[ ص: 506 ] سورة القارعة مكية وهي إحدى عشرة آية
بسم الله الرحمن الرحيم
(
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29072القارعة nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=2ما القارعة nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=3وما أدراك ما القارعة nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=4يوم يكون الناس كالفراش المبثوث nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=5وتكون الجبال كالعهن المنفوش nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=6فأما من ثقلت موازينه nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=7فهو في عيشة راضية nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=8وأما من خفت موازينه nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=9فأمه هاوية nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=10وما أدراك ما هيه nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=11نار حامية )
الفراش ، قال
الفراء : هو الهمج الطائر من بعوض وغيره ، ومنه الجراد ، ويقال : هو أطيش من فراشة ، قال : وقد كان أقوام رددت قلوبهم عليهم ، وكانوا كالفراش من الجهل ، وقيل : فراشة الحلم نفشت الصوف والقطن : فرقت ما كان ملبدا من أجزائه .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=1القارعة nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=2ما القارعة nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=3وما أدراك ما القارعة nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=4يوم يكون الناس كالفراش المبثوث nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=5وتكون الجبال كالعهن المنفوش nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=6فأما من ثقلت موازينه nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=7فهو في عيشة راضية nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=8وأما من خفت موازينه nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=9فأمه هاوية nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=10وما أدراك ما هيه nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=11نار حامية )
هذه السورة مكية ، ومناسبتها لما قبلها ظاهرة ؛ لأنه ذكر وقت بعثرت القبور ، وذلك هو وقت الساعة ، وقال الجمهور : ( القارعة ) القيامة نفسها ؛ لأنها تقرع القلوب بهولها ، وقيل : صيحة النفخة في الصور ؛ لأنها تقرع الأسماع وفي ضمن ذلك القلوب ، وقال
الضحاك : هي النار ذات التغيظ والزفير ، وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=1القارعة nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=2ما القارعة ) بالرفع ، فما استفهام فيه معنى الاستعظام والتعجب وهو مبتدأ ، والقارعة خبره ، وتقدم تقرير ذلك في (
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=1الحاقة nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=2ما الحاقة ) وقيل ذلك في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=8فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة ) وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : هو تحذير ، والعرب تحذر وتغري بالرفع كالنصب ، قال الشاعر :
أخو النجدة السلاح السلاح
وقرأ
عيسى : بالنصب ، وتخريجه على أنه منصوب بإضمار فعل ، أي اذكروا القارعة ، وما زائدة للتوكيد ، والقارعة تأكيد لفظي للأولى ، وقرأ الجمهور : ( يوم ) بالنصب ، وهو ظرف ، العامل فيه ، قال
ابن عطية : القارعة ، فإن كان عنى بالقارعة اللفظ الأول ، فلا يجوز للفصل بين العامل ، وهو في صلة أل ، والمعمول بالخبر ، وكذا لو صار القارعة علما للقيامة لا يجوز أيضا ، وإن كان عنى اللفظ الثاني أو الثالث ، فلا يلتئم معنى الظرف معه ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : الظرف نصب بمضمر دل عليه القارعة ، أي تقرع يوم يكون الناس ، وقال
الحوفي : تأتي يوم يكون ، وقيل : اذكر يوم ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي : ( يوم يكون ) مرفوع الميم ، أي وقتها (
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=29072يوم يكون الناس كالفراش المبثوث ) قال
قتادة : هو الطير الذي يتساقط في النار . وقال
الفراء : غوغاء الجراد ، وهو صغيره الذي ينتشر في الأرض يركب بعضه بعضا من الهول . وقيل : الفراش طير دقيق يقصد النار ، ولا يزال يتقحم على المصباح ونحوه حتى يحترق ، شبهوا في الكثرة والانتشار والضعف والذلة والمجيء والذهاب على غير نظام ، والتطاير إلى الداعي من كل جهة حتى تدعوهم إلى ناحية المحشر ، كالفراش المتطاير إلى النار ، قال
جرير :
إن الفرزدق ما علمت وقومه مثل الفراش غشين نار المصطلي
وقرن بين الناس والجبال تنبيها على تأثير تلك القارعة في الجبال حتى صارت كالعهن المنفوش ،
[ ص: 507 ] فكيف يكون حال الإنسان عند سماعها ؟ وتقدم الكلام في الموازين وثقلها وخفتها في الأعراف ، و " عيشة راضية " في الحاقة (
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=9nindex.php?page=treesubj&link=29072فأمه هاوية ) الهاوية دركة من دركات النار ، وأمه معناه مأواه ، كما قيل للأرض أم الناس لأنها تئويهم ، وكما قال
عتبة بن أبي سفيان في الحرب : فنحن بنوها وهي أمنا ، وقال
قتادة وأبو صالح وغيره : فأم رأسه هاوية في قعر جهنم لأنه يطرح فيها منكوسا ، وقيل : هو تفاؤل بشر ، وإذا دعوا بالهلكة قالوا هوت أمه ، لأنه إذا هوى ، أي سقط وهلك فقد هوت أمه ثكلا وحزنا ، قال الشاعر :
هوت أمه ما يبعث الصبح غاديا وماذا يود الليل حين يئوب
وقرأ الجمهور : ( فأمه ) بضم الهمزة ، وطلحة بكسرها ، قال
ابن خالويه : وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=13147ابن دريد أنها لغة ، وأما النحويون فإنهم يقولون : لا يجوز كسر الهمزة إلا أن يتقدمها كسرة أو ياء . انتهى . (
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=10nindex.php?page=treesubj&link=29072وما أدراك ما هيه ) هي ضمير يعود على هاوية إن كانت كما قيل دركة من دركات النار معروفة بهذا الاسم ، وإن كانت غير ذلك مما قيل فهي ضمير الداهية التي دل عليها قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=9فأمه هاوية ) والهاء في (
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=10ما هيه ) هاء السكت ، وحذفها في الوصل
ابن أبي إسحاق nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش وحمزة ، وأثبتها الجمهور . ( نار ) خبر مبتدأ محذوف ، أي هي نار ، أعاذنا الله منها بمنه وكرمه .
[ ص: 506 ] سُورَةُ الْقَارِعَةِ مَكِّيَّةٌ وَهِيَ إِحْدَى عَشْرَةَ آيَةً
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29072الْقَارِعَةُ nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=2مَا الْقَارِعَةُ nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=3وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=4يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=5وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=6فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=7فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=8وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=9فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=10وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=11نَارٌ حَامِيَةٌ )
الْفَرَاشُ ، قَالَ
