المسألة الثانية : قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29067_28657باسم ربك ، أي اقرأ باسم ربك منشئا ومبتدئا القراءة باسم ربك ، وقد تكلم المفسرون على الباء أهي صلة ، ويكون اقرأ اسم ربك ، أي قل باسم الله ، كما في أوائل السور .
وقيل : الباء بمعنى على ، أي على اسم ربك ، وعليه : فالمقروء محذوف .
والذي يظهر والله تعالى أعلم أن قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1باسم ربك أي أن ما تقرؤه هو من ربك ، وتبلغه للناس باسم ربك ، وأنت مبلغ عن ربك على حد قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=3وما ينطق عن الهوى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=4إن هو إلا وحي يوحى [ 53 \ 3 - 4 ] .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=99ما على الرسول إلا البلاغ [ 5 \ 99 ] ، أي : عن الله تعالى .
وكقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=64وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله [ 4 \ 64 ] .
ونظير هذا في الأعراف الحاضرة خطاب الحكم ، أو ما يسمى خطاب العرش ، حينما يقول ملقيه باسم الملك ، أو باسم الأمة ، أو باسم الشعب ، على حسب نظام الدولة ، أي باسم السلطة التي منها مصدر التشريع والتوجيه السياسي .
وهنا باسم الله ، باسم ربك ، وصفة ربك هنا لها مدلول الربوبية الذي ينبه العبد إلى ما أولاه الله إياه من التربية والرعاية والعناية ، إذ الرب يفعل لعبده ما يصلحه ، ومن كمال إصلاحه أن يرسل إليه من يقرأ عليه وحيه بخبري الدنيا والآخرة ، وفي إضافته إلى المخاطب إيناس له .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29067_28657بِاسْمِ رَبِّكَ ، أَيِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ مُنْشِئًا وَمُبْتَدِئًا الْقِرَاءَةَ بِاسْمِ رَبِّكَ ، وَقَدْ تَكَلَّمَ الْمُفَسِّرُونَ عَلَى الْبَاءِ أَهِيَ صِلَةٌ ، وَيَكُونُ اقْرَأِ اسْمَ رَبِّكَ ، أَيْ قُلْ بِاسْمِ اللَّهِ ، كَمَا فِي أَوَائِلِ السُّوَرِ .
وَقِيلَ : الْبَاءُ بِمَعْنَى عَلَى ، أَيْ عَلَى اسْمِ رَبِّكَ ، وَعَلَيْهِ : فَالْمَقْرُوءُ مَحْذُوفٌ .
وَالَّذِي يَظْهَرُ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ أَنَّ قَوْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=1بِاسْمِ رَبِّكَ أَيْ أَنَّ مَا تَقْرَؤُهُ هُوَ مِنْ رَبِّكَ ، وَتُبَلِّغُهُ لِلنَّاسِ بِاسْمِ رَبِّكَ ، وَأَنْتَ مُبَلِّغٌ عَنْ رَبِّكَ عَلَى حَدِّ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=3وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=4إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [ 53 \ 3 - 4 ] .
وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=99مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ [ 5 \ 99 ] ، أَيْ : عَنِ اللَّهِ تَعَالَى .
وَكَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=64وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ [ 4 \ 64 ] .
وَنَظِيرُ هَذَا فِي الْأَعْرَافِ الْحَاضِرَةِ خِطَابُ الْحُكْمِ ، أَوْ مَا يُسَمَّى خِطَابَ الْعَرْشِ ، حِينَمَا يَقُولُ مُلْقِيهِ بِاسْمِ الْمَلِكِ ، أَوْ بِاسْمِ الْأُمَّةِ ، أَوْ بِاسْمِ الشَّعْبِ ، عَلَى حَسَبِ نِظَامِ الدَّوْلَةِ ، أَيْ بَاسِمِ السُّلْطَةِ الَّتِي مِنْهَا مَصْدَرُ التَّشْرِيعِ وَالتَّوْجِيهِ السِّيَاسِيِّ .
وَهُنَا بَاسِمِ اللَّهِ ، بِاسْمِ رَبِّكَ ، وَصِفَةُ رَبِّكَ هُنَا لَهَا مَدْلُولُ الرُّبُوبِيَّةِ الَّذِي يُنَبِّهُ الْعَبْدَ إِلَى مَا أَوْلَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ مِنَ التَّرْبِيَةِ وَالرِّعَايَةِ وَالْعِنَايَةِ ، إِذِ الرَّبُّ يَفْعَلُ لِعَبْدِهِ مَا يُصْلِحُهُ ، وَمِنْ كَمَالِ إِصْلَاحِهِ أَنْ يُرْسِلَ إِلَيْهِ مَنْ يَقْرَأُ عَلَيْهِ وَحْيَهُ بِخَبَرَيِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَفِي إِضَافَتِهِ إِلَى الْمُخَاطَبِ إِينَاسٌ لَهُ .