سورة الغاشية مكية وهي ست وعشرون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
(
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=1هل أتاك حديث الغاشية nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=2وجوه يومئذ خاشعة nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=3عاملة ناصبة nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=4تصلى نارا حامية nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=5تسقى من عين آنية nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=6ليس لهم طعام إلا من ضريع nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=7لا يسمن ولا يغني من جوع nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=8وجوه يومئذ ناعمة nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=9لسعيها راضية nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=10في جنة عالية nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=11لا تسمع فيها لاغية nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=12فيها عين جارية nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=13فيها سرر مرفوعة nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=14وأكواب موضوعة nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=15ونمارق مصفوفة nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=16وزرابي مبثوثة nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=17أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=18وإلى السماء كيف رفعت nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=19وإلى الجبال كيف نصبت nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=20وإلى الأرض كيف سطحت nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=21فذكر إنما أنت مذكر nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=22لست عليهم بمسيطر nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=23إلا من تولى وكفر فيعذبه الله العذاب الأكبر nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=25إن إلينا إيابهم nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=26ثم إن علينا حسابهم )
الضريع ، قال
أبو حنيفة وأظنه صاحب النبات ، الضريع : الشبرق ، وهو مرعى سوء لا تعقد السائمة عليه شحما ولا لحما ، ومنه قول
ابن عزارة الهذلي :
وحبسن في هزم الضريع فكلها حدباء دامية اليدين حرود
وقال
أبو ذؤيب :
رعى الشبرق الريان حتى إذا ذوى وصار ضريعا بان عنه النحائص
[ ص: 461 ] وقال بعض اللغويين : يبيس العرفج إذا تحطم . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : هو نبت كالعوسج . وقال
الخليل : نبت أخضر منتن الريح يرمي به البحر . النمارق : الوسائد ، واحدها نمرقة بضم النون والراء وبكسرهما .
وقال
زهير :
كهولا وشبانا حسانا وجوههم على سرر مصفوفة ونمارق
الزرابي : بسط عراض فاخرة . وقال
الفراء : هي الطنافس المخملة ، وواحدها زربية بكسر الزاي وبفتحها . سطحت الأرض : بسطت ووطئت .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29059هل أتاك حديث الغاشية nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=2وجوه يومئذ خاشعة nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=3عاملة ناصبة nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=4تصلى نارا حامية nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=5تسقى من عين آنية nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=6ليس لهم طعام إلا من ضريع nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=7لا يسمن ولا يغني من جوع nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=8وجوه يومئذ ناعمة nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=9لسعيها راضية nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=10في جنة عالية nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=11لا تسمع فيها لاغية nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=12فيها عين جارية nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=13فيها سرر مرفوعة nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=14وأكواب موضوعة nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=15ونمارق مصفوفة nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=16وزرابي مبثوثة nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=17أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=18وإلى السماء كيف رفعت nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=19وإلى الجبال كيف نصبت nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=20وإلى الأرض كيف سطحت nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=21فذكر إنما أنت مذكر nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=22لست عليهم بمسيطر nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=23إلا من تولى وكفر nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=24فيعذبه الله العذاب الأكبر nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=25إن إلينا إيابهم nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=26ثم إن علينا حسابهم ) .
[ ص: 462 ] هي مكية ، ولما ذكر فيما قبلها ( فذكر ) وذكر النار والآخرة ، قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=1هل أتاك حديث الغاشية ) . والغاشية : الداهية التي تغشى الناس بشدائدها يوم القيامة ، قاله
سفيان والجمهور . وقال
ابن جبير nindex.php?page=showalam&ids=14980ومحمد بن كعب : النار ، قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=50وتغشى وجوههم النار ) . وقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=41ومن فوقهم غواش ) فهي تغشى سكانها ، وهذا الاستفهام توقيف ، وفائدته تحريك نفس السامع إلى تلقي الخبر . وقيل : المعنى هل كان هذا من علمك لولا ما علمناك ؟ وفي هذا تعديد النعمة . وقيل : هل بمعنى قد (
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=2وجوه يومئذ ) أي يوم إذ غشيت ، والتنوين عوض من الجملة ، ولم تتقدم جملة تصلح أن يكون التنوين عوضا منها ، لكن لما تقدم لفظ الغاشية ، وأل موصولة باسم الفاعل ، فتنحل للتي غشيت ، أي للداهية التي غشيت ، فالتنوين عوض من هذه الجملة التي انحل لفظ الغاشية إليها ، وإلى الموصول الذي هو التي ، ( خاشعة ) ذليلة (
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=3عاملة ناصبة ) قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
والحسن ،
nindex.php?page=showalam&ids=13033وابن جبير ، و
قتادة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=3عاملة ) في النار (
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=3ناصبة ) تعبة فيها ؛ لأنها تكبرت عن العمل في الدنيا ، قيل : وعملها في النار جر السلاسل والأغلال ، وخوضها في النار كما تخوض الإبل في الوحل ، وارتقاؤها دائبة في صعود نار وهبوطها في حدور منها . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا و
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم ،
nindex.php?page=showalam&ids=13033وابن جبير : عاملة في الدنيا ناصبة فيها ؛ لأنها على غير هدى ، فلا ثمرة لها إلا النصب وخاتمته النار ، والآية في القسيسين وعباد الأوثان وكل مجتهد في كفره . وقال
عكرمة والسدي : ( عاملة ناصبة ) بالنصب على الذم ، والجمهور برفعهما .
وقرأ : ( تصلى ) بفتح التاء ،
وأبو رجاء ،
وابن محيصن والأبوان : بضمها ،
وخارجة : بضم التاء وفتح الصاد مشدد اللام ، وقد حكاها
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو بن العلاء . ( حامية ) مسعرة . ( آنية ) قد انتهى حرها ، كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=44وبين حميم آن ) قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
والحسن ، و
مجاهد . وقال
ابن زيد : حاضرة لهم من قولهم : آنى الشيء حضر . والضريع ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : شجر من نار . وقال
الحسين وجماعة : الزقوم . وقال
ابن جبير : حجارة من نار . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا و
قتادة ، و
عكرمة ، و
مجاهد : شبرق النار . وقيل : العبشرق . وقيل : رطب العرفج ، وتقدم ما قيل فيه في المفردات . وقيل : واد في جهنم . والضريع إن كان الغسلين والزقوم ، فظاهر ولا يتنافى الحصر في (
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=36إلا من غسلين ) و (
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=6إلا من ضريع ) . وإن كانت أغيارا مختلفة ، والجمع بأن الزقوم لطائفة ، والغسلين لطائفة ، والضريع لطائفة .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : (
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=7لا يسمن ) مرفوع المحل أو مجروره على وصف طعام أو ضريع ، يعني أن طعامهم
[ ص: 463 ] من شيء ليس من مطاعم الإنس وإنما هو شوك ، والشوك مما ترعاه الإبل وتولع به ، وهذا نوع منه تنفر عنه ولا تقربه ، ومنفعتا الغذاء منتفيتان عنه ، وهما إماطة الجوع وإفادة القوة ، والسمن في البدن . انتهى . فقوله : مرفوع المحل أو مجروره على وصف طعام أو ضريع . أما جره على وصفه لضريع فيصح ؛ لأنه مثبت منفي عنه السمن والإغناء من الجوع . وأما رفعه على وصفه لطعام فلا يصح ، لأن الطعام منفي ولا يسمن ، منفي فلا يصح تركيبه ، إذ يصير التقدير : ليس لهم طعام لا يسمن ولا يغني من جوع إلا من ضريع ، فيصير المعنى : أن لهم طعاما يسمن ويغني من جوع من غير ضريع ، كما تقول : ليس لزيد مال لا ينتفع به إلا من مال عمرو ، فمعناه أن له مالا ينتفع به من غير مال عمرو . ولو قيل : الجملة في موضع رفع صفة للمحذوف المقدر في (
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=6إلا من ضريع ) كان صحيحا ؛ لأنه في موضع رفع على أنه بدل من اسم ليس ، أي ليس لهم طعام إلا كائن من ضريع ، إذ الإطعام من ضريع غير مسمن ولا مغن من جوع ، وهذا تركيب صحيح ومعنى واضح ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : أو أريد أن لا طعام لهم أصلا ، لأن الضريع ليس بطعام للبهائم فضلا عن الإنس ، لأن الطعام ما أشبع وأسمن ، وهو منهما بمعزل . كما تقول : ليس لفلان ظل إلا الشمس ، تريد نفي الظل على التوكيد . انتهى . فعلى هذا يكون الاستثناء منقطعا ، إذ لم يندرج الكائن من الضريع تحت لفظة طعام ، إذ ليس بطعام . والظاهر الاتصال فيه . وفي قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=36ولا طعام إلا من غسلين ) لأن الطعام هو ما يتطعمه الإنسان ، وهذا قدر مشترك بين المستلذ والمكروه وما لا يستلذ ولا يستكره .
سُورَةُ الْغَاشِيَةِ مَكِّيَّةٌ وَهِيَ سِتٌّ وَعِشْرُونَ آيَةً
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=1هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=2وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=3عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=4تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=5تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=6لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=7لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=8وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=9لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=10فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=11لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=12فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=13فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=14وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=15وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=16وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=17أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=18وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=19وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=20وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=21فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=22لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=23إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=25إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=26ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ )
الضَّرِيعُ ، قَالَ
أَبُو حَنِيفَةَ وَأَظُنُّهُ صَاحِبَ النَّبَاتِ ، الضَّرِيعُ : الشِّبْرِقُ ، وَهُوَ مَرْعَى سُوءٍ لَا تَعْقِدُ السَّائِمَةُ عَلَيْهِ شَحْمًا وَلَا لَحْمًا ، وَمِنْهُ قَوْلُ
ابْنِ عَزَارَةَ الْهُذَلِيِّ :
وَحُبِسْنَ فِي هَزَمِ الضَّرِيعِ فَكُلُّهَا حَدْبَاءُ دَامِيَةُ الْيَدَيْنِ حَرُودُ
وَقَالَ
أَبُو ذُؤَيْبٍ :
رَعَى الشِّبْرِقَ الرَّيَّانَ حَتَّى إِذَا ذَوَى وَصَارَ ضَرِيعًا بَانَ عَنْهُ النَّحَائِصُ
[ ص: 461 ] وَقَالَ بَعْضُ اللُّغَوِيِّينَ : يَبِيسُ الْعَرْفَجِ إِذَا تَحَطَّمَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : هُوَ نَبْتٌ كَالْعَوْسَجِ . وَقَالَ
الْخَلِيلُ : نَبْتٌ أَخْضَرُ مُنْتِنُ الرِّيحِ يَرْمِي بِهِ الْبَحْرُ . النَّمَارِقُ : الْوَسَائِدُ ، وَاحِدُهَا نُمْرُقَةٌ بِضَمِّ النُّونِ وَالرَّاءِ وَبِكَسْرِهِمَا .
وَقَالَ
زُهَيْرٌ :
كُهُولًا وَشُبَّانًا حِسَانًا وُجُوهُهُمْ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَنَمَارِقِ
الزَّرَابِيُّ : بُسُطٌ عِرَاضٌ فَاخِرَةٌ . وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : هِيَ الطَّنَافِسُ الْمُخَمَّلَةُ ، وَوَاحِدُهَا زِرْبِيَّةٌ بِكَسْرِ الزَّايِ وَبِفَتْحِهَا . سُطِحَتِ الْأَرْضُ : بُسِطَتْ وَوُطِئَتْ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29059هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=2وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=3عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=4تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=5تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=6لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=7لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=8وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=9لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=10فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=11لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=12فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=13فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=14وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=15وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=16وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=17أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=18وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=19وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=20وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=21فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=22لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=23إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=24فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=25إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=26ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ ) .
[ ص: 462 ] هِيَ مَكِّيَّةٌ ، وَلَمَّا ذَكَرَ فِيمَا قَبْلَهَا ( فَذَكِّرْ ) وَذَكَرَ النَّارَ وَالْآخِرَةَ ، قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=1هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ ) . وَالْغَاشِيَةُ : الدَّاهِيَةُ الَّتِي تَغْشَى النَّاسَ بِشَدَائِدِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، قَالَهُ
سُفْيَانُ وَالْجُمْهُورُ . وَقَالَ
ابْنُ جُبَيْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=14980وَمُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ : النَّارُ ، قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=50وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ ) . وَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=41وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ ) فَهِيَ تَغْشَى سُكَّانَهَا ، وَهَذَا الِاسْتِفْهَامُ تَوْقِيفٌ ، وَفَائِدَتُهُ تَحْرِيكُ نَفْسِ السَّامِعِ إِلَى تَلَقِّي الْخَبَرِ . وَقِيلَ : الْمَعْنَى هَلْ كَانَ هَذَا مِنْ عِلْمِكَ لَوْلَا مَا عَلَّمْنَاكَ ؟ وَفِي هَذَا تَعْدِيدُ النِّعْمَةِ . وَقِيلَ : هَلْ بِمَعْنَى قَدْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=2وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ) أَيْ يَوْمَ إِذْ غُشِيَتْ ، وَالتَّنْوِينُ عِوَضٌ مِنَ الْجُمْلَةِ ، وَلَمْ تَتَقَدَّمْ جُمْلَةٌ تَصْلُحُ أَنْ يَكُونَ التَّنْوِينُ عِوَضًا مِنْهَا ، لَكِنْ لَمَّا تَقَدَّمَ لَفْظُ الْغَاشِيَةِ ، وَأَلْ مَوْصُولَةٌ بِاسْمِ الْفَاعِلِ ، فَتَنْحَلُّ لِلَّتِي غَشِيَتْ ، أَيْ لِلدَّاهِيَةِ الَّتِي غَشِيَتْ ، فَالتَّنْوِينُ عِوَضٌ مِنْ هَذِهِ الْجُمْلَةِ الَّتِي انْحَلَّ لَفْظُ الْغَاشِيَةِ إِلَيْهَا ، وَإِلَى الْمَوْصُولِ الَّذِي هُوَ الَّتِي ، ( خَاشِعَةٌ ) ذَلِيلَةٌ (
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=3عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ ) قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
وَالْحَسَنُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13033وَابْنُ جُبَيْرٍ ، وَ
قَتَادَةُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=3عَامِلَةٌ ) فِي النَّارِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=3نَاصِبَةٌ ) تَعِبَةٌ فِيهَا ؛ لِأَنَّهَا تَكَبَّرَتْ عَنِ الْعَمَلِ فِي الدُّنْيَا ، قِيلَ : وَعَمَلُهَا فِي النَّارِ جَرُّ السَّلَاسِلِ وَالْأَغْلَالِ ، وَخَوْضُهَا فِي النَّارِ كَمَا تَخُوضُ الْإِبِلُ فِي الْوَحْلِ ، وَارْتِقَاؤُهَا دَائِبَةً فِي صُعُودِ نَارٍ وَهُبُوطُهَا فِي حُدُورٍ مِنْهَا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ أَيْضًا وَ
nindex.php?page=showalam&ids=15944زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13033وَابْنُ جُبَيْرٍ : عَامِلَةٌ فِي الدُّنْيَا نَاصِبَةٌ فِيهَا ؛ لِأَنَّهَا عَلَى غَيْرِ هُدًى ، فَلَا ثَمَرَةَ لَهَا إِلَّا النَّصَبُ وَخَاتِمَتُهُ النَّارُ ، وَالْآيَةُ فِي الْقِسِّيسِينَ وَعُبَّادِ الْأَوْثَانِ وَكُلِّ مُجْتَهِدٍ فِي كُفْرِهِ . وَقَالَ
عِكْرِمَةُ وَالسُّدِّيُّ : ( عَامِلَةً نَاصِبَةً ) بِالنَّصْبِ عَلَى الذَّمِّ ، وَالْجُمْهُورُ بِرَفْعِهِمَا .
وَقَرَأَ : ( تَصْلَى ) بِفَتْحِ التَّاءِ ،
وَأَبُو رَجَاءٍ ،
وَابْنُ مُحَيْصِنٍ وَالْأَبَوَانِ : بِضَمِّهَا ،
وَخَارِجَةُ : بِضَمِّ التَّاءِ وَفَتْحِ الصَّادِ مُشَدِّدَ اللَّامِ ، وَقَدْ حَكَاهَا
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ . ( حَامِيَةً ) مُسَعَّرَةً . ( آنِيَةً ) قَدِ انْتَهَى حَرُّهَا ، كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=44وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ ) قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
وَالْحَسَنُ ، وَ
مُجَاهِدٌ . وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : حَاضِرَةٌ لَهُمْ مِنْ قَوْلِهِمْ : آنَى الشَّيْءُ حَضَرَ . وَالضَّرِيعُ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : شَجَرٌ مِنْ نَارٍ . وَقَالَ
الْحُسَيْنُ وَجَمَاعَةٌ : الزَّقُّومُ . وَقَالَ
ابْنُ جُبَيْرٍ : حِجَارَةٌ مِنْ نَارٍ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ أَيْضًا وَ
قَتَادَةُ ، وَ
عِكْرِمَةُ ، وَ
مُجَاهِدٌ : شِبْرِقُ النَّارِ . وَقِيلَ : الْعَبَشْرَقُ . وَقِيلَ : رَطْبُ الْعَرْفَجِ ، وَتَقَدَّمَ مَا قِيلَ فِيهِ فِي الْمُفْرَدَاتِ . وَقِيلَ : وَادٍ فِي جَهَنَّمَ . وَالضَّرِيعُ إِنْ كَانَ الْغِسْلِينَ وَالزَّقُّومَ ، فَظَاهِرٌ وَلَا يَتَنَافَى الْحَصْرُ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=36إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ ) و (
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=6إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ ) . وَإِنْ كَانَتْ أَغْيَارًا مُخْتَلِفَةً ، وَالْجَمْعُ بِأَنَّ الزَّقُّومَ لِطَائِفَةٍ ، وَالْغِسْلِينَ لِطَائِفَةٍ ، وَالضَّرِيعَ لِطَائِفَةٍ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=7لَا يُسْمِنُ ) مَرْفُوعُ الْمَحَلِّ أَوْ مَجْرُورُهُ عَلَى وَصْفِ طَعَامٍ أَوْ ضَرِيعٍ ، يَعْنِي أَنَّ طَعَامَهُمْ
[ ص: 463 ] مِنْ شَيْءٍ لَيْسَ مِنْ مَطَاعِمِ الْإِنْسِ وَإِنَّمَا هُوَ شَوْكٌ ، وَالشَّوْكُ مِمَّا تَرْعَاهُ الْإِبِلُ وَتُولَعُ بِهِ ، وَهَذَا نَوْعٌ مِنْهُ تَنْفِرُ عَنْهُ وَلَا تَقْرَبُهُ ، وَمَنْفَعَتَا الْغِذَاءِ مُنْتَفِيَتَانِ عَنْهُ ، وَهُمَا إِمَاطَةُ الْجُوعِ وَإِفَادَةُ الْقُوَّةِ ، وَالسِّمَنُ فِي الْبَدَنِ . انْتَهَى . فَقَوْلُهُ : مَرْفُوعُ الْمَحَلِّ أَوْ مُجْرُورُهُ عَلَى وَصْفِ طَعَامٍ أَوْ ضَرِيعٍ . أَمَّا جَرُّهُ عَلَى وَصْفِهِ لِضَرِيعٍ فَيَصِحُّ ؛ لِأَنَّهُ مُثْبَتٌ مَنْفِيٌّ عَنْهُ السِّمَنُ وَالْإِغْنَاءُ مِنَ الْجُوعِ . وَأَمَّا رَفْعُهُ عَلَى وَصْفِهِ لِطَعَامٍ فَلَا يَصِحُّ ، لِأَنَّ الطَّعَامَ مَنْفِيٌّ وَلَا يُسْمِنُ ، مَنْفِيٌّ فَلَا يَصِحُّ تَرْكِيبُهُ ، إِذْ يَصِيرُ التَّقْدِيرُ : لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ ، فَيَصِيرُ الْمَعْنَى : أَنَّ لَهُمْ طَعَامًا يُسْمِنُ وَيُغْنِي مِنْ جُوعٍ مِنْ غَيْرِ ضَرِيعٍ ، كَمَا تَقُولُ : لَيْسَ لِزَيْدٍ مَالٌ لَا يَنْتَفِعُ بِهِ إِلَّا مِنْ مَالِ عَمْرٍو ، فَمَعْنَاهُ أَنَّ لَهُ مَالًا يَنْتَفِعُ بِهِ مِنْ غَيْرِ مَالِ عَمْرٍو . وَلَوْ قِيلَ : الْجُمْلَةُ فِي مَوْضِعِ رَفْعِ صِفَةٍ لِلْمَحْذُوفِ الْمُقَدَّرِ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=6إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ ) كَانَ صَحِيحًا ؛ لِأَنَّهُ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ عَلَى أَنَّهُ بَدَلٌ مِنِ اسْمِ لَيْسَ ، أَيْ لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا كَائِنٌ مِنْ ضَرِيعٍ ، إِذِ الْإِطْعَامُ مِنْ ضَرِيعٍ غَيْرُ مُسْمِنٍ وَلَا مُغْنٍ مِنْ جُوعٍ ، وَهَذَا تَرْكِيبٌ صَحِيحٌ وَمَعْنًى وَاضِحٌ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : أَوْ أُرِيدَ أَنْ لَا طَعَامَ لَهُمْ أَصْلًا ، لِأَنَّ الضَّرِيعَ لَيْسَ بِطَعَامٍ لِلْبَهَائِمِ فَضْلًا عَنِ الْإِنْسِ ، لِأَنَّ الطَّعَامَ مَا أَشْبَعَ وَأَسْمَنَ ، وَهُوَ مِنْهُمَا بِمَعْزِلٍ . كَمَا تَقُولُ : لَيْسَ لِفُلَانٍ ظِلٌّ إِلَّا الشَّمْسُ ، تُرِيدُ نَفْيَ الظِّلِّ عَلَى التَّوْكِيدِ . انْتَهَى . فَعَلَى هَذَا يَكُونُ الِاسْتِثْنَاءُ مُنْقَطِعًا ، إِذْ لَمْ يَنْدَرِجِ الْكَائِنُ مِنَ الضَّرِيعِ تَحْتَ لَفْظَةِ طَعَامٍ ، إِذْ لَيْسَ بِطَعَامٍ . وَالظَّاهِرُ الِاتِّصَالُ فِيهِ . وَفِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=36وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ ) لِأَنَّ الطَّعَامَ هُوَ مَا يَتَطَعَّمُهُ الْإِنْسَانُ ، وَهَذَا قَدْرٌ مُشْتَرَكٌ بَيْنَ الْمُسْتَلَذِّ وَالْمَكْرُوهِ وَمَا لَا يُسْتَلَذُّ وَلَا يُسْتَكْرَهُ .