والتاسعة : بيان لهذا الإجمال حيث لم يبين ما الذي علمه بالقلم . فقال : علم الإنسان ما لم يعلم ، وهذا مشاهد ملموس في أشخاصهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=78والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا [ 16 \ 78 ] .
فالله الذي علم الإنسان ما لم يعلم ، وكل ما تعلمه الإنسان فهو من الله
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=4تعلمونهن مما علمكم الله [ 5 \ 4 ] ، وهل الرسالة والنبوة إلا تعليم الرسول ما لم يكن يعلم ؟ وبهذا تم إقامة
nindex.php?page=treesubj&link=29629الدليل على صحة النبوة ، أي الرسالة والرسول والمرسل ، وهي أسس الدعوة والبعثة الجديدة .
وقد اشتهر عند الناس أنه نبئ بـ " اقرأ " وأرسل بـ " المدثر " ولكن في
[ ص: 18 ] نفس هذه السورة معنى الرسالة ، لما قدمنا من أن القراءة باسم ربك ، إشعار بأنه مرسل من ربه إلى من يقرأ عليهم ، ففيها إثبات الرسالة من أول بدء الوحي .
وَالتَّاسِعَةُ : بَيَانٌ لِهَذَا الْإِجْمَالِ حَيْثُ لَمْ يُبَيِّنْ مَا الَّذِي عَلَّمَهُ بِالْقَلَمِ . فَقَالَ : عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ، وَهَذَا مُشَاهَدٌ مَلْمُوسٌ فِي أَشْخَاصِهِمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=78وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا [ 16 \ 78 ] .
فَاللَّهُ الَّذِي عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ، وَكُلُّ مَا تَعَلَّمَهُ الْإِنْسَانُ فَهُوَ مِنَ اللَّهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=4تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ [ 5 \ 4 ] ، وَهَلِ الرِّسَالَةُ وَالنُّبُوَّةُ إِلَّا تَعْلِيمُ الرَّسُولِ مَا لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ ؟ وَبِهَذَا تَمَّ إِقَامَةُ
nindex.php?page=treesubj&link=29629الدَّلِيلِ عَلَى صِحَّةِ النُّبُوَّةِ ، أَيِ الرِّسَالَةِ وَالرَّسُولِ وَالْمُرْسَلِ ، وَهِيَ أُسُسُ الدَّعْوَةِ وَالْبَعْثَةِ الْجَدِيدَةِ .
وَقَدِ اشْتُهِرَ عِنْدَ النَّاسِ أَنَّهُ نُبِّئَ بِـ " اقْرَأْ " وَأُرْسِلَ بِـ " الْمُدَّثِّرِ " وَلَكِنْ فِي
[ ص: 18 ] نَفْسِ هَذِهِ السُّورَةِ مَعْنَى الرِّسَالَةِ ، لِمَا قَدَّمْنَا مِنْ أَنَّ الْقِرَاءَةَ بِاسْمِ رَبِّكَ ، إِشْعَارٌ بِأَنَّهُ مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ إِلَى مَنْ يَقْرَأُ عَلَيْهِمْ ، فَفِيهَا إِثْبَاتُ الرِّسَالَةِ مِنْ أَوَّلِ بَدْءِ الْوَحْيِ .