سورة الهمزة مكية وهي تسع آيات
بسم الله الرحمن الرحيم
(
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=1ويل لكل همزة لمزة nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=2الذي جمع مالا وعدده nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=3يحسب أن ماله أخلده nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=4كلا لينبذن في الحطمة nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=5وما أدراك ما الحطمة nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=6نار الله الموقدة nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=7التي تطلع على الأفئدة nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=8إنها عليهم مؤصدة nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=9في عمد ممددة )
[ ص: 510 ] الحطمة : أصله الوصف من قولهم رجل حطمة : أي أكول ، قال الراجز :
قد لفها الليل بسواق الحطم
وقال آخر :
إنا حطمنا بالقضيب مصعبا يوم كسرنا أنفه ليغضبا
(
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29075ويل لكل همزة لمزة nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=2الذي جمع مالا وعدده nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=3يحسب أن ماله أخلده nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=4كلا لينبذن في الحطمة nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=5وما أدراك ما الحطمة nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=6نار الله الموقدة nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=7التي تطلع على الأفئدة nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=8إنها عليهم مؤصدة nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=9في عمد ممددة ) .
هذه السورة مكية ، لما قال فيما قبلها : (
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=2إن الإنسان لفي خسر ) بين حال الخاسر فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=1ويل لكل همزة ) ونزلت في
الأخنس بن شريق ، أو
العاصي بن وائل ، أو
جميل بن معمر ، أو
الوليد بن المغيرة ، أو
أمية بن خلف ، أقوال ، ويمكن أن تكون نزلت في الجميع ، وهي مع ذلك عامة فيمن اتصف بهذه الأوصاف ، وقال
السهيلي : هو أمية بن خلف الجمحي ، كان يهمز النبي صلى الله عليه وسلم ، ويعينه ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق ، وإنما ذكرته ، وإن كان اللفظ عاما ، لأن الله سبحانه وتعالى تابع في أوصافه والخبر عنه حتى فهم أنه يشير إلى شخص بعينه ، وكذلك قوله في سورة ن : (
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=10ولا تطع كل حلاف مهين ) . تابع في الصفات حتى علم أنه يريد إنسانا بعينه ، وتقدم الكلام في الهمزة في سورة ن ، وفي اللمز في سورة براءة ، وفعله من أبنية المبالغة ، كنومة وعيبة وسحرة وضحكة ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15934زياد الأعجم :
تدلي بودي إذا لاقيتني كذبا وإن أغيب فأنت الهامز اللمزه
وقرأ الجمهور : بفتح الميم فيهما ، والباقون : بسكونها ، وهو المسخرة الذي يأتي بالأضاحيك منه ، ويشتم ويهمز ويلمز . ( الذي ) بدل ، أو نصب على الذم ، وقرأ
الحسن وأبو جعفر وابن عامر والأخوان : جمع مشدد الميم ، وباقي السبعة : بالتخفيف ، والجمهور : ( وعدده ) بشد الدال الأولى : أي أحصاه وحافظ عليه ، وقيل : جعله عدة لطوارق الدهر ،
والحسن والكلبي : بتخفيفهما ، أي جمع المال وضبط عدده ، وقيل : وعددا من عشيرته ، وقيل : وعدده على ترك الإدغام ، كقوله :
إني أجود لأقوام وإن ضننوا
( أخلده ) أي أبقاه حيا ، إذ به قوام حياته وحفظه مدة عمره ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : أي طول المال أمله ومناه الأماني البعيدة ، حتى أصبح لفرط غفلته وطول أمله يحسب أن المال تركه خالدا في الدنيا لا يموت ، قيل : وكان
