( سُورَةُ الْمَعَارِجِ مَكِّيَّةٌ وَهِيَ أَرْبَعٌ وَأَرْبَعُونَ آيَةً )
( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ )
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29041سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=2لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=3مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=4تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=5فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=6إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=7وَنَرَاهُ قَرِيبًا nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=8يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=9وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=10وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=11يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=12وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=13وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=14وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=15كَلَّا إِنَّهَا لَظَى nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=16نَزَّاعَةً لِلشَّوَى nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=17تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=18وَجَمَعَ فَأَوْعَى nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=19إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=20إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=21وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=22إِلَّا الْمُصَلِّينَ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=23الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=24وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=25لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=26وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=27وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=28إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=29وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=30إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=31فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=32وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=33وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=34وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=35أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=36فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=37عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=38أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=39كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=40فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=41عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=42فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=43يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=44خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ .
الْعِهْنُ : الصُّوفُ دُونَ تَقْيِيدٍ ، أَوِ الْأَحْمَرُ ، أَوِ الْمَصْبُوغُ أَلْوَانًا ، أَقْوَالٌ . الْفَصِيلَةُ ، قَالَ
ثَعْلَبٌ : الْآبَاءُ الْأَدْنُونَ . وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : الْفَخْذُ . وَقِيلَ : عَشِيرَتُهُ الْأَقْرَبُونَ . لَظَى : اسْمٌ لِجَهَنَّمَ ، أَوْ لِلدَّرَكَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ دَرَكَاتِهَا ، وَهُوَ عَلَمٌ مَنْقُولٌ مِنَ اللَّظَى ، وَهُوَ اللَّهَبُ ، وَمَنْعُ الصَّرْفِ هُوَ لِلْعَلِمِيَّةِ وَالتَّأْنِيثِ . وَالشَّوَى جَمْعُ شَوَاةٍ ، وَهِيَ جِلْدَةُ الرَّأْسِ . وَقَالَ
الْأَعْشَى :
قَالَتْ قُتَيْلَةُ مَا لَهُ قَدْ جُلِّلَتْ شَيْبًا شَوَاتُهُ
وَالشَّوَى : جِلْدُ الْإِنْسَانِ ، وَالشَّوَى : قَوَائِمُ الْحَيَوَانِ ، وَالشَّوَى : كُلُّ عُضْوٍ لَيْسَ بِمَقْتَلٍ ، وَمِنْهُ : رَمَى فَأَشْوَى : إِذَا لَمْ يُصِبِ الْمَقْتَلَ ، وَالشَّوَى : زَوَالُ الْمَالِ ، وَالشَّوَى : الشَّيْءُ الْهَيِّنُ الْيَسِيرُ . الْهَلَعُ : الْفَزَعُ وَالِاضْطِرَابُ السَّرِيعُ عِنْدَ مَسِّ الْمَكْرُوهِ ، وَالْمَنْعُ السَّرِيعُ عِنْدَ مَسِّ الْخَيْرِ ، مِنْ قَوْلِهِمْ : نَاقَةٌ هَلُوعٌ ، سَرِيعَةُ السَّيْرِ . وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : الْهَلَعُ فِي اللُّغَةِ أَشَدُّ الْحِرْصِ وَأَسْوَأُ الْجَزَعِ . الْجَزَعُ : الْخَوْفُ ، قَالَ الشَّاعِرُ :
جَزَعْتُ وَلَمْ أَجْزَعْ مِنَ الْبَيْنِ مَجْزَعًا
عِزِينَ جَمْعُ عِزَةٍ ، قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : جَمَاعَاتٌ فِي تَفْرِقَةٍ ،
[ ص: 331 ] وَقِيلَ : الْجَمْعُ الْيَسِيرُ كَثَلَاثَةٍ ثَلَاثَةٍ وَأَرْبَعَةٍ أَرْبَعَةٍ . وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ : فِي الدَّارِ عِزُونَ أَيْ : أَصْنَافٌ مِنَ النَّاسِ ، وَقَالَ
عَنْتَرَةُ :
وَقَرْنٍ قَدْ تَرَكْتُ لِذِي وَلِيٍّ عَلَيْهِ الطَّيْرُ كَالْعُصْبِ الْعَزِينِ
( وَقَالَ
الرَّاعِي ) :
أَخَلِيفَةَ الرَّحْمَنِ إِنَّ عَشِيرَتِي أَمْسَى سَوَامُهُمْ عِزِينَ فُلُولَا
( وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15102الْكُمَيْتُ ) :
وَنَحْنُ وَجَنْدَلٌ بَاغٍ تَرَكْنَا كَتَائِبَ جَنْدَلٍ شَتَّى عِزِينَا
( وَقَالَ آخَرُ ) :
تَرَانَا عِنْدَهُ وَاللَّيْلُ دَاجٍ عَلَى أَبْوَابِهِ حِلَقًا عِزِينَا
( وَقَالَ آخَرُ ) :
فَلَمَّا أَنْ أَتَيْنَ عَلَى أُضَاحٍ ضَرَحْنَ حَصَاهُ أَشْتَاتًا عِزِينَا
وَ ( عِزَةٌ ) مِمَّا حُذِفَتْ لَامُهُ ، فَقِيلَ : هِيَ وَاوٌ وَأَصْلُهُ عِزْوَةٌ ، كَأَنَّ كُلَّ فِرْقَةٍ تَعْتَزِي إِلَى غَيْرِ مَنْ تَعْتَزِي إِلَيْهِ الْأُخْرَى ، فَهُمْ مُتَفَرِّقُونَ . وَيُقَالُ : عَزَاهُ يَعْزُوهُ : إِذَا أَضَافَهُ إِلَى غَيْرِهِ . وَقِيلَ : لَامُهَا هَاءٌ وَالْأَصْلُ عِزْهَةٌ ، وَجُمِعَتْ عِزَةٌ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ ، كَمَا جُمِعَتْ سَنَةٌ وَأَخَوَاتُهَا بِذَلِكَ ، وَتُكْسَرُ الْعَيْنُ فِي الْجَمْعِ وَتُضَمُّ . وَقَالُوا : عِزًى عَلَى فِعَلٍ ، وَلَمْ يَقُولُوا عِزَاتٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29041سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=2لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=3مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=4تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=5فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=6إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=7وَنَرَاهُ قَرِيبًا nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=8يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=9وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=10وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=11يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=12وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=13وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=14وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=15كَلَّا إِنَّهَا لَظَى nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=16نَزَّاعَةً لِلشَّوَى nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=17تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=18وَجَمَعَ فَأَوْعَى إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=20إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=21وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=22إِلَّا الْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=24وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=25لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=26وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=27وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=28إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=29وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=30إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=31فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=32وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=33وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=34وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=35أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ .
[ ص: 332 ] هَذِهِ السُّورَةُ مَكِّيَّةٌ . قَالَ الْجُمْهُورُ : نَزَلَتْ فِي
النَّضْرِ بْنِ الْحَارِثِ حِينَ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ الْآيَةِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14354الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ : فِي
أَبِي جَهْلٍ . وَقِيلَ : فِي جَمَاعَةٍ مِنْ
قُرَيْشٍ قَالُوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ الْآيَةِ . وَقِيلَ : السَّائِلُ
نُوحٌ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - سَأَلَ الْعَذَابَ عَلَى الْكَافِرِينَ . وَقِيلَ : السَّائِلُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَأَلَ اللَّهَ أَنْ يَشْدُدَ وَطْأَتَهُ عَلَى
مُضَرَ . الْحَدِيثَ ، فَاسْتَجَابَ اللَّهُ دَعَوْتَهُ . وَمُنَاسَبَةُ أَوَّلِهَا لِآخِرِ مَا قَبْلَهَا : أَنَّهُ لَمَّا ذَكَرَ
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=49وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ أَخْبَرَ عَنْ مَا صَدَرَ عَنْ بَعْضِ الْمُكَذِّبِينَ بِنِقَمِ اللَّهِ ، وَإِنْ كَانَ السَّائِلُ
نُوحًا - عَلَيْهِ السَّلَامُ - أَوِ الرَّسُولَ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَنَاسَبَ تَكْذِيبَ الْمُكَذِّبِينَ أَنْ دَعَا عَلَيْهِمْ رَسُولُهُمْ حَتَّى يُصَابُوا فَيَعْرِفُوا صِدْقَ مَا جَاءَهُمْ بِهِ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=1سَأَلَ ) بِالْهَمْزِ أَيْ : دَعَا دَاعٍ ، مِنْ قَوْلِهِمْ : دَعَا بِكَذَا : إِذَا اسْتَدْعَاهُ وَطَلَبَهُ ، فَالْبَاءُ عَلَى أَصْلِهَا . وَقِيلَ : الْمَعْنَى بَحَثَ بَاحِثٌ وَاسْتَفْهَمَ . قِيلَ : فَالْبَاءُ بِمَعْنَى ( عَنْ ) .
وَقَرَأَ
نَافِعٌ وَابْنُ عَامِرٍ : ( سَالَ ) بِأَلِفٍ ، فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ قَدْ أُبْدِلَتْ هَمْزَتُهُ أَلِفًا ، وَهُوَ بَدَلٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ ، وَإِنَّمَا قِيَاسُ هَذَا بَيْنَ بَيْنَ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ عَلَى لُغَةِ مَنْ قَالَ : سَلْتُ أَسَالُ ، حَكَاهَا
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : هِيَ لُغَةُ
قُرَيْشٍ ، يَقُولُونَ : سَلْتَ تَسَالُ ، وَهُمَا يَتَسَايَلَانِ . انْتَهَى . وَيَنْبَغِي أَنْ يُتَثَبَّتَ فِي قَوْلِهِ إِنَّهَا لُغَةُ
قُرَيْشٍ ; لِأَنَّ مَا جَاءَ فِي الْقُرْآنِ مِنْ بَابِ السُّؤَالِ هُوَ مَهْمُوزٌ أَوْ أَصْلُهُ الْهَمْزُ ، كَقِرَاءَةِ مَنْ قَرَأَ : وَسَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ ، إِذْ لَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ سَالَ الَّتِي عَيْنُهَا وَاوٌ ، إِذْ كَانَ يَكُونُ ذَلِكَ وَسَلُوا اللَّهَ مِثْلَ : خَافُوا الْأَمْرَ ، فَيَبْعُدُ أَنْ يَجِيءَ ذَلِكَ كُلُّهُ عَلَى لُغَةٍ غَيْرَ
قُرَيْشٍ ، وَهُمُ الَّذِينَ نَزَلَ الْقُرْآنُ بِلُغَتِهِمْ إِلَّا يَسِيرًا فِيهِ لُغَةُ غَيْرِهِمْ . ثُمَّ جَاءَ فِي كَلَامِ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيِّ : وَهُمَا يَتَسَايَلَانِ ، بِالْيَاءِ ، وَأَظُنُّهُ مِنَ النَّاسِخِ ، وَإِنَّمَا هُوَ يَتَسَاوَلَانِ بِالْوَاوِ . فَإِنْ تَوَافَقَتِ النُّسَخُ بِالْيَاءِ ، فَيَكُونُ التَّحْرِيفُ مِنَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيِّ . وَعَلَى تَقْدِيرِ أَنَّهُ مِنَ السُّؤَالِ ، فَسَائِلٌ اسْمُ فَاعِلٍ مِنْهُ ، وَتَقَدَّمَ ذِكْرُ الْخِلَافِ فِي السَّائِلِ مَنْ هُوَ . وَقِيلَ : سَالَ مِنَ السَّيَلَانِ ، وَيُؤَيِّدُهُ قِرَاءَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ : سَالَ سَايِلٌ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=47زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ : فِي جَهَنَّمَ وَادٍ يُسَمَّى سَايِلًا وَأَخْبَرَ هُنَا عَنْهُ . قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : وَيَحْتَمِلُ إِنْ لَمْ يَصِحَّ أَمْرُ الْوَادِي أَنْ يَكُونَ الْإِخْبَارُ عَنْ نُفُوذِ الْقَدَرِ بِذَلِكَ الْعَذَابِ قَدِ اسْتُعِيرَ لَهُ السَّيْلُ لِمَا عُهِدَ مِنْ نُفُوذِ السَّيْلِ وَتَصْمِيمِهِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَالسَّيْلُ مَصْدَرٌ فِي مَعْنَى السَّايِلِ ، كَالْغَوْرِ بِمَعْنَى الْغَايِرِ ، وَالْمَعْنَى : انْدَفَعَ عَلَيْهِمْ وَادِي عَذَابٍ ، فَذَهَبَ بِهِمْ وَأَهْلَكَهُمْ . انْتَهَى . وَإِذَا كَانَ السَّائِلُ هُمُ الْكُفَّارُ ، فَسُؤَالُهُمْ إِنَّمَا كَانَ عَلَى أَنَّهُ كَذِبٌ عِنْدَهُمْ ، فَأَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّهُ وَاقِعٌ وَعِيدًا لَهُمْ . وَقَرَأَ
