فَالْآيَةُ مُشِيرَةٌ إِلَى ذَلِكَ . وَرُوِيَ غَيْرُ ذَلِكَ فِي إِيثَارِهِمْ . وَالْخَصَاصَةُ : الْفَاقَةُ ، مَأْخُوذَةٌ مِنْ خَصَاصِ الْبَيْتِ ، وَهُوَ مَا يَبْقَى بَيْنَ عِيدَانِهِ مِنَ الْفُرَجِ وَالْفُتُوحِ ، فَكَأَنَّ حَالَ الْفَقِيرِ هِيَ كَذَلِكَ ، يَتَخَلَّلُهَا النَّقْصُ وَالِاحْتِيَاجُ . وَقَرَأَ
أَبُو حَيْوَةَ nindex.php?page=showalam&ids=12356وَابْنُ أَبِي عَبْلَةَ : شِحٌّ بِكَسْرِ الشِّينِ . وَالْجُمْهُورُ : بِإِسْكَانِ الْوَاوِ وَتَخْفِيفِ الْقَافِ وَضَمِّ الشِّينِ ، وَالشُّحُّ : اللُّؤْمُ ، وَهُوَ كَزَازَةُ النَّفْسِ عَلَى مَا عِنْدَهَا ، وَالْحِرْصُ عَلَى الْمَنْعِ . قَالَ الشَّاعِرُ :
يُمَارِسُ نَفْسًا بَيْنَ جَنْبَيْهِ كَزَّةً إِذَا هَمَّ بِالْمَعْرُوفِ قَالَتْ لَهُ مَهْلَا
وَأُضِيفَ الشُّحُّ إِلَى النَّفْسِ لِأَنَّهُ غَرِيزَةٌ فِيهَا . وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=128وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ ) ، وَفِي الْحَدِيثِ : "
مَنْ أَدَّى الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ وَقَرَى الضَّيْفَ وَأَعْطَى فِي النَّائِبَةِ فَقَدْ بَرِئَ مِنَ الشُّحِّ " . (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=10وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ ) : الظَّاهِرُ أَنَّهُ مَعْطُوفٌ عَلَى مَا قَبْلَهُ مِنَ الْمَعْطُوفِ عَلَى
الْمُهَاجِرِينَ . فَقَالَ
الْفَرَّاءُ : هُمُ الْفِرْقَةُ الثَّالِثَةُ مِنَ الصَّحَابَةِ ، وَهُوَ مَنْ آمَنَ أَوْ كَفَرَ فِي آخِرِ مُدَّةِ النَّبِيِّ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَقَالَ الْجُمْهُورُ : أَرَادَ مَنْ يَجِيءُ مِنَ التَّابِعِينَ ، فَعَلَى الْقَوْلِ الْأَوَّلِ : يَكُونُ مَعْنَى ( مِنْ بَعْدِهِمْ ) : أَيْ مِنْ بَعْدِ
الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ السَّابِقِينَ بِالْإِيمَانِ ، وَهَؤُلَاءِ تَأَخَّرَ إِيمَانُهُمْ ، أَوْ سَبَقَ إِيمَانُهُ وَتَأَخَّرَتْ وَفَاتُهُ حَتَّى انْقَرَضَ مُعْظَمُ
الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ . وَعَلَى
[ ص: 248 ] الْقَوْلِ الثَّانِي : يَكُونُ مَعْنَى ( مِنْ بَعْدِهِمْ ) : أَيْ مِنْ بَعْدِ مَمَاتِ
الْمُهَاجِرِينَ ، مُهَاجِرِيهِمْ وَأَنْصَارِهِمْ . وَإِذَا كَانَ ( وَالَّذِينَ ) مَعْطُوفًا عَلَى الْمَجْرُورِ قَبْلَهُ ، فَالظَّاهِرُ أَنَّهُمْ مُشَارِكُو مَنْ تَقَدَّمَ فِي حُكْمِ الْفَيْءِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16870مَالِكُ بْنُ أَوْسٍ : قَرَأَ
عَمْرٌو (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=60إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ ) الْآيَةَ ، فَقَالَ : هَذِهِ لِهَؤُلَاءِ ، ثُمَّ قَرَأَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=41وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ ) ، فَقَالَ : وَهَذِهِ لِهَؤُلَاءِ ، ثُمَّ قَرَأَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=7مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ ) حَتَّى بَلَغَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=8لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ ) إِلَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=10وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ ) . ثُمَّ قَالَ : لَئِنْ عِشْتُ لَنُؤْتِيَنَّ الرَّاعِيَ وَهُوَ يَسِيرُ نَصِيبَهُ مِنْهَا . وَعَنْهُ أَيْضًا : أَنَّهُ اسْتَشَارَ
الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارَ فِيمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ فِي كَلَامٍ كَثِيرٍ ، آخِرُهُ أَنَّهُ تَلَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=7مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ ) الْآيَةَ ، فَلَمَّا بَلَغَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=8أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ) قَالَ : هِيَ لِهَؤُلَاءِ فَقَطْ ، وَتَلَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=10وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ ) الْآيَةَ ، إِلَى قَوْلِهِ : ( رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) ; ثُمَّ قَالَ : مَا بَقِيَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ إِلَّا وَقَدْ دَخَلَ فِي ذَلِكَ . وَقَالَ
عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ : لَوْلَا مَنْ يَأْتِي مِنْ آخِرِ النَّاسِ مَا فُتِحَتْ قَرْيَةٌ إِلَّا قَسَّمْتُهَا كَمَا قَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
خَيْبَرَ . وَقِيلَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=10وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ ) مَقْطُوعٌ مِمَّا قَبْلَهُ ، مَعْطُوفٌ عَطْفَ الْجُمَلِ ، لَا عَطْفَ الْمُفْرَدَاتِ ; فَإِعْرَابُهُ : ( وَالَّذِينَ ) مُبْتَدَأٌ ، نُدِبُوا بِالدُّعَاءِ لِلْأَوَّلِينَ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِمْ ، وَهُمْ مَنْ يَجِيءُ بَعْدَ الصَّحَابَةِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَالْخَبَرُ ( يَقُولُونَ ) ، أَخْبَرَ تَعَالَى عَنْهُمْ بِأَنَّهُمْ لِإِيمَانِهِمْ وَمَحَبَّةِ أَسْلَافِهِمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=10يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا ) ، وَعَلَى الْقَوْلِ الْأَوَّلِ يَكُونُ ( يَقُولُونَ ) اسْتِئْنَافَ إِخْبَارٍ ، قِيلَ : أَوْ حَالًا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا ) الْآيَةَ : نَزَلَتْ فِي
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ وَرِفَاعَةَ بْنِ التَّابُوتِ وَقَوْمٍ مِنْ مُنَافِقِي
الْأَنْصَارِ ، كَانُوا بَعَثُوا إِلَى
بَنِي النَّضِيرِ بِمَا تَضَمَّنَتْهُ الْجُمَلُ الْمَحْكِيَّةُ بِقَوْلِهِ : ( يَقُولُونَ ) ، وَاللَّامُ فِي ( لِإِخْوَانِهِمْ ) لِلتَّبْلِيغِ ، وَالْأُخُوَّةُ بَيْنَهُمْ أُخُوَّةُ الْكُفْرِ وَمُوَالَاتُهُمْ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ ) : أَيْ فِي قِتَالِكُمْ ، ( أَحَدًا ) : مِنَ الرَّسُولِ وَالْمُؤْمِنِينَ ; أَوْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11لَا نُطِيعُ فِيكُمْ ) : أَيْ فِي خُذْلَانِكُمْ وَإِخْلَافِ مَا وَعَدْنَاكُمْ مِنَ النُّصْرَةِ ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11لَنَنْصُرَنَّكُمْ ) : جَوَابُ قَسَمٍ مَحْذُوفٍ قَبْلَ " إِنِ " الشَّرْطِيَّةِ ، وَجَوَابُ إِنْ مَحْذُوفٌ ، وَالْكَثِيرُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ إِثْبَاتُ اللَّامِ الْمُؤْذِنَةُ بِالْقَسَمِ قَبْلَ أَدَاةِ الشَّرْطِ ، وَمِنْ حَذْفِهَا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=73وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا ) ، التَّقْدِيرُ : وَلَئِنْ لَمْ يَنْتَهُوا لَكَاذِبُونَ ، أَيْ فِي مَوَاعِيدِهِمْ لِلْيَهُودِ ، وَفِي ذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى صِحَّةِ النُّبُوَّةِ لِأَنَّهُ إِخْبَارٌ بِالْغَيْبِ ، وَلِذَلِكَ لَمْ يَخْرُجُوا حِينَ أُخْرِجَ
بَنُو النَّضِيرِ ، بَلْ أَقَامُوا فِي دِيَارِهِمْ ، وَهَذَا إِذَا كَانَ قَوْلُهُ : ( لِإِخْوَانِهِمْ ) أَنَّهُمْ
بَنُو النَّضِيرِ . وَقِيلَ : هُمْ يَهُودُ
الْمَدِينَةِ ، وَالضَّمَائِرُ عَلَى هَذَيْنِ الْقَوْلَيْنِ . وَقِيلَ : فِيهَا اخْتِلَافٌ ، أَيْ لَئِنْ أُخْرِجَ
الْيَهُودُ لَا يَخْرُجُ الْمُنَافِقُونَ ، وَلَئِنْ قُوتِلَ
الْيَهُودُ لَا يَنْصُرُهُمُ الْمُنَافِقُونَ ، وَلَئِنْ نَصَرَ
الْيَهُودُ الْمُنَافِقِينَ لَيُوَلِّي
الْيَهُودُ الْأَدْبَارَ ، وَكَأَنَّ صَاحِبَ هَذَا الْقَوْلِ نَظَرَ إِلَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=12وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ ) ، فَقَدْ أَخْبَرَ أَنَّهُمْ لَا يَنْصُرُونَهُمْ ، فَكَيْفَ يَأْتِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=12وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ ) ؟ فَأَخْرَجَهُ فِي حَيِّزِ الْإِمْكَانِ ، وَقَدْ أَخْبَرَ أَنَّهُمْ لَا يَنْصُرُونَهُمْ ، فَلَا يُمْكِنُ نَصْرُهُمْ إِيَّاهُمْ بَعْدَ إِخْبَارِهِ تَعَالَى أَنَّهُ لَا يَقَعُ . وَإِذَا كَانَتِ الضَّمَائِرُ مُتَّفِقَةً ، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : مَعْنَاهُ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ عَلَى الْفَرْضِ ، وَالتَّقْدِيرُ كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=65لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ) ، وَكَمَا يُعْلَمُ مَا لَا يَكُونُ لَوْ كَانَ كَيْفَ يَكُونُ . وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : مَعْنَاهُ : وَلَئِنْ خَالَفُوا ذَلِكَ فَإِنَّهُمْ يَنْهَزِمُونَ . انْتَهَى . وَالظَّاهِرُ أَنَّ الضَّمِيرَ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=12لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ) ، وَفِي ( ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ ) عَائِدٌ عَلَى الْمَفْرُوضِ أَنَّهُمْ يَنْصُرُونَهُمْ ، أَيْ وَلَئِنْ نَصَرَهُمُ الْمُنَافِقُونَ لَيُوَلُّنَّ الْمُنَافِقُونَ الْأَدْبَارَ ، ثُمَّ لَا يُنْصَرُ الْمُنَافِقُونَ . وَقِيلَ : الضَّمِيرُ فِي التَّوَلِّي عَائِدٌ عَلَى
الْيَهُودِ ، وَكَذَا فِي ( لَا يُنْصَرُونَ ) . قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : وَجَاءَتِ الْأَفْعَالُ غَيْرَ مَجْزُومَةٍ فِي قَوْلِهِ : ( لَا يُخْرَجُونَ ) وَ ( لَا يُنْصَرُونَ ) لِأَنَّهَا رَاجِعَةٌ عَلَى حُكْمِ الْقَسَمِ ، لَا عَلَى حُكْمِ الشَّرْطِ ، وَفِي هَذَا نَظَرٌ . انْتَهَى . وَأَيُّ نَظَرٍ فِي هَذَا ؟ وَهَذَا جَاءَ عَلَى الْقَاعِدَةِ الْمُتَّفَقِ عَلَيْهَا مِنْ أَنَّهُ إِذَا تَقَدَّمَ الْقَسَمُ عَلَى الشَّرْطِ كَانَ الْجَوَابُ لِلْقَسَمِ وَحُذِفَ جَوَابُ الشَّرْطِ ، وَكَانَ فِعْلُهُ بِصِيغَةِ الْمُضِيِّ ، أَوْ مَجْزُومًا بِلَمْ ، وَلَهُ شَرْطٌ ، وَهُوَ أَنْ لَا يَتَقَدَّمَهُ طَالِبُ خَبَرٍ . وَاللَّامُ فِي ( لَئِنْ ) مُؤْذِنَةٌ بِقَسَمٍ مَحْذُوفٍ قَبْلَهُ ، فَالْجَوَابُ لَهُ . وَقَدْ أَجَازَ
الْفَرَّاءُ أَنْ يُجَابَ الشَّرْطُ ،
[ ص: 249 ] وَإِنْ تَقَدَّمَ الْقَسَمَ ، وَرَدَّهُ عَلَيْهِ الْبَصْرِيُّونَ . ثُمَّ خَاطَبَ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ هَؤُلَاءِ يَخَافُونَكُمْ أَشَدَّ خِيفَةٍ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ، لِأَنَّهُمْ يَتَوَقَّعُونَ عَاجِلَ شَرِّكُمْ ، وَلِعَدَمِ إِيمَانِهِمْ لَا يَتَوَقَّعُونَ أَجَلَ عَذَابِ اللَّهِ ، وَذَلِكَ لِقِلَّةِ فَهْمِهِمْ ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=13رَهْبَةً ) : مَصْدَرُ رَهِبَ الْمَبْنِيُّ لِلْمَفْعُولِ ، كَأَنَّهُ قِيلَ : أَشَدُّ مَرْهُوبِيَّةً ، فَالرَّهْبَةُ وَاقِعَةٌ مِنْهُمْ لَا مِنَ الْمُخَاطَبِينَ ، وَالْمُخَاطَبُونَ مَرْهُوبُونَ ، وَهَذَا كَمَا قَالَ :
فَلَهُوَ أَخْوَفُ عِنْدِي إِذْ أُكَلِّمُهُ وَقِيلَ إِنَّكَ مَأْسُورٌ وَمَقْتُولُ
مِنْ ضَيْغَمٍ بِثَرَاءِ الْأَرْضِ مُخْدِرَةً بِبَطْنِ عِثَّرَ غِيلٌ دُونَهُ غِيلُ
فَالْمُخْبَرُ عَنْهُ مَخُوفٌ لَا خَائِفٌ ، وَالضَّمِيرُ فِي ( صُدُورِهِمْ ) . قِيلَ :
لِلْيَهُودِ ، وَقِيلَ : لِلْمُنَافِقِينَ ، وَقِيلَ : لِلْفَرِيقَيْنِ . وَجَعْلُ الصَّدْرِ مَقَرًّا لِلرَّهْبَةِ دَلِيلٌ عَلَى تَمَكُّنِهَا مِنْهُمْ بِحَيْثُ صَارَتِ الصُّدُورُ مَقَرًّا لَهَا ، وَالْمَعْنَى : رَهْبَتُهُمْ مِنْكُمْ أَشَدُّ مِنْ رَهْبَتِهِمْ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=14لَا يُقَاتِلُونَكُمْ ) : أَيْ
