سورة الحشر  
بسم الله الرحمن الرحيم  
قوله تعالى : (  سبح لله      ) إلى قوله : (  والله على كل شيء قدير      ) [ 6 ] .  
802 - قال المفسرون : نزلت هذه الآية في  بني النضير   ، وذلك  أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قدم  المدينة   صالحه  بنو النضير   على أن لا يقاتلوه ولا يقاتلوا معه ، وقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك منهم ، فلما غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -  بدرا   وظهر على المشركين ، قالت  بنو النضير      : والله إنه النبي الذي وجدنا نعته في التوراة لا ترد له راية ، فلما غزا  أحدا   وهزم المسلمون نقضوا العهد وأظهروا العداوة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين ، فحاصرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم صالحهم على الجلاء من  المدينة      .  
803 - أخبرنا  أبو محمد الحسن بن محمد الفارسي  ، أخبرنا  محمد بن عبد الله بن الفضل التاجر  ، أخبرنا  أحمد بن محمد بن الحسين الحافظ  ، حدثنا   محمد بن يحيى  ، حدثنا  عبد الرزاق  ، أخبرنا  معمر  ، عن   الزهري  ، عن  ابن كعب بن مالك ،  عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - : أن كفار  قريش   كتبوا بعد وقعة  بدر   إلى  اليهود      : إنكم أهل الحلقة والحصون ، وإنكم لتقاتلن صاحبنا أو لنفعلن كذا ، ولا يحول بيننا وبين خدم نسائكم - وهي الخلاخل - شيء ، فلما بلغ كتابهم  اليهود   أجمعت  بنو النضير      [ على ] الغدر ، وليخرج منا ثلاثون حبرا حتى نلتقي بمكان نصف بيننا وبينك ، ليسمعوا منك ، فإن صدقوك وآمنوا بك آمنا بك كلنا ، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - في ثلاثين رجلا من أصحابه ، وخرح إليه ثلاثون حبرا من  اليهود ،   حتى إذا برزوا في براز من الأرض قال بعض  اليهود   لبعض : كيف تخلصون إليه ومعه ثلاثون رجلا من أصحابه كلهم يحب أن يموت قبله ؟ فأرسلوا [ إليه ] كيف نفهم ونحن ستون رجلا ؟ اخرج في ثلاثة من أصحابك ، ونخرج إليك ثلاثة من علمائنا إن آمنوا بك آمنا بك كلنا وصدقناك . فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - في ثلاثة من أصحابه وخرج ثلاثة من  اليهود   واشتملوا على الخناجر وأرادوا الفتك برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأرسلت امرأة ناصحة من  بني النضير   إلى أخيها - وهو رجل مسلم من  الأنصار      - فأخبرته خبر ما أراد  بنو النضير   الغدر برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فلما كان من الغد غدا عليهم بالكتائب فحاصرهم وقاتلهم حتى نزلوا على الجلاء على أن لهم ما أقلت الإبل      [ ص: 216 ] إلا الحلقة وهي السلاح ، وكانوا يخربون بيوتهم فيأخذون ما وافقهم من خشبها ، فأنزل الله تعالى : (  سبح لله ما في السماوات وما في الأرض      ) حتى بلغ : (  والله على كل شيء قدير      ) .  
				
						
						