أُبَيٌّ وَعَبْدُ اللَّهِ : سَالَ سَالٍ ، مِثْلُ : مَالٍ ، بِإِلْقَاءِ صُورَةِ الْهَمْزَةِ ، وَهِيَ الْيَاءُ مِنَ الْخَطِّ تَخْفِيفًا . قِيلَ : وَالْمُرَادُ سَائِلٌ . انْتَهَى . وَلَمْ يُحْكَ هَلْ قَرَأَ بِالْهَمْزِ أَوْ بِإِسْقَاطِهَا الْبَتَّةَ . فَإِنْ قَرَأَ بِالْهَمْزِ فَظَاهِرٌ ، وَإِنْ قَرَأَ بِحَذْفِهَا فَهُوَ مِثْلُ شَاكَ شَايِكٌ ، حُذِفَتْ عَيْنُهُ وَاللَّامُ جَرَى فِيهَا الْإِعْرَابُ ، وَالظَّاهِرُ تَعَلُّقُ ( بِعَذَابٍ ) بِـ ( سَالَ ) وَقَالَ
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ : يَتَعَلَّقُ بِمَصْدَرٍ دَلَّ عَلَيْهِ فِعْلُهُ ، كَأَنَّهُ قِيلَ : مَا سُؤَالُهُ ؟ فَقِيلَ : سُؤَالُهُ بِعَذَابٍ ، وَالظَّاهِرُ اتِّصَالُ الْكَافِرِينَ بِـ ( وَاقِعٍ ) فَيَكُونُ مُتَعَلِّقًا بِهِ ، وَاللَّامُ لِلْعِلَّةِ ، أَيْ : نَازِلٌ بِهِمْ لِأَجْلِهِمْ ، أَيْ : لِأَجْلِ كُفْرِهِمْ ، أَوْ عَلَى أَنَّ اللَّامَ بِمَعْنَى ( عَلَى ) قَالَهُ بَعْضُ النُّحَاةِ ، وَيُؤَيِّدُهُ قِرَاءَةُ
أُبَيٍّ : عَلَى الْكَافِرِينَ ، أَوْ عَلَى أَنَّهُ فِي مَوْضِعٍ ، أَيْ : وَاقِعٌ كَائِنٌ لِلْكَافِرِينَ . وَقَالَ
قَتَادَةُ وَالْحَسَنُ : الْمَعْنَى كَأَنَّ قَائِلًا قَالَ : لِمَنْ هَذَا الْعَذَابُ الْوَاقِعُ ؟ فَقِيلَ : لِلْكَافِرِينَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : أَوْ بِالْفِعْلِ ، أَيْ دُعَاءٌ لِلْكَافِرِينَ ،
[ ص: 333 ] ثُمَّ قَالَ : وَعَلَى الثَّانِي - وَهُوَ ثَانِي مَا ذَكَرَ مِنْ تَوْجِيهِهِ فِي الْكَافِرِينَ - قَالَ : هُوَ كَلَامٌ مُبْتَدَأٌ جَوَابٌ لِلسَّائِلِ ، أَيْ : هُوَ لِلْكَافِرِينَ ، وَكَانَ قَدْ قَرَّرَ أَنَّ سَالَ ضُمِّنَ مَعْنَى دَعَا ، فَعُدِّيَ تَعْدِيَتَهُ كَأَنَّهُ قَالَ : دَعَا دَاعٍ بِعَذَابٍ مِنْ قَوْلِكَ : دَعَا بِكَذَا : إِذَا اسْتَدْعَاهُ وَطَلَبَهُ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=55يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ . انْتَهَى . فَعَلَى مَا قَرَّرَهُ أَنَّهُ مُتَعَلِّقٌ بِـ ( دَعَا ) يَعْنِي بِـ ( سَالَ ) فَكَيْفَ يَكُونُ كَلَامًا مُبْتَدَأً جَوَابًا لِلسَّائِلِ ؟ أَيْ هُوَ لِلْكَافِرِينَ ؟ هَذَا لَا يَصِحُّ . فَقَدْ أَخَذَ قَوْلَ
قَتَادَةَ وَالْحَسَنِ وَأَفْسَدَهُ ، وَالْأَجْوَدُ أَنْ يَكُونَ ( مِنَ اللَّهِ ) مُتَعَلِّقًا بِقَوْلِهِ : ( وَاقِعٍ ) . وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=2لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ : جُمْلَةُ اعْتِرَاضٍ بَيْنَ الْعَامِلِ وَالْمَعْمُولِ . وَقِيلَ : يَتَعَلَّقُ بِدَافِعٍ ، أَيْ : مِنْ جِهَتِهِ إِذَا جَاءَ وَقْتُهُ .