قوله تعالى :
nindex.php?page=treesubj&link=28973_30336nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=46الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم .
[ ص: 210 ] هذه الآية تدل بظاهرها على أن الظن يكفي في أمور المعاد ، وقد جاءت آيات أخر تدل على خلاف ذلك كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=36إن الظن لا يغني من الحق شيئا [ 10 \ 36 ] وكقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=24إن هم إلا يظنون [ 2 \ 78 ] ووجه الجمع أن الظن بمعنى اليقين والعرب تطلق الظن بمعنى اليقين ومعنى الشك ، وإتيان الظن بمعنى اليقين كثير في القرءان وفي كلام العرب . فمن أمثلته في القرءان هذه الآية ، وقوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249قال الذين يظنون أنهم ملاقو الله كم من فئة قليلة . . . . . . الآية [ 2 \ 249 ] ، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=53ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها [ 18 \ 53 ] ، أي أيقنوا ، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=20إني ظننت أني ملاق حسابيه [ 69 \ 20 ] ، أي أيقنت .
ونظيره من كلام العرب قول
عميرة بن طارق :
بأن تغتروا قومي وأقعد فيكم وأجعل مني الظن غيبا مرجما
أي أجعل مني اليقين غيبا .
وقول
دريد بن الصمة :
فقلت لهم ظنوا بألفي مدجج سراتهم في الفارسي المسرد
فقوله : ظنوا أي أيقنوا .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=treesubj&link=28973_30336nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=46الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ .
[ ص: 210 ] هَذِهِ الْآيَةُ تَدُلُّ بِظَاهِرِهَا عَلَى أَنَّ الظَّنَّ يَكْفِي فِي أُمُورِ الْمَعَادِ ، وَقَدْ جَاءَتْ آيَاتٌ أُخَرُ تَدُلُّ عَلَى خِلَافِ ذَلِكَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=36إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا [ 10 \ 36 ] وَكَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=24إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ [ 2 \ 78 ] وَوَجْهُ الْجَمْعِ أَنَّ الظَّنَّ بِمَعْنَى الْيَقِينِ وَالْعَرَبُ تُطْلِقُ الظَّنَّ بِمَعْنَى الْيَقِينِ وَمَعْنَى الشَّكِّ ، وَإِتْيَانُ الظَّنِّ بِمَعْنَى الْيَقِينِ كَثِيرٌ فِي الْقُرْءَانِ وَفِي كَلَامِ الْعَرَبِ . فَمِنْ أَمْثِلَتِهِ فِي الْقُرْءَانِ هَذِهِ الْآيَةُ ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ . . . . . . الْآيَةَ [ 2 \ 249 ] ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=53وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا [ 18 \ 53 ] ، أَيْ أَيْقَنُوا ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=20إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ [ 69 \ 20 ] ، أَيْ أَيْقَنْتُ .
وَنَظِيرُهُ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ قَوْلُ
عُمَيْرَةَ بْنِ طَارِقٍ :
بِأَنْ تَغْتَرُوا قَوْمِي وَأَقْعُدَ فِيكُمُ وَأَجْعَلَ مِنِّي الظَّنَّ غَيْبًا مُرَجَّمَا
أَيْ أَجْعَلُ مِنِّي الْيَقِينَ غَيْبًا .
وَقَوْلُ
دُرَيْدِ بْنِ الصِّمَّةِ :
فَقُلْتُ لَهُمْ ظُنُّوا بِأَلْفَيْ مُدَجَّجٍ سَرَاتُهُمُ فِي الْفَارِسِيِّ الْمُسَرَّدِ
فَقَوْلُهُ : ظُنُّوا أَيْ أَيْقِنُوا .