nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=29041ذي المعارج : المعارج لغة الدرج وهنا استعارة . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وقتادة : في الرتب والفواضل والصفات الحميدة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا : المعارج ، السماوات تعرج فيها الملائكة من سماء إلى سماء . وقال
الحسن : هي المراقي إلى السماء ، وقيل : المعارج ، الغرف ، أي : جعلها لأوليائه في الجنة .
( تعرج ) قراءة الجمهور بالتاء على التأنيث ،
وعبد الله nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي وابن مقسم وزائدة عن
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش بالياء . ( والروح ) قال الجمهور : هو
جبريل ، خص بالذكر تشريفا ، وأخر هنا بعد الملائكة ، وقدم في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=38يوم يقوم الروح والملائكة صفا . وقال
مجاهد : ملائكة حفظة للملائكة الحافظين لبني آدم ، لا تراهم الحفظة كما لا نرى نحن حفظتنا . وقيل : الروح ملك غير
جبريل عظيم الخلقة . وقال
أبو صالح : خلق كهيئة الناس وليسوا بالناس . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16812قبيصة بن ذؤيب : روح الميت حين تقبض إليه ، الضمير عائد على الله تعالى ، أي إلى عرشه وحيث يهبط منه أمره تعالى . وقيل : " إليه " أي : إلى المكان الذي هو محلهم وهو في السماء ; لأنها محل بره وكرامته ، والظاهر أن المعنى : أنها تعرج في يوم من أيامكم هذه ، ومقدار المسافة أن لو عرجها آدمي خمسون ألف سنة ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وابن إسحاق ، وجماعة من الحذاق منهم القاضي
nindex.php?page=showalam&ids=17150منذر بن سعيد . فإن كان العارج ملكا ، فقال
مجاهد : المسافة هي من قعر الأرض السابعة إلى العرش . ومن جعل الروح جنس أنواع الحيوان . قال وهب : المسافة من وجه الأرض إلى منتهى العرش . وقال
عكرمة والحكم : أراد مدة الدنيا ، فإنها خمسون ألف سنة لا يدري أحد ما مضى منها وما بقي ، أي : تعرج في مدة الدنيا وبقاء هذه البنية . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا : هو يوم القيامة . وقيل : طوله ذلك العدد ، وهذا ظاهر ما جاء في الحديث في مانع الزكاة ، فإنه قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=4في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=44وأبو سعيد الخدري : قدره في رزاياه وهوله وشدته للكفار ذلك العدد . وفي الحديث : " يخف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة " . وقال
عكرمة : مقدار ما ينقضي فيه من الحساب قدر ما يقضي بالعدل في خمسين ألف سنة من أيام الدنيا . وقال
الحسن نحوه . وقيل : لا يراد حقيقة العدد ، إنما أريد به طول الموقف يوم القيامة وما فيه من الشدائد ، والعرب تصف أيام الشدة بالطول ، وأيام الفرح بالقصر . قال الشاعر يصف أيام الفرح والسرور :
ويوم كظل الرمح قصر طوله دم الزق عنا واصطفاق المزاهر
والظاهر أن قوله : في يوم متعلق بـ ( تعرج ) وقيل : بـ ( دافع ) والجملة من قوله : ( تعرج ) اعتراض . ولما كانوا قد سألوا استعجال العذاب ، وكان السؤال على سبيل الاستهزاء والتكذيب ، وكانوا قد وعدوا به ، أمره تعالى بالصبر ، ومن جعله من السيلان ، فالمعنى : أنه أشرف على الوقوع ، والضمير في (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=6يرونه ) عائد على العذاب أو على اليوم ، إذا أريد به يوم القيامة ، وهذا الاستبعاد هو على سبيل الإحالة منهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=7ونراه قريبا أي : هينا في قدرتنا ، غير بعيد علينا ولا متعذر ، وكل ما هو آت قريب ، والبعد والقرب في الإمكان لا في المسافة .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=8يوم تكون : منصوب بإضمار فعل ، أي : يقع يوم تكون ، أو
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=8يوم تكون السماء كالمهل كان
[ ص: 334 ] كيت وكيت ، أو بـ ( قريبا ) أو بدل من ضمير " نراه " إذا كان عائدا على يوم القيامة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : أو هو بدل من في يوم فيمن علقه بـ ( واقع ) . انتهى . ولا يجوز هذا ; لأن في يوم وإن كان في موضع نصب لا يبدل منه منصوب ; لأن مثل هذا ليس من المواضع التي تراعى في التوابع ; لأن حرف الجر فيها ليس بزائد ، ولا محكوم له بحكم الزائد كـ ( رب ) وإنما يجوز مراعاة المواضع في حرف الجر الزائد كقوله :
يا بني لبينى لستما بيد إلا يدا ليست لها عضد
ولذلك لا يجوز : مررت بزيد الخياط ، على مراعاة موضع بزيد ، ولا مررت بزيد وعمرا ، ولا غضبت على زيد وجعفرا ، ولا مررت بعمرو أخاك على مراعاة الموضع . ( فإن قلت ) : الحركة في ( يوم ) تكون حركة بناء لا حركة إعراب ، فهو مجرور مثل في يوم ( قلت ) : لا يجوز بناؤه على مذهب البصريين ; لأنه أضيف إلى معرب ، لكنه يجوز على مذهب الكوفيين ، فيتمشى كلام
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري على مذهبهم إن كان استحضره وقصده .
( كالمهل ) تقدم الكلام عليه في سورة الدخان
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=5وتكون الجبال كالعهن المنفوش كما في القارعة ، لما نسفت طارت في الجو كالصوف المنفوش إذا طيرته الريح . قال
الحسن : تسير الجبال مع الرياح ، ثم تنهد ، ثم تصير كالعهن ، ثم تنسف فتصير هباء . وقرأ الجمهور : ولا يسأل مبنيا للفاعل ، أي : لا يسأله نصرة ولا منفعة لعلمه أنه لا يجد ذلك عنده . وقال
قتادة : لا يسأله عن حاله لأنها ظاهرة . وقيل : لا يسأله أن يحمل عنه من أوزاره شيئا ليأسه عن ذلك . وقيل : شفاعة . وقيل : " حميما " منصوب على إسقاط عن ، أي : عن حميم ، لشغله بما هو فيه . وقرأ
أبو حيوة وشيبة وأبو جعفر nindex.php?page=showalam&ids=13869والبزي بخلاف عن ثلاثتهم مبنيا للمفعول ، أي : لا يسأل إحضاره ، كل من المؤمن والكافر له سيما يعرف بها . وقيل : عن ذنوب حميمه ليؤخذ بها .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=11يبصرونهم ) : استئناف كلام . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : في المحشر يبصر الحميم حميمه ، ثم يفر عنه لشغله بنفسه . وقيل : يبصرونهم في النار . وقيل : يبصرونهم فلا يحتاجون إلى السؤال والطلب . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ويجوز أن يكون " يبصرونهم " صفة ، أي : حميما مبصرين مصرفين إياهم . انتهى . و
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=10حميم حميما : نكرتان في سياق النفي فيعمان ، ولذلك جمع الضمير . وقرأ
قتادة : " يبصرونهم " مخففا مع كسر الصاد ، أي : يبصر المؤمن الكافر في النار ، قاله
مجاهد . وقال
ابن زيد : يبصر الكافر من أضله في النار عبرة وانتقاما وحزنا .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=11يود المجرم أي : الكافر ، وقد يندرج فيه المؤمن العاصي الذي يعذب . وقرأ الجمهور : من عذاب مضافا .
وأبو حيوة بفتحها . ( وصاحبته ) : زوجته (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=13وفصيلته ) : أقرباؤه الأدنون (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=13تؤويه ) : تضمه انتماء إليها ، أو لياذا بها في النوائب .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=14ثم ينجيه : عطف على (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=11يفتدي ) أي : ينجيه بالافتداء ، أو من تقدم ذكرهم . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري : تؤويه وتنجيه بضم الهاءين . ( كلا ) : ردع لودادتهم الافتداء ، وتنبيه على أنه لا ينفع . ( إنها ) : الضمير للقصة ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=15لظى نزاعة : تفسير لها أو للنار الدال عليها
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=11عذاب يومئذ و (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=15لظى ) بدل من الضمير ، و (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=16نزاعة ) خبر إن أو خبر مبتدأ ، و (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=15لظى ) خبر إن أي : هي نزاعة ، أو بدل من (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=15لظى ) أو خبر بعد خبر . كل هذا ذكروه ، وذلك على قراءة الجمهور برفع " نزاعة " . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ويجوز أن يكون ضميرا مبهما ترجم عنه الخبر . انتهى . ولا أدري ما هذا المضمر الذي ترجم عنه الخبر ، وليس هذا من المواضع التي يفسر فيها المفرد الضمير ، ولولا أنه ذكر بعد هذا : أو ضمير القصة ، لحملت كلامه عليه . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابن أبي عبلة وأبو حيوة ، و
الزعفراني وابن مقسم وحفص واليزيدي في اختياره " نزاعة " بالنصب ، فتعين أن يكون (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=15لظى ) خبرا لـ ( إن ) والضمير في " إنها " عائد على النار الدال عليها ( عذاب ) وانتصب " نزاعة " على الحال المؤكدة أو المبينة ، والعامل فيها (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=15لظى ) وإن كان عاملا لما فيه من معنى التلظي ، كما عمل العلم في الظرف في قوله :
أنا أبو المنهال بعض الأحيان
أي : المشهور بعض
