[ ص: 458 ] بسم الله الرحمن الرحيم
سورة العلق
nindex.php?page=treesubj&link=29067_30525قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=16ناصية كاذبة خاطئة الآية .
أسند الكذب في هذه الآية الكريمة إلى ناصية هذا الكافر ، وهي مقدم شعر رأسه ، مع أنه أسنده في آيات كثيرة إلى غير الناصية كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=105إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون [ 16 \ 105 ] .
والجواب ظاهر ، وهو أنه هنا أطلق الناصية ، وأراد صاحبها على عادة العرب في إطلاق البعض وإرادة الكل ، وهو كثير في كلام العرب ، وفي القرءان ، فمن أمثلته في القرءان هذه الآية الكريمة ، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تبت يدا أبي لهب [ 111 ] ، يعني
أبا لهب ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=182ذلك بما قدمت أيديكم [ 3 \ 182 ] يعني بما قدمتم . ومن ذلك تسمية العرب الرقيب عينا ، وقوله : " خاطئة " ، ، لا يعارضه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=5وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به [ 33 \ 5 ] ، لأن الخاطئ هو فاعل الخطيئة أو الخطء بكسر الخاء ، وكلاهما الذنب ، كما بينه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=25مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا [ 71 \ 25 ] . وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=31إن قتلهم كان خطئا كبيرا [ 17 \ 31 ] .
فالخاطئ المذنب عمدا ، والمخطئ من صدر منه الفعل من غير قصد ، فهو معذور .
[ ص: 458 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سُورَةُ الْعَلَقِ
nindex.php?page=treesubj&link=29067_30525قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=16نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ الْآيَةَ .
أَسْنَدَ الْكَذِبَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ إِلَى نَاصِيَةِ هَذَا الْكَافِرِ ، وَهِيَ مُقَدَّمُ شَعْرِ رَأْسِهِ ، مَعَ أَنَّهُ أَسْنَدَهُ فِي آيَاتٍ كَثِيرَةٍ إِلَى غَيْرِ النَّاصِيَةِ كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=105إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ [ 16 \ 105 ] .
وَالْجَوَابُ ظَاهِرٌ ، وَهُوَ أَنَّهُ هُنَا أَطْلَقَ النَّاصِيَةَ ، وَأَرَادَ صَاحِبَهَا عَلَى عَادَةِ الْعَرَبِ فِي إِطْلَاقِ الْبَعْضِ وَإِرَادَةِ الْكُلِّ ، وَهُوَ كَثِيرٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ ، وَفِي الْقُرْءَانِ ، فَمِنْ أَمْثِلَتِهِ فِي الْقُرْءَانِ هَذِهِ الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=111&ayano=1تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ [ 111 ] ، يَعْنِي
أَبَا لَهَبٍ ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=182ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ [ 3 \ 182 ] يَعْنِي بِمَا قَدَّمْتُمْ . وَمِنْ ذَلِكَ تَسْمِيَةُ الْعَرَبِ الرَّقِيبَ عَيْنًا ، وَقَوْلُهُ : " خَاطِئَةٍ " ، ، لَا يُعَارِضُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=5وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ [ 33 \ 5 ] ، لِأَنَّ الْخَاطِئَ هُوَ فَاعِلُ الْخَطِيئَةِ أَوِ الْخِطْءِ بِكَسْرِ الْخَاءِ ، وَكِلَاهُمَا الذَّنْبُ ، كَمَا بَيَّنَهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=25مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا [ 71 \ 25 ] . وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=31إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا [ 17 \ 31 ] .
فَالْخَاطِئُ الْمُذْنِبُ عَمْدًا ، وَالْمُخْطِئُ مَنْ صَدَرَ مِنْهُ الْفِعْلُ مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ ، فَهُوَ مَعْذُورٌ .