(
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113nindex.php?page=treesubj&link=28980ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=114وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=115وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون إن الله بكل شيء عليم nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=116إن الله له ملك السماوات والأرض يحيي ويميت وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير ) .
[ ص: 46 ] تقدم في الآية الثمانين من هذه السورة أن الله تعالى لا يغفر للمنافقين لأنهم كفروا بالله ورسوله إلخ ،
nindex.php?page=treesubj&link=27928فاستغفار الرسول لهم وعدمه سيان . وتقدم في سورة النساء (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48إن الله لا يغفر أن يشرك به ) ( 4 : 48 و 116 ) وقد شرع الله للمؤمنين في أوائل سورة الممتحنة التأسي
بإبراهيم - صلى الله عليه وسلم - والذين آمنوا معه في البراءة من قومهم المشركين ومن معبوداتهم ، واستثنى من هذه الأسوة استغفار
إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - لأبيه فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=4إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء ) ( 60 : 4 ) وقد بين هنا حكم الاستغفار لمن ذكر وقفى عليه بقاعدة التشريع العامة التي يبنى عليها الجزاء فقال عز وجل :
(
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ) هذا نفي بمعنى النهي ، فهو أبلغ من النهي المجرد ، وهذا التعبير فيه يسمى نفي الشأن ، وهو أبلغ في نفي الشيء نفسه ، لأنه نفي معلل بالسبب المقتضي له . والمعنى : ما كان من شأن النبي ولا مما يصح أن يصدر عنه من حيث هو نبي - ولا من شأن المؤمنين ولا مما يجوز أن يقع منهم من حيث هم مؤمنون - أن يدعوا الله طالبين منه المغفرة للمشركين (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113ولو كانوا أولي قربى ) ، لهم في الأصل حق البر وصلة الرحم . وكانت عاطفة القرابة تقتضي الغيرة عليهم وحب المغفرة لهم ( ( ولو ) ) هذه تفيد الغاية لمعطوف عليه يحذف حذفا مطردا للعلم به ، والمراد أنه ليس مما تبيحه النبوة ولا الإيمان ولا مما يصح وقوعه من أهلهما - الاستغفار للمشركين في حال من الأحوال ، وحتى لو كانوا أولي قربى ، فإن لم يكونوا كذلك فعدم جوازه أولى . ثم قيد الحكم بقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم ) أي من بعد ما ظهر لهم بالدليل أنهم من
nindex.php?page=treesubj&link=30437_30443أهل النار الخالدين فيها بأن ماتوا على شركهم وكفرهم ولو بحسب الظاهر كاستصحاب حالة الكفر إلى الموت ، أو نزل وحي يسجل عليهم ذلك كإخباره تعالى عن أناس من الجاحدين المعاندين من أصحاب النار خالدين فيها ، أو أنهم طبع قلوبهم وختم عليها . وقوله لرسوله - صلى الله عليه وسلم - : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=10وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ) ( 36 : 10 ) ومثله في المنافقين : (
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=6سواء عليهم أستغفرت لهم ) ( 63 : 6 ) إلخ .
وقد ورد في الصحيحين وغيرهما أن هذه الآية نزلت في
أبي طالب ، إذ دعاه - صلى الله عليه وسلم - عندما حضره الموت إلى قول : ( لا إله إلا الله ) فامتنع
وأبو طالب مات
بمكة قبل الهجرة ، فهل نزلت الآية عقب موته ثم ألحقت بهذه السورة
المدنية لأحكامها ، أم نزلت مع غيرها من براءة مبينة لحكم استغفار الرسول - صلى الله عليه وسلم - له ؟ وروي من طرق أنها نزلت