[ ص: 454 ] بسم الله الرحمن الرحيم .
سورة المطففين .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29054_18524_32325ويل للمطففين .
التطفيف : التنقيص من الطفيف ، وهو الشيء القليل .
وقد فسره ما بعده في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=2الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=3وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون [ 83 \ 2 - 3 ] .
قالوا : نزلت في رجل كان له مكيالان : كبير وصغير ، إذا اكتال لنفسه على غيره ، اكتال بالمكيل الكبير ، وإذا كال من عنده لغيره ، اكتال بالمكيل الصغير ، ففي كلتا الحالتين تطفيف ، أي : تنقيص على الناس من حقوقهم .
والتقديم في افتتاحية هذه السورة بالويل للمطففين ، يشعر بشدة خطر هذا العمل ، وهو فعلا خطير ; لأنه مقياس اقتصاد العالم وميزان التعامل ، فإذا اختل أحدث خللا في اقتصاده ، وبالتالي اختلال في التعامل ، وهو فساد كبير .
وأكبر من هذا كله ، وجود الربا إذا بيع جنس بجنسه ، وحصل تفاوت في الكيل أو الوزن .
وفيه كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=279فأذنوا بحرب من الله ورسوله [ 2 \ 279 ] .
ولذا فقد ورد ذكر الكيل والوزن ، والحث على العناية بهما في عدة مواطن ، بعدة أساليب منها الخاص ومنها العام .
فقد ورد في " الأنعام " و " الأعراف " و " هود " و " بني إسرائيل " و " الرحمن " و " الحديد " ، أي : في ست سور من القرآن الكريم .
أولا في سورة " الأنعام " في سياق ما يعرف بالوصايا العشر :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=151قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا [ ص: 455 ] [ 6 \ 151 ] .
وذكر بر الوالدين والنهي عن قتل الأولاد والقرب من الفواحش ، وقتل النفس التي حرم الله ، والنهي عن مال اليتيم .
ثم قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=152وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسا إلا وسعها وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا [ 6 \ 152 ] .
وتكلم الشيخ - رحمة الله تعالى علينا وعليه - عندها كلاما موجزا مفيدا ، بأن الأمر هنا بقدر الوسع ، ومن أخل من غير قصد التعدي لا حرج عليه .
وقال : ولم يذكر هنا عقوبة لمن تعمد ذلك ، ولكنه توعده بالويل في موضع آخر ، وساق أول هذه السورة :
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=1ويل للمطففين .
كما بين عاقبة الوفاء بالكيل بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=59ذلك خير وأحسن تأويلا [ 4 \ 59 ] ، أي : مآلا .
وهنا يلفت كلامه - رحمه الله - النظر إلى نقطة هامة ، وهي في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=152لا نكلف نفسا إلا وسعها [ 6 \ 152 ] ، حيث إن التطفيف : الزيادة الطفيفة ، والشيء الطفيف : القليل .
فكأن الآية هنا تقول : تحروا بقدر المستطاع من التطفيف ولو يسيرا .
وبعد بذل الجهد " لا نكلف نفسا إلا وسعها " ، وهذا غاية في التحري مع شدة التحذير والتوعد بالويل ، وإذا كان الوعيد بالويل على الشيء الطفيف ، فما فوقه من باب أولى .
الموضع الثاني في سورة " الأعراف " من قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=85وإلى مدين أخاهم شعيبا قال ياقوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين [ 7 \ 85 ] .
فاقترن الأمر بالوفاء بالكيل بالأمر بعبادة الله وحده ; لأن في الأمرين إعطاء كل ذي حق حقه من غير ما نقص .
[ ص: 456 ] وبين أن في عدم الإيفاء المطلوب بخس الناس أشياءهم ، وفسادا في الأرض بعد إصلاحها .
الموضع الثالث في سورة " هود " ، ومع
شعيب أيضا :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=84وإلى مدين أخاهم شعيبا قال ياقوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان إني أراكم بخير وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=85ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=86بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ [ الآية \ 84 - 86 ] .
وبنفس الأسلوب أيضا كما تقدم ، ربطه بعبادة الله تعالى وحده ، وتكرار الأمر بعد النهي : "
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=84ولا تنقصوا المكيال والميزان " ، ثم : "
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=85أوفوا المكيال والميزان بالقسط " نهي عن نقصه ، وأمر بإيفائه ، نص على المفهوم بالتأكيد : "
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=85ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين " مع التوجيه بأن ما عند الله خير لهم .
الموضع الرابع في سورة " بني إسرائيل " :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=29ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط [ 17 \ 29 ] ، أي : اعتدال في الإنفاق مع نفسه ، فضلا عن غيره ، ثم إن الله يبسط الرزق لمن يشاء ، ثم :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=31ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق [ 17 \ 32 ] ، وكلها في مجال الاقتصاد وبعدها :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=32ولا تقربوا الزنا [ 17 \ 32 ] ،
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=33ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق [ 17 \ 33 ] .
وقد يكون الباعث عليهما أيضا غرض مالي :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=34ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن [ 17 \ 34 ] ، وهو من أخص أبواب المال .
ثم الوفاء بالعهد ، ثم :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=35وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير وأحسن تأويلا [ 17 \ 35 ] ، فمع ضروريات الحياة حفظ النفس والعرض والمال يأتي الحفاظ على الكيل والوزن .
الموضع الخامس في سورة " الشورى " وهو أعم مما تقدم ، وجعله مقرونا بإنزال الكتاب في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=17الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان وما يدريك لعل الساعة قريب [ 42 \ 17 ] .
[ ص: 457 ] وتكلم الشيخ - رحمة الله تعالى علينا وعليه - عند هذه الآية بما أشرنا إلى أنه عام ، فقال : الميزان هنا مراد به العدل والإنصاف ، وأن هذا المعنى متضمن آلة الوزن وزيادة .
وأورد بقية الآيات هنا في مبحث مفصل ، فذكر آية " الرحمن " ، وآية " الحديد " ، وتكلم على الجميع بالتفصيل .
وفي قوله تعالى في سورة " الرحمن " :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=7والسماء رفعها ووضع الميزان [ 55 \ 7 ] ، مقابلة عظيمة بين رفع السماء الذي هو حق وعدل وقدرة ، والميزان وضعه في الأرض ، لتقوموا بالعدل والإنصاف ، وبهذا العدل قامت السماوات والأرض .
وفي سورة " الحديد " اقتران الميزان بإرسال الرسل وإنزال الكتب :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط [ 57 \ 25 ] .
ومعلوم أن الميزان الذي أنزل مع الكتاب هو ميزان الحق والعدل ، والنهي عن أكل أموال الناس بغير حق ، وعدم بخس الناس أشياءهم .
فكانت هذه الآية أعم وأشمل آيات الوفاء في الكيل والوزن ، بمثابة قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=58إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل [ 4 \ 58 ] .
وقد جمع لفظ الأمانة ; ليعم به كل ما يمكن أن يؤتمن الإنسان عليه .
وكذلك هنا الميزان مع الكتاب المنزل ، وبه يستوفي كل إنسان حقه في أي نوع من أنواع التعامل ، فكل من غش في سلعة أو دلس أو زاد في عدد ، أو نقص أو زاد في ذرع ، أو نقص فهو مطفف للكيل ، داخل تحت الوعيد بالويل .
فمن
nindex.php?page=treesubj&link=18524باع ذهبا مثلا على أنه صاف من الغش وزن درهم ، وفيه من النحاس عشر الدرهم ، فقد نقص وطفف لنفسه ، فأخذ حق درهم كامل ذهبا ، ونقص حيث أعطى درهما إلا عشرا .
ومن
nindex.php?page=treesubj&link=18524باع رطلا سمنا وفيه عشر الرطل شحما ، فقد طفف بمقدار هذا العشر لنفسه ، ونقص وبخس المشتري بمقدار ذلك .
[ ص: 458 ] وهكذا من
nindex.php?page=treesubj&link=18524باع ثوبا عشر أمتار وهو ينقص ربع المتر ، فقد طفف وبخس بمقدار هذا الربع .
وهكذا في القسمة بين الناس وبين الأولاد ، وبين الأهل ، وكل ما فيه عطاء وأخذ بين اثنين ، والله تعالى أعلم .
ومن باب ما يذكره العلماء في مناسبات السور بعضها من بعض .
فقد قال
أبو حيان لما ذكر السورة التي قبلها مصير الأبرار والفجار يوم القيامة ذكر هنا من موجبات ذلك وأهمها : تطفيف الكيل ، وبخس الوزن ، وهذا في الجملة متوجه ، ولكن صريح قوله تعالى في السورة السابقة :
nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=4وإذا القبور بعثرت nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=5علمت نفس ما قدمت وأخرت [ 82 \ 4 - 5 ] ، فهو وإن كان عاما في كل ما قدمه لنفسه من عمل الخير ، وما أخر من أداء الواجبات عليه ، فإنه يتضمن أيضا خصوص ما قدم من وفاء في الكيل ورجحان في الوزن ، وما أخر في تطفيف في الكيل وبخس طمعا في المال وجمعا للتراث ، كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=19وتأكلون التراث أكلا لما nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=20وتحبون المال حبا جما nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=21كلا إذا دكت الأرض دكا دكا nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=22وجاء ربك والملك صفا صفا nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=23وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=24يقول ياليتني قدمت لحياتي [ 89 \ 19 - 24 ] .
ومن هنا يعلم للعاقل أن ما طفف من كيل أو بخس من وزن مهما جمع منه ، فإنه يؤخره وراءه ومسئول عنه ، ونادم عليه ، وقائل : "
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=24ياليتني قدمت لحياتي " ، ولات ساعة مندم .
[ ص: 454 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ .
سُورَةُ الْمُطَفِّفِينَ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29054_18524_32325وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ .
التَّطْفِيفُ : التَّنْقِيصُ مِنَ الطَّفِيفِ ، وَهُوَ الشَّيْءُ الْقَلِيلُ .
وَقَدْ فَسَّرَهُ مَا بَعْدَهُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=2الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=3وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ [ 83 \ 2 - 3 ] .
قَالُوا : نَزَلَتْ فِي رَجُلٍ كَانَ لَهُ مِكْيَالَانِ : كَبِيرٌ وَصَغِيرٌ ، إِذَا اكْتَالَ لِنَفْسِهِ عَلَى غَيْرِهِ ، اكْتَالَ بِالْمِكْيَلِ الْكَبِيرِ ، وَإِذَا كَالَ مِنْ عِنْدِهِ لِغَيْرِهِ ، اكْتَالَ بِالْمِكْيَلِ الصَّغِيرِ ، فَفِي كِلْتَا الْحَالَتَيْنِ تَطْفِيفٌ ، أَيْ : تَنْقِيصٌ عَلَى النَّاسِ مِنْ حُقُوقِهِمْ .
وَالتَّقْدِيمُ فِي افْتِتَاحِيَّةِ هَذِهِ السُّورَةِ بِالْوَيْلِ لِلْمُطَفِّفِينَ ، يُشْعِرُ بِشِدَّةِ خَطَرِ هَذَا الْعَمَلِ ، وَهُوَ فِعْلًا خَطِيرٌ ; لِأَنَّهُ مِقْيَاسُ اقْتِصَادِ الْعَالَمِ وَمِيزَانُ التَّعَامُلِ ، فَإِذَا اخْتَلَّ أَحْدَثَ خَلَلًا فِي اقْتِصَادِهِ ، وَبِالتَّالِي اخْتِلَالٌ فِي التَّعَامُلِ ، وَهُوَ فَسَادٌ كَبِيرٌ .
وَأَكْبَرُ مِنْ هَذَا كُلِّهِ ، وُجُودُ الرِّبَا إِذَا بِيعَ جِنْسٌ بِجِنْسِهِ ، وَحَصَلَ تَفَاوُتٌ فِي الْكَيْلِ أَوِ الْوَزْنِ .
وَفِيهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=279فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [ 2 \ 279 ] .
وَلِذَا فَقَدَ وَرَدَ ذِكْرُ الْكَيْلِ وَالْوَزْنِ ، وَالْحَثُّ عَلَى الْعِنَايَةِ بِهِمَا فِي عِدَّةِ مَوَاطِنَ ، بِعِدَّةِ أَسَالِيبَ مِنْهَا الْخَاصُّ وَمِنْهَا الْعَامُّ .
فَقَدْ وَرَدَ فِي " الْأَنْعَامِ " وَ " الْأَعْرَافِ " وَ " هُودٍ " وَ " بَنِي إِسْرَائِيلَ " وَ " الرَّحْمَنِ " وَ " الْحَدِيدِ " ، أَيْ : فِي سِتِّ سُوَرٍ مِنَ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ .
أَوَّلًا فِي سُورَةِ " الْأَنْعَامِ " فِي سِيَاقِ مَا يُعْرَفُ بِالْوَصَايَا الْعَشْرِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=151قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا [ ص: 455 ] [ 6 \ 151 ] .
وَذَكَرَ بِرَّ الْوَالِدَيْنِ وَالنَّهْيَ عَنْ قَتْلِ الْأَوْلَادِ وَالْقُرْبِ مِنَ الْفَوَاحِشِ ، وَقَتْلِ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ ، وَالنَّهْيَ عَنْ مَالِ الْيَتِيمِ .