للأخنس أربعة آلاف دينار ، وقيل : عشرة آلاف دينار . ( كلا ) ردع له عن حسبانه ، وقرأ الجمهور : ( لينبذن ) فيه ضمير الواحد ،
وعلي والحسن : بخلاف عنه ،
وابن محيصن ،
وحميد ،
وهارون عن
أبي عمرو : ( ولينبذان ) ، بألف ضمير اثنين ، الهمزة وماله . وعن
الحسن أيضا : لينبذن بضم الذال ، أي هو وأنصاره . وعن
أبي عمرو : لينبذنه . وقرأ الجمهور : (
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=4في الحطمة nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=29075وما أدراك ما الحطمة )
nindex.php?page=showalam&ids=15948وزيد بن علي : في الحاطمة وما أدراك ما الحاطمة ، وهي النار التي من شأنها أن تحطم كل ما يلقى فيها ، قال
الضحاك : الحطمة : الدرك الرابع من النار . وقال
الكلبي : الطبقة السادسة من جهنم ، وحكى عنه
القشيري أنها الدركة الثانية ، وعنه أيضا : الباب الثاني ، وقال
الواحدي : باب من أبواب جهنم . انتهى .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=6نار الله ) أي هي ، أي الحطمة (
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=7nindex.php?page=treesubj&link=29075التي تطلع على الأفئدة ) ذكرت الأفئدة لأنها ألطف ما في البدن وأشده تألما بأدنى شيء من الأذى ، واطلاع النار عليها هو أنها تعلوها وتشتمل عليها ، وهي تعلو الكفار في جميع أبدانهم ، لكن نبه على الأشرف ؛ لأنها مقر العقائد ، وقرأ الأخوان
وأبو بكر : في ( عمد ) بضمتين جمع عمود ،
وهارون عن
أبي عمرو : بضم العين وسكون الميم ، وباقي السبعة : بفتحها ،
[ ص: 511 ] وهو اسم جمع ، الواحد عمود ، وقال
الفراء : جمع عمود ، كما قالوا : أديم وأدم ، وقال
أبو عبيدة : جمع عماد . قال
ابن زيد : في عمد حديد مغلولين بها . وقال
أبو صالح : هذه النار هي قبورهم ، والظاهر أنها نار الآخرة ، إذ يئسوا من الخروج بإطباق الأبواب عليهم وتمدد العمد ، كل ذلك إيذانا بالخلود إلى غير نهاية . وقال
قتادة : كنا نحدث أنها عمد يعذبون بها في النار . وقال
أبو صالح : هي القيود ، والله تعالى أعلم .
سُورَةُ الْهُمَزَةِ مَكِّيَّةٌ وَهِيَ تِسْعُ آيَاتٍ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=1وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=2الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=3يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=4كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=5وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=6نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=7الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=8إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=9فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ )
[ ص: 510 ] الْحُطَمَةُ : أَصْلُهُ الْوَصْفُ مِنْ قَوْلِهِمْ رَجُلٌ حُطَمَةٌ : أَيْ أَكُولٌ ، قَالَ الرَّاجِزُ :
قَدْ لَفَّهَا اللَّيْلُ بِسَوَّاقِ الْحُطَمِ
وَقَالَ آخَرُ :
إِنَّا حَطَمْنَا بِالْقَضِيبِ مُصْعَبًا يَوْمَ كَسَرْنَا أَنْفَهُ لِيَغْضَبَا
(
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29075وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=2الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=3يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=4كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=5وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=6نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=7الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=8إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=9فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ ) .
