قوله عز وجل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=27nindex.php?page=treesubj&link=29050أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=28رفع سمكها فسواها nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=29وأغطش ليلها وأخرج ضحاها nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=30والأرض بعد ذلك دحاها nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=31أخرج منها ماءها ومرعاها nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=32والجبال أرساها nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=33متاعا لكم ولأنعامكم nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=34فإذا جاءت الطامة الكبرى nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=35يوم يتذكر الإنسان ما سعى nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=36وبرزت الجحيم لمن يرى nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=37فأما من طغى nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=38وآثر الحياة الدنيا nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=39فإن الجحيم هي المأوى nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=40وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=41فإن الجنة هي المأوى nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=42يسألونك عن الساعة أيان مرساها nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=43فيم أنت من ذكراها nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=44إلى ربك منتهاها nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=45إنما أنت منذر من يخشاها nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=46كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها ) .
الخطاب الظاهر أنه عام ، والمقصود الكفار منكرو البعث ، وقفهم على قدرته تعالى (
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=27أشد خلقا ) أي أصعب إنشاء (
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=27أم السماء ) فالمسئول عن هذا يجيب ولا بد
nindex.php?page=treesubj&link=31756السماء ، لما يرى من ديمومة بقائها وعدم تأثيرها ، ثم بين تعالى كيفية خلقها (
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=28رفع سمكها ) : أي جعل مقدارها بها في العلو مديدا رفيعا مقدار خمسمائة عام ، والسمك : الارتفاع الذي بين سطح السماء التي تليها وسطحها الأعلى الذي يلي ما فوقها . ( فسواها ) أي جعلها ملساء مستوية ، ليس فيها مرتفع ولا منخفض ، أو تممها وأتقن إنشاءها بحيث إنها محكمة الصنعة (
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=29وأغطش ) :
[ ص: 423 ] أي أظلم ليلها ( وأخرج ) أبرز ضوء شمسها ، كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=1والشمس وضحاها ) وقولهم : وقت الضحى : الوقت الذي تشرق فيه الشمس ، وأضيف الليل والضحى إلى السماء ؛ لأن الليل ظلها ، والضحى هو نور سراجها .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=30والأرض بعد ذلك ) أي بعد خلق السماء وما فعل فيها (
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=30دحاها ) أي بسطها ، فخلق
nindex.php?page=treesubj&link=31756الأرض ثم السماء ثم دحا الأرض . وقرأ الجمهور : ( والأرض ) ، ( والجبال ) بنصبهما ،
والحسن ،
وأبو حيوة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16711وعمرو بن عبيد ،
nindex.php?page=showalam&ids=12356وابن أبي عبلة وأبو السمال : برفعهما ،
وعيسى : برفع الأرض ، وأضيف الماء والمرعى إلى الأرض ؛ لأنهما يظهران منها ، والجمهور : ( متاعا ) بالنصب ، أي فعل ذلك - لكم ،
nindex.php?page=showalam&ids=12356وابن أبي عبلة : بالرفع ، أي ذلك متاع . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : فإن قلت : فهلا أدخل حرف العطف على أخرج ؟ قلت : فيه وجهان ، أحدهما : أن يكون معنى (
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=30دحاها ) : بسطها ومهدها للسكنى ، ثم فسر التمهيد بما لا بد منه في تأتي سكناها من تسوية أمر المأكل والمشرب وإمكان القرار عليها . والثاني : أن يكون ( أخرج ) حالا بإضمار قد ، كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=90أو جاءوكم حصرت صدورهم ) . انتهى . وإضمار قد قول
للبصريين ، ومذهب
الكوفيين والأخفش : أن الماضي يقع حالا ، ولا يحتاج إلى إضمار قد ، وهو الصحيح ، ففي كلام العرب وقع ذلك كثيرا . انتهى . (
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=31ومرعاها ) : مفعل من الرعي ، فيكون مكانا وزمانا ومصدرا ، وهو هنا مصدر يراد به اسم المفعول ، كأنه قيل : ومرعيها ، أي : النبات الذي يرعى ، وقدم الماء على المرعى ؛ لأنه سبب في وجود المرعى ، وشمل (
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=31ومرعاها ) ما يتقوت به الآدمي والحيوان غيره ، فهو في حق الآدمي استعارة ، ولهذا قيل : دل الله سبحانه وتعالى بذكر الماء والمرعى على عامة ما يرتفق به ويتمتع مما يخرج من الأرض حتى الملح ، لأنه من الماء .
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=27nindex.php?page=treesubj&link=29050أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=28رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=29وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=30وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=31أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=32وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=33مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=34فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=35يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=36وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=37فَأَمَّا مَنْ طَغَى nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=38وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=39فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=40وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=41فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=42يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=43فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=44إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=45إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=46كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا ) .