بَنُو النَّضِيرِ وَجَمِيعُ
الْيَهُودِ . وَقِيلَ :
الْيَهُودُ وَالْمُنَافِقُونَ ( جَمِيعًا ) : أَيْ مُجْتَمِعِينَ مُتَسَانِدِينَ يُعَضِّدُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=14إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ ) : لَا فِي الصَّحْرَاءِ لِخَوْفِهِمْ مِنْكُمْ وَتَحْصِينِهَا بِالدُّرُوبِ وَالْخَنَادِقِ ، أَوْ مِنْ وَرَاءِ جِدَارٍ يَتَسَتَّرُونَ بِهِ مِنْ أَنْ تُصِيبُوهُمْ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=14جُدُرٍ ) بِضَمَّتَيْنِ ، جَمْعُ جِدَارٍ ;
وَأَبُو رَجَاءٍ وَالْحَسَنُ وَابْنُ وَثَّابٍ : بِإِسْكَانِ الدَّالِ تَخْفِيفًا ، وَرُوِيَتْ عَنِ
ابْنِ كَثِيرٍ وَعَاصِمٍ nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشِ . وَقَرَأَ
أَبُو عَمْرٍو وَابْنُ كَثِيرٍ وَكَثِيرٌ مِنَ الْمَكِّيِّينَ : جِدَارٍ بِالْأَلِفِ وَكَسْرِ الْجِيمِ . وَقَرَأَ كَثِيرٌ مِنَ الْمَكِّيِّينَ
وَهَارُونُ عَنِ
ابْنِ كَثِيرٍ : جَدْرٍ بِفَتْحِ الْجِيمِ وَسُكُونِ الدَّالِ . قَالَ صَاحِبُ اللَّوَامِحِ : وَهُوَ وَاخِذٌ بِلُغَةِ
الْيَمَنِ . وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : وَمَعْنَاهُ أَصْلُ بُنْيَانٍ كَالسُّورِ وَنَحْوِهِ . قَالَ : وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ مِنْ جِدْرِ النَّخْلِ ، أَيْ مِنْ وَرَاءِ نَخْلِهِمْ ، إِذْ هِيَ مِمَّا يُتَّقَى بِهِ عِنْدَ الْمُصَافَّةِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=14بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ) : أَيْ إِذَا اقْتَتَلُوا بَعْضُهُمْ مَعَ بَعْضٍ . كَانَ بَأْسُهُمْ شَدِيدًا ; أَمَّا إِذَا قَاتَلُوكُمْ ، فَلَا يَبْقَى لَهُمْ بَأْسٌ ، لِأَنَّ مَنْ حَارَبَ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ خُذِلَ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=14تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا ) : أَيْ مُجْتَمِعِينَ ، ذَوِي أُلْفَةٍ وَاتِّحَادٍ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=14وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ) : أَيْ وَأَهْوَاؤُهُمْ مُتَفَرِّقَةٌ ، وَكَذَا حَالُ الْمَخْذُولِينَ ، لَا تَسْتَقِرُّ أَهْوَاؤُهُمْ عَلَى شَيْءٍ وَاحِدٍ ، وَمُوجِبُ ذَلِكَ الشَّتَاتِ هُوَ انْتِفَاءُ عُقُولِهِمْ ، فَهُمْ كَالْبَهَائِمِ لَا تَتَّفِقُ عَلَى حَالَةٍ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=14شَتَّى ) بِأَلِفِ التَّأْنِيثِ ; وَمُبَشِّرُ بْنُ عُبَيْدٍ : مُنَوَّنًا ، جَعَلَهَا أَلِفَ الْإِلْحَاقِ ;
وَعَبْدُ اللَّهِ : وَقُلُوبُهُمْ أَشَتُّ : أَيْ أَشَدُّ تَفَرُّقًا ، وَمِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ : شَتَّى تَئُوبُ الْحَلْبَةُ . قَالَ الشَّاعِرُ :
إِلَى اللَّهِ أَشْكُو فِتْيَةً شَقَّتِ الْعَصَا هِيَ الْيَوْمَ شَتَّى وَهِيَ أَمْسِ جَمِيعُ