هَذِهِ السُّورَةُ مَكِّيَّةٌ ، لَمَّا قَالَ فِيمَا قَبْلَهَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=2إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ) بَيَّنَ حَالَ الْخَاسِرِ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=1وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ ) وَنَزَلَتْ فِي
الْأَخْنَسِ بْنِ شُرَيْقٍ ، أَوِ
الْعَاصِي بْنِ وَائِلٍ ، أَوْ
جَمِيلِ بْنِ مَعْمَرٍ ، أَوِ
الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، أَوْ
أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ ، أَقْوَالٌ ، وَيُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ نَزَلَتْ فِي الْجَمِيعِ ، وَهِيَ مَعَ ذَلِكَ عَامَّةٌ فِيمَنِ اتَّصَفَ بِهَذِهِ الْأَوْصَافِ ، وَقَالَ
السُّهَيْلِيُّ : هُوَ أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ الْجُمَحِيُّ ، كَانَ يَهْمِزُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَيُعَيِّنُهُ ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ ، وَإِنَّمَا ذَكَرْتُهُ ، وَإِنْ كَانَ اللَّفْظُ عَامًّا ، لِأَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى تَابَعَ فِي أَوْصَافِهِ وَالْخَبَرِ عَنْهُ حَتَّى فُهِمَ أَنَّهُ يُشِيرُ إِلَى شَخْصٍ بِعَيْنِهِ ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ فِي سُورَةِ ن : (
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=10وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ ) . تَابَعَ فِي الصِّفَاتِ حَتَّى عُلِمَ أَنَّهُ يُرِيدُ إِنْسَانًا بِعَيْنِهِ ، وَتَقَدَّمَ الْكَلَامُ فِي الْهُمَزَةِ فِي سُورَةِ ن ، وَفِي اللَّمْزِ فِي سُورَةِ بَرَاءَةَ ، وَفِعْلُهُ مِنْ أَبْنِيَةِ الْمُبَالَغَةِ ، كَنُوَمَةٍ وَعُيَبَةٍ وَسُحَرَةٍ وَضُحَكَةٍ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15934زِيَادٌ الْأَعْجَمُ :
تُدْلِي بِوُدِّي إِذَا لَاقَيْتَنِي كَذِبًا وَإِنْ أَغِيبُ فَأَنْتَ الْهَامِزُ اللُّمَزَهْ
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : بِفَتْحِ الْمِيمِ فِيهِمَا ، وَالْبَاقُونَ : بِسُكُونِهَا ، وَهُوَ الْمَسْخَرَةُ الَّذِي يَأْتِي بِالْأَضَاحِيكِ مِنْهُ ، وَيَشْتُمُ وَيَهْمِزُ وَيَلْمِزُ . ( الَّذِي ) بَدَلٌ ، أَوْ نَصْبٌ عَلَى الذَّمِّ ، وَقَرَأَ
الْحَسَنُ وَأَبُو جَعْفَرٍ وَابْنُ عَامِرٍ وَالْأَخَوَانِ : جَمْعٌ مُشَدَّدُ الْمِيمِ ، وَبَاقِي السَّبْعَةِ : بِالتَّخْفِيفِ ، وَالْجُمْهُورُ : ( وَعَدَّدَهُ ) بِشَدِّ الدَّالِ الْأُولَى : أَيْ أَحْصَاهُ وَحَافَظَ عَلَيْهِ ، وَقِيلَ : جَعَلَهُ عِدَّةً لِطَوَارِقِ الدَّهْرِ ،
وَالْحَسَنُ وَالْكَلْبِيُّ : بِتَخْفِيفِهِمَا ، أَيْ جَمَعَ الْمَالَ وَضَبَطَ عَدَدَهُ ، وَقِيلَ : وَعَدَدًا مِنْ عَشِيرَتِهِ ، وَقِيلَ : وَعَدَدَهُ عَلَى تَرْكِ الْإِدْغَامِ ، كَقَوْلِهِ :
إِنِّي أَجُودُ لِأَقْوَامٍ وَإِنْ ضَنِنُوا
( أَخْلَدَهُ ) أَيْ أَبْقَاهُ حَيًّا ، إِذْ بِهِ قِوَامُ حَيَاتِهِ وَحِفْظُهُ مُدَّةَ عُمْرِهِ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : أَيْ طَوَّلَ الْمَالُ أَمَلَهُ وَمَنَّاهُ الْأَمَانِيَّ الْبَعِيدَةَ ، حَتَّى أَصْبَحَ لِفَرْطِ غَفْلَتِهِ وَطُولِ أَمَلِهِ يَحْسَبُ أَنَّ الْمَالَ تَرَكَهُ خَالِدًا فِي الدُّنْيَا لَا يَمُوتُ ، قِيلَ : وَكَانَ
