سورة العاديات مدنية ، وهي إحدى عشرة آية .
بسم الله الرحمن الرحيم
(
nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29071والعاديات ضبحا nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=2فالموريات قدحا nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=3فالمغيرات صبحا nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=4فأثرن به نقعا nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=5فوسطن به جمعا nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=6إن الإنسان لربه لكنود nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=7وإنه على ذلك لشهيد nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=8وإنه لحب الخير لشديد nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=9أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=10وحصل ما في الصدور nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=11إن ربهم بهم يومئذ لخبير )
العاديات : الجاريات بسرعة ، وهو وصف ، ويأتي في التفسير الخلاف في الموصوف ، الضبح : تصويت جهير عند العدو الشديد ، ليس بصهيل ولا رغاء ولا نباح ، بل هو غير المعتاد من صوت الحيوان الذي يضبح ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : ليس يضبح من الحيوان غير الخيل والكلاب ، قيل : ولا يصح عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، لأن الإبل تضبح ، والأسود من الحيات والبوم والصدى والأرنب والثعلب والقوس ، كما استعملت العرب لها الضبح ، أنشد
أبو حنيفة في صفة قوس :
حنانة من نشم أو تألب تضبح في الكف ضباح الثعلب
وقال أهل اللغة : أصله للثعلب ، فاستعير للخيل ، وهو من ضبحته النار : غيرت لونه ولم تبالغ فيه ، وانضبح لونه : تغير إلى السواد قليلا ، وقال
أبو عبيدة : الضبح والضبع بمعنى العدو الشديد ، وكذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : الضبح من إضباعها في السير . القدح : الصك ، وقيل : الاستخراج ، ومنه قدحت العين : أخرجت منها الفاسد ، والقداح والقداحة والمقدحة : ما تورى به النار . أغار على العدو : قصده لنهب أو قتل أو أسر . النقع : الغبار ، قال الشاعر :
[ ص: 503 ] يخرجن من مستطار النقع دامية كأن آذانها أطراق أقلام
وقال ابن رواحة :
عدمت بنيتي إن لم تروها تثير النقع من كنفي كداء
وقال
أبو عبيدة : النقع : رفع الصوت ، ومنه قول لبيد :
فمتى ينقع صراخ صادق تحلبوها ذات جرس وزجل
الكنود : الكفور للنعمة ، قال الشاعر :
كنود لنعماء الرجال ومن يكن كنودا لنعماء الرجال يبعد
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : الكنود ، بلسان
كندة وحضرموت : العاصي ، وبلسان
ربيعة ومضر : الكفور ، وبلسان
كنانة : البخيل السيئ الملكة ، وقاله
مقاتل ، وقال
الكلبي مثله إلا أنه قال : وبلسان
بني مالك : البخيل ، ولم يذكر
حضرموت ، ويقال : كند النعمة كنودا ، وقال
أبو زبيد في البخيل :
إن تفتني فلم أطب عنك نفسا غير أني أمنى بدهر كنود
حصل الشيء : جمعه ، وقيل : ميزه من غيره ، ومنه قيل للمنخل : المحصل ، وحصل الشيء : ظهر واستبان .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=1والعاديات ضبحا nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=2فالموريات قدحا nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=3فالمغيرات صبحا nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=4فأثرن به نقعا nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=5فوسطن به جمعا nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=6إن الإنسان لربه لكنود nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=7وإنه على ذلك لشهيد nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=8وإنه لحب الخير لشديد nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=9أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=10وحصل ما في الصدور nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=11إن ربهم بهم يومئذ لخبير )
هذه السورة مكية في قول
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ،
وجابر ،
والحسن ،
وعكرمة ،
وعطاء ، مدنية في قول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
وأنس ،
وقتادة لما ذكر فيما قبلها ما يقتضي تهديدا ووعيدا بيوم القيامة ، بتعنيف لمن لا يستعد لذلك اليوم ، ومن آثر أمر دنياه على أمر آخرته . والجمهور من أهل التفسير واللغة على أن العاديات هنا الخيل ، تعدو في سبيل الله وتضبح حالة عدوها ، وقال عنترة :
والخيل تكدح حين تضبح في حياض الموت ضبحا
وقال
أبو عبد الله ،
وعلي ،
وإبراهيم ،
والسدي ،
nindex.php?page=showalam&ids=14980ومحمد بن كعب ،
nindex.php?page=showalam&ids=16531وعبيد بن عمير : العاديات : الإبل ، أقسم بها حين تعدو من
عرفة ومن
المزدلفة إذا دفع الحاج ، وبأهل غزوة
بدر لم يكن فيها غير فرسين فرس
للزبير وفرس
للمقداد ، وبهذا حج
علي رضي الله عنه
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس حين تماريا ، فرجع
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس إلى قول
علي رضي الله تعالى عنهما ، وقالت
nindex.php?page=showalam&ids=252صفية بنت عبد المطلب :
فلا والعاديات غداة جمع بأيديها إذا سطع الغبار
وانتصب (
nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=1ضبحا ) على إضمار فعل ، أي يضبحن ضبحا ، أو على أنه في موضع الحال ، أي ضابحات ، أو على المصدر على قول
أبي عبيدة أن معناه العدو الشديد ، فهو منصوب بالعاديات ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : أو بالعاديات
[ ص: 504 ] كأنه قيل : والضابحات ، لأن الضبح يكون مع العدو . انتهى . وإذا كان الضبح مع العدو ، فلا يكون معنى ( والعاديات ) معنى الضابحات ، فلا ينبغي أن يفسر به . (
nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=2nindex.php?page=treesubj&link=29071فالموريات قدحا ) والإيراء : إخراج النار ، أي تقدح بحوافرها الحجارة فيتطاير منها النار لصك بعض الحجارة بعضا ، ويقال : قدح فأورى ، وقدح فأصلد ، وتسمى تلك النار التي تقدحها الحوافر من الخيل أو الإبل : نار الحباحب ، قال الشاعر :
تقد السلوقي المضاعف نسجه وتوقد بالصفاح نار الحباحب
وقيل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=2فالموريات قدحا ) مجاز ، أو استعارة في الخيل تشعل الحرب ، قاله
قتادة ، وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=64كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ) . ويقال : حمي الوطيس إذا اشتد الحرب . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ومجاهد nindex.php?page=showalam&ids=15944وزيد بن أسلم : الموريات : الجماعة التي تمكر في الحرب ، والعرب تقوله إذا أرادت المكر بالرجل : والله لا يكون ذلك ، ولأورين لك ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا : التي توري نارها بالليل لحاجتها وطعامها ، وعنه أيضا : جماعة الغزاة تكثر النار إرهابا ، وقال
عكرمة : ألسنة الرجال توري النار من عظيم ما تتكلم به ، وتظهر من الحجج والدلائل ، وإظهار الحق وإبطال الباطل (
nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=3فالمغيرات صبحا ) أي تغير على العدو في الصبح ، ومن قال هي الإبل ، قال العرب تقول : أغار إذا عدا جريا ، أي من
مزدلفة إلى
منى ، أو في
بدر ، وفي هذا دليل على أن هذه الأوصاف لذات واحدة ، لعطفها بالفاء التي تقتضي التعقيب ، والظاهر أنها الخيل التي يجاهد عليها العدو من الكفار ، ولا يستدل على أنها الإبل بوقعة
بدر ، وإن لم يكن فيها إلا فرسان ؛ لأنه لم يذكر أن سبب نزول هذه السورة هو وقعة
بدر ، ثم بعد ذلك لا يكاد يوجد أن الإبل جوهد عليها في سبيل الله ، بل المعلوم أنه لا يجاهد في سبيل الله تعالى إلا على الخيل في شرق البلاد وغربها .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=4فأثرن ) معطوف على اسم الفاعل الذي هو صلة أل ؛ لأنه في معنى الفعل ، إذ تقديره : فاللاتي عدون فأغرن فأثرن . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : معطوف على الفعل الذي وضع اسم الفاعل موضعه . انتهى . وتقول أصحابنا : هو معطوف على الاسم ؛ لأنه في معنى الفعل ، وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=4فأثرن ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=5فوسطن ) بتخفيف الثاء والسين ،
وأبو حيوة ،
nindex.php?page=showalam&ids=12356وابن أبي عبلة : بشدهما ،
وعلي ،
nindex.php?page=showalam&ids=15948وزيد بن علي وقتادة ،
nindex.php?page=showalam&ids=12526وابن أبي ليلى : بشد السين . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : وقرأ
أبو حيوة : فأثرن بالتشديد ، بمعنى : فأظهرن به غبارا ؛ لأن التأثير فيه معنى الإظهار ، أو قلب ثورن إلى وثرن ، وقلب الواو همزة ، وقرئ : ( فوسطن ) بالتشديد للتعدية ، والباء مزيدة للتوكيد ، كقوله : ( فأتوا به ) وهي مبالغة في وسطن . انتهى . أما قوله : أو قلب ، فتمحل بارد ، وأما أن التشديد للتعدية ، فقد نقلوا أن وسط مخففا ومثقلا بمعنى واحد ، وأنهما لغتان ، والضمير في به عائد في الأول على الصبح ، أي هيجن في ذلك الوقت غبارا ، وفي به الثاني على الصبح ، قيل : أو على النقع ، أي وسطن النقع الجمع ، فيكون وسطه بمعنى توسطه ، وقال علي وعبد الله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=29071فوسطن به جمعا ) أي الإبل ، و " جمعا " اسم
للمزدلفة ، وليس بجمع من الناس . وقال
بشر بن أبي حازم :
فوسطن جمعهم وأفلت حاجب تحت العجاجة في الغبار الأقتم
وقيل : الضمير في به معا يعود على العدو الدال عليه (
nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=1والعاديات ) أيضا . وقيل : يعود على المكان الذي يقتضيه المعنى ، وإن لم يجر له ذكر لدلالة والعاديات وما بعدها عليه ، وقيل : المراد بالنقع هنا الصياح ، والظاهر أن المقسم به هو جنس العاديات ، وليست ( أل ) فيه للعهد ، والمقسم عليه : (
nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=6إن الإنسان لربه لكنود ) وفي الحديث : (
الكنود يأكل وحده ويمنع رفده ويضرب عبده ) . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس والحسن : هو الجحود لنعمة الله تعالى ، وعن
الحسن أيضا : هو اللائم لربه ، يعد السيئات وينسى الحسنات . وقال الفضيل : هو الذي تنسيه سيئة واحدة حسنات كثيرة ، ويعامل الله على عقد عوض ، وقال
عطاء :
[ ص: 505 ] هو الذي لا يعطي في النائبات مع قومه . وقيل : البخيل ، وقال
ابن قتيبة : أرض كنود : لا تنبت شيئا ، والظاهر عود الضمير في ( وإنه ) على ذلك (
nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=7لشهيد ) أي يشهد على كنوده ، ولا يقدر أن يجحده لظهور أمره ، وقاله
الحسن nindex.php?page=showalam&ids=14980ومحمد بن كعب ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وقتادة : هو عائد على الله تعالى ، أي وربه شاهد عليه ، وهو على سبيل الوعيد . وقال
التبريزي : هو عائد على الله تعالى ، وربه شاهد عليه هو الأصح ، لأن الضمير يجب عوده إلى أقرب المذكورين ، ويكون ذلك كالوعيد والزجر عن المعاصي . انتهى . ولا يترجح بالقرب إلا إذا تساويا من حيث المعنى ، والإنسان هنا هو المحدث عنه والمسند إليه الكنود ، وأيضا فتناسق الضمائر لواحد مع صحة المعنى أولى من جعلهما لمختلفين ، ولا سيما إذا توسط الضمير بين ضميرين عائدين على واحد . ( وإنه ) أي وإن الإنسان (
nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=29071لحب الخير ) أي المال ( لشديد ) أي قوي في حبه ، وقيل : لبخيل بالمال ضابط له ، ويقال للبخيل : شديد ومتشدد ، وقال طرفة :
أرى الموت يعتام الكرام ويصطفي عقيلة مال الفاحش المتشدد
وقال
قتادة : الخير من حيث وقع في القرآن هو المال ، قال
ابن عطية : ويحتمل أن يراد هذا الخير الدنيوي من مال وصحة وجاه عند الملوك ونحوه ، لأن الكفار والجهال لا يعرفون غير ذلك ، فأما المحب في خير الآخرة فممدوح مرجو له الفوز ، وقال
الفراء : نظم الآية أن يقال : وإنه لشديد الحب للخير ، فلما تقدم الحب قال لشديد ، وحذف من آخره ذكر الحب ؛ لأنه قد جرى ذكره ، ولرءوس الآي كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=18في يوم عاصف ) ، والعصوف : للريح لا للأيام ، كأنه قال : في يوم عاصف الريح . انتهى . وقال غيره ما معناه ؛ لأنه ليس أصله ذلك التركيب ، بل اللام في ( لحب ) لام العلة ، أي وإنه لأجل حب المال لبخيل ، أو وإنه لحب المال وإيثاره قوي مطيق ، وهو لحب عبادة الله وشكر نعمه ضعيف متقاعس ، تقول : هو شديد لهذا الأمر وقوي له إذا كان مطيقا له ضابطا .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : أو أراد : وإنه لحب الخيرات غير هش منبسط ، ولكنه شديد منقبض . (
nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=9أفلا يعلم ) توقيف إلى ما يئول إليه الإنسان ، ومفعول يعلم محذوف وهو العامل في الظرف ، أي أفلا يعلم مآله ؟ (
nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=9إذا بعثر ) وقال
الحوفي : إذا ظرف مضاف إلى (
nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=9بعثر ) والعامل فيه يعلم . انتهى . وليس بمتضح لأن المعنى : أفلا يعلم الآن ؟ وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=9بعثر ) بالعين مبنيا للمفعول . وقرأ
عبد الله : بالحاء ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13705الأسود بن زيد : ( بحث ) ، وقرأ
نصر بن عاصم : ( بحثر ) على بنائه للفاعل ، وقرأ
ابن يعمر ،
ونصر بن عاصم ،
ومحمد بن أبي سعدان : ( وحصل ) مبنيا للفاعل ، والجمهور : مبنيا للمفعول ، وقرأ
ابن يعمر أيضا
ونصر بن عاصم أيضا : ( وحصل ) مبنيا للفاعل خفيف الصاد ، والمعنى جمع ما في المصحف ، أي أظهر محصلا مجموعا ، وقيل : ميز وكشف ليقع الجزاء عليه .
وقرأ الجمهور : إن بكسر الهمزة ( لخبير ) باللام : هو استئناف إخبار ، والعامل في ( بهم ) وفي (
nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=11يومئذ لخبير ) وهو تعالى خبير دائما لكنه ضمن ( خبير ) معنى مجاز لهم في ذلك اليوم ، وقرأ
أبو السمال والحجاج : بفتح الهمزة وإسقاط اللام ، ويظهر في هذه القراءة تسلط يعلم على إن ، لكنه لا يمكن إعمال ( خبير ) في إذا لكونه في صلة إن المصدرية ، لكنه لا يمكن أن يقدر له عامل فيه من معنى الكلام ، فإنه قال : يجزيهم إذا بعثر ، وعلى هذا التقدير يجوز أن يكون يعلم معلقة عن العمل في قراءة الجمهور ، وسدت مسد المعمول في إن ، وفي خبرها اللام ظاهر ، إذ هي في موضع نصب بيعلم ، وإذا العامل فيها من معنى مضمون الجملة تقديره : كما قلنا يجزيهم إذا بعثر .
سُورَةُ الْعَادِيَاتِ مَدَنِيَّةٌ ، وَهِيَ إِحْدَى عَشْرَةَ آيَةً .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(
nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29071وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=2فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=3فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=4فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=5فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=6إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=7وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=8وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=9أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=10وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=11إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ )
الْعَادِيَّاتُ : الْجَارِيَاتُ بِسُرْعَةٍ ، وَهُوَ وَصْفٌ ، وَيَأْتِي فِي التَّفْسِيرِ الْخِلَافُ فِي الْمَوْصُوفِ ، الضَّبْحُ : تَصْوِيتٌ جَهِيرٌ عِنْدَ الْعَدْوِ الشَّدِيدِ ، لَيْسَ بِصَهِيلٍ وَلَا رُغَاءٍ وَلَا نُبَاحٍ ، بَلْ هُوَ غَيْرُ الْمُعْتَادِ مِنْ صَوْتِ الْحَيَوَانِ الَّذِي يَضْبَحُ ، وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ : لَيْسَ يَضْبَحُ مِنَ الْحَيَوَانِ غَيْرَ الْخَيْلِ وَالْكِلَابِ ، قِيلَ : وَلَا يَصِحُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، لِأَنَّ الْإِبِلَ تَضْبَحُ ، وَالْأَسْوَدَ مِنَ الْحَيَّاتِ وَالْبُومَ وَالصَّدَى وَالْأَرْنَبَ وَالثَّعْلَبَ وَالْقَوْسَ ، كَمَا اسْتَعْمَلَتِ الْعَرَبُ لَهَا الضَّبْحَ ، أَنْشَدَ
أَبُو حَنِيفَةَ فِي صِفَةِ قَوْسٍ :
حَنَّانَةٌ مِنْ نَشَمٍ أَوْ تَأَلُّبٍ تَضْبَحُ فِي الْكَفِّ ضِبَاحِ الثَّعْلَبِ
وَقَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ : أَصْلُهُ لِلثَّعْلَبِ ، فَاسْتُعِيرَ لِلْخَيْلِ ، وَهُوَ مِنْ ضَبَحَتْهُ النَّارُ : غَيَّرَتْ لَوْنَهُ وَلَمْ تُبَالِغْ فِيهِ ، وَانْضَبَحَ لَوْنُهُ : تَغَيَّرَ إِلَى السَّوَادِ قَلِيلًا ، وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : الضَّبْحُ وَالضَّبْعُ بِمَعْنَى الْعَدْوِ الشَّدِيدِ ، وَكَذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : الضَّبْحُ مِنْ إِضْبَاعِهَا فِي السَّيْرِ . الْقَدْحُ : الصَّكُّ ، وَقِيلَ : الِاسْتِخْرَاجُ ، وَمِنْهُ قَدَحْتُ الْعَيْنَ : أَخْرَجْتَ مِنْهَا الْفَاسِدَ ، وَالْقَدَّاحُ وَالْقَدَّاحَةُ وَالْمِقْدَحَةُ : مَا تُورَى بِهِ النَّارُ . أَغَارَ عَلَى الْعَدُوِّ : قَصَدَهُ لِنَهْبٍ أَوْ قَتْلٍ أَوْ أَسْرٍ . النَّقْعُ : الْغُبَارُ ، قَالَ الشَّاعِرُ :
[ ص: 503 ] يَخْرُجْنَ مِنْ مُسْتَطَارِ النَّقْعِ دَامِيَةً كَأَنَّ آذَانَهَا أَطْرَاقُ أَقْلَامِ
وَقَالَ ابْنُ رَوَاحَةَ :
عَدِمْتُ بُنَيَّتِي إِنْ لَمْ تَرَوْهَا تُثِيرُ النَّقْعَ مِنْ كَنَفَيْ كُدَاءِ
وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : النَّقْعُ : رَفْعُ الصَّوْتِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ :
فَمَتَى يَنْقَعْ صُرَاخٌ صَادِقٌ تَحْلِبُوهَا ذَاتَ جَرْسٍ وَزَجَلِ
الْكَنُودُ : الْكَفُورُ لِلنِّعْمَةِ ، قَالَ الشَّاعِرُ :
كَنُودٌ لِنَعْمَاءِ الرِّجَالِ وَمَنْ يَكُنْ كَنُودًا لِنَعْمَاءِ الرِّجَالِ يَبْعُدُ
وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ : الْكَنُودُ ، بِلِسَانِ
كِنْدَةَ وَحَضْرَمَوْتَ : الْعَاصِي ، وَبِلِسَانِ
رَبِيعَةَ وَمُضَرَ : الْكَفُورُ ، وَبِلِسَانِ
كِنَانَةَ : الْبَخِيلُ السَّيِّئُ الْمَلَكَةِ ، وَقَالَهُ
مُقَاتِلٌ ، وَقَالَ
الْكَلْبِيُّ مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ : وَبِلِسَانِ
بَنِي مَالِكٍ : الْبَخِيلُ ، وَلَمْ يَذْكُرْ
حَضْرَمَوْتَ ، وَيُقَالُ : كَنَدَ النِّعْمَةَ كُنُودًا ، وَقَالَ
أَبُو زُبَيْدٍ فِي الْبَخِيلِ :
إِنْ تَفُتْنِي فَلَمْ أَطِبْ عَنْكَ نَفْسًا غَيْرَ أَنِّي أُمْنَى بِدَهْرٍ كَنُودِ
