(
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=29انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=30انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=31لا ظليل ولا يغني من اللهب nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=32إنها ترمي بشرر كالقصر nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=33كأنه جمالة صفر nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=34ويل يومئذ للمكذبين nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=35هذا يوم لا ينطقون nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=36ولا يؤذن لهم فيعتذرون nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=37ويل يومئذ للمكذبين nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=38هذا يوم الفصل جمعناكم والأولين nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=39فإن كان لكم كيد فكيدون nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=40ويل يومئذ للمكذبين nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=41إن المتقين في ظلال وعيون nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=42وفواكه مما يشتهون nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=43كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=44إنا كذلك نجزي المحسنين nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=45ويل يومئذ للمكذبين nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=46كلوا وتمتعوا قليلا إنكم مجرمون nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=47ويل يومئذ للمكذبين nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=48وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=49ويل يومئذ للمكذبين nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=50فبأي حديث بعده يؤمنون ) يقال للمكذبين : (
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=29nindex.php?page=treesubj&link=29048انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون ) : أي من العذاب (
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=30انطلقوا إلى ظل ) : أمر ، قراءة الجمهور تكرارا أو بيانا للمنطلق إليه ، وقرأ
رويس عن
يعقوب : بفتح اللام على معنى الخبر ، كأنهم لما أمروا امتثلوا فانطلقوا ، إذ لا يمكنهم التأخير ، إذ صاروا مضطرين إلى الانطلاق (
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=30ذي ثلاث شعب ) قال
عطاء : هو دخان جهنم ، وروي أنه يعلو من ثلاثة مواضع يظن الكفار أنه مغن من النار ، فيهرعون إليه فيجدونه على أسوأ وصف . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس :
[ ص: 407 ] يقال ذلك لعبدة الصليب ، فالمؤمنون في ظل الله عز وجل ، وهم في ظل معبودهم وهو الصليب له ثلاث شعب ، والشعب : ما تفرق من جسم واحد (
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=31لا ظليل ) : نفي لمحاسن الظل (
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=31ولا يغني ) : أي ولا يغني عنهم من حر اللهب شيئا (
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=32إنها ترمي بشرر ) : الضمير في إنها لجهنم ، وقرأ الجمهور : ( بشرر )
وعيسى : بشرار بألف بين الراءين ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ،
وابن مقسم كذلك إلا أنه كسر الشين ، فاحتمل أن يكون جمع شرر ، أي بشرار من العذاب ، وأن يكون صفة أقيمت مقام موصوفها ، أي بشرار من الناس ، كما تقول : قوم شرار جمع شر غير أفعل التفضيل ، وقوم خيار جمع خير غير أفعل التفضيل ، ويؤنث هذا فيقال للمؤنث : شرة وخيرة بخلافهما ، إذا كانا للتفضيل ، فلهما أحكام مذكورة في النحو ، وقرأ الجمهور : ( كالقصر )
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=13033وابن جبير ، و
مجاهد ،
والحسن ،
وابن مقسم : بفتح القاف والصاد ،
nindex.php?page=showalam&ids=13033وابن جبير أيضا
والحسن أيضا : كالقصر ، بكسر القاف وفتح الصاد ، وبعض القراء : بفتح القاف وكسر الصاد ،
nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود : بضمهما ، كأنه مقصور من القصور ، كما قصروا النجم والنمر من النجوم والنمور ، قال الراجز :
فيها عنابيل أسود ونمر
وتقدم شرح أكثر هذه القراءات في المفردات ، وقرأ الجمهور ، ومنهم
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه : ( جمالات ) بكسر الجيم وبالألف والتاء ، جمع جمال جمع الجمع وهي الإبل ، كقولهم : رجالات
قريش ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس وقتادة ،
nindex.php?page=showalam&ids=13033وابن جبير ،
والحسن ،
وأبو رجاء بخلاف عنهم كذلك ، إلا أنهم ضموا الجيم ، وهي جمال السفن ، الواحد منها جملة لكونه جملة من الطاقات والقوى ، ثم جمع على جمل وجمال ، ثم جمع جمال ثانيا جمع صحة فقالوا : جمالات . وقيل : الجمالات : قلوص الجسور . وقرأ
حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي وحفص ،
وأبو عمرو في رواية
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي ،
وهارون عنه : جمالة بكسر الجيم ، لحقت جمالا التاء لتأنيث الجمع ، كحجر وحجارة ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
والسلمي ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش ،
وأبو حيوة ،
nindex.php?page=showalam&ids=11934وأبو بحرية nindex.php?page=showalam&ids=12356وابن أبي عبلة ورويس : كذلك ، إلا أنهم ضموا الجيم ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=13033وابن جبير : الجمالات : قلوص السفن ، وهي حباله العظام ، إذا اجتمعت مستديرة بعضها إلى بعض جاء منها أجرام عظام ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا : الجمالات : قطع النحاس الكبار ، وكان اشتقاق هذه من اسم الجملة ، وقرأ الحسن : صفر ، بضم الفاء ، والجمهور : بإسكانها ، شبه الشرر أولا بالقصر ، وهو الحصن من جهة العظم ومن جهة الطول في الهواء ، وثانيا بالجمال لبيان التشبيه ، ألا تراهم يشبهون الإبل بالأفدان ، وهي القصور ؟ قال الشاعر :
فوقفت فيها ناقتي فكأنها فدن لأقضي حاجة المتلوم
ومن قرأ بضم الجيم ، فالتشبيه من جهة العظم والطول ، والصفرة الفاقعة أشبه بلون الشرر ، قاله الجمهور : وقيل : صفر سود ، وقيل : سود تضرب إلى الصفرة ، وقال
عمران بن حطان الرقاشي :
دعتهم بأعلى صوتها ورمتهم بمثل الجمال الصفر نزاعة الشوى
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج nindex.php?page=showalam&ids=15948وزيد بن علي وعيسى وأبو حيوة وعاصم في رواية : (
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=35هذا يوم لا ينطقون ) بفتح الميم ، والجمهور : برفعها ، قال
ابن عطية : لما أضاف إلى غير متمكن بناه فهي فتحة بناء ، وهي في موضع رفع ، وقال صاحب اللوامح : قال
عيسى : هي لغة سفلى
مضر ، يعني بناءهم يوم مع لا على الفتح ، لأنهم جعلوا يوم مع لا كالاسم الواحد ، فهو في موضع رفع لأنه خبر المبتدأ . انتهى . والجملة المصدرة بمضارع مثبت أو منفي لا يجيز البصريون في الظرف المضاف إليها البناء بوجه ، وإنما هذا مذهب كوفي ، قال صاحب اللوامح : ويجوز أن يكون نصبا صحيحا على الظرف ، فيصير هذا إشارة إلى ما تقدمه من الكلام دون إشارة إلى ( يوم ) ، ويكون العامل في نصب ( يوم ) نداء تقدمه من صفة
[ ص: 408 ] جهنم ، ورميها بالشرر في ( يوم لا ينطقون ) ، فيكون يومئذ كلاما معترضا لا يمنع من تفريغ العامل للمعمول ، كما كانت (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=47فبأي آلاء ربكما تكذبان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=48ذواتا أفنان ) انتهى . وقال
ابن عطية : ويحتمل أن يكون ظرفا ، وتكون الإشارة بهذا إلى رميها بشرر ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ونصبه
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ، أي هذا الذي قص عليكم واقع يومئذ ، وهنا نفي نطقهم ، وقد أخبر الله تعالى عنهم أنهم نطقوا في مواضع من هذا اليوم ، وذلك باعتبار طول اليوم ، فيصح أن ينفي القول فيه في وقت ويثبت في وقت ، أو نفى نطقهم بحجة تنفع وجعل نطقهم بما لا ينفع كلا نطق .
