قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=29056_32008قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود
قال
أبو حيان : وجواب القسم في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=1والسماء ذات البروج ، قيل : محذوف ، فقيل : لتبعثن ونحوه ، وقيل : مذكور ، فقيل : "
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=10إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات " [ 85 \ 10 ] ونحوه ، وقيل : " قتل " ، وهذا نختاره ، وحذفت اللام - أي لقتل -
[ ص: 481 ] وحسن حذفها كما حسن في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=1والشمس وضحاها [ 91 \ 1 ] ، ثم قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=9قد أفلح من زكاها [ 91 \ 9 ] ، أي : لقد أفلح ، ويكون الجواب دليلا على لعنة الله على من فعل ذلك ، وتنبيها لكفار
قريش الذين يؤذون المؤمنين ; ليفتنوهم عن دينهم .
وإذا كان " قتل " هي الجواب فهي جملة خبرية ، وإذا كان الجواب غيرها فهي جملة إنشائية ، دعاء عليهم .
وقرئ : " قتل " بالتشديد ، قرأها
الحسن وابن مقسم ، وقرأها الجمهور بالتخفيف . اهـ .
والأخدود : جمع خد ، وهو الشق في الأرض طويلا . وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=5النار ذات الوقود ، الوقود بالضم وبالفتح ، والقراءة بالفتح كالسحور ، والوضوء . فبالفتح : ما توقد به كصبور والماء المتوضأ به ، والطعام المتسحر به . وبالضم : المصدر والفعل ، والوقود بالضم : ما توقد به .
ذكر صاحب القاموس ، و "
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=5النار ذات الوقود " : بدل من الأخدود .
وقيل في معناها عدة أقوال ، حتى قال
أبو حيان : كسلت عن نقلها .
ونقل
nindex.php?page=showalam&ids=16785الفخر الرازي ثلاثة منها .
والمشهور عند
ابن كثير ما رواه
أحمد ومسلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009784 " كان فيمن كان قبلكم ملك ، وكان له ساحر ، فلما كبر الساحر قال للملك : إني قد كبر سني ، وحضر أجلي ، فادفع إلي غلاما لأعلمه السحر ، فدفع إليه غلاما كان يعلمه السحر ، وكان بين الساحر والملك راهب ، فأتى الغلام الراهب ، فسمع من كلامه فأعجبه ، وكان إذا أتى الساحر ضربه ، وقال ما حبسك ؟ وإذا أتى أهله ضربوه وقالوا : ما حبسك ؟ فشكا ذلك إلى الراهب ، فقال : إذا أراد الساحر ضربك ، فقل : حبسني أهلي ، وإذا أراد أهلك أن يضربوك ، فقل : حبسني الساحر ، فبينما هو ذات يوم ، إذ أتى على دابة عظيمة فظيعة قد حبست الناس ، فلا يستطيعون أن يجوزوا ، فقال : اليوم أعلم أمر الراهب أحب إلى الله أم أمر الساحر ؟ قال : فأخذ حجرا ، فقال : اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك وأرضى من أمر الساحر ، فاقتل هذه الدابة حتى يجوز الناس ، ورماها فقتلها ، ومضى الناس فأخبر الراهب بذلك ، فقال : أي بني ، أنت أفضل مني ، وإنك ستبتلى ، فإن ابتليت فلا [ ص: 482 ] تدل علي ، فكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص وسائر الأدواء ويشفيهم ، وكان للملك جليس أعمى فسمع به ، فأتاه بهدايا كثيرة ، فقال : اشفني . فقال : ما أنا أشفي أحدا ، إنما يشفي الله - عز وجل - فإن آمنت به دعوت الله فشفاك ، فآمن ، فدعا الله فشفاه ، ثم أتى الملك فجلس منه نحو ما كان يجلس ، فقال له الملك : يا فلان ، من رد عليك بصرك ؟ فقال : ربي ، فقال : أنا . قال : لا ، ربي وربك الله ، قال : أولك رب غيري ؟ قال : نعم ، ربي وربك الله ، فلم يزل يعذبه حتى دله على الغلام ، فبعث إليه ، فقال : أي بني ، بلغ من سحرك أن تبرئ الأكمه والأبرص ، وهذه الأدواء ، فقال : أما أنا لا أشفي أحدا ، إنما يشفي الله - عز وجل - قال : أنا . قال : لا ، قال : أولك رب غيري ؟ قال : ربي وربك الله ، فأخذه أيضا بالعذاب حتى دل على الراهب ، فأوتي بالراهب ، فقيل : ارجع عن دينك فأبى ، فوضع المنشار في مفرق رأسه حتى وقع شقاه ، وقال للأعمى : ارجع عن دينك ، فأبى ، فوضع المنشار في مفرقه أيضا ، وقال للغلام : ارجع عن دينك ، فأبى ، فبعث به مع نفر إلى جبل كذا وكذا ، وقال : إذا بلغتم ذروته ، فإن رجع عن دينه وإلا فدهدهوه ، فذهبوا به فلما علوا به الجبل ، قال : اللهم اكفنيهم بما شئت ، فرجف بهم الجبل فدهدهوا أجمعون ، وجاء الغلام يتلمس حتى دخل على الملك ، فقال : ما فعل أصحابك ؟ فقال : كفانيهم الله تعالى ، فبعث به نفرا إلى البحر في قرقور ، فقال : إذا لججتم به البحر ، فإن رجع عن دينه وإلا فأغرقوه ، فقال الغلام : اللهم اكفنيهم بما شئت ، فغرقوا هم ، وجاء الغلام حتى دخل على الملك ، فقال للملك : إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به ، قال : ما هو ؟ قال : تجمع الناس في صعيد واحد ، ثم تصلبني على جذع ، وتأخذ سهما من كنانتي ، ثم قل : بسم الله رب الغلام ، فإنك إن فعلت ذلك قتلتني ، ففعل ، ووضع السهم في قوسه ورماه به في صدغه ، فوضع الغلام يده على موضع السهم ومات ، فقال الناس : آمنا برب الغلام ، فقيل للملك : أرأيت ما كنت تحذر ، فقد والله وقع بك ، قد آمن الناس كلهم ، فأمر بأفواه السكك ، فخدت فيها الأخاديد ، وأضرمت فيها النيران ، وقال : من رجع عن دينه فدعوه وإلا فأقحموه فيها ، قال : فكانوا يتعادون ويتدافعون ، فجاءت امرأة بابن لها ترضعه ، فكأنها تقاعست أن تقع في النار ، فقال الصبي : اصبري يا أماه ; فإنك على الحق . وقد قيل : إن الغلام دفن فوجد زمن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ويده على صدغه ، كلما رفعت خرج الدم من جرحه ، وإذا تركت أعيدت على الجرح " .
وقد سقنا هذه القصة ، وهي من أمثل ما جاء في هذا المعنى لما فيها من
[ ص: 483 ] العبر ، والتي يمكن أن يستفاد منها بعض الأحكام ، حيث إن
ابن كثير ، عزاها للإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل ومسلم ، أي لصحة سندها مرفوعة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من ذلك الآتي :
الأول : أن
nindex.php?page=treesubj&link=25589السحر بالتعلم كما جاء في قصة الملكين
ببابل ،
هاروت وماروت يعلمان الناس السحر .
الثاني : إمكان اجتماع الخير مع الشر ، إذا كان الشخص جاهلا بحال الشر ، كاجتماع الإيمان مع الراهب مع تعلم السحر من الساحر .
ثالثا :
nindex.php?page=treesubj&link=28807إجراء خوارق العادات على أيدي دعاة الخير ، لبيان الحق ، والتثبيت في الأمر ، كما قال الغلام : اليوم أعلم أمر الراهب أحب إلى الله أم أمر الساحر ؟
الرابع : أنه كان أميل بقلبه إلى أمر الراهب ، إذ قال : اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك ، فسأل عن أمر الراهب ولم يسل عن أمر الساحر ؟
الخامس :
nindex.php?page=treesubj&link=32109اعتراف العالم بالفضل لمن هو أفضل منه ، كاعتراف الراهب للغلام .
السادس :
nindex.php?page=treesubj&link=19592ابتلاء الدعاة إلى الله ووجوب الصبر على ذلك ، وتفاوت درجات الناس في ذلك .
