( سورة الحاقة مكية وهي اثنتان وخمسون آية )
( بسم الله الرحمن الرحيم )
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=1الحاقة nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=2ما الحاقة nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=3وما أدراك ما الحاقة nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=4كذبت ثمود وعاد بالقارعة nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=5فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=6وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=8فهل ترى لهم من باقية nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=9وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=10فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=11إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=12لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=13فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=14وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=15فيومئذ وقعت الواقعة nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=16وانشقت السماء فهي يومئذ واهية nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=17والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=18يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=19فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=20إني ظننت أني ملاق حسابيه nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=21فهو في عيشة راضية nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=22في جنة عالية nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=23قطوفها دانية nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=24كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=25وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=26ولم أدر ما حسابيه nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=27يا ليتها كانت القاضية nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=28ما أغنى عني ماليه nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=29هلك عني سلطانيه nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=30خذوه فغلوه nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=31ثم الجحيم صلوه nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=32ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=33إنه كان لا يؤمن بالله العظيم nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=34ولا يحض على طعام المسكين nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=35فليس له اليوم ها هنا حميم nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=36ولا طعام إلا من غسلين nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=37لا يأكله إلا الخاطئون nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=38فلا أقسم بما تبصرون nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=39وما لا تبصرون nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=40إنه لقول رسول كريم nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=41وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=42ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=43تنزيل من رب العالمين nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=44ولو تقول علينا بعض الأقاويل nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=45لأخذنا منه باليمين nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=46ثم لقطعنا منه الوتين nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=47فما منكم من أحد عنه حاجزين nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=48وإنه لتذكرة للمتقين nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=49وإنا لنعلم أن منكم مكذبين nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=50وإنه لحسرة على الكافرين nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=51وإنه لحق اليقين nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=52فسبح باسم ربك العظيم . الحسوم ، قال
الفراء : من حسم الداء ، أي : تابع
[ ص: 319 ] بالمكواة عليه ، قال الشاعر :
ففرق بين جمعهم زمان تتابع فيه أعوام حسوم