لِلْأَخْنَسِ أَرْبَعَةُ آلَافِ دِينَارٍ ، وَقِيلَ : عَشَرَةُ آلَافِ دِينَارٍ . ( كَلَّا ) رَدْعٌ لَهُ عَنْ حُسْبَانِهِ ، وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( لَيُنْبَذَنَّ ) فِيهِ ضَمِيرُ الْوَاحِدِ ،
وَعَلِيٌّ وَالْحَسَنُ : بِخِلَافٍ عَنْهُ ،
وَابْنُ مُحَيْصِنٍ ،
وَحُمَيْدٌ ،
وَهَارُونُ عَنْ
أَبِي عَمْرٍو : ( وَلَيُنْبَذَانِ ) ، بِأَلِفِ ضَمِيرِ اثْنَيْنِ ، الْهُمَزَةُ وَمَالُهُ . وَعَنِ
الْحَسَنِ أَيْضًا : لَيُنْبَذُنَّ بِضَمِّ الذَّالِ ، أَيْ هُوَ وَأَنْصَارُهُ . وَعَنْ
أَبِي عَمْرٍو : لَيَنْبُذَنَّهُ . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=4فِي الْحُطَمَةِ nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=29075وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ )
nindex.php?page=showalam&ids=15948وَزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ : فِي الْحَاطِمَةِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاطِمَةُ ، وَهِيَ النَّارُ الَّتِي مِنْ شَأْنِهَا أَنْ تُحَطِّمَ كُلَّ مَا يُلْقَى فِيهَا ، قَالَ
الضَّحَّاكُ : الْحُطَمَةُ : الدَّرْكُ الرَّابِعُ مِنَ النَّارِ . وَقَالَ
الْكَلْبِيُّ : الطَّبَقَةُ السَّادِسَةُ مِنْ جَهَنَّمَ ، وَحَكَى عَنْهُ
الْقُشَيْرِيُّ أَنَّهَا الدَّرَكَةُ الثَّانِيَةُ ، وَعَنْهُ أَيْضًا : الْبَابُ الثَّانِي ، وَقَالَ
الْوَاحِدِيُّ : بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ جَهَنَّمَ . انْتَهَى .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=6نَارُ اللَّهِ ) أَيْ هِيَ ، أَيِ الْحُطَمَةُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=104&ayano=7nindex.php?page=treesubj&link=29075الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ ) ذُكِرَتِ الْأَفْئِدَةُ لِأَنَّهَا أَلْطَفُ مَا فِي الْبَدَنِ وَأَشَدُّهُ تَأَلُّمًا بِأَدْنَى شَيْءٍ مِنَ الْأَذَى ، وَاطِّلَاعُ النَّارِ عَلَيْهَا هُوَ أَنَّهَا تَعْلُوهَا وَتَشْتَمِلُ عَلَيْهَا ، وَهِيَ تَعْلُو الْكُفَّارَ فِي جَمِيعِ أَبْدَانِهِمْ ، لَكِنْ نَبَّهَ عَلَى الْأَشْرَفِ ؛ لِأَنَّهَا مَقَرُّ الْعَقَائِدِ ، وَقَرَأَ الْأَخَوَانِ
وَأَبُو بَكْرٍ : فِي ( عُمُدٍ ) بِضَمَّتَيْنِ جَمْعُ عَمُودٍ ،
وَهَارُونُ عَنْ
أَبِي عَمْرٍو : بِضَمِّ الْعَيْنِ وَسُكُونِ الْمِيمِ ، وَبَاقِي السَّبْعَةِ : بِفَتْحِهَا ،
[ ص: 511 ] وَهُوَ اسْمُ جَمْعٍ ، الْوَاحِدُ عَمُودٌ ، وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : جَمْعُ عَمُودٍ ، كَمَا قَالُوا : أَدِيمٌ وَأُدُمٌ ، وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : جَمْعُ عِمَادٍ . قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : فِي عَمَدٍ حَدِيدٍ مَغْلُولِينَ بِهَا . وَقَالَ
أَبُو صَالِحٍ : هَذِهِ النَّارُ هِيَ قُبُورُهُمْ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهَا نَارُ الْآخِرَةِ ، إِذْ يَئِسُوا مِنَ الْخُرُوجِ بِإِطْبَاقِ الْأَبْوَابِ عَلَيْهِمْ وَتَمَدُّدِ الْعَمَدِ ، كُلُّ ذَلِكَ إِيذَانًا بِالْخُلُودِ إِلَى غَيْرِ نِهَايَةٍ . وَقَالَ
قَتَادَةُ : كُنَّا نُحَدَّثُ أَنَّهَا عَمَدٌ يُعَذَّبُونَ بِهَا فِي النَّارِ . وَقَالَ
أَبُو صَالِحٍ : هِيَ الْقُيُودُ ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .