nindex.php?page=treesubj&link=28974_30773قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=124إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة .
هذه الآية تدل على أن المدد من الملائكة يوم
بدر من ثلاثة آلاف إلى خمسة آلاف ، وقد ذكر تعالى في سورة " الأنفال " أن هذا المدد ألف بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=9إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة [ 8 9 ] .
والجواب عن هذا من وجهين :
الأول : أنه وعدهم بألف أولا ثم صارت ثلاثة آلاف ثم صارت خمسة ، كما في هذه الآية .
الوجه الثاني : أن آية " الأنفال " لم تقتصر على الألف بل أشارت إلى الزيادة المذكورة في " آل عمران " ولا سيما في قراءة
نافع : " بألف من الملائكة مردفين " [ 8 \ 9 ] ، بفتح الدال على صيغة المفعول لأن معنى " مردفين " متبوعين بغيرهم ، وهذا هو الحق .
وأما على من قال : إن المدد المذكور في " آل عمران " في يوم
أحد ، والمذكور
[ ص: 344 ] في " الأنفال " في يوم
بدر ، فلا إشكال على قوله ، إلا في أن غزوة
أحد لم يأت فيها مدد من الملائكة .
والجواب : أن إتيان المدد فيها على القول به مشروط بالصبر والتقوى في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=125بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم الآية [ 3 \ 125 ] ، ولما لم يصبروا ويتقوا لم يأت المدد ، وهذا قول
مجاهد وعكرمة والضحاك nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري nindex.php?page=showalam&ids=17177وموسى بن عقبة وغيرهم ، قاله
ابن كثير .
nindex.php?page=treesubj&link=28974_30773قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=124إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ .
هَذِهِ الْآيَةُ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمَدَدَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ يَوْمَ
بَدْرٍ مِنْ ثَلَاثَةِ آلَافٍ إِلَى خَمْسَةِ آلَافٍ ، وَقَدْ ذَكَرَ تَعَالَى فِي سُورَةِ " الْأَنْفَالِ " أَنَّ هَذَا الْمَدَدَ أَلْفٌ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=9إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ [ 8 9 ] .
وَالْجَوَابُ عَنْ هَذَا مِنْ وَجْهَيْنِ :
الْأَوَّلُ : أَنَّهُ وَعَدَهُمْ بِأَلْفٍ أَوَّلًا ثُمَّ صَارَتْ ثَلَاثَةَ آلَافٍ ثُمَّ صَارَتْ خَمْسَةً ، كَمَا فِي هَذِهِ الْآيَةِ .
الْوَجْهُ الثَّانِي : أَنَّ آيَةَ " الْأَنْفَالِ " لَمْ تَقْتَصِرْ عَلَى الْأَلْفِ بَلْ أَشَارَتْ إِلَى الزِّيَادَةِ الْمَذْكُورَةِ فِي " آلِ عِمْرَانَ " وَلَا سِيَّمَا فِي قِرَاءَةِ
نَافِعٍ : " بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدَفِينَ " [ 8 \ 9 ] ، بِفَتْحِ الدَّالِ عَلَى صِيغَةِ الْمَفْعُولِ لِأَنَّ مَعْنَى " مُرْدَفِينَ " مَتْبُوعِينَ بِغَيْرِهِمْ ، وَهَذَا هُوَ الْحَقُّ .
وَأَمَّا عَلَى مَنْ قَالَ : إِنَّ الْمَدَدَ الْمَذْكُورَ فِي " آلِ عِمْرَانَ " فِي يَوْمِ
أُحُدٍ ، وَالْمَذْكُورَ
[ ص: 344 ] فِي " الْأَنْفَالِ " فِي يَوْمِ
بَدْرٍ ، فَلَا إِشْكَالَ عَلَى قَوْلِهِ ، إِلَّا فِي أَنَّ غَزْوَةَ
أُحُدٍ لَمْ يَأْتِ فِيهَا مَدَدٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ .
وَالْجَوَابُ : أَنَّ إِتْيَانَ الْمَدَدِ فِيهَا عَلَى الْقَوْلِ بِهِ مَشْرُوطٌ بِالصَّبْرِ وَالتَّقْوَى فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=125بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ الْآيَةَ [ 3 \ 125 ] ، وَلَمَّا لَمْ يَصْبِرُوا وَيَتَّقُوا لَمْ يَأْتِ الْمَدَدُ ، وَهَذَا قَوْلُ
مُجَاهِدٍ وَعِكْرِمَةَ وَالضَّحَّاكِ nindex.php?page=showalam&ids=12300وَالزُّهْرِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=17177وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَغَيْرِهِمْ ، قَالَهُ
ابْنُ كَثِيرٍ .