( سورة التغابن مدنية وهي ثماني عشرة آية )
( بسم الله الرحمن الرحيم )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29035يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=2هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=3خلق السماوات والأرض بالحق وصوركم فأحسن صوركم وإليه المصير nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=4يعلم ما في السماوات والأرض ويعلم ما تسرون وما تعلنون والله عليم بذات الصدور nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=5ألم يأتكم نبأ الذين كفروا من قبل فذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=6ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا أبشر يهدوننا فكفروا وتولوا واستغنى الله والله غني حميد nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=7زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=8فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا والله بما تعملون خبير nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=9يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يكفر عنه سيئاته ويدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=10والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار خالدين فيها وبئس المصير nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=12وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=13الله لا إله إلا هو وعلى الله فليتوكل المؤمنون nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=14يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=15إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=16فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=17إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=18عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم . التغابن : تفاعل من الغبن وليس من اثنين ، بل هو من واحد ، كتواضع وتحامل . والغبن : أخذ الشيء بدون قيمته ، أو بيعه كذلك . وقيل : الغبن الإخفاء
[ ص: 276 ] ومنه غبن البيع لاستخفائه ، ويقال : غبنت الثوب وخبنته ، إذا أخذت ما طال منه عن مقدارك ، فمعناه النقص .
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=1يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=2هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن والله بما تعملون بصير nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=3خلق السماوات والأرض بالحق وصوركم فأحسن صوركم وإليه المصير nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=4يعلم ما في السماوات والأرض ويعلم ما تسرون وما تعلنون والله عليم بذات الصدور nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=5ألم يأتكم نبأ الذين كفروا من قبل فذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=6ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا أبشر يهدوننا فكفروا وتولوا واستغنى الله والله غني حميد nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=7زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=8فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا والله بما تعملون خبير nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=9يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يكفر عنه سيئاته ويدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم .
هذه السورة مدنية في قول الأكثرين . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وغيره : مكية إلا آيات من آخرها :
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=14ياأيها الذين آمنوا إن من أزواجكم إلخ نزلت بالمدينة . وقال
الكلبي : مدنية ومكية . ومناسبة هذه السورة لما قبلها أن ما قبلها مشتمل على حال المنافقين ، وفي آخرها خطاب المؤمنين ، فأتبعه بما يناسبه من قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=2هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن هذا تقسيم في الإيمان والكفر بالنظر إلى الاكتساب عند جماعة من المتأولين لقوله :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10373153كل مولود يولد على الفطرة وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=30فطرة الله التي فطر الناس عليها . وقيل : ذانك في أصل الخلقة ، بدليل ما في حديث النطفة من قول الملك : أشقي أم سعيد ؟ والغلام الذي قتله
الخضر - عليه السلام - أنه طبع يوم طبع كافرا . وما روى
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود أنه - عليه الصلاة والسلام - قال :
خلق الله فرعون في البطن كافرا . وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=17313يحيى بن زكريا : في البطن مؤمنا . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء بن أبي رباح :
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=2فمنكم كافر [ ص: 277 ] بالله ( مؤمن ) بالكوكب ، ومؤمن بالله وكافر بالكوكب . وقدم الكافر لكثرته . ألا ترى إلى قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=13وقليل من عبادي الشكور ؟ وحين ذكر الصالحين قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=24وقليل ما هم . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : فمنكم آت بالكفر وفاعل له ، ومنكم آت بالإيمان وفاعل له ، كقوله - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=26وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون والدليل عليه قوله - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=2والله بما تعملون بصير أي : عالم بكفركم وإيمانكم اللذين هما من قبلكم ، والمعنى : هو الذي تفضل عليكم بأصل النعم الذي هو الخلق والإيجاد عن العدم ، فكان يجب أن تنظروا النظر الصحيح ، وتكونوا بأجمعكم عبادا شاكرين . انتهى . وهو على طريقة الاعتزال . وقال أيضا : وقيل :
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=2هو الذي خلقكم فمنكم كافر بالخلق ، هم الدهرية
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=2ومنكم مؤمن به . وعن
الحسن : في الكلام حذف دل عليه تقديره : ومنكم فاسق ، وكأنه من كذب المعتزلة على
الحسن . وتقدم الجار والمجرور في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=1له الملك وله الحمد قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ليدل بتقدمهما على معنى اختصاص الملك والحمد بالله - عز وجل - وذلك لأن الملك على الحقيقة له ; لأنه مبدئ كل شيء ومبدعه ، والقائم به المهيمن عليه وكذلك الحمد ; لأن أصول النعم وفروعها منه . وأما ملك غيره فتسليط منه ، وحمده اعتداد بأن نعمة الله جرت على يده .
وقرأ الجمهور : ( صوركم ) بضم الصاد ، و
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي وأبو رزين : بكسرها ، والقياس الضم ، وهذا تعديد للنعمة في حسن الخلقة ; لأن أعضاء بني آدم متصرفة بجميع ما تتصرف فيه أعضاء الحيوان ، وبزيادة كثيرة فضل بها . ثم هو مفضل بحسن الوجه وجمال الجوارح ، كما قال - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=4لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم . وقيل : النعمة هنا إنما هي صورة الإنسان من حيث هو إنسان مدرك عاقل ، فهذا هو الذي حسن له حتى لحقته كمالات كثيرة ، وتكاد العرب لا تعرف الصورة إلا الشكل ، لا المعنى القائم بالصورة . ونبه - تعالى - بعلمه بما في السماوات والأرض ، ثم بعلمه بما يسر العباد وما يعلنونه ، ثم بعلمه بما أكنته الصدور على أنه - تعالى - لا يغيب عن علمه شيء ، لا من الكليات ولا من الجزئيات ، فابتدأ بالعلم الشامل للعالم كله ، ثم بخاص العباد من سرهم وإعلانهم ، ثم ما خص منه ، وهو ما تنطوي عليه صدورهم من خفي الأشياء وكامنها ، وهذا كله في معنى الوعيد ، إذ هو - تعالى - المجازي على جميع ذلك بالثواب والعقاب . وقرأ الجمهور :
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=4ما تسرون وما تعلنون بتاء الخطاب . و
عبيد عن
أبي عمرو ، و
أبان عن
عاصم : بالياء .
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=5ألم يأتكم الخطاب
لقريش ، ذكروا بما حل بالكفار قبلهم
عاد و
ثمود و
قوم إبراهيم وغيرهم ممن صرح بذكرهم في سورة براءة وغيرها ، وقد سمعت
قريش أخبارهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=5فذاقوا وبال أمرهم أي : مكروههم وما يسوؤهم منه . ( ذلك ) أي : الوبال ( بأنه ) أي : بأن الشأن والحديث استبعدوا أن يبعث الله - تعالى - من البشر رسولا ، كما استبعدت
قريش ، فقالوا على سبيل الاستغراب :
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=6أبشر يهدوننا وذلك أنهم يقولون : نحن متساوون في البشرية ، فأنى يكون لهؤلاء تمييز علينا بحيث يصيرون هداة لنا ؟ وارتفع ( أبشر ) عند
الحوفي وابن عطية على الابتداء ، والخبر ( يهدوننا ) والأحسن أن يكون مرفوعا على الفاعلية ; لأن همزة الاستفهام تطلب الفعل ، فالمسألة من باب الاشتغال . ( فكفروا ) : العطف بالفاء يدل على تعقب كفرهم مجيء الرسل بالبينات ، أي : لم ينظروا في تلك البينات ولا تأملوها ، بل عقبوا مجيئها بالكفر
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=6واستغنى الله استفعل بمعنى الفعل المجرد ، وغناه - تعالى - أزلي ، فالمعنى : أنه ظهر تعالى غناه عنهم إذ أهلكهم . وليست استفعل هنا للطلب . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : معناه وظهر استغناء الله حيث لم يلجئهم إلى الإيمان ، ولم يضطرهم إليه مع قدرته على ذلك . انتهى ، وفيه دسيسة الاعتزال . والزعم : تقدم تفسيره ، " والذين كفروا " أهل مكة ، و " بلى " إثبات لما بعد حرف النفي
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=7وذلك على الله يسير أي : لا يصرفه عنه صارف .
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=29035فآمنوا بالله ورسوله وهو
محمد - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=8والنور الذي أنزلنا هو
[ ص: 278 ] القرآن ، وانتصب
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=9يوم يجمعكم بقوله : ( لتنبؤن ) أو
بخبير ، بما فيه من معنى الوعيد والجزاء ، أو بـ ( اذكر ) مضمرة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري . والأول عن
النحاس ، والثاني عن
الحوفي . وقرأ الجمهور : " يجمعكم " بالياء وضم العين . وروي عنه سكونها وإشمامها الضم . و
سلام ويعقوب nindex.php?page=showalam&ids=15948وزيد بن علي nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي : بالنون .
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=9ليوم الجمع يجمع فيه الأولون والآخرون ، وذلك أن كل واحد يبعث طامعا في الخلاص ورفع المنزلة .
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=9ذلك يوم التغابن مستعار من تغابن القوم في التجارة ، وهو أن يغبن بعضهم بعضا ; لأن السعداء نزلوا منازل الأشقياء لو كانوا سعداء ، ونزل الأشقياء منازل السعداء لو كانوا أشقياء ، وفي الحديث : " ما من عبد يدخل الجنة إلا أرى مقعده من النار لو أساء ليزداد شكرا ، وما من عبد يدخل النار إلا أرى مقعده من الجنة لو أحسن ليزداد حسرة " . وذلك معنى يوم التغابن . وعن
مجاهد وغيره : إذا وقع الجزاء ، غبن المؤمنون الكافرين ; لأنهم يجوزون الجنة وتحصل الكفار في النار . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج وشيبة وأبو جعفر وطلحة ونافع وابن عامر والمفضل ، عن
عاصم nindex.php?page=showalam&ids=15948وزيد بن علي والحسن ، بخلاف عنه : نكفر وندخله ، بالنون فيهما .
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش وعيسى والحسن وباقي السبعة بالياء فيهما .
( سُورَةُ التَّغَابُنِ مَدَنِيَّةٌ وَهِيَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ آيَةً )
( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29035يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِ شَيْءٍ قَدِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=2هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=3خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=4يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=5أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=6ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=7زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=8فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=9يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=10وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=12وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=13اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=14يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=15إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=16فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=17إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=18عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ . التَّغَابُنُ : تَفَاعُلٌ مِنَ الْغَبَنِ وَلَيْسَ مِنَ اثْنَيْنِ ، بَلْ هُوَ مِنْ وَاحِدٍ ، كَتَوَاضُعٍ وَتَحَامُلٍ . وَالْغَبَنُ : أَخْذُ الشَّيْءِ بِدُونِ قِيمَتِهِ ، أَوْ بَيْعُهُ كَذَلِكَ . وَقِيلَ : الْغَبَنُ الْإِخْفَاءُ
[ ص: 276 ] وَمِنْهُ غَبَنُ الْبَيْعِ لِاسْتِخْفَائِهِ ، وَيُقَالُ : غَبَنْتُ الثَّوْبَ وَخَبَنْتُهُ ، إِذَا أَخَذْتَ مَا طَالَ مِنْهُ عَنْ مِقْدَارِكَ ، فَمَعْنَاهُ النَّقْصُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=1يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=2هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=3خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=4يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=5أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=6ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=7زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=8فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=9يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ .
هَذِهِ السُّورَةُ مَدَنِيَّةٌ فِي قَوْلِ الْأَكْثَرِينَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَغَيْرُهُ : مَكِّيَّةٌ إِلَّا آيَاتٍ مِنْ آخِرِهَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=14يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَخْ نَزَلَتْ بِالْمَدِينَةِ . وَقَالَ
الْكَلْبِيُّ : مَدَنِيَّةٌ وَمَكِّيَّةٌ . وَمُنَاسَبَةُ هَذِهِ السُّورَةِ لِمَا قَبْلَهَا أَنَّ مَا قَبْلَهَا مُشْتَمِلٌ عَلَى حَالِ الْمُنَافِقِينَ ، وَفِي آخِرِهَا خِطَابُ الْمُؤْمِنِينَ ، فَأَتْبَعَهُ بِمَا يُنَاسِبُهُ مِنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=2هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ هَذَا تَقْسِيمٌ فِي الْإِيمَانِ وَالْكُفْرِ بِالنَّظَرِ إِلَى الِاكْتِسَابِ عِنْدَ جَمَاعَةٍ مِنَ الْمُتَأَوِّلِينَ لِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10373153كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=30فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا . وَقِيلَ : ذَانِكَ فِي أَصْلِ الْخِلْقَةِ ، بِدَلِيلِ مَا فِي حَدِيثِ النُّطْفَةِ مِنْ قَوْلِ الْمَلَكِ : أَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ ؟ وَالْغُلَامُ الَّذِي قَتَلَهُ
الْخَضِرُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - أَنَّهُ طُبِعَ يَوْمَ طُبِعَ كَافِرًا . وَمَا رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ أَنَّهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - قَالَ :
خَلَقَ اللَّهُ فِرْعَوْنَ فِي الْبَطْنِ كَافِرًا . وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=17313يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا : فِي الْبَطْنِ مُؤْمِنًا . وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16568عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ :
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=2فَمِنْكُمْ كَافِرٌ [ ص: 277 ] بِاللَّهِ ( مُؤْمِنٌ ) بِالْكَوْكَبِ ، وَمُؤْمِنٌ بِاللَّهِ وَكَافِرٌ بِالْكَوْكَبِ . وَقَدَّمَ الْكَافِرَ لِكَثْرَتِهِ . أَلَا تَرَى إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=13وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ؟ وَحِينَ ذَكَرَ الصَّالِحِينَ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=24وَقَلِيلٌ مَا هُمْ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : فَمِنْكُمْ آتٍ بِالْكُفْرِ وَفَاعِلٌ لَهُ ، وَمِنْكُمْ آتٍ بِالْإِيمَانِ وَفَاعِلٌ لَهُ ، كَقَوْلِهِ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=26وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ وَالدَّلِيلُ عَلَيْهِ قَوْلُهُ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=2وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ أَيْ : عَالِمٌ بِكُفْرِكُمْ وَإِيمَانِكُمُ اللَّذَيْنِ هُمَا مِنْ قِبَلِكُمْ ، وَالْمَعْنَى : هُوَ الَّذِي تَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ بِأَصْلِ النِّعَمِ الَّذِي هُوَ الْخَلْقُ وَالْإِيجَادُ عَنِ الْعَدَمِ ، فَكَانَ يَجِبُ أَنْ تَنْظُرُوا النَّظَرَ الصَّحِيحَ ، وَتَكُونُوا بِأَجْمَعِكُمْ عِبَادًا شَاكِرِينَ . انْتَهَى . وَهُوَ عَلَى طَرِيقَةِ الِاعْتِزَالِ . وَقَالَ أَيْضًا : وَقِيلَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=2هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ بِالْخَلْقِ ، هُمُ الدَّهْرِيَّةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=2وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ بِهِ . وَعَنِ
الْحَسَنِ : فِي الْكَلَامِ حَذْفٌ دَلَّ عَلَيْهِ تَقْدِيرُهُ : وَمِنْكُمْ فَاسِقٌ ، وَكَأَنَّهُ مِنْ كَذِبِ الْمُعْتَزِلَةِ عَلَى
الْحَسَنِ . وَتَقَدَّمَ الْجَارُّ وَالْمَجْرُورُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=1لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : لِيَدُلَّ بِتَقَدُّمِهِمَا عَلَى مَعْنَى اخْتِصَاصِ الْمُلْكِ وَالْحَمْدِ بِاللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَذَلِكَ لِأَنَّ الْمُلْكَ عَلَى الْحَقِيقَةِ لَهُ ; لِأَنَّهُ مُبْدِئُ كُلِّ شَيْءٍ وَمُبْدِعُهُ ، وَالْقَائِمُ بِهِ الْمُهَيْمِنُ عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ الْحَمْدُ ; لِأَنَّ أُصُولَ النِّعَمِ وَفُرُوعَهَا مِنْهُ . وَأَمَّا مُلْكُ غَيْرِهِ فَتَسْلِيطٌ مِنْهُ ، وَحَمْدُهُ اعْتِدَادٌ بِأَنَّ نِعْمَةَ اللَّهِ جَرَتْ عَلَى يَدِهِ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( صُوَرَكُمْ ) بِضَمِّ الصَّادِ ، وَ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ وَأَبُو رَزِينٍ : بِكَسْرِهَا ، وَالْقِيَاسُ الضَّمُّ ، وَهَذَا تَعْدِيدٌ لِلنِّعْمَةِ فِي حُسْنِ الْخِلْقَةِ ; لِأَنَّ أَعْضَاءَ بَنِي آدَمَ مُتَصَرِّفَةٌ بِجَمِيعِ مَا تَتَصَرَّفُ فِيهِ أَعْضَاءُ الْحَيَوَانِ ، وَبِزِيَادَةٍ كَثِيرَةٍ فُضِّلَ بِهَا . ثُمَّ هُوَ مُفَضَّلٌ بِحُسْنِ الْوَجْهِ وَجَمَالِ الْجَوَارِحِ ، كَمَا قَالَ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=95&ayano=4لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ . وَقِيلَ : النِّعْمَةُ هُنَا إِنَّمَا هِيَ صُورَةُ الْإِنْسَانِ مِنْ حَيْثُ هُوَ إِنْسَانٌ مُدْرِكٌ عَاقِلٌ ، فَهَذَا هُوَ الَّذِي حُسِّنَ لَهُ حَتَّى لَحِقَتْهُ كِمَالَاتٌ كَثِيرَةٌ ، وَتَكَادُ الْعَرَبُ لَا تَعْرِفُ الصُّورَةَ إِلَّا الشَّكْلَ ، لَا الْمَعْنَى الْقَائِمَ بِالصُّورَةِ . وَنَبَّهَ - تَعَالَى - بِعِلْمِهِ بِمَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، ثُمَّ بِعِلْمِهِ بِمَا يُسِرُّ الْعِبَادُ وَمَا يُعْلِنُونَهُ ، ثُمَّ بِعِلْمِهِ بِمَا أَكَنَّتْهُ الصُّدُورُ عَلَى أَنَّهُ - تَعَالَى - لَا يَغِيبُ عَنْ عِلْمِهِ شَيْءٌ ، لَا مِنَ الْكُلِّيَّاتِ وَلَا مِنَ الْجُزْئِيَّاتِ ، فَابْتَدَأَ بِالْعِلْمِ الشَّامِلِ لِلْعَالَمِ كُلِّهِ ، ثُمَّ بِخَاصِّ الْعِبَادِ مِنْ سِرِّهِمْ وَإِعْلَانِهِمْ ، ثُمَّ مَا خَصَّ مِنْهُ ، وَهُوَ مَا تَنْطَوِي عَلَيْهِ صُدُورُهُمْ مِنْ خَفِيِّ الْأَشْيَاءِ وَكَامِنِهَا ، وَهَذَا كُلُّهُ فِي مَعْنَى الْوَعِيدِ ، إِذْ هُوَ - تَعَالَى - الْمُجَازِي عَلَى جَمِيعِ ذَلِكَ بِالثَّوَابِ وَالْعِقَابِ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=4مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ بِتَاءِ الْخِطَابِ . وَ
عُبَيْدٌ عَنْ
أَبِي عَمْرٍو ، وَ
أَبَانٌ عَنْ
عَاصِمٍ : بِالْيَاءِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=5أَلَمْ يَأْتِكُمْ الْخِطَابُ
لِقُرَيْشٍ ، ذُكِّرُوا بِمَا حَلَّ بِالْكُفَّارِ قَبْلَهُمْ
عَادٍ وَ
ثَمُودَ وَ
قَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَغَيْرِهِمْ مِمَّنْ صَرَّحَ بِذِكْرِهِمْ فِي سُورَةِ بَرَاءَةَ وَغَيْرِهَا ، وَقَدْ سَمِعَتْ
قُرَيْشٌ أَخْبَارَهُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=5فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ أَيْ : مَكْرُوهِهِمْ وَمَا يَسُوؤُهُمْ مِنْهُ . ( ذَلِكَ ) أَيِ : الْوَبَالُ ( بِأَنَّهُ ) أَيْ : بِأَنَّ الشَّأْنَ وَالْحَدِيثَ اسْتَبْعَدُوا أَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ - تَعَالَى - مِنَ الْبَشَرِ رَسُولًا ، كَمَا اسْتَبْعَدَتْ
قُرَيْشٌ ، فَقَالُوا عَلَى سَبِيلِ الِاسْتِغْرَابِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=6أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا وَذَلِكَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ : نَحْنُ مُتَسَاوُونَ فِي الْبَشَرِيَّةِ ، فَأَنَّى يَكُونُ لِهَؤُلَاءِ تَمْيِيزٌ عَلَيْنَا بِحَيْثُ يَصِيرُونَ هُدَاةً لَنَا ؟ وَارْتَفَعَ ( أَبَشَرٌ ) عِنْدَ
الْحَوْفِيِّ وَابْنِ عَطِيَّةَ عَلَى الِابْتِدَاءِ ، وَالْخَبَرُ ( يَهْدُونَنَا ) وَالْأَحْسَنُ أَنْ يَكُونَ مَرْفُوعًا عَلَى الْفَاعِلِيَّةِ ; لِأَنَّ هَمْزَةَ الِاسْتِفْهَامِ تَطْلُبُ الْفِعْلَ ، فَالْمَسْأَلَةُ مِنْ بَابِ الِاشْتِغَالِ . ( فَكَفَرُوا ) : الْعَطْفُ بِالْفَاءِ يَدُلُّ عَلَى تَعَقُّبِ كُفْرِهِمْ مَجِيءِ الرُّسُلِ بِالْبَيِّنَاتِ ، أَيْ : لَمْ يَنْظُرُوا فِي تِلْكَ الْبَيِّنَاتِ وَلَا تَأَمَّلُوهَا ، بَلْ عَقَّبُوا مَجِيئَهَا بِالْكُفْرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=6وَاسْتَغْنَى اللَّهُ اسْتَفْعَلَ بِمَعْنَى الْفِعْلِ الْمُجَرَّدِ ، وَغِنَاهُ - تَعَالَى - أَزَلِيٌّ ، فَالْمَعْنَى : أَنَّهُ ظَهَرَ تَعَالَى غِنَاهُ عَنْهُمْ إِذْ أَهْلَكَهُمْ . وَلَيْسَتِ اسْتَفْعَلَ هُنَا لِلطَّلَبِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : مَعْنَاهُ وَظَهَرَ اسْتِغْنَاءُ اللَّهِ حَيْثُ لَمْ يُلْجِئْهُمْ إِلَى الْإِيمَانِ ، وَلَمْ يَضْطَرَّهُمْ إِلَيْهِ مَعَ قُدْرَتِهِ عَلَى ذَلِكَ . انْتَهَى ، وَفِيهِ دَسِيسَةُ الِاعْتِزَالِ . وَالزَّعْمُ : تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ ، " وَالَّذِينَ كَفَرُوا " أَهْلُ مَكَّةَ ، وَ " بَلَى " إِثْبَاتٌ لِمَا بَعْدَ حَرْفِ النَّفْيِ
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=7وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ أَيْ : لَا يَصْرِفُهُ عَنْهُ صَارِفٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=29035فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَهُو
مُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=8وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا هُوَ
[ ص: 278 ] الْقُرْآنُ ، وَانْتَصَبَ
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=9يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ بِقَوْلِهِ : ( لَتُنَبَّؤُنَّ ) أَوْ
بِخَبِيرَ ، بِمَا فِيهِ مِنْ مَعْنَى الْوَعِيدِ وَالْجَزَاءِ ، أَوْ بِـ ( اذْكُرْ ) مُضْمَرَةً ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ . وَالْأَوَّلُ عَنِ
النَّحَّاسِ ، وَالثَّانِي عَنِ
الْحَوْفِيِّ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : " يَجْمَعُكُمْ " بِالْيَاءِ وَضَمِّ الْعَيْنِ . وَرُوِيَ عَنْهُ سُكُونُهَا وَإِشْمَامُهَا الضَّمَّ . وَ
سَلَّامٌ وَيَعْقُوبُ nindex.php?page=showalam&ids=15948وَزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ nindex.php?page=showalam&ids=14577وَالشَّعْبِيُّ : بِالنُّونِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=9لِيَوْمِ الْجَمْعِ يُجْمَعُ فِيهِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ ، وَذَلِكَ أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُبْعَثُ طَامِعًا فِي الْخَلَاصِ وَرَفْعِ الْمَنْزِلَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=9ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ مُسْتَعَارٌ مِنْ تَغَابَنَ الْقَوْمُ فِي التِّجَارَةِ ، وَهُوَ أَنْ يَغِبْنَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ; لِأَنَّ السُّعَدَاءَ نَزَلُوا مَنَازِلَ الْأَشْقِيَاءِ لَوْ كَانُوا سُعَدَاءَ ، وَنَزَلَ الْأَشْقِيَاءُ مَنَازِلَ السُّعَدَاءِ لَوْ كَانُوا أَشْقِيَاءَ ، وَفِي الْحَدِيثِ : " مَا مِنْ عَبْدٍ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا أُرَى مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ لَوْ أَسَاءَ لِيَزْدَادَ شُكْرًا ، وَمَا مِنْ عَبْدٍ يَدْخُلُ النَّارَ إِلَّا أُرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ لَوْ أَحْسَنَ لِيَزْدَادَ حَسْرَةً " . وَذَلِكَ مَعْنَى يَوْمِ التَّغَابُنِ . وَعَنْ
مُجَاهِدٍ وَغَيْرِهِ : إِذَا وَقَعَ الْجَزَاءُ ، غَبَنَ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ ; لِأَنَّهُمْ يَجُوزُونَ الْجَنَّةَ وَتَحَصَّلَ الْكُفَّارُ فِي النَّارِ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13723الْأَعْرَجُ وَشَيْبَةُ وَأَبُو جَعْفَرٍ وَطَلْحَةُ وَنَافِعٌ وَابْنُ عَامِرٍ وَالْمُفَضَّلُ ، عَنْ
عَاصِمٍ nindex.php?page=showalam&ids=15948وَزَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ وَالْحَسَنِ ، بِخِلَافٍ عَنْهُ : نَكْفُرُ وَنَدْخُلُهُ ، بِالنُّونِ فِيهِمَا .
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ وَعِيسَى وَالْحَسَنُ وَبَاقِي السَّبْعَةِ بِالْيَاءِ فِيهِمَا .