سورة الليل مكية وهي إحدى وعشرون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
(
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29063والليل إذا يغشى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=2والنهار إذا تجلى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=3وما خلق الذكر والأنثى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=4إن سعيكم لشتى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=5فأما من أعطى واتقى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=6وصدق بالحسنى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=7فسنيسره لليسرى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=8وأما من بخل واستغنى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=9وكذب بالحسنى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=10فسنيسره للعسرى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=11وما يغني عنه ماله إذا تردى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=12إن علينا للهدى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=13وإن لنا للآخرة والأولى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=14فأنذرتكم نارا تلظى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=15لا يصلاها إلا الأشقى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=16الذي كذب وتولى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=17وسيجنبها الأتقى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=18الذي يؤتي ماله يتزكى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=19وما لأحد عنده من نعمة تجزى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=20إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=21ولسوف يرضى ) .
هذه السورة مكية ، وقال
علي بن أبي طلحة : مدنية ، وقيل : فيها مدني ، ولما ذكر فيما قبلها (
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=9قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ) ذكر هنا من الأوصاف ما يحصل به الفلاح وما تحصل به الخيبة ، ثم حذر النار وذكر من يصلاها ومن يتجنبها ، ومفعول يغشى محذوف ، فاحتمل أن يكون النهار ، كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=54يغشي الليل النهار ) وأن يكون الشمس ، كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=4والليل إذا يغشاها ) وقيل : الأرض وجميع ما فيها
[ ص: 483 ] بظلامه ، وتجلى : انكشف وظهر ، إما بزوال ظلمة الليل ، وإما بنور الشمس . أقسم بالليل الذي فيه كل حيوان يأوي إلى مأواه ، وبالنهار الذي تنتشر فيه ، وقال الشاعر :
يجلي السرى من وجهه عن صفيحة على السير مشراق كثير شحومها
وقرأ الجمهور : ( تجلى ) فعلا ماضيا ، فاعله ضمير النهار . وقرأ
عبد الله بن عبيد بن عمير : تتجلى بتاءين ، يعني الشمس . وقرئ : تجلى بضم التاء وسكون الجيم ، أي الشمس .
( وما خلق ) ما مصدرية أو بمعنى الذي ، والظاهر عموم الذكر والأنثى ، وقيل : من بني
آدم فقط لاختصاصهم بولاية الله تعالى وطاعته . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس والكلبي والحسن : هما
آدم وحواء ، والثابت في مصاحف الأمصار والمتواتر (
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=3وما خلق الذكر والأنثى ) وما ثبت في الحديث من قراءة : ( والذكر والأنثى ) نقل آحاد مخالف للسواد ، فلا يعد قرآنا . وذكر
ثعلب أن من السلف من قرأ : ( وما خلق الذكر ) ، بجر الذكر ، وذكرها
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري عن
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي ، وقد خرجوه على البدل من ما على تقدير : والذي خلق الله ، وقد يخرج على توهم المصدر ، أي وخلق الذكر والأنثى ، كما قال الشاعر :
تطوف العفاة بأبوابه كما طاف بالبيعة الراهب
بجر الراهب على توهم النطق بالمصدر ، رأى كطواف الراهب بالبيعة .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=4إن سعيكم ) أي مساعيكم ( لشتى ) لمتفرقة مختلفة ، ثم فصل هذا السعي (
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=5فأما من أعطى ) الآية ، روي أنها نزلت في
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه ، كان يعتق ضعفة عبيده الذين أسلموا ، وينفق في رضا رسول الله صلى الله عليه وسلم ماله ، وكان الكفار بضده . قال
nindex.php?page=showalam&ids=51عبد الله بن أبي أوفى : نزلت هذه السورة في
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه ،
nindex.php?page=showalam&ids=12026وأبي سفيان بن حرب . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : نزلت في
أبي الدحداح الأنصاري بسبب ما كان يعلق في المسجد صدقة ، وبسبب النخلة التي اشتراها من المنافق بحائط له ، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم ساوم المنافق في شرائها بنخلة في الجنة ، وذلك بسبب الأيتام الذين كانت النخلة تشرف على بيتهم ، فيسقط منها الشيء فتأخذه الأيتام ، فمنعهم المنافق ، فأبى عليه المنافق ، فجاء
nindex.php?page=showalam&ids=11856أبو الدحداح وقال : يا رسول الله أنا أشتري النخلة التي في الجنة بهذه . وحذف مفعولي أعطى ، إذ المقصود الثناء على المعطي دون تعرض للمعطى والعطية . وظاهره بذل المال في واجب ومندوب ومكرمة . وقال
قتادة : أعطى حق الله . وقال
ابن زيد : أنفق ماله في سبيل الله . ( واتقى ) قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : اتقى الله . وقال
مجاهد : واتقى البخل . وقال
قتادة : واتقى ما نهي عنه . (
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=6وصدق بالحسنى ) صفة تأنيث الأحسن ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وعكرمة وجماعة : هي الحلف في الدنيا الوارد به وعد الله تعالى . وقال
مجاهد ،
والحسن وجماعة : الجنة . وقال جماعة : الثواب . وقال
السلمي وغيره : لا إله إلا الله .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=7فسنيسره لليسرى ) أي نهيئه للحالة التي هي أيسر عليه وأهون وذلك في الدنيا والآخرة . وقابل أعطى ببخل ، واتقى باستغنى ؛ لأنه زهد فيما عند الله بقوله : ( واستغنى ) ، ( للعسرى ) وهي الحالة السيئة في الدنيا والآخرة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : فسنخذله ونمنعه الألطاف حتى تكون الطاعة أعسر شيء عليه وأشد . كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=125يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء ) إذ سمى طريقة الخير باليسرى ؛ لأن عاقبتها اليسر ، وطريقة الشر العسرى لأن عاقبتها العسر ، أو أراد بهما طريقي الجنة والنار ، أي فسنهديهما في الآخرة للطريقين . انتهى . وفي أول كلامه دسيسة الاعتزال ، وجاء (
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=10فسنيسره للعسرى ) على سبيل المقابلة لقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=7فسنيسره لليسرى ) والعسرى لا تيسير فيها ، وقد يراد بالتيسير التهيئة ، وذلك يكون في اليسرى والعسرى (
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=11وما يغني ) يجوز أن تكون ما نافية واستفهامية ، أي : وأي شيء يغني عنه ماله ؟ (
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=11إذا تردى ) تفعل من الردى ، أي هلك ،
[ ص: 484 ] قاله
مجاهد ، وقال
قتادة ،
وأبو صالح : تردى في جهنم : أي سقط من حافاتها . وقال قوم : تردى بأكفانه ، من الردى ، وقال
مالك بن الذئب :
وخطا بأطراف الأسنة مضجعي وردا على عيني فضل ردائيا
وقال آخر :
نصيبك مما تجمع الدهر كله رداءان تلوي فيهما وحنوط
(
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=12nindex.php?page=treesubj&link=29063إن علينا للهدى ) التعريف بالسبيل ومنحهم الإدراك ، كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=9وعلى الله قصد السبيل ) . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : إن الإرشاد إلى الحق واجب علينا بنصب الدلائل وبيان الشرائع . (
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=13nindex.php?page=treesubj&link=29063وإن لنا للآخرة والأولى ) أي ثواب الدارين ، لقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=27وآتيناه أجره في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين ) . وقرأ
ابن الزبير ،
nindex.php?page=showalam&ids=15948وزيد بن علي ،
وطلحة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16008وسفيان بن عيينة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16531وعبيد بن عمير : ( تتلظى ) بتاءين ، والبزي بتاء مشددة ، والجمهور : بتاء واحدة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : الآية واردة في الموازنة بين حالتي عظيم من المشركين وعظيم من المؤمنين ، فأريد أن يبالغ في صفتيهما المتناقضتين ، فقيل : ( الأشقى ) وجعل مختصا بالصلي ، كأن النار لم تخلق إلا له . وقال : ( الأتقى ) وجعل مختصا بالنجاة وكأن الجنة لم تخلق إلا له . وقيل : هما
أبو جهل ، أو
أمية بن خلف ،
nindex.php?page=showalam&ids=1وأبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه . ( يتزكى ) من الزكاة : أي يطلب أن يكون عند الله زاكيا ، لا يريد به رياء ولا سمعة ، أو يتفعل من الزكاة . انتهى .
وقرأ الجمهور : ( يتزكى ) مضارع تزكى ، وقرأ
الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم : بإدغام التاء في الزاي ، ويتزكى في موضع الحال ، فموضعه نصب . وأجاز
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري أن لا يكون له موضع من الإعراب ؛ لأنه جعله بدلا من صلة الذي ، وهو ( يؤتى ) ، قاله : وهو إعراب متكلف ، وجاء ( تجزى ) مبنيا للمفعول لكونه فاصلة ، وكان أصله نجزيه إياها أو نجزيها إياه ، وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=20إلا ابتغاء ) بنصب الهمزة ، وهو استثناء منقطع ؛ لأنه ليس داخلا في (
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=19من نعمة ) وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17340ابن وثاب بالرفع على البدل في موضع نعمة ؛ لأنه رفع ، وهي لغة
تميم ، وأنشد بالوجهين قول
بشر بن أبي حازم :
أضحت خلاء قفارا لا أنيس بها إلا الجآذر والظلمات تختلف
وقال الراجز في الرفع :
وبلدة ليس بها أنيس إلا اليعافير وإلا العيس
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابن أبي عبلة : ( إلا ابتغا ) ، مقصورا ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ويجوز أن يكون ابتغاء وجه الله مفعولا له على المعنى ؛ لأن معنى الكلام لا يؤتي ماله إلا ابتغاء وجه ربه لا لمكافأة نعمه . انتهى . وهذا أخذه من قول
الفراء ، قال
الفراء : ونصب على تأويل ما أعطيك ابتغاء جزائك ، بل ابتغاء وجه الله . (
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=21ولسوف يرضى ) وعد بالثواب الذي يرضاه ، وقرأ الجمهور : ( يرضى ) بفتح الياء ، وقرئ : بضمها ، أي يرضى فعله ، يرضاه الله ويجازيه عليه .
سُورَةُ اللَّيْلِ مَكِّيَّةٌ وَهِيَ إِحْدَى وَعِشْرُونَ آيَةً
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29063وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=2وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=3وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=4إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=5فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=6وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=7فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=8وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=9وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=10فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=11وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=12إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=13وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=14فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=15لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=16الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=17وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=18الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=19وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=20إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=21وَلَسَوْفَ يَرْضَى ) .
هَذِهِ السُّورَةُ مَكِّيَّةٌ ، وَقَالَ
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ : مَدَنِيَّةٌ ، وَقِيلَ : فِيهَا مَدَنِيٌّ ، وَلَمَّا ذَكَرَ فِيمَا قَبْلَهَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=9قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ) ذَكَرَ هُنَا مِنَ الْأَوْصَافِ مَا يَحْصُلُ بِهِ الْفَلَاحُ وَمَا تَحْصُلُ بِهِ الْخَيْبَةُ ، ثُمَّ حَذَّرَ النَّارَ وَذَكَرَ مَنْ يَصْلَاهَا وَمَنْ يَتَجَنَّبُهَا ، وَمَفْعُولُ يَغْشَى مَحْذُوفٌ ، فَاحْتَمَلَ أَنْ يَكُونَ النَّهَارَ ، كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=54يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ ) وَأَنْ يَكُونَ الشَّمْسَ ، كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=4وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا ) وَقِيلَ : الْأَرْضُ وَجَمِيعُ مَا فِيهَا
[ ص: 483 ] بِظَلَامِهِ ، وَتَجَلَّى : انْكَشَفَ وَظَهَرَ ، إِمَّا بِزَوَالِ ظُلْمَةِ اللَّيْلِ ، وَإِمَّا بِنُورِ الشَّمْسِ . أَقْسَمَ بِاللَّيْلِ الَّذِي فِيهِ كُلُّ حَيَوَانٍ يَأْوِي إِلَى مَأْوَاهُ ، وَبِالنَّهَارِ الَّذِي تَنْتَشِرُ فِيهِ ، وَقَالَ الشَّاعِرُ :
يُجَلِّي السُّرَى مِنْ وَجْهِهِ عَنْ صَفِيحَةٍ عَلَى السَّيْرِ مِشْرَاقٍ كَثِيرٍ شُحُومُهَا
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( تَجَلَّى ) فِعْلًا مَاضِيًا ، فَاعِلُهُ ضَمِيرُ النَّهَارِ . وَقَرَأَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ : تَتَجَلَّى بِتَاءَيْنِ ، يَعْنِي الشَّمْسَ . وَقُرِئَ : تُجْلَى بِضَمِّ التَّاءِ وَسُكُونِ الْجِيمِ ، أَيِ الشَّمْسُ .
( وَمَا خَلَقَ ) مَا مَصْدَرِيَّةٌ أَوْ بِمَعْنَى الَّذِي ، وَالظَّاهِرُ عُمُومُ الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى ، وَقِيلَ : مِنْ بَنِي
آدَمَ فَقَطْ لِاخْتِصَاصِهِمْ بِوِلَايَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَطَاعَتِهِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَالْكَلْبِيُّ وَالْحَسَنُ : هُمَا
آدَمُ وَحَوَّاءُ ، وَالثَّابِتُ فِي مَصَاحِفِ الْأَمْصَارِ وَالْمُتَوَاتِرُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=3وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى ) وَمَا ثَبَتَ فِي الْحَدِيثِ مِنْ قِرَاءَةٍ : ( وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى ) نَقْلُ آحَادٍ مُخَالِفٌ لِلسَّوَادِ ، فَلَا يُعَدُّ قُرْآنًا . وَذَكَرَ
ثَعْلَبٌ أَنَّ مِنَ السَّلَفِ مَنْ قَرَأَ : ( وَمَا خَلَقَ الذَّكَرِ ) ، بِجَرِّ الذَّكَرِ ، وَذَكَرَهَا
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيِّ ، وَقَدْ خَرَّجُوهُ عَلَى الْبَدَلِ مِنْ مَا عَلَى تَقْدِيرِ : وَالَّذِي خَلَقَ اللَّهُ ، وَقَدْ يُخَرَّجُ عَلَى تَوَهُّمِ الْمَصْدَرِ ، أَيْ وَخَلْقِ الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ :
تَطُوفُ الْعُفَاةُ بِأَبْوَابِهِ كَمَا طَافَ بِالْبِيعَةِ الرَّاهِبِ
بِجَرِّ الرَّاهِبِ عَلَى تَوَهُّمِ النُّطْقِ بِالْمَصْدَرِ ، رَأَى كَطَوَافِ الرَّاهِبِ بِالْبِيعَةِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=4إِنَّ سَعْيَكُمْ ) أَيْ مَسَاعِيَكُمْ ( لَشَتَّى ) لَمُتَفَرِّقَةٌ مُخْتَلِفَةٌ ، ثُمَّ فَصَّلَ هَذَا السَّعْيَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=5فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى ) الْآيَةَ ، رُوِيَ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ، كَانَ يُعْتِقُ ضَعَفَةَ عَبِيدِهِ الَّذِينَ أَسْلَمُوا ، وَيُنْفِقُ فِي رِضَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَالَهُ ، وَكَانَ الْكُفَّارُ بِضِدِّهِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=51عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى : نَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12026وَأَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : نَزَلَتْ فِي
أَبِي الدَّحْدَاحِ الْأَنْصَارِيِّ بِسَبَبِ مَا كَانَ يُعَلِّقُ فِي الْمَسْجِدِ صَدَقَةً ، وَبِسَبَبِ النَّخْلَةِ الَّتِي اشْتَرَاهَا مِنَ الْمُنَافِقِ بِحَائِطٍ لَهُ ، وَكَانَ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاوَمَ الْمُنَافِقَ فِي شِرَائِهَا بِنَخْلَةٍ فِي الْجَنَّةِ ، وَذَلِكَ بِسَبَبِ الْأَيْتَامِ الَّذِينَ كَانَتِ النَّخْلَةُ تُشْرِفُ عَلَى بَيْتِهِمْ ، فَيَسْقُطُ مِنْهَا الشَّيْءُ فَتَأْخُذُهُ الْأَيْتَامُ ، فَمَنَعَهُمُ الْمُنَافِقُ ، فَأَبَى عَلَيْهِ الْمُنَافِقُ ، فَجَاءَ
nindex.php?page=showalam&ids=11856أَبُو الدَّحْدَاحِ وَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا أَشْتَرِي النَّخْلَةَ الَّتِي فِي الْجَنَّةِ بِهَذِهِ . وَحَذَفَ مَفْعُولَيْ أَعْطَى ، إِذِ الْمَقْصُودُ الثَّنَاءُ عَلَى الْمُعْطِي دُونَ تَعَرُّضٍ لِلْمُعْطَى وَالْعَطِيَّةِ . وَظَاهِرُهُ بَذْلُ الْمَالِ فِي وَاجِبٍ وَمَنْدُوبٍ وَمَكْرُمَةٍ . وَقَالَ
قَتَادَةُ : أَعْطَى حَقَّ اللَّهِ . وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : أَنْفَقَ مَالَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ . ( وَاتَّقَى ) قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : اتَّقَى اللَّهَ . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : وَاتَّقَى الْبُخْلَ . وَقَالَ
قَتَادَةُ : وَاتَّقَى مَا نُهِيَ عَنْهُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=6وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ) صِفَةُ تَأْنِيثِ الْأَحْسَنِ ، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَعِكْرِمَةُ وَجَمَاعَةٌ : هِيَ الْحَلِفُ فِي الدُّنْيَا الْوَارِدُ بِهِ وَعْدُ اللَّهِ تَعَالَى . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ ،
وَالْحَسَنُ وَجَمَاعَةٌ : الْجَنَّةُ . وَقَالَ جَمَاعَةٌ : الثَّوَابُ . وَقَالَ
السُّلَمِيُّ وَغَيْرُهُ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=7فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ) أَيْ نُهَيِّئُهُ لِلْحَالَةِ الَّتِي هِيَ أَيْسَرُ عَلَيْهِ وَأَهْوَنُ وَذَلِكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ . وَقَابَلَ أَعْطَى بِبَخِلَ ، وَاتَّقَى بِاسْتَغْنَى ؛ لِأَنَّهُ زَهِدَ فِيمَا عِنْدَ اللَّهِ بِقَوْلِهِ : ( وَاسْتَغْنَى ) ، ( لِلْعُسْرَى ) وَهِيَ الْحَالَةُ السَّيِّئَةُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : فَسَنَخْذُلُهُ وَنَمْنَعُهُ الْأَلْطَافَ حَتَّى تَكُونَ الطَّاعَةُ أَعْسَرَ شَيْءٍ عَلَيْهِ وَأَشَدَّ . كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=125يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ) إِذْ سَمَّى طَرِيقَةَ الْخَيْرِ بِالْيُسْرَى ؛ لِأَنَّ عَاقِبَتَهَا الْيُسْرُ ، وَطَرِيقَةُ الشَّرِّ الْعُسْرَى لِأَنَّ عَاقِبَتَهَا الْعُسْرُ ، أَوْ أَرَادَ بِهِمَا طَرِيقَيِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، أَيْ فَسَنَهْدِيهِمَا فِي الْآخِرَةِ لِلطَّرِيقَيْنِ . انْتَهَى . وَفِي أَوَّلِ كَلَامِهِ دَسِيسَةُ الِاعْتِزَالِ ، وَجَاءَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=10فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ) عَلَى سَبِيلِ الْمُقَابَلَةِ لِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=7فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ) وَالْعُسْرَى لَا تَيْسِيرَ فِيهَا ، وَقَدْ يُرَادُ بِالتَّيْسِيرِ التَّهْيِئَةُ ، وَذَلِكَ يَكُونُ فِي الْيُسْرَى وَالْعُسْرَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=11وَمَا يُغْنِي ) يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مَا نَافِيَةً وَاسْتِفْهَامِيَّةً ، أَيْ : وَأَيُّ شَيْءٍ يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ ؟ (
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=11إِذَا تَرَدَّى ) تَفَعَّلَ مِنَ الرَّدَى ، أَيْ هَلَكَ ،
[ ص: 484 ] قَالَهُ
مُجَاهِدٌ ، وَقَالَ
قَتَادَةُ ،
وَأَبُو صَالِحٍ : تَرَدَّى فِي جَهَنَّمَ : أَيْ سَقَطَ مِنْ حَافَّاتِهَا . وَقَالَ قَوْمٌ : تَرَدَّى بِأَكْفَانِهِ ، مِنَ الرَّدَى ، وَقَالَ
مَالِكُ بْنُ الذِّئْبِ :
وَخُطَّا بِأَطْرَافِ الْأَسِنَّةِ مَضْجَعِي وَرُدَّا عَلَى عَيْنَيَّ فَضْلَ رِدَائِيَا
وَقَالَ آخَرُ :
نَصِيبُكَ مِمَّا تَجْمَعُ الدَّهْرَ كُلَّهُ رِدَاءَانِ تَلْوِي فِيهِمَا وَحَنُوطُ
(
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=12nindex.php?page=treesubj&link=29063إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى ) التَّعْرِيفَ بِالسَّبِيلِ وَمَنْحَهُمُ الْإِدْرَاكَ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=9وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ ) . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : إِنَّ الْإِرْشَادَ إِلَى الْحَقِّ وَاجِبٌ عَلَيْنَا بِنَصْبِ الدَّلَائِلِ وَبَيَانِ الشَّرَائِعِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=13nindex.php?page=treesubj&link=29063وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى ) أَيْ ثَوَابَ الدَّارَيْنِ ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=27وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ) . وَقَرَأَ
ابْنُ الزُّبَيْرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15948وَزَيْدُ بْنِ عَلِيٍّ ،
وَطَلْحَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16008وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16531وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ : ( تَتَلَظَّى ) بِتَاءَيْنِ ، وَالْبَزِّيُّ بِتَاءٍ مُشَدَّدَةٍ ، وَالْجُمْهُورُ : بِتَاءٍ وَاحِدَةٍ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : الْآيَةُ وَارِدَةٌ فِي الْمُوَازَنَةِ بَيْنَ حَالَتَيْ عَظِيمٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَعَظِيمٍ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَأُرِيدَ أَنْ يُبَالَغَ فِي صِفَتَيْهِمَا الْمُتَنَاقِضَتَيْنِ ، فَقِيلَ : ( الْأَشْقَى ) وَجُعِلَ مُخْتَصًّا بِالصَّلْيِ ، كَأَنَّ النَّارَ لَمْ تُخْلَقْ إِلَّا لَهُ . وَقَالَ : ( الْأَتْقَى ) وَجُعِلَ مُخْتَصًّا بِالنَّجَاةِ وَكَأَنَّ الْجَنَّةَ لَمْ تُخْلَقْ إِلَّا لَهُ . وَقِيلَ : هُمَا
