قوله عز وجل :
[ ص: 340 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=15nindex.php?page=treesubj&link=29042ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=16وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=17والله أنبتكم من الأرض نباتا nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=18ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=19والله جعل لكم الأرض بساطا nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=20لتسلكوا منها سبلا فجاجا nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=21قال نوح رب إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=22ومكروا مكرا كبارا nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=23وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=24وقد أضلوا كثيرا ولا تزد الظالمين إلا ضلالا nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=25مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=26وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=27إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=28رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا ) .
لما نبههم
نوح - عليه السلام - على الفكر في أنفسهم ، وكيف انتقلوا من حال إلى حال ، وكانت الأنفس أقرب ما يفكرون فيه منهم ، أرشدهم إلى الفكر في العالم علوه وسفله ، وما أودع تعالى فيه ، أي : في العالم العلوي من هذين النيرين اللذين بهما قوام الوجود . وتقدم شرح ( طباقا ) في سورة الملك ، والضمير في ( فيهن ) عائد على السماوات ، ويقال : القمر في السماء الدنيا ، وصح كون السماوات ظرفا للقمر ; لأنه لا يلزم من الظرف أن يملأه المظروف . تقول : زيد في المدينة ، وهو في جزء منها ، ولم تقيد الشمس بظرف ، فقيل : هي في الرابعة ، وقيل : في الخامسة ، وقيل : في الشتاء في الرابعة ، وفي الصيف في السابعة ، وهذا شيء لا يوقف على معرفته إلا من علم الهيئة . ويذكر أصحاب هذا العلم أنه يقوم عندهم البراهين القاطعة على صحة ما يدعونه ، وأن في معرفة ذلك دلالة واضحة على عظمة الله وقدرته وباهر مصنوعاته . ( سراجا ) يستضيء به أهل الدنيا ، كما يستضيء الناس بالسراج في بيوتهم ، ولم يبلغ القمر مبلغ الشمس في الإضاءة ; ولذلك جاء هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا ، والضياء أقوى من النور . والإنبات استعارة في الإنشاء ، أنشأ
آدم من الأرض وصارت ذريته منه ، فصح نسبتهم كلهم إلى أنهم أنبتوا منها . وانتصاب ( نباتا ) بـ ( أنبتكم ) مصدرا على حذف الزائد ، أي إنباتا ، أو على إضمار فعل ، أي : فنبتم نباتا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : المعنى أنبتكم فنبتم ، أو نصب بـ ( أنبتكم ) لتضمنه معنى نبتم . انتهى . ولا أعقل معنى هذا الوجه الثاني الذي ذكره . (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=18ثم يعيدكم فيها ) أي : يصيركم فيها مقبورين (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=18ويخرجكم إخراجا ) أي : يوم القيامة ، وأكده بالمصدر ، أي : ذلك واقع لا محالة . ( بساطا ) تتقلبون عليها كما يتقلب الرجل على بساطه . وظاهره أن الأرض ليست كروية ، بل هي مبسوطة ( سبلا ) : طرقا ( فجاجا ) : متسعة ، وتقدم الكلام على الفج في سورة
[ ص: 341 ] الحج . ولما أصروا على العصيان وعاملوه بأقبح الأقوال والأفعال (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=21قال نوح رب إنهم عصوني ) : الضمير للجميع ، وكان قد قال لهم : ( وأطيعون ) وكان قد أقام فيهم ما نص الله تعالى عليه (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=14ألف سنة إلا خمسين عاما ) وكانوا قد وسع عليهم في الرزق بحيث كانوا يزرعون في الشهر مرتين . ( واتبعوا ) أي : عامتهم وسفلتهم ، إذ لا يصح عوده على الجميع في عبادة الأصنام . (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=21من لم يزده ) أي : رؤساؤهم وكبراؤهم ، وهم الذين كان ما تأثلوه من المال وما تكثروا به من الولد سببا في خسارتهم في الآخرة ; وكان سبب هلاكهم في الدنيا . وقرأ
ابن الزبير والحسن والنخعي nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج ،
ومجاهد والأخوان
وابن كثير وأبو عمرو ونافع ، في رواية
خارجة : ( وولده ) بضم الواو وسكون اللام .
والسلمي والحسن أيضا ،
وأبو رجاء وابن وثاب وأبو جعفر ،
وشيبة ونافع وعاصم وابن عامر : بفتحهما ، وهما لغتان ، كـ ( بخل وبخل ) .
والحسن أيضا
والجحدري وقتادة وزر ،
وطلحة وابن أبي إسحاق وأبو عمرو ، في رواية : كسر الواو وسكون اللام . وقال
أبو حاتم : يمكن أن يكون الولد بالضم جمع الولد ، كخشب وخشب ، وقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=144حسان بن ثابت :
يا بكر آمنة المبارك بكرها من ولد محصنة بسعد الأسعد
( ومكروا ) : يظهر أنه معطوف على صلة ( من ) ، وجمع الضمير في ( ومكروا ) ( وقالوا ) على المعنى . ومكرهم : احتيالهم في الدين وتحريش الناس على
نوح - عليه السلام . وقرأ الجمهور : ( كبارا ) بتشديد الباء ، وهو بناء فيه مبالغة كثير . قال
عيسى بن عمر : هي لغة يمانية ، وعليها قول الشاعر :
والمرء يلحقه بفتيان الندى خلق الكريم وليس بالوضاء
( وقول الآخر ) :
بيضاء تصطاد القلوب وتستبي بالحسن قلب المسلم القراء
ويقال : حسان وطوال وجمال . وقرأ
عيسى وابن محيصن وأبو السمال : بخف الباء ، وهو بناء مبالغة . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي وابن محيصن ، فيما روى عنه
أبو الأخيرط وهب بن واضح : ( كبارا ) ، بكسر الكاف وفتح الباء . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري : هو جمع كبير ، كأنه جعل مكرا مكان ذنوب أو أفاعيل . انتهى ، يعني فلذلك وصفه بالجمع . ( وقالوا ) أي : كبراؤهم لأتباعهم ، أو قالوا ، أي : جميعهم بعضهم لبعض (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=23لا تذرن ) : لا تتركن ( آلهتكم ) أي : أصنامكم ، وهو عام في جميع أصنامهم ، ثم خصوا بعد أكابر أصنامهم ، وهو ود وما عطف عليه . وروي أنها أسماء رجال صالحين كانوا في صدر الزمان . قال
nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة بن الزبير : كانوا بني
آدم ، وكان ود أكبرهم وأبرهم به . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب ومحمد بن قيس : كانوا بني
آدم و
نوح - عليهما السلام - ماتوا فصورت أشكالهم لتذكر أفعالهم الصالحة ، ثم هلك من صورهم وخلف من يعظمها ، ثم كذلك حتى عبدت . قيل : ثم انتقلت تلك الأصنام بأعيانها . وقيل : بل الأسماء فقط إلى قبائل من العرب . فكان ود
لكلب بدومة الجندل ، وسواع
لهذيل ، وقيل :
لهمدان ، ويغوث
لمراد ، وقيل :
لمذحج ، ويعوق
لهمدان ، وقيل :
لمراد ، ونسر
لحمير ، وقيل :
لذي الكلاع من
حمير . ولذلك سمت العرب بعبد ود وعبد يغوث . وما وقع من هذا الخلاف في سواع ويغوث ويعوق يمكن أن يكون لكل واحد منهما صنم يسمى بهذا الاسم ، إذ يبعد بقاء أعيان تلك الأصنام ، فإنما بقيت الأسماء فسموا أصنامهم بها . قال
nindex.php?page=showalam&ids=12081أبو عثمان النهدي : رأيت يغوث ، وكان من رصاص ، يحمل على جمل أجرد يسيرون معه لا يهيجونه حتى يكون هو الذي يبرك ، فإذا برك نزلوا وقالوا : قد رضي لكم المنزل ، فينزلون حوله ويضربون له بناء . انتهى . وقال
الثعلبي : كان يغوث
لكهلان من
سبأ ، يتوارثونه حتى صار في
همدان ، وفيه يقول
مالك بن نمط الهمداني :
[ ص: 342 ] يريش الله في الدنيا ويبري ولا يبري يغوث ولا يريش
وقال
الماوردي : ود اسم صنم معبود . سمي ودا لودهم له . انتهى . وقيل : كان ود على صورة رجل ، وسواع على صورة امرأة ، ويغوث على صورة أسد ، ويعوق على صورة فرس ، ونسر على صورة نسر ، وهذا مناف لما تقدم من أنهم صوروا صور ناس صالحين . وقرأ
نافع وأبو جعفر وشيبة ، بخلاف عنهم : ودا ، بضم الواو .
والحسن nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش وطلحة وباقي السبعة بفتحها ، قال الشاعر :
حياك ود فإنا لا يحل لنا لهو النساء وأن الدين قد عزما
( وقال آخر ) :
فحياك ود من هواك لقيته وخوص بأعلى ذي طوالة هجد
قيل : أراد ذلك الصنم . وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=23ولا يغوث ويعوق ) بغير تنوين ، فإن كانا عربيين ، فمنع الصرف للعلمية ووزن الفعل ، وإن كانا عجميين ، فللعجمة والعلمية . وقرأ
الأشهب : ولا ( يغوثا ويعوقا ) بتنوينهما . قال صاحب اللوامح : جعلهما فعولا ، فلذلك صرفهما . فأما في العامة فإنهما صفتان من الغوث والعوق بفعل منهما ، وهما معرفتان ، فلذلك منع الصرف لاجتماع الفعلين اللذين هما تعريف ومشابهة الفعل المستقبل . انتهى ، وهذا تخبيط . أما أولا ، فلا يمكن أن يكونا فعولا ; لأن مادة يغث مفقودة وكذلك يعق . وأما ثانيا ، فليسا بصفتين من الغوث والعوق ; لأن يفعلا لم يجئ اسما ولا صفة ، وإنما امتنعا من الصرف لما ذكرناه . وقال
ابن عطية : وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش : ( ولا يغوثا ويعوقا ) بالصرف ، وذلك وهم ; لأن التعريف لازم ووزن الفعل . انتهى . وليس ذلك بوهم ، ولم ينفرد
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش بذلك ، بل قد وافقه
الأشهب العقيلي على ذلك ، وتخريجه على أحد الوجهين ، أحدهما : أنه جاء على لغة من يصرف جميع ما لا ينصرف عند عامة العرب ، وذلك لغة وقد حكاها
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي وغيره . والثاني : أنه صرف لمناسبة ما قبله وما بعده من المنون ، إذ قبله (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=23ودا ولا سواعا ) وبعده ( ونسرا ) كما قالوا في صرف ( سلاسلا ) و ( قواريرا قواريرا ) لمن صرف ذلك للمناسبة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : وهذه قراءة مشكلة ; لأنهما إن كانا عربيين أو أعجميين ففيهما منع الصرف ، ولعله قصد الازدواج فصرفهما لمصادفته أخواتهما منصرفات ( ودا وسواعا ونسرا ) كما قرئ : ( وضحاها ) بالإمالة لوقوعه مع الممالات للازدواج . انتهى . وكان
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري لم يدر أن ثم لغة لبعض العرب تصرف كل ما لا ينصرف عند عامتهم ، فلذلك استشكلها .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=24وقد أضلوا ) أي : الرؤساء المتبوعون ( كثيرا ) : من أتباعهم وعامتهم ، وهذا إخبار من
نوح - عليه السلام - عنهم بما جرى على أيديهم من الضلال . وقال
الحسن : (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=24وقد أضلوا ) أي : الأصنام ، عاد الضمير عليها كما يعود على العقلاء ، كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=36رب إنهن أضللن كثيرا من الناس ) ويحسنه عوده على أقرب مذكور ، ولكن عوده على الرؤساء أظهر ، إذ هم المحدث عنهم ، والمعنى فيهم أمكن . ولما أخبر أنهم قد ضلوا كثيرا ، دعا عليهم بالضلال ، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=24ولا تزد ) : وهي معطوفة على (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=24وقد أضلوا ) إذ تقديره : وقال وقد أضلوا كثيرا ، فهي معمولة لـ ( قال ) المضمرة المحكي بها قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=24وقد أضلوا ) ولا يشترط التناسب في عطف الجمل ، بل قد يعطف ، جملة الإنشاء على جملة الخبر ، والعكس ، خلافا لمن يدعي التناسب . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري ما ملخصه : عطف ( ولا تزد ) على (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=21رب إنهم عصوني ) أي : قال هذين القولين . (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=24إلا ضلالا ) قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ( فإن قلت ) : كيف جاز أن يريد لهم الضلال ويدعو
[ ص: 343 ] الله بزيادته ؟ ( قلت ) : المراد بالضلال أن يخذلوا ويمنعوا الألطاف ; لتصميمهم على الكفر ووقوع اليأس من إيمانهم ، وذلك حسن جميل يجوز الدعاء به ، بل لا يحسن الدعاء بخلافه . انتهى ، وذلك على مذهب الاعتزال . قال : ويجوز أن يراد بالضلال الضياع والهلاك ، كما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=28ولا تزد الظالمين إلا تبارا ) . وقال
ابن بحر : (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=24إلا ضلالا ) : إلا عذابا ، قال كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=47إن المجرمين في ضلال وسعر ) . وقيل : إلا خسرانا . وقيل : إلا ضلالا في أمر دنياهم وترويج مكرهم وحيلهم .
وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=25مما خطيئاتهم ) جمعا بالألف والتاء مهموزا .
وأبو رجاء كذلك ، إلا أنه أبدل الهمزة ياء وأدغم فيها ياء المد . و
الجحدري وعبيد ، عن
أبي عمرو : على الإفراد مهموزا .
والحسن وعيسى nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج : بخلاف عنهم .
وأبو عمرو : خطاياهم جمع تكسير ، وهذا إخبار من الله تعالى للرسول - عليه الصلاة والسلام - بأن دعوة
نوح - عليه السلام - قد أجيبت . وما زائدة للتوكيد . و ( من ) قال
ابن عطية : لابتداء الغاية ، ولا يظهر إلا أنها للسبب . وقرأ
عبد الله : من خطيئاتهم ما أغرقوا ، بزيادة ( ما ) بين أغرقوا وخطيئاتهم . وقرأ الجمهور : ( أغرقوا ) بالهمزة .
nindex.php?page=showalam&ids=15948وزيد بن علي : غرقوا بالتشديد وكلاهما للنقل ، وخطيئاتهم الشرك وما انجر معه من الكبائر (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=25فأدخلوا نارا ) أي : جهنم ، وعبر عن المستقبل بالماضي لتحققه ، وعطف بالفاء على إرادة الحكم ، أو عبر بالدخول عن عرضهم على النار غدوا وعشيا ، كما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=46النار يعرضون عليها ) . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : أو أريد عذاب القبر . انتهى . وقال
الضحاك : كانوا يغرقون من جانب ويحرقون بالنار من جانب .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=25فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا ) تعريض بانتفاء قدرة آلهتهم عن نصرهم ، ودعاء
نوح - عليه السلام - بعد أن أوحي إليه أنه (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=36لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن ) قاله
قتادة . وعنه أيضا : ما دعا عليهم إلا بعد أن أخرج الله كل مؤمن من الأصلاب ، وأعقم أرحام نسائهم ، وهذا لا يظهر لأنه قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=27إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ) الآية ، فقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=27ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا ) يدل على أنه لم يعقم أرحام نسائهم ، وقاله أيضا
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب والربيع ،
وابن زيد ، ولا يظهر كما قلنا ، وقد كان قبل ذلك طامعا في إيمانهم عاطفا عليهم . وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374967 " أنه ربما ضربه ناس منهم أحيانا حتى يغشى عليه ، فإذا أفاق قال : اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون " . ( وديارا ) : من ألفاظ العموم التي تستعمل في النفي وما أشبهه ، ووزنه فيعال ، أصله ديوار ، اجتمعت الياء والواو وسبقت إحداهما بالسكون فأدغمت ، ويقال : منه دوار ووزنه فعال ، وكلاهما من الدوران ، كما قالوا : قيام وقوام ، والمعنى معنى أحد . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : من سكن دارا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : وهو فيعال من الدور أو من الدار . انتهى . والدار أيضا من الدور ، وألفها منقلبة عن واو . (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=27ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا ) : وصفهم وهم حالة الولادة بما يصيرون إليه من الفجور والكفر . ولما دعا على الكفار ، استغفر للمؤمنين ، فبدأ بنفسه ثم بمن وجب بره عليه ، ثم للمؤمنين ، فكأن هو ووالداه اندرجوا في المؤمنين والمؤمنات . وقرأ الجمهور : ( ولوالدي ) ، والظاهر أنهما أبوه
لمك بن متوشلخ وأمه
شمخاء بنت أنوش . وقيل : هما
آدم وحواء . وقرأ
ابن جبير والجحدري : ( ولوالدي ) بكسر الدال ، فإما أن يكون خص أباه الأقرب ، أو أراد جميع من ولدوه إلى
آدم عليه السلام . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : لم يكفر لـ
نوح عليه السلام أب ما بينه وبين
آدم عليه السلام . وقرأ
الحسين بن علي nindex.php?page=showalam&ids=17344ويحيى بن يعمر والنخعي nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري ،
nindex.php?page=showalam&ids=15948وزيد بن علي : ( ولولداي ) تثنية ولد ، يعني
ساما وحاما . (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=28ولمن دخل بيتي ) قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس والجمهور : مسجدي . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا : شريعتي ، استعار لها بيتا ، كما قالوا : قبة الإسلام وفسطاطه . وقيل : سفينته . وقيل : داره . (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=28وللمؤمنين والمؤمنات ) دعا لكل مؤمن ومؤمنة في كل أمة . والتبار : الهلاك .
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ :
[ ص: 340 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=15nindex.php?page=treesubj&link=29042أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=16وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=17وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=18ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=19وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=20لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=21قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=22وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=23وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=24وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=25مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=26وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=27إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=28رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا ) .
لَمَّا نَبَّهَهُمْ
نُوحٌ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - عَلَى الْفِكْرِ فِي أَنْفُسِهِمْ ، وَكَيْفَ انْتَقَلُوا مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ ، وَكَانَتِ الْأَنْفُسُ أَقْرَبَ مَا يُفَكِّرُونَ فِيهِ مِنْهُمْ ، أَرْشَدَهُمْ إِلَى الْفِكْرِ فِي الْعَالَمِ عُلْوِهِ وَسُفْلِهِ ، وَمَا أَوْدَعَ تَعَالَى فِيهِ ، أَيْ : فِي الْعَالَمِ الْعُلْوِيِّ مِنْ هَذَيْنِ النَّيِّرَيْنِ اللَّذَيْنِ بِهِمَا قِوَامُ الْوُجُودِ . وَتَقَدَّمَ شَرْحُ ( طِبَاقًا ) فِي سُورَةِ الْمُلْكِ ، وَالضَّمِيرُ فِي ( فِيهِنَّ ) عَائِدٌ عَلَى السَّمَاوَاتِ ، وَيُقَالُ : الْقَمَرُ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، وَصَحَّ كَوْنُ السَّمَاوَاتِ ظَرْفًا لِلْقَمَرِ ; لِأَنَّهُ لَا يَلْزَمُ مِنَ الظَّرْفِ أَنْ يَمْلَأَهُ الْمَظْرُوفُ . تَقُولُ : زَيْدٌ فِي الْمَدِينَةِ ، وَهُوَ فِي جُزْءٍ مِنْهَا ، وَلَمْ تُقَيَّدِ الشَّمْسُ بِظَرْفٍ ، فَقِيلَ : هِيَ فِي الرَّابِعَةِ ، وَقِيلَ : فِي الْخَامِسَةِ ، وَقِيلَ : فِي الشِّتَاءِ فِي الرَّابِعَةِ ، وَفِي الصَّيْفِ فِي السَّابِعَةِ ، وَهَذَا شَيْءٌ لَا يُوقَفُ عَلَى مَعْرِفَتِهِ إِلَّا مِنْ عِلْمِ الْهَيْئَةِ . وَيَذْكُرُ أَصْحَابُ هَذَا الْعِلْمِ أَنَّهُ يَقُومُ عِنْدَهُمُ الْبَرَاهِينُ الْقَاطِعَةُ عَلَى صِحَّةِ مَا يَدَّعُونَهُ ، وَأَنَّ فِي مَعْرِفَةِ ذَلِكَ دَلَالَةً وَاضِحَةً عَلَى عَظَمَةِ اللَّهِ وَقُدْرَتِهِ وَبَاهِرِ مَصْنُوعَاتِهِ . ( سِرَاجًا ) يَسْتَضِيءُ بِهِ أَهْلُ الدُّنْيَا ، كَمَا يَسْتَضِيءُ النَّاسُ بِالسِّرَاجِ فِي بُيُوتِهِمْ ، وَلَمْ يَبْلُغِ الْقَمَرُ مَبْلَغَ الشَّمْسِ فِي الْإِضَاءَةِ ; وَلِذَلِكَ جَاءَ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا ، وَالضِّيَاءُ أَقْوَى مِنَ النُّورِ . وَالْإِنْبَاتُ اسْتِعَارَةٌ فِي الْإِنْشَاءِ ، أَنْشَأَ
آدَمَ مِنَ الْأَرْضِ وَصَارَتْ ذُرِّيَّتُهُ مِنْهُ ، فَصَحَّ نِسْبَتُهُمْ كُلُّهُمْ إِلَى أَنَّهُمْ أُنْبِتُوا مِنْهَا . وَانْتِصَابُ ( نَبَاتًا ) بِـ ( أَنْبَتَكُمْ ) مَصْدَرًا عَلَى حَذْفِ الزَّائِدِ ، أَيْ إِنْبَاتًا ، أَوْ عَلَى إِضْمَارِ فِعْلٍ ، أَيْ : فَنَبَتُمْ نَبَاتًا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : الْمَعْنَى أَنْبَتَكُمْ فَنَبَتُمْ ، أَوْ نُصِبَ بِـ ( أَنْبَتَكُمْ ) لِتَضَمُّنِهِ مَعْنَى نَبَتُمْ . انْتَهَى . وَلَا أَعْقِلُ مَعْنَى هَذَا الْوَجْهِ الثَّانِي الَّذِي ذَكَرَهُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=18ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا ) أَيْ : يُصَيِّرُكُمْ فِيهَا مَقْبُورِينَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=18وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا ) أَيْ : يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَأَكَّدَهُ بِالْمَصْدَرِ ، أَيْ : ذَلِكَ وَاقِعٌ لَا مَحَالَةَ . ( بِسَاطًا ) تَتَقَلَّبُونَ عَلَيْهَا كَمَا يَتَقَلَّبُ الرَّجُلُ عَلَى بِسَاطِهِ . وَظَاهِرُهُ أَنَّ الْأَرْضَ لَيْسَتْ كُرَوِيَّةً ، بَلْ هِيَ مَبْسُوطَةٌ ( سُبُلًا ) : طُرُقًا ( فِجَاجًا ) : مُتَّسِعَةً ، وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى الْفَجِّ فِي سُورَةِ
[ ص: 341 ] الْحَجِّ . وَلَمَّا أَصَرُّوا عَلَى الْعِصْيَانِ وَعَامَلُوهُ بِأَقْبَحِ الْأَقْوَالِ وَالْأَفْعَالِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=21قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي ) : الضَّمِيرُ لِلْجَمِيعِ ، وَكَانَ قَدْ قَالَ لَهُمْ : ( وَأَطِيعُونِ ) وَكَانَ قَدْ أَقَامَ فِيهِمْ مَا نَصَّ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=14أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا ) وَكَانُوا قَدْ وَسَّعَ عَلَيْهِمْ فِي الرِّزْقِ بِحَيْثُ كَانُوا يَزْرَعُونَ فِي الشَّهْرِ مَرَّتَيْنِ . ( وَاتَّبَعُوا ) أَيْ : عَامَّتُهُمْ وَسَفَلَتُهُمْ ، إِذْ لَا يَصِحُّ عَوْدُهُ عَلَى الْجَمِيعِ فِي عِبَادَةِ الْأَصْنَامِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=21مَنْ لَمْ يَزِدْهُ ) أَيْ : رُؤَسَاؤُهُمْ وَكُبَرَاؤُهُمْ ، وَهُمُ الَّذِينَ كَانَ مَا تَأَثَّلُوهُ مِنَ الْمَالِ وَمَا تَكَثَّرُوا بِهِ مِنَ الْوَلَدِ سَبَبًا فِي خَسَارَتِهِمْ فِي الْآخِرَةِ ; وَكَانَ سَبَبُ هَلَاكِهِمْ فِي الدُّنْيَا . وَقَرَأَ
ابْنُ الزُّبَيْرِ وَالْحَسَنُ وَالنَّخَعِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=13723وَالْأَعْرَجُ ،
وَمُجَاهِدٌ وَالْأَخَوَانِ
وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَنَافِعٌ ، فِي رِوَايَةِ
خَارِجَةَ : ( وَوَلْدُهُ ) بِضَمِّ الْوَاوِ وَسُكُونِ اللَّامِ .
وَالسُّلَمِيُّ وَالْحَسَنُ أَيْضًا ،
وَأَبُو رَجَاءٍ وَابْنُ وَثَّابٍ وَأَبُو جَعْفَرٍ ،
وَشَيْبَةُ وَنَافِعٌ وَعَاصِمٌ وَابْنُ عَامِرٍ : بِفَتْحِهِمَا ، وَهُمَا لُغَتَانِ ، كـَ ( بُخْلٍ وَبُخُلٍ ) .
وَالْحَسَنُ أَيْضًا
وَالْجَحْدَرِيُّ وَقَتَادَةُ وَزِرٌّ ،
وَطَلْحَةُ وَابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ وَأَبُو عَمْرٍو ، فِي رِوَايَةٍ : كَسْرُ الْوَاوِ وَسُكُونُ اللَّامِ . وَقَالَ
أَبُو حَاتِمٍ : يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ الْوُلُدُ بِالضَّمِّ جَمْعُ الْوَلَدِ ، كَخَشَبٍ وَخُشُبٍ ، وَقَدْ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=144حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ :
يَا بَكْرَ آمِنَةَ الْمُبَارَكَ بِكْرُهَا مِنْ وَلَدِ مُحْصَنَةٍ بِسَعْدِ الْأَسْعَدِ
( وَمَكَرُوا ) : يَظْهَرُ أَنَّهُ مَعْطُوفٌ عَلَى صِلَةِ ( مَنْ ) ، وَجُمِعَ الضَّمِيرُ فِي ( وَمَكَرُوا ) ( وَقَالُوا ) عَلَى الْمَعْنَى . وَمَكْرُهُمْ : احْتِيَالُهُمْ فِي الدِّينِ وَتَحْرِيشُ النَّاسِ عَلَى
نُوحٍ - عَلَيْهِ السَّلَامُ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( كُبَّارًا ) بِتَشْدِيدِ الْبَاءِ ، وَهُوَ بِنَاءٌ فِيهِ مُبَالَغَةٌ كَثِيرٌ . قَالَ
عِيسَى بْنُ عُمَرَ : هِيَ لُغَةٌ يَمَانِيَّةٌ ، وَعَلَيْهَا قَوْلُ الشَّاعِرِ :
وَالْمَرْءُ يُلْحِقُهُ بِفِتْيَانِ النَّدَى خُلُقُ الْكَرِيمِ وَلَيْسَ بِالْوُضَّاءِ
( وَقَوْلُ الْآخَرِ ) :
بَيْضَاءُ تَصْطَادُ الْقُلُوبَ وَتَسْتَبِي بِالْحُسْنِ قَلْبَ الْمُسْلِمِ الْقُرَّاءِ
وَيُقَالُ : حُسَّانٌ وَطُوَّالٌ وَجُمَّالٌ . وَقَرَأَ
عِيسَى وَابْنُ مُحَيْصِنٍ وَأَبُو السَّمَّالِ : بِخَفِّ الْبَاءِ ، وَهُوَ بِنَاءُ مُبَالِغَةٍ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ وَابْنُ مُحَيْصِنٍ ، فِيمَا رَوَى عَنْهُ
أَبُو الْأُخَيْرِطِ وَهْبُ بْنُ وَاضِحٍ : ( كِبَّارًا ) ، بِكَسْرِ الْكَافِ وَفَتْحِ الْبَاءِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ : هُوَ جَمْعٌ كَبِيرٌ ، كَأَنَّهُ جَعَلَ مَكْرًا مَكَانَ ذُنُوبٍ أَوْ أَفَاعِيلَ . انْتَهَى ، يَعْنِي فَلِذَلِكَ وَصَفَهُ بِالْجَمْعِ . ( وَقَالُوا ) أَيْ : كُبَرَاؤُهُمْ لِأَتْبَاعِهِمْ ، أَوْ قَالُوا ، أَيْ : جَمِيعُهُمْ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=23لَا تَذَرُنَّ ) : لَا تَتْرُكُنَّ ( آلِهَتَكُمْ ) أَيْ : أَصْنَامَكُمْ ، وَهُوَ عَامٌّ فِي جَمِيعِ أَصْنَامِهِمْ ، ثُمَّ خُصُّوا بَعْدَ أَكَابِرِ أَصْنَامِهِمْ ، وَهُوَ وَدٌّ وَمَا عُطِفَ عَلَيْهِ . وَرُوِيَ أَنَّهَا أَسْمَاءُ رِجَالٍ صَالِحِينَ كَانُوا فِي صَدْرِ الزَّمَانِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16561عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ : كَانُوا بَنِي
آدَمَ ، وَكَانَ وَدٌّ أَكْبَرَهُمْ وَأَبَرَّهُمْ بِهِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14980مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ : كَانُوا بَنِي
آدَمَ وَ
نُوحٍ - عَلَيْهِمَا السَّلَامُ - مَاتُوا فَصُوِّرَتْ أَشْكَالُهُمْ لِتُذَكِّرَ أَفْعَالَهُمُ الصَّالِحَةَ ، ثُمَّ هَلَكَ مَنْ صَوَّرَهُمْ وَخَلَفَ مَنْ يُعَظِّمُهَا ، ثُمَّ كَذَلِكَ حَتَّى عُبِدَتْ . قِيلَ : ثُمَّ انْتَقَلَتْ تِلْكَ الْأَصْنَامُ بِأَعْيَانِهَا . وَقِيلَ : بَلِ الْأَسْمَاءُ فَقَطْ إِلَى قَبَائِلَ مِنَ الْعَرَبِ . فَكَانَ وَدٌّ
لِكَلْبٍ بِدُومَةِ الْجَنْدَلِ ، وَسُوَاعٌ
لِهُذَيْلٍ ، وَقِيلَ :
لِهَمْدَانَ ، وَيَغُوثُ
لِمُرَادٍ ، وَقِيلَ :
لِمَذْحِجٍ ، وَيَعُوقُ
لِهَمْدَانَ ، وَقِيلَ :
لِمُرَادٍ ، وَنَسْرٌ
لِحِمْيَرَ ، وَقِيلَ :
لِذِي الْكُلَاعِ مِنْ
حِمْيَرَ . وَلِذَلِكَ سَمَّتِ الْعَرَبُ بِعَبْدِ وَدٍّ وَعَبْدِ يَغُوثَ . وَمَا وَقَعَ مِنْ هَذَا الْخِلَافِ فِي سُوَاعٍ وَيَغُوثَ وَيَعُوقَ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَنَمٌ يُسَمَّى بِهَذَا الِاسْمِ ، إِذْ يَبْعُدُ بَقَاءُ أَعْيَانِ تِلْكَ الْأَصْنَامِ ، فَإِنَّمَا بَقِيَتِ الْأَسْمَاءُ فَسَمُّوا أَصْنَامَهُمْ بِهَا . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12081أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ : رَأَيْتُ يَغُوثَ ، وَكَانَ مِنْ رَصَاصٍ ، يُحْملُ عَلَى جَمَلٍ أَجْرَدٍ يَسِيرُونَ مَعَهُ لَا يُهَيِّجُونَهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الَّذِي يَبْرُكُ ، فَإِذَا بَرَكَ نَزَلُوا وَقَالُوا : قَدْ رَضِيَ لَكُمُ الْمُنْزِلَ ، فَيَنْزِلُونَ حَوْلَهُ وَيَضْرِبُونَ لَهُ بِنَاءً . انْتَهَى . وَقَالَ
الثَّعْلَبِيُّ : كَانَ يَغُوثُ
لَكَهْلَانَ مِنْ
سَبَأٍ ، يَتَوَارَثُونَهُ حَتَّى صَارَ فِي
هَمْدَانَ ، وَفِيهِ يَقُولُ
مَالِكُ بْنُ نَمَطٍ الْهَمْدَانِيُّ :
[ ص: 342 ] يَرِيشُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَيَبْرِي وَلَا يَبْرِي يَغُوثُ وَلَا يَرِيشُ
وَقَالَ
الْمَاوَرْدِيُّ : وَدٌّ اسْمُ صَنَمٍ مَعْبُودٍ . سُمِّيَ وَدًّا لِوِدِّهِمْ لَهُ . انْتَهَى . وَقِيلَ : كَانَ وَدٌّ عَلَى صُورَةِ رَجُلٍ ، وَسُوَاعٌ عَلَى صُورَةِ امْرَأَةٍ ، وَيَغُوثُ عَلَى صُورَةِ أَسَدٍ ، وَيَعُوقُ عَلَى صُورَةِ فَرَسٍ ، وَنَسْرٌ عَلَى صُورَةِ نَسْرٍ ، وَهَذَا مُنَافٍ لِمَا تَقَدَّمَ مِنْ أَنَّهُمْ صَوَّرُوا صُوَرَ نَاسٍ صَالِحِينَ . وَقَرَأَ
نَافِعٌ وَأَبُو جَعْفَرٍ وَشَيْبَةُ ، بِخِلَافٍ عَنْهُمْ : وُدًّا ، بِضَمِّ الْوَاوِ .
وَالْحَسَنُ nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ وَطَلْحَةُ وَبَاقِي السَّبْعَةِ بِفَتْحِهَا ، قَالَ الشَّاعِرُ :
حَيَّاكَ وَدٌّ فَإِنَّا لَا يَحِلُّ لَنَا لَهْوُ النِّسَاءِ وَأَنَّ الدِّينَ قَدْ عَزَمَا
( وَقَالَ آخَرُ ) :
فَحَيَّاكِ وَدٌّ مِنْ هَواكِ لَقِيتُهُ وَخوصٌ بِأَعْلَى ذِي طُوالَةَ هُجَّدِ
قِيلَ : أَرَادَ ذَلِكَ الصَّنَمَ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=23وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ ) بِغَيْرِ تَنْوِينٍ ، فَإِنْ كَانَا عَرَبِيَّيْنِ ، فَمَنْعُ الصَّرْفِ لِلْعَلَمِيَّةِ وَوَزْنِ الْفِعْلِ ، وَإِنْ كَانَا عَجَمِيَّيْنِ ، فَلِلْعُجْمَةِ وَالْعَلَمِيَّةِ . وَقَرَأَ
الْأَشْهَبُ : وَلَا ( يَغُوثًا وَيَعُوقًا ) بِتَنْوِينِهِمَا . قَالَ صَاحِبُ اللَّوَامِحِ : جَعَلَهُمَا فَعُولًا ، فَلِذَلِكَ صَرَفَهُمَا . فَأَمَّا فِي الْعَامَّةِ فَإِنَّهُمَا صِفَتَانِ مِنَ الْغَوْثِ وَالْعَوْقِ بِفِعْلٍ مِنْهُمَا ، وَهُمَا مَعْرِفَتَانِ ، فَلِذَلِكَ مُنِعَ الصَّرْفُ لِاجْتِمَاعِ الْفِعْلَيْنِ اللَّذَيْنِ هُمَا تَعْرِيفٌ وَمُشَابَهَةُ الْفِعْلِ الْمُسْتَقْبَلِ . انْتَهَى ، وَهَذَا تَخْبِيطٌ . أَمَّا أَوَّلًا ، فَلَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَا فَعُولًا ; لِأَنَّ مَادَّةَ يَغُثُّ مَفْقُودَةٌ وَكَذَلِكَ يَعُقُّ . وَأَمَّا ثَانِيًا ، فَلَيْسَا بِصِفَتَيْنِ مِنَ الْغَوْثِ وَالْعَوْقِ ; لِأَنَّ يَفْعَلَا لَمْ يَجِئِ اسْمًا وَلَا صِفَةً ، وَإِنَّمَا امْتَنَعَا مِنَ الصَّرْفِ لِمَا ذَكَرْنَاهُ . وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ : ( وَلَا يَغُوثًا وَيَعُوقًا ) بِالصَّرْفِ ، وَذَلِكَ وَهْمٌ ; لِأَنَّ التَّعْرِيفَ لَازِمٌ وَوَزْنُ الْفِعْلِ . انْتَهَى . وَلَيْسَ ذَلِكَ بِوَهْمٍ ، وَلَمْ يَنْفَرِدِ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ بِذَلِكَ ، بَلْ قَدْ وَافَقَهُ
الْأَشْهَبُ الْعُقَيْلِيُّ عَلَى ذَلِكَ ، وَتَخْرِيجُهُ عَلَى أَحَدِ الْوَجْهَيْنِ ، أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ جَاءَ عَلَى لُغَةِ مَنْ يَصْرِفُ جَمِيعَ مَا لَا يَنْصَرِفُ عِنْدَ عَامَّةِ الْعَرَبِ ، وَذَلِكَ لُغَةٌ وَقَدْ حَكَاهَا
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ وَغَيْرُهُ . وَالثَّانِي : أَنَّهُ صُرِفَ لِمُنَاسَبَةِ مَا قَبْلَهُ وَمَا بَعْدَهُ مِنَ الْمُنَوَّنِ ، إِذْ قَبْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=23وَدًّا وَلَا سُوَاعًا ) وَبَعْدَهُ ( وَنَسْرًا ) كَمَا قَالُوا فِي صَرْفِ ( سَلَاسَلًا ) وَ ( قَوَارِيرًا قَوَارِيرًا ) لِمَنْ صَرَفَ ذَلِكَ لِلْمُنَاسَبَةِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَهَذِهِ قِرَاءَةٌ مُشْكَلَةٌ ; لِأَنَّهُمَا إِنْ كَانَا عَرَبِيَّيْنِ أَوْ أَعْجَمِيَّيْنِ فَفِيهِمَا مَنْعُ الصَّرْفِ ، وَلَعَلَّهُ قَصَدَ الِازْدِوَاجَ فَصَرَفَهُمَا لِمُصَادَفَتِهِ أَخَوَاتِهِمَا مُنْصَرِفَاتٍ ( وَدًّا وَسُوَاعًا وَنَسْرًا ) كَمَا قُرِئَ : ( وَضُحَاهَا ) بِالْإِمَالَةِ لِوُقُوعِهِ مَعَ الْمُمَالَاتِ لِلِازْدِوَاجِ . انْتَهَى . وَكَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ لَمْ يَدْرِ أَنَّ ثَمَّ لُغَةٌ لِبَعْضِ الْعَرَبِ تَصْرِفُ كُلَّ مَا لَا يَنْصَرِفُ عِنْدَ عَامَّتِهِمْ ، فَلِذَلِكَ اسْتَشْكَلَهَا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=24وَقَدْ أَضَلُّوا ) أَيِ : الرُّؤَسَاءُ الْمَتْبُوعُونَ ( كَثِيرًا ) : مِنْ أَتْبَاعِهِمْ وَعَامَّتِهِمْ ، وَهَذَا إِخْبَارٌ مَنْ
نُوحٍ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - عَنْهُمْ بِمَا جَرَى عَلَى أَيْدِيهِمْ مِنَ الضَّلَالِ . وَقَالَ
الْحَسَنُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=24وَقَدْ أَضَلُّوا ) أَيِ : الْأَصْنَامُ ، عَادَ الضَّمِيرُ عَلَيْهَا كَمَا يَعُودُ عَلَى الْعُقَلَاءِ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=36رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ ) وَيُحَسِّنُهُ عَوْدُهُ عَلَى أَقْرَبِ مَذْكُورٍ ، وَلَكِنْ عَوْدُهُ عَلَى الرُّؤَسَاءِ أَظْهَرُ ، إِذْ هُمُ الْمُحَدَّثُ عَنْهُمْ ، وَالْمَعْنَى فِيهِمْ أَمْكَنُ . وَلَمَّا أَخْبَرَ أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا كَثِيرًا ، دَعَا عَلَيْهِمْ بِالضَّلَالِ ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=24وَلَا تَزِدِ ) : وَهِيَ مَعْطُوفَةٌ عَلَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=24وَقَدْ أَضَلُّوا ) إِذْ تَقْدِيرُهُ : وَقَالَ وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا ، فَهِيَ مَعْمُولَةٌ لِـ ( قَالَ ) الْمُضْمَرَةُ الْمَحْكِيُّ بِهَا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=24وَقَدْ أَضَلُّوا ) وَلَا يُشْتَرَطُ التَّنَاسُبُ فِي عَطْفِ الْجُمَلِ ، بَلْ قَدْ يَعْطِفُ ، جُمْلَةَ الْإِنْشَاءِ عَلَى جُمْلَةِ الْخَبَرِ ، وَالْعَكْسُ ، خِلَافًا لِمَنْ يَدَّعِي التَّنَاسُبَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ مَا مُلَخَّصُهُ : عَطَفَ ( وَلَا تَزِدِ ) عَلَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=21رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي ) أَيْ : قَالَ هَذَيْنِ الْقَوْلَيْنِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=24إِلَّا ضَلَالًا ) قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : ( فَإِنْ قُلْتَ ) : كَيْفَ جَازَ أَنْ يُرِيدَ لَهُمُ الضَّلَالَ وَيَدْعُوَ
[ ص: 343 ] اللَّهُ بِزِيَادَتِهِ ؟ ( قُلْتُ ) : الْمُرَادُ بِالضَّلَالِ أَنْ يُخْذَلُوا وَيُمْنَعُوا الْأَلْطَافَ ; لِتَصْمِيمِهِمْ عَلَى الْكُفْرِ وَوُقُوعِ الْيَأْسِ مِنْ إِيمَانِهِمْ ، وَذَلِكَ حَسَنٌ جَمِيلٌ يَجُوزُ الدُّعَاءُ بِهِ ، بَلْ لَا يَحْسُنُ الدُّعَاءُ بِخِلَافِهِ . انْتَهَى ، وَذَلِكَ عَلَى مَذْهَبِ الِاعْتِزَالِ . قَالَ : وَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ بِالضَّلَالِ الضَّيَاعُ وَالْهَلَاكُ ، كَمَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=28وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا ) . وَقَالَ
ابْنُ بَحْرٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=24إِلَّا ضَلَالًا ) : إِلَّا عَذَابًا ، قَالَ كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=47إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ ) . وَقِيلَ : إِلَّا خُسْرَانًا . وَقِيلَ : إِلَّا ضَلَالًا فِي أَمْرِ دُنْيَاهُمْ وَتَرْوِيجِ مَكْرِهِمْ وَحِيَلِهِمْ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=25مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ ) جَمْعًا بِالْأَلِفِ وَالتَّاءِ مَهْمُوزَا .
وَأَبُو رَجَاءٍ كَذَلِكَ ، إِلَّا أَنَّهُ أَبْدَلَ الْهَمْزَةَ يَاءً وَأَدْغَمَ فِيهَا يَاءَ الْمَدِّ . وَ
الْجَحْدَرِيُّ وَعُبَيْدٌ ، عَنْ
أَبِي عَمْرٍو : عَلَى الْإِفْرَادِ مَهْمُوزًا .
وَالْحَسَنُ وَعِيسَى nindex.php?page=showalam&ids=13723وَالْأَعْرَجُ : بِخِلَافٍ عَنْهُمْ .
وَأَبُو عَمْرٍو : خَطَايَاهُمْ جَمْعُ تَكْسِيرٍ ، وَهَذَا إِخْبَارٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى لِلرَّسُولِ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - بِأَنَّ دَعْوَةَ
نُوحٍ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - قَدْ أُجِيبَتْ . وَمَا زَائِدَةٌ لِلتَّوْكِيدِ . وَ ( مِنْ ) قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : لِابْتِدَاءِ الْغَايَةِ ، وَلَا يَظْهَرُ إِلَّا أَنَّهَا لِلسَّبَبِ . وَقَرَأَ
عَبْدُ اللَّهِ : مِنْ خَطِيئَاتِهِمْ مَا أُغْرِقُوا ، بِزِيَادَةِ ( مَا ) بَيْنَ أُغْرِقُوا وَخَطِيئَاتِهِمْ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( أُغْرِقُوا ) بِالْهَمْزَةِ .
nindex.php?page=showalam&ids=15948وَزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ : غُرِّقُوا بِالتَّشْدِيدِ وَكَلَاهُمَا لِلنَّقْلِ ، وَخَطِيئَاتُهُمُ الشِّرْكُ وَمَا انْجَرَّ مَعَهُ مِنَ الْكَبَائِرِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=25فَأُدْخِلُوا نَارًا ) أَيْ : جَهَنَّمُ ، وَعَبَّرَ عَنِ الْمُسْتَقْبَلِ بِالْمَاضِي لِتَحَقُّقِهِ ، وَعَطَفَ بِالْفَاءِ عَلَى إِرَادَةِ الْحُكْمِ ، أَوْ عَبَّرَ بِالدُّخُولِ عَنْ عَرْضِهِمْ عَلَى النَّارِ غُدُوًّا وَعِشِيًّا ، كَمَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=46النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا ) . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : أَوْ أُرِيدَ عَذَابُ الْقَبْرِ . انْتَهَى . وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : كَانُوا يُغْرَقُونَ مِنْ جَانِبٍ وَيُحْرَقُونَ بِالنَّارِ مِنْ جَانِبٍ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=25فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا ) تَعْرِيضٌ بِانْتِفَاءِ قُدْرَةِ آلِهَتِهِمْ عَنْ نَصْرِهِمْ ، وَدُعَاءُ
نُوحٍ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - بَعْدَ أَنْ أُوحِيَ إِلَيْهِ أَنَّهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=36لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ ) قَالَهُ
قَتَادَةُ . وَعَنْهُ أَيْضًا : مَا دَعَا عَلَيْهِمْ إِلَّا بَعْدَ أَنْ أَخْرَجَ اللَّهُ كُلَّ مُؤْمِنٍ مِنَ الْأَصْلَابِ ، وَأَعْقَمَ أَرْحَامَ نِسَائِهِمْ ، وَهَذَا لَا يَظْهَرُ لِأَنَّهُ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=27إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ ) الْآيَةِ ، فَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=27وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ) يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يُعْقِمْ أَرْحَامَ نِسَائِهِمْ ، وَقَالَهُ أَيْضًا
nindex.php?page=showalam&ids=14980مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ وَالرَّبِيعُ ،
وَابْنُ زَيْدٍ ، وَلَا يَظْهَرُ كَمَا قُلْنَا ، وَقَدْ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ طَامِعًا فِي إِيمَانِهِمْ عَاطِفًا عَلَيْهِمْ . وَفِي الْحَدِيثِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374967 " أَنَّهُ رُبَّمَا ضَرَبَهُ نَاسٌ مِنْهُمْ أَحْيَانًا حَتَّى يُغْشَى عَلَيْهِ ، فَإِذَا أَفَاقَ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ " . ( وَدَيَّارًا ) : مِنْ أَلْفَاظِ الْعُمُومِ الَّتِي تُسْتَعْمَلُ فِي النَّفْيِ وَمَا أَشْبَهَهُ ، وَوَزْنُهُ فَيْعَالٌ ، أَصْلُهُ دِيوَارٌ ، اجْتَمَعَتِ الْيَاءُ وَالْوَاوُ وَسُبِقَتْ إِحْدَاهُمَا بِالسُّكُونِ فَأُدْغِمَتْ ، وَيُقَالُ : مِنْهُ دَوَّارٌ وَوَزْنُهُ فَعَّالٌ ، وَكِلَاهُمَا مِنَ الدَّوَرَانِ ، كَمَا قَالُوا : قِيَامٌ وَقِوَامٌ ، وَالْمَعْنَى مَعْنَى أَحَدٍ . وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ : مِنْ سَكَنَ دَارًا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَهُوَ فَيْعَالٌ مِنَ الدَّوْرِ أَوْ مِنَ الدَّارِ . انْتَهَى . وَالدَّارُ أَيْضًا مِنَ الدَّوْرِ ، وَأَلِفُهَا مُنْقَلِبَةٌ عَنْ وَاوٍ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=27وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ) : وَصَفَهُمْ وَهُمْ حَالَةَ الْوِلَادَةِ بِمَا يَصِيرُونَ إِلَيْهِ مِنَ الْفُجُورِ وَالْكُفْرِ . وَلَمَّا دَعَا عَلَى الْكُفَّارِ ، اسْتَغْفَرَ لِلْمُؤْمِنِينَ ، فَبَدَأَ بِنَفَسِهِ ثُمَّ بِمَنْ وَجَبَ بِرُّهُ عَلَيْهِ ، ثُمَّ لِلْمُؤْمِنِينَ ، فَكَأَنَّ هُوَ وَوَالِدَاهُ انْدَرَجُوا فِي الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( وَلِوَالِدَيَّ ) ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُمَا أَبُوهُ
لَمَكُ بْنُ مَتُّوشَلَخَ وَأُمُّهُ
شَمْخَاءُ بِنْتُ أَنُوشٍ . وَقِيلَ : هُمَا
آدَمُ وَحَوَّاءُ . وَقَرَأَ
ابْنُ جُبَيْرٍ وَالْجَحْدَرِيُّ : ( وَلِوَالِدِي ) بِكَسْرِ الدَّالِ ، فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ خَصَّ أَبَاهُ الْأَقْرَبَ ، أَوْ أَرَادَ جَمِيعَ مَنْ وَلَدُوهُ إِلَى
آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : لَمْ يَكْفُرْ لِـ
نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَبٌ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ
آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ . وَقَرَأَ
الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ nindex.php?page=showalam&ids=17344وَيَحْيَى بْنُ يَعْمُرَ وَالنَّخَعِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=12300وَالزُّهْرِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15948وَزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ : ( وَلِوَلَدَايَ ) تَثْنِيَةُ وَلَدٍ ، يَعْنِي
سَامًا وَحَامًا . (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=28وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ ) قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَالْجُمْهُورُ : مَسْجِدِي . وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا : شَرِيعَتِي ، اسْتَعَارَ لَهَا بَيْتًا ، كَمَا قَالُوا : قُبَّةُ الْإِسْلَامِ وَفِسْطَاطُهُ . وَقِيلَ : سَفِينَتُهُ . وَقِيلَ : دَارُهُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=28وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ) دَعَا لِكُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ فِي كُلِّ أُمَّةٍ . وَالتَّبَارُ : الْهَلَاكُ .