سورة الانفطار مكية وهي تسع عشرة آية
بسم الله الرحمن الرحيم
(
nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29053إذا السماء انفطرت nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=2وإذا الكواكب انتثرت nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=3وإذا البحار فجرت nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=4وإذا القبور بعثرت nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=5علمت نفس ما قدمت وأخرت nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=6يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=7الذي خلقك فسواك فعدلك nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=8في أي صورة ما شاء ركبك nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=9كلا بل تكذبون بالدين nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=10وإن عليكم لحافظين nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=11كراما كاتبين nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=12يعلمون ما تفعلون nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=13إن الأبرار لفي نعيم nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=14وإن الفجار لفي جحيم nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=15يصلونها يوم الدين nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=16وما هم عنها بغائبين nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=17وما أدراك ما يوم الدين nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=18ثم ما أدراك ما يوم الدين nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=19يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله )
( بعثرت المتاع : قلبته ظهرا لبطن ، وبعثرت الحوض وبحثرته : هدمته وجعلت أعلاه أسفله .
[ ص: 436 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=1إذا السماء انفطرت nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=2وإذا الكواكب انتثرت nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=3وإذا البحار فجرت nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=4وإذا القبور بعثرت nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=5علمت نفس ما قدمت وأخرت nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=6ياأيها الإنسان ما غرك بربك الكريم nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=7الذي خلقك فسواك فعدلك nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=8في أي صورة ما شاء ركبك nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=9كلا بل تكذبون بالدين nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=10وإن عليكم لحافظين nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=11كراما كاتبين nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=12يعلمون ما تفعلون nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=13إن الأبرار لفي نعيم nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=14وإن الفجار لفي جحيم nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=15يصلونها يوم الدين nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=16وما هم عنها بغائبين nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=17وما أدراك ما يوم الدين nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=18ثم ما أدراك ما يوم الدين nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=19يوم لا تملك نفس لنفس شيئا nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=19والأمر يومئذ لله ) .
هذه السورة مكية ، وانفطارها تقدم الكلام فيه ، وانتثار الكواكب : سقوطها من مواضعها كالنظام . وقرأ الجمهور : ( فجرت ) بتشديد الجيم ، و
مجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=14355والربيع بن خيثم ،
والزعفراني ،
nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري : بخفها ، وتفجيرها من امتلائها ، فتفجر من أعلاها وتفيض على ما يليها ، أو من أسفلها فيذهب الله ماءها حيث أراد . وعن
مجاهد : فجرت مبنيا للفاعل مخففا بمعنى : بغت لزوال البرزخ نظرا إلى قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=20لا يبغيان ) لأن البغي والفجر متقابلان ( بعثرت ) قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : بحثت . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : أثيرت لبعث الأموات . وقال
الفراء : أخرج ما في بطنها من الذهب والفضة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : بعثر وبحثر بمعنى واحد ، وهما مركبان من البعث والبحث مع راء مضمومة إليهما ، والمعنى : بحثت وأخرج موتاها . وقيل لبراءة : المبعثرة ، لأنها بعثرت أسرار المنافقين . انتهى . فظاهر قوله أنهما مركبان أن مادتهما ما ذكر ، وأن الراء ضمت إلى هذه المادة ، والأمر ليس كما يقتضيه كلامه ؛ لأن الراء ليست من حروف الزيادة ، بل هما مادتان مختلفتان وإن اتفقا من حيث المعنى . وأما أن إحداهما مركبة من كذا فلا ، ونظيره قولهم : دمث ودمثر وسبط وسبطر (
nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=29053ما قدمت وأخرت ) تقدم الكلام على شبهه في سورة القيامة .
وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=6ما غرك ) فما استفهامية . وقرأ
ابن جبير nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش : ما أغرك بهمز ، فاحتمل أن يكون تعجبا ، واحتمل أن تكون ما استفهامية ، وأغرك بمعنى أدخلك في الغر . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : من قولك غر الرجل فهو غار ، إذا غفل من قولك بينهم العدو وهم غارون ، وأغره غيره : جعله غارا . انتهى . وروي
أنه ، عليه الصلاة والسلام ، قرأ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=6nindex.php?page=treesubj&link=29053ما غرك بربك الكريم ) فقال : جهله وقاله
عمر رضي الله تعالى عنه ، وقرأ أنه كان ظلوما جهولا ، وهذا يترتب في الكافر والعاصي . وقال
قتادة : عدوه المسلط عليه ، وقيل : ستر الله عليه . وقيل : كرم الله ولطفه يلقن هذا الجواب ، فهذا لطف بالعاصي المؤمن . وقيل : عفوه عنه إن لم يعاقبه أول مرة . وقال
الفضيل رضي الله عنه : ستره المرخى . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12762ابن السماك :
يا كاتم الذنب أما تستحي والله في الخلوة رائيكا
غرك من ربك إمهاله وستره طول مساويكا
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : في جواب
الفضيل ، وهذا على سبيل الاعتراف بالخطأ . بالاغترار بالستر ، وليس باعتذار كما يظنه الطماع ، ويظن به قصاص الحشوية ، ويروون عن أئمتهم إنما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=6بربك الكريم ) دون سائر صفاته ، ليلقن عبده الجواب حتى يقول : غرني كونه الكريم . انتهى . وهو عادته في الطعن على أهل السنة ، ( فسواك ) جعلك سويا في أعضائك ( فعدلك ) صيرك معتدلا متناسب الخلق من غير تفاوت .
[ ص: 437 ] وقرأ
الحسن ،
nindex.php?page=showalam&ids=16711وعمرو بن عبيد ،
وطلحة ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش ،
وعيسى ،
وأبو جعفر والكوفيون : بخف الدال ، وباقي السبعة : بشدها . وقراءة التخفيف إما أن تكون كقراءة التشديد ، أي عدل بعض أعضائك ببعض حتى اعتدلت ، وإما أن يكون معناه فصرفك . يقال : عدله عن الطريق : أي عدلك عن خلقة غيرك إلى خلقة حسنة مفارقة لسائر الخلق ، أو فعدلك إلى بعض الأشكال والهيئات ، والظاهر أن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=29053في أي صورة ) يتعلق بربك ، أي وضعك في صورة اقتضتها مشيئته من حسن وطول وذكورة ، وشبه ببعض الأقارب أو مقابل ذلك . وما زائدة ، وشاء في موضع الصفة لصورة ، ولم يعطف ( ركبك ) بالفاء كالذي قبله ؛ لأنه بيان لعدلك ، وكون في ( أي صورة ) متعلقا بربك هو قول الجمهور . وقيل : يتعلق بمحذوف ، أي ركبك حاصلا في بعض الصور . وقال بعض المتأولين : إنه يتعلق بقوله : ( فعدلك ) أي : فعدلك في صورة أي صورة ، وأي تقتضي التعجيب والتعظيم ، فلم يجعلك في صورة خنزير أو حمار ، وعلى هذا تكون ما منصوبة ب ( شاء ) ، كأنه قال : أي تركيب حسن شاء ركبك ، والتركيب : التأليف وجمع شيء إلى شيء ، وأدغم خارجة عن
نافع ( ركبك كلا ) ،
كأبي عمرو في إدغامه الكبير . وكلا : ردع وزجر لما دل عليه ما قبله من اغترارهم بالله تعالى ، أو لما دل عليه ما بعد كلا من تكذيبهم بيوم الجزاء والدين أو شريعة الإسلام . وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=9بل تكذبون ) بالتاء خطابا للكفار ،
والحسن ،
وأبو جعفر ،
وشيبة ،
وأبو بشر : بياء الغيبة .
سُورَةُ الِانْفِطَارِ مَكِّيَّةٌ وَهِيَ تِسْعَ عَشْرَةَ آيَةً
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(
nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29053إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=2وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=3وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=4وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=5عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=6يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=7الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=8فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=9كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=10وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=11كِرَامًا كَاتِبِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=12يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=13إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=14وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=15يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=16وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=17وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=18ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=19يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ )
( بَعْثَرْتُ الْمَتَاعَ : قَلَبْتُهُ ظَهْرًا لِبَطْنٍ ، وَبَعْثَرْتُ الْحَوْضَ وَبَحْثَرْتُهُ : هَدَمْتُهُ وَجَعَلْتُ أَعْلَاهُ أَسْفَلَهُ .
[ ص: 436 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=1إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=2وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=3وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=4وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=5عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=6يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=7الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=8فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=9كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=10وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=11كِرَامًا كَاتِبِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=12يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=13إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=14وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=15يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=16وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=17وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=18ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=19يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=19وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ) .
هَذِهِ السُّورَةُ مَكِّيَّةٌ ، وَانْفِطَارُهَا تَقَدَّمَ الْكَلَامُ فِيهِ ، وَانْتِثَارُ الْكَوَاكِبِ : سُقُوطُهَا مِنْ مَوَاضِعِهَا كَالنِّظَامِ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( فُجِّرَتْ ) بِتَشْدِيدِ الْجِيمِ ، وَ
مُجَاهِدٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14355وَالرَّبِيعُ بْنُ خَيْثَمٍ ،
وَالزَّعْفَرَانِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16004وَالثَّوْرِيُّ : بِخَفِّهَا ، وَتَفْجِيرُهَا مِنَ امْتِلَائِهَا ، فَتُفَجَّرُ مِنْ أَعْلَاهَا وَتَفِيضُ عَلَى مَا يَلِيهَا ، أَوْ مِنْ أَسْفَلِهَا فَيُذْهِبُ اللَّهُ مَاءَهَا حَيْثُ أَرَادَ . وَعَنْ
مُجَاهِدٍ : فَجَرَتْ مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ مُخَفَّفًا بِمَعْنَى : بَغَتْ لِزَوَالِ الْبَرْزَخِ نَظَرًا إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=20لَا يَبْغِيَانِ ) لِأَنَّ الْبَغْيَ وَالْفَجْرَ مُتَقَابِلَانِ ( بُعْثِرَتْ ) قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : بُحِثَتْ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : أُثِيرَتْ لِبَعْثِ الْأَمْوَاتِ . وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : أُخْرِجَ مَا فِي بَطْنِهَا مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : بَعْثَرَ وَبَحْثَرَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ ، وَهُمَا مُرَكَّبَانِ مِنَ الْبَعْثِ وَالْبَحْثِ مَعَ رَاءٍ مَضْمُومَةٍ إِلَيْهِمَا ، وَالْمَعْنَى : بُحِثَتْ وَأُخْرِجَ مَوْتَاهَا . وَقِيلَ لِبَرَاءَةَ : الْمُبَعْثِرَةُ ، لِأَنَّهَا بَعْثَرَتْ أَسْرَارَ الْمُنَافِقِينَ . انْتَهَى . فَظَاهِرُ قَوْلِهِ أَنَّهُمَا مُرَكَّبَانِ أَنَّ مَادَّتَهُمَا مَا ذُكِرَ ، وَأَنَّ الرَّاءَ ضُمَّتْ إِلَى هَذِهِ الْمَادَّةِ ، وَالْأَمْرُ لَيْسَ كَمَا يَقْتَضِيهِ كَلَامُهُ ؛ لِأَنَّ الرَّاءَ لَيْسَتْ مِنْ حُرُوفِ الزِّيَادَةِ ، بَلْ هُمَا مَادَّتَانِ مُخْتَلِفَتَانِ وَإِنِ اتَّفَقَا مِنْ حَيْثُ الْمَعْنَى . وَأَمَّا أَنَّ إِحْدَاهُمَا مُرَكَّبَةٌ مِنْ كَذَا فَلَا ، وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُمْ : دَمِثٌ وَدِمَثْرٌ وَسَبِطٌ وَسِبَطْرٌ (
nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=29053مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ ) تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى شَبَهِهِ فِي سُورَةِ الْقِيَامَةِ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=6مَا غَرَّكَ ) فَمَا اسْتِفْهَامِيَّةٌ . وَقَرَأَ
ابْنُ جُبَيْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ : مَا أَغَرَّكَ بِهَمْزٍ ، فَاحْتَمَلَ أَنْ يَكُونَ تَعَجُّبًا ، وَاحْتَمَلَ أَنْ تَكُونَ مَا اسْتِفْهَامِيَّةً ، وَأَغَرَّكَ بِمَعْنَى أَدْخَلَكَ فِي الْغِرِّ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : مِنْ قَوْلِكَ غَرَّ الرَّجُلُ فَهُوَ غَارٌّ ، إِذَا غَفَلَ مِنْ قَوْلِكَ بَيْنَهُمُ الْعَدُوُّ وَهُمْ غَارُّونَ ، وَأَغَرَّهُ غَيْرُهُ : جَعَلَهُ غَارًّا . انْتَهَى . وَرُوِيَ
أَنَّهُ ، عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، قَرَأَ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=6nindex.php?page=treesubj&link=29053مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ) فَقَالَ : جَهْلُهُ وَقَالَهُ
عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ، وَقَرَأَ أَنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ، وَهَذَا يَتَرَتَّبُ فِي الْكَافِرِ وَالْعَاصِي . وَقَالَ
قَتَادَةُ : عَدُوُّهُ الْمُسَلَّطُ عَلَيْهِ ، وَقِيلَ : سَتْرُ اللَّهِ عَلَيْهِ . وَقِيلَ : كَرَمُ اللَّهِ وَلُطْفُهُ يُلَقِّنُ هَذَا الْجَوَابَ ، فَهَذَا لُطْفٌ بِالْعَاصِي الْمُؤْمِنِ . وَقِيلَ : عَفْوُهُ عَنْهُ إِنْ لَمْ يُعَاقِبْهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ . وَقَالَ
الْفُضَيْلُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : سِتْرُهُ الْمُرَخَى . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12762ابْنُ السِّمَاكِ :
يَا كَاتِمَ الذَّنْبِ أَمَا تَسْتَحِي وَاللَّهُ فِي الْخَلْوَةِ رَائِيكَا
غَرَّكَ مِنْ رَبِّكَ إِمْهَالُهُ وَسَتْرُهُ طُولَ مَسَاوِيكَا
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : فِي جَوَابِ
الْفُضَيْلِ ، وَهَذَا عَلَى سَبِيلِ الِاعْتِرَافِ بِالْخَطَأِ . بِالِاغْتِرَارِ بِالسَّتْرِ ، وَلَيْسَ بِاعْتِذَارٍ كَمَا يَظُنُّهُ الطَّمَّاعُ ، وَيَظُنُّ بِهِ قُصَّاصُ الْحَشْوِيَّةِ ، وَيَرْوُونَ عَنْ أَئِمَّتِهِمْ إِنَّمَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=6بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ) دُونَ سَائِرِ صِفَاتِهِ ، لِيُلَقِّنَ عَبْدَهُ الْجَوَابَ حَتَّى يَقُولَ : غَرَّنِي كَوْنُهُ الْكَرِيمَ . انْتَهَى . وَهُوَ عَادَتُهُ فِي الطَّعْنِ عَلَى أَهْلِ السُّنَّةِ ، ( فَسَوَّاكَ ) جَعَلَكَ سَوِيًّا فِي أَعْضَائِكَ ( فَعَدَلَكَ ) صَيَّرَكَ مُعْتَدِلًا مُتَنَاسِبَ الْخَلْقِ مِنْ غَيْرِ تَفَاوُتٍ .
[ ص: 437 ] وَقَرَأَ
الْحَسَنُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16711وَعَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ ،
وَطَلْحَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ ،
وَعِيسَى ،
وَأَبُو جَعْفَرٍ وَالْكُوفِيُّونَ : بِخَفِّ الدَّالِ ، وَبَاقِي السَّبْعَةِ : بِشَدِّهَا . وَقِرَاءَةُ التَّخْفِيفِ إِمَّا أَنْ تَكُونَ كَقِرَاءَةِ التَّشْدِيدِ ، أَيْ عَدَلَ بَعْضَ أَعْضَائِكَ بِبَعْضٍ حَتَّى اعْتَدَلَتْ ، وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ فَصَرَفَكَ . يُقَالُ : عَدَلَهُ عَنِ الطَّرِيقِ : أَيْ عَدَلَكَ عَنْ خِلْقَةِ غَيْرِكَ إِلَى خِلْقَةٍ حَسَنَةٍ مُفَارِقَةٍ لِسَائِرِ الْخَلْقِ ، أَوْ فَعَدَلَكَ إِلَى بَعْضِ الْأَشْكَالِ وَالْهَيْئَاتِ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=29053فِي أَيِّ صُورَةٍ ) يَتَعَلَّقُ بِرَبِّكَ ، أَيْ وَضَعَكَ فِي صُورَةٍ اقْتَضَتْهَا مَشِيئَتُهُ مِنْ حُسْنٍ وَطُولٍ وَذُكُورَةٍ ، وَشَبَهٍ بِبَعْضِ الْأَقَارِبِ أَوْ مُقَابِلِ ذَلِكَ . وَمَا زَائِدَةٌ ، وَشَاءَ فِي مَوْضِعِ الصِّفَةِ لِصُورَةٍ ، وَلَمْ يَعْطِفْ ( رَكَّبَكَ ) بِالْفَاءِ كَالَّذِي قَبْلَهُ ؛ لِأَنَّهُ بَيَانٌ لِعَدَلَكَ ، وَكَوْنُ فِي ( أَيِّ صُورَةٍ ) مُتَعَلِّقًا بِرَبِّكَ هُوَ قَوْلُ الْجُمْهُورِ . وَقِيلَ : يَتَعَلَّقُ بِمَحْذُوفٍ ، أَيْ رَكَّبَكَ حَاصِلًا فِي بَعْضِ الصُّوَرِ . وَقَالَ بَعْضُ الْمُتَأَوِّلِينَ : إِنَّهُ يَتَعَلَّقُ بِقَوْلِهِ : ( فَعَدَلَكَ ) أَيْ : فَعَدَلَكَ فِي صُورَةٍ أَيَّ صُورَةِ ، وَأَيُّ تَقْتَضِي التَّعْجِيبَ وَالتَّعْظِيمَ ، فَلَمْ يَجْعَلْكَ فِي صُورَةِ خِنْزِيرٍ أَوْ حِمَارٍ ، وَعَلَى هَذَا تَكُونُ مَا مَنْصُوبَةً بِ ( شَاءَ ) ، كَأَنَّهُ قَالَ : أَيَّ تَرْكِيبٍ حَسَنٍ شَاءَ رَكَّبَكَ ، وَالتَّرْكِيبُ : التَّأْلِيفُ وَجَمْعُ شَيْءٍ إِلَى شَيْءٍ ، وَأَدْغَمَ خَارِجَةُ عَنْ
نَافِعٍ ( رَكَّبَكْ كَلَّا ) ،
كَأَبِي عَمْرٍو فِي إِدْغَامِهِ الْكَبِيرِ . وَكَلَّا : رَدْعٌ وَزَجْرٌ لِمَا دَلَّ عَلَيْهِ مَا قَبْلَهُ مِنَ اغْتِرَارِهِمْ بِاللَّهِ تَعَالَى ، أَوْ لِمَا دَلَّ عَلَيْهِ مَا بَعْدَ كَلَّا مِنْ تَكْذِيبِهِمْ بِيَوْمِ الْجَزَاءِ وَالدِّينِ أَوْ شَرِيعَةِ الْإِسْلَامِ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=9بَلْ تُكَذِّبُونَ ) بِالتَّاءِ خِطَابًا لِلْكُفَّارِ ،
وَالْحَسَنُ ،
وَأَبُو جَعْفَرٍ ،
وَشَيْبَةُ ،
وَأَبُو بِشْرٍ : بِيَاءِ الْغَيْبَةِ .