قوله تعالى :
nindex.php?page=treesubj&link=28973_32238nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=2لا ريب فيه .
هذه نكرة في سياق النفي ركبت مع " لا " ، فبنيت على الفتح .
والنكرة إذا كانت كذلك فهي نص في العموم ، كما تقرر في علم الأصول و " لا " هذه التي هي نص في العموم هي المعروفة عند النحويين : " لا " التي لنفي الجنس ، أما " لا " العاملة عمل ليس فهي ظاهرة في العموم لا نص فيه ، وعليه فالآية نص في نفي كل فرد من أفراد الريب عن هذا القرءان العظيم ، وقد جاء في آيات أخر ما يدل على وجود الريب فيه لبعض من الناس ، كالكفار الشاكين كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=23وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا [ 2 ] .
وكقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=45وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون [ 9 45 ] .
وكقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=9بل هم في شك يلعبون [ 44 \ 9 ] .
ووجه الجمع في ذلك أن القرءان بالغ من وضوح الأدلة وظهور المعجزة ما ينفي تطرق أي ريب إليه ، وريب الكفار فيه إنما هو لعمى بصائرهم ، كما بينه بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=19أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى [ 13 \ 19 ] ، فصرح بأن من لا يعلم أنه الحق أن ذلك إنما جاءه من قبل عماه ، ومعلوم أن عدم رؤية الأعمى للشمس لا ينافي كونها لا ريب فيها لظهورها :
إذا لم يكن للمرء عين صحيحة فلا غرو أن يرتاب والصبح مسفر
وأجاب بعض العلماء : بأن قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=2لا ريب فيه خبر أريد به الإنشاء ، أي : لا ترتابوا فيه ، وعليه فلا إشكال .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=treesubj&link=28973_32238nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=2لَا رَيْبَ فِيهِ .
هَذِهِ نَكِرَةٌ فِي سِيَاقِ النَّفْيِ رُكِّبَتْ مَعَ " لَا " ، فَبُنِيَتْ عَلَى الْفَتْحِ .
وَالنَّكِرَةُ إِذَا كَانَتْ كَذَلِكَ فَهِيَ نَصٌّ فِي الْعُمُومِ ، كَمَا تَقَرَّرَ فِي عِلْمِ الْأُصُولِ وَ " لَا " هَذِهِ الَّتِي هِيَ نَصٌّ فِي الْعُمُومِ هِيَ الْمَعْرُوفَةُ عِنْدَ النَّحْوِيِّينَ : " لَا " الَّتِي لِنَفْيِ الْجِنْسِ ، أَمَّا " لَا " الْعَامِلَةُ عَمَلَ لَيْسَ فَهِيَ ظَاهِرَةٌ فِي الْعُمُومِ لَا نَصٌّ فِيهِ ، وَعَلَيْهِ فَالْآيَةُ نَصٌّ فِي نَفْيِ كُلِّ فَرْدٍ مِنْ أَفْرَادِ الرَّيْبِ عَنْ هَذَا الْقُرْءَانِ الْعَظِيمِ ، وَقَدْ جَاءَ فِي آيَاتٍ أُخَرَ مَا يَدُلُّ عَلَى وُجُودِ الرَّيْبِ فِيهِ لِبَعْضٍ مِنَ النَّاسِ ، كَالْكُفَّارِ الشَّاكِّينَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=23وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا [ 2 ] .
وَكَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=45وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ [ 9 45 ] .
وَكَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=9بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ [ 44 \ 9 ] .
وَوَجْهُ الْجَمْعِ فِي ذَلِكَ أَنَّ الْقُرْءَانَ بَالَغَ مِنْ وُضُوحِ الْأَدِلَّةِ وَظُهُورِ الْمُعْجِزَةِ مَا يَنْفِي تَطَرُّقَ أَيِّ رَيْبٍ إِلَيْهِ ، وَرَيْبُ الْكُفَّارِ فِيهِ إِنَّمَا هُوَ لِعَمَى بَصَائِرِهِمْ ، كَمَا بَيَّنَهُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=19أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى [ 13 \ 19 ] ، فَصَرَّحَ بِأَنَّ مَنْ لَا يَعْلَمُ أَنَّهُ الْحَقُّ أَنَّ ذَلِكَ إِنَّمَا جَاءَهُ مِنْ قِبَلِ عَمَاهُ ، وَمَعْلُومٌ أَنَّ عَدَمَ رُؤْيَةِ الْأَعْمَى لِلشَّمْسِ لَا يُنَافِي كَوْنَهَا لَا رَيْبَ فِيهَا لِظُهُورِهَا :
إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلْمَرْءِ عَيْنٌ صَحِيحَةٌ فَلَا غَرْوَ أَنْ يَرْتَابَ وَالصُّبْحُ مُسْفِرٌ
وَأَجَابَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ : بِأَنَّ قَوْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=2لَا رَيْبَ فِيهِ خَبَرٌ أُرِيدَ بِهِ الْإِنْشَاءُ ، أَيْ : لَا تَرْتَابُوا فِيهِ ، وَعَلَيْهِ فَلَا إِشْكَالَ .