قوله عز وجل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=15nindex.php?page=treesubj&link=29030كمثل الذين من قبلهم قريبا ذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=16كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=17فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=18ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=19ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=20لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=21لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=22هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=23هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=24هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ) .
[ ص: 250 ] ( كمثل ) : خبر مبتدأ محذوف ، أي مثلهم ، أي
بني النضير (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=15كمثل الذين من قبلهم قريبا ) : وهم
بنو قينقاع ، أجلاهم الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، من
المدينة قبل
بني النضير فكانوا مثلا لهم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ; أو
أهل بدر الكفار ، فإنه عليه الصلاة والسلام قتلهم ، فهم مثلهم في أن غلبوا وقهروا . وقيل : الضمير في ( من قبلهم ) للمنافقين ، و ( الذين من قبلهم ) : منافقو الأمم الماضية ، غلبوا وذلوا على وجه الدهر ، فهؤلاء مثلهم . ويبعد هذا التأويل لفظة ( قريبا ) إن جعلته متعلقا بما قبله ، وقريبا ظرف زمان وإن جعلته معمولا لذاقوا ، أي ذاقوا وبال أمرهم قريبا من عصيانهم ، أي لم تتأخر عقوبتهم في الدنيا ، كما لم تتأخر عقوبة هؤلاء . ( ولهم عذاب أليم ) في الآخرة .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=16كمثل الشيطان ) : لما مثلهم بمن قبلهم ، ذكر مثلهم مع المنافقين ، فالمنافقون كالشيطان ،
وبنو النضير كالإنسان ، والجمهور : على أن الشيطان والإنسان اسما جنس يورطه في المعصية ثم يفر منه . كذلك أغوى المنافقون
بني النضير ، وحرضوهم على الثبات ، ووعدوهم النصر . فلما نشب
بنو النضير ، خذلهم المنافقون وتركوهم في أسوأ حال . وقيل : المراد استغواء الشيطان
قريشا يوم
بدر . وقوله لهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=48لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم ) إلى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=48إني بريء منكم ) . وقيل : التمثيل بشيطان مخصوص مع عابد مخصوص استودع امرأة ، فوقع عليها فحملت ، فخشي الفضيحة ، فقتلها ودفنها . سول له الشيطان ذلك ، ثم شهره ، فاستخرجت فوجدت مقتولة ; وكان قال إنها ماتت ودفنتها ، فعلموا بذلك ، فتعرض له الشيطان وقال : اكفر واسجد لي وأنا أنجيك ، ففعل وتركه عند ذلك وقال : أنا بريء منك . وقول الشيطان : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=16إني أخاف الله ) رياء ، ولا يمنعه الخوف عن سوء يوقع ابن آدم فيه . وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=17عاقبتهما ) بنصب التاء ;
والحسن nindex.php?page=showalam&ids=16711وعمرو بن عبيد وسليم بن أرقم : برفعهما . والجمهور : ( خالدين ) بالياء حالا ، و ( في النار ) خبر أن ;
وعبد الله nindex.php?page=showalam&ids=15948وزيد بن علي nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش وابن عبلة : بالألف ، فجاز أن يكون خبر أن ، والظرف ملغى وإن كان قد أكد بقوله : ( فيها ) ، وذلك جائز على مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه ، ومنع ذلك
أهل الكوفة ، لأنه إذا أكد عندهم لا يلغى . ويجوز أن يكون في النار خبرا ، لأن ( خالدين ) خبر ثان ، فلا يكون فيه حجة على مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه .
ولما انقضى في هذه السورة وصف المنافقين
واليهود وعظ المؤمنين ، لأن الموعظة بعد ذكر المصيبة لها موقع في النفس لرقة القلوب والحذر مما يوجب العذاب ، وكرر الأمر بالتقوى على سبيل التوكيد ، أو لاختلاف متعلق بالتقوى . فالأولى في أداء الفرائض ، لأنه مقترن بالعمل ; والثانية في ترك المعاصي ، لأنه مقترن بالتهديد والوعيد . وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=18ولتنظر ) : أمرا ، واللام ساكنة ;
وأبو حيوة nindex.php?page=showalam&ids=17304ويحيى بن الحارث : بكسرها . وروي ذلك عن
حفص ، عن
عاصم .