وقرأ القراء كلهم فيما أعلم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=36ولا يؤذن ) مبنيا للمفعول . وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=13757أبو علي الأهوازي أن
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي قرأ : ولا يأذن مبنيا للفاعل أي الله تعالى (
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=36فيعتذرون ) : عطف على (
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=36ولا يؤذن ) داخل في حيز نفي الإذن ، أي فلا إذن فاعتذار ، ولم يجعل الاعتذار متسببا عن الإذن فينصب . وقال
ابن عطية : ولم ينصب في جواب النفي لتشابه رءوس الآي ، والوجهان جائزان . انتهى . فجعل امتناع النصب هو تشابه رءوس الآي ، وقال الوجهان جائزان فظهر من كلامه استواء الرفع والنصب وأن معناهما واحد ، وليس كذلك لأن الرفع كما ذكرنا لا يكون متسببا بل صريح عطف ، والنصب يكون فيه متسببا فافترقا ، وذهب
أبو الحجاج الأعلم إلى أنه قد يرفع الفعل ويكون معناه المنصوب بعد الفاء وذلك قليل ، وإنما جعل النحويون معنى الرفع غير معنى النصب رعيا للأكثر في كلام العرب ، وجعل دليله ذلك ، وهذه الآية كظاهر كلام
ابن عطية ، وقد رد ذلك عليه
ابن عصفور وغيره .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=38هذا يوم الفصل جمعناكم ) للكفار ، ( والأولين ) :
قوم نوح عليه السلام ، وغيرهم من الكفار الذين تقدم زمانهم على زمان المخاطبين ، أي جمعناكم للفصل بين السعداء والأشقياء (
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=39فإن كان لكم كيد ) : أي في هذا اليوم ، كما كان لكم في الدنيا ما تكيدون به دين الله وأولياءه ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=39فكيدون ) اليوم ، وهذا تعجيز لهم وتوبيخ ، ولما كان في سورة الإنسان ذكر نزرا من
nindex.php?page=treesubj&link=30339أحوال الكفار في الآخرة ، وأطنب في وصف
nindex.php?page=treesubj&link=29675أحوال المؤمنين فيها ، جاء في هذه السورة الإطناب في وصف الكفار والإيجاز في وصف المؤمنين ، فوقع بذلك الاعتدال بين السورتين ، وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=41في ظلال ) جمع ظل ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش : في ظلل جمع ظلة (
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=43كلوا واشربوا ) خطاب لهم في الآخرة على إضمار القول ، ويدل عليه (
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=43بما كنتم تعملون ) . (
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=46كلوا وتمتعوا ) خطاب للكفار في الدنيا ، ( قليلا ) : أي زمانا قليلا ، إذ قصارى أكلكم وتمتعكم الموت ، وهو خطاب تهديد لمن أجرم من
قريش وغيرهم (
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=48وإذا قيل لهم اركعوا ) من قال إنها مكية ، قال هي في
قريش ، ومن قال إن هذه الآية مدنية قال هي في المنافقين ، وقال
مقاتل : نزلت
في ثقيف ، قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم : حط عنا الصلاة فإنا لا ننحني ، إنها مسبة ، فأبى وقال : لا خير في دين لا صلاة فيه . ومعنى اركعوا : اخشعوا لله وتواضعوا له بقبول وحيه ، وقيل : الركوع هنا عبارة عن الصلاة ، وخص من أفعالها الركوع ؛ لأن العرب كانوا يأنفون من الركوع والسجود ، وجاء في هذه السورة بعد كل جملة قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=49ويل يومئذ للمكذبين ) لأن كل جملة منها فيها إخبار الله تعالى عن أشياء من أحوال الآخرة وتقريرات من أحوال الدنيا ، فناسب أن نذكر الوعيد عقيب كل جملة منها للمكذب بالويل في يوم الآخرة ، والضمير في ( بعده ) عائد على القرآن ، والمعنى أنه قد تضمن من الإعجاز والبلاغة والأخبار المغيبات وغير ذلك مما احتوى عليه ما لم يتضمنه كتاب إلهي ، فإذا كانوا مكذبين به ، فبأي حديث بعده يصدقون به ؟ أي لا يمكن تصديقهم بحديث بعد أن كذبوا بهذا الحديث الذي هو القرآن ، وقرأ الجمهور : ( يؤمنون ) بياء الغيبة ،
