قوله تعالى : وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى     . 
ذكر الله جل وعلا في هذه الآية الكريمة : أنه غفار أي : كثير المغفرة لمن تاب إليه من معاصيه وكفره ، وآمن به وعمل صالحا ثم اهتدى . وقد أوضح هذا المعنى في مواضع متعددة من كتابه ، كقوله : قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف  الآية [ 8 38 ] . وقوله في الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة : أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم    [ 5 74 ]   [ ص: 77 ] وقوله تعالى : قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له  الآية [ 39 53 - 54 ] إلى غير ذلك من الآيات . وقد قدمنا معنى التوبة ، والعمل الصالح . 
وقوله في هذه الآية الكريمة : ثم اهتدى أي : استقام وثبت على ما ذكر من التوبة ، والإيمان ، والعمل الصالح ولم ينكث . ونظير ذلك قوله تعالى : إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا    [ 41 30 ] وفي الحديث : " قل آمنت بالله ثم استقم " . وقال تعالى : فاستقم كما أمرت  الآية [ 11 112 ] . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					