قوله تعالى : (  آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه      )   الآية [ 285 ] .  
187 - أخبرنا  الإمام أبو منصور : عبد القاهر بن طاهر  ، أخبرنا  محمد بن عبد الله بن علي بن زياد  ، حدثنا   محمد بن إبراهيم البوشنجي  ، حدثنا   أمية بن بسطام  ، حدثنا   يزيد بن زريع  ، حدثنا   روح بن القاسم  ، عن  العلاء  ، عن أبيه ، عن   أبي هريرة  قال :  لما أنزل [ الله ] على رسوله - صلى الله عليه وسلم - : (  وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله      ) الآية ، اشتد ذلك على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : كلفنا من الأعمال ما نطيق : الصلاة والصيام والجهاد والصدقة ، وقد أنزل الله عليك هذه الآية ولا نطيقها ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم - أراه قال - : سمعنا وعصينا قولوا (  سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير      ) فلما اقترأها القوم فذلت بها ألسنتهم ، أنزل الله تعالى في إثرها : (  آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه      ) الآية كلها ، ونسخها الله تعالى فأنزل الله : (  لا يكلف الله نفسا إلا وسعها      ) الآية إلى آخرها     . رواه مسلم عن   أمية بن بسطام     .  
188 - أخبرنا  محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى  ، حدثنا والدي ، حدثنا  محمد بن إسحاق الثقفي  ، حدثنا  عبد الله بن عمر ويوسف بن موسى  ، قالا : حدثنا   وكيع  ، حدثنا  سفيان  ، عن  آدم بن سليمان     . قال : سمعت   سعيد بن جبير  يحدث عن   ابن عباس  قال :  لما نزلت هذه الآية : (  وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله      ) دخل قلوبهم منها شيء لم يدخله من شيء ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : قولوا سمعنا وأطعنا وسلمنا . فألقى الله تعالى الإيمان في قلوبهم فقالوا : سمعنا وأطعنا . فأنزل الله تعالى : (  لا يكلف الله نفسا إلا وسعها      ) حتى بلغ (  أو أخطأنا      ) فقال : قد فعلت ، إلى آخر البقرة ، كل ذلك يقول : قد فعلت  رواه  مسلم  عن   أبي بكر بن أبي شيبة  ، عن   وكيع     .  
189 - قال المفسرون : لما نزلت هذه الآية : (  وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله      ) جاء  أبو بكر  ،  وعمر  ،   وعبد الرحمن بن عوف  ،   ومعاذ بن جبل  ، وناس من  الأنصار   إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فجثوا على الركب ، وقالوا : يا رسول الله ، والله ما نزلت آية أشد علينا من هذه الآية ، إن أحدنا ليحدث نفسه بما لا يحب أن يثبت في قلبه وأن له الدنيا      [ ص: 50 ] بما فيها ، وإنا لمأخوذون بما نحدث به أنفسنا ، هلكنا والله . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : هكذا أنزلت ، فقالوا : هلكنا وكلفنا من العمل ما لا نطيق . قال : فلعلكم تقولون كما قالت  بنو إسرائيل   لموسى      : سمعنا وعصينا ، قولوا : سمعنا وأطعنا ، فقالوا : سمعنا وأطعنا . واشتد ذلك عليهم ، فمكثوا بذلك حولا ، فأنزل الله تعالى الفرج والراحة بقوله : (  لا يكلف الله نفسا إلا وسعها      ) الآية فنسخت هذه الآية ما قبلها . قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "  إن الله قد تجاوز لأمتي ما حدثوا به أنفسهم ما لم يعملوا أو يتكلموا به  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					