الْفَرَّاءُ : هُوَ الْهَمَجُ الطَّائِرُ مِنْ بَعُوضٍ وَغَيْرِهِ ، وَمِنْهُ الْجَرَادُ ، وَيُقَالُ : هُوَ أَطْيَشُ مِنْ فَرَاشَةٍ ، قَالَ : وَقَدْ كَانَ أَقْوَامٌ رَدَدْتُ قُلُوبَهُمْ عَلَيْهِمْ ، وَكَانُوا كَالْفَرَاشِ مِنَ الْجَهْلِ ، وَقِيلَ : فَرَاشَةُ الْحِلْمِ نَفَشَتِ الصُّوفَ وَالْقُطْنَ : فَرَّقَتْ مَا كَانَ مُلَبَّدًا مِنْ أَجْزَائِهِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=1الْقَارِعَةُ nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=2مَا الْقَارِعَةُ nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=3وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=4يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=5وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=6فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=7فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=8وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=9فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=10وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=11نَارٌ حَامِيَةٌ )
هَذِهِ السُّورَةُ مَكِّيَّةٌ ، وَمُنَاسَبَتُهَا لِمَا قَبْلَهَا ظَاهِرَةٌ ؛ لِأَنَّهُ ذَكَرَ وَقْتَ بُعْثِرَتِ الْقُبُورُ ، وَذَلِكَ هُوَ وَقْتُ السَّاعَةِ ، وَقَالَ الْجُمْهُورُ : ( الْقَارِعَةُ ) الْقِيَامَةُ نَفْسُهَا ؛ لِأَنَّهَا تَقْرَعُ الْقُلُوبَ بِهَوْلِهَا ، وَقِيلَ : صَيْحَةُ النَّفْخَةِ فِي الصُّورِ ؛ لِأَنَّهَا تَقْرَعُ الْأَسْمَاعَ وَفِي ضِمْنِ ذَلِكَ الْقُلُوبُ ، وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : هِيَ النَّارُ ذَاتُ التَّغَيُّظِ وَالزَّفِيرِ ، وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=1الْقَارِعَةُ nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=2مَا الْقَارِعَةُ ) بِالرَّفْعِ ، فَمَا اسْتِفْهَامٌ فِيهِ مَعْنَى الِاسْتِعْظَامِ وَالتَّعَجُّبِ وَهُوَ مُبْتَدَأٌ ، وَالْقَارِعَةُ خَبَرُهُ ، وَتَقَدَّمَ تَقْرِيرُ ذَلِكَ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=1الْحَاقَّةُ nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=2مَا الْحَاقَّةُ ) وَقِيلَ ذَلِكَ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=8فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ ) وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : هُوَ تَحْذِيرٌ ، وَالْعَرَبُ تُحَذِّرُ وَتُغْرِي بِالرَّفْعِ كَالنَّصْبِ ، قَالَ الشَّاعِرُ :
أَخُو النَّجْدَةِ السِّلَاحُ السِّلَاحُ
وَقَرَأَ
عِيسَى : بِالنَّصْبِ ، وَتَخْرِيجُهُ عَلَى أَنَّهُ مَنْصُوبٌ بِإِضْمَارِ فِعْلٍ ، أَيِ اذْكُرُوا الْقَارِعَةَ ، وَمَا زَائِدَةٌ لِلتَّوْكِيدِ ، وَالْقَارِعَةُ تَأْكِيدٌ لَفْظِيٌّ لِلْأُولَى ، وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( يَوْمَ ) بِالنَّصْبِ ، وَهُوَ ظَرْفٌ ، الْعَامِلُ فِيهِ ، قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : الْقَارِعَةُ ، فَإِنْ كَانَ عَنَى بِالْقَارِعَةِ اللَّفْظَ الْأَوَّلَ ، فَلَا يَجُوزُ لِلْفَصْلِ بَيْنَ الْعَامِلِ ، وَهُوَ فِي صِلَةِ أَلْ ، وَالْمَعْمُولِ بِالْخَبَرِ ، وَكَذَا لَوْ صَارَ الْقَارِعَةُ عَلَمًا لِلْقِيَامَةِ لَا يَجُوزُ أَيْضًا ، وَإِنْ كَانَ عَنَى اللَّفْظَ الثَّانِيَ أَوِ الثَّالِثَ ، فَلَا يَلْتَئِمُ مَعْنَى الظَّرْفِ مَعَهُ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : الظَّرْفُ نُصِبَ بِمُضْمَرٍ دَلَّ عَلَيْهِ الْقَارِعَةُ ، أَيْ تَقْرَعُ يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ ، وَقَالَ
الْحَوْفِيُّ : تَأْتِي يَوْمَ يَكُونُ ، وَقِيلَ : اذْكُرْ يَوْمَ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ : ( يَوْمُ يَكُونُ ) مَرْفُوعَ الْمِيمِ ، أَيْ وَقْتُهَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=29072يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ ) قَالَ
