[ ص: 103 ] بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الفيل
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=105&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=29076_29258وأرسل عليهم طيرا أبابيل nindex.php?page=tafseer&surano=105&ayano=4ترميهم بحجارة من سجيل .
اختلف في معنى السجيل هنا .
فقال قوم : هو السجين ، أبدلت النون لاما ، والسجين النار .
وقيل : إن السجيل من السجل ، كأنه علم للديوان الذي كتب فيه عذاب الكفار ، كما أن سجينا لديوان أعمالهم واشتقاقه من الإسجال وهو الإرسال ، ومنه السجل الدلو المملوء ماء ، وهي حجارة مرسلة لقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=105&ayano=3وأرسل عليهم طيرا أبابيل .
وقوله : إن سجينا ، عن الديوان أعمالهم ، يعني قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=7كلا إن كتاب الفجار لفي سجين [ 83 \ 7 ] .
وقيل : معنى سجيل ستك وطين ، يعني بعض حجر وبعض طين .
وقيل : معناه الشديد .
وقيل : السجيل اسم لسماء الدنيا .
وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه ، ترجيح أنها من طين شديد القوة .
وهذا ما يشهد له القرآن لما في سورة الذاريات :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=32قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=33لنرسل عليهم حجارة من طين nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=34مسومة عند ربك للمسرفين [ 51 \ 32 - 34 ] فنص على أنها من طين .
والحجارة من الطين : هي الآجر وهو الطين المطبوخ حتى يتحجر .
وجاء النص الآخر أنها من سجيل منضوض في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=82فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود [ 11 \ 82 ]
[ ص: 104 ]
وقيل فيها : كالحمصة والعدسة ، والضمير في عليهم راجع لأصحاب الفيل ، وقصتهم طويلة مشهورة .
[ ص: 103 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
سُورَةُ الْفِيل
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=105&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=29076_29258وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ nindex.php?page=tafseer&surano=105&ayano=4تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ .
اخْتُلِفَ فِي مَعْنَى السِّجِّيلِ هُنَا .
فَقَالَ قَوْمٌ : هُوَ السِّجِّينُ ، أَبُدِلَتِ النُّونُ لَامًا ، وَالسِّجِّينُ النَّارُ .
وَقِيلَ : إِنَّ السِّجِّيلَ مِنَ السِّجِّلِّ ، كَأَنَّهُ عَلَمٌ لِلدِّيوَانِ الَّذِي كُتِبَ فِيهِ عَذَابُ الْكُفَّارِ ، كَمَا أَنَّ سِجِّينًا لِدِيوَانِ أَعْمَالِهِمْ وَاشْتِقَاقِهِ مِنَ الْإِسْجَالِ وَهُوَ الْإِرْسَالُ ، وَمِنْهُ السِّجِّلُّ الدَّلْوُ الْمَمْلُوءُ مَاءً ، وَهِيَ حِجَارَةٌ مُرْسَلَةٌ لِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=105&ayano=3وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ .
وَقَوْلُهُ : إِنَّ سِجِّينًا ، عَنِ الدِّيوَانِ أَعْمَالُهُمْ ، يَعْنِي قَوْلَهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=7كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ [ 83 \ 7 ] .
وَقِيلَ : مَعْنَى سِجِّيلٍ سِتْكٌ وَطِينٌ ، يَعْنِي بَعْضَ حَجَرٍ وَبَعْضَ طِينٍ .
وَقِيلَ : مَعْنَاهُ الشَّدِيدُ .
وَقِيلَ : السِّجِّيلُ اسْمٌ لِسَمَاءِ الدُّنْيَا .
وَتَقَدَّمَ لِلشِّيخِ رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْنَا وَعَلَيْهِ ، تَرْجِيحُ أَنَّهَا مِنْ طِينٍ شَدِيدِ الْقُوَّةِ .
وَهَذَا مَا يَشْهَدُ لَهُ الْقُرْآنُ لِمَا فِي سُورَةِ الذَّارِيَاتِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=32قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=33لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=34مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ [ 51 \ 32 - 34 ] فَنَصَّ عَلَى أَنَّهَا مِنْ طِينٍ .
وَالْحِجَارَةُ مِنَ الطِّينِ : هِيَ الْآجُرُّ وَهُوَ الطِّينُ الْمَطْبُوخُ حَتَّى يَتَحَجَّرَ .
وَجَاءَ النَّصُّ الْآخَرُ أَنَّهَا مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُوضٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=82فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ [ 11 \ 82 ]
[ ص: 104 ]
وَقِيلَ فِيهَا : كَالْحِمِّصَةِ وَالْعَدَسَةِ ، وَالضَّمِيرُ فِي عَلَيْهِمْ رَاجِعٌ لِأَصْحَابِ الْفِيلِ ، وَقِصَّتُهُمْ طَوِيلَةٌ مَشْهُورَةٌ .