حَصَّلَ الشَّيْءَ : جَمَعَهُ ، وَقِيلَ : مَيَّزَهُ مِنْ غَيْرِهِ ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلْمُنْخُلِ : الْمِحْصَلُ ، وَحَصَلَ الشَّيْءُ : ظَهَرَ وَاسْتَبَانَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=1وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=2فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=3فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=4فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=5فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=6إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=7وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=8وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=9أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=10وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=11إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ )
هَذِهِ السُّورَةُ مَكِّيَّةٌ فِي قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ ،
وَجَابِرٍ ،
وَالْحَسَنِ ،
وَعِكْرِمَةَ ،
وَعَطَاءٍ ، مَدَنِيَّةٌ فِي قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ،
وَأَنَسٍ ،
وَقَتَادَةَ لِمَا ذَكَرَ فِيمَا قَبْلَهَا مَا يَقْتَضِي تَهْدِيدًا وَوَعِيدًا بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ، بِتَعْنِيفٍ لِمَنْ لَا يَسْتَعِدُّ لِذَلِكَ الْيَوْمِ ، وَمَنْ آثَرَ أَمْرَ دُنْيَاهُ عَلَى أَمْرِ آخِرَتِهِ . وَالْجُمْهُورُ مِنْ أَهْلِ التَّفْسِيرِ وَاللُّغَةِ عَلَى أَنَّ الْعَادِيَاتِ هُنَا الْخَيْلُ ، تَعْدُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَتَضْبَحُ حَالَةَ عَدْوِهَا ، وَقَالَ عَنْتَرَةُ :
وَالْخَيْلُ تَكْدَحُ حِينَ تَضْبَحُ فِي حِيَاضِ الْمَوْتِ ضَبْحَا
وَقَالَ
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ،
وَعَلِيٌّ ،
وَإِبْرَاهِيمُ ،
وَالسُّدِّيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14980وَمُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16531وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ : الْعَادِيَاتُ : الْإِبِلُ ، أَقْسَمَ بِهَا حِينَ تَعْدُو مِنْ
عَرَفَةَ وَمِنَ
الْمُزْدَلِفَةِ إِذَا دَفَعَ الْحَاجُّ ، وَبِأَهْلِ غَزْوَةِ
بَدْرٍ لَمْ يَكُنْ فِيهَا غَيْرُ فَرَسَيْنِ فَرَسٍ
لِلزُّبَيْرِ وَفَرَسٍ
لِلْمِقْدَادِ ، وَبِهَذَا حَجَّ
عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنَ عَبَّاسٍ حِينَ تَمَارَيَا ، فَرَجَعَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ إِلَى قَوْلِ
عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا ، وَقَالَتْ
nindex.php?page=showalam&ids=252صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ :
فَلَا وَالْعَادِيَاتِ غَدَاةَ جَمْعٍ بِأَيْدِيهَا إِذَا سَطَعَ الْغُبَارُ
وَانْتَصَبَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=1ضَبْحًا ) عَلَى إِضْمَارِ فِعْلٍ ، أَيْ يَضْبَحْنَ ضَبْحًا ، أَوْ عَلَى أَنَّهُ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ ، أَيْ ضَابِحَاتٍ ، أَوْ عَلَى الْمَصْدَرِ عَلَى قَوْلِ
أَبِي عُبَيْدَةَ أَنَّ مَعْنَاهُ الْعَدْوُ الشَّدِيدُ ، فَهُوَ مَنْصُوبٌ بِالْعَادِيَاتِ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : أَوْ بِالْعَادِيَاتِ
[ ص: 504 ] كَأَنَّهُ قِيلَ : وَالضَّابِحَاتِ ، لِأَنَّ الضَّبْحَ يَكُونُ مَعَ الْعَدْوِ . انْتَهَى . وَإِذَا كَانَ الضَّبْحُ مَعَ الْعَدْوِ ، فَلَا يَكُونُ مَعْنَى ( وَالْعَادِيَاتِ ) مَعْنَى الضَّابِحَاتِ ، فَلَا يَنْبَغِي أَنْ يُفَسَّرَ بِهِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=2nindex.php?page=treesubj&link=29071فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا ) وَالْإِيرَاءُ : إِخْرَاجُ النَّارِ ، أَيْ تَقْدَحُ بِحَوَافِرِهَا الْحِجَارَةَ فَيَتَطَايَرُ مِنْهَا النَّارُ لِصَكِّ بَعْضِ الْحِجَارَةِ بَعْضًا ، وَيُقَالُ : قَدَحَ فَأَوْرَى ، وَقَدَحَ فَأَصْلَدَ ، وَتُسَمَّى تِلْكَ النَّارُ الَّتِي تَقْدَحُهَا الْحَوَافِرُ مِنَ الْخَيْلِ أَوِ الْإِبِلِ : نَارَ الْحُبَاحِبِ ، قَالَ الشَّاعِرُ :
تَقُدُّ السَّلُوقِيَّ الْمُضَاعَفَ نَسْجُهُ وَتَوْقِدُ بِالصُّفَّاحِ نَارَ الْحُبَاحِبِ
وَقِيلَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=2فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا ) مَجَازٌ ، أَوِ اسْتِعَارَةٌ فِي الْخَيْلِ تُشْعِلُ الْحَرْبَ ، قَالَهُ
قَتَادَةُ ، وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=64كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ) . وَيُقَالُ : حَمِيَ الْوَطِيسُ إِذَا اشْتَدَّ الْحَرْبُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٌ nindex.php?page=showalam&ids=15944وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ : الْمُورِيَاتُ : الْجَمَاعَةُ الَّتِي تَمْكُرُ فِي الْحَرْبِ ، وَالْعَرَبُ تَقُولُهُ إِذَا أَرَادَتِ الْمَكْرَ بِالرَّجُلِ : وَاللَّهِ لَا يَكُونُ ذَلِكَ ، وَلَأُورِيَنَّ لَكَ ، وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا : الَّتِي تُورِي نَارَهَا بِاللَّيْلِ لِحَاجَتِهَا وَطَعَامِهَا ، وَعَنْهُ أَيْضًا : جَمَاعَةُ الْغُزَاةِ تُكْثِرُ النَّارَ إِرْهَابًا ، وَقَالَ
عِكْرِمَةُ : أَلْسِنَةُ الرِّجَالِ تُورِي النَّارَ مِنْ عَظِيمِ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ ، وَتُظْهِرُ مِنَ الْحُجَجِ وَالدَّلَائِلِ ، وَإِظْهَارِ الْحَقِّ وَإِبْطَالِ الْبَاطِلِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=3فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا ) أَيْ تُغِيرُ عَلَى الْعَدُوِّ فِي الصُّبْحِ ، وَمَنْ قَالَ هِيَ الْإِبِلُ ، قَالَ الْعَرَبُ تَقُولُ : أَغَارَ إِذَا عَدَا جَرْيًا ، أَيْ مِنْ
مُزْدَلِفَةَ إِلَى
مِنًى ، أَوْ فِي
بَدْرٍ ، وَفِي هَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ هَذِهِ الْأَوْصَافَ لِذَاتٍ وَاحِدَةٍ ، لِعَطْفِهَا بِالْفَاءِ الَّتِي تَقْتَضِي التَّعْقِيبَ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهَا الْخَيْلُ الَّتِي يُجَاهَدُ عَلَيْهَا الْعَدُوُّ مِنَ الْكُفَّارِ ، وَلَا يُسْتَدَلُّ عَلَى أَنَّهَا الْإِبِلُ بِوَقْعَةِ
بَدْرٍ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهَا إِلَّا فَرَسَانِ ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يُذْكَرْ أَنَّ سَبَبَ نُزُولِ هَذِهِ السُّورَةِ هُوَ وَقْعَةُ
بَدْرٍ ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ لَا يَكَادُ يُوجَدُ أَنَّ الْإِبِلَ جُوهِدَ عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، بَلِ الْمَعْلُومُ أَنَّهُ لَا يُجَاهَدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى إِلَّا عَلَى الْخَيْلِ فِي شَرْقِ الْبِلَادِ وَغَرْبِهَا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=4فَأَثَرْنَ ) مَعْطُوفٌ عَلَى اسْمِ الْفَاعِلِ الَّذِي هُوَ صِلَةُ أَلْ ؛ لِأَنَّهُ فِي مَعْنَى الْفِعْلِ ، إِذْ تَقْدِيرُهُ : فَاللَّاتِي عَدَوْنَ فَأَغَرْنَ فَأَثَرْنَ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : مَعْطُوفٌ عَلَى الْفِعْلِ الَّذِي وُضِعَ اسْمُ الْفَاعِلِ مَوْضِعَهُ . انْتَهَى . وَتَقُولُ أَصْحَابُنَا : هُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى الِاسْمِ ؛ لِأَنَّهُ فِي مَعْنَى الْفِعْلِ ، وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=4فَأَثَرْنَ ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=5فَوَسَطْنَ ) بِتَخْفِيفِ الثَّاءِ وَالسِّينِ ،
وَأَبُو حَيْوَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12356وَابْنُ أَبِي عَبْلَةَ : بِشَدِّهِمَا ،
وَعَلِيٌّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15948وَزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ وَقَتَادَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12526وَابْنُ أَبِي لَيْلَى : بِشَدِّ السِّينِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَقَرَأَ
أَبُو حَيْوَةَ : فَأَثَرْنَ بِالتَّشْدِيدِ ، بِمَعْنَى : فَأَظْهَرْنَ بِهِ غُبَارًا ؛ لِأَنَّ التَّأْثِيرَ فِيهِ مَعْنَى الْإِظْهَارُ ، أَوْ قَلَبَ ثَوَرْنَ إِلَى وَثُرْنَ ، وَقَلَبَ الْوَاوَ هَمْزَةً ، وَقُرِئَ : ( فَوَسَّطْنَ ) بِالتَّشْدِيدِ لِلتَّعْدِيَةِ ، وَالْبَاءُ مَزِيدَةٌ لِلتَّوْكِيدِ ، كَقَوْلِهِ : ( فَأْتُوا بِهِ ) وَهِيَ مُبَالَغَةٌ فِي وَسَطْنَ . انْتَهَى . أَمَّا قَوْلُهُ : أَوْ قَلَبَ ، فَتَمَحُّلٌ بَارِدٌ ، وَأَمَّا أَنَّ التَّشْدِيدَ لِلتَّعْدِيَةِ ، فَقَدْ نَقَلُوا أَنَّ وَسَطَ مُخَفَّفًا وَمُثَقَّلًا بِمَعْنًى وَاحِدٍ ، وَأَنَّهُمَا لُغَتَانِ ، وَالضَّمِيرُ فِي بِهِ عَائِدٌ فِي الْأَوَّلِ عَلَى الصُّبْحِ ، أَيْ هَيَّجْنَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ غُبَارًا ، وَفِي بِهِ الثَّانِي عَلَى الصُّبْحِ ، قِيلَ : أَوْ عَلَى النَّقْعِ ، أَيْ وَسَطْنَ النَّقْعَ الْجَمْعَ ، فَيَكُونُ وَسَطَهُ بِمَعْنَى تَوَسُّطِهِ ، وَقَالَ عَلِيٌّ وَعَبْدُ اللَّهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=29071فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا ) أَيِ الْإِبِلُ ، وَ " جَمْعًا " اسْمٌ