[ ص: 335 ] الأحيان ، أو على الاختصاص للتهويل ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري ، وكأنه يعني القطع . فالنصب فيها كالرفع فيها ، إذا أضمرت ( هو ) فتضمر هنا ، أعني تدعو ، أي حقيقة يخلق الله فيها الكلام كما يخلقه في الأعضاء ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وغيره ، تدعوهم بأسمائهم وأسماء آبائهم . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : وكما خلقه في الشجرة . انتهى ، فلم يترك مذهب الاعتزال . وقال
الخليل : مجاز عن استدنائها منهم وما توقعه بهم من عذابها . وقال
ثعلب : يهلك ، تقول العرب : دعا الله ، أي أهلكك ، وحكاه الخليل عن العرب ، قال الشاعر :
ليالي يدعوني الهوى فأجيبه وأعين من أهوى إلي رواني
( وقال آخر ) :
ترفع للعيان وكل فج طباه الرعي منه والخلاء
يصف ظليما ، وطباه أي : دعاه ، والهوى والرعي لا يدعوان حقيقة ، ولكنه لما كان فيهما ما يجذب صارا داعيين مجازا . وقيل : تدعو ، أي : خزنة جهنم ، أضيف دعاؤهم إليها
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=17من أدبر عن الحق
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=17وتولى وجمع فأوعى أي : وجمع المال ، فجعله في وعاء وكنزه ولم يؤد حق الله فيه ، وهذه إشارة إلى كفار أغنياء . وقال الحكيم : كان
عبد الله بن حكيم لا يربط كيسه ويقول : سمعت الله يقول :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=18وجمع فأوعى .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=19إن الإنسان جنس ، ولذلك استثنى منه
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=22إلا المصلين . وقيل : الإشارة إلى الكفار . وقال
ثعلب : قال لي
محمد بن عبد الله بن طاهر : ما الهلع ؟ فقلت : قد فسره الله تعالى ، ولا يكون تفسير أبين من تفسيره ، وهو الذي إذا ناله شر أظهر شدة الجزع ، وإذا ناله خير بخل به ومنعه الناس . انتهى .
ولما كان شدة الجزع والمنع متمكنة في الإنسان ، جعل كأنه خلق محمولا عليهما ، كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=37خلق الإنسان من عجل والخير : المال .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=22إلا المصلين : استثناء كما قلنا من الإنسان ، ولذلك وصفهم بما وصفهم به من الصبر على المكاره ، والصفات الجميلة التي حاوروها . وقرأ الجمهور : على صلاتهم بالإفراد .
والحسن جمعا . وديمومتها ، قال الجمهور : المواظبة عليها . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : صلاتها لوقتها . وقال عقبة بن عامر : يقرون فيها ولا يلتفتون يمينا ولا شمالا ، ومنه المال الدائم . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : دوامهم عليها أن يواظبوا على أدائها ولا يشتغلون عنها بشيء ، ومحافظتهم عليها أن يراعوا إسباغ الوضوء لها ومواقيتها ، ويقيموا أركانها ويكملوها بسننها وأدائها ، ويحفظونها من الإحباط باقتران المآثم ، والدوام يرجع إلى أنفس الصلوات والمحافظة على أحوالها . انتهى . وهو جوابه لسؤاله : ( فإن قلت ) : كيف قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=23على صلاتهم دائمون ثم قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=34على صلاتهم يحافظون . وأقول : إن الديمومة على الشيء والمحافظة عليه شيء واحد ، لكنه لما كانت الصلاة هي عمود الإسلام بولغ في التوكيد فيها ، فذكرت أول خصال الإسلام المذكورة في هذه السورة وآخرها ; ليعلم مرتبتها في الأركان التي بني الإسلام عليها ، والصفات التي بعد هذه تقدم تفسيرها ، ومعظمها في سورة قد أفلح المؤمنون . وقرأ الجمهور : " بشهادتهم " على الإفراد . و
السلمي وأبو عمرو وحفص : على الجمع .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=29041ذِي الْمَعَارِجِ : الْمَعَارِجُ لُغَةً الدَّرَجُ وَهُنَا اسْتِعَارَةٌ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَقَتَادَةُ : فِي الرُّتَبِ وَالْفَوَاضِلِ وَالصِّفَاتِ الْحَمِيدَةِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ أَيْضًا : الْمَعَارِجُ ، السَّمَاوَاتُ تَعْرُجُ فِيهَا الْمَلَائِكَةُ مِنْ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ . وَقَالَ
الْحَسَنُ : هِيَ الْمَرَاقِي إِلَى السَّمَاءِ ، وَقِيلَ : الْمَعَارِجُ ، الْغُرَفُ ، أَيْ : جَعَلَهَا لِأَوْلِيَائِهِ فِي الْجَنَّةِ .
( تَعْرُجُ ) قِرَاءَةُ الْجُمْهُورِ بِالتَّاءِ عَلَى التَّأْنِيثِ ،
وَعَبْدُ اللَّهِ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ وَابْنُ مِقْسَمٍ وَزَائِدَةُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشِ بِالْيَاءِ . ( وَالرُّوحُ ) قَالَ الْجُمْهُورُ : هُوَ
جِبْرِيلُ ، خُصَّ بِالذِّكْرِ تَشْرِيفًا ، وَأُخِّرَ هُنَا بَعْدَ الْمَلَائِكَةِ ، وَقُدِّمَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=38يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : مَلَائِكَةٌ حَفَظَةٌ لِلْمَلَائِكَةِ الْحَافِظِينَ لِبَنِي آدَمَ ، لَا تَرَاهُمُ الْحَفَظَةُ كَمَا لَا نَرَى نَحْنُ حَفَظَتَنَا . وَقِيلَ : الرُّوحُ مَلَكٌ غَيْرُ
جِبْرِيلُ عَظِيمُ الْخِلْقَةِ . وَقَالَ
أَبُو صَالِحٍ : خَلْقٌ كَهَيْئَةِ النَّاسِ وَلَيْسُوا بِالنَّاسِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16812قَبِيصَةُ بْنُ ذُؤَيْبٍ : رُوحُ الْمَيِّتِ حِينَ تُقْبَضُ إِلَيْهِ ، الضَّمِيرُ عَائِدٌ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى ، أَيْ إِلَى عَرْشِهِ وَحَيْثُ يَهْبِطُ مِنْهُ أَمْرُهُ تَعَالَى . وَقِيلَ : " إِلَيْهِ " أَيْ : إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي هُوَ مَحِلُّهُمْ وَهُوَ فِي السَّمَاءِ ; لِأَنَّهَا مَحِلُّ بِرِّهِ وَكَرَامَتِهِ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمَعْنَى : أَنَّهَا تَعْرُجُ فِي يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِكُمْ هَذِهِ ، وَمِقْدَارُ الْمَسَافَةِ أَنْ لَوْ عَرَجَهَا آدَمِيٌّ خَمْسُونَ أَلْفَ سَنَةٍ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ إِسْحَاقَ ، وَجَمَاعَةٌ مِنَ الْحُذَّاقِ مِنْهُمُ الْقَاضِي
nindex.php?page=showalam&ids=17150مُنْذِرُ بْنُ سَعِيدٍ . فَإِنْ كَانَ الْعَارِجُ مَلَكًا ، فَقَالَ
مُجَاهِدٌ : الْمَسَافَةُ هِيَ مِنْ قَعْرِ الْأَرْضِ السَّابِعَةِ إِلَى الْعَرْشِ . وَمَنْ جَعَلَ الرُّوحَ جِنْسَ أَنْوَاعِ الْحَيَوَانِ . قَالَ وَهْبٌ : الْمَسَافَةُ مِنْ وَجْهِ الْأَرْضِ إِلَى مُنْتَهَى الْعَرْشِ . وَقَالَ
عِكْرِمَةُ وَالْحَكَمُ : أَرَادَ مُدَّةَ الدُّنْيَا ، فَإِنَّهَا خَمْسُونَ أَلْفَ سَنَةٍ لَا يَدْرِي أَحَدٌ مَا مَضَى مِنْهَا وَمَا بَقِيَ ، أَيْ : تَعْرُجُ فِي مُدَّةِ الدُّنْيَا وَبَقَاءِ هَذِهِ الْبِنْيَةَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ أَيْضًا : هُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ . وَقِيلَ : طُولُهُ ذَلِكَ الْعَدَدُ ، وَهَذَا ظَاهِرُ مَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ فِي مَانِعِ الزَّكَاةِ ، فَإِنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=4فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=44وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ : قَدَّرَهُ فِي رَزَايَاهُ وَهَوْلِهِ وَشِدَّتِهِ لِلْكُفَّارِ ذَلِكَ الْعَدَدَ . وَفِي الْحَدِيثِ : " يَخِفُّ عَلَى الْمُؤْمِنِ حَتَّى يَكُونَ أَخَفَّ عَلَيْهِ مِنْ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ " . وَقَالَ
عِكْرِمَةُ : مِقْدَارُ مَا يَنْقَضِي فِيهِ مِنَ الْحِسَابِ قَدْرُ مَا يَقْضِي بِالْعَدْلِ فِي خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا . وَقَالَ
الْحَسَنُ نَحْوَهُ . وَقِيلَ : لَا يُرَادُ حَقِيقَةَ الْعَدَدِ ، إِنَّمَا أُرِيدَ بِهِ طُولُ الْمَوْقِفِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَا فِيهِ مِنَ الشَّدَائِدِ ، وَالْعَرَبُ تَصِفُ أَيَّامَ الشِّدَّةِ بِالطُّولِ ، وَأَيَّامَ الْفَرَحِ بِالْقِصَرِ . قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ أَيَّامَ الْفَرَحِ وَالسُّرُورِ :
وَيَوْمٍ كَظِلِّ الرُّمْحِ قَصَّرَ طُولَهُ دَمُ الزِّقِّ عَنَّا وَاصْطِفَاقُ الْمَزَاهِرِ
وَالظَّاهِرُ أَنَّ قَوْلَهُ : فِي يَوْمٍ مُتَعَلِّقٌ بِـ ( تَعَرُّجِ ) وَقِيلَ : بِـ ( دَافِعٍ ) وَالْجُمْلَةُ مِنْ قَوْلِهِ : ( تَعْرُجُ ) اعْتِرَاضٌ . وَلَمَّا كَانُوا قَدْ سَأَلُوا اسْتِعْجَالَ الْعَذَابِ ، وَكَانَ السُّؤَالُ عَلَى سَبِيلِ الِاسْتِهْزَاءِ وَالتَّكْذِيبِ ، وَكَانُوا قَدْ وُعِدُوا بِهِ ، أَمَرَهُ تَعَالَى بِالصَّبْرِ ، وَمَنْ جَعَلَهُ مِنَ السَّيَلَانِ ، فَالْمَعْنَى : أَنَّهُ أَشْرَفَ عَلَى الْوُقُوعِ ، وَالضَّمِيرُ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=6يَرَوْنَهُ ) عَائِدٌ عَلَى الْعَذَابِ أَوْ عَلَى الْيَوْمِ ، إِذَا أُرِيدَ بِهِ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، وَهَذَا الِاسْتِبْعَادُ هُوَ عَلَى سَبِيلِ الْإِحَالَةِ مِنْهُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=7وَنَرَاهُ قَرِيبًا أَيْ : هَيِّنًا فِي قُدْرَتِنَا ، غَيْرَ بَعِيدٍ عَلَيْنَا وَلَا مُتَعَذِّرٍ ، وَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ ، وَالْبُعْدُ وَالْقُرْبُ فِي الْإِمْكَانِ لَا فِي الْمَسَافَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=8يَوْمَ تَكُونُ : مَنْصُوبٌ بِإِضْمَارِ فِعْلٍ ، أَيْ : يَقَعُ يَوْمَ تَكُونُ ، أَوْ
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=8يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ كَانَ
[ ص: 334 ] كَيْتَ وَكَيْتَ ، أَوْ بِـ ( قَرِيبًا ) أَوْ بَدَلٌ مِنْ ضَمِيرِ " نَرَاهُ " إِذَا كَانَ عَائِدًا عَلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : أَوْ هُوَ بَدَلٌ مِنْ فِي يَوْمٍ فِيمَنْ عَلَّقَهُ بِـ ( وَاقِعٍ ) . انْتَهَى . وَلَا يَجُوزُ هَذَا ; لِأَنَّ فِي يَوْمٍ وَإِنْ كَانَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ لَا يُبْدَلُ مِنْهُ مَنْصُوبٌ ; لِأَنَّ مِثْلَ هَذَا لَيْسَ مِنَ الْمَوَاضِعِ الَّتِي تُرَاعَى فِي التَّوَابِعِ ; لِأَنَّ حَرْفَ الْجَرِّ فِيهَا لَيْسَ بِزَائِدٍ ، وَلَا مَحْكُومٍ لَهُ بِحُكْمِ الزَّائِدِ كَـ ( رُبَّ ) وَإِنَّمَا يَجُوزُ مُرَاعَاةُ الْمَوَاضِعِ فِي حَرْفِ الْجَرِّ الزَّائِدِ كَقَوْلِهِ :
يَا بَنِي لُبَيْنَى لَسْتُمَا بِيَدٍ إِلَّا يَدًا لَيْسَتْ لَهَا عَضُدُ
وَلِذَلِكَ لَا يَجُوزُ : مَرَرْتُ بِزَيْدٍ الْخَيَّاطِ ، عَلَى مُرَاعَاةِ مَوْضِعِ بِزَيْدٍ ، وَلَا مَرَرْتُ بِزَيْدٍ وَعَمْرًا ، وَلَا غَضِبْتُ عَلَى زَيْدٍ وَجَعْفَرًا ، وَلَا مَرَرْتُ بِعَمْرٍو أَخَاكَ عَلَى مُرَاعَاةِ الْمَوْضِعِ . ( فَإِنْ قُلْتَ ) : الْحَرَكَةُ فِي ( يَوْمَ ) تَكُونُ حَرَكَةَ بِنَاءٍ لَا حَرَكَةَ إِعْرَابٍ ، فَهُوَ مَجْرُورٌ مِثْلُ فِي يَوْمٍ ( قُلْتُ ) : لَا يَجُوزُ بِنَاؤُهُ عَلَى مَذْهَبِ الْبَصْرِيِّينَ ; لِأَنَّهُ أُضِيفَ إِلَى مُعْرَبٍ ، لَكِنَّهُ يَجُوزُ عَلَى مَذْهَبِ الْكُوفِيِّينَ ، فَيَتَمَشَّى كَلَامُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيِّ عَلَى مَذْهَبِهِمْ إِنْ كَانَ اسْتَحْضَرَهُ وَقَصَدَهُ .
( كَالْمُهْلِ ) تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَيْهِ فِي سُورَةِ الدُّخَانِ
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=5وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ كَمَا فِي الْقَارِعَةِ ، لَمَّا نُسِفَتْ طَارَتْ فِي الْجَوِّ كَالصُّوفِ الْمَنْفُوشِ إِذَا طَيَّرَتْهُ الرِّيحُ . قَالَ
الْحَسَنُ : تَسِيرُ الْجِبَالُ مَعَ الرِّيَاحِ ، ثُمَّ تَنْهَدُّ ، ثُمَّ تَصِيرُ كَالْعِهْنِ ، ثُمَّ تُنْسَفُ فَتَصِيرُ هَبَاءً . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : وَلَا يَسْأَلُ مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ ، أَيْ : لَا يَسْأَلُهُ نُصْرَةً وَلَا مَنْفَعَةً لِعِلْمِهِ أَنَّهُ لَا يَجِدُ ذَلِكَ عِنْدَهُ . وَقَالَ
قَتَادَةُ : لَا يَسْأَلُهُ عَنْ حَالِهِ لِأَنَّهَا ظَاهِرَةٌ . وَقِيلَ : لَا يَسْأَلُهُ أَنْ يَحْمِلَ عَنْهُ مِنْ أَوْزَارِهِ شَيْئًا لِيَأْسِهِ عَنْ ذَلِكَ . وَقِيلَ : شَفَاعَةً . وَقِيلَ : " حَمِيمًا " مَنْصُوبٌ عَلَى إِسْقَاطِ عَنْ ، أَيْ : عَنْ حَمِيمٍ ، لِشَغْلِهِ بِمَا هُوَ فِيهِ . وَقَرَأَ
أَبُو حَيْوَةَ وَشَيْبَةُ وَأَبُو جَعْفَرٍ nindex.php?page=showalam&ids=13869وَالْبَزِّيُّ بِخِلَافٍ عَنْ ثَلَاثَتِهِمْ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ ، أَيْ : لَا يُسْأَلُ إِحْضَارَهُ ، كُلٌّ مِنَ الْمُؤْمِنِ وَالْكَافِرِ لَهُ سِيمَا يُعْرَفُ بِهَا . وَقِيلَ : عَنْ ذُنُوبِ حَمِيمِهِ لِيُؤْخَذَ بِهَا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=11يُبَصَّرُونَهُمْ ) : اسْتِئْنَافُ كَلَامٍ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : فِي الْمَحْشَرِ يُبَصَّرُ الْحَمِيمُ حَمِيمَهُ ، ثُمَّ يَفِرُّ عَنْهُ لِشُغْلِهِ بِنَفْسِهِ . وَقِيلَ : يُبَصَّرُونَهُمْ فِي النَّارِ . وَقِيلَ : يُبَصَّرُونَهُمْ فَلَا يَحْتَاجُونَ إِلَى السُّؤَالِ وَالطَّلَبِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ " يُبَصَّرُونَهُمْ " صِفَةً ، أَيْ : حَمِيمًا مُبَصَّرِينَ مُصَرِّفِينَ إِيَّاهُمْ . انْتَهَى . وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=10حَمِيمٌ حَمِيمًا : نَكِرَتَانِ فِي سِيَاقِ النَّفْيِ فَيَعُمَّانِ ، وَلِذَلِكَ جُمِعَ الضَّمِيرُ . وَقَرَأَ
قَتَادَةُ : " يُبْصِرُونَهُمْ " مُخَفَّفًا مَعَ كَسْرِ الصَّادِ ، أَيْ : يُبْصِرُ الْمُؤْمِنُ الْكَافِرَ فِي النَّارِ ، قَالَهُ
مُجَاهِدٌ . وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : يُبْصِرُ الْكَافِرُ مَنْ أَضَلَّهُ فِي النَّارِ عِبْرَةً وَانْتِقَامًا وَحُزْنًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=11يَوَدُّ الْمُجْرِمُ أَيِ : الْكَافِرُ ، وَقَدْ يَنْدَرِجُ فِيهِ الْمُؤْمِنُ الْعَاصِي الَّذِي يُعَذَّبُ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : مِنْ عَذَابِ مُضَافًا .
وَأَبُو حَيْوَةَ بِفَتْحِهَا . ( وَصَاحِبَتِهِ ) : زَوْجَتُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=13وَفَصِيلَتِهِ ) : أَقْرِبَاؤُهُ الْأَدْنُونَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=13تُؤْوِيهِ ) : تَضُمُّهُ انْتِمَاءً إِلَيْهَا ، أَوْ لِيَاذًا بِهَا فِي النَّوَائِبِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=14ثُمَّ يُنْجِيهِ : عَطْفٌ عَلَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=11يَفْتَدِي ) أَيْ : يُنْجِيهِ بِالِافْتِدَاءِ ، أَوْ مَنْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُمْ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزُّهْرِيُّ : تُؤْوِيهِ وَتُنْجِيهِ بِضَمِّ الْهَاءَيْنِ . ( كَلَّا ) : رَدْعٌ لِوِدَادَتِهِمُ الِافْتِدَاءَ ، وَتَنْبِيهٌ عَلَى أَنَّهُ لَا يَنْفَعُ . ( إِنَّهَا ) : الضَّمِيرُ لِلْقِصَّةِ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=15لَظَى نَزَّاعَةً : تَفْسِيرٌ لَهَا أَوْ لِلنَّارِ الدَّالِّ عَلَيْهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=11عَذَابِ يَوْمِئِذٍ وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=15لَظَى ) بَدَلٌ مِنَ الضَّمِيرِ ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=16نَزَّاعَةً ) خَبَرُ إِنَّ أَوْ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=15لَظَى ) خَبَرُ إِنَّ أَيْ : هِيَ نَزَّاعَةٌ ، أَوْ بَدَلٌ مِنْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=15لَظَى ) أَوْ خَبَرٌ بَعْدَ خَبَرٍ . كُلُّ هَذَا ذَكَرُوهُ ، وَذَلِكَ عَلَى قِرَاءَةِ الْجُمْهُورِ بِرَفْعِ " نَزَّاعَةٌ " . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ضَمِيرًا مُبْهَمًا تَرْجَمَ عَنْهُ الْخَبَرُ . انْتَهَى . وَلَا أَدْرِي مَا هَذَا الْمُضْمَرُ الَّذِي تَرْجَمَ عَنْهُ الْخَبَرُ ، وَلَيْسَ هَذَا مِنَ الْمَوَاضِعِ الَّتِي يُفَسِّرُ فِيهَا الْمُفْرَدُ الضَّمِيرَ ، وَلَوْلَا أَنَّهُ ذَكَرَ بَعْدَ هَذَا : أَوْ ضَمِيرُ الْقِصَّةِ ، لَحَمَلْتُ كَلَامَهُ عَلَيْهِ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابْنُ أَبِي عَبْلَةَ وَأَبُو حَيْوَةَ ، وَ
الزَّعْفَرَانِيُّ وَابْنُ مِقْسَمٍ وَحَفْصٌ وَالْيَزِيدِيُّ فِي اخْتِيَارِهِ " نَزَّاعَةً " بِالنَّصْبِ ، فَتَعَيَّنَ أَنْ يَكُونَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=15لَظَى ) خَبَرًا لِـ ( إِنَّ ) وَالضَّمِيرُ فِي " إِنَّهَا " عَائِدٌ عَلَى النَّارِ الدَّالِّ عَلَيْهَا ( عَذَابٌ ) وَانْتَصَبَ " نَزَّاعَةً " عَلَى الْحَالِ الْمُؤَكَّدَةِ أَوِ الْمُبَيَّنَةِ ، وَالْعَامِلُ فِيهَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=15لَظَى ) وَإِنْ كَانَ عَامِلًا لِمَا فِيهِ مِنْ مَعْنَى التَّلَظِّي ، كَمَا عَمِلَ الْعَلَمُ فِي الظَّرْفِ فِي قَوْلِهِ :
أَنَا أَبُو الْمِنْهَالِ بَعْضَ الْأَحْيَانِ
أَيْ : الْمَشْهُورُ بَعْضَ
[ ص: 335 ] الْأَحْيَانِ ، أَوْ عَلَى الِاخْتِصَاصِ لِلتَّهْوِيلِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ ، وَكَأَنَّهُ يَعْنِي الْقَطْعَ . فَالنَّصْبُ فِيهَا كَالرَّفْعِ فِيهَا ، إِذَا أَضْمَرْتَ ( هُوَ ) فَتُضْمِرُ هُنَا ، أَعْنِي تَدْعُو ، أَيْ حَقِيقَةً يَخْلُقُ اللَّهُ فِيهَا الْكَلَامَ كَمَا يَخْلُقُهُ فِي الْأَعْضَاءِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَغَيْرُهُ ، تَدْعُوهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَكَمَا خَلَقَهُ فِي الشَّجَرَةِ . انْتَهَى ، فَلَمْ يَتْرُكْ مَذْهَبَ الِاعْتِزَالِ . وَقَالَ
الْخَلِيلُ : مَجَازٌ عَنِ اسْتِدْنَائِهَا مِنْهُمْ وَمَا تُوقِعُهُ بِهِمْ مِنْ عَذَابِهَا . وَقَالَ
ثَعْلَبٌ : يَهْلِكُ ، تَقُولُ الْعَرَبُ : دَعَا اللَّهَ ، أَيْ أَهْلَكَكَ ، وَحَكَاهُ الْخَلِيلُ عَنِ الْعَرَبِ ، قَالَ الشَّاعِرُ :
لَيَالِيَ يَدْعُونِي الْهَوَى فَأُجِيبُهُ وَأَعْيُنُ مَنْ أَهْوَى إِلَيَّ رَوَانِي
( وَقَالَ آخَرُ ) :
تَرَفَّعَ لِلْعِيَانِ وَكُلُّ فَجٍّ طَبَاهُ الرِّعْيُ مِنْهُ وَالْخَلَاءُ
يَصِفُ ظَلِيمًا ، وَطَبَاهُ أَيْ : دَعَاهُ ، وَالْهَوَى وَالرِّعْيُ لَا يُدْعَوَانِ حَقِيقَةً ، وَلَكِنَّهُ لَمَّا كَانَ فِيهِمَا مَا يَجْذِبُ صَارَا دَاعِيَيْنِ مَجَازًا . وَقِيلَ : تَدْعُو ، أَيْ : خَزَنَةُ جَهَنَّمَ ، أُضِيفَ دُعَاؤُهُمْ إِلَيْهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=17مَنْ أَدْبَرَ عَنِ الْحَقِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=17وَتَوَلَّى وَجَمَعَ فَأَوْعَى أَيْ : وَجَمَعَ الْمَالَ ، فَجَعَلَهُ فِي وِعَاءٍ وَكَنَزَهُ وَلَمْ يُؤَدِّ حَقَّ اللَّهِ فِيهِ ، وَهَذِهِ إِشَارَةٌ إِلَى كُفَّارٍ أَغْنِيَاءَ . وَقَالَ الْحَكِيمُ : كَانَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَكِيمٍ لَا يَرْبُطُ كِيسَهُ وَيَقُولُ : سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=18وَجَمَعَ فَأَوْعَى .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=19إِنَّ الْإِنْسَانَ جِنْسٌ ، وَلِذَلِكَ اسْتَثْنَى مِنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=22إِلَّا الْمُصَلِّينَ . وَقِيلَ : الْإِشَارَةُ إِلَى الْكُفَّارِ . وَقَالَ
ثَعْلَبٌ : قَالَ لِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ : مَا الْهَلَعُ ؟ فَقُلْتُ : قَدْ فَسَّرَهُ اللَّهُ تَعَالَى ، وَلَا يَكُونُ تَفْسِيرٌ أَبْيَنَ مِنْ تَفْسِيرِهِ ، وَهُوَ الَّذِي إِذَا نَالَهُ شَرٌّ أَظْهَرَ شِدَّةَ الْجَزَعِ ، وَإِذَا نَالَهُ خَيْرٌ بَخِلَ بِهِ وَمَنَعَهُ النَّاسَ . انْتَهَى .
وَلَمَّا كَانَ شِدَّةُ الْجَزَعِ وَالْمَنْعِ مُتَمَكِّنَةً فِي الْإِنْسَانِ ، جُعِلَ كَأَنَّهُ خُلِقَ مَحْمُولًا عَلَيْهِمَا ، كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=37خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ وَالْخَيْرُ : الْمَالُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=22إِلَّا الْمُصَلِّينَ : اسْتِثْنَاءٌ كَمَا قُلْنَا مِنَ الْإِنْسَانِ ، وَلِذَلِكَ وَصَفَهُمْ بِمَا وَصَفَهُمْ بِهِ مِنَ الصَّبْرِ عَلَى الْمَكَارِهِ ، وَالصِّفَاتِ الْجَمِيلَةِ الَّتِي حَاوَرُوهَا . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : عَلَى صَلَاتِهِمْ بِالْإِفْرَادِ .
وَالْحَسَنُ جَمْعًا . وَدَيْمُومَتُهَا ، قَالَ الْجُمْهُورُ : الْمُوَاظَبَةُ عَلَيْهَا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ : صَلَاتُهَا لِوَقْتِهَا . وَقَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ : يُقِرُّونَ فِيهَا وَلَا يَلْتَفِتُونَ يَمِينًا وَلَا شِمَالًا ، وَمِنْهُ الْمَالُ الدَّائِمُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : دَوَامُهُمْ عَلَيْهَا أَنْ يُوَاظِبُوا عَلَى أَدَائِهَا وَلَا يَشْتَغِلُونَ عَنْهَا بِشَيْءٍ ، وَمُحَافَظَتُهُمْ عَلَيْهَا أَنْ يُرَاعُوا إِسْبَاغَ الْوُضُوءِ لَهَا وَمَوَاقِيتِهَا ، وَيُقِيمُوا أَرْكَانَهَا وَيُكْمِلُوهَا بِسُنَنِهَا وَأَدَائِهَا ، وَيَحْفَظُونَهَا مِنَ الْإِحْبَاطِ بِاقْتِرَانِ الْمَآثِمِ ، وَالدَّوَامِ يَرْجِعُ إِلَى أَنْفُسِ الصَّلَوَاتِ وَالْمُحَافَظَةِ عَلَى أَحْوَالِهَا . انْتَهَى . وَهُوَ جَوَابُهُ لِسُؤَالِهِ : ( فَإِنْ قُلْتَ ) : كَيْفَ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=23عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ثُمَّ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=34عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ . وَأَقُولُ : إِنَّ الدَّيْمُومَةَ عَلَى الشَّيْءِ وَالْمُحَافَظَةِ عَلَيْهِ شَيْءٌ وَاحِدٌ ، لَكِنَّهُ لَمَّا كَانَتِ الصَّلَاةُ هِيَ عَمُودُ الْإِسْلَامِ بُولِغَ فِي التَّوْكِيدِ فِيهَا ، فَذُكِرَتْ أَوَّلَ خِصَالِ الْإِسْلَامِ الْمَذْكُورَةِ فِي هَذِهِ السُّورَةِ وَآخِرَهَا ; لِيُعْلَمَ مَرْتَبَتُهَا فِي الْأَرْكَانِ الَّتِي بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَيْهَا ، وَالصِّفَاتُ الَّتِي بَعْدَ هَذِهِ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهَا ، وَمُعْظَمُهَا فِي سُورَةِ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : " بِشَهَادَتِهِمْ " عَلَى الْإِفْرَادِ . وَ
السُّلَمِيُّ وَأَبُو عَمْرٍو وَحَفْصٌ : عَلَى الْجَمْعِ .