قوله تعالى : (  لقد سمع الله قول الذين قالوا      )   الآية [ 181 ] .  
275 - قال  عكرمة  والسدي  ومقاتل  ومحمد بن إسحاق     :  دخل   أبو بكر الصديق     - رضي الله عنه - ذات يوم بيت مدراس  اليهود ،   فوجد ناسا من  اليهود   قد اجتمعوا على رجل منهم يقال له :  فنحاص بن عازورا ،  وكان من علمائهم ، فقال  أبو بكر  لفنحاص     : اتق الله وأسلم ، فوالله إنك لتعلم أن  محمدا   رسول الله ، قد جاءكم بالحق من عند الله ، تجدونه مكتوبا عندكم في التوراة ، فآمن وصدق ، وأقرض الله قرضا حسنا يدخلك الجنة ، ويضاعف لك الثواب . فقال  فنحاص     : يا  أبا بكر ،  تزعم أن ربنا يستقرضنا أموالنا ، وما يستقرض إلا الفقير من الغني ، فإن كان ما تقول حقا فإن الله إذا لفقير ونحن أغنياء ، ولو كان غنيا ما استقرضنا أموالنا ، فغضب  أبو بكر     - رضي الله عنه - وضرب وجه  فنحاص  ضربة شديدة ، وقال : والذي نفسي بيده لولا العهد الذي بيننا وبينك لضربت عنقك يا عدو الله . فذهب  فنحاص  إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا  محمد   انظر إلى ما صنع بي صاحبك ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -  لأبي بكر     : ما الذي حملك على ما صنعت ؟ فقال : يا رسول الله إن عدو الله قال قولا عظيما ، زعم أن الله فقير وأنهم [ عنه ] أغنياء ، فغضبت لله وضربت وجهه . فجحد ذلك  فنحاص ،  فأنزل الله عز وجل ردا على  فنحاص  وتصديقا  لأبي بكر     : (  لقد سمع الله قول الذين قالوا      )  الآية .  
276 - أخبرنا  عبد القاهر بن طاهر :  أخبرنا   أبو عمرو بن مطر  ، أخبرنا  جعفر بن الليث الزيادي  ، حدثنا   أبو حذيفة موسى بن مسعود  ، حدثنا  شبل  ، عن   ابن أبي نجيح ،  عن  مجاهد  قال : نزلت في  اليهود ،   صك  أبو بكر     - رضي الله عنه - وجه رجل منهم ، وهو الذي      [ ص: 71 ] قال : إن الله فقير ونحن أغنياء . قال  شبل     : بلغني أنه  فنحاص  اليهودي ، وهو الذي قال : (  يد الله مغلولة      )     .  
				
						
						