أَبُو جَهْلٍ ، أَوْ
أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=1وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ . ( يَتَزَكَّى ) مِنَ الزَّكَاةِ : أَيْ يَطْلُبُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَ اللَّهِ زَاكِيًا ، لَا يُرِيدُ بِهِ رِيَاءً وَلَا سُمْعَةً ، أَوْ يَتَفَعَّلُ مِنَ الزَّكَاةِ . انْتَهَى .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( يَتَزَكَّى ) مُضَارِعُ تَزَكَّى ، وَقَرَأَ
الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ : بِإِدْغَامِ التَّاءِ فِي الزَّايِ ، وَيَتَزَكَّى فِي مَوْضِعِ الْحَالِ ، فَمَوْضِعُهُ نَصْبٌ . وَأَجَازَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ أَنْ لَا يَكُونَ لَهُ مَوْضِعٌ مِنِ الْإِعْرَابِ ؛ لِأَنَّهُ جَعَلَهُ بَدَلًا مِنْ صِلَةِ الَّذِي ، وَهُوَ ( يُؤْتَى ) ، قَالَهُ : وَهُوَ إِعْرَابٌ مُتَكَلَّفٌ ، وَجَاءَ ( تُجْزَى ) مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ لِكَوْنِهِ فَاصِلَةً ، وَكَانَ أَصْلُهُ نَجْزِيهِ إِيَّاهَا أَوْ نَجْزِيهَا إِيَّاهُ ، وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=20إِلَّا ابْتِغَاءَ ) بِنَصْبِ الْهَمْزَةِ ، وَهُوَ اسْتِثْنَاءٌ مُنْقَطِعٌ ؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ دَاخِلًا فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=19مِنْ نِعْمَةٍ ) وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=17340ابْنُ وَثَّابٍ بِالرَّفْعِ عَلَى الْبَدَلِ فِي مَوْضِعِ نِعْمَةٍ ؛ لِأَنَّهُ رَفْعٌ ، وَهِيَ لُغَةُ
تَمِيمٍ ، وَأَنْشَدَ بِالْوَجْهَيْنِ قَوْلَ
بِشْرِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ :
أَضْحَتْ خَلَاءً قِفَارًا لَا أَنِيسَ بِهَا إِلَّا الْجَآذِرُ وَالظُّلُمَاتُ تَخْتَلِفُ
وَقَالَ الرَّاجِزُ فِي الرَّفْعِ :
وَبَلْدَةٍ لَيْسَ بِهَا أَنِيسُ إِلَّا الْيَعَافِيرُ وَإِلَّا الْعِيسُ
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابْنُ أَبِي عَبْلَةَ : ( إِلَّا ابْتِغَا ) ، مَقْصُورًا ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ مَفْعُولًا لَهُ عَلَى الْمَعْنَى ؛ لِأَنَّ مَعْنَى الْكَلَامِ لَا يُؤْتِي مَالَهُ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ لَا لِمُكَافَأَةِ نِعَمِهِ . انْتَهَى . وَهَذَا أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِ
الْفَرَّاءِ ، قَالَ
الْفَرَّاءُ : وَنُصِبَ عَلَى تَأْوِيلِ مَا أُعْطِيكَ ابْتِغَاءَ جَزَائِكَ ، بَلِ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=21وَلَسَوْفَ يَرْضَى ) وَعْدٌ بِالثَّوَابِ الَّذِي يَرْضَاهُ ، وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( يَرْضَى ) بِفَتْحِ الْيَاءِ ، وَقُرِئَ : بِضَمِّهَا ، أَيْ يَرْضَى فِعْلَهُ ، يَرْضَاهُ اللَّهُ وَيُجَازِيهِ عَلَيْهِ .