الْخِطَابُ الظَّاهِرُ أَنَّهُ عَامٌّ ، وَالْمَقْصُودُ الْكُفَّارُ مُنْكِرُو الْبَعْثِ ، وَقَفَهُمْ عَلَى قُدْرَتِهِ تَعَالَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=27أَشَدُّ خَلْقًا ) أَيْ أَصْعَبُ إِنْشَاءً (
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=27أَمِ السَّمَاءُ ) فَالْمَسْئُولُ عَنْ هَذَا يُجِيبُ وَلَا بُدَّ
nindex.php?page=treesubj&link=31756السَّمَاءُ ، لِمَا يَرَى مِنْ دَيْمُومَةِ بَقَائِهَا وَعَدَمِ تَأْثِيرِهَا ، ثُمَّ بَيَّنَ تَعَالَى كَيْفِيَّةَ خَلْقِهَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=28رَفَعَ سَمْكَهَا ) : أَيْ جَعَلَ مِقْدَارَهَا بِهَا فِي الْعُلُوِّ مَدِيدًا رَفِيعًا مِقْدَارَ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ ، وَالسَّمْكُ : الِارْتِفَاعُ الَّذِي بَيْنَ سَطْحِ السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا وَسَطْحِهَا الْأَعْلَى الَّذِي يَلِي مَا فَوْقَهَا . ( فَسَوَّاهَا ) أَيْ جَعَلَهَا مَلْسَاءَ مُسْتَوِيَةً ، لَيْسَ فِيهَا مُرْتَفِعٌ وَلَا مُنْخَفِضٌ ، أَوْ تَمَّمَهَا وَأَتْقَنَ إِنْشَاءَهَا بِحَيْثُ إِنَّهَا مُحْكَمَةُ الصَّنْعَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=29وَأَغْطَشَ ) :
[ ص: 423 ] أَيْ أَظْلَمَ لَيْلَهَا ( وَأَخْرَجَ ) أَبْرَزَ ضَوْءَ شَمْسِهَا ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=1وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ) وَقَوْلِهِمْ : وَقْتُ الضُّحَى : الْوَقْتُ الَّذِي تُشْرِقُ فِيهِ الشَّمْسُ ، وَأُضِيفَ اللَّيْلُ وَالضُّحَى إِلَى السَّمَاءِ ؛ لِأَنَّ اللَّيْلَ ظِلُّهَا ، وَالضُّحَى هُوَ نُورُ سِرَاجِهَا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=30وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ ) أَيْ بَعْدَ خَلْقِ السَّمَاءِ وَمَا فَعَلَ فِيهَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=30دَحَاهَا ) أَيْ بَسَطَهَا ، فَخَلَقَ
nindex.php?page=treesubj&link=31756الْأَرْضَ ثُمَّ السَّمَاءَ ثُمَّ دَحَا الْأَرْضَ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( وَالْأَرْضَ ) ، ( وَالْجِبَالَ ) بِنَصْبِهِمَا ،
وَالْحَسَنُ ،
وَأَبُو حَيْوَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16711وَعَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12356وَابْنُ أَبِي عَبْلَةَ وَأَبُو السَّمَّالِ : بِرَفْعِهِمَا ،
وَعِيسَى : بِرَفْعِ الْأَرْضِ ، وَأُضِيفَ الْمَاءُ وَالْمَرْعَى إِلَى الْأَرْضِ ؛ لِأَنَّهُمَا يَظْهَرَانِ مِنْهَا ، وَالْجُمْهُورُ : ( مَتَاعًا ) بِالنَّصْبِ ، أَيْ فَعَلَ ذَلِكَ - لَكُمْ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12356وَابْنُ أَبِي عَبْلَةَ : بِالرَّفْعِ ، أَيْ ذَلِكَ مَتَاعٌ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : فَإِنْ قُلْتَ : فَهَلَّا أَدْخَلَ حَرْفَ الْعَطْفِ عَلَى أَخْرَجَ ؟ قُلْتُ : فِيهِ وَجْهَانِ ، أَحَدُهُمَا : أَنْ يَكُونَ مَعْنَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=30دَحَاهَا ) : بَسَطَهَا وَمَهَّدَهَا لِلسُّكْنَى ، ثُمَّ فَسَّرَ التَّمْهِيدَ بِمَا لَا بُدَّ مِنْهُ فِي تَأَتِّي سُكْنَاهَا مِنْ تَسْوِيَةِ أَمْرِ الْمَأْكَلِ وَالْمُشْرَبِ وَإِمْكَانِ الْقَرَارِ عَلَيْهَا . وَالثَّانِي : أَنْ يَكُونَ ( أَخْرَجَ ) حَالًا بِإِضْمَارِ قَدْ ، كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=90أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ ) . انْتَهَى . وَإِضْمَارُ قَدْ قَوْلٌ
لِلْبَصْرِيِّينَ ، وَمَذْهَبُ
الْكُوفِيِّينَ وَالْأَخْفَشِ : أَنَّ الْمَاضِيَ يَقَعُ حَالًا ، وَلَا يَحْتَاجُ إِلَى إِضْمَارِ قَدْ ، وَهُوَ الصَّحِيحُ ، فَفِي كَلَامِ الْعَرَبِ وَقَعَ ذَلِكَ كَثِيرًا . انْتَهَى . (
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=31وَمَرْعَاهَا ) : مَفْعَلٌ مِنَ الرَّعْيِ ، فَيَكُونُ مَكَانًا وَزَمَانًا وَمَصْدَرًا ، وَهُوَ هُنَا مَصْدَرٌ يُرَادُ بِهِ اسْمُ الْمَفْعُولِ ، كَأَنَّهُ قِيلَ : وَمَرْعِيَّهَا ، أَيِ : النَّبَاتُ الَّذِي يُرْعَى ، وَقَدَّمَ الْمَاءَ عَلَى الْمَرْعَى ؛ لِأَنَّهُ سَبَبٌ فِي وُجُودِ الْمَرْعَى ، وَشَمِلَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=31وَمَرْعَاهَا ) مَا يَتَقَوَّتُ بِهِ الْآدَمِيُّ وَالْحَيَوَانُ غَيْرُهُ ، فَهُوَ فِي حَقِّ الْآدَمِيِّ اسْتِعَارَةٌ ، وَلِهَذَا قِيلَ : دَلَّ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِذِكْرِ الْمَاءِ وَالْمَرْعَى عَلَى عَامَّةِ مَا يُرْتَفَقُ بِهِ وَيُتَمَتَّعُ مِمَّا يَخْرُجُ مِنَ الْأَرْضِ حَتَّى الْمِلْحِ ، لِأَنَّهُ مِنَ الْمَاءِ .