قوله تعالى : ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء وأهلكنا المسرفين     . 
بين - جل وعلا - في هذه الآيات أنه أرسل الرسل إلى الأمم فكذبوهم ، وأنه وعد الرسل بأن لهم النصر والعاقبة الحسنة ، وأنه صدق رسله ذلك الوعد فأنجاهم . وأنجى معهم ما شاء أن ينجيه . والمراد به من آمن بهم من أممهم ، وأهلك المسرفين وهم الكفار المكذبون الرسل ، وقد أوضح هذا المعنى في مواضع كثيرة من كتابه ، كقوله تعالى : حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين    [ 12 \ 110 ] وقوله : فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام    [ 14 \ 47 ] وقوله تعالى : فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين  ولنسكننكم الأرض من بعدهم    [ 14 \ 13 - 14 ] وقوله : ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين  إنهم لهم المنصورون  وإن جندنا لهم الغالبون    [ 37 \ 171 - 173 ] وقوله تعالى : ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمة منا  الآية [ 11 \ 58 ] وقوله تعالى : فلما جاء أمرنا نجينا صالحا والذين آمنوا معه برحمة منا  الآية [ 11 \ 66 ] وقوله : ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا    [ 11 \ 94 ] إلى غير ذلك من الآيات . والظاهر أن " صدق " تتعدى بنفسها وبالحرف ، تقول : صدقته الوعد ، وصدقته في الوعد ، كقوله هنا : ثم صدقناهم الوعد    [ 21 \ 9 ] وقوله : ولقد صدقكم الله وعده    [ 3 \ 152 ] فقول  الزمخشري    : " صدقناهم الوعد  كقوله : واختار موسى قومه سبعين رجلا    " - لا حاجة إليه ، والله أعلم . والإسراف : مجاوزة الحد في المعاصي كالكفر ، ولذلك يكثر في القرآن إطلاق المسرفين على الكفار . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					