لِلْمُزْدَلِفَةِ ، وَلَيْسَ بِجَمْعٍ مِنَ النَّاسِ . وَقَالَ
بِشْرُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ :
فَوَسَطْنَ جَمْعَهُمْ وَأَفْلَتَ حَاجِبٌ تَحْتَ الْعَجَاجَةِ فِي الْغُبَارِ الْأَقْتَمِ
وَقِيلَ : الضَّمِيرُ فِي بِهِ مَعًا يَعُودُ عَلَى الْعَدْوِ الدَّالِّ عَلَيْهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=1وَالْعَادِيَاتِ ) أَيْضًا . وَقِيلَ : يَعُودُ عَلَى الْمَكَانِ الَّذِي يَقْتَضِيهِ الْمَعْنَى ، وَإِنْ لَمْ يَجْرِ لَهُ ذِكْرٌ لِدَلَالَةِ وَالْعَادِيَاتِ وَمَا بَعْدَهَا عَلَيْهِ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِالنَّقْعِ هُنَا الصِّيَاحُ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمُقْسَمَ بِهِ هُوَ جِنْسُ الْعَادِيَاتِ ، وَلَيْسَتْ ( أَلْ ) فِيهِ لِلْعَهْدِ ، وَالْمُقْسَمُ عَلَيْهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=6إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) وَفِي الْحَدِيثِ : (
الْكَنُودُ يَأْكُلُ وَحْدَهُ وَيَمْنَعُ رِفْدَهُ وَيَضْرِبُ عَبْدَهُ ) . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَالْحَسَنُ : هُوَ الْجَحُودُ لِنِعْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَعَنِ
الْحَسَنِ أَيْضًا : هُوَ اللَّائِمُ لِرَبِّهِ ، يَعُدُّ السَّيِّئَاتِ وَيَنْسَى الْحَسَنَاتِ . وَقَالَ الْفُضَيْلُ : هُوَ الَّذِي تُنْسِيهِ سَيِّئَةٌ وَاحِدَةٌ حَسَنَاتٍ كَثِيرَةً ، وَيُعَامِلُ اللَّهَ عَلَى عَقْدِ عِوَضٍ ، وَقَالَ
عَطَاءٌ :
[ ص: 505 ] هُوَ الَّذِي لَا يُعْطِي فِي النَّائِبَاتِ مَعَ قَوْمِهِ . وَقِيلَ : الْبَخِيلُ ، وَقَالَ
ابْنُ قُتَيْبَةَ : أَرْضٌ كَنُودٌ : لَا تُنْبِتُ شَيْئًا ، وَالظَّاهِرُ عَوْدُ الضَّمِيرِ فِي ( وَإِنَّهُ ) عَلَى ذَلِكَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=7لَشَهِيدٌ ) أَيْ يَشْهَدُ عَلَى كُنُودِهِ ، وَلَا يَقْدِرُ أَنْ يَجْحَدَهُ لِظُهُورِ أَمْرِهِ ، وَقَالَهُ
الْحَسَنُ nindex.php?page=showalam&ids=14980وَمُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ وَقَتَادَةُ : هُوَ عَائِدٌ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى ، أَيْ وَرَبُّهُ شَاهِدٌ عَلَيْهِ ، وَهُوَ عَلَى سَبِيلِ الْوَعِيدِ . وَقَالَ
التَّبْرِيزِيُّ : هُوَ عَائِدٌ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى ، وَرَبُّهُ شَاهِدٌ عَلَيْهِ هُوَ الْأَصَحُّ ، لِأَنَّ الضَّمِيرَ يَجِبُ عَوْدُهُ إِلَى أَقْرَبِ الْمَذْكُورِينَ ، وَيَكُونُ ذَلِكَ كَالْوَعِيدِ وَالزَّجْرِ عَنِ الْمَعَاصِي . انْتَهَى . وَلَا يَتَرَجَّحُ بِالْقُرْبِ إِلَّا إِذَا تَسَاوَيَا مِنْ حَيْثُ الْمَعْنَى ، وَالْإِنْسَانُ هُنَا هُوَ الْمُحَدَّثُ عَنْهُ وَالْمُسْنَدُ إِلَيْهِ الْكَنُودُ ، وَأَيْضًا فَتَنَاسُقُ الضَّمَائِرِ لِوَاحِدٍ مَعَ صِحَّةِ الْمَعْنَى أَوْلَى مِنْ جَعْلِهِمَا لِمُخْتَلِفَيْنِ ، وَلَا سِيَّمَا إِذَا تَوَسَّطَ الضَّمِيرُ بَيْنَ ضَمِيرَيْنِ عَائِدَيْنِ عَلَى وَاحِدٍ . ( وَإِنَّهُ ) أَيْ وَإِنَّ الْإِنْسَانَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=8nindex.php?page=treesubj&link=29071لِحُبِّ الْخَيْرِ ) أَيِ الْمَالِ ( لَشَدِيدٌ ) أَيْ قَوِيٌّ فِي حُبِّهِ ، وَقِيلَ : لَبَخِيلٌ بِالْمَالِ ضَابِطٌ لَهُ ، وَيُقَالُ لِلْبَخِيلِ : شَدِيدٌ وَمُتَشَدِّدٌ ، وَقَالَ طَرَفَةُ :
أَرَى الْمَوْتَ يَعْتَامُ الْكِرَامَ وَيَصْطَفِي عَقِيلَةَ مَالِ الْفَاحِشِ الْمُتَشَدِّدِ
وَقَالَ
قَتَادَةُ : الْخَيْرُ مِنْ حَيْثُ وَقَعَ فِي الْقُرْآنِ هُوَ الْمَالُ ، قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرَادَ هَذَا الْخَيْرُ الدُّنْيَوِيُّ مِنْ مَالٍ وَصِحَّةٍ وَجَاهٍ عِنْدَ الْمُلُوكِ وَنَحْوِهِ ، لِأَنَّ الْكُفَّارَ وَالْجُهَّالَ لَا يَعْرِفُونَ غَيْرَ ذَلِكَ ، فَأَمَّا الْمُحِبُّ فِي خَيْرِ الْآخِرَةِ فَمَمْدُوحٌ مَرْجُوٌّ لَهُ الْفَوْزُ ، وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : نَظْمُ الْآيَةِ أَنْ يُقَالَ : وَإِنَّهُ لَشَدِيدُ الْحُبِّ لِلْخَيْرِ ، فَلَمَّا تَقَدَّمَ الْحُبُّ قَالَ لَشَدِيدٌ ، وَحَذَفَ مِنْ آخِرِهِ ذِكْرَ الْحُبِّ ؛ لِأَنَّهُ قَدْ جَرَى ذِكْرُهُ ، وَلِرُءُوسِ الْآيِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=18فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ ) ، وَالْعُصُوفُ : لِلرِّيحِ لَا لِلْأَيَّامِ ، كَأَنَّهُ قَالَ : فِي يَوْمٍ عَاصِفِ الرِّيحِ . انْتَهَى . وَقَالَ غَيْرُهُ مَا مَعْنَاهُ ؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ أَصْلُهُ ذَلِكَ التَّرْكِيبَ ، بَلِ اللَّامُ فِي ( لِحُبِّ ) لَامُ الْعِلَّةِ ، أَيْ وَإِنَّهُ لِأَجْلِ حُبِّ الْمَالِ لَبَخِيلٌ ، أَوْ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْمَالِ وَإِيثَارِهِ قَوِيٌّ مُطِيقٌ ، وَهُوَ لِحُبِّ عِبَادَةِ اللَّهِ وَشُكْرِ نِعَمِهِ ضَعِيفٌ مُتَقَاعِسٌ ، تَقُولُ : هُوَ شَدِيدٌ لِهَذَا الْأَمْرِ وَقَوِيٌّ لَهُ إِذَا كَانَ مُطِيقًا لَهُ ضَابِطًا .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : أَوْ أَرَادَ : وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرَاتِ غَيْرُ هَشٍّ مُنْبَسِطٍ ، وَلَكِنَّهُ شَدِيدٌ مُنْقَبِضٌ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=9أَفَلَا يَعْلَمُ ) تَوْقِيفٌ إِلَى مَا يَئُولُ إِلَيْهِ الْإِنْسَانُ ، وَمَفْعُولُ يَعْلَمُ مَحْذُوفٌ وَهُوَ الْعَامِلُ فِي الظَّرْفِ ، أَيْ أَفَلَا يَعْلَمُ مَآلَهُ ؟ (
nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=9إِذَا بُعْثِرَ ) وَقَالَ
الْحَوْفِيُّ : إِذَا ظَرْفٌ مُضَافٌ إِلَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=9بُعْثِرَ ) وَالْعَامِلُ فِيهِ يَعْلَمُ . انْتَهَى . وَلَيْسَ بِمُتَّضِحٍ لِأَنَّ الْمَعْنَى : أَفَلَا يَعْلَمُ الْآنَ ؟ وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=9بُعْثِرَ ) بِالْعَيْنِ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ . وَقَرَأَ
عَبْدُ اللَّهِ : بِالْحَاءِ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13705الْأَسْوَدُ بْنُ زَيْدٍ : ( بَحَثَ ) ، وَقَرَأَ
نَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ : ( بَحْثَرَ ) عَلَى بِنَائِهِ لِلْفَاعِلِ ، وَقَرَأَ
ابْنُ يَعْمَرَ ،
وَنَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَعْدَانَ : ( وَحَصَّلَ ) مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ ، وَالْجُمْهُورُ : مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ ، وَقَرَأَ
ابْنُ يَعْمَرَ أَيْضًا
وَنَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ أَيْضًا : ( وَحَصَلَ ) مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ خَفِيفَ الصَّادِ ، وَالْمَعْنَى جُمِعَ مَا فِي الْمُصْحَفِ ، أَيْ أُظْهِرَ مُحَصَّلًا مَجْمُوعًا ، وَقِيلَ : مُيِّزَ وَكُشِفَ لِيَقَعَ الْجَزَاءُ عَلَيْهِ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : إِنَّ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ ( لَخَبِيرٌ ) بِاللَّامِ : هُوَ اسْتِئْنَافُ إِخْبَارٍ ، وَالْعَامِلُ فِي ( بِهِمْ ) وَفِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=100&ayano=11يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ ) وَهُوَ تَعَالَى خَبِيرٌ دَائِمًا لَكِنَّهُ ضَمَّنَ ( خَبِيرٌ ) مَعْنَى مُجَازٍ لَهُمْ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ ، وَقَرَأَ
أَبُو السَّمَّالِ وَالْحَجَّاجُ : بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَإِسْقَاطِ اللَّامِ ، وَيَظْهَرُ فِي هَذِهِ الْقِرَاءَةِ تَسَلُّطُ يَعْلَمُ عَلَى إِنَّ ، لَكِنَّهُ لَا يُمْكِنُ إِعْمَالُ ( خَبِيرٌ ) فِي إِذَا لِكَوْنِهِ فِي صِلَةِ إِنَّ الْمَصْدَرِيَّةِ ، لَكِنَّهُ لَا يُمْكِنُ أَنْ يُقَدَّرَ لَهُ عَامِلٌ فِيهِ مِنْ مَعْنَى الْكَلَامِ ، فَإِنَّهُ قَالَ : يَجْزِيهِمْ إِذَا بُعْثِرَ ، وَعَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ يَعْلَمُ مُعَلَّقَةً عَنِ الْعَمَلِ فِي قِرَاءَةِ الْجُمْهُورِ ، وَسَدَّتْ مَسَدَّ الْمَعْمُولِ فِي إِنَّ ، وَفِي خَبَرِهَا اللَّامُ ظَاهِرٌ ، إِذْ هِيَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِيَعْلَمُ ، وَإِذَا الْعَامِلُ فِيهَا مِنْ مَعْنَى مَضْمُونِ الْجُمْلَةِ تَقْدِيرُهُ : كَمَا قُلْنَا يَجْزِيهِمْ إِذَا بُعْثِرَ .