السابع : إسناد الفعل كله لله ، إنما يشفي الله .
الثامن : رفض الداعي إلى الله الأجر على عمله وهدايته :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=90قل لا أسألكم عليه أجرا إن [ 6 \ 90 ] .
التاسع : بيان ركن أصيل في
nindex.php?page=treesubj&link=28702قضية التوسل ، وهو أن مبناه على الإيمان بالله ، ثم الدعاء وسؤال الله تعالى .
العاشر : غباوة الملك المشرك المغلق قلبه بظلام الشرك ، حيث ظن في نفسه أنه الذي شفى جليسه . وهو لم يفعل له شيئا ، وكيف يكون وهو لا يعلم ؟
الحادي عشر : اللجوء إلى العنف والبطش عند العجز عن الإقناع والإفهام أسلوب الجهلة والجبابرة .
الثاني عشر : منتهى القسوة والغلظة في نشر الإنسان ، بدون هوادة .
[ ص: 484 ] الثالث عشر : منتهى
nindex.php?page=treesubj&link=19594الصبر وعدم الرجوع عن الدين ، وهكذا كان في الأمم الأولى ، وبيان
nindex.php?page=treesubj&link=30231فضل الله على هذه الأمة ، إذ جاز لها التلفظ بما يخالف عقيدتها وقلبها مطمئن بالإيمان .
وقد جاء عن
nindex.php?page=showalam&ids=16785الفخر الرازي قوله :
الآية تدل على أن المكره على الكفر بالإهلاك العظيم الأولى به أن يصبر على ما خوف منه ، وأن إظهار كلمة الكفر كالرخصة في ذلك ، وقال : وروى
الحسن nindex.php?page=hadith&LINKID=1009785أن مسيلمة أخذ رجلين من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لأحدهما : تشهد أني رسول الله ؟ فقال : نعم ، فتركه ، وقال للآخر مثله ، فقال : لا ، بل أنت كذاب ، فقتله ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " أما الذي ترك فأخذ بالرخصة فلا تبعة عليه ، وأما الذي قتل فأخذ بالأفضل فهنيئا له " .
وتقدم بحث هذه المسألة للشيخ - رحمة الله تعالى علينا وعليه - .
الرابع عشر : إجابة دعوة الغلام ونصرة الله لعباده المؤمنين : اللهم اكفنيهم بما شئت .
الخامس عشر :
nindex.php?page=treesubj&link=19592التضحية بالنفس في سبيل نشر الدعوة ، حيث دل الغلام الملك على الطريقة التي يتمكن الغلام بها من إقناع الناس بالإيمان بالله ، ولو كان الوصول لذلك على حياته هو .
السادس عشر : إبقاء جسمه حتى زمن
عمر - رضي الله عنه - إكراما لأولياء الله والدعاة من أن تأكل الأرض أجسامهم .
السابع عشر : إثبات دلالة القدرة على البعث .
الثامن عشر : حياة الشهداء لوجود الدم وعودة اليد مكانها بحركة مقصودة .
التاسع عشر : معرفة تلك القصة عند
أهل مكة حيث حدثوا بها تخويفا من عواقب أفعالهم بضعفة المؤمنين ، كما هو موضح في تمام القصة .
العشرون : نطق الصبي الرضيع بالحق .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=29056_32008قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ
قَالَ
أَبُو حَيَّانَ : وَجَوَابُ الْقَسَمِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=1وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ ، قِيلَ : مَحْذُوفٌ ، فَقِيلَ : لَتُبْعَثُنَّ وَنَحْوُهُ ، وَقِيلَ : مَذْكُورٌ ، فَقِيلَ : "
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=10إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ " [ 85 \ 10 ] وَنَحْوُهُ ، وَقِيلَ : " قُتِلَ " ، وَهَذَا نَخْتَارُهُ ، وَحُذِفَتِ اللَّامُ - أَيْ لَقُتِلَ -
[ ص: 481 ] وَحَسُنَ حَذْفُهَا كَمَا حَسُنَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=1وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا [ 91 \ 1 ] ، ثُمَّ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=9قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا [ 91 \ 9 ] ، أَيْ : لَقَدْ أَفْلَحَ ، وَيَكُونُ الْجَوَابُ دَلِيلًا عَلَى لَعْنَةِ اللَّهِ عَلَى مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ ، وَتَنْبِيهًا لِكُفَّارِ
قُرَيْشٍ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ ; لِيَفْتِنُوهُمْ عَنْ دِينِهِمْ .