قَتَادَةُ : هُوَ الطَّيْرُ الَّذِي يَتَسَاقَطُ فِي النَّارِ . وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : غَوْغَاءُ الْجَرَادِ ، وَهُوَ صَغِيرُهُ الَّذِي يَنْتَشِرُ فِي الْأَرْضِ يَرْكَبُ بَعْضُهُ بَعْضًا مِنَ الْهَوْلِ . وَقِيلَ : الْفَرَاشُ طَيْرٌ دَقِيقٌ يَقْصِدُ النَّارَ ، وَلَا يَزَالُ يَتَقَحَّمُ عَلَى الْمِصْبَاحِ وَنَحْوِهِ حَتَّى يَحْتَرِقَ ، شُبِّهُوا فِي الْكَثْرَةِ وَالِانْتِشَارِ وَالضَّعْفِ وَالذِّلَّةِ وَالْمَجِيءِ وَالذَّهَابِ عَلَى غَيْرِ نِظَامٍ ، وَالتَّطَايُرِ إِلَى الدَّاعِي مِنْ كُلِّ جِهَةٍ حَتَّى تَدْعُوَهُمْ إِلَى نَاحِيَةِ الْمَحْشَرِ ، كَالْفَرَاشِ الْمُتَطَايِرِ إِلَى النَّارِ ، قَالَ
جَرِيرٌ :
إِنَّ الْفَرَزْدَقَ مَا عَلِمْتُ وَقَوْمَهُ مِثْلُ الْفَرَاشِ غَشَيْنَ نَارَ الْمُصْطَلِي
وَقَرَنَ بَيْنَ النَّاسِ وَالْجِبَالِ تَنْبِيهًا عَلَى تَأْثِيرِ تِلْكَ الْقَارِعَةِ فِي الْجِبَالِ حَتَّى صَارَتْ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ ،
[ ص: 507 ] فَكَيْفَ يَكُونُ حَالُ الْإِنْسَانِ عِنْدَ سَمَاعِهَا ؟ وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ فِي الْمَوَازِينِ وَثِقَلِهَا وَخِفَّتِهَا فِي الْأَعْرَافِ ، وَ " عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ " فِي الْحَاقَّةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=9nindex.php?page=treesubj&link=29072فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ) الْهَاوِيَةُ دَرَكَةٌ مِنْ دَرَكَاتِ النَّارِ ، وَأُمُّهُ مَعْنَاهُ مَأْوَاهُ ، كَمَا قِيلَ لِلْأَرْضِ أُمُّ النَّاسِ لِأَنَّهَا تُئْوِيهِمْ ، وَكَمَا قَالَ
عُتْبَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ فِي الْحَرْبِ : فَنَحْنُ بَنُوهَا وَهِيَ أُمُّنَا ، وَقَالَ
قَتَادَةُ وَأَبُو صَالِحٍ وَغَيْرُهُ : فَأُمُّ رَأْسِهِ هَاوِيَةٌ فِي قَعْرِ جَهَنَّمَ لِأَنَّهُ يُطْرَحُ فِيهَا مَنْكُوسًا ، وَقِيلَ : هُوَ تَفَاؤُلٌ بِشَرٍّ ، وَإِذَا دَعَوْا بِالْهَلَكَةِ قَالُوا هَوَتْ أُمُّهُ ، لِأَنَّهُ إِذَا هَوَى ، أَيْ سَقَطَ وَهَلَكَ فَقَدْ هَوَتْ أُمُّهُ ثُكْلًا وَحُزْنًا ، قَالَ الشَّاعِرُ :
هَوَتْ أُمُّهُ مَا يَبْعَثُ الصُّبْحُ غَادِيًا وَمَاذَا يَوَدُّ اللَّيْلُ حِينَ يَئُوبُ
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( فَأُمُّهُ ) بِضَمِّ الْهَمْزَةِ ، وَطَلْحَةُ بِكَسْرِهَا ، قَالَ
ابْنُ خَالَوَيْهِ : وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=13147ابْنُ دُرَيْدٍ أَنَّهَا لُغَةٌ ، وَأَمَّا النَّحْوِيُّونَ فَإِنَّهُمْ يَقُولُونَ : لَا يَجُوزُ كَسْرُ الْهَمْزَةِ إِلَّا أَنْ يَتَقَدَّمَهَا كَسْرَةٌ أَوْ يَاءٌ . انْتَهَى . (
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=10nindex.php?page=treesubj&link=29072وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ ) هِيَ ضَمِيرٌ يَعُودُ عَلَى هَاوِيَةٍ إِنْ كَانَتْ كَمَا قِيلَ دَرَكَةٌ مِنْ دَرَكَاتِ النَّارِ مَعْرُوفَةٌ بِهَذَا الِاسْمِ ، وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا قِيلَ فَهِيَ ضَمِيرُ الدَّاهِيَةِ الَّتِي دَلَّ عَلَيْهَا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=9فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ) وَالْهَاءُ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=101&ayano=10مَا هِيَهْ ) هَاءُ السَّكْتِ ، وَحَذَفَهَا فِي الْوَصْلِ
ابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ وَحَمْزَةُ ، وَأَثْبَتَهَا الْجُمْهُورُ . ( نَارٌ ) خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، أَيْ هِيَ نَارٌ ، أَعَاذَنَا اللَّهُ مِنْهَا بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ .