قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=109يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب [ ص: 275 ] هذه الآية يفهم منها أن
nindex.php?page=treesubj&link=31037الرسل لا يشهدون يوم القيامة ، على أممهم .
وقد جاء في آيات أخر ما يدل على أنهم يشهدون على أممهم كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=41فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا [ 4 \ 41 ] .
وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=89ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء [ 16 \ 89 ] .
والجواب من ثلاثة أوجه :
الأول : وهو اختيار
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، وقال فيه
ابن كثير : لا شك أنه حسن ، أن المعنى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=109لا علم لنا إلا علم أنت أعلم به منا ، فلا علم لنا بالنسبة إلى علمك المحيط بكل شيء ، فنحن وإن عرفنا من أجابنا فإنما نعرف الظواهر ولا علم لنا بالبواطن ، وأنت المطلع على السرائر وما تخفي الضمائر فعلمنا بالنسبة إلى علمك كلا علم .
الثاني : وبه قال
مجاهد والسدي nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن البصري ، كما نقله عنهم
ابن كثير وغيره أنهم قالوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=109لا علم لنا لما اعتراهم من
nindex.php?page=treesubj&link=30296شدة هول يوم القيامة ، ثم زال ذلك عنهم فشهدوا على أممهم .
والثالث : وهو أضعفها ، أن معنى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=109ماذا أجبتم ، ماذا عملوا بعدكم ؟ وما أحدثوا بعدكم ؟
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=109قالوا لا علم لنا . ذكر
ابن كثير وغيره هذا القول ، ولا يخفى بعده عن ظاهر القرآن .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=109يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ [ ص: 275 ] هَذِهِ الْآيَةُ يُفْهَمُ مِنْهَا أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=31037الرُّسُلَ لَا يَشْهَدُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، عَلَى أُمَمِهِمْ .
وَقَدْ جَاءَ فِي آيَاتٍ أُخَرَ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُمْ يَشْهَدُونَ عَلَى أُمَمِهِمْ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=41فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا [ 4 \ 41 ] .
وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=89وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ [ 16 \ 89 ] .
وَالْجَوَابُ مِنْ ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ :
الْأَوَّلُ : وَهُوَ اخْتِيَارُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنِ جَرِيرٍ ، وَقَالَ فِيهِ
ابْنُ كَثِيرٍ : لَا شَكَّ أَنَّهُ حَسَنٌ ، أَنَّ الْمَعْنَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=109لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا عِلْمَ أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنَّا ، فَلَا عِلْمَ لَنَا بِالنِّسْبَةِ إِلَى عِلْمِكَ الْمُحِيطِ بِكُلِّ شَيْءٍ ، فَنَحْنُ وَإِنْ عَرَفْنَا مَنْ أَجَابَنَا فَإِنَّمَا نَعْرِفُ الظَّوَاهِرَ وَلَا عِلْمَ لَنَا بِالْبَوَاطِنِ ، وَأَنْتَ الْمُطَّلِعُ عَلَى السَّرَائِرِ وَمَا تُخْفِي الضَّمَائِرُ فَعِلْمُنَا بِالنِّسْبَةِ إِلَى عِلْمِكَ كَلَا عِلْمٍ .
الثَّانِي : وَبِهِ قَالَ
مُجَاهِدٌ وَالسُّدِّيُّ nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ ، كَمَا نَقَلَهُ عَنْهُمُ
ابْنُ كَثِيرٍ وَغَيْرُهُ أَنَّهُمْ قَالُوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=109لَا عِلْمَ لَنَا لِمَا اعْتَرَاهُمْ مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=30296شِدَّةِ هَوْلِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، ثُمَّ زَالَ ذَلِكَ عَنْهُمْ فَشَهِدُوا عَلَى أُمَمِهِمْ .
وَالثَّالِثُ : وَهُوَ أَضْعَفُهَا ، أَنَّ مَعْنَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=109مَاذَا أُجِبْتُمْ ، مَاذَا عَمِلُوا بَعْدَكُمْ ؟ وَمَا أَحْدَثُوا بَعْدَكُمْ ؟
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=109قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا . ذَكَرَ
ابْنُ كَثِيرٍ وَغَيْرُهُ هَذَا الْقَوْلَ ، وَلَا يَخْفَى بُعْدُهُ عَنْ ظَاهِرِ الْقُرْآنِ .