ويعقوب ،
وابن عامر في رواية : بتاء الخطاب .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=29انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=30انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=31لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=32إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=33كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=34وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=35هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=36وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=37وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=38هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=39فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=40وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=41إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=42وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=43كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=44إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=45وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=46كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=47وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=48وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=49وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=50فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ) يُقَالُ لِلْمُكَذِّبِينَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=29nindex.php?page=treesubj&link=29048انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ) : أَيِ مِنَ الْعَذَابِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=30انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ) : أَمْرٌ ، قِرَاءَةُ الْجُمْهُورِ تَكْرَارًا أَوْ بَيَانًا لِلْمُنْطَلَقِ إِلَيْهِ ، وَقَرَأَ
رُوَيْسٌ عَنْ
يَعْقُوبَ : بِفَتْحِ اللَّامِ عَلَى مَعْنَى الْخَبَرِ ، كَأَنَّهُمْ لَمَّا أُمِرُوا امْتَثَلُوا فَانْطَلَقُوا ، إِذْ لَا يُمْكِنُهُمُ التَّأْخِيرُ ، إِذْ صَارُوا مُضْطَرِّينَ إِلَى الِانْطِلَاقِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=30ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ ) قَالَ
عَطَاءٌ : هُوَ دُخَانُ جَهَنَّمَ ، وَرُوِيَ أَنَّهُ يَعْلُو مِنْ ثَلَاثَةِ مَوَاضِعَ يَظُنُّ الْكُفَّارُ أَنَّهُ مُغْنٍ مِنَ النَّارِ ، فَيُهْرَعُونَ إِلَيْهِ فَيَجِدُونَهُ عَلَى أَسْوَأِ وَصْفٍ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ :
[ ص: 407 ] يُقَالُ ذَلِكَ لِعَبَدَةِ الصَّلِيبِ ، فَالْمُؤْمِنُونَ فِي ظِلِّ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَهُمْ فِي ظِلِّ مَعْبُودِهِمْ وَهُوَ الصَّلِيبُ لَهُ ثَلَاثُ شُعَبٍ ، وَالشِّعْبُ : مَا تَفَرَّقَ مِنْ جِسْمٍ وَاحِدٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=31لَا ظَلِيلٍ ) : نَفْيٌ لِمَحَاسِنِ الظِّلِّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=31وَلَا يُغْنِي ) : أَيْ وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مِنْ حَرِّ اللَّهَبِ شَيْئًا (
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=32إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ ) : الضَّمِيرُ فِي إِنَّهَا لِجَهَنَّمَ ، وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( بِشَرَرٍ )
وَعِيسَى : بِشَرَارٍ بِأَلِفٍ بَيْنَ الرَّاءَيْنِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ ،
وَابْنُ مِقْسَمٍ كَذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُ كَسَرَ الشِّينَ ، فَاحْتَمَلَ أَنْ يَكُونَ جَمْعَ شَرَرٍ ، أَيْ بِشِرَارٍ مِنَ الْعَذَابِ ، وَأَنْ يَكُونَ صِفَةً أُقِيمَتْ مَقَامَ مَوْصُوفِهَا ، أَيْ بِشِرَارٍ مِنَ النَّاسِ ، كَمَا تَقُولُ : قَوْمٌ شِرَارٌ جَمْعُ شَرٍّ غَيْرُ أَفْعَلِ التَّفْضِيلِ ، وَقَوْمٌ خِيَارٌ جَمْعُ خَيْرٍ غَيْرُ أَفْعَلِ التَّفْضِيلِ ، وَيُؤَنَّثُ هَذَا فَيُقَالُ لِلْمُؤَنَّثِ : شَرَّةٌ وَخَيْرَةٌ بِخِلَافِهِمَا ، إِذَا كَانَا لِلتَّفْضِيلِ ، فَلَهُمَا أَحْكَامٌ مَذْكُورَةٌ فِي النَّحْوِ ، وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( كَالْقَصْرِ )
nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13033وَابْنُ جُبَيْرٍ ، وَ
مُجَاهِدٌ ،
وَالْحَسَنُ ،
وَابْنُ مِقْسَمٍ : بِفَتْحِ الْقَافِ وَالصَّادِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13033وَابْنُ جُبَيْرٍ أَيْضًا
وَالْحَسَنُ أَيْضًا : كَالْقِصَرِ ، بِكَسْرِ الْقَافِ وَفَتْحِ الصَّادِ ، وَبَعْضُ الْقُرَّاءِ : بِفَتْحِ الْقَافِ وَكَسْرِ الصَّادِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=10وَابْنُ مَسْعُودٍ : بِضَمِّهِمَا ، كَأَنَّهُ مَقْصُورٌ مِنَ الْقُصُورِ ، كَمَا قَصَرُوا النَّجْمَ وَالنَّمِرَ مِنَ النُّجُومِ وَالنُّمُورِ ، قَالَ الرَّاجِزُ :
فِيهَا عَنَابِيلُ أُسُودٌ وَنَمِرُ
وَتَقَدَّمَ شَرْحُ أَكْثَرِ هَذِهِ الْقِرَاءَاتِ فِي الْمُفْرَدَاتِ ، وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ ، وَمِنْهُمْ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ : ( جِمَالَاتٌ ) بِكَسْرِ الْجِيمِ وَبِالْأَلِفِ وَالتَّاءِ ، جَمْعُ جِمَالٍ جَمْعُ الْجَمْعِ وَهِيَ الْإِبِلُ ، كَقَوْلِهِمْ : رِجَالَاتُ
قُرَيْشٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ وَقَتَادَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13033وَابْنُ جُبَيْرٍ ،
وَالْحَسَنُ ،
وَأَبُو رَجَاءٍ بِخِلَافٍ عَنْهُمْ كَذَلِكَ ، إِلَّا أَنَّهُمْ ضَمُّوا الْجِيمَ ، وَهِيَ جُمَالُ السُّفُنِ ، الْوَاحِدُ مِنْهَا جُمْلَةٌ لِكَوْنِهِ جُمْلَةً مِنَ الطَّاقَاتِ وَالْقُوَى ، ثُمَّ جُمِعَ عَلَى جُمَلٍ وَجِمَالٍ ، ثُمَّ جُمِعَ جُمَالٌ ثَانِيًا جَمْعُ صِحَّةٍ فَقَالُوا : جُمَالَاتٌ . وَقِيلَ : الْجِمَالَاتُ : قُلُوصُ الْجُسُورِ . وَقَرَأَ
حَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ وَحَفْصٌ ،
وَأَبُو عَمْرٍو فِي رِوَايَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=13721الْأَصْمَعِيِّ ،
وَهَارُونُ عَنْهُ : جِمَالَةٌ بِكَسْرِ الْجِيمِ ، لَحِقَتْ جِمَالًا التَّاءُ لِتَأْنِيثِ الْجَمْعِ ، كَحَجَرٍ وَحِجَارَةٍ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
وَالسُّلَمِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ ،
وَأَبُو حَيْوَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11934وَأَبُو بَحْرِيَّةَ nindex.php?page=showalam&ids=12356وَابْنُ أَبِي عَبْلَةَ وَرُوَيْسٌ : كَذَلِكَ ، إِلَّا أَنَّهُمْ ضَمُّوا الْجِيمَ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=13033وَابْنُ جُبَيْرٍ : الْجِمَالَاتُ : قُلُوصُ السُّفُنِ ، وَهِيَ حِبَالُهُ الْعِظَامُ ، إِذَا اجْتَمَعَتْ مُسْتَدِيرَةً بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ جَاءَ مِنْهَا أَجْرَامٌ عِظَامٌ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ أَيْضًا : الْجِمَالَاتُ : قِطَعُ النُّحَاسِ الْكِبَارُ ، وَكَانَ اشْتِقَاقُ هَذِهِ مِنِ اسْمِ الْجُمْلَةِ ، وَقَرَأَ الْحَسَنُ : صُفُرٌ ، بِضَمِّ الْفَاءِ ، وَالْجُمْهُورُ : بِإِسْكَانِهَا ، شَبَّهَ الشَّرَرَ أَوَّلًا بِالْقَصْرِ ، وَهُوَ الْحِصْنُ مِنْ جِهَةِ الْعِظَمِ وَمِنْ جِهَةِ الطُّولِ فِي الْهَوَاءِ ، وَثَانِيًا بِالْجِمَالِ لِبَيَانِ التَّشْبِيهِ ، أَلَا تَرَاهُمْ يُشَبِّهُونَ الْإِبِلَ بِالْأَفْدَانِ ، وَهِيَ الْقُصُورُ ؟ قَالَ الشَّاعِرُ :
فَوَقَفْتُ فِيهَا نَاقَتِي فَكَأَنَّهَا فَدَنٌ لِأَقْضِيَ حَاجَةَ الْمُتَلَوِّمِ
وَمَنْ قَرَأَ بِضَمِّ الْجِيمِ ، فَالتَّشْبِيهُ مِنْ جِهَةِ الْعِظَمِ وَالطُّولِ ، وَالصُّفْرَةُ الْفَاقِعَةُ أَشْبَهُ بِلَوْنِ الشَّرَرِ ، قَالَهُ الْجُمْهُورُ : وَقِيلَ : صُفْرٌ سُودٌ ، وَقِيلَ : سُودٌ تَضْرِبُ إِلَى الصُّفْرَةِ ، وَقَالَ
عِمْرَانُ بْنُ حِطَّانَ الرَّقَاشِيُّ :
دَعَتْهُمْ بِأَعْلَى صَوْتِهَا وَرَمَتْهُمْ بِمِثْلِ الْجِمَالِ الصُّفْرِ نَزَّاعَةُ الشَّوَى
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ nindex.php?page=showalam&ids=13723وَالْأَعْرَجُ nindex.php?page=showalam&ids=15948وَزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ وَعِيسَى وَأَبُو حَيْوَةَ وَعَاصِمٌ فِي رِوَايَةٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=35هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ ) بِفَتْحِ الْمِيمِ ، وَالْجُمْهُورُ : بِرَفْعِهَا ، قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : لَمَّا أَضَافَ إِلَى غَيْرِ مُتَمَكِّنٍ بَنَاهُ فَهِيَ فَتْحَةُ بِنَاءٍ ، وَهِيَ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ ، وَقَالَ صَاحِبُ اللَّوَامِحِ : قَالَ
عِيسَى : هِيَ لُغَةُ سُفْلَى
مُضَرَ ، يَعْنِي بِنَاءَهُمْ يَوْمَ مَعَ لَا عَلَى الْفَتْحِ ، لِأَنَّهُمْ جَعَلُوا يَوْمَ مَعَ لَا كَالِاسْمِ الْوَاحِدِ ، فَهُوَ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ لِأَنَّهُ خَبَرُ الْمُبْتَدَأِ . انْتَهَى . وَالْجُمْلَةُ الْمُصَدَّرَةُ بِمُضَارِعٍ مُثْبَتٍ أَوْ مَنْفِيٍّ لَا يُجِيزُ الْبَصْرِيُّونَ فِي الظَّرْفِ الْمُضَافِ إِلَيْهَا الْبِنَاءَ بِوَجْهٍ ، وَإِنَّمَا هَذَا مَذْهَبٌ كُوفِيٌّ ، قَالَ صَاحِبُ اللَّوَامِحِ : وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ نَصْبًا صَحِيحًا عَلَى الظَّرْفِ ، فَيَصِيرُ هَذَا إِشَارَةً إِلَى مَا تَقَدَّمَهُ مِنَ الْكَلَامِ دُونَ إِشَارَةٍ إِلَى ( يَوْمَ ) ، وَيَكُونُ الْعَامِلُ فِي نَصْبِ ( يَوْمَ ) نِدَاءٌ تَقَدَّمَهُ مِنْ صِفَةِ
[ ص: 408 ] جَهَنَّمَ ، وَرَمْيِهَا بِالشَّرَرِ فِي ( يَوْمَ لَا يَنْطِقُونَ ) ، فَيَكُونُ يَوْمَئِذٍ كَلَامًا مُعْتَرِضًا لَا يَمْنَعُ مِنْ تَفْرِيغِ الْعَامِلِ لِلْمَعْمُولِ ، كَمَا كَانَتْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=47فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=48ذَوَاتَا أَفْنَانٍ ) انْتَهَى . وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ ظَرْفًا ، وَتَكُونَ الْإِشَارَةُ بِهَذَا إِلَى رَمْيِهَا بِشَرَرٍ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَنَصَبَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ ، أَيْ هَذَا الَّذِي قَصَّ عَلَيْكُمْ وَاقِعٌ يَوْمَئِذٍ ، وَهُنَا نَفْيُ نُطْقِهِمْ ، وَقَدْ أَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ أَنَّهُمْ نَطَقُوا فِي مَوَاضِعَ مِنْ هَذَا الْيَوْمِ ، وَذَلِكَ بِاعْتِبَارِ طُولِ الْيَوْمِ ، فَيَصِحُّ أَنْ يَنْفِيَ الْقَوْلَ فِيهِ فِي وَقْتٍ وَيُثْبِتَ فِي وَقْتٍ ، أَوْ نَفَى نُطْقَهُمْ بِحُجَّةٍ تَنْفَعُ وَجَعَلَ نُطْقَهُمْ بِمَا لَا يَنْفَعُ كَلَا نُطْقٍ .
وَقَرَأَ الْقُرَّاءُ كُلُّهُمْ فِيمَا أَعْلَمُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=36وَلَا يُؤْذَنُ ) مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ . وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=13757أَبُو عَلِيٍّ الْأَهْوَازِيُّ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ قَرَأَ : وَلَا يَأْذَنُ مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ أَيِ اللَّهُ تَعَالَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=36فَيَعْتَذِرُونَ ) : عَطْفٌ عَلَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=36وَلَا يُؤْذَنُ ) دَاخِلٌ فِي حَيِّزِ نَفْيِ الْإِذْنِ ، أَيْ فَلَا إِذْنٌ فَاعْتِذَارٌ ، وَلَمْ يَجْعَلِ الِاعْتِذَارَ مُتَسَبِّبًا عَنِ الْإِذْنِ فَيُنْصَبُ . وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : وَلَمْ يُنْصَبْ فِي جَوَابِ النَّفْيِ لِتَشَابُهِ رُءُوسِ الْآيِ ، وَالْوَجْهَانِ جَائِزَانِ . انْتَهَى . فَجَعَلَ امْتِنَاعَ النَّصْبِ هُوَ تُشَابُهُ رُءُوسِ الْآيِ ، وَقَالَ الْوَجْهَانِ جَائِزَانِ فَظَهَرَ مِنْ كَلَامِهِ اسْتِوَاءُ الرَّفْعِ وَالنَّصْبِ وَأَنَّ مَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ لِأَنَّ الرَّفْعَ كَمَا ذَكَرْنَا لَا يَكُونُ مُتَسَبِّبًا بَلْ صَرِيحُ عَطْفٍ ، وَالنَّصْبُ يَكُونُ فِيهِ مُتَسَبِّبًا فَافْتَرَقَا ، وَذَهَبَ
أَبُو الْحَجَّاجِ الْأَعْلَمُ إِلَى أَنَّهُ قَدْ يُرْفَعُ الْفِعْلُ وَيَكُونُ مَعْنَاهُ الْمَنْصُوبَ بَعْدَ الْفَاءِ وَذَلِكَ قَلِيلٌ ، وَإِنَّمَا جَعَلَ النَّحْوِيُّونَ مَعْنَى الرَّفْعِ غَيْرَ مَعْنَى النَّصْبِ رَعْيًا لِلْأَكْثَرِ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ ، وَجَعَلَ دَلِيلَهُ ذَلِكَ ، وَهَذِهِ الْآيَةُ كَظَاهِرِ كَلَامِ
ابْنِ عَطِيَّةَ ، وَقَدْ رَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ
ابْنُ عُصْفُورٍ وَغَيْرُهُ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=38هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ ) لِلْكُفَّارِ ، ( وَالْأَوَّلِينَ ) :
قَوْمَ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَغَيْرَهُمْ مِنَ الْكُفَّارِ الَّذِينَ تَقَدَّمَ زَمَانُهُمْ عَلَى زَمَانِ الْمُخَاطَبِينَ ، أَيْ جَمَعْنَاكُمْ لِلْفَصْلِ بَيْنَ السُّعَدَاءِ وَالْأَشْقِيَاءِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=39فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ ) : أَيْ فِي هَذَا الْيَوْمِ ، كَمَا كَانَ لَكُمْ فِي الدُّنْيَا مَا تَكِيدُونَ بِهِ دِينَ اللَّهِ وَأَوْلِيَاءَهُ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=39فَكِيدُونِ ) الْيَوْمَ ، وَهَذَا تَعْجِيزٌ لَهُمْ وَتَوْبِيخٌ ، وَلَمَّا كَانَ فِي سُورَةِ الْإِنْسَانِ ذَكَرَ نَزْرًا مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=30339أَحْوَالِ الْكُفَّارِ فِي الْآخِرَةِ ، وَأَطْنَبَ فِي وَصْفِ
nindex.php?page=treesubj&link=29675أَحْوَالِ الْمُؤْمِنِينَ فِيهَا ، جَاءَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ الْإِطْنَابُ فِي وَصْفِ الْكُفَّارِ وَالْإِيجَازُ فِي وَصْفِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَوَقَعَ بِذَلِكَ الِاعْتِدَالُ بَيْنَ السُّورَتَيْنِ ، وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=41فِي ظِلَالٍ ) جَمْعُ ظِلٍّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ : فِي ظُلَلٍ جَمْعُ ظُلَّةٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=43كُلُوا وَاشْرَبُوا ) خِطَابٌ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَلَى إِضْمَارِ الْقَوْلِ ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=43بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) . (
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=46كُلُوا وَتَمَتَّعُوا ) خِطَابٌ لِلْكُفَّارِ فِي الدُّنْيَا ، ( قَلِيلًا ) : أَيْ زَمَانًا قَلِيلًا ، إِذْ قُصَارَى أَكْلِكُمْ وَتَمَتُّعِكُمُ الْمَوْتُ ، وَهُوَ خِطَابُ تَهْدِيدٍ لِمَنْ أَجْرَمَ مِنْ
قُرَيْشٍ وَغَيْرِهِمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=48وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا ) مَنْ قَالَ إِنَّهَا مَكِّيَّةٌ ، قَالَ هِيَ فِي
قُرَيْشٍ ، وَمَنْ قَالَ إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ مَدَنِيَّةٌ قَالَ هِيَ فِي الْمُنَافِقِينَ ، وَقَالَ
مُقَاتِلٌ : نَزَلَتْ
فِي ثَقِيفٍ ، قَالُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : حُطَّ عَنَّا الصَّلَاةَ فَإِنَّا لَا نَنْحَنِي ، إِنَّهَا مَسَبَّةٌ ، فَأَبَى وَقَالَ : لَا خَيْرَ فِي دِينٍ لَا صَلَاةَ فِيهِ . وَمَعْنَى ارْكَعُوا : اخْشَعُوا لِلَّهِ وَتَوَاضَعُوا لَهُ بِقَبُولِ وَحْيِهِ ، وَقِيلَ : الرُّكُوعُ هُنَا عِبَارَةٌ عَنِ الصَّلَاةِ ، وَخَصَّ مِنْ أَفْعَالِهَا الرُّكُوعَ ؛ لِأَنَّ الْعَرَبَ كَانُوا يَأْنَفُونَ مِنَ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ ، وَجَاءَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ بَعْدَ كُلِّ جُمْلَةٍ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=49وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ) لِأَنَّ كُلَّ جُمْلَةٍ مِنْهَا فِيهَا إِخْبَارُ اللَّهِ تَعَالَى عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ أَحْوَالِ الْآخِرَةِ وَتَقْرِيرَاتٍ مِنْ أَحْوَالِ الدُّنْيَا ، فَنَاسَبَ أَنْ نَذْكُرَ الْوَعِيدَ عَقِيبَ كُلِّ جُمْلَةٍ مِنْهَا لِلْمُكَذِّبِ بِالْوَيْلِ فِي يَوْمِ الْآخِرَةِ ، وَالضَّمِيرُ فِي ( بَعْدَهُ ) عَائِدٌ عَلَى الْقُرْآنِ ، وَالْمَعْنَى أَنَّهُ قَدْ تَضَمَّنَ مِنَ الْإِعْجَازِ وَالْبَلَاغَةِ وَالْأَخْبَارِ الْمُغَيَّبَاتِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا احْتَوَى عَلَيْهِ مَا لَمْ يَتَضَمَّنْهُ كِتَابٌ إِلَهِيٌّ ، فَإِذَا كَانُوا مُكَذِّبِينَ بِهِ ، فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُصَدِّقُونَ بِهِ ؟ أَيْ لَا يُمْكِنُ تَصْدِيقُهُمْ بِحَدِيثٍ بَعْدَ أَنْ كَذَّبُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ الَّذِي هُوَ الْقُرْآنُ ، وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( يُؤْمِنُونَ ) بِيَاءِ الْغَيْبَةِ ،
وَيَعْقُوبُ ،
وَابْنُ عَامِرٍ فِي رِوَايَةٍ : بِتَاءِ الْخِطَابِ .