[ ص: 476 ] بسم الله الرحمن الرحيم
سورة البروج
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29056_28904والسماء ذات البروج
البروج : جمع برج ، واختلف في المعنى المراد به هنا : هل هي المنازل أو الكواكب ، أو قصور في السماء عليها حراسها ؟
وتقدم للشيخ - رحمة الله تعالى علينا وعليه - بيان ذلك في سورة " الحجر " ، عند الكلام على قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=16ولقد جعلنا في السماء بروجا [ 15 \ 16 ] ، وفي سورة " الفرقان " عند قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=61تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا [ 25 \ 61 ] .
وقيل : إن أصل هذه المادة من الظهور ، ومنه تبرج المرأة ، وساق بيان المعنى المقصود من بروج السماء وعدد المنازل المذكورة .
وبمناسبة ارتباط السور بعضها ببعض ، فإن بعض المفسرين يقول : لما ذكر مآل الفريقين وتطاير الصحف في السورة الأولى ، ذكر هنا عملا من أشد أعمال الكفار مع المؤمنين في قصة الأخدود .
والذي يظهر أقوى من هذا ، هو - والله تعالى أعلم - أنه لما ذكر سابقا انفطار السماء ، وتناثر النجوم ، وانشقاق السماء ، وإذنها لربها وحق لها ذلك - جاء هنا بيان كنه هذه السماء أنها عظيمة البنية بأبراجها الضخمة أو بروجها الكبيرة ، فهي مع ذلك تأذن لربها وتطيع ، وتنشق لهول ذلك اليوم وتنفطر ، فأولى بك أيها الإنسان . والله تعالى أعلم .
[ ص: 476 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سُورَةُ الْبُرُوجِ
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29056_28904وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ
الْبُرُوجُ : جَمْعُ بُرْجٍ ، وَاخْتُلِفَ فِي الْمَعْنَى الْمُرَادِ بِهِ هُنَا : هَلْ هِيَ الْمَنَازِلُ أَوِ الْكَوَاكِبُ ، أَوْ قُصُورٌ فِي السَّمَاءِ عَلَيْهَا حُرَّاسُهَا ؟
وَتَقَدَّمَ لِلشَّيْخِ - رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْنَا وَعَلَيْهِ - بَيَانُ ذَلِكَ فِي سُورَةِ " الْحِجْرِ " ، عِنْدَ الْكَلَامِ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=16وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا [ 15 \ 16 ] ، وَفِي سُورَةِ " الْفُرْقَانِ " عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=61تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا [ 25 \ 61 ] .
وَقِيلَ : إِنَّ أَصْلَ هَذِهِ الْمَادَّةِ مِنَ الظُّهُورِ ، وَمِنْهُ تَبَرُّجُ الْمَرْأَةِ ، وَسَاقَ بَيَانَ الْمَعْنَى الْمَقْصُودِ مِنْ بُرُوجِ السَّمَاءِ وَعَدَدِ الْمَنَازِلِ الْمَذْكُورَةِ .
وَبِمُنَاسَبَةِ ارْتِبَاطِ السُّوَرِ بَعْضِهَا بِبَعْضٍ ، فَإِنَّ بَعْضَ الْمُفَسِّرِينَ يَقُولُ : لَمَّا ذَكَرَ مَآلَ الْفَرِيقَيْنِ وَتَطَايُرَ الصُّحُفِ فِي السُّورَةِ الْأُولَى ، ذَكَرَ هُنَا عَمَلًا مِنْ أَشَدِّ أَعْمَالِ الْكُفَّارِ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ فِي قِصَّةِ الْأُخْدُودِ .
وَالَّذِي يَظْهَرُ أَقْوَى مِنْ هَذَا ، هُوَ - وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ - أَنَّهُ لَمَّا ذَكَرَ سَابِقًا انْفِطَارَ السَّمَاءِ ، وَتَنَاثُرَ النُّجُومِ ، وَانْشِقَاقَ السَّمَاءِ ، وَإِذْنَهَا لِرَبِّهَا وَحُقَّ لَهَا ذَلِكَ - جَاءَ هُنَا بَيَانُ كُنْهِ هَذِهِ السَّمَاءِ أَنَّهَا عَظِيمَةُ الْبِنْيَةِ بِأَبْرَاجِهَا الضَّخْمَةِ أَوْ بُرُوجِهَا الْكَبِيرَةِ ، فَهِيَ مَعَ ذَلِكَ تَأْذَنُ لِرَبِّهَا وَتُطِيعُ ، وَتَنْشَقُّ لِهَوْلِ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَتَنْفَطِرُ ، فَأَوْلَى بِكَ أَيُّهَا الْإِنْسَانُ . وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .