سورة الانشقاق مكية وهي خمس وعشرون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
(
nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29055إذا السماء انشقت nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=2وأذنت لربها وحقت nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=3وإذا الأرض مدت nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=4وألقت ما فيها وتخلت nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=5وأذنت لربها وحقت nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=6يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=7فأما من أوتي كتابه بيمينه nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=8فسوف يحاسب حسابا يسيرا nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=9وينقلب إلى أهله مسرورا nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=10وأما من أوتي كتابه وراء ظهره nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=11فسوف يدعو ثبورا nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=12ويصلى سعيرا nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=13إنه كان في أهله مسرورا nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=14إنه ظن أن لن يحور nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=15بلى إن ربه كان به بصيرا nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=16فلا أقسم بالشفق nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=17والليل وما وسق nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=18والقمر إذا اتسق nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=19لتركبن طبقا عن طبق nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=20فما لهم لا يؤمنون nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=21وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=22بل الذين كفروا يكذبون nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=23والله أعلم بما يوعون nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=24فبشرهم بعذاب أليم nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=25إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون )
[ ص: 444 ] الكدح : جهد النفس في العمل حتى يؤثر فيها ، من كدح جلده إذا خدشه ، قال
ابن مقبل :
وما الدهر إلا تارتان فمنهما أموت وأخرى أبتغي العيش أكدح
وقال آخر :
ومضت بشاشة كل عيش صالح وبقيت أكدح للحياة وأنصب
حار : رجع ، قال الشاعر :
وما المرء إلا كالشهاب وضوئه يحور رمادا بعد إذ هو ساطع
الشفق : الحمرة بعد مغيب الشمس حين تأتي صلاة العشاء الآخرة . قيل : أصله من رقة الشيء ، يقال شيء شفق : أي لا يتماسك لرقته ، ومنه أشفق عليه : رق قلبه ، والشفقة : الاسم من الشفاق ، وكذلك الشفق ، قال الشاعر :
تهوى حياتي وأهوى موتها شفقا والموت أكرم نزال على الحرم
وسق : ضم وجمع ، ومنه الوسق : الأصواع المجموعة ، وهي ستون صاعا ، وطعام موسوق : أي مجموع ، وإبل مستوسقة ، قال الشاعر :
أن لنا قلائصا حقائقا مستوسقات لو يجدن سائقا
اتسق ، قال
الفراء : اتساق القمر : امتلاؤه واستواؤه ليالي البدر ، وهو افتعال من الوسق الذي هو الجمع ، يقال : وسقته فاتسق ، ويقال : أمر فلان متسق : أي مجتمع على الصلاح منتظم . ( طبقا عن طبق ) حال بعد حال ، والطبق : ما طابق غيره ، وأطباق الثرى : ما تطابق منه ، ومنه قيل للغطاء الطبق . قال
الأعرج بن حابس :
إني امرؤ قد حلبت الدهر أشطره وساقني طبق منه إلى طبق
وقال
امرؤ القيس :
ديمة هطلاء فيها وطف طبق للأرض تجري وتذر
(
nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=1إذا السماء انشقت nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=2وأذنت لربها وحقت nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=3وإذا الأرض مدت nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=4وألقت ما فيها وتخلت nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=5وأذنت لربها وحقت nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=6ياأيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=7فأما من أوتي كتابه بيمينه nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=8فسوف يحاسب حسابا يسيرا nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=9وينقلب إلى أهله مسرورا nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=10وأما من أوتي كتابه وراء ظهره nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=11فسوف يدعو ثبورا nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=12ويصلى سعيرا nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=13إنه كان في أهله مسرورا nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=14إنه ظن أن لن يحور nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=15بلى إن ربه كان به بصيرا nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=16فلا أقسم بالشفق nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=17والليل وما وسق nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=18والقمر إذا اتسق nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=19لتركبن طبقا عن طبق nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=20فما لهم لا يؤمنون nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=21وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=22بل الذين كفروا يكذبون nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=23والله أعلم بما يوعون nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=24فبشرهم بعذاب أليم nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=25إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون ) .
[ ص: 445 ] هذه السورة مكية ، واتصالها بما قبلها ظاهر . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : انشقت تنشق : أي تتصدع بالغمام ، وقاله
الفراء nindex.php?page=showalam&ids=14416والزجاج . وقيل : تنشق لهول يوم القيامة ، كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=16وانشقت السماء فهي يومئذ واهية ) . وقرأ الجمهور : بسكون تاء انشقت وما بعدها وصلا ووقفا . وقرأ
عبيد بن عقيل ، عن
أبي عمرو : بإشمام الكسر وقفا بعدما لم تختلف في الوصل إسكانا . قال صاحب اللوامح : فهذا من التغييرات التي تلحق الروي في القوافي ، وفي هذا الإشمام بيان أن هذه التاء من علامة ترتيب الفعل للإناث ، وليست مما تنقلب في الأسماء ، فصار ذلك فارقا بين الاسم والفعل فيمن وقف على ما في الأسماء بالتاء ، وذلك لغة
طيئ ، وقد حمل في المصاحف بعض التاءات على ذلك . انتهى . وقال
ابن خالويه : ( إذا السماء انشقت ) بكسر التاء ،
عبيد عن
أبي عمرو . وقال
ابن عطية ، وقرأ
أبو عمرو : ( وانشقت ) يقف على التاء كأنه يشمها شيئا من الجر ، وكذلك في أخواتها . قال
أبو حاتم : سمعت أعرابيا فصيحا في بلاد قيس يكسر هذه التاءات ، وهي لغة . انتهى . وذلك أن الفواصل قد تجرى مجرى القوافي ، فكما أن هذه التاء تكسر في القوافي ، تكسر في الفواصل ، ومثال كسرها في القوافي قول
nindex.php?page=showalam&ids=16840كثير عزة :
وما أنا بالداعي لعزة بالردى ولا شامت أن نعل عزة زلت
وكذلك باقي القصيدة . وإجراء الفواصل في الوقف مجرى القوافي مهيع معروف ، كقوله تعالى : ( الظنونا ) و ( الرسولا ) في سورة الأحزاب ، وحمل الوصف على حالة الوقف أيضا موجود في الفواصل ( وأذنت ) : أي استمعت وسمعت أمره ونهيه ، وفي الحديث : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374991ما أذن الله بشيء إذنه لنبي يتغنى بالقرآن ) . وقال الشاعر :
صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا
وقال
قعنب :
إن يأذنوا ريبة طاروا بها فرحا وما هم أذنوا من صالح دفنوا
وقال
الحجاف بن حكيم :
أذنت لكم لما سمعت هريركم
وإذنها : انقيادها لله تعالى حين أراد انشقاقها فعل المطيع إذا ورد عليه أمر المطاع أنصت وانقاد ، كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=11قالتا أتينا طائعين ) . ( وحقت ) قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ومجاهد
nindex.php?page=showalam&ids=13033وابن جبير : وحق لها أن تسمع . وقال
الضحاك : أطاعت وحق لها أن تطيع . وقال
قتادة : وحق لها أن تفعل ذلك ، وهذا الفعل مبني للمفعول ، والفاعل هو الله تعالى ، أي وحق الله تعالى عليها الاستماع . ويقال : فلان محقوق بكذا وحقيق بكذا ، والمعنى : أنه لم يكن في جرم السماء ما يمنع من تأثير القدرة في انشقاقه وتفريق أجزائه وإعدامه . قيل : ويحتمل أن يريد : وحق لها أن تنشق لشدة الهول وخوف الله تعالى . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : وهي حقيقة بأن تنقاد ولا تمتنع ، ومعناه : الإيذان بأن القادر الذات يجب أن يتأتى له كل مقدور ويحق ذلك . انتهى . وفي قوله القادر الذات دسيسة الاعتزال ، وما أولع هذا الرجل بمذهب الاعتزال يدسه متى أمكنه في كل ما يتكلم به .
سُورَةُ الِانْشِقَاقِ مَكِّيَّةٌ وَهِيَ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ آيَةً
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(
nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29055إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=2وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=3وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=4وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=5وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=6يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=7فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=8فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=9وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=10وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=11فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=12وَيَصْلَى سَعِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=13إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=14إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=15بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=16فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=17وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=18وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=19لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=20فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=21وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=22بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=23وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=24فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=25إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ )
[ ص: 444 ] الْكَدْحُ : جَهْدُ النَّفْسِ فِي الْعَمَلِ حَتَّى يُؤَثِّرَ فِيهَا ، مِنْ كَدَحَ جِلْدَهُ إِذَا خَدَشَهُ ، قَالَ
ابْنُ مُقْبِلٍ :
وَمَا الدَّهْرُ إِلَّا تَارَتَانِ فَمِنْهُمَا أَمُوتُ وَأُخْرَى أَبْتَغِي الْعَيْشَ أَكْدَحُ
وَقَالَ آخَرُ :
وَمَضَتْ بَشَاشَةُ كُلِّ عَيْشٍ صَالِحٍ وَبَقِيتُ أَكْدَحُ لِلْحَيَاةِ وَأَنْصَبُ
حَارَ : رَجَعَ ، قَالَ الشَّاعِرُ :
وَمَا الْمَرْءُ إِلَّا كَالشِّهَابِ وَضَوْئِهِ يَحُورُ رَمَادًا بَعْدَ إِذْ هُوَ سَاطِعُ
الشَّفَقُ : الْحُمْرَةُ بَعْدَ مَغِيبِ الشَّمْسِ حِينَ تَأْتِي صَلَاةُ الْعِشَاءِ الْآخِرَةُ . قِيلَ : أَصْلُهُ مِنْ رِقَّةِ الشَّيْءِ ، يُقَالُ شَيْءٌ شَفَقٌ : أَيْ لَا يَتَمَاسَكُ لِرِقَّتِهِ ، وَمِنْهُ أَشْفَقَ عَلَيْهِ : رَقَّ قَلْبُهُ ، وَالشَّفَقَةُ : الِاسْمُ مِنِ الشِّفَاقِ ، وَكَذَلِكَ الشَّفَقُ ، قَالَ الشَّاعِرُ :
تَهْوَى حَيَاتِي وَأَهْوَى مَوْتَهَا شَفَقًا وَالْمَوْتُ أَكْرَمُ نَزَّالٍ عَلَى الْحُرَمِ
وَسَقَ : ضَمَّ وَجَمَعَ ، وَمِنْهُ الْوَسَقُ : الْأَصْوَاعُ الْمَجْمُوعَةُ ، وَهِيَ سِتُّونَ صَاعًا ، وَطَعَامٌ مَوْسُوقٌ : أَيْ مَجْمُوعٌ ، وَإِبِلٌ مُسْتَوْسِقَةٌ ، قَالَ الشَّاعِرُ :
أَنَّ لَنَا قَلَائِصًا حَقَائِقَا مُسْتَوْسِقَاتٍ لَوْ يَجِدْنَ سَائِقَا
اتَّسَقَ ، قَالَ
الْفَرَّاءُ : اتِّسَاقُ الْقَمَرِ : امْتِلَاؤُهُ وَاسْتِوَاؤُهُ لَيَالِيَ الْبَدْرِ ، وَهُوَ افْتِعَالٌ مِنَ الْوَسْقِ الَّذِي هُوَ الْجَمْعُ ، يُقَالُ : وَسَقْتُهُ فَاتَّسَقَ ، وَيُقَالُ : أَمْرُ فُلَانٍ مُتَّسِقٌ : أَيْ مُجْتَمِعٌ عَلَى الصَّلَاحِ مُنْتَظِمٌ . ( طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ ) حَالٌ بَعْدَ حَالٍ ، وَالطَّبَقُ : مَا طَابَقَ غَيْرَهُ ، وَأَطْبَاقُ الثَّرَى : مَا تَطَابَقَ مِنْهُ ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلْغِطَاءِ الطَّبَقُ . قَالَ
الْأَعْرَجُ بْنُ حَابِسٍ :
إِنِّي امْرُؤٌ قَدْ حَلَبْتُ الدَّهْرَ أَشْطُرَهُ وَسَاقَنِي طَبَقٌ مِنْهُ إِلَى طَبَقِ
وَقَالَ
امْرُؤُ الْقَيْسِ :
دِيمَةٌ هَطْلَاءُ فِيهَا وَطَفٌ طَبَقٌ لِلْأَرْضِ تَجْرِي وَتَذُرُّ
(
nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=1إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=2وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=3وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=4وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=5وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=6يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=7فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=8فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=9وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=10وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=11فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=12وَيَصْلَى سَعِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=13إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=14إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=15بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=16فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=17وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=18وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=19لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=20فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=21وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=22بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=23وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=24فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=25إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ) .
[ ص: 445 ] هَذِهِ السُّورَةُ مَكِّيَّةٌ ، وَاتِّصَالُهَا بِمَا قَبْلَهَا ظَاهِرٌ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : انْشَقَّتْ تَنْشَقُّ : أَيْ تَتَصَدَّعُ بِالْغَمَامِ ، وَقَالَهُ
الْفَرَّاءُ nindex.php?page=showalam&ids=14416وَالزَّجَّاجُ . وَقِيلَ : تَنْشَقُّ لِهَوْلِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=16وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ ) . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : بِسُكُونِ تَاءِ انْشَقَّتْ وَمَا بَعْدَهَا وَصْلًا وَوَقْفًا . وَقَرَأَ
عُبَيْدُ بْنُ عَقِيلٍ ، عَنْ
أَبِي عَمْرٍو : بِإِشْمَامِ الْكَسْرِ وَقْفًا بَعْدَمَا لَمْ تَخْتَلِفْ فِي الْوَصْلِ إِسْكَانًا . قَالَ صَاحِبُ اللَّوَامِحِ : فَهَذَا مِنَ التَّغْيِيرَاتِ الَّتِي تَلْحَقُ الرَّوِيَّ فِي الْقَوَافِي ، وَفِي هَذَا الْإِشْمَامِ بَيَانُ أَنَّ هَذِهِ التَّاءَ مِنْ عَلَامَةِ تَرْتِيبِ الْفِعْلِ لِلْإِنَاثِ ، وَلَيْسَتْ مِمَّا تَنْقَلِبُ فِي الْأَسْمَاءِ ، فَصَارَ ذَلِكَ فَارِقًا بَيْنَ الِاسْمِ وَالْفِعْلِ فِيمَنْ وَقَفَ عَلَى مَا فِي الْأَسْمَاءِ بِالتَّاءِ ، وَذَلِكَ لُغَةُ
طَيِّئٍ ، وَقَدْ حُمِلَ فِي الْمَصَاحِفِ بَعْضُ التَّاءَاتِ عَلَى ذَلِكَ . انْتَهَى . وَقَالَ
ابْنُ خَالَوَيْهِ : ( إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتِ ) بِكَسْرِ التَّاءِ ،
عُبَيْدٌ عَنْ
أَبِي عَمْرٍو . وَقَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ ، وَقَرَأَ
أَبُو عَمْرٍو : ( وَانْشَقَّتْ ) يَقِفُ عَلَى التَّاءِ كَأَنَّهُ يُشِمُّهَا شَيْئًا مِنَ الْجَرِّ ، وَكَذَلِكَ فِي أَخَوَاتِهَا . قَالَ
أَبُو حَاتِمٍ : سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا فَصِيحًا فِي بِلَادِ قَيْسٍ يَكْسِرُ هَذِهِ التَّاءَاتِ ، وَهِيَ لُغَةٌ . انْتَهَى . وَذَلِكَ أَنَّ الْفَوَاصِلَ قَدْ تُجْرَى مُجْرَى الْقَوَافِي ، فَكَمَا أَنَّ هَذِهِ التَّاءَ تُكْسَرُ فِي الْقَوَافِي ، تُكْسَرُ فِي الْفَوَاصِلِ ، وَمِثَالُ كَسْرِهَا فِي الْقَوَافِي قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=16840كُثَيِّرِ عَزَّةَ :
وَمَا أَنَا بِالدَّاعِي لِعَزَّةَ بِالرَّدَى وَلَا شَامِتٍ أَنَّ نَعْلَ عَزَّةَ زَلَّتِ
وَكَذَلِكَ بَاقِي الْقَصِيدَةِ . وَإِجْرَاءُ الْفَوَاصِلِ فِي الْوَقْفِ مُجْرَى الْقَوَافِي مَهْيَعٌ مَعْرُوفٌ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : ( الظُّنُونَا ) وَ ( الرَّسُولَا ) فِي سُورَةِ الْأَحْزَابِ ، وَحَمْلُ الْوَصْفِ عَلَى حَالَةِ الْوَقْفِ أَيْضًا مَوْجُودٌ فِي الْفَوَاصِلِ ( وَأَذِنَتْ ) : أَيِ اسْتَمَعَتْ وَسَمِعَتْ أَمْرَهُ وَنَهْيَهُ ، وَفِي الْحَدِيثِ : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374991مَا أَذِنَ اللَّهُ بِشَيْءٍ إِذْنَهُ لِنَبِيٍّ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ ) . وَقَالَ الشَّاعِرُ :
صُمٌّ إِذَا سَمِعُوا خَيْرًا ذُكِرْتُ بِهِ وَإِنْ ذُكِرْتُ بِسُوءٍ عِنْدَهُمْ أَذِنُوا
وَقَالَ
قَعْنَبٌ :
إِنْ يَأْذَنُوا رِيبَةً طَارُوا بِهَا فَرَحًا وَمَا هُمْ أَذِنُوا مِنْ صَالِحٍ دَفَنُوا
وَقَالَ
الْحَجَّافُ بْنُ حَكِيمٍ :
أَذِنْتُ لَكُمْ لِمَا سَمِعْتُ هَرِيرَكُمْ
وَإِذْنُهَا : انْقِيَادُهَا لِلَّهِ تَعَالَى حِينَ أَرَادَ انْشِقَاقَهَا فِعْلَ الْمُطِيعِ إِذَا وَرَدَ عَلَيْهِ أَمْرُ الْمُطَاعِ أَنْصَتَ وَانْقَادَ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=11قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ) . ( وَحُقَّتْ ) قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٌ
nindex.php?page=showalam&ids=13033وَابْنُ جُبَيْرٍ : وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَسْمَعَ . وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : أَطَاعَتْ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تُطِيعَ . وَقَالَ
قَتَادَةُ : وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَفْعَلَ ذَلِكَ ، وَهَذَا الْفِعْلُ مَبْنِيٌّ لِلْمَفْعُولِ ، وَالْفَاعِلُ هُوَ اللَّهُ تَعَالَى ، أَيْ وَحَقَّ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهَا الِاسْتِمَاعَ . وَيُقَالُ : فُلَانٌ مَحْقُوقٌ بِكَذَا وَحَقِيقٌ بِكَذَا ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي جِرْمِ السَّمَاءِ مَا يَمْنَعُ مِنْ تَأْثِيرِ الْقُدْرَةِ فِي انْشِقَاقِهِ وَتَفْرِيقِ أَجْزَائِهِ وَإِعْدَامِهِ . قِيلَ : وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ : وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَنْشَقَّ لِشِدَّةِ الْهَوْلِ وَخَوْفِ اللَّهِ تَعَالَى . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَهِيَ حَقِيقَةٌ بِأَنْ تَنْقَادَ وَلَا تَمْتَنِعَ ، وَمَعْنَاهُ : الْإِيذَانُ بِأَنَّ الْقَادِرَ الذَّاتِ يَجِبُ أَنْ يَتَأَتَّى لَهُ كُلُّ مَقْدُورٍ وَيَحِقَّ ذَلِكَ . انْتَهَى . وَفِي قَوْلِهِ الْقَادِرُ الذَّاتِ دَسِيسَةُ الِاعْتِزَالِ ، وَمَا أُولِعَ هَذَا الرَّجُلُ بِمَذْهَبِ الِاعْتِزَالِ يَدُسُّهُ مَتَى أَمْكَنَهُ فِي كُلِّ مَا يَتَكَلَّمُ بِهِ .