وَإِذَا كَانَ " قُتِلَ " هِيَ الْجَوَابَ فَهِيَ جُمْلَةٌ خَبَرِيَّةٌ ، وَإِذَا كَانَ الْجَوَابُ غَيْرَهَا فَهِيَ جُمْلَةٌ إِنْشَائِيَّةٌ ، دُعَاءٌ عَلَيْهِمْ .
وَقُرِئَ : " قُتِّلَ " بِالتَّشْدِيدِ ، قَرَأَهَا
الْحَسَنُ وَابْنُ مِقْسَمٍ ، وَقَرَأَهَا الْجُمْهُورُ بِالتَّخْفِيفِ . اهـ .
وَالْأُخْدُودُ : جَمْعُ خَدٍّ ، وَهُوَ الشَّقُّ فِي الْأَرْضِ طَوِيلًا . وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=5النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ ، الْوَقُودُ بِالضَّمِّ وَبِالْفَتْحِ ، وَالْقِرَاءَةُ بِالْفَتْحِ كَالسَّحُورِ ، وَالْوَضُوءِ . فَبِالْفَتْحِ : مَا تُوقِدُ بِهِ كَصَبُورٍ وَالْمَاءُ الْمُتَوَضَّأُ بِهِ ، وَالطَّعَامُ الْمُتَسَحَّرُ بِهِ . وَبِالضَّمِّ : الْمَصْدَرُ وَالْفِعْلُ ، وَالْوُقُودُ بِالضَّمِّ : مَا تُوقِدُ بِهِ .
ذَكَرَ صَاحِبُ الْقَامُوسِ ، وَ "
nindex.php?page=tafseer&surano=85&ayano=5النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ " : بَدَلٌ مِنَ الْأُخْدُودِ .
وَقِيلَ فِي مَعْنَاهَا عِدَّةُ أَقْوَالٍ ، حَتَّى قَالَ
أَبُو حَيَّانَ : كَسَلْتُ عَنْ نَقْلِهَا .
وَنَقَلَ
nindex.php?page=showalam&ids=16785الْفَخْرُ الرَّازِيُّ ثَلَاثَةً مِنْهَا .
وَالْمَشْهُورُ عِنْدَ
ابْنِ كَثِيرٍ مَا رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009784 " كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مَلِكٌ ، وَكَانَ لَهُ سَاحِرٌ ، فَلَمَّا كَبِرَ السَّاحِرُ قَالَ لِلْمَلِكِ : إِنِّي قَدْ كَبِرَ سِنِّي ، وَحَضَرَ أَجَلِي ، فَادْفَعْ إِلَيَّ غُلَامًا لِأُعَلِّمَهُ السِّحْرَ ، فَدَفَعَ إِلَيْهِ غُلَامًا كَانَ يُعَلِّمُهُ السِّحْرَ ، وَكَانَ بَيْنَ السَّاحِرِ وَالْمَلِكِ رَاهِبٌ ، فَأَتَى الْغُلَامُ الرَّاهِبَ ، فَسَمِعَ مِنْ كَلَامِهِ فَأَعْجَبَهُ ، وَكَانَ إِذَا أَتَى السَّاحِرَ ضَرَبَهُ ، وَقَالَ مَا حَبَسَكَ ؟ وَإِذَا أَتَى أَهْلَهُ ضَرَبُوهُ وَقَالُوا : مَا حَبَسَكَ ؟ فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى الرَّاهِبِ ، فَقَالَ : إِذَا أَرَادَ السَّاحِرُ ضَرْبَكَ ، فَقُلْ : حَبَسَنِي أَهْلِي ، وَإِذَا أَرَادَ أَهْلُكَ أَنْ يَضْرِبُوكَ ، فَقُلْ : حَبَسَنِيَ السَّاحِرُ ، فَبَيْنَمَا هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ ، إِذْ أَتَى عَلَى دَابَّةٍ عَظِيمَةٍ فَظِيعَةٍ قَدْ حَبَسَتِ النَّاسَ ، فَلَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَجُوزُوا ، فَقَالَ : الْيَوْمَ أَعْلَمُ أَمْرَ الرَّاهِبِ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ أَمْ أَمْرَ السَّاحِرِ ؟ قَالَ : فَأَخَذَ حَجَرًا ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبَّ إِلَيْكَ وَأَرْضَى مِنْ أَمْرِ السَّاحِرِ ، فَاقْتُلْ هَذِهِ الدَّابَّةَ حَتَّى يَجُوزَ النَّاسُ ، وَرَمَاهَا فَقَتَلَهَا ، وَمَضَى النَّاسُ فَأَخْبَرَ الرَّاهِبَ بِذَلِكَ ، فَقَالَ : أَيْ بُنَيَّ ، أَنْتَ أَفْضَلُ مِنِّي ، وَإِنَّكَ سَتُبْتَلَى ، فَإِنِ ابْتُلِيتَ فَلَا [ ص: 482 ] تَدُلَّ عَلَيَّ ، فَكَانَ الْغُلَامُ يُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَسَائِرَ الْأَدْوَاءِ وَيَشْفِيهِمْ ، وَكَانَ لِلْمَلِكِ جَلِيسٌ أَعْمَى فَسَمِعَ بِهِ ، فَأَتَاهُ بِهَدَايَا كَثِيرَةٍ ، فَقَالَ : اشْفِنِي . فَقَالَ : مَا أَنَا أَشْفِي أَحَدًا ، إِنَّمَا يَشْفِي اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - فَإِنْ آمَنْتَ بِهِ دَعَوْتُ اللَّهَ فَشَفَاكَ ، فَآمَنَ ، فَدَعَا اللَّهَ فَشَفَاهُ ، ثُمَّ أَتَى الْمَلِكَ فَجَلَسَ مِنْهُ نَحْوَ مَا كَانَ يَجْلِسُ ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ : يَا فُلَانُ ، مَنْ رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ ؟ فَقَالَ : رَبِّي ، فَقَالَ : أَنَا . قَالَ : لَا ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ ، قَالَ : أَوَلَكَ رَبٌّ غَيْرِي ؟ قَالَ : نَعَمْ ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ ، فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ حَتَّى دَلَّهُ عَلَى الْغُلَامِ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : أَيْ بُنَيَّ ، بَلَغَ مِنْ سِحْرِكَ أَنْ تُبْرِئَ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ ، وَهَذِهِ الْأَدْوَاءَ ، فَقَالَ : أَمَّا أَنَا لَا أَشْفِي أَحَدًا ، إِنَّمَا يَشْفِي اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - قَالَ : أَنَا . قَالَ : لَا ، قَالَ : أَوَلَكَ رَبٌّ غَيْرِي ؟ قَالَ : رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ ، فَأَخَذَهُ أَيْضًا بِالْعَذَابِ حَتَّى دَلَّ عَلَى الرَّاهِبِ ، فَأُوتِيَ بِالرَّاهِبِ ، فَقِيلَ : ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ فَأَبَى ، فَوَضَعَ الْمِنْشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ ، وَقَالَ لِلْأَعْمَى : ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ ، فَأَبَى ، فَوَضَعَ الْمِنْشَارَ فِي مَفْرِقِهِ أَيْضًا ، وَقَالَ لِلْغُلَامِ : ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ ، فَأَبَى ، فَبَعَثَ بِهِ مَعَ نَفَرٍ إِلَى جَبَلِ كَذَا وَكَذَا ، وَقَالَ : إِذَا بَلَغْتُمْ ذُرْوَتَهُ ، فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ وَإِلَّا فَدَهْدِهُوهُ ، فَذَهَبُوا بِهِ فَلَمَّا عَلَوْا بِهِ الْجَبَلَ ، قَالَ : اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ ، فَرَجَفَ بِهِمُ الْجَبَلُ فَدُهْدِهُوا أَجْمَعُونَ ، وَجَاءَ الْغُلَامُ يَتَلَمَّسُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى الْمَلِكِ ، فَقَالَ : مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ ؟ فَقَالَ : كَفَانِيهِمُ اللَّهُ تَعَالَى ، فَبَعَثَ بِهِ نَفَرًا إِلَى الْبَحْرِ فِي قُرْقُورٍ ، فَقَالَ : إِذَا لَجَجْتُمْ بِهِ الْبَحْرَ ، فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ وَإِلَّا فَأَغْرِقُوهُ ، فَقَالَ الْغُلَامُ : اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ ، فَغَرِقُوا هُمْ ، وَجَاءَ الْغُلَامُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى الْمَلِكِ ، فَقَالَ لِلْمَلِكِ : إِنَّكَ لَسْتَ بِقَاتِلِي حَتَّى تَفْعَلَ مَا آمُرُكَ بِهِ ، قَالَ : مَا هُوَ ؟ قَالَ : تَجْمَعُ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ ، ثُمَّ تَصْلُبُنِي عَلَى جِذْعٍ ، وَتَأْخُذُ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي ، ثُمَّ قُلْ : بِسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلَامِ ، فَإِنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ ذَلِكَ قَتَلْتَنِي ، فَفَعَلَ ، وَوَضَعَ السَّهْمَ فِي قَوْسِهِ وَرَمَاهُ بِهِ فِي صُدْغِهِ ، فَوَضَعَ الْغُلَامُ يَدَهُ عَلَى مَوْضِعِ السَّهْمِ وَمَاتَ ، فَقَالَ النَّاسُ : آمَنَّا بِرَبِ الْغُلَامِ ، فَقِيلَ لِلْمَلِكِ : أَرَأَيْتَ مَا كُنْتَ تَحْذَرُ ، فَقَدْ وَاللَّهِ وَقَعَ بِكَ ، قَدْ آمَنَ النَّاسُ كُلُّهُمْ ، فَأَمَرَ بِأَفْوَاهِ السِّكَكِ ، فَخُدَّتْ فِيهَا الْأَخَادِيدُ ، وَأُضْرِمَتْ فِيهَا النِّيرَانُ ، وَقَالَ : مَنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ فَدَعُوهُ وَإِلَّا فَأَقْحِمُوهُ فِيهَا ، قَالَ : فَكَانُوا يَتَعَادَوْنَ وَيَتَدَافَعُونَ ، فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ بِابْنٍ لَهَا تُرْضِعُهُ ، فَكَأَنَّهَا تَقَاعَسَتْ أَنْ تَقَعَ فِي النَّارِ ، فَقَالَ الصَّبِيُّ : اصْبِرِي يَا أُمَّاهُ ; فَإِنَّكِ عَلَى الْحَقِّ . وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ الْغُلَامَ دُفِنَ فَوُجِدَ زَمَنَ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَيَدُهُ عَلَى صُدْغِهِ ، كُلَّمَا رُفِعَتْ خَرَجَ الدَّمُ مِنْ جُرْحِهِ ، وَإِذَا تُرِكَتْ أُعِيدَتْ عَلَى الْجُرْحِ " .
وَقَدْ سُقْنَا هَذِهِ الْقِصَّةَ ، وَهِيَ مِنْ أَمْثَلِ مَا جَاءَ فِي هَذَا الْمَعْنَى لِمَا فِيهَا مِنَ
[ ص: 483 ] الْعِبَرِ ، وَالَّتِي يُمْكِنُ أَنْ يُسْتَفَادَ مِنْهَا بَعْضُ الْأَحْكَامِ ، حَيْثُ إِنَّ
ابْنَ كَثِيرٍ ، عَزَاهَا لِلْإِمَامِ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَمُسْلِمٍ ، أَيْ لِصِحَّةِ سَنَدِهَا مَرْفُوعَةٌ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ ذَلِكَ الْآتِي :
الْأَوَّلُ : أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=25589السِّحْرَ بِالتَّعَلُّمِ كَمَا جَاءَ فِي قِصَّةِ الْمَلَكَيْنِ
بِبَابِلَ ،
هَارُوتَ وَمَارُوتَ يُعَلِّمَانِ النَّاسَ السِّحْرَ .
الثَّانِي : إِمْكَانُ اجْتِمَاعِ الْخَيْرِ مَعَ الشَّرِّ ، إِذَا كَانَ الشَّخْصُ جَاهِلًا بِحَالِ الشَّرِّ ، كَاجْتِمَاعِ الْإِيمَانِ مَعَ الرَّاهِبِ مَعَ تَعَلُّمِ السِّحْرِ مِنَ السَّاحِرِ .
ثَالِثًا :
nindex.php?page=treesubj&link=28807إِجْرَاءُ خَوَارِقِ الْعَادَاتِ عَلَى أَيْدِي دُعَاةِ الْخَيْرِ ، لِبَيَانِ الْحَقِّ ، وَالتَّثْبِيتِ فِي الْأَمْرِ ، كَمَا قَالَ الْغُلَامُ : الْيَوْمَ أَعْلَمُ أَمْرَ الرَّاهِبِ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ أَمْ أَمْرَ السَّاحِرِ ؟
الرَّابِعُ : أَنَّهُ كَانَ أَمْيَلَ بِقَلْبِهِ إِلَى أَمْرِ الرَّاهِبِ ، إِذْ قَالَ : اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبَّ إِلَيْكَ ، فَسَأَلَ عَنْ أَمْرِ الرَّاهِبِ وَلَمْ يَسَلْ عَنْ أَمْرِ السَّاحِرِ ؟
الْخَامِسُ :
nindex.php?page=treesubj&link=32109اعْتِرَافُ الْعَالِمِ بِالْفَضْلِ لِمَنْ هُوَ أَفْضَلُ مِنْهُ ، كَاعْتِرَافِ الرَّاهِبِ لِلْغُلَامِ .
السَّادِسُ :
nindex.php?page=treesubj&link=19592ابْتِلَاءُ الدُّعَاةِ إِلَى اللَّهِ وَوُجُوبُ الصَّبْرِ عَلَى ذَلِكَ ، وَتَفَاوُتُ دَرَجَاتِ النَّاسِ فِي ذَلِكَ .
السَّابِعُ : إِسْنَادُ الْفِعْلِ كُلِّهِ لِلَّهِ ، إِنَّمَا يَشْفِي اللَّهُ .
الثَّامِنُ : رَفْضُ الدَّاعِي إِلَى اللَّهِ الْأَجْرَ عَلَى عَمَلِهِ وَهِدَايَتِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=90قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ [ 6 \ 90 ] .
التَّاسِعُ : بَيَانُ رُكْنٍ أَصِيلٍ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28702قَضِيَّةِ التَّوَسُّلِ ، وَهُوَ أَنَّ مَبْنَاهُ عَلَى الْإِيمَانِ بِاللَّهِ ، ثُمَّ الدُّعَاءِ وَسُؤَالِ اللَّهِ تَعَالَى .
الْعَاشِرُ : غَبَاوَةُ الْمَلِكِ الْمُشْرِكِ الْمُغْلَقِ قَلْبُهُ بِظَلَامِ الشِّرْكِ ، حَيْثُ ظَنَّ فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ الَّذِي شَفَى جَلِيسَهُ . وَهُوَ لَمْ يَفْعَلْ لَهُ شَيْئًا ، وَكَيْفَ يَكُونُ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ ؟
الْحَادِيَ عَشَرَ : اللُّجُوءُ إِلَى الْعُنْفِ وَالْبَطْشِ عِنْدَ الْعَجْزِ عَنِ الْإِقْنَاعِ وَالْإِفْهَامِ أُسْلُوبُ الْجَهَلَةِ وَالْجَبَابِرَةِ .
الثَّانِيَ عَشَرَ : مُنْتَهَى الْقَسْوَةِ وَالْغِلْظَةِ فِي نَشْرِ الْإِنْسَانِ ، بِدُونِ هَوَادَةٍ .