والحسن : بكسرها وفتح الراء ، جعلها لام كي . ولما كان أمر القيامة كائنا لا محالة ، عبر عنه بالغد ، وهو اليوم الذي يلي يومك على سبيل التقريب . وقال
الحسن وقتادة : لم يزل يقر به حتى جعله كالغد ، ونحوه :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=24كأن لم تغن بالأمس ، يريد تقريب الزمان الماضي . وقيل : عبر عن الآخرة بالغد ، كأن الدنيا والآخرة نهاران يوم وغد . قال
ابن عطية : ويحتمل أن يريد بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=18لغد ) : ليوم الموت ، لأنه لكل إنسان كغده . وقال
مجاهد وابن زيد : بالأمس الدنيا وغد الآخرة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : أما تنكير النفس فاستقلال للأنفس النواظر فيما قدمن للآخرة ، كأنه : قيل لغد لا يعرف كنهه لعظمه . انتهى . وقرأ الجمهور : ( لا تكونوا ) بتاء الخطاب ;
وأبو حيوة : بياء الغيبة ، على سبيل الالتفات .
[ ص: 251 ] وقال
ابن عطية : كناية عن " نفس " التي هي اسم الجنس ; (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=19كالذين نسوا ) : هم الكفار ، وتركوا عبادة الله وامتثال ما أمر واجتناب ما نهى ، وهذا تنبيه على فرط غفلتهم واتباع شهواتهم ; (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=19فأنساهم أنفسهم ) ، حيث لم يسعوا إليها في الخلاص من العذاب ، وهذا من المجازاة على الذنب بالذنب . عوقبوا على نسيان جهة الله تعالى بأن أنساهم أنفسهم . قال
سفيان : المعنى حظ أنفسهم ، ثم ذكر مباينة الفريقين : أصحاب النار في الجحيم ، وأصحاب الجنة في النعيم ، كما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=18أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون ) ، وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=28أم نجعل المتقين كالفجار ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=21لو أنزلنا هذا القرآن على جبل ) : هذا من باب التخييل والتمثيل ، كما مر في قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=72إنا عرضنا الأمانة على السماوات ) ، ودل على ذلك : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=21وتلك الأمثال نضربها للناس ) ، والغرض توبيخ الإنسان على قسوة قلبه وعدم تأثره لهذا الذي لو أنزل على الجبل لتخشع وتصدع . وإذا كان الجبل على عظمه وتصلبه يعرض له الخشوع والتصدع ، فابن آدم كان أولى بذلك ، لكنه على حقارته وضعفه لا يتأثر . وقرأ
وطلحة : مصدعا ، بإدغام التاء في الصاد ;
وأبو السمال وأبو دينار الأعرابي : القدوس بفتح القاف ; والجمهور : بالفك والضم . وقرأ الجمهور : المؤمن بكسر الميم ، اسم فاعل من آمن بمعنى أمن . وقال
ثعلب : المصدق المؤمنين في أنهم آمنوا . وقال
النحاس : أو في شهادتهم على الناس يوم القيامة . وقيل : المصدق نفسه في أقواله الأزلية . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11958أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين ، وقيل :
أبو جعفر المدني : المؤمن بفتح الميم . قال
أبو حاتم : لا يجوز ذلك ، لأنه لو كان كذلك لكان المؤمن به وكان جائزا ، لكن المؤمن المطلق بلا حرف جر يكون من كان خائفا فأومن . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : يعني المؤمن به على حذف حرف الجر ، كما تقول في
قوم موسى من قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=155واختار موسى قومه ) : المختارون . (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=23المهيمن ) : تقدم شرحه . (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=23الجبار ) : القهار الذي جبر خلقه على ما أراد . وقيل : الجبار : الذي لا يدانيه شيء ولا يلحق ، ومنه نخلة جبارة إذا لم تلحق ، وقال
امرؤ القيس :
سوامق جبار أثيث فروعه وعالين قنوانا من البسر أحمرا
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : هو العظيم ، وجبروته : عظمته . وقيل : هو من الجبر ، وهو الإصلاح . جبرت العظم : أصلحته بعد الكسر . وقال
الفراء : من أجبره على الأمر : قهره ، قال : ولم أسمع فعالا من أفعل إلا في جبار ودراك . انتهى ، وسمع أسار فهو أسار . (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=23المتكبر ) : المبالغ في الكبرياء والعظمة . وقيل : المتكبر عن ظلم عباده ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=24الخالق ) : المقدر لما يوجده . (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=24البارئ ) : المميز بعضه من بعض بالأشكال المختلفة ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=24المصور ) : الممثل . وقرأ
علي nindex.php?page=showalam&ids=195وحاطب بن أبي بلتعة والحسن وابن السميفع : المصور بفتح الواو والراء ، وانتصب مفعولا بالبارئ ، وأراد به جنس المصور . وعن
علي ; فتح الواو وكسر الراء على إضافة اسم الفاعل إلى المفعول ، نحو : الضارب الغلام .
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=15nindex.php?page=treesubj&link=29030كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=16كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=17فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=18يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=19وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=20لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=21لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=22هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=23هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=24هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) .
[ ص: 250 ] ( كَمَثَلِ ) : خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، أَيْ مَثَلُهُمْ ، أَيْ
بَنِي النَّضِيرِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=15كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ) : وَهُمْ
بَنُو قَيْنُقَاعَ ، أَجْلَاهُمُ الرَّسُولُ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مِنَ
الْمَدِينَةِ قَبْلَ
بَنِي النَّضِيرِ فَكَانُوا مَثَلًا لَهُمْ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ; أَوْ
أَهْلُ بَدْرٍ الْكُفَّارُ ، فَإِنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ قَتَلَهُمْ ، فَهُمْ مِثْلُهُمْ فِي أَنْ غُلِبُوا وَقُهِرُوا . وَقِيلَ : الضَّمِيرُ فِي ( مِنْ قَبْلِهِمْ ) لِلْمُنَافِقِينَ ، وَ ( الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) : مُنَافِقُو الْأُمَمِ الْمَاضِيَةِ ، غُلِبُوا وَذُلُّوا عَلَى وَجْهِ الدَّهْرِ ، فَهَؤُلَاءِ مِثْلُهُمْ . وَيُبْعِدُ هَذَا التَّأْوِيلَ لَفْظَةُ ( قَرِيبًا ) إِنْ جَعَلْتَهُ مُتَعَلِّقًا بِمَا قَبْلَهُ ، وَقَرِيبًا ظَرْفُ زَمَانٍ وَإِنْ جَعَلْتَهُ مَعْمُولًا لَذَاقُوا ، أَيْ ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ قَرِيبًا مِنْ عِصْيَانِهِمْ ، أَيْ لَمْ تَتَأَخَّرْ عُقُوبَتُهُمْ فِي الدُّنْيَا ، كَمَا لَمْ تَتَأَخَّرْ عُقُوبَةُ هَؤُلَاءِ . ( وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) فِي الْآخِرَةِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=16كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ ) : لَمَّا مَثَّلَهُمْ بِمَنْ قَبْلَهُمْ ، ذَكَرَ مَثَلَهُمْ مَعَ الْمُنَافِقِينَ ، فَالْمُنَافِقُونَ كَالشَّيْطَانِ ،
وَبَنُو النَّضِيرِ كَالْإِنْسَانِ ، وَالْجُمْهُورُ : عَلَى أَنَّ الشَّيْطَانَ وَالْإِنْسَانَ اسْمَا جِنْسٍ يُوَرِّطُهُ فِي الْمَعْصِيَةِ ثُمَّ يَفِرُّ مِنْهُ . كَذَلِكَ أَغْوَى الْمُنَافِقُونَ
بَنِي النَّضِيرِ ، وَحَرَّضُوهُمْ عَلَى الثَّبَاتِ ، وَوَعَدُوهُمُ النَّصْرَ . فَلَمَّا نَشَبَ
بَنُو النَّضِيرِ ، خَذَلَهُمُ الْمُنَافِقُونَ وَتَرَكُوهُمْ فِي أَسْوَأِ حَالٍ . وَقِيلَ : الْمُرَادُ اسْتِغْوَاءُ الشَّيْطَانِ
قُرَيْشًا يَوْمَ
بَدْرٍ . وَقَوْلُهُ لَهُمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=48لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ ) إِلَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=48إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ ) . وَقِيلَ : التَّمْثِيلُ بِشَيْطَانٍ مَخْصُوصٍ مَعَ عَابِدٍ مَخْصُوصٍ اسْتُودِعَ امْرَأَةً ، فَوَقَعَ عَلَيْهَا فَحَمَلَتْ ، فَخَشِيَ الْفَضِيحَةَ ، فَقَتَلَهَا وَدَفَنَهَا . سَوَّلَ لَهُ الشَّيْطَانُ ذَلِكَ ، ثُمَّ شَهَرَهُ ، فَاسْتُخْرِجَتْ فَوُجِدَتْ مَقْتُولَةً ; وَكَانَ قَالَ إِنَّهَا مَاتَتْ وَدَفَنْتُهَا ، فَعَلِمُوا بِذَلِكَ ، فَتَعَرَّضَ لَهُ الشَّيْطَانُ وَقَالَ : اكْفُرْ وَاسْجُدْ لِي وَأَنَا أُنَجِّيكَ ، فَفَعَلَ وَتَرَكَهُ عِنْدَ ذَلِكَ وَقَالَ : أَنَا بَرِيءٌ مِنْكَ . وَقَوْلُ الشَّيْطَانِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=16إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ) رِيَاءٌ ، وَلَا يَمْنَعُهُ الْخَوْفُ عَنْ سُوءٍ يُوقِعُ ابْنَ آدَمَ فِيهِ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=17عَاقِبَتَهُمَا ) بِنَصْبِ التَّاءِ ;
وَالْحَسَنُ nindex.php?page=showalam&ids=16711وَعَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ وَسَلِيمُ بْنُ أَرْقَمَ : بِرَفْعِهِمَا . وَالْجُمْهُورُ : ( خَالِدِينَ ) بِالْيَاءِ حَالًا ، وَ ( فِي النَّارِ ) خَبَرُ أَنَّ ;
وَعَبْدُ اللَّهِ nindex.php?page=showalam&ids=15948وَزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ وَابْنُ عَبْلَةَ : بِالْأَلِفِ ، فَجَازَ أَنْ يَكُونَ خَبَرَ أَنَّ ، وَالظَّرْفُ مُلْغًى وَإِنْ كَانَ قَدْ أُكِّدَ بِقَوْلِهِ : ( فِيهَا ) ، وَذَلِكَ جَائِزٌ عَلَى مَذْهَبِ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ ، وَمَنَعَ ذَلِكَ
أَهْلُ الْكُوفَةِ ، لِأَنَّهُ إِذَا أُكِّدَ عِنْدَهُمْ لَا يُلْغَى . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي النَّارِ خَبَرًا ، لِأَنَّ ( خَالِدِينَ ) خَبَرٌ ثَانٍ ، فَلَا يَكُونُ فِيهِ حُجَّةٌ عَلَى مَذْهَبِ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ .
وَلَمَّا انْقَضَى فِي هَذِهِ السُّورَةِ وَصْفُ الْمُنَافِقِينَ
وَالْيَهُودِ وَعَظَ الْمُؤْمِنِينَ ، لِأَنَّ الْمَوْعِظَةَ بَعْدَ ذِكْرِ الْمُصِيبَةِ لَهَا مَوْقِعٌ فِي النَّفْسِ لِرِقَّةِ الْقُلُوبِ وَالْحَذَرِ مِمَّا يُوجِبُ الْعَذَابَ ، وَكَرَّرَ الْأَمْرَ بِالتَّقْوَى عَلَى سَبِيلِ التَّوْكِيدِ ، أَوْ لِاخْتِلَافٍ مُتَعَلِّقٍ بِالتَّقْوَى . فَالْأُولَى فِي أَدَاءِ الْفَرَائِضِ ، لِأَنَّهُ مُقْتَرِنٌ بِالْعَمَلِ ; وَالثَّانِيَةُ فِي تَرْكِ الْمَعَاصِي ، لِأَنَّهُ مُقْتَرِنٌ بِالتَّهْدِيدِ وَالْوَعِيدِ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=18وَلْتَنْظُرْ ) : أَمْرًا ، وَاللَّامُ سَاكِنَةٌ ;
وَأَبُو حَيْوَةَ nindex.php?page=showalam&ids=17304وَيَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ : بِكَسْرِهَا . وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ
حَفْصٍ ، عَنْ
عَاصِمٍ .
وَالْحَسَنُ : بِكَسْرِهَا وَفَتْحِ الرَّاءِ ، جَعَلَهَا لَامَ كَيْ . وَلَمَّا كَانَ أَمْرُ الْقِيَامَةِ كَائِنًا لَا مَحَالَةَ ، عَبَّرَ عَنْهُ بِالْغَدِ ، وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي يَلِي يَوْمَكَ عَلَى سَبِيلِ التَّقْرِيبِ . وَقَالَ
الْحَسَنُ وَقَتَادَةُ : لَمْ يَزَلْ يُقِرُّ بِهِ حَتَّى جَعَلَهُ كَالْغَدِ ، وَنَحْوُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=24كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ، يُرِيدُ تَقْرِيبَ الزَّمَانِ الْمَاضِي . وَقِيلَ : عَبَّرَ عَنِ الْآخِرَةِ بِالْغَدِ ، كَأَنَّ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ نَهَارَانِ يَوْمٌ وَغَدٌ . قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : وَيَحْتَمِلُ أَنْ يُرِيدَ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=18لِغَدٍ ) : لِيَوْمِ الْمَوْتِ ، لِأَنَّهُ لِكُلِّ إِنْسَانٍ كَغَدِهِ . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ وَابْنُ زَيْدٍ : بِالْأَمْسِ الدُّنْيَا وَغَدٌ الْآخِرَةُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : أَمَّا تَنْكِيرُ النَّفْسِ فَاسْتِقْلَالٌ لِلْأَنْفُسِ النَّوَاظِرِ فِيمَا قَدَّمْنَ لِلْآخِرَةِ ، كَأَنَّهُ : قِيلَ لِغَدٍ لَا يُعْرَفُ كُنْهُهُ لِعِظَمِهِ . انْتَهَى . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( لَا تَكُونُوا ) بِتَاءِ الْخِطَابِ ;
وَأَبُو حَيْوَةَ : بِيَاءِ الْغَيْبَةِ ، عَلَى سَبِيلِ الِالْتِفَاتِ .
[ ص: 251 ] وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : كِنَايَةٌ عَنْ " نَفْسٌ " الَّتِي هِيَ اسْمُ الْجِنْسِ ; (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=19كَالَّذِينَ نَسُوا ) : هُمُ الْكُفَّارُ ، وَتَرَكُوا عِبَادَةَ اللَّهِ وَامْتِثَالَ مَا أَمَرَ وَاجْتِنَابَ مَا نَهَى ، وَهَذَا تَنْبِيهٌ عَلَى فَرْطِ غَفْلَتِهِمْ وَاتِّبَاعِ شَهَوَاتِهِمْ ; (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=19فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ ) ، حَيْثُ لَمْ يَسْعَوْا إِلَيْهَا فِي الْخَلَاصِ مِنَ الْعَذَابِ ، وَهَذَا مِنَ الْمُجَازَاةِ عَلَى الذَّنْبِ بِالذَّنْبِ . عُوقِبُوا عَلَى نِسْيَانِ جِهَةِ اللَّهِ تَعَالَى بِأَنْ أَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ . قَالَ
سُفْيَانُ : الْمَعْنَى حَظُّ أَنْفُسِهِمْ ، ثُمَّ ذَكَرَ مُبَايَنَةَ الْفَرِيقَيْنِ : أَصْحَابُ النَّارِ فِي الْجَحِيمِ ، وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ فِي النَّعِيمِ ، كَمَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=18أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ ) ، وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=28أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=21لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ ) : هَذَا مِنْ بَابِ التَّخْيِيلِ وَالتَّمْثِيلِ ، كَمَا مَرَّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=72إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ ) ، وَدَلَّ عَلَى ذَلِكَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=21وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ) ، وَالْغَرَضُ تَوْبِيخُ الْإِنْسَانِ عَلَى قَسْوَةِ قَلْبِهِ وَعَدَمِ تَأَثُّرِهِ لِهَذَا الَّذِي لَوْ أُنْزِلَ عَلَى الْجَبَلِ لَتَخَشَّعَ وَتَصَدَّعَ . وَإِذَا كَانَ الْجَبَلُ عَلَى عِظَمِهِ وَتَصَلُّبِهِ يَعْرِضُ لَهُ الْخُشُوعُ وَالتَّصَدُّعُ ، فَابْنُ آدَمَ كَانَ أَوْلَى بِذَلِكَ ، لَكِنَّهُ عَلَى حَقَارَتِهِ وَضَعْفِهِ لَا يَتَأَثَّرُ . وَقَرَأَ
وَطَلْحَةُ : مُصَّدِّعًا ، بِإِدْغَامِ التَّاءِ فِي الصَّادِ ;
وَأَبُو السَّمَّالِ وَأَبُو دِينَارٍ الْأَعْرَابِيُّ : الْقَدُّوسُ بِفَتْحِ الْقَافِ ; وَالْجُمْهُورُ : بِالْفَكِّ وَالضَّمِّ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : الْمُؤْمِنُ بِكَسْرِ الْمِيمِ ، اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ آمَنَ بِمَعْنَى أَمَّنَ . وَقَالَ
ثَعْلَبٌ : الْمُصَدِّقُ الْمُؤْمِنِينَ فِي أَنَّهُمْ آمَنُوا . وَقَالَ
النَّحَّاسُ : أَوْ فِي شَهَادَتِهِمْ عَلَى النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . وَقِيلَ : الْمُصَدِّقُ نَفْسَهُ فِي أَقْوَالِهِ الْأَزَلِيَّةِ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11958أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، وَقِيلَ :
أَبُو جَعْفَرٍ الْمَدَنِيُّ : الْمُؤْمَنُ بِفَتْحِ الْمِيمِ . قَالَ
أَبُو حَاتِمٍ : لَا يَجُوزُ ذَلِكَ ، لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَكَانَ الْمُؤْمَنُ بِهِ وَكَانَ جَائِزًا ، لَكِنَّ الْمُؤْمَنَ الْمُطْلَقَ بِلَا حَرْفِ جَرٍّ يَكُونُ مِنْ كَانَ خَائِفًا فَأُومِنَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : يَعْنِي الْمُؤْمَنُ بِهِ عَلَى حَذْفِ حَرْفِ الْجَرِّ ، كَمَا تَقُولُ فِي
قَوْمِ مُوسَى مِنْ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=155وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ ) : الْمُخْتَارُونَ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=23الْمُهَيْمِنُ ) : تَقَدَّمَ شَرْحُهُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=23الْجَبَّارُ ) : الْقَهَّارُ الَّذِي جَبَرَ خَلْقَهُ عَلَى مَا أَرَادَ . وَقِيلَ : الْجَبَّارُ : الَّذِي لَا يُدَانِيهِ شَيْءٌ وَلَا يُلْحَقُ ، وَمِنْهُ نَخْلَةٌ جَبَّارَةٌ إِذَا لَمْ تُلْحَقُ ، وَقَالَ
امْرُؤُ الْقَيْسِ :
سَوَامِقَ جَبَّارَ أَثِيثٍ فُرُوعَهُ وَعَالَيْنَ قُنْوانًا مِنَ الْبُسْرِ أَحْمَرَا
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : هُوَ الْعَظِيمُ ، وَجَبَرُوتُهُ : عَظَمَتُهُ . وَقِيلَ : هُوَ مِنَ الْجَبْرِ ، وَهُوَ الْإِصْلَاحُ . جَبَرْتُ الْعَظْمَ : أَصْلَحْتُهُ بَعْدَ الْكَسْرِ . وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : مِنْ أَجْبَرَهُ عَلَى الْأَمْرِ : قَهَرَهُ ، قَالَ : وَلَمْ أَسْمَعْ فَعَّالًا مِنْ أَفْعَلَ إِلَّا فِي جَبَّارٍ وَدَرَّاكٍ . انْتَهَى ، وَسُمِعَ أَسَّارٌ فَهُوَ أَسَارُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=23الْمُتَكَبِّرُ ) : الْمُبَالِغُ فِي الْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ . وَقِيلَ : الْمُتَكَبِّرُ عَنْ ظُلْمِ عِبَادِهِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=24الْخَالِقُ ) : الْمُقَدِّرُ لِمَا يُوجِدُهُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=24الْبَارِئُ ) : الْمُمَيِّزُ بَعْضَهُ مِنْ بَعْضٍ بِالْأَشْكَالِ الْمُخْتَلِفَةِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=24الْمُصَوِّرُ ) : الْمُمَثِّلُ . وَقَرَأَ
عَلِيٌّ nindex.php?page=showalam&ids=195وَحَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ وَالْحَسَنُ وَابْنُ السَّمَيْفَعِ : الْمُصَوَّرَ بِفَتْحِ الْوَاوِ وَالرَّاءِ ، وَانْتَصَبَ مَفْعُولًا بِالْبَارِئِ ، وَأَرَادَ بِهِ جِنْسَ الْمُصَوَّرِ . وَعَنْ
عَلِيٍّ ; فَتْحُ الْوَاوِ وَكَسْرُ الرَّاءِ عَلَى إِضَافَةِ اسْمِ الْفَاعِلِ إِلَى الْمَفْعُولِ ، نَحْوَ : الضَّارِبُ الْغُلَامِ .