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : حسمت الشيء : فصلته عن غيره ، ومنه الحسام . قال الشاعر :
فأرسلت ريحا دبورا عقيما فدارت عليهم فكانت حسوما
وقال
الليث : الحسوم ، الشؤم . يقال : هذه ليالي الحسوم أي : تحسم الخير عن أهلها ، وقاله في الصحاح . صرعى : هلكى ، الواحد صريع ، وهي الشيء ضعف وتداعى للسقوط . قال
ابن شجرة : من قولهم وهي السقاء إذا انحرق ، ومن أمثالهم قول الراجز :
خل سبيل من وهي سقاؤه ومن هريق بالفلاة ماؤه
الأرجاء : الجوانب ، واحدها رجا ، أي : جانب من حائط أو بئر ونحوه ، وهو من ذوات الواو ، ولذلك برزت في التثنية . قال الشاعر :
كأن لم ترا قبلي أسيرا مقيدا ولا رجلا يرمي به الرجوان
( وقال الآخر ) :
فلا يرمي به الرجوان إني أقل اليوم من يغني مكاني
هاء بمعنى خذ ، فيها لغات ذكرناها في شرح التسهيل . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي nindex.php?page=showalam&ids=12758وابن السكيت : العرب تقول : هاء يا رجل ، وللاثنين رجلين أو امرأتين : هاؤما ، وللرجل هاؤم ، وللمرأة هاء بهمزة مكسورة من غير ياء ، وللنساء هاؤن . قيل : ومعنى هاؤم ، خذوا ، ومنه الخبر في الربا إلا هاء وهاء أي : يقول كل واحد لصاحبه خذ . وقيل : تعالوا ، وزعم
القتبي أن الهمزة بدل من الكاف ، وهذا ضعيف إلا إن كان عنى أنها تحل محلها في لغة من قال : هاك وهاك وهاكما وهاكم وهاكن ، فيمكن أنه بدل صناعي ; لأن الكاف لا تبدل من الهمزة ولا الهمزة منها . وقيل : هاؤم كلمة وضعت لإجابة الداعي عند الفرح والنشاط . وفي الحديث ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374965أنه - عليه الصلاة والسلام - ناداه أعرابي بصوت عال ، فجاوبه - عليه الصلاة والسلام : " هاؤم " ، بصولة صوته . وزعم قوم أنها مركبة في الأصل ، والأصل هاء أموا ، ثم نقله التخفيف والاستعمال . وزعم قوم أن هذه الميم ضمير جماعة الذكور . القطوف جمع قطف : وهو ما يجتنى من الثمر ويقطف . السلسلة معروفة ، وهي حلق يدخل في حلق على سبيل الطول . الذراع مؤنث ، وهو معروف ، وقال الشاعر :
أرمي عليها وهي فرع أجمع وهي ثلاث أذرع وأصبع
حض على الشيء : حمل على فعله بتوكيد . الغسلين ، قال اللغويون : ما يجري من الجراح إذا غسلت . الوتين : عرق يتعلق به القلب ، إذا انقطع مات صاحبه . وقال
الكلبي : عرق بين العلباء والحلقوم ، والعلباء : عصب العنق ، وهما علباوان بينهما العرق . وقيل : عرق غليظ تصادفه شفرة الناحر ، ومنه قول
الشماخ :
إذا بلغتني وحملت رحلي عرابة فاشرقي بدم الوتين
[ ص: 320 ] nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=1الحاقة nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=2ما الحاقة nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=29040وما أدراك ما الحاقة nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=4كذبت ثمود وعاد بالقارعة nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=5فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=6وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=8فهل ترى لهم من باقية nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=9وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=10فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=11إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=12لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=13فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=14وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=15فيومئذ وقعت الواقعة nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=16وانشقت السماء فهي يومئذ واهية nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=17والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=18يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية .
هذه السورة مكية . ومناسبتها لما قبلها : أنه لما ذكر شيئا من أحوال السعداء والأشقياء ، وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=44ذرني ومن يكذب بهذا الحديث ذكر حديث القيامة وما أعد الله تعالى لأهل السعادة وأهل الشقاوة ، وأدرج بينهما شيئا من أحوال الذين كذبوا الرسل ،
كعاد وثمود و
فرعون ، ليزدجر بذكرهم وما جرى عليهم الكفار الذين عاصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت العرب عالمة بهلاك
عاد وثمود 73 و
فرعون ، فقص عليهم ذلك .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=1الحاقة ) : المراد بها القيامة والبعث ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وغيره ; لأنها حقت لكل عامل عمله . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وغيره : لأنها تبدي حقائق الأشياء . وقيل : سميت بذلك لأن الأمر يحق فيها ، فهي من باب ليل نائم . والحاقة اسم فاعل من حق الشيء : إذا ثبت ولم يشك في صحته . وقال
الأزهري : حاققته فحققته أحقه أي : غالبته فغلبته . فالقيامة حاقة ; لأنها تحقق كل محاق في دين الله بالباطل ، أي كل مخاصم فتغلبه . وقيل : الحاقة مصدر كالعاقبة والعافية ، والحاقة مبتدأ ، ( وما ) مبتدأ ثان ، والحاقة خبره ، والجملة خبر عن الحاقة ، والرابط تكرار المبتدأ بلفظه نحو : زيد ما زيد ، ( وما ) استفهام لا يراد حقيقته بل التعظيم ، وأكثر ما يربط بتكرار المبتدأ إذا أريد ، يعني التعظيم والتهويل .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=3وما أدراك ما الحاقة : مبالغة في التهويل ، والمعنى أن فيها ما لم يدر ولم يحط به وصف من أمورها الشاقة وتفصيل أوصافها . ( وما ) استفهام أيضا مبتدأ ( وأدراك ) الخبر ، والعائد على ( ما ) ضمير الرفع في ( أدراك ) ( وما ) مبتدأ ، والحاقة خبر ، والجملة في موضع نصب بأدراك ، و " أدراك " معلقة . وأصل درى أن يعدى بالباء ، وقد تحذف على قلة ، فإذا دخلت همزة النقل تعدى إلى واحد بنفسه ، وإلى الآخر بحرف الجر ، فقوله :
[ ص: 321 ] nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=3ما الحاقة بعد أدراك في موضع نصب بعد إسقاط حرف الجر . و " القارعة " من أسماء القيامة ; لأنها تقرع القلوب بصدمتها . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : تقرع الناس بالأقراع والأهوال ، والسماء بالانشقاق والانفطار ، والأرض والجبال بالدك والنسف ، والنجوم بالطمس والانكدار . فوضع الضمير ليدل على معنى القرع في الحاقة زيادة في وصف شدتها . ولما ذكرها وفخمها ، أتبع ذلك ذكر من كذب بها وما حل بهم بسبب التكذيب ; تذكيرا لأهل مكة وتخويفا لهم من عاقبة تكذيبهم . انتهى . وقرأ الجمهور : ( فأهلكوا ) رباعيا مبنيا للمفعول . و
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي : ( فهلكوا ) مبنيا للفاعل . قال
قتادة : " بالطاغية " بالصيحة التي خرجت عن حد كل صيحة . وقال
مجاهد وابن زيد : بسبب الفعلة الطاغية التي فعلوها . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وابن زيد أيضا ،
وأبو عبيدة ما معناه : الطاغية مصدر كالعاقبة ، فكأنه قال : بطغيانهم ، ويدل عليه
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=11كذبت ثمود بطغواها . وقيل : الطاغية عاقر الناقة ، والهاء فيه للمبالغة ، كرجل راوية ، وأهلكوا كلهم لرضاهم بفعله . وقيل : بسبب الفئة الطاغية . واختار
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري وغيره أن الطاغية هي الصيحة ، وترجيح ذلك مقابلة سبب الهلاك في
ثمود بسبب الهلاك في
عاد ، وهو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=6بريح صرصر وتقدم القول في (
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=6صرصر ) في سورة القمر (
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=6عاتية ) : عتت على خزانها فخرجت بغير مقدار ، أو على عاد فما قدروا على أن يتستروا منها ، أو وصفت بذلك استعارة لشدة عصفها ، والتسخير هو استعمال الشيء باقتدار عليه . فمعنى
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7سخرها عليهم أي : أقامها وأدامها
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7سبع ليال : بدت عليهم صبح الأربعاء لثمان بقين من شوال إلى آخر الأربعاء تمام الشهر (
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7حسوما ) قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وعكرمة ، و
مجاهد وقتادة وأبو عبيدة : تباعا لم يتخللها انقطاع . وقال الخليل : شؤما ونحسا . وقال
ابن زيد : (
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7حسوما ) جمع حاسم ، أي : تلك الأيام قطعتهم بالإهلاك ، ومنه حسم العلل والحسام . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : وإن كان مصدرا ، فإما أن ينتصب بفعل مضمر ، أي : تحسم حسوما بمعنى تستأصل استئصالا ، أو تكون صفة ، كقولك : ذات حسوم ، أو تكون مفعولا له ، أي : سخرها عليهم للاستئصال . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : حسوما بالفتح ، حالا من الريح ، أي : سخرها عليهم مستأصلة . وقيل : هي أيام العجز ، وهي آخر الشتاء . وأسماؤها : الصن والصنبر والوبر والآمر والمؤتمر والمعلل ومطفئ الجمر . وقيل : مكفي الطعن .
( سُورَةُ الْحَاقَّةِ مَكِّيَّةٌ وَهِيَ اثْنَتَانِ وَخَمْسُونَ آيَةً )
( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ )
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=1الْحَاقَّةُ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=2مَا الْحَاقَّةُ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=3وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=4كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=5فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=6وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=8فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=9وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=10فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=11إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=12لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=13فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=14وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=15فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=16وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=17وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=18يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=19فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=20إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=21فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=22فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=23قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=24كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=25وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=26وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=27يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=28مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=29هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=30خُذُوهُ فَغُلُّوهُ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=31ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=32ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=33إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=34وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=35فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَا هُنَا حَمِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=36وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=37لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=38فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=39وَمَا لَا تُبْصِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=40إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=41وَمَا هُوَ بِقَوْلٍ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=42وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=43تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِ الْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=44وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=45لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=46ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=47فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=48وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=49وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=50وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=51وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=52فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ . الْحُسُومُ ، قَالَ
الْفَرَّاءُ : مِنْ حَسَمَ الدَّاءَ ، أَيْ : تَابَعَ
[ ص: 319 ] بِالْمِكْوَاةِ عَلَيْهِ ، قَالَ الشَّاعِرُ :
فَفَرَّقَ بَيْنَ جَمْعِهِمْ زَمَانٌ تَتَابَعَ فِيهِ أَعْوَامٌ حُسُومُ
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : حَسَمْتُ الشَّيْءَ : فَصَلْتُهُ عَنْ غَيْرِهِ ، وَمِنْهُ الْحُسَامُ . قَالَ الشَّاعِرُ :
فَأَرْسَلَتْ رِيحًا دَبُورًا عَقِيمًا فَدَارَتْ عَلَيْهِمْ فَكَانَتْ حُسُومًا
وَقَالَ
اللَّيْثُ : الْحُسُومُ ، الشُّؤْمُ . يُقَالُ : هَذِهِ لَيَالِي الْحُسُومِ أَيْ : تَحْسِمُ الْخَيْرَ عَنْ أَهْلِهَا ، وَقَالَهُ فِي الصِّحَاحِ . صَرْعَى : هَلْكَى ، الْوَاحِدُ صَرِيعٌ ، وَهِيَ الشَّيْءُ ضَعُفَ وَتَدَاعَى لِلسُّقُوطِ . قَالَ
ابْنُ شَجَرَةَ : مِنْ قَوْلِهِمْ وَهِيَ السِّقَاءُ إِذَا انْحَرَقَ ، وَمِنْ أَمْثَالِهِمْ قَوْلُ الرَّاجِزِ :
خَلِّ سَبِيلَ مَنْ وَهِيَ سِقَاؤُهُ وَمَنْ هُرِيقَ بِالْفَلَاةِ مَاؤُهُ
الْأَرْجَاءُ : الْجَوَانِبُ ، وَاحِدُهَا رَجًا ، أَيْ : جَانِبٌ مِنْ حَائِطٍ أَوْ بِئْرٍ وَنَحْوِهِ ، وَهُوَ مِنْ ذَوَاتِ الْوَاوِ ، وَلِذَلِكَ بَرَزَتْ فِي التَّثْنِيَةِ . قَالَ الشَّاعِرُ :
كَأَنْ لَمْ تَرَا قَبْلِي أَسِيرًا مُقَيَّدًا وَلَا رَجُلًا يَرْمِي بِهِ الرَّجَوَانِ
( وَقَالَ الْآخَرُ ) :
فَلَا يَرْمِي بِهِ الرَّجَوَانِ إِنِّي أَقَلُّ الْيَوْمَ مَنْ يُغْنِي مَكَانِي
هَاءَ بِمَعْنَى خُذْ ، فِيهَا لُغَاتٌ ذَكَرْنَاهَا فِي شَرْحِ التَّسْهِيلِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=12758وَابْنُ السِّكِّيتِ : الْعَرَبُ تَقُولُ : هَاءَ يَا رَجُلُ ، وَلِلِاثْنَيْنِ رَجُلَيْنِ أَوِ امْرَأَتَيْنِ : هَاؤُمَا ، وَلِلرَّجُلِ هَاؤُمُ ، وَلِلْمَرْأَةِ هَاءِ بِهَمْزَةٍ مَكْسُورَةٍ مِنْ غَيْرِ يَاءٍ ، وَلِلنِّسَاءِ هَاؤُنَّ . قِيلَ : وَمَعْنَى هَاؤُمُ ، خُذُوا ، وَمِنْهُ الْخَبَرُ فِي الرِّبَا إِلَّا هَاءً وَهَاءً أَيْ : يَقُولُ كُلُّ وَاحِدٍ لِصَاحِبِهِ خُذْ . وَقِيلَ : تَعَالَوْا ، وَزَعَمَ
الْقُتَبِيُّ أَنَّ الْهَمْزَةَ بَدَلٌ مِنَ الْكَافِ ، وَهَذَا ضَعِيفٌ إِلَّا إِنْ كَانَ عَنَى أَنَّهَا تَحُلُّ مَحَلَّهَا فِي لُغَةِ مَنْ قَالَ : هَاكَ وَهَاكَ وَهَاكُمَا وَهَاكُمْ وَهَاكُنَّ ، فَيُمْكِنُ أَنَّهُ بَدَلٌ صِنَاعِيٌّ ; لِأَنَّ الْكَافَ لَا تُبْدَلُ مِنَ الْهَمْزَةِ وَلَا الْهَمْزَةُ مِنْهَا . وَقِيلَ : هَاؤُمُ كَلِمَةٌ وُضِعَتْ لِإِجَابَةِ الدَّاعِي عِنْدَ الْفَرَحِ وَالنَّشَاطِ . وَفِي الْحَدِيثِ ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374965أَنَّهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - نَادَاهُ أَعْرَابِيٌّ بِصَوْتٍ عَالٍ ، فَجَاوَبَهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ : " هَاؤُمُ " ، بِصَوْلَةِ صَوْتِهِ . وَزَعَمَ قَوْمٌ أَنَّهَا مُرَكَّبَةٌ فِي الْأَصْلِ ، وَالْأَصْلُ هَاءَ أَمُّوا ، ثُمَّ نَقَلَهُ التَّخْفِيفُ وَالِاسْتِعْمَالُ . وَزَعَمَ قَوْمٌ أَنَّ هَذِهِ الْمِيمَ ضَمِيرُ جَمَاعَةِ الذُّكُورِ . الْقُطُوفُ جُمِعَ قِطْفٍ : وَهُوَ مَا يُجْتَنَى مِنَ الثَّمَرِ وَيُقْطَفُ . السِّلْسِلَةُ مَعْرُوفَةٌ ، وَهِيَ حِلَقٌ يَدْخُلُ فِي حِلَقٍ عَلَى سَبِيلِ الطُّولِ . الذِّرَاعُ مُؤَنَّثٌ ، وَهُوَ مَعْرُوفٌ ، وَقَالَ الشَّاعِرُ :
أَرْمِي عَلَيْهَا وَهِيَ فَرْعٌ أَجْمَعُ وَهِيَ ثَلَاثُ أَذْرُعٍ وَأُصْبُعُ
حَضَّ عَلَى الشَّيْءِ : حَمَلَ عَلَى فِعْلِهِ بِتَوْكِيدٍ . الْغِسْلِينُ ، قَالَ اللُّغَوِيُّونَ : مَا يَجْرِي مِنَ الْجِرَاحِ إِذَا غُسِلَتْ . الْوَتِينُ : عِرْقٌ يَتَعَلَّقُ بِهِ الْقَلْبُ ، إِذَا انْقَطَعَ مَاتَ صَاحِبُهُ . وَقَالَ
الْكَلْبِيُّ : عِرْقٌ بَيْنَ الْعِلْبَاءِ وَالْحُلْقُومِ ، وَالْعِلْبَاءُ : عَصَبُ الْعُنُقِ ، وَهُمَا عِلْبَاوَانِ بَيْنَهُمَا الْعِرْقُ . وَقِيلَ : عِرْقٌ غَلِيظٌ تُصَادِفُهُ شَفْرَةُ النَّاحِرِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
الشَّمَّاخِ :
إِذَا بَلَّغْتِنِي وَحَمَلْتِ رَحْلِي عَرَابَةَ فَاشْرَقِي بِدَمِ الْوَتِينِ
[ ص: 320 ] nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=1الْحَاقَّةُ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=2مَا الْحَاقَّةُ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=29040وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=4كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=5فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=6وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=8فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=9وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=10فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=11إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=12لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=13فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=14وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=15فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=16وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=17وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=18يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ .
هَذِهِ السُّورَةُ مَكِّيَّةٌ . وَمُنَاسَبَتُهَا لِمَا قَبْلَهَا : أَنَّهُ لَمَّا ذَكَرَ شَيْئًا مِنْ أَحْوَالِ السُّعَدَاءِ وَالْأَشْقِيَاءِ ، وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=44ذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ ذَكَرَ حَدِيثَ الْقِيَامَةِ وَمَا أَعَدَّ اللَّهُ تَعَالَى لِأَهْلِ السَّعَادَةِ وَأَهْلِ الشَّقَاوَةِ ، وَأَدْرَجَ بَيْنَهُمَا شَيْئًا مِنْ أَحْوَالِ الَّذِينَ كَذَّبُوا الرُّسُلَ ،
كَعَادٍ وَثَمُودَ وَ
فِرْعَوْنَ ، لِيَزْدَجِرَ بِذِكْرِهِمْ وَمَا جَرَى عَلَيْهِمُ الْكُفَّارُ الَّذِينَ عَاصَرُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَتِ الْعَرَبُ عَالِمَةً بِهَلَاكِ
عَادٍ وَثَمُودَ 73 وَ
فِرْعَوْنَ ، فَقَصَّ عَلَيْهِمْ ذَلِكَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=1الْحَاقَّةُ ) : الْمُرَادُ بِهَا الْقِيَامَةُ وَالْبَعْثُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَغَيْرُهُ ; لِأَنَّهَا حَقَّتْ لِكُلِّ عَامِلٍ عَمَلَهُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَغَيْرُهُ : لِأَنَّهَا تُبْدِي حَقَائِقَ الْأَشْيَاءِ . وَقِيلَ : سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ الْأَمْرَ يَحِقُّ فِيهَا ، فَهِيَ مِنْ بَابِ لَيْلٍ نَائِمٍ . وَالْحَاقَّةُ اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ حَقَّ الشَّيْءُ : إِذَا ثَبَتَ وَلَمْ يُشَكَّ فِي صِحَّتِهِ . وَقَالَ
الْأَزْهَرِيُّ : حَاقَقْتُهُ فَحَقَقْتُهُ أَحُقُّهُ أَيْ : غَالَبْتُهُ فَغَلَبْتُهُ . فَالْقِيَامَةُ حَاقَّةٌ ; لِأَنَّهَا تُحَقِّقُ كُلَّ مُحَاقٍّ فِي دِينِ اللَّهِ بِالْبَاطِلِ ، أَيْ كُلَّ مُخَاصِمٍ فَتَغْلِبُهُ . وَقِيلَ : الْحَاقَّةُ مَصْدَرٌ كَالْعَاقِبَةِ وَالْعَافِيَةِ ، وَالْحَاقَّةُ مُبْتَدَأٌ ، ( وَمَا ) مُبْتَدَأٌ ثَانٍ ، وَالْحَاقَّةُ خَبَرُهُ ، وَالْجُمْلَةُ خَبَرٌ عَنِ الْحَاقَّةِ ، وَالرَّابِطُ تَكْرَارُ الْمُبْتَدَأِ بِلَفْظِهِ نَحْوَ : زَيْدٌ مَا زَيْدٌ ، ( وَمَا ) اسْتِفْهَامٌ لَا يُرَادُ حَقِيقَتُهُ بَلِ التَّعْظِيمُ ، وَأَكْثَرُ مَا يَرْبُطُ بِتَكْرَارِ الْمُبْتَدَأِ إِذَا أُرِيدَ ، يَعْنِي التَّعْظِيمَ وَالتَّهْوِيلَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=3وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ : مُبَالَغَةٌ فِي التَّهْوِيلِ ، وَالْمَعْنَى أَنَّ فِيهَا مَا لَمْ يُدْرَ وَلَمْ يُحِطْ بِهِ وَصْفٌ مِنْ أُمُورِهَا الشَّاقَّةِ وَتَفْصِيلِ أَوْصَافِهَا . ( وَمَا ) اسْتِفْهَامٌ أَيْضًا