[ ص: 484 ] الثَّالِثَ عَشَرَ : مُنْتَهَى
nindex.php?page=treesubj&link=19594الصَّبْرِ وَعَدَمِ الرُّجُوعِ عَنِ الدِّينِ ، وَهَكَذَا كَانَ فِي الْأُمَمِ الْأُولَى ، وَبَيَانُ
nindex.php?page=treesubj&link=30231فَضْلِ اللَّهِ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ ، إِذْ جَازَ لَهَا التَّلَفُّظُ بِمَا يُخَالِفُ عَقِيدَتَهَا وَقَلْبُهَا مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ .
وَقَدْ جَاءَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=16785الْفَخْرِ الرَّازِيِّ قَوْلُهُ :
الْآيَةُ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُكْرَهَ عَلَى الْكُفْرِ بِالْإِهْلَاكِ الْعَظِيمِ الْأَوْلَى بِهِ أَنْ يَصْبِرَ عَلَى مَا خُوِّفَ مِنْهُ ، وَأَنَّ إِظْهَارَ كَلِمَةِ الْكُفْرِ كَالرُّخْصَةِ فِي ذَلِكَ ، وَقَالَ : وَرَوَى
الْحَسَنُ nindex.php?page=hadith&LINKID=1009785أَنَّ مُسَيْلِمَةَ أَخَذَ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ لِأَحَدِهِمَا : تَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، فَتَرَكَهُ ، وَقَالَ لِلْآخَرِ مِثْلَهُ ، فَقَالَ : لَا ، بَلْ أَنْتَ كَذَّابٌ ، فَقَتَلَهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " أَمَّا الَّذِي تَرَكَ فَأَخَذَ بِالرُّخْصَةِ فَلَا تَبِعَةَ عَلَيْهِ ، وَأَمَّا الَّذِي قُتِلَ فَأَخَذَ بِالْأَفْضَلِ فَهَنِيئًا لَهُ " .
وَتَقَدَّمَ بَحْثُ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ لِلشَّيْخِ - رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْنَا وَعَلَيْهِ - .
الرَّابِعَ عَشَرَ : إِجَابَةُ دَعْوَةِ الْغُلَامِ وَنُصْرَةُ اللَّهِ لِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ : اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ .
الْخَامِسَ عَشَرَ :
nindex.php?page=treesubj&link=19592التَّضْحِيَةُ بِالنَّفْسِ فِي سَبِيلِ نَشْرِ الدَّعْوَةِ ، حَيْثُ دَلَّ الْغُلَامُ الْمَلِكَ عَلَى الطَّرِيقَةِ الَّتِي يَتَمَكَّنُ الْغُلَامُ بِهَا مِنْ إِقْنَاعِ النَّاسِ بِالْإِيمَانِ بِاللَّهِ ، وَلَوْ كَانَ الْوُصُولُ لِذَلِكَ عَلَى حَيَاتِهِ هُوَ .
السَّادِسَ عَشَرَ : إِبْقَاءُ جِسْمِهِ حَتَّى زَمَنِ
عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - إِكْرَامًا لِأَوْلِيَاءِ اللَّهِ وَالدُّعَاةِ مِنْ أَنْ تَأْكُلَ الْأَرْضُ أَجْسَامَهُمْ .
السَّابِعَ عَشَرَ : إِثْبَاتُ دَلَالَةِ الْقُدْرَةِ عَلَى الْبَعْثِ .
الثَّامِنَ عَشَرَ : حَيَاةُ الشُّهَدَاءِ لِوُجُودِ الدَّمِ وَعَوْدَةِ الْيَدِ مَكَانَهَا بِحَرَكَةٍ مَقْصُودَةٍ .
التَّاسِعَ عَشَرَ : مَعْرِفَةُ تِلْكَ الْقِصَّةِ عِنْدَ
أَهْلِ مَكَّةَ حَيْثُ حُدِّثُوا بِهَا تَخْوِيفًا مِنْ عَوَاقِبِ أَفْعَالِهِمْ بِضَعَفَةِ الْمُؤْمِنِينَ ، كَمَا هُوَ مُوَضَّحٌ فِي تَمَامِ الْقِصَّةِ .
الْعِشْرُونَ : نُطْقُ الصَّبِيِّ الرَّضِيعِ بِالْحَقِّ .