ثُمَّ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=152وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا [ 6 \ 152 ] .
وَتَكَلَّمَ الشَّيْخُ - رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْنَا وَعَلَيْهِ - عِنْدَهَا كَلَامًا مُوجَزًا مُفِيدًا ، بِأَنَّ الْأَمْرَ هُنَا بِقَدْرِ الْوُسْعِ ، وَمَنْ أَخَلَّ مِنْ غَيْرِ قَصْدِ التَّعَدِّي لَا حَرَجَ عَلَيْهِ .
وَقَالَ : وَلَمْ يَذْكُرْ هُنَا عُقُوبَةً لِمَنْ تَعَمَّدَ ذَلِكَ ، وَلَكِنَّهُ تَوَعَّدَهُ بِالْوَيْلِ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ ، وَسَاقَ أَوَّلَ هَذِهِ السُّورَةِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=1وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ .
كَمَا بَيَّنَ عَاقِبَةَ الْوَفَاءِ بِالْكَيْلِ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=59ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [ 4 \ 59 ] ، أَيْ : مَآلًا .
وَهُنَا يَلْفِتُ كَلَامُهُ - رَحِمَهُ اللَّهُ - النَّظَرَ إِلَى نُقْطَةٍ هَامَّةٍ ، وَهِيَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=152لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [ 6 \ 152 ] ، حَيْثُ إِنَّ التَّطْفِيفَ : الزِّيَادَةُ الطَّفِيفَةُ ، وَالشَّيْءُ الطَّفِيفُ : الْقَلِيلُ .
فَكَأَنَّ الْآيَةَ هُنَا تَقُولُ : تَحَرَّوْا بِقَدْرِ الْمُسْتَطَاعِ مِنَ التَّطْفِيفِ وَلَوْ يَسِيرًا .
وَبَعْدَ بَذْلِ الْجُهْدِ " لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا " ، وَهَذَا غَايَةٌ فِي التَّحَرِّي مَعَ شِدَّةِ التَّحْذِيرِ وَالتَّوَعُّدِ بِالْوَيْلِ ، وَإِذَا كَانَ الْوَعِيدُ بِالْوَيْلِ عَلَى الشَّيْءِ الطَّفِيفِ ، فَمَا فَوْقَهُ مِنْ بَابِ أَوْلَى .
الْمَوْضِعُ الثَّانِي فِي سُورَةِ " الْأَعْرَافِ " مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=85وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [ 7 \ 85 ] .
فَاقْتَرَنَ الْأَمْرُ بِالْوَفَاءِ بِالْكَيْلِ بِالْأَمْرِ بِعِبَادَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ ; لِأَنَّ فِي الْأَمْرَيْنِ إِعْطَاءَ كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ مِنْ غَيْرِ مَا نَقْصٍ .
[ ص: 456 ] وَبَيِّنَ أَنَّ فِي عَدَمِ الْإِيفَاءِ الْمَطْلُوبِ بَخْسَ النَّاسِ أَشْيَاءَهُمْ ، وَفَسَادًا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا .
الْمَوْضِعُ الثَّالِثُ فِي سُورَةِ " هُودٍ " ، وَمَعَ
شُعَيْبٍ أَيْضًا :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=84وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=85وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=86بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ [ الْآيَةَ \ 84 - 86 ] .
وَبِنَفْسِ الْأُسْلُوبِ أَيْضًا كَمَا تَقَدَّمَ ، رَبَطَهُ بِعِبَادَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَحْدَهُ ، وَتَكْرَارِ الْأَمْرِ بَعْدَ النَّهْيِ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=84وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ " ، ثُمَّ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=85أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ " نَهْيٌ عَنْ نَقْصِهِ ، وَأَمْرٌ بِإِيفَائِهِ ، نَصَّ عَلَى الْمَفْهُومِ بِالتَّأْكِيدِ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=85وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ " مَعَ التَّوْجِيهِ بِأَنَّ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لَهُمْ .
الْمَوْضِعُ الرَّابِعُ فِي سُورَةِ " بَنِي إِسْرَائِيلَ " :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=29وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ [ 17 \ 29 ] ، أَيِ : اعْتِدَالٌ فِي الْإِنْفَاقِ مَعَ نَفْسِهِ ، فَضْلًا عَنْ غَيْرِهِ ، ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ ، ثُمَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=31وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ [ 17 \ 32 ] ، وَكُلُّهَا فِي مَجَالِ الِاقْتِصَادِ وَبَعْدَهَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=32وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا [ 17 \ 32 ] ،
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=33وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ [ 17 \ 33 ] .
وَقَدْ يَكُونُ الْبَاعِثُ عَلَيْهِمَا أَيْضًا غَرَضٌ مَالِيٌّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=34وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [ 17 \ 34 ] ، وَهُوَ مِنْ أَخَصِّ أَبْوَابِ الْمَالِ .
ثُمَّ الْوَفَاءُ بِالْعَهْدِ ، ثُمَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=35وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [ 17 \ 35 ] ، فَمَعَ ضَرُورِيَّاتِ الْحَيَاةِ حِفْظُ النَّفْسِ وَالْعِرْضِ وَالْمَالِ يَأْتِي الْحِفَاظُ عَلَى الْكَيْلِ وَالْوَزْنِ .
الْمَوْضِعُ الْخَامِسُ فِي سُورَةِ " الشُّورَى " وَهُوَ أَعَمُّ مِمَّا تَقَدَّمَ ، وَجَعَلَهُ مَقْرُونًا بِإِنْزَالِ الْكِتَابِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=17اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ [ 42 \ 17 ] .
[ ص: 457 ] وَتَكَلَّمَ الشَّيْخُ - رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْنَا وَعَلَيْهِ - عِنْدَ هَذِهِ الْآيَةِ بِمَا أَشَرْنَا إِلَى أَنَّهُ عَامٌّ ، فَقَالَ : الْمِيزَانُ هَنَا مُرَادٌ بِهِ الْعَدْلُ وَالْإِنْصَافُ ، وَأَنَّ هَذَا الْمَعْنَى مُتَضَمِّنٌ آلَةَ الْوَزْنِ وَزِيَادَةً .
وَأَوْرَدَ بَقِيَّةَ الْآيَاتِ هُنَا فِي مَبْحَثٍ مُفَصَّلٍ ، فَذَكَرَ آيَةَ " الرَّحْمَنِ " ، وَآيَةَ " الْحَدِيدِ " ، وَتَكَلَّمَ عَلَى الْجَمِيعِ بِالتَّفْصِيلِ .
وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ " الرَّحْمَنِ " :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=7وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ [ 55 \ 7 ] ، مُقَابَلَةٌ عَظِيمَةٌ بَيْنَ رَفْعِ السَّمَاءِ الَّذِي هُوَ حَقٌّ وَعَدْلٌ وَقُدْرَةٌ ، وَالْمِيزَانُ وَضَعَهُ فِي الْأَرْضِ ، لِتَقُومُوا بِالْعَدْلِ وَالْإِنْصَافِ ، وَبِهَذَا الْعَدْلِ قَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ .
وَفِي سُورَةِ " الْحَدِيدِ " اقْتِرَانُ الْمِيزَانِ بِإِرْسَالِ الرُّسُلِ وَإِنْزَالِ الْكُتُبِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=25لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ [ 57 \ 25 ] .
وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْمِيزَانَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَ الْكِتَابِ هُوَ مِيزَانُ الْحَقِّ وَالْعَدْلِ ، وَالنَّهْيُ عَنْ أَكْلِ أَمْوَالِ النَّاسِ بِغَيْرِ حَقٍ ، وَعَدَمُ بَخْسِ النَّاسِ أَشْيَاءَهُمْ .
فَكَانَتْ هَذِهِ الْآيَةُ أَعَمَّ وَأَشْمَلَ آيَاتِ الْوَفَاءِ فِي الْكَيْلِ وَالْوَزْنِ ، بِمَثَابَةِ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=58إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ [ 4 \ 58 ] .
وَقَدْ جَمَعَ لَفْظَ الْأَمَانَةِ ; لِيَعُمَّ بِهِ كُلَّ مَا يُمْكِنُ أَنْ يُؤْتَمَنَ الْإِنْسَانُ عَلَيْهِ .
وَكَذَلِكَ هُنَا الْمِيزَانُ مَعَ الْكِتَابِ الْمُنَزَّلِ ، وَبِهِ يَسْتَوْفِي كُلُّ إِنْسَانٍ حَقَّهُ فِي أَيِّ نَوْعٍ مِنْ أَنْوَاعِ التَّعَامُلِ ، فَكُلُّ مَنْ غَشَّ فِي سِلْعَةٍ أَوْ دَلَّسَ أَوْ زَادَ فِي عَدَدٍ ، أَوْ نَقَصَ أَوْ زَادَ فِي ذَرْعٍ ، أَوْ نَقَصَ فَهُوَ مُطَفِّفٌ لِلْكَيْلِ ، دَاخِلٌ تَحْتَ الْوَعِيدِ بِالْوَيْلِ .
فَمَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=18524بَاعَ ذَهَبًا مَثَلًا عَلَى أَنَّهُ صَافٍ مِنَ الْغِشِّ وَزْنَ دِرْهَمٍ ، وَفِيهِ مِنَ النُّحَاسِ عُشْرُ الدِّرْهَمِ ، فَقَدْ نَقَصَ وَطَفَّفَ لِنَفْسِهِ ، فَأَخَذَ حَقَّ دِرْهَمٍ كَامِلٍ ذَهَبًا ، وَنَقَصَ حَيْثُ أَعْطَى دِرْهَمًا إِلَّا عَشْرًا .
وَمَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=18524بَاعَ رِطْلًا سَمْنًا وَفِيهِ عُشْرُ الرِّطْلِ شَحْمًا ، فَقَدْ طَفَّفَ بِمِقْدَارِ هَذَا الْعُشْرِ لِنَفْسِهِ ، وَنَقَصَ وَبَخَسَ الْمُشْتَرِي بِمِقْدَارِ ذَلِكَ .
[ ص: 458 ] وَهَكَذَا مَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=18524بَاعَ ثَوْبًا عَشْرَ أَمْتَارٍ وَهُوَ يَنْقُصُ رُبُعَ الْمِتْرِ ، فَقَدْ طَفَّفَ وَبَخَسَ بِمِقْدَارِ هَذَا الرُّبُعِ .
وَهَكَذَا فِي الْقِسْمَةِ بَيْنَ النَّاسِ وَبَيْنَ الْأَوْلَادِ ، وَبَيْنَ الْأَهْلِ ، وَكُلَّ مَا فِيهِ عَطَاءٌ وَأُخِذَ بَيْنَ اثْنَيْنِ ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .
وَمِنْ بَابِ مَا يَذْكُرُهُ الْعُلَمَاءُ فِي مُنَاسَبَاتِ السُّوَرِ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ .
فَقَدْ قَالَ
أَبُو حَيَّانَ لَمَّا ذَكَرَ السُّورَةَ الَّتِي قَبْلَهَا مَصِيرَ الْأَبْرَارِ وَالْفُجَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ذَكَرَ هُنَا مِنْ مُوجِبَاتِ ذَلِكَ وَأَهَمِّهَا : تَطْفِيفُ الْكَيْلِ ، وَبِخْسِ الْوَزْنِ ، وَهَذَا فِي الْجُمْلَةِ مُتَوَجِّهٌ ، وَلَكِنَّ صَرِيحَ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي السُّورَةِ السَّابِقَةِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=4وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=5عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ [ 82 \ 4 - 5 ] ، فَهُوَ وَإِنْ كَانَ عَامًّا فِي كُلِّ مَا قَدَّمَهُ لِنَفْسِهِ مِنْ عَمَلِ الْخَيْرِ ، وَمَا أَخَّرَ مِنْ أَدَاءِ الْوَاجِبَاتِ عَلَيْهِ ، فَإِنَّهُ يَتَضَمَّنُ أَيْضًا خُصُوصَ مَا قَدَّمَ مِنْ وَفَاءٍ فِي الْكَيْلِ وَرُجْحَانٍ فِي الْوَزْنِ ، وَمَا أَخَّرَ فِي تَطْفِيفٍ فِي الْكَيْلِ وَبَخْسٍ طَمَعًا فِي الْمَالِ وَجَمْعًا لِلتُّرَاثِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=19وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=20وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=21كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=22وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=23وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=24يَقُولُ يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي [ 89 \ 19 - 24 ] .
وَمِنْ هُنَا يُعْلَمُ لِلْعَاقِلِ أَنَّ مَا طَفَّفَ مِنْ كَيْلٍ أَوْ بَخَسَ مِنْ وَزْنٍ مَهْمَا جَمَعَ مِنْهُ ، فَإِنَّهُ يُؤَخِّرُهُ وَرَاءَهُ وَمَسْئُولٌ عَنْهُ ، وَنَادِمٌ عَلَيْهِ ، وَقَائِلٌ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=24يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي " ، وَلَاتَ سَاعَةَ مَنْدَمٍ .