nindex.php?page=treesubj&link=29062سورة الشمس مكية وهي خمس عشرة آية
بسم الله الرحمن الرحيم
(
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=1والشمس وضحاها nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=2والقمر إذا تلاها nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=3والنهار إذا جلاها nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=4والليل إذا يغشاها nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=5والسماء وما بناها nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=6والأرض وما طحاها nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=7ونفس وما سواها nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=8فألهمها فجورها وتقواها nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=9قد أفلح من زكاها nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=10وقد خاب من دساها nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=11كذبت ثمود بطغواها nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=12إذ انبعث أشقاها nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=13فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=14فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=15ولا يخاف عقباها )
طحا ودحا بمعنى واحد ، أي بسط ووطأ ، ويأتي طحا بمعنى ذهب ، قال
علقمة :
طحا بك قلب في الحسان طروب
ويقال : ما أدري أين طحا ؟ أي ذهب ، قاله
أبو عمرو ، وفي أيمان العرب لا والقمر الطاحي : أي المشرق المرتفع ، ويقال : طحا يطحو طحوا ، ويطحى طحوا ، التدسية : الإخفاء ، وأصله دسس فأبدل من ثالث المضاعفات حرف علة ، كما قالوا في نقصص نقص ، قال الشاعر :
وأنت الذي دسست عمرا فأصبحت حلائله منه أرامل صيعا
وينشد أيضا :
ودسست عمرا في التراب
دمدم عليه القبر : أطبقه . وقال مؤرج : الدمدمة : إهلاك باستئصال . وقال في الصحاح : دمدمت الشيء : ألزقته بالأرض وطحطحته .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29062والشمس وضحاها nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=2والقمر إذا تلاها nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=3والنهار إذا جلاها nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=4والليل إذا يغشاها nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=5والسماء وما بناها nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=6والأرض وما طحاها nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=7ونفس وما سواها nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=8فألهمها فجورها وتقواها nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=9قد أفلح من زكاها nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=10وقد خاب من دساها nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=11كذبت ثمود بطغواها nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=12إذ انبعث أشقاها nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=13فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=14فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=15ولا يخاف عقباها )
[ ص: 478 ] هذه السورة مكية ، ولما تقدم القسم ببعض المواضع الشريفة وما بعدها ، أقسم هنا بشيء من العالم العلوي والعالم والسفلي ، وبما هو آلة التفكر في ذلك ، وهو النفس . وكان آخر ما قبلها مختتما بشيء من أحوال الكفار في الآخرة ، فاختتم هذه بشيء من أحوالهم في الدنيا ، وفي ذلك بمآلهم في الآخرة إلى النار ، وفي الدنيا إلى الهلاك المستأصل . وتقدم الكلام على ضحى في سورة طه عند قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=59وأن يحشر الناس ضحى ) . وقال
مجاهد : هو ارتفاع الضوء وكماله . وقال مقاتل : حرها لقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=119ولا تضحى ) . وقال
قتادة : هو النهار كله ، وهذا ليس بجيد ؛ لأنه قد أقسم بالنهار ، والمعروف في اللغة أن الضحى هو بعيد طلوع الشمس قليلا ، فإذا زاد فهو الضحاء ، بالمد وفتح الضاد إلى الزوال ، وقول
مقاتل تفسير باللازم ، وما نقل عن
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد من أن الضحى مشتق من الضح ، وهو نور الشمس ، والألف مقلوبة من الحاء الثانية ، وكذلك الواو في ضحوة مقلوبة عن الحاء الثانية ، لعله مختلق عليه ؛ لأن المبرد أجل من أن يذهب إلى هذا ، وهذان مادتان مختلفتان لا تشتق إحداهما من الأخرى .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=2nindex.php?page=treesubj&link=29062والقمر إذا تلاها ) قال
الحسن nindex.php?page=showalam&ids=14888والفراء : تلاها معناه تبعها دأبا في كل وقت ؛ لأنه يستضيء منها ، فهو يتلوها لذلك . وقال
ابن زيد : يتلوها في الشهر كله ، يتلوها في النصف الأول من الشهر بالطلوع ، وفي الآخر بالغروب . وقال
ابن سلام : في النصف الأول من الشهر ، وذلك لأنه يأخذ موضعها ويسير خلفها ، إذا غابت يتبعها القمر طالعا . وقال
قتادة : إنما ذلك البدر ، تغيب هي فيطلع هو . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج وغيره : تلاها معناه : امتلأ واستدار ، وكان لها تابعا للمنزل من الضياء والقدر ، لأنه ليس في الكواكب شيء يتلو الشمس في هذا المعنى غير القمر . وقيل : من أول الشهر إلى نصفه ، في الغروب تغرب هي ثم يغرب هو ، وفي النصف الآخر يتحاوران ، وهو أن تغرب هي فيطلع هو ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : تلاها طالعا عند غروبها آخذا من نورها وذلك في النصف الأول من الشهر .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=29062والنهار إذا جلاها ) الظاهر أن مفعول جلاها هو الضمير عائد على الشمس ؛ لأنه عند انبساط النهار تنجلي الشمس في ذلك الوقت تمام الانجلاء . وقيل : يعود على الظلمة . وقيل : على الأرض . وقيل : على الدنيا ، والذي يجلي الظلمة هو الشمس أو النهار ، فإنه وإن لم تطلع الشمس لا تبقى الظلمة ، والفاعل بجلاها ضمير النهار . قيل : ويحتمل أن يكون عائدا على الله تعالى ، كأنه قال : والنهار إذا جلى الله الشمس ، فأقسم بالنهار في أكمل حالاته .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=29062والليل إذا يغشاها ) أي يغشى الشمس ، فبدخوله تغيب وتظلم الآفاق ، ونسبة ذلك إلى الليل مجاز . وقيل : الضمير عائد على الأرض ، والذي تقتضيه الفصاحة أن الضمائر كلها إلى قوله : ( يغشاها ) عائدة على الشمس . وكما أن النهار جلاها ، كان النهار هو الذي يغشاها . ولما كانت الفواصل ترتبت على ألف وهاء المؤنث ، أتى (
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=4والليل إذا يغشاها ) بالمضارع ؛ لأنه الذي ترتب فيه ، ولو أتى بالماضي ، كالذي قبله وبعده ، كان يكون التركيب إذا غشيها ، فتفوت الفاصلة ، وهي مقصودة . وقال
القفال ما ملخصه : هذه الأقسام بالشمس في الحقيقة بحسب أوصاف أربعة : ضوؤها عند ارتفاع النهار وقت انتشار الحيوان ، وطلب المعاش ، وتلو القمر لها بأخذه الضوء ، وتكامل طلوعها وبروزها ، وغيبوبتها بمجيء الليل . وما في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=5وما بناها ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=6وما طحاها ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=7وما سواها ) بمعنى الذي ، قاله
الحسن ومجاهد وأبو عبيدة ، واختاره
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري ، قالوا : لأن " ما " تقع على أولي العلم وغيرهم . وقيل : مصدرية ، قاله
قتادة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15153والمبرد ،
nindex.php?page=showalam&ids=14416والزجاج ، وهذا قول من ذهب إلى أن ما لا تقع على آحاد أولي العلم .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : جعلت مصدرية ، وليس بالوجه لقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=8فألهمها ) وما
[ ص: 479 ] يؤدي إليه من فساد النظم ، والوجه أن تكون موصولة ، وإنما أوثرت على من لإرادة معنى الوصفية ، كأنه قيل : والسماء والقادر العظيم الذي بناها ، ونفس والحكيم الباهر الحكمة الذي سواها ، وفي كلامهم سبحان من سخركن لنا . انتهى .
أما قوله : وليس بالوجه لقوله : ( فألهمها ) يعني من عود الضمير في ( فألهمها ) على الله تعالى ، فيكون قد عاد على مذكور ، وهو ما المراد به الذي ، ولا يلزم ذلك ؛ لأنا إذا جعلناها مصدرية عاد الضمير على ما يفهم من سياق الكلام ، ففي بناها ضمير عائد على الله تعالى ، أي وبناها هو ، أي الله تعالى ، كما إذا رأيت زيدا قد ضرب عمرا ، فقلت : عجبت مما ضرب عمرا تقديره : من ضرب عمرا ؟ وهو كان حسنا فصيحا جائزا ، وعود الضمير على ما يفهم من سياق الكلام كثير ، وقوله : وما يؤدي إليه من فساد النظم ليس كذلك ، ولا يؤدي جعلها مصدرية إلى ما ذكر ، وقوله إنما أوثرت . . . إلخ لا يراد بما ولا بمن الموصولتين معنى الوصفية ؛ لأنهما لا يوصف بهما بخلاف الذي فاشتراكهما في أنهما لا يؤديان معنى الوصفية موجود فيهما ، فلا ينفرد به " ما " دون " من " ، وقوله : وفي كلامهم . . . إلخ ، تأوله أصحابنا على أن سبحان علم وما مصدرية ظرفية .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : فإن قلت : الأمر في نصب
[ ص: 480 ] إذا معضل ؛ لأنك إما أن تجعل الواوات عاطفة فتنصب بها وتجر ، فتقع في العطف على عاملين ، وفي نحو قولك : مررت أمس بزيد واليوم عمرو ، وإما أن تجعلهن للقسم ، فتقع فيما اتفق
الخليل nindex.php?page=showalam&ids=16076وسيبويه على استكراهه . قلت : الجواب فيه أن واو القسم مطرح معه إبراز الفعل اطراحا كليا ، فكان لها شأن خلاف شأن الباء ، حيث أبرز معها الفعل وأضمر ، فكانت الواو قائمة مقام الفعل ، والباء سادة مسدهما معا ، والواوات العواطف نوائب عن هذه ، فحقهن أن يكن عوامل على الفعل والجار جميعا ، كما تقول : ضرب زيد عمرا وبكر خالدا ، فترفع بالواو وتنصب لقيامها مقام ضرب الذي هو عاملهما . انتهى . أما قوله في واوات العطف فتنصب بها وتجر فليس هذا بالمختار ، أعني أن يكون حرف العطف عاملا لقيامه مقام العامل ، بل المختار أن العمل إنما هو للعامل في المعطوف عليه ، ثم إن الإنشاء حجة في ذلك ، وقوله : فتقع في العطف على عاملين ، ليس ما في الآية من العطف على عاملين ، وإنما هو من باب عطف اسمين مجرور ومنصوب على اسمين مجرور ومنصوب ، فحرف العطف لم ينب مناب عاملين ، وذلك نحو قولك : امرر بزيد قائما وعمرو جالسا ، وقد أنشد
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه في كتابه :
فليس بمعروف لنا أن نردها صحاحا ولا مستنكر أن تعقرا
فهذا من عطف مجرور ومرفوع على مجرور ومرفوع ، والعطف على عاملين فيه أربع مذاهب ، وقد نسب الجواز إلى
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه . وقوله في نحو قولك : مررت أمس بزيد واليوم عمرو ، وهذا المثال مخالف لما في الآية ، بل وزان ما في الآية : مررت بزيد أمس وعمرو اليوم ، ونحن نجيز هذا . وأما قوله على استكراه فليس كما ذكر ، بل كلام
الخليل يدل على المنع .
nindex.php?page=treesubj&link=29062سُورَةُ الشَّمْسِ مَكِّيَّةٌ وَهِيَ خَمْسَ عَشْرَةَ آيَةً
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=1وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=2وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=3وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=4وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=5وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=6وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=7وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=8فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=9قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=10وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=11كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=12إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=13فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=14فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=15وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا )
طَحَا وَدَحَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ ، أَيْ بَسَطَ وَوَطَّأَ ، وَيَأْتِي طَحَا بِمَعْنَى ذَهَبَ ، قَالَ
عَلْقَمَةُ :
طَحَا بِكَ قَلْبٌ فِي الْحِسَانِ طَرُوبُ
وَيُقَالُ : مَا أَدْرِي أَيْنَ طَحَا ؟ أَيْ ذَهَبَ ، قَالَهُ
أَبُو عَمْرٍو ، وَفِي أَيْمَانِ الْعَرَبِ لَا وَالْقَمَرِ الطَّاحِي : أَيِ الْمُشْرِقِ الْمُرْتَفِعِ ، وَيُقَالُ : طَحَا يَطْحُو طَحْوًا ، وَيَطْحَى طَحْوًا ، التَّدْسِيَةُ : الْإِخْفَاءُ ، وَأَصْلُهُ دَسَسَ فَأَبْدَلَ مِنْ ثَالِثِ الْمُضَاعَفَاتِ حَرْفَ عِلَّةٍ ، كَمَا قَالُوا فِي نَقْصُصُ نَقُصُّ ، قَالَ الشَّاعِرُ :
وَأَنْتَ الَّذِي دَسَسْتَ عَمْرًا فَأَصْبَحَتْ حَلَائِلُهُ مِنْهُ أَرَامِلَ صُيْعَا
وَيُنْشَدُ أَيْضًا :
وَدَسَسْتَ عَمْرًا فِي التُّرَابِ
دَمْدَمَ عَلَيْهِ الْقَبْرَ : أَطْبَقَهُ . وَقَالَ مُؤَرِّجٌ : الدَّمْدَمَةُ : إِهْلَاكٌ بِاسْتِئْصَالٍ . وَقَالَ فِي الصِّحَاحِ : دَمْدَمْتُ الشَّيْءَ : أَلْزَقْتَهُ بِالْأَرْضِ وَطَحْطَحْتَهُ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29062وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=2وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=3وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=4وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=5وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=6وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=7وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=8فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=9قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=10وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=11كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=12إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=13فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=14فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=15وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا )
[ ص: 478 ] هَذِهِ السُّورَةُ مَكِّيَّةٌ ، وَلَمَّا تَقَدَّمَ الْقَسَمُ بِبَعْضِ الْمَوَاضِعِ الشَّرِيفَةِ وَمَا بَعْدَهَا ، أَقْسَمَ هُنَا بِشَيْءٍ مِنَ الْعَالَمِ الْعُلْوِيِّ وَالْعَالَمِ وَالسُّفْلِيِّ ، وَبِمَا هُوَ آلَةُ التَّفَكُّرِ فِي ذَلِكَ ، وَهُوَ النَّفْسُ . وَكَانَ آخِرُ مَا قَبْلَهَا مُخْتَتَمًا بِشَيْءٍ مِنْ أَحْوَالِ الْكُفَّارِ فِي الْآخِرَةِ ، فَاخْتَتَمَ هَذِهِ بِشَيْءٍ مِنْ أَحْوَالِهِمْ فِي الدُّنْيَا ، وَفِي ذَلِكَ بِمَآلِهِمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَى النَّارِ ، وَفِي الدُّنْيَا إِلَى الْهَلَاكِ الْمُسْتَأْصِلِ . وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى ضُحًى فِي سُورَةِ طه عِنْدَ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=59وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى ) . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : هُوَ ارْتِفَاعُ الضَّوْءِ وَكَمَالُهُ . وَقَالَ مُقَاتِلٌ : حَرُّهَا لِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=119وَلَا تَضْحَى ) . وَقَالَ
قَتَادَةُ : هُوَ النَّهَارُ كُلُّهُ ، وَهَذَا لَيْسَ بِجَيِّدٍ ؛ لِأَنَّهُ قَدْ أَقْسَمَ بِالنَّهَارِ ، وَالْمَعْرُوفُ فِي اللُّغَةِ أَنَّ الضُّحَى هُوَ بُعَيْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ قَلِيلًا ، فَإِذَا زَادَ فَهُوَ الضَّحَاءُ ، بِالْمَدِّ وَفَتْحِ الضَّادِ إِلَى الزَّوَالِ ، وَقَوْلُ
مُقَاتِلٍ تَفْسِيرٌ بِاللَّازِمِ ، وَمَا نُقِلَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدِ مِنْ أَنَّ الضُّحَى مُشْتَقٌّ مِنِ الضِّحِّ ، وَهُوَ نُورُ الشَّمْسِ ، وَالْأَلِفُ مَقْلُوبَةٌ مِنَ الْحَاءِ الثَّانِيَةِ ، وَكَذَلِكَ الْوَاوُ فِي ضَحْوَةٍ مَقْلُوبَةٌ عَنِ الْحَاءِ الثَّانِيَةِ ، لَعَلَّهُ مُخْتَلَقٌ عَلَيْهِ ؛ لِأَنَّ الْمُبَرِّدَ أَجَلُّ مَنْ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى هَذَا ، وَهَذَانِ مَادَّتَانِ مُخْتَلِفَتَانِ لَا تُشْتَقُّ إِحْدَاهُمَا مِنَ الْأُخْرَى .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=2nindex.php?page=treesubj&link=29062وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا ) قَالَ
الْحَسَنُ nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءُ : تَلَاهَا مَعْنَاهُ تَبِعَهَا دَأَبًا فِي كُلِّ وَقْتٍ ؛ لِأَنَّهُ يَسْتَضِيءُ مِنْهَا ، فَهُوَ يَتْلُوهَا لِذَلِكَ . وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : يَتْلُوهَا فِي الشَّهْرِ كُلِّهِ ، يَتْلُوهَا فِي النِّصْفِ الْأَوَّلِ مِنَ الشَّهْرِ بِالطُّلُوعِ ، وَفِي الْآخَرِ بِالْغُرُوبِ . وَقَالَ
ابْنُ سَلَّامٍ : فِي النِّصْفِ الْأَوَّلِ مِنَ الشَّهْرِ ، وَذَلِكَ لِأَنَّهُ يَأْخُذُ مَوْضِعَهَا وَيَسِيرُ خَلْفَهَا ، إِذَا غَابَتْ يَتْبَعُهَا الْقَمَرُ طَالِعًا . وَقَالَ
قَتَادَةُ : إِنَّمَا ذَلِكَ الْبَدْرُ ، تَغِيبُ هِيَ فَيَطْلُعُ هُوَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ وَغَيْرُهُ : تَلَاهَا مَعْنَاهُ : امْتَلَأَ وَاسْتَدَارَ ، وَكَانَ لَهَا تَابِعًا لِلْمَنْزِلِ مِنِ الضِّيَاءِ وَالْقَدْرِ ، لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْكَوَاكِبِ شَيْءٌ يَتْلُو الشَّمْسَ فِي هَذَا الْمَعْنَى غَيْرَ الْقَمَرِ . وَقِيلَ : مِنْ أَوَّلِ الشَّهْرِ إِلَى نِصْفِهِ ، فِي الْغُرُوبِ تَغْرُبُ هِيَ ثُمَّ يَغْرُبُ هُوَ ، وَفِي النِّصْفِ الْآخِرِ يَتَحَاوَرَانِ ، وَهُوَ أَنْ تَغْرُبَ هِيَ فَيَطْلُعَ هُوَ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : تَلَاهَا طَالِعًا عِنْدَ غُرُوبِهَا آخِذًا مِنْ نُورِهَا وَذَلِكَ فِي النِّصْفِ الْأَوَّلِ مِنَ الشَّهْرِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=29062وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا ) الظَّاهِرُ أَنَّ مَفْعُولَ جَلَّاهَا هُوَ الضَّمِيرُ عَائِدٌ عَلَى الشَّمْسِ ؛ لِأَنَّهُ عِنْدَ انْبِسَاطِ النَّهَارِ تَنْجَلِي الشَّمْسُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ تَمَامَ الِانْجِلَاءِ . وَقِيلَ : يَعُودُ عَلَى الظُّلْمَةِ . وَقِيلَ : عَلَى الْأَرْضِ . وَقِيلَ : عَلَى الدُّنْيَا ، وَالَّذِي يُجَلِّي الظُّلْمَةَ هُوَ الشَّمْسُ أَوِ النَّهَارُ ، فَإِنَّهُ وَإِنْ لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ لَا تَبْقَى الظُّلْمَةُ ، وَالْفَاعِلُ بَجَّلَاهَا ضَمِيرُ النَّهَارِ . قِيلَ : وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ عَائِدًا عَلَى اللَّهِ تَعَالَى ، كَأَنَّهُ قَالَ : وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّى اللَّهُ الشَّمْسَ ، فَأَقْسَمَ بِالنَّهَارِ فِي أَكْمَلِ حَالَاتِهِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=29062وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا ) أَيْ يَغْشَى الشَّمْسَ ، فَبِدُخُولِهِ تَغِيبُ وَتُظْلِمُ الْآفَاقُ ، وَنِسْبَةُ ذَلِكَ إِلَى اللَّيْلِ مَجَازٌ . وَقِيلَ : الضَّمِيرُ عَائِدٌ عَلَى الْأَرْضِ ، وَالَّذِي تَقْتَضِيهِ الْفَصَاحَةُ أَنَّ الضَّمَائِرَ كُلَّهَا إِلَى قَوْلِهِ : ( يَغْشَاهَا ) عَائِدَةٌ عَلَى الشَّمْسِ . وَكَمَا أَنَّ النَّهَارَ جَلَّاهَا ، كَانَ النَّهَارُ هُوَ الَّذِي يَغْشَاهَا . وَلَمَّا كَانَتِ الْفَوَاصِلُ تَرَتَّبَتْ عَلَى أَلِفِ وَهَاءِ الْمُؤَنَّثِ ، أَتَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=4وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا ) بِالْمُضَارِعِ ؛ لِأَنَّهُ الَّذِي تَرَتَّبَ فِيهِ ، وَلَوْ أَتَى بِالْمَاضِي ، كَالَّذِي قَبْلَهُ وَبَعْدَهُ ، كَانَ يَكُونُ التَّرْكِيبُ إِذَا غَشِيَهَا ، فَتَفُوتُ الْفَاصِلَةُ ، وَهِيَ مَقْصُودَةٌ . وَقَالَ
الْقَفَّالُ مَا مُلَخَّصُهُ : هَذِهِ الْأَقْسَامُ بِالشَّمْسِ فِي الْحَقِيقَةِ بِحَسَبِ أَوْصَافٍ أَرْبَعَةٍ : ضَوْؤُهَا عِنْدَ ارْتِفَاعِ النَّهَارِ وَقْتَ انْتِشَارِ الْحَيَوَانِ ، وَطَلَبِ الْمَعَاشِ ، وَتُلُوُّ الْقَمَرِ لَهَا بِأَخْذِهِ الضَّوْءَ ، وَتَكَامُلُ طُلُوعِهَا وَبُرُوزِهَا ، وَغَيْبُوبَتُهَا بِمَجِيءِ اللَّيْلِ . وَمَا فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=5وَمَا بَنَاهَا ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=6وَمَا طَحَاهَا ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=7وَمَا سَوَّاهَا ) بِمَعْنَى الَّذِي ، قَالَهُ
الْحَسَنُ وَمُجَاهِدٌ وَأَبُو عُبَيْدَةَ ، وَاخْتَارَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ ، قَالُوا : لِأَنَّ " مَا " تَقَعُ عَلَى أُولِي الْعِلْمِ وَغَيْرِهِمْ . وَقِيلَ : مَصْدَرِيَّةٌ ، قَالَهُ
قَتَادَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15153وَالْمُبَرِّدُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14416وَالزَّجَّاجُ ، وَهَذَا قَوْلُ مَنْ ذَهَبَ إِلَى أَنَّ مَا لَا تَقَعُ عَلَى آحَادِ أُولِي الْعِلْمِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : جُعِلَتْ مَصْدَرِيَّةً ، وَلَيْسَ بِالْوَجْهِ لِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=8فَأَلْهَمَهَا ) وَمَا
[ ص: 479 ] يُؤَدِّي إِلَيْهِ مِنْ فَسَادِ النَّظْمِ ، وَالْوَجْهُ أَنْ تَكُونَ مَوْصُولَةً ، وَإِنَّمَا أُوثِرَتْ عَلَى مَنْ لِإِرَادَةِ مَعْنَى الْوَصْفِيَّةِ ، كَأَنَّهُ قِيلَ : وَالسَّمَاءِ وَالْقَادِرِ الْعَظِيمِ الَّذِي بَنَاهَا ، وَنَفْسٍ وَالْحَكِيمِ الْبَاهِرِ الْحِكْمَةِ الَّذِي سَوَّاهَا ، وَفِي كَلَامِهِمْ سُبْحَانَ مَنْ سَخَّرَكُنَّ لَنَا . انْتَهَى .
أَمَّا قَوْلُهُ : وَلَيْسَ بِالْوَجْهِ لِقَوْلِهِ : ( فَأَلْهَمَهَا ) يَعْنِي مِنْ عَوْدِ الضَّمِيرِ فِي ( فَأَلْهَمَهَا ) عَلَى اللَّهِ تَعَالَى ، فَيَكُونُ قَدْ عَادَ عَلَى مَذْكُورٍ ، وَهُوَ مَا الْمُرَادُ بِهِ الَّذِي ، وَلَا يَلْزَمُ ذَلِكَ ؛ لِأَنَّا إِذَا جَعَلْنَاهَا مَصْدَرِيَّةً عَادَ الضَّمِيرُ عَلَى مَا يُفْهَمُ مِنْ سِيَاقِ الْكَلَامِ ، فَفِي بَنَاهَا ضَمِيرٌ عَائِدٌ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى ، أَيْ وَبَنَاهَا هُوَ ، أَيِ اللَّهُ تَعَالَى ، كَمَا إِذَا رَأَيْتَ زَيْدًا قَدْ ضَرَبَ عَمْرًا ، فَقُلْتَ : عَجِبْتُ مِمَّا ضَرَبَ عَمْرًا تَقْدِيرُهُ : مَنْ ضَرَبَ عَمْرًا ؟ وَهُوَ كَانَ حَسَنًا فَصِيحًا جَائِزًا ، وَعَوْدُ الضَّمِيرِ عَلَى مَا يُفْهَمُ مِنْ سِيَاقِ الْكَلَامِ كَثِيرٌ ، وَقَوْلُهُ : وَمَا يُؤَدِّي إِلَيْهِ مِنْ فَسَادِ النَّظْمِ لَيْسَ كَذَلِكَ ، وَلَا يُؤَدِّي جَعْلُهَا مَصْدَرِيَّةً إِلَى مَا ذَكَرَ ، وَقَوْلُهُ إِنَّمَا أُوثِرَتْ . . . إِلَخْ لَا يُرَادُ بِمَا وَلَا بِمَنِ الْمَوْصُولَتَيْنِ مَعْنَى الْوَصْفِيَّةِ ؛ لِأَنَّهُمَا لَا يُوصَفُ بِهِمَا بِخِلَافِ الَّذِي فَاشْتِرَاكُهُمَا فِي أَنَّهُمَا لَا يُؤَدِّيَانِ مَعْنَى الْوَصْفِيَّةِ مَوْجُودٌ فِيهِمَا ، فَلَا يَنْفَرِدُ بِهِ " مَا " دُونَ " مَنْ " ، وَقَوْلُهُ : وَفِي كَلَامِهِمْ . . . إِلَخْ ، تَأَوَّلَهُ أَصْحَابُنَا عَلَى أَنَّ سُبْحَانَ عَلَمٌ وَمَا مَصْدَرِيَّةٌ ظَرْفِيَّةٌ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : فَإِنْ قُلْتَ : الْأَمْرُ فِي نَصْبِ
[ ص: 480 ] إِذَا مُعْضِلٌ ؛ لِأَنَّكَ إِمَّا أَنْ تَجْعَلَ الْوَاوَاتِ عَاطِفَةً فَتَنْصِبَ بِهَا وَتَجُرَّ ، فَتَقَعُ فِي الْعَطْفِ عَلَى عَامِلَيْنِ ، وَفِي نَحْوِ قَوْلِكَ : مَرَرْتُ أَمْسِ بِزَيْدٍ وَالْيَوْمَ عَمْرٍو ، وَإِمَّا أَنْ تَجْعَلَهُنَّ لِلْقَسَمِ ، فَتَقَعَ فِيمَا اتَّفَقَ
الْخَلِيلُ nindex.php?page=showalam&ids=16076وَسِيبَوَيْهِ عَلَى اسْتِكْرَاهِهِ . قُلْتُ : الْجَوَابُ فِيهِ أَنَّ وَاوَ الْقَسَمِ مُطَّرِحٌ مَعَهُ إِبْرَازُ الْفِعْلِ اطِّرَاحًا كُلِّيًّا ، فَكَانَ لَهَا شَأْنٌ خِلَافَ شَأْنِ الْبَاءِ ، حَيْثُ أَبْرَزَ مَعَهَا الْفِعْلَ وَأَضْمَرَ ، فَكَانَتِ الْوَاوُ قَائِمَةً مَقَامَ الْفِعْلِ ، وَالْبَاءُ سَادَّةً مَسَدَّهُمَا مَعًا ، وَالْوَاوَاتُ الْعَوَاطِفُ نَوَائِبُ عَنْ هَذِهِ ، فَحَقُّهُنَّ أَنْ يَكُنَّ عَوَامِلَ عَلَى الْفِعْلِ وَالْجَارِّ جَمِيعًا ، كَمَا تَقُولُ : ضَرَبَ زَيْدٌ عَمْرًا وَبَكْرٌ خَالِدًا ، فَتَرْفَعُ بِالْوَاوِ وَتَنْصِبُ لِقِيَامِهَا مَقَامَ ضَرَبَ الَّذِي هُوَ عَامِلُهُمَا . انْتَهَى . أَمَّا قَوْلُهُ فِي وَاوَاتِ الْعَطْفِ فَتَنْصِبُ بِهَا وَتَجُرُّ فَلَيْسَ هَذَا بِالْمُخْتَارِ ، أَعْنِي أَنْ يَكُونَ حَرْفُ الْعَطْفِ عَامِلًا لِقِيَامِهِ مَقَامَ الْعَامِلِ ، بَلِ الْمُخْتَارُ أَنَّ الْعَمَلَ إِنَّمَا هُوَ لِلْعَامِلِ فِي الْمَعْطُوفِ عَلَيْهِ ، ثُمَّ إِنَّ الِإِنْشَاءَ حُجَّةٌ فِي ذَلِكَ ، وَقَوْلُهُ : فَتَقَعُ فِي الْعَطْفِ عَلَى عَامِلَيْنِ ، لَيْسَ مَا فِي الْآيَةِ مِنَ الْعَطْفِ عَلَى عَامِلَيْنِ ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ بَابِ عَطْفِ اسْمَيْنِ مَجْرُورٍ وَمَنْصُوبٍ عَلَى اسْمَيْنِ مَجْرُورٍ وَمَنْصُوبٍ ، فَحَرْفُ الْعَطْفِ لَمْ يَنُبْ مَنَابَ عَامِلَيْنِ ، وَذَلِكَ نَحْوُ قَوْلِكَ : امْرُرْ بِزَيْدٍ قَائِمًا وَعَمْرٍو جَالِسًا ، وَقَدْ أَنْشَدَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ فِي كِتَابِهِ :
فَلَيْسَ بِمَعْرُوفٍ لَنَا أَنْ نَرُدَّهَا صِحَاحًا وَلَا مُسْتَنْكَرٍ أَنْ تُعَقَّرَا
فَهَذَا مِنْ عَطْفِ مَجْرُورٍ وَمَرْفُوعٍ عَلَى مَجْرُورٍ وَمَرْفُوعٍ ، وَالْعَطْفُ عَلَى عَامِلَيْنِ فِيهِ أَرْبَعُ مَذَاهِبَ ، وَقَدْ نُسِبَ الْجَوَازُ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ . وَقَوْلُهُ فِي نَحْوِ قَوْلِكَ : مَرَرْتُ أَمْسِ بِزَيْدٍ وَالْيَوْمَ عَمْرٍو ، وَهَذَا الْمِثَالُ مُخَالِفٌ لِمَا فِي الْآيَةِ ، بَلْ وِزَانُ مَا فِي الْآيَةِ : مَرَرْتُ بِزَيْدٍ أَمْسِ وَعَمْرٍو الْيَوْمَ ، وَنَحْنُ نُجِيزُ هَذَا . وَأَمَّا قَوْلُهُ عَلَى اسْتِكْرَاهٍ فَلَيْسَ كَمَا ذَكَرَ ، بَلْ كَلَامُ
الْخَلِيلِ يَدُلُّ عَلَى الْمَنْعِ .