(
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=103nindex.php?page=treesubj&link=28980_32273_2649_23468خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=104ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=105وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ) .
هذه الآيات الثلاث في بيان
nindex.php?page=treesubj&link=2649فوائد صدقة الأموال ومنافعها ، والحث عليها وعلى التوبة لمن قصر في الجهاد في سبيل الله بماله ونفسه ، أو في غير ذلك من أمور دينه . وفي الحث على العمل ، وكونه هو الذي عليه المعول .
أخرج ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة
أن أبا لبابة وأصحابه جاءوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أطلقوا فقالوا : يا رسول الله هذه أموالنا فتصدق بها عنا واستغفر لنا ، فقال : ( ( ما أمرت أن آخذ من أموالكم شيئا ) ) فأنزل الله : ( nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=103خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ) وأخرج مثله عنه من طريق
محمد بن سعد عن آبائه وزاد : فلما نزلت هذه الآية أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جزءا من أموالهم فتصدق بها عنهم وله في سبب النزول روايات أخرى . وهذا النص حكمه عام وإن كان سببه خاصا ، عام في الآخذ يشمل خلفاء الرسول من بعده ومن بعدهم من أئمة المسلمين ، وفي المأخوذ منهم وهم المسلمون الموسرون ، قال
العماد بن كثير : وهذا عام وإن عاد الضمير في : ( أموالهم ) إلى الذين اعترفوا بذنوبهم وخلطوا عملا صالحا وآخر سيئا . ولهذا اعتقد بعض مانعي الزكاة
[ ص: 20 ] من أحياء العرب أن دفع الزكاة إلى الإمام لا يكون ، وإنما كان هذا خاصا بالرسول - صلى الله عليه وسلم - واحتجوا بقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=103خذ من أموالهم صدقة ) الآية . وقد رد عليهم هذا التأويل والفهم الفاسد
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر الصديق وسائر
الصحابة - رضي الله عنهم - وقاتلوهم حتى أدوا الزكاة إلى الخليفة كما كانوا يؤدونها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . حتى قال
nindex.php?page=showalam&ids=1الصديق : والله لو منعوني عناقا - وفي رواية عقالا - كانوا يؤدونه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأقاتلنهم على منعه . انتهى . وهذا مشهور في الصحاح والسنن والسير ومجمع عليه ، وهاك معنى الآية .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=103خذ من أموالهم صدقة ) أي خذ أيها الرسول من أموال من ذكر ، ومن سائر أموال المؤمنين - على اختلاف أنواعها ، ومنها مال التجارة - صدقة معينة كالزكاة المفروضة أو غير معينة وهي التطوع - فالصدقة ما ينفقه المؤمن قربة لله كما تقدم في نفقة مؤمني الأعراب (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=103تطهرهم وتزكيهم بها ) أي تطهرهم بها من دنس البخل والطمع والدناءة والقسوة على الفقراء البائسين وما يتصل بذلك من الرذائل ، وتزكي أنفسهم بها : أي تنميها وترفعها بالخيرات والبركات الخلقية والعملية حتى تكون بها أهلا للسعادة الدنيوية والأخروية ، فالمطهر هنا الرسول والمطهر به الصدقة . والتزكية صيغة مبالغة من الزكاء وهو نماء الزرع ونحوه ، قال في مجاز الأساس : رجل زكي زائد الخير والفضل بين الزكاء والزكاة ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=13وحنانا من لدنا وزكاة ) ( 19 : 13 ) ا هـ .
والتزكية للأنفس بالفعل تسند إلى الله تعالى ; لأنه هو الخالق المقدر الموفق للعبد لفعل ما تزكو به نفسه وتصلح ، قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=21ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء ) 2 ( 4 : 21 ) وتسند إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأنه هو المربي للمؤمنين على ما تزكو به أنفسهم ، ويعلو قدرها بسنته العملية والقولية في بيان كتاب الله ، وما لهم فيه من الأسوة الحسنة ومنه هذه الآية ، وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=2هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ) ( 62 : 2 ) فتزكيته - صلى الله عليه وسلم - للأمة من مقاصد البعثة وتسند إلى العبد لكونه هو الفاعل لما جعله الله سببا لطهارة نفسه وزكائها كالصدقات وغيرها من أعمال البر ومنه قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=9قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ) ( 91 : 9 ، 10 ) وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=14قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى ) ( 87 : 14 و 15 ) وأما قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=49ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ) ( 4 : 49 ) وقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=32فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى ) ( 53 : 32 ) فهو في زكاء النفس بدعوى اللسان ، فالتزكية تطلق على الفعل المزكى وهي الأصل وعلى القول الدال عليه ، ومنه تزكية الشهود .
[ ص: 21 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=103وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم ) قرأ
حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي وحفص : ( صلاتك ) بالمفرد أي جنسها والباقون : ( صلواتك ) بالجمع وهو باعتبار جماعة المتصدقين . والصلاة اسم من صلى يصلي تصلية ، وقد هجر لفظ التصلية في الإسلام ، ومنه :
تركت الدنان وعزف القيان وأدمنت تصلية وابتهالا
.
ومعناها الأصلي الدعاء ، وهو المراد من الآية ، وسميت العبادة الإسلامية المخصوصة صلاة من تسمية الشيء بأهم أجزائه ، فإن الدعاء مخ العبادة وروحها ، وقيل في التعليل غير ذلك . والصلاة من الله على عباده الرحمة والحنان ، ومن ملائكته الدعاء والاستغفار ، قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=43هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما ) ( 33 : 43 ) ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=56إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) ( 33 : 56 ) وصلاتنا على نبينا - صلى الله عليه وسلم - دعاؤنا له بما أمرنا به في الصلاة بعد التشهد الأخير ، وما في معناه كقولنا في دعاء الأذان المأثور : ( (
nindex.php?page=hadith&LINKID=920407اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته ) ) رواه الجماعة إلا مسلما ، والسكن : ما تسكن إليه النفس وترتاح من أهل ومال ومتاع وثناء .
والمعنى ادع أيها الرسول للمتصدقين واستغفر لهم عاطفا عليهم : إن دعاءك واستغفارك سكن لهم ، يذهب به اضطراب أنفسهم إذا أذنبوا ، وتطمئن قلوبهم بأن تقبل توبتهم إذا تابوا ويرتاحون إلى قبول الله صدقاتهم بأخذك لها ، ووضعك إياها في مواضعها (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=103والله سميع عليم ) أي سميع لدعائك سماع قبول وإجابة ، عليم بما فيه من الخير والمصلحة ، فالمراد من السماع والعلم لازمهما . وسميع لاعترافهم بذنوبهم ، عليم بندمهم وتوبتهم منها ، وبإخلاصهم في صدقتهم وطيب أنفسهم بها ، فهو الذي يثيبهم عليها ، فجملة ( إن صلاتك ) تعليل للأمر بالدعاء ، وتذييلها بالتذكير بسمع الله وعلمه إشعار بقبول الدعاء وقبول الطاعات والجزاء عليها ، وتصرح به الآية التالية .
روى الشيخان من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=51عبد الله بن أبي أوفى قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=920408كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أتاه قوم بصدقتهم قال : ( ( اللهم صل على فلان ) ) فأتاه أبي بصدقته فقال : ( ( اللهم صل على آل أبي أوفى ) ) فقوله : بصدقته صريح في أن المراد بها زكاة الفريضة ، وهو يدل على أن المراد بالآية صدقة الفريضة أو ما يعم الفريضة وغيرها ، وعلى أنه - صلى الله عليه وسلم - كان مواظبا على هذا الدعاء ; ولذلك قيل إن الأمر في الآية للوجوب وهو خاص به - صلى الله عليه وسلم - وقال بعض
الظاهرية بوجوب الدعاء على آخذي الزكاة من الأئمة أيضا ، والجمهور على أنه مستحب لهم . وقد بوب
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري للحديث بقوله : ( باب صلاة الإمام ودعائه لصاحب الصدقة ) ، وقوله تعالى : ( (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=103خذ من أموالهم صدقة ) ) - إلى قوله : - ( ( سكن لهم ) ) والجمهور
[ ص: 22 ] على أن الدعاء بلفظ الصلاة خاص بدعائه - صلى الله عليه وسلم - لغيره وبدعاء المسلمين له ، وقيد الأول بعض العلماء بما عدا هذا اللفظ الذي كان يدعو به للمتصدقين ( ( اللهم صل على فلان ) ) عند إعطاء الصدقة . وقد ثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو بغيره أيضا فقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=101وائل بن حجر أنه - صلى الله عليه وسلم - قال في رجل بعث بناقة حسنة في الزكاة ( ( اللهم بارك فيه وفي إبله ) ) وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : السنة
nindex.php?page=treesubj&link=3101للإمام إذا أخذ الصدقة أن يدعو للمتصدق ويقول : آجرك الله فيما أعطيت وبارك لك فيما أبقيت .
والأفضل الجمع بين الصلاة والسلام عليه - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله ، وأكثر المسلمين يخص بالسلام الأنبياء والملائكة ، وكذا جماعة آل بيته - صلى الله عليه وسلم - ،
والشيعة يلتزمون السلام على السيدة
فاطمة وبعلها وولديهما والأئمة المشهورين من ذرية السبطين ، ويوافقهم كثير من أهل السنة وغيرهم في الزهراء
والسبطين ووالدهما سلام الله ورضوانه عليهم إذا ذكروا جماعة أو أفرادا ، وأما الصلاة والسلام على الآل بالتبع للرسول - صلى الله عليه وسلم - فهو مجمع عليه ، ومنه صلاة التشهد ، وكذا عطف
الصحابة والتابعين على الآل ذائع في الكتب والخطب والأقوال .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=103nindex.php?page=treesubj&link=28980_32273_2649_23468خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=104أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=105وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) .
هَذِهِ الْآيَاتُ الثَّلَاثُ فِي بَيَانِ
nindex.php?page=treesubj&link=2649فَوَائِدِ صَدَقَةِ الْأَمْوَالِ وَمَنَافِعِهَا ، وَالْحَثِّ عَلَيْهَا وَعَلَى التَّوْبَةِ لِمَنْ قَصَّرَ فِي الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِمَالِهِ وَنَفْسِهِ ، أَوْ فِي غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أُمُورِ دِينِهِ . وَفِي الْحَثِّ عَلَى الْعَمَلِ ، وَكَوْنِهِ هُوَ الَّذِي عَلَيْهِ الْمُعَوَّلُ .
أَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ
أَنَّ أَبَا لُبَابَةَ وَأَصْحَابَهُ جَاءُوا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ أُطْلِقُوا فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ أَمْوَالُنَا فَتَصَدَّقْ بِهَا عَنَّا وَاسْتَغْفِرْ لَنَا ، فَقَالَ : ( ( مَا أُمِرْتُ أَنْ آخُذَ مِنْ أَمْوَالِكُمْ شَيْئًا ) ) فَأَنْزَلَ اللَّهُ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=103خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ) وَأَخْرَجَ مِثْلَهُ عَنْهُ مِنْ طَرِيقِ
مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ آبَائِهِ وَزَادَ : فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جُزْءًا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَتَصَدَّقَ بِهَا عَنْهُمْ وَلَهُ فِي سَبَبِ النُّزُولِ رِوَايَاتٌ أُخْرَى . وَهَذَا النَّصُّ حُكْمُهُ عَامٌّ وَإِنْ كَانَ سَبَبُهُ خَاصًّا ، عَامٌّ فِي الْآخِذِ يَشْمَلُ خُلَفَاءَ الرَّسُولِ مِنْ بَعْدِهِ وَمِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ ، وَفِي الْمَأْخُوذِ مِنْهُمْ وَهُمُ الْمُسْلِمُونَ الْمُوسِرُونَ ، قَالَ
الْعِمَادُ بْنُ كَثِيرٍ : وَهَذَا عَامٌّ وَإِنْ عَادَ الضَّمِيرُ فِي : ( أَمْوَالِهِمْ ) إِلَى الَّذِينَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ وَخَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا . وَلِهَذَا اعْتَقَدَ بَعْضُ مَانِعِي الزَّكَاةِ
[ ص: 20 ] مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ أَنَّ دَفْعَ الزَّكَاةِ إِلَى الْإِمَامِ لَا يَكُونُ ، وَإِنَّمَا كَانَ هَذَا خَاصًّا بِالرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَاحْتَجُّوا بِقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=103خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً ) الْآيَةَ . وَقَدْ رَدَّ عَلَيْهِمْ هَذَا التَّأْوِيلَ وَالْفَهْمَ الْفَاسِدَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ وَسَائِرُ
الصَّحَابَةِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - وَقَاتَلُوهُمْ حَتَّى أَدَّوُا الزَّكَاةَ إِلَى الْخَلِيفَةِ كَمَا كَانُوا يُؤَدُّونَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - . حَتَّى قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=1الصِّدِّيقُ : وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا - وَفِي رِوَايَةٍ عِقَالًا - كَانُوا يُؤَدُّونَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِأُقَاتِلَنَّهُمْ عَلَى مَنْعِهِ . انْتَهَى . وَهَذَا مَشْهُورٌ فِي الصِّحَاحِ وَالسُّنَنِ وَالسِّيَرِ وَمُجْمَعٌ عَلَيْهِ ، وَهَاكَ مَعْنَى الْآيَةِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=103خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً ) أَيْ خُذْ أَيُّهَا الرَّسُولُ مِنْ أَمْوَالِ مَنْ ذُكِرَ ، وَمِنْ سَائِرِ أَمْوَالِ الْمُؤْمِنِينَ - عَلَى اخْتِلَافِ أَنْوَاعِهَا ، وَمِنْهَا مَالُ التِّجَارَةِ - صَدَقَةً مُعَيَّنَةً كَالزَّكَاةِ الْمَفْرُوضَةِ أَوْ غَيْرَ مُعَيَّنَةٍ وَهِيَ التَّطَوُّعُ - فَالصَّدَقَةُ مَا يُنْفِقُهُ الْمُؤْمِنُ قُرْبَةً لِلَّهِ كَمَا تَقَدَّمَ فِي نَفَقَةِ مُؤْمِنِي الْأَعْرَابِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=103تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ) أَيْ تُطَهِّرُهُمْ بِهَا مِنْ دَنَسِ الْبُخْلِ وَالطَّمَعِ وَالدَّنَاءَةِ وَالْقَسْوَةِ عَلَى الْفُقَرَاءِ الْبَائِسِينَ وَمَا يَتَّصِلُ بِذَلِكَ مِنَ الرَّذَائِلِ ، وَتُزَكِّي أَنْفُسَهُمْ بِهَا : أَيْ تُنَمِّيهَا وَتَرْفَعُهَا بِالْخَيْرَاتِ وَالْبَرَكَاتِ الْخُلُقِيَّةِ وَالْعَمَلِيَّةِ حَتَّى تَكُونَ بِهَا أَهْلًا لِلسَّعَادَةِ الدُّنْيَوِيَّةِ وَالْأُخْرَوِيَّةِ ، فَالْمُطَهِّرُ هُنَا الرَّسُولُ وَالْمُطَهَّرُ بِهِ الصَّدَقَةُ . وَالتَّزْكِيَةُ صِيغَةُ مُبَالَغَةٍ مِنَ الزَّكَاءِ وَهُوَ نَمَاءُ الزَّرْعِ وَنَحْوُهُ ، قَالَ فِي مَجَازِ الْأَسَاسِ : رَجُلٌ زَكِيٌّ زَائِدُ الْخَيْرِ وَالْفَضْلِ بَيِّنُ الزَّكَاءِ وَالزَّكَاةِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=13وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً ) ( 19 : 13 ) ا هـ .
وَالتَّزْكِيَةُ لِلْأَنْفُسِ بِالْفِعْلِ تُسْنَدُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى ; لِأَنَّهُ هُوَ الْخَالِقُ الْمُقَدِّرُ الْمُوَفِّقُ لِلْعَبْدِ لِفِعْلِ مَا تَزْكُو بِهِ نَفْسُهُ وَتَصْلُحُ ، قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=21وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ ) 2 ( 4 : 21 ) وَتُسْنَدُ إِلَى الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِأَنَّهُ هُوَ الْمُرَبِّي لِلْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا تَزْكُو بِهِ أَنْفُسُهُمْ ، وَيَعْلُو قَدْرُهَا بِسُنَّتِهِ الْعَمَلِيَّةِ وَالْقَوْلِيَّةِ فِي بَيَانِ كِتَابِ اللَّهِ ، وَمَا لَهُمْ فِيهِ مِنَ الْأُسْوَةِ الْحَسَنَةِ وَمِنْهُ هَذِهِ الْآيَةُ ، وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=2هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ) ( 62 : 2 ) فَتَزْكِيَتُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِلْأُمَّةِ مِنْ مَقَاصِدِ الْبَعْثَةِ وَتُسْنَدُ إِلَى الْعَبْدِ لِكَوْنِهِ هُوَ الْفَاعِلَ لِمَا جَعَلَهُ اللَّهُ سَبَبًا لِطَهَارَةِ نَفْسِهِ وَزَكَائِهَا كَالصَّدَقَاتِ وَغَيْرِهَا مِنْ أَعْمَالِ الْبِرِّ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=91&ayano=9قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ) ( 91 : 9 ، 10 ) وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=14قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ) ( 87 : 14 و 15 ) وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=49أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ ) ( 4 : 49 ) وَقَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=32فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ) ( 53 : 32 ) فَهُوَ فِي زَكَاءِ النَّفْسِ بِدَعْوَى اللِّسَانِ ، فَالتَّزْكِيَةُ تُطْلَقُ عَلَى الْفِعْلِ الْمُزَكَّى وَهِيَ الْأَصْلُ وَعَلَى الْقَوْلِ الدَّالِّ عَلَيْهِ ، وَمِنْهُ تَزْكِيَةُ الشُّهُودِ .
[ ص: 21 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=103وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ ) قَرَأَ
حَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ وَحَفْصٌ : ( صَلَاتُكَ ) بِالْمُفْرَدِ أَيْ جِنْسُهَا وَالْبَاقُونَ : ( صَلَوَاتُكَ ) بِالْجَمْعِ وَهُوَ بِاعْتِبَارِ جَمَاعَةِ الْمُتَصَدِّقِينَ . وَالصَّلَاةُ اسْمٌ مِنْ صَلَّى يُصَلِّي تَصْلِيَةً ، وَقَدْ هُجِرَ لَفْظُ التَّصْلِيَةِ فِي الْإِسْلَامِ ، وَمِنْهُ :
تَرَكْتُ الدِّنَانَ وَعَزْفَ الْقِيَانِ وَأَدْمَنْتُ تَصْلِيَةً وَابْتِهَالًا
.
وَمَعْنَاهَا الْأَصْلِيُّ الدُّعَاءُ ، وَهُوَ الْمُرَادُ مِنَ الْآيَةِ ، وَسُمِّيَتِ الْعِبَادَةُ الْإِسْلَامِيَّةُ الْمَخْصُوصَةُ صَلَاةً مِنْ تَسْمِيَةِ الشَّيْءِ بِأَهَمِّ أَجْزَائِهِ ، فَإِنَّ الدُّعَاءَ مُخُّ الْعِبَادَةِ وَرُوحُهَا ، وَقِيلَ فِي التَّعْلِيلِ غَيْرُ ذَلِكَ . وَالصَّلَاةُ مِنَ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ الرَّحْمَةُ وَالْحَنَانُ ، وَمِنْ مَلَائِكَتِهِ الدُّعَاءُ وَالِاسْتِغْفَارُ ، قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=43هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ) ( 33 : 43 ) ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=56إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) ( 33 : 56 ) وَصَلَاتُنَا عَلَى نَبِيِّنَا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دُعَاؤُنَا لَهُ بِمَا أَمَرَنَا بِهِ فِي الصَّلَاةِ بَعْدَ التَّشَهُّدِ الْأَخِيرِ ، وَمَا فِي مَعْنَاهُ كَقَوْلِنَا فِي دُعَاءِ الْأَذَانِ الْمَأْثُورِ : ( (
nindex.php?page=hadith&LINKID=920407اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلَاةِ الْقَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ ) ) رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ إِلَّا مُسْلِمًا ، وَالسَّكَنُ : مَا تَسْكُنُ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَتَرْتَاحُ مِنْ أَهْلٍ وَمَالٍ وَمَتَاعٍ وَثَنَاءٍ .
وَالْمَعْنَى ادْعُ أَيُّهَا الرَّسُولُ لِلْمُتَصَدِّقِينَ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ عَاطِفًا عَلَيْهِمْ : إِنَّ دُعَاءَكَ وَاسْتِغْفَارَكَ سَكَنٌ لَهُمْ ، يَذْهَبُ بِهِ اضْطِرَابُ أَنْفُسِهِمْ إِذَا أَذْنَبُوا ، وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِأَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ إِذَا تَابُوا وَيَرْتَاحُونَ إِلَى قَبُولِ اللَّهِ صَدَقَاتِهِمْ بِأَخْذِكَ لَهَا ، وَوَضْعِكَ إِيَّاهَا فِي مَوَاضِعِهَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=103وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) أَيْ سَمِيعٌ لِدُعَائِكَ سَمَاعَ قَبُولٍ وَإِجَابَةٍ ، عَلِيمٌ بِمَا فِيهِ مِنَ الْخَيْرِ وَالْمَصْلَحَةِ ، فَالْمُرَادُ مِنَ السَّمَاعِ وَالْعِلْمِ لَازِمُهُمَا . وَسَمِيعٌ لِاعْتِرَافِهِمْ بِذُنُوبِهِمْ ، عَلِيمٌ بِنَدَمِهِمْ وَتَوْبَتِهِمْ مِنْهَا ، وَبِإِخْلَاصِهِمْ فِي صَدَقَتِهِمْ وَطِيبِ أَنْفُسِهِمْ بِهَا ، فَهُوَ الَّذِي يُثِيبُهُمْ عَلَيْهَا ، فَجُمْلَةُ ( إِنَّ صَلَاتَكَ ) تَعْلِيلٌ لِلْأَمْرِ بِالدُّعَاءِ ، وَتَذْيِيلُهَا بِالتَّذْكِيرِ بِسَمْعِ اللَّهِ وَعِلْمِهِ إِشْعَارٌ بِقَبُولِ الدُّعَاءِ وَقَبُولِ الطَّاعَاتِ وَالْجَزَاءِ عَلَيْهَا ، وَتُصَرِّحُ بِهِ الْآيَةُ التَّالِيَةُ .
رَوَى الشَّيْخَانِ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=51عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=920408كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا أَتَاهُ قَوْمٌ بِصَدَقَتِهِمْ قَالَ : ( ( اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى فُلَانٍ ) ) فَأَتَاهُ أَبِي بِصَدَقَتِهِ فَقَالَ : ( ( اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى ) ) فَقَوْلُهُ : بِصَدَقَتِهِ صَرِيحٌ فِي أَنَّ الْمُرَادَ بِهَا زَكَاةُ الْفَرِيضَةِ ، وَهُوَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالْآيَةِ صَدَقَةُ الْفَرِيضَةِ أَوْ مَا يَعُمُّ الْفَرِيضَةَ وَغَيْرَهَا ، وَعَلَى أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ مُوَاظِبًا عَلَى هَذَا الدُّعَاءِ ; وَلِذَلِكَ قِيلَ إِنَّ الْأَمْرَ فِي الْآيَةِ لِلْوُجُوبِ وَهُوَ خَاصٌّ بِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَالَ بَعْضُ
الظَّاهِرِيَّةِ بِوُجُوبِ الدُّعَاءِ عَلَى آخِذِي الزَّكَاةِ مِنَ الْأَئِمَّةِ أَيْضًا ، وَالْجُمْهُورُ عَلَى أَنَّهُ مُسْتَحَبٌّ لَهُمْ . وَقَدْ بَوَّبَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ لِلْحَدِيثِ بِقَوْلِهِ : ( بَابُ صَلَاةِ الْإِمَامِ وَدُعَائِهِ لِصَاحِبِ الصَّدَقَةِ ) ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى : ( (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=103خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً ) ) - إِلَى قَوْلِهِ : - ( ( سَكَنٌ لَهُمْ ) ) وَالْجُمْهُورُ
[ ص: 22 ] عَلَى أَنَّ الدُّعَاءَ بِلَفْظِ الصَّلَاةِ خَاصٌّ بِدُعَائِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِغَيْرِهِ وَبِدُعَاءِ الْمُسْلِمِينَ لَهُ ، وَقَيَّدَ الْأَوَّلَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ بِمَا عَدَا هَذَا اللَّفْظَ الَّذِي كَانَ يَدْعُو بِهِ لِلْمُتَصَدِّقِينَ ( ( اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى فُلَانٍ ) ) عِنْدَ إِعْطَاءِ الصَّدَقَةِ . وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَدْعُو بِغَيْرِهِ أَيْضًا فَقَدْ رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=101وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ فِي رَجُلٍ بَعَثَ بِنَاقَةٍ حَسَنَةٍ فِي الزَّكَاةِ ( ( اللَّهُمَّ بَارِكْ فِيهِ وَفِي إِبِلِهِ ) ) وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ : السُّنَّةُ
nindex.php?page=treesubj&link=3101لِلْإِمَامِ إِذَا أَخَذَ الصَّدَقَةَ أَنْ يَدْعُوَ لِلْمُتَصَدِّقِ وَيَقُولَ : آجَرَكَ اللَّهُ فِيمَا أَعْطَيْتَ وَبَارَكَ لَكَ فِيمَا أَبْقَيْتَ .
وَالْأَفْضَلُ الْجَمْعُ بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيْهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَعَلَى آلِهِ ، وَأَكْثَرُ الْمُسْلِمِينَ يَخُصُّ بِالسَّلَامِ الْأَنْبِيَاءَ وَالْمَلَائِكَةَ ، وَكَذَا جَمَاعَةُ آلِ بَيْتِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ،
وَالشِّيعَةُ يَلْتَزِمُونَ السَّلَامَ عَلَى السَّيِّدَةِ
فَاطِمَةَ وَبَعْلِهَا وَوَلَدَيْهِمَا وَالْأَئِمَّةِ الْمَشْهُورِينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ السِّبْطَيْنِ ، وَيُوَافِقُهُمْ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَغَيْرِهِمْ فِي الزَّهْرَاءِ
وَالسِّبْطَيْنِ وَوَالِدِهِمَا سَلَامُ اللَّهِ وَرِضْوَانُهُ عَلَيْهِمْ إِذَا ذُكِرُوا جَمَاعَةً أَوْ أَفْرَادًا ، وَأَمَّا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى الْآلِ بِالتَّبَعِ لِلرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَهُوَ مُجْمَعٌ عَلَيْهِ ، وَمِنْهُ صَلَاةُ التَّشَهُّدِ ، وَكَذَا عَطْفُ
الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ عَلَى الْآلِ ذَائِعٌ فِي الْكُتُبِ وَالْخُطَبِ وَالْأَقْوَالِ .