مُبْتَدَأٌ ( وَأَدْرَاكَ ) الْخَبَرُ ، وَالْعَائِدُ عَلَى ( مَا ) ضَمِيرُ الرَّفْعِ فِي ( أَدْرَاكَ ) ( وَمَا ) مُبْتَدَأٌ ، وَالْحَاقَّةُ خَبَرٌ ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِأَدْرَاكَ ، وَ " أَدْرَاكَ " مُعَلَّقَةٌ . وَأَصْلُ دَرَى أَنْ يُعَدَّى بِالْبَاءِ ، وَقَدْ تُحْذَفُ عَلَى قِلَّةٍ ، فَإِذَا دَخَلَتْ هَمْزَةُ النَّقْلِ تَعَدَّى إِلَى وَاحِدٍ بِنَفْسِهِ ، وَإِلَى الْآخَرِ بِحَرْفِ الْجَرِّ ، فَقَوْلُهُ :
[ ص: 321 ] nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=3مَا الْحَاقَّةُ بَعْدَ أَدْرَاكَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بَعْدَ إِسْقَاطِ حَرْفِ الْجَرِّ . وَ " الْقَارِعَةُ " مِنْ أَسْمَاءِ الْقِيَامَةِ ; لِأَنَّهَا تَقْرَعُ الْقُلُوبَ بِصَدْمَتِهَا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : تَقْرَعُ النَّاسَ بِالْأَقْرَاعِ وَالْأَهْوَالِ ، وَالسَّمَاءَ بِالِانْشِقَاقِ وَالِانْفِطَارِ ، وَالْأَرْضَ وَالْجِبَالَ بِالدَّكِّ وَالنَّسْفِ ، وَالنُّجُومَ بِالطَّمْسِ وَالِانْكِدَارِ . فَوَضَعَ الضَّمِيرَ لِيَدُلَّ عَلَى مَعْنَى الْقَرْعِ فِي الْحَاقَّةِ زِيَادَةً فِي وَصْفِ شِدَّتِهَا . وَلَمَّا ذَكَرَهَا وَفَخَّمَهَا ، أَتْبَعَ ذَلِكَ ذِكْرَ مَنْ كَذَّبَ بِهَا وَمَا حَلَّ بِهِمْ بِسَبَبِ التَّكْذِيبِ ; تَذْكِيرًا لِأَهْلِ مَكَّةَ وَتَخْوِيفًا لَهُمْ مِنْ عَاقِبَةِ تَكْذِيبِهِمْ . انْتَهَى . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( فَأُهْلِكُوا ) رُبَاعِيًّا مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ . وَ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ : ( فَهَلَكُوا ) مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ . قَالَ
قَتَادَةُ : " بِالطَّاغِيَةِ " بِالصَّيْحَةِ الَّتِي خَرَجَتْ عَنْ حَدِّ كُلِّ صَيْحَةٍ . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ وَابْنُ زَيْدٍ : بِسَبَبِ الْفِعْلَةِ الطَّاغِيَةِ الَّتِي فَعَلُوهَا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ زَيْدٍ أَيْضًا ،
وَأَبُو عُبَيْدَةَ مَا مَعْنَاهُ : الطَّاغِيَةُ مَصْدَرٌ كَالْعَاقِبَةِ ، فَكَأَنَّهُ قَالَ : بِطُغْيَانِهِمْ ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=11كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا . وَقِيلَ : الطَّاغِيَةُ عَاقِرُ النَّاقَةِ ، وَالْهَاءُ فِيهِ لِلْمُبَالَغَةِ ، كَرَجُلٍ رَاوِيَةٍ ، وَأُهْلِكُوا كُلُّهُمْ لِرِضَاهُمْ بِفِعْلِهِ . وَقِيلَ : بِسَبَبِ الْفِئَةِ الطَّاغِيَةِ . وَاخْتَارَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ وَغَيْرُهُ أَنَّ الطَّاغِيَةَ هِيَ الصَّيْحَةُ ، وَتَرْجِيحُ ذَلِكَ مُقَابَلَةُ سَبَبِ الْهَلَاكِ فِي
ثَمُودَ بِسَبَبِ الْهَلَاكِ فِي
عَادٍ ، وَهُوَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=6بِرِيحٍ صَرْصَرٍ وَتَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=6صَرْصَرٍ ) فِي سُورَةِ الْقَمَرِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=6عَاتِيَةٍ ) : عَتَتْ عَلَى خُزَّانِهَا فَخَرَجَتْ بِغَيْرِ مِقْدَارٍ ، أَوْ عَلَى عَادٍ فَمَا قَدَرُوا عَلَى أَنْ يَتَسَتَّرُوا مِنْهَا ، أَوْ وُصِفَتْ بِذَلِكَ اسْتِعَارَةً لِشِدَّةِ عَصْفِهَا ، وَالتَّسْخِيرُ هُوَ اسْتِعْمَالُ الشَّيْءِ بِاقْتِدَارٍ عَلَيْهِ . فَمَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ أَيْ : أَقَامَهَا وَأَدَامَهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7سَبْعَ لَيَالٍ : بَدَتْ عَلَيْهِمْ صُبْحَ الْأَرْبِعَاءِ لِثَمَانٍ بَقِينَ مِنْ شَوَّالٍ إِلَى آخِرِ الْأَرْبِعَاءِ تَمَامَ الشَّهْرِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7حُسُومًا ) قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَعِكْرِمَةُ ، وَ
مُجَاهِدٌ وَقَتَادَةُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ : تِبَاعًا لَمْ يَتَخَلَّلْهَا انْقِطَاعٌ . وَقَالَ الْخَلِيلُ : شُؤْمًا وَنَحْسًا . وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=7حُسُومًا ) جَمْعُ حَاسِمٍ ، أَيْ : تِلْكَ الْأَيَّامُ قَطَّعَتْهُمْ بِالْإِهْلَاكِ ، وَمِنْهُ حَسْمُ الْعِلَلِ وَالْحُسَامُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَإِنْ كَانَ مَصْدَرًا ، فَإِمَّا أَنْ يَنْتَصِبَ بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ ، أَيْ : تَحْسِمُ حُسُومًا بِمَعْنَى تَسْتَأْصِلُ اسْتِئْصَالًا ، أَوْ تَكُونُ صِفَةً ، كَقَوْلِكَ : ذَاتُ حُسُومٍ ، أَوْ تَكُونُ مَفْعُولًا لَهُ ، أَيْ : سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ لِلِاسْتِئْصَالِ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : حُسُومًا بِالْفَتْحِ ، حَالًا مِنَ الرِّيحِ ، أَيْ : سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ مُسْتَأْصِلَةً . وَقِيلَ : هِيَ أَيَّامُ الْعَجْزِ ، وَهِيَ آخِرُ الشِّتَاءِ . وَأَسْمَاؤُهَا : الصِّنُّ وَالصِّنَّبْرُ وَالْوَبْرُ وَالْآمِرُ وَالْمُؤْتَمِرُ وَالْمُعَلِّلُ وَمُطْفِئُ الْجَمْرِ . وَقِيلَ : مُكَفِّي الطَّعْنِ .