[ ص: 368 ] ( سورة المدثر مكية وهي ست وخمسون آية )
( بسم الله الرحمن الرحيم )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29045يا أيها المدثر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=2قم فأنذر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=3وربك فكبر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=4وثيابك فطهر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=5والرجز فاهجر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=6ولا تمنن تستكثر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=7ولربك فاصبر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=8فإذا نقر في الناقور nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=9فذلك يومئذ يوم عسير nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=10على الكافرين غير يسير nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=11ذرني ومن خلقت وحيدا nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=12و جعلت له مالا ممدودا nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=13وبنين شهودا nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=14ومهدت له تمهيدا nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=15ثم يطمع أن أزيد nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=16كلا إنه كان لآياتنا عنيدا nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=17سأرهقه صعودا nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=18إنه فكر وقدر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=19فقتل كيف قدر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=20ثم قتل كيف قدر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=21ثم نظر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=22ثم عبس وبسر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=23ثم أدبر واستكبر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=24فقال إن هذا إلا سحر يؤثر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=25إن هذا إلا قول البشر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=26سأصليه سقر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=27وما أدراك ما سقر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=28لا تبقي ولا تذر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=29لواحة للبشر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=30عليها تسعة عشر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=32كلا والقمر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=33والليل إذ أدبر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=34والصبح إذا أسفر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=35إنها لإحدى الكبر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=36نذيرا للبشر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=37لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=38كل نفس بما كسبت رهينة nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=39إلا أصحاب اليمين nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=40في جنات يتساءلون nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=41عن المجرمين nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=42ما سلككم في سقر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=43قالوا لم نك من المصلين nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=44ولم نك نطعم المسكين nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=45وكنا نخوض مع الخائضين nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=46وكنا نكذب بيوم الدين nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=47حتى أتانا اليقين nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=48فما تنفعهم شفاعة الشافعين nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=49فما لهم عن التذكرة معرضين nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=50كأنهم حمر مستنفرة nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=51فرت من قسورة nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=52بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=53كلا بل لا يخافون الآخرة nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=54كلا إنه تذكرة nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=55فمن شاء ذكره nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=56وما يذكرون إلا أن يشاء الله هو أهل التقوى وأهل المغفرة ) .
تدثر : لبس الدثار ، وهو الثوب الذي فوق الشعار ، والشعار : الثوب الذي يلي الجسد ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=treesubj&link=31134nindex.php?page=hadith&LINKID=10374976الأنصار شعار والناس دثار " . النقر : الصوت ، قال الشاعر :
أخفضه بالنقر لما علوته ويرفع طرفا غير خاف غضيض
وقال الراجز :
أنا ابن ماوية إذ جد النقر
يريد النقر ، فنقل الحركة ، فالناقور فاعول منه ، كالجاسوس مأخوذ من التجسس . عبس يعبس عبسا وعبوسا : قطب ، والعبس : ما تعلق بأذناب الإبل من أبعارها وأبوالها . قال
أبو النجم :
كأن في أذنابهن الشول من عبس الصيف قرون الأيل
بسر : قبض ما بين عينيه واربد وجهه ، قال :
صحبنا تميما غداة الجفار بشهبا ملومة باسره
وأهل
اليمن يقولون : بسر المركب وأبسر إذا وقف ، وقد أبسرنا ، وتقول العرب : وجه باسر بين البسور ، إذا تغير واسود . لاحه البسر : غير خلقته ، قال :
تقول ما لاحك يا مسافر يا ابنة عمي لاحني الهواجر
( وقال آخر ) :
وتعجب هند إن رأتني شاحبا تقول لشيء لوحته السمائم
[ ص: 369 ] وقال
الأخفش : اللوح : شدة العطش ، لاحه العطش ولوحه غيره .
( وقال الشاعر ) :
سقتني على لوح من الماء شربة سقاها به الله الرهام الغواديا
ويقال : التاح ، أي عطش . القسورة : الرماة والصيادون ، قاله ابن كيسان . أو الأسد ، قاله جماعة من اللغويين ، قال :
مضمر تحدره الأبطال كأنه القسورة الريبال
أو الرجال الشداد ، قال
لبيد :
إذا ما هتفنا هتفة في ندينا أتانا الرجال الصائدون القساور
أو ظلمة أول الليل لا ظلمة آخره ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي وثعلب .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29045يا أيها المدثر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=2قم فأنذر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=3وربك فكبر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=4وثيابك فطهر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=5والرجز فاهجر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=6ولا تمنن تستكثر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=7ولربك فاصبر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=8فإذا نقر في الناقور nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=9فذلك يومئذ يوم عسير nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=10على الكافرين غير يسير nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=11ذرني ومن خلقت وحيدا nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=12وجعلت له مالا ممدودا nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=13وبنين شهودا nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=14ومهدت له تمهيدا nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=15ثم يطمع أن أزيد nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=16كلا إنه كان لآياتنا عنيدا nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=17سأرهقه صعودا nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=18إنه فكر وقدر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=19فقتل كيف قدر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=20ثم قتل كيف قدر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=21ثم نظر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=22ثم عبس وبسر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=23ثم أدبر واستكبر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=24فقال إن هذا إلا سحر يؤثر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=25إن هذا إلا قول البشر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=26سأصليه سقر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=27وما أدراك ما سقر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=28لا تبقي ولا تذر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=29لواحة للبشر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=30عليها تسعة عشر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا ) .
[ ص: 370 ] هذه السورة مكية ، قال
ابن عطية بإجماع . وفي التحرير ، قال
مقاتل : إلا آية وهي : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31وما جعلنا عدتهم إلا فتنة ) . ومناسبتها لما قبلها أن في ما قبلها ( ذرني والمكذبين ) وفيه (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=19إن هذه تذكرة ) فناسب (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1ياأيها المدثر nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=2قم فأنذر ) وناسب ذكر يوم القيامة بعد ، وذكر بعض المكذبين في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=11ذرني ومن خلقت وحيدا ) .
قال الجمهور : لما فزع من رؤية
جبريل على كرسي بين السماء والأرض ورعب منه ، رجع إلى
nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة فقال : زملوني دثروني ، نزلت (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1ياأيها المدثر ) . قال
النخعي وقتادة و
عائشة : نودي وهو في حال تدثره ، فدعي بحال من أحواله . وروي أنه كان تدثر في قطيفة . قيل : وكان يسمع من
قريش ما كرهه ، فاغتم وتغطى بثوبه مفكرا ، فأمر أن لا يدع إنذارهم وإن أسمعوه وآذوه . وقال
عكرمة معناه : يا أيها المدثر للنبوة وأثقالها ، كما قال في المزمل . وقرأ الجمهور : ( المدثر ) بشد الدال . وأصله المتدثر فأدغم ، وكذا هو في حرف
أبي على الأصل . وقرأ
عكرمة : بتخفيف الدال ، كما قرئ بتخفيف الزاي في المزمل ، أي : دثر نفسه . وعن
عكرمة أيضا : فتح التاء اسم مفعول ، وقال : دثرت هذا الأمر وعصب بك . (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=2قم فأنذر ) أي : قم من مضجعك ، أو قم بمعنى الأخذ في الشيء ، كما تقول : قام زيد يضرب عمرا ، أي : أخذ ، وكما قال :
علام قام يشتمني لئيم
أي أخذ ، والمعنى قم قيام تصميم وجد ( فأنذر ) أي : حذر عذاب الله ووقائعه ، والإنذار عام بجميع الناس وبعثه إلى الخلق . (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=29045وربك فكبر ) أي : فعظم كبرياءه . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : واختص ربك بالتكبير ، وهو الوصف بالكبرياء ، وأن يقال : الله أكبر . انتهى . وهذا على مذهبه من أن تقديم المفعول على الفعل يدل على الاختصاص ، قال : ودخلت الفاء لمعنى الشرط ، كأنه قيل :
[ ص: 371 ] وما كان فلا تدع تكبيره . انتهى . وهو قريب مما قدره النحاة في قولك : زيدا فاضرب ، قالوا تقديره : تنبه فاضرب زيدا ، فالفاء هي جواب الأمر ، وهذا الأمر إما مضمن معنى الشرط ، وإما الشرط بعده محذوف على الخلاف الذي فيه عند النحاة . (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=29045وثيابك فطهر ) : الظاهر أنه أمر بتطهير الثياب من النجاسات ; لأن طهارة الثياب شرط في صحة الصلاة ، ويقبح أن تكون ثياب المؤمن نجسة ، والقول بأنها الثياب حقيقة هو قول
nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين وابن زيد nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي ، ومن هذه الآية ذهب
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي إلى وجوب غسل النجاسة من ثياب المصلي . وقيل : تطهيرها : تقصيرها ، ومخالفة العرب في تطويل الثياب وجرهم الذيول على سبيل الفخر والتكبر ، قال الشاعر :
ثم راحوا عبق المسك بهم يلحفون الأرض هداب الأزر
ولا يؤمن من إصابتها النجاسة ، وفي الحديث : " إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه ، لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين ، ما كان أسفل من ذلك ففي النار " . وذهب الجمهور إلى أن الثياب هنا مجاز . فقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس والضحاك : تطهيرها أن لا تكون تتلبس بالقذر . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=13033وابن جبير أيضا : كنى بالثياب عن القلب ، كما قال
امرؤ القيس :
فسلي ثيابي من ثيابك تنسل
أي : قلبي من قلبك . وعلى الطهارة من القذر ، وأنشد قول
غيلان بن سلمة الثقفي :
إني بحمد الله لا ثوب غادر لبست ، ولا من خزية أتقنع
وقيل : كناية عن طهارة العمل ، المعنى : وعملك فأصلح ، قاله
مجاهد وابن زيد . وقال
ابن زيد : إذا كان الرجل خبيث العمل قالوا : فلان خبيث الثياب ، وإذا كان حسن العمل قالوا : فلان طاهر الثياب ، ونحو هذا عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ، ومنه قول الشاعر :
لا هم إن عامر بن جهم أو ذم حجا في ثياب دسم
أي : دنسه بالمعاصي ، وقيل : كنى عن النفس بالثياب ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس . قال الشاعر :
فشككت بالرمح الطويل ثيابه
( وقال آخر ) :
ثياب بني عوف طهارى نقية وأوجههم بيض سافر غران
أي : أنفسهم . وقيل : كنى بها عن الجسم . قالت ليلى وقد ذكرت إبلا :
رموها بأثواب خفاف فلا نرى لها شبها إلا النعام المنفرا
أي : ركبوها فرموها بأنفسهم . وقيل : كناية عن الأهل ، قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187هن لباس لكم ) والتطهر فيهن اختيار المؤمنات العفائف . وقيل : وطئهن في القبل لا في الدبر ، في الطهر لا في الحيض ، حكاه
ابن بحر . وقيل : كناية عن الخلق ، أي : وخلقك فحسن ، قاله
الحسن والقرطبي ، ومنه قوله :
ويحيى ما يلائم بسوء خلق ويحيى طاهر الأثواب حر
أي : حسن الأخلاق . وقرأ الجمهور : ( والرجز ) بكسر الراء ، وهي لغة
قريش .
والحسن ومجاهد والسلمي ،
وأبو جعفر وأبو شيبة وابن محيصن ،
وابن وثاب وقتادة والنخعي ،
وابن أبي إسحاق nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج وحفص : بضمها ، فقيل : هما بمعنى واحد ، يراد بهما الأصنام والأوثان . وقيل : الكسر للبين والنقائص والفجور ، والضم لصنمين ، أساف ونائلة . وقال
عكرمة ومجاهد nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري : للأصنام عموما . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : الرجز : السخط ، أي : اهجر ما يؤدي إليه . وقال
الحسن : كل معصية ، والمعنى في الأمر : اثبت ودم على هجره ; لأنه - صلى الله عليه وسلم - كان بريئا منه . وقال
النخعي : الرجز ، الإثم . وقال
القتبي : العذاب ، أي : اهجر ما يؤدي إليه . وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=6ولا تمنن ) بفك التضعيف .
والحسن وأبو السمال : بشد
[ ص: 372 ] النون . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وغيره : لا تعط عطاء لتعطى أكثر منه ، كأنه من قولهم : من إذا أعطى . قال
الضحاك : هذا خاص به - صلى الله عليه وسلم - ومباح ذلك لأمته ، لكنه لا أجر لهم . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا : لا تقل دعوت فلم أجب . وعن
قتادة : لا تدل بعملك . وعن
ابن زيد : لا تمنن بنبوتك تستكثر بأجر أو كسب تطلبه منهم . وقال
الحسن : تمنن على الله بجدك ، تستكثر أعمالك ويقع لك بها إعجاب ، وهذه الأقوال كلها من المن تعداد اليد وذكرها . وقال
مجاهد : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=6nindex.php?page=treesubj&link=29045ولا تمنن تستكثر ) ما حملناك من أعباء الرسالة ، أو تستكثر من الخير ، من قولهم : حبل متين أي : ضعيف . وقيل : ولا تعط مستكثرا رائيا لما تعطيه . وقرأ الجمهور : ( تستكثر ) برفع الراء ، والجملة حالية ، أي : مستكثرا . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ويجوز في الرفع أن تحذف أن منك ويبطل عملها ، كما روي : أحضر الوغى بالرفع . انتهى ، وهذا لا يجوز أن يحمل القرآن عليه ; لأنه لا يجوز ذلك إلا في الشعر ، ولنا مندوحة عنه مع صحة الحال ، أي : مستكثرا . وقرأ
الحسن nindex.php?page=showalam&ids=12356وابن أبي عبلة : بجزم الراء ، ووجهه أنه بدل من ( تمنن ) أي : لا تستكثر ، كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=69يضاعف له العذاب ) في قراءة من جزم ، بدلا من قوله : ( يلق ) وكقوله :
متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا تجد حطبا جزلا ونارا تأججا
ويكون من المن الذي في قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=264لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى ) لأن من شأن المان أن يستكثر ما يعطي أن يراه كثيرا ويعتد به . وأجاز
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري فيه وجهين ، أحدهما : أن تشبه ( تستكثر ) بـ ( تعضد ) فتسكن تخفيفا . والثاني : أن يعتبر حال الوقف ، يعني فيجري الوصل مجرى الوقف ، وهذان لا يجوز أن يحمل القرآن عليهما مع وجود ما هو راجح عليهما ، وهو المبدل . وقرأ
الحسن أيضا
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش : ( تستكثر ) بنصب الراء ، أي : لن تحقرها . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : أن تستكثر ، بإظهار أن . (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=7nindex.php?page=treesubj&link=29045ولربك فاصبر ) أي : لوجه ربك أمره بالصبر ، فيتناول الصبر على تكاليف النبوة ، وعلى أداء طاعة الله ، وعلى أذى الكفار . قال
ابن زيد : على حرب الأحمر والأسود ، فكل مصبور عليه ومصبور عنه يندرج في الصبر . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : والفاء في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=8فإذا نقر ) للتسبب ، كأنه قيل : فاصبر على أذاهم ، فبين أيديهم يوم عسير يلقون فيه عاقبة أذاهم وتلقى عاقبة صبرك عليه . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : والفاء في ( فذلك ) للجزاء . ( فإن قلت ) : بم انتصب ( إذا ) ، وكيف صح أن يقع ( يومئذ ) ظرفا لـ (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=9nindex.php?page=treesubj&link=29045يوم عسير ) ؟ ( قلت ) : انتصب إذا بما دل عليه الجزاء ; لأن المعنى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=29045فإذا نقر في الناقور ) عسر الأمر على الكافرين . والذي أجاز وقوع ( يومئذ ) ظرفا لـ (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=9يوم عسير ) أن المعنى : فذلك وقت النقر وقوع يوم عسير ; لأن يوم القيامة يأتي ويقع حين ينقر في الناقور . ويجوز أن يكون يومئذ مبنيا مرفوع المحل بدلا من ذلك ، ويوم عسير خبر ، كأنه قيل : فيوم النقر يوم عسير . ( فإن قلت ) : فما فائدة قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=10nindex.php?page=treesubj&link=29045غير يسير ) وعسير مغن عنه ؟ ( قلت ) : لما قال ( على الكافرين ) فقصر العسر عليهم ، قال (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=10غير يسير ) ليؤذن بأنه لا يكون عليهم كما يكون على المؤمنين يسيرا هينا ، فيجمع بين وعيد الكافرين وزيادة غيظهم ، وبشارة المؤمنين وتسليتهم . ويجوز أن يراد به عسير لا يرجى أن يرجع يسيرا ، كما يرجى بيسير العسير من أمور الدنيا . انتهى . وقال
الحوفي : ( فإذا ) " إذا " متعلقة بـ ( أنذر ) أي : فأنذرهم إذا نقر في الناقورة . قال
أبو البقاء : يجري على القول
الأخفش أن تكون " إذا " مبتدأ والخبر فذلك والفاء زائدة . فأما يومئذ فظرف لذلك ، وأجاز
أبو البقاء أن يتعلق ( على الكافرين ) بـ ( يسير ) ، أي : غير يسير ، أي : غير سهل على الكافرين . وينبغي أن لا يجوز ; لأن فيه تقديم معمول العامل المضاف إليه ( غير ) على العامل ، وهو ممنوع على الصحيح ، وقد أجازه بعضهم ، فيقول : أنا بزيد غير راض .
[ ص: 368 ] ( سُورَةُ الْمُدَّثِّرِ مَكِّيَّةٌ وَهِيَ سِتٌّ وَخَمْسُونَ آيَةً )
( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29045يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=2قُمْ فَأَنْذِرْ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=3وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=4وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=5وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=6وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=7وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=8فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=9فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=10عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=11ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=12و جَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=13وَبَنِينَ شُهُودًا nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=14وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=15ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=16كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=17سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=18إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=19فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=20ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=21ثُمَّ نَظَرَ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=22ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=23ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=24فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=25إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=26سَأُصْلِيهِ سَقَرَ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=27وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=28لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=29لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=30عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=32كَلَّا وَالْقَمَرِ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=33وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=34وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=35إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=36نَذِيرًا لِلْبَشَرِ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=37لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=38كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=39إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=40فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=41عَنِ الْمُجْرِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=42مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=43قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=44وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=45وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=46وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=47حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=48فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=49فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=50كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=51فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=52بَلْ يُرِيدُ كُلُ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=53كَلَّا بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=54كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=55فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=56وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ) .
تَدَثَّرَ : لَبِسَ الدِّثَارَ ، وَهُوَ الثَّوْبُ الَّذِي فَوْقَ الشِّعَارِ ، وَالشِّعَارُ : الثَّوْبُ الَّذِي يَلِي الْجَسَدَ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
nindex.php?page=treesubj&link=31134nindex.php?page=hadith&LINKID=10374976الْأَنْصَارُ شِعَارٌ وَالنَّاسُ دِثَارٌ " . النَّقْرُ : الصَّوْتُ ، قَالَ الشَّاعِرُ :
أُخَفِّضُهُ بِالنَّقْرِ لَمَّا عَلَوْتُهُ وَيَرْفَعُ طَرْفًا غَيْرَ خَافٍ غَضِيضِ
وَقَالَ الرَّاجِزُ :
أَنَا ابْنُ مَاوِيَّةَ إِذْ جَدَّ النَّقْرُ
يُرِيدُ النَّقْرَ ، فَنَقَلَ الْحَرَكَةَ ، فَالنَّاقُورُ فَاعُولٌ مِنْهُ ، كَالْجَاسُوسِ مَأْخُوذٌ مِنَ التَّجَسُّسِ . عَبَسَ يَعْبِسُ عَبْسًا وَعُبُوسًا : قَطَّبَ ، وَالْعَبْسُ : مَا تَعَلَّقَ بِأَذْنَابِ الْإِبِلِ مِنْ أَبْعَارِهَا وَأَبْوَالِهَا . قَالَ
أَبُو النَّجْمِ :
كَأَنَّ فِي أَذْنَابِهِنَّ الشُّوَّلِ مِنْ عَبَسِ الصَّيْفِ قُرُونَ الْأُيَّلِ
بَسَرَ : قَبَضَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَارْبَدَّ وَجْهُهُ ، قَالَ :
صَحِبْنَا تَمِيمًا غَدَاةَ الْجِفَارِ بِشَهْبَا مَلُومَةً بَاسِرَهْ
وَأَهْلُ
الْيَمَنِ يَقُولُونَ : بَسَرَ الْمَرْكَبُ وَأَبْسَرَ إِذَا وَقَفَ ، وَقَدْ أَبْسَرْنَا ، وَتَقُولُ الْعَرَبُ : وَجْهٌ بَاسِرٌ بَيِّنُ الْبُسُورِ ، إِذَا تَغَيَّرَ وَاسْوَدَّ . لَاحَهُ الْبَسْرُ : غَيَّرَ خِلْقَتَهُ ، قَالَ :
تَقُولُ مَا لَاحَكَ يَا مُسَافِرُ يَا ابْنَةَ عَمِّي لَاحَنِي الْهَوَاجِرُ
( وَقَالَ آخَرُ ) :
وَتَعْجَبُ هِنْدٌ إِنْ رَأَتْنِي شَاحِبًا تَقُولُ لِشَيْءٍ لَوَّحَتْهُ السَّمَائِمُ
[ ص: 369 ] وَقَالَ
الْأَخْفَشُ : اللُّوحُ : شِدَّةُ الْعَطَشِ ، لَاحَهُ الْعَطَشُ وَلَوَّحَهُ غَيَّرَهُ .
( وَقَالَ الشَّاعِرُ ) :
سَقَتْنِي عَلَى لُوحٍ مِنَ الْمَاءِ شَرْبَةً سَقَاهَا بِهِ اللَّهُ الرِّهَامَ الْغَوَادِيَا
وَيُقَالُ : الْتَاحَ ، أَيْ عَطِشَ . الْقَسْوَرَةُ : الرُّمَاةُ وَالصَّيَّادُونَ ، قَالَهُ ابْنُ كَيْسَانَ . أَوِ الْأَسَدُ ، قَالَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ اللُّغَوِيِّينَ ، قَالَ :
مُضْمَرٌ تَحَدَّرَهُ الْأَبْطَالُ كَأَنَّهُ الْقَسْوَرَةُ الرِّيبَالُ
أَوِ الرِّجَالُ الشِّدَادُ ، قَالَ
لَبِيدٌ :
إِذَا مَا هَتَفْنَا هَتْفَةً فِي نَدِيِّنَا أَتَانَا الرِّجَالُ الصَّائِدُونَ الْقَسَاوِرُ
أَوْ ظُلْمَةُ أَوَّلِ اللَّيْلِ لَا ظُلْمَةُ آخِرِهِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ وَثَعْلَبٌ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29045يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=2قُمْ فَأَنْذِرْ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=3وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=4وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=5وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=6وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=7وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=8فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=9فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=10عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=11ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=12وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=13وَبَنِينَ شُهُودًا nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=14وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=15ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=16كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=17سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=18إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=19فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=20ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=21ثُمَّ نَظَرَ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=22ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=23ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=24فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=25إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=26سَأُصْلِيهِ سَقَرَ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=27وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=28لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=29لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=30عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا ) .
[ ص: 370 ] هَذِهِ السُّورَةُ مَكِّيَّةٌ ، قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ بِإِجْمَاعٍ . وَفِي التَّحْرِيرِ ، قَالَ
مُقَاتِلٌ : إِلَّا آيَةً وَهِيَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=31وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً ) . وَمُنَاسَبَتُهَا لِمَا قَبْلَهَا أَنَّ فِي مَا قَبْلَهَا ( ذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ ) وَفِيهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=19إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ ) فَنَاسَبَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=2قُمْ فَأَنْذِرْ ) وَنَاسَبْ ذِكْرَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ بَعْدُ ، وَذَكَرَ بَعْضَ الْمُكَذِّبِينَ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=11ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا ) .
قَالَ الْجُمْهُورُ : لَمَّا فَزِعَ مِنْ رُؤْيَةِ
جِبْرِيلَ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَرُعِبَ مِنْهُ ، رَجَعَ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=10640خَدِيجَةَ فَقَالَ : زَمِّلُونِي دَثِّرُونِي ، نَزَلَتْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=1يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ) . قَالَ
النَّخَعِيُّ وَقَتَادَةُ وَ
عَائِشَةُ : نُودِيَ وَهُوَ فِي حَالٍ تَدَثُّرِهِ ، فَدُعِيَ بِحَالٍ مِنْ أَحْوَالِهِ . وَرُوِيَ أَنَّهُ كَانَ تَدَثَّرَ فِي قَطِيفَةٍ . قِيلَ : وَكَانَ يَسْمَعُ مِنْ
قُرَيْشٍ مَا كَرِهَهُ ، فَاغْتَمَّ وَتَغَطَّى بِثَوْبِهِ مُفَكِّرًا ، فَأُمِرَ أَنْ لَا يَدَعَ إِنْذَارَهُمْ وَإِنْ أَسْمَعُوهُ وَآذَوْهُ . وَقَالَ
عِكْرِمَةُ مَعْنَاهُ : يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ لِلنُّبُوَّةِ وَأَثْقَالِهَا ، كَمَا قَالَ فِي الْمُزَّمِّلِ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( الْمُدَّثِّرُ ) بِشَدِّ الدَّالِ . وَأَصْلُهُ الْمُتَدَثِّرُ فَأُدْغِمَ ، وَكَذَا هُوَ فِي حِرَفِ
أُبَيٍّ عَلَى الْأَصْلِ . وَقَرَأَ
عِكْرِمَةُ : بِتَخْفِيفِ الدَّالِ ، كَمَا قُرِئَ بِتَخْفِيفِ الزَّايِ فِي الْمُزَّمِّلِ ، أَيْ : دَثَّرَ نَفْسَهُ . وَعَنْ
عِكْرِمَةَ أَيْضًا : فَتْحُ التَّاءِ اسْمُ مَفْعُولٍ ، وَقَالَ : دَثَّرْتُ هَذَا الْأَمْرَ وَعُصِبَ بِكَ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=2قُمْ فَأَنْذِرْ ) أَيْ : قُمْ مِنْ مَضْجَعِكَ ، أَوْ قُمْ بِمَعْنَى الْأَخْذِ فِي الشَّيْءِ ، كَمَا تَقُولُ : قَامَ زَيْدٌ يَضْرِبُ عَمْرًا ، أَيْ : أَخَذَ ، وَكَمَا قَالَ :
عَلَامَ قَامَ يَشْتُمُنِي لَئِيمٌ
أَيْ أَخَذَ ، وَالْمَعْنَى قُمْ قِيَامَ تَصْمِيمٍ وَجِدٍّ ( فَأَنْذِرْ ) أَيْ : حَذِّرْ عَذَابَ اللَّهِ وَوَقَائِعَهُ ، وَالْإِنْذَارُ عَامٌّ بِجَمِيعِ النَّاسِ وَبَعَثَهُ إِلَى الْخَلْقِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=29045وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ) أَيْ : فَعَظِّمْ كِبْرِيَاءَهُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَاخْتَصَّ رَبُّكَ بِالتَّكْبِيرِ ، وَهُوَ الْوَصْفُ بِالْكِبْرِيَاءِ ، وَأَنْ يُقَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ . انْتَهَى . وَهَذَا عَلَى مَذْهَبِهِ مِنْ أَنَّ تَقْدِيمَ الْمَفْعُولِ عَلَى الْفِعْلِ يَدُلُّ عَلَى الِاخْتِصَاصِ ، قَالَ : وَدَخَلَتِ الْفَاءُ لِمَعْنَى الشَّرْطِ ، كَأَنَّهُ قِيلَ :
[ ص: 371 ] وَمَا كَانَ فَلَا تَدَعْ تَكْبِيرَهُ . انْتَهَى . وَهُوَ قَرِيبٌ مِمَّا قَدَّرَهُ النُّحَاةُ فِي قَوْلِكَ : زَيْدًا فَاضْرِبْ ، قَالُوا تَقْدِيرُهُ : تَنَبَّهْ فَاضْرِبْ زَيْدًا ، فَالْفَاءُ هِيَ جَوَابُ الْأَمْرِ ، وَهَذَا الْأَمْرُ إِمَّا مُضَمَّنٌ مَعْنَى الشَّرْطِ ، وَإِمَّا الشَّرْطُ بَعْدَهُ مَحْذُوفٌ عَلَى الْخِلَافِ الَّذِي فِيهِ عِنْدَ النُّحَاةِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=29045وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ) : الظَّاهِرُ أَنَّهُ أَمَرَ بِتَطْهِيرِ الثِّيَابِ مِنَ النَّجَاسَاتِ ; لِأَنَّ طَهَارَةَ الثِّيَابِ شَرْطٌ فِي صِحَّةِ الصَّلَاةِ ، وَيَقْبُحُ أَنْ تَكُونَ ثِيَابُ الْمُؤْمِنِ نَجِسَةً ، وَالْقَوْلُ بِأَنَّهَا الثِّيَابُ حَقِيقَةً هُوَ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=16972ابْنِ سِيرِينَ وَابْنِ زَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=13790وَالشَّافِعِيِّ ، وَمِنْ هَذِهِ الْآيَةِ ذَهَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ إِلَى وُجُوبِ غَسْلِ النَّجَاسَةِ مِنْ ثِيَابِ الْمُصَلِّي . وَقِيلَ : تَطْهِيرُهَا : تَقْصِيرُهَا ، وَمُخَالَفَةُ الْعَرَبِ فِي تَطْوِيلِ الثِّيَابِ وَجَرِّهِمُ الذُّيُولَ عَلَى سَبِيلِ الْفَخْرِ وَالتَّكَبُّرِ ، قَالَ الشَّاعِرُ :
ثُمَّ رَاحُوا عَبَقُ الْمِسْكِ بِهِمْ يُلْحِفُونَ الْأَرْضَ هُدَّابِ الْأُزُرِ
وَلَا يُؤْمَنُ مِنْ إِصَابَتِهَا النَّجَاسَةُ ، وَفِي الْحَدِيثِ : " إِزْرَةُ الْمُؤْمِنِ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ ، لَا جَنَاحَ عَلَيْهِ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَعْبَيْنِ ، مَا كَانَ أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ فَفِي النَّارِ " . وَذَهَبَ الْجُمْهُورُ إِلَى أَنَّ الثِّيَابَ هُنَا مَجَازٌ . فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَالضَّحَّاكُ : تَطْهِيرُهَا أَنْ لَا تَكُونَ تَتَلَبَّسُ بِالْقَذَرِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=13033وَابْنُ جُبَيْرٍ أَيْضًا : كَنَّى بِالثِّيَابِ عَنِ الْقَلْبِ ، كَمَا قَالَ
امْرُؤُ الْقَيْسِ :
فَسُلِّي ثِيَابِي مِنْ ثِيَابِكِ تَنْسُلِ
أَيْ : قَلْبِي مِنْ قَلْبِكِ . وَعَلَى الطَّهَارَةِ مِنَ الْقَذَرِ ، وَأَنْشَدَ قَوْلَ
غَيْلَانَ بْنِ سَلَمَةَ الثَّقَفِيِّ :
إِنِّي بِحَمْدِ اللَّهِ لَا ثَوْبَ غَادِرٍ لَبِسْتُ ، وَلَا مِنْ خِزْيَةٍ أَتَقَنَّعُ
وَقِيلَ : كِنَايَةٌ عَنْ طَهَارَةِ الْعَمَلِ ، الْمَعْنَى : وَعَمَلَكَ فَأَصْلِحْ ، قَالَهُ
مُجَاهِدٌ وَابْنُ زَيْدٍ . وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : إِذَا كَانَ الرَّجُلُ خَبِيثَ الْعَمَلِ قَالُوا : فُلَانٌ خَبِيثُ الثِّيَابِ ، وَإِذَا كَانَ حَسَنَ الْعَمَلِ قَالُوا : فُلَانٌ طَاهِرٌ الثِّيَابِ ، وَنَحْوُ هَذَا عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
لَا هُمَّ إِنَّ عَامِرَ بْنَ جَهْمِ أَوْ ذَمَّ حَجًّا فِي ثِيَابٍ دُسْمِ
أَيْ : دَنَّسَهُ بِالْمَعَاصِي ، وَقِيلَ : كَنَّى عَنِ النَّفْسِ بِالثِّيَابِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ . قَالَ الشَّاعِرُ :
فَشَكَكْتُ بِالرُّمْحِ الطَّوِيلِ ثِيَابَهُ
( وَقَالَ آخَرُ ) :
ثِيَابُ بَنِي عَوْفٍ طَهَارَى نَقِيَّةٌ وَأَوْجُهُهُمْ بِيضٌ سَافِرٌ غِرَّانِ
أَيْ : أَنْفُسُهُمْ . وَقِيلَ : كَنَّى بِهَا عَنِ الْجِسْمِ . قَالَتْ لَيْلَى وَقَدْ ذَكَرَتْ إِبِلًا :
رَمَوْهَا بِأَثْوَابٍ خِفَافٍ فَلَا نَرَى لَهَا شَبَهًا إِلَّا النَّعَامَ الْمُنَفَّرَا
أَيْ : رَكِبُوهَا فَرَمَوْهَا بِأَنْفُسِهِمْ . وَقِيلَ : كِنَايَةٌ عَنِ الْأَهْلِ ، قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ ) وَالتَّطَهُّرُ فِيهِنَّ اخْتِيَارُ الْمُؤْمِنَاتِ الْعَفَائِفِ . وَقِيلَ : وَطْئُهُنَّ فِي الْقُبُلِ لَا فِي الدُّبُرِ ، فِي الطُّهْرِ لَا فِي الْحَيْضِ ، حَكَاهُ
ابْنُ بَحْرٍ . وَقِيلَ : كِنَايَةٌ عَنِ الْخُلُقِ ، أَيْ : وَخُلُقَكَ فَحَسِّنْ ، قَالَهُ
الْحَسَنُ وَالْقُرْطُبِيُّ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ :
وَيَحْيَى مَا يُلَائِمُ بِسُوءِ خُلْقٍ وَيَحْيَى طَاهِرُ الْأَثْوَابِ حُرُّ
أَيْ : حَسَنُ الْأَخْلَاقِ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( وَالرِّجْزَ ) بِكَسْرِ الرَّاءِ ، وَهِيَ لُغَةُ
قُرَيْشٍ .
وَالْحَسَنُ وَمُجَاهِدٌ وَالسُّلَمِيُّ ،
وَأَبُو جَعْفَرٍ وَأَبُو شَيْبَةَ وَابْنُ مُحَيْصِنٍ ،
وَابْنُ وَثَّابٍ وَقَتَادَةُ وَالنَّخَعِيُّ ،
وَابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ nindex.php?page=showalam&ids=13723وَالْأَعْرَجُ وَحَفْصٌ : بِضَمِّهَا ، فَقِيلَ : هُمَا بِمَعْنَى وَاحِدٍ ، يُرَادُ بِهِمَا الْأَصْنَامُ وَالْأَوْثَانُ . وَقِيلَ : الْكَسْرُ لِلْبَيْنِ وَالنَّقَائِصِ وَالْفُجُورِ ، وَالضَّمُّ لِصَنَمَيْنِ ، أَسَافٌ وَنَائِلَةُ . وَقَالَ
عِكْرِمَةُ وَمُجَاهِدٌ nindex.php?page=showalam&ids=12300وَالزُّهْرِيُّ : لِلْأَصْنَامِ عُمُومًا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : الرُّجْزُ : السُّخْطُ ، أَيِ : اهْجُرْ مَا يُؤَدِّي إِلَيْهِ . وَقَالَ
الْحَسَنُ : كُلُّ مَعْصِيَةٍ ، وَالْمَعْنَى فِي الْأَمْرِ : اثْبُتْ وَدُمْ عَلَى هَجْرِهِ ; لِأَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ بَرِيئًا مِنْهُ . وَقَالَ
النَّخَعِيُّ : الرُّجْزُ ، الْإِثْمُ . وَقَالَ
الْقُتَبِيُّ : الْعَذَابُ ، أَيِ : اهْجُرْ مَا يُؤَدِّي إِلَيْهِ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=6وَلَا تَمْنُنْ ) بِفَكِّ التَّضْعِيفِ .
وَالْحَسَنُ وَأَبُو السَّمَّالِ : بِشَدِّ
[ ص: 372 ] النُّونِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَغَيْرُهُ : لَا تُعْطِ عَطَاءً لِتُعْطَى أَكْثَرَ مِنْهُ ، كَأَنَّهُ مِنْ قَوْلِهِمْ : مَنَّ إِذَا أَعْطَى . قَالَ
الضَّحَّاكُ : هَذَا خَاصٌّ بِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمُبَاحٌ ذَلِكَ لِأُمَّتِهِ ، لَكِنَّهُ لَا أَجْرَ لَهُمْ . وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا : لَا تَقُلْ دَعَوْتُ فَلَمْ أُجَبْ . وَعَنْ
قَتَادَةَ : لَا تُدْلِ بِعَمَلِكَ . وَعَنِ
ابْنِ زَيْدٍ : لَا تَمْنُنْ بِنُبُوَّتِكَ تَسْتَكْثِرُ بِأَجْرٍ أَوْ كَسْبٍ تَطْلُبُهُ مِنْهُمْ . وَقَالَ
الْحَسَنُ : تَمْنُنْ عَلَى اللَّهِ بِجِدِّكَ ، تَسْتَكْثِرُ أَعْمَالَكَ وَيَقَعُ لَكَ بِهَا إِعْجَابٌ ، وَهَذِهِ الْأَقْوَالُ كُلُّهَا مِنَ الْمَنِّ تَعْدَادُ الْيَدِ وَذِكْرُهَا . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=6nindex.php?page=treesubj&link=29045وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ) مَا حَمَّلْنَاكَ مِنْ أَعْبَاءِ الرِّسَالَةِ ، أَوْ تَسْتَكْثِرُ مِنَ الْخَيْرِ ، مِنْ قَوْلِهِمْ : حَبْلٌ مَتِينٌ أَيْ : ضَعِيفٌ . وَقِيلَ : وَلَا تُعْطِ مُسْتَكْثِرًا رَائِيًا لِمَا تُعْطِيهِ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( تَسْتَكْثِرُ ) بِرَفْعِ الرَّاءِ ، وَالْجُمْلَةُ حَالِيَّةٌ ، أَيْ : مُسْتَكْثِرًا . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَيَجُوزُ فِي الرَّفْعِ أَنْ تُحْذَفَ أَنْ مِنْكَ وَيَبْطُلُ عَمَلُهَا ، كَمَا رُوِيَ : أَحْضَرُ الْوَغَى بِالرَّفْعِ . انْتَهَى ، وَهَذَا لَا يَجُوزُ أَنْ يُحْمَلَ الْقُرْآنُ عَلَيْهِ ; لِأَنَّهُ لَا يَجُوزُ ذَلِكَ إِلَّا فِي الشِّعْرِ ، وَلَنَا مَنْدُوحَةٌ عَنْهُ مَعَ صِحَّةِ الْحَالِ ، أَيْ : مُسْتَكْثِرًا . وَقَرَأَ
الْحَسَنُ nindex.php?page=showalam&ids=12356وَابْنُ أَبِي عَبْلَةَ : بِجَزْمِ الرَّاءِ ، وَوَجْهُهُ أَنَّهُ بَدَلٌ مِنْ ( تَمْنُنْ ) أَيْ : لَا تَسْتَكْثِرُ ، كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=69يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ ) فِي قِرَاءَةِ مَنْ جَزَمَ ، بَدَلًا مِنْ قَوْلِهِ : ( يَلْقَ ) وَكَقَوْلِهِ :
مَتَّى تَأْتِنَا تَلْمُمْ بِنَا فِي دِيَارِنَا تَجِدْ حَطَبًا جَزْلًا وَنَارًا تَأَجَّجَا
وَيَكُونُ مِنَ الْمَنِّ الَّذِي فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=264لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى ) لِأَنَّ مِنْ شَأْنِ الْمَانِّ أَنْ يَسْتَكْثِرَ مَا يُعْطِي أَنْ يَرَاهُ كَثِيرًا وَيَعْتَدَّ بِهِ . وَأَجَازَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ فِيهِ وَجْهَيْنِ ، أَحَدُهُمَا : أَنْ تُشْبِهَ ( تَسْتَكْثِرُ ) بِـ ( تَعْضِدُ ) فَتُسَكَّنُ تَخْفِيفًا . وَالثَّانِي : أَنْ يَعْتَبِرَ حَالَ الْوَقْفِ ، يَعْنِي فَيَجْرِي الْوَصْلُ مَجْرَى الْوَقْفِ ، وَهَذَانَ لَا يَجُوزُ أَنْ يُحْمَلَ الْقُرْآنُ عَلَيْهِمَا مَعَ وُجُودِ مَا هُوَ رَاجِحٌ عَلَيْهِمَا ، وَهُوَ الْمُبْدَلُ . وَقَرَأَ
الْحَسَنُ أَيْضًا
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ : ( تَسْتَكْثِرَ ) بِنَصْبِ الرَّاءِ ، أَيْ : لَنْ تُحَقِّرَهَا . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ : أَنْ تَسْتَكْثِرَ ، بِإِظْهَارِ أَنْ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=7nindex.php?page=treesubj&link=29045وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ ) أَيْ : لِوَجْهِ رَبِّكَ أَمَرَهُ بِالصَّبْرِ ، فَيَتَنَاوَلُ الصَّبْرَ عَلَى تَكَالِيفِ النُّبُوَّةِ ، وَعَلَى أَدَاءِ طَاعَةِ اللَّهِ ، وَعَلَى أَذَى الْكُفَّارِ . قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : عَلَى حَرْبِ الْأَحْمَرِ وَالْأَسْوَدِ ، فَكُلٌّ مَصْبُورٌ عَلَيْهِ وَمَصْبُورٌ عَنْهُ يَنْدَرِجُ فِي الصَّبْرِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَالْفَاءُ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=8فَإِذَا نُقِرَ ) لِلتَّسَبُّبِ ، كَأَنَّهُ قِيلَ : فَاصْبِرْ عَلَى أَذَاهُمْ ، فَبَيْنَ أَيْدِيهِمْ يَوْمٌ عَسِيرٌ يَلْقَوْنَ فِيهِ عَاقِبَةَ أَذَاهُمْ وَتَلْقَى عَاقِبَةَ صَبْرِكَ عَلَيْهِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَالْفَاءُ فِي ( فَذَلِكَ ) لِلْجَزَاءِ . ( فَإِنْ قُلْتَ ) : بِمَ انْتَصَبَ ( إِذَا ) ، وَكَيْفَ صَحَّ أَنْ يَقَعَ ( يَوْمئِذٍ ) ظَرْفًا لِـ (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=9nindex.php?page=treesubj&link=29045يَوْمٌ عَسِيرٌ ) ؟ ( قُلْتُ ) : انْتَصَبَ إِذَا بِمَا دَلَّ عَلَيْهِ الْجَزَاءُ ; لِأَنَّ الْمَعْنَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=29045فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ ) عَسَرَ الْأَمْرُ عَلَى الْكَافِرِينَ . وَالَّذِي أَجَازَ وُقُوعَ ( يَوْمئِذٍ ) ظَرْفًا لِـ (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=9يَوْمٌ عَسِيرٌ ) أَنَّ الْمَعْنَى : فَذَلِكَ وَقْتَ النَّقْرِ وُقُوعُ يَوْمٍ عَسِيرٍ ; لِأَنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَأْتِي وَيَقَعُ حِينَ يُنْقَرُ فِي النَّاقُورِ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ يَوْمئِذٍ مَبْنِيًّا مَرْفُوعَ الْمَحَلِّ بَدَلًا مِنْ ذَلِكَ ، وَيَوْمٌ عَسِيرٌ خَبَرٌ ، كَأَنَّهُ قِيلَ : فَيَوْمُ النَّقْرِ يَوْمٌ عَسِيرٌ . ( فَإِنْ قُلْتَ ) : فَمَا فَائِدَةُ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=10nindex.php?page=treesubj&link=29045غَيْرُ يَسِيرٍ ) وَعَسِيرٌ مُغْنٍ عَنْهُ ؟ ( قُلْتُ ) : لَمَّا قَالَ ( عَلَى الْكَافِرِينَ ) فَقَصَرَ الْعُسْرَ عَلَيْهِمْ ، قَالَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=74&ayano=10غَيْرُ يَسِيرٍ ) لِيُؤْذِنَ بِأَنَّهُ لَا يَكُونُ عَلَيْهِمْ كَمَا يَكُونُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ يَسِيرًا هَيِّنًا ، فَيَجْمَعُ بَيْنَ وَعِيدِ الْكَافِرِينَ وَزِيَادَةِ غَيْظِهِمْ ، وَبِشَارَةِ الْمُؤْمِنِينَ وَتَسْلِيَتِهِمْ . وَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ بِهِ عَسِيرٌ لَا يُرْجَى أَنْ يَرْجِعَ يَسِيرًا ، كَمَا يُرْجَى بِيَسِيرٍ الْعَسِيرُ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا . انْتَهَى . وَقَالَ
الْحَوْفِيُّ : ( فَإِذَا ) " إِذَا " مُتَعَلِّقَةٌ بِـ ( أَنْذِرْ ) أَيْ : فَأَنْذِرْهُمْ إِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورَةِ . قَالَ
أَبُو الْبَقَاءِ : يَجْرِي عَلَى الْقَوْلِ
الْأَخْفَشُ أَنْ تَكُونَ " إِذَا " مُبْتَدَأٌ وَالْخَبَرُ فَذَلِكَ وَالْفَاءُ زَائِدَةٌ . فَأَمَّا يَوْمئِذٍ فَظَرْفٌ لِذَلِكَ ، وَأَجَازَ
أَبُو الْبَقَاءِ أَنْ يَتَعَلَّقَ ( عَلَى الْكَافِرِينَ ) بِـ ( يَسِيرٍ ) ، أَيْ : غَيْرُ يَسِيرٍ ، أَيْ : غَيْرُ سَهْلٍ عَلَى الْكَافِرِينَ . وَيَنْبَغِي أَنْ لَا يَجُوزَ ; لِأَنَّ فِيهِ تَقْدِيمَ مَعْمُولِ الْعَامِلِ الْمُضَافِ إِلَيْهِ ( غَيْرُ ) عَلَى الْعَامِلِ ، وَهُوَ مَمْنُوعٌ عَلَى الصَّحِيحِ ، وَقَدْ أَجَازَهُ بَعْضُهُمْ ، فَيَقُولُ : أَنَا بِزَيْدٍ غَيْرُ رَاضٍ .