سورة ص  
بسم الله الرحمن الرحيم  
قوله تعالى : (  أجعل الآلهة إلها واحدا       . . . ) .  
722 - أخبرنا  أبو القاسم بن أبي نصر الخزاعي  قال : حدثنا  محمد بن عبد الله بن حمدويه  قال : أخبرنا  أبو بكر بن [ أبي ] دارم الحافظ  قال : حدثنا   محمد بن عثمان بن أبي شيبة  قال : حدثنا أبي قال : حدثنا   محمد بن عبد الله الأسدي  قال : حدثنا  سفيان ، عن الأعمش  ، عن  يحيى بن عمارة  ، عن   سعيد بن جبير  ، عن   ابن عباس  قال :  مرض  أبو طالب ،  فجاءت  قريش ،   وجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - وعند رأس  أبي طالب  مجلس رجل ، فقام  أبو جهل  كي يمنعه ذلك ، فشكوه إلى  أبي طالب  فقال : يا ابن أخي ، ما تريد من قومك ؟ قال : " يا عم ، إنما أريد منهم كلمة تذل لهم بها العرب ، وتؤدي إليهم الجزية بها العجم " ، [ قال : وما الكلمة ؟ ] قال : " كلمة واحدة " ، قال : ما هي ؟ قال : " لا إله إلا الله " ، فقالوا : أجعل الآلهة إلها واحدا ؟ قال : فنزل فيهم القرآن : (  ص والقرآن ذي الذكر   بل الذين كفروا في عزة وشقاق      ) حتى بلغ (  إن هذا إلا اختلاق      )     .  
قال المفسرون :  لما أسلم   عمر بن الخطاب  شق ذلك على  قريش   وفرح المؤمنون . قال  الوليد بن المغيرة  للملأ من  قريش      - وهم الصناديد والأشراف - : امشوا إلى  أبي طالب .  فأتوه ، فقالوا له : أنت شيخنا وكبيرنا قد علمت ما فعل هؤلاء السفهاء ، وإنا أتيناك لتقضي بيننا وبين ابن أخيك . فأرسل  أبو طالب  إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -      [ ص: 191 ] فدعاه ، فقال [ له ] : يا ابن أخي ، هؤلاء قومك يسألونك ذا السواء ، فلا تمل كل الميل على قومك . فقال : " وماذا يسألوني ؟ " قالوا : ارفضنا وارفض ذكر آلهتنا ، وندعك وإلهك ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " أتعطوني كلمة واحدة تملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم ؟ " فقال  أبو جهل     : لله أبوك ، لنعطينكها وعشر أمثالها ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " قولوا لا إله إلا الله " . فنفروا من ذلك ، وقاموا ، فقالوا : أجعل الآلهة إلها واحدا كيف يسع الخلق كلهم إله واحد ؟ فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآيات [ إلى قوله ] : (  كذبت قبلهم قوم نوح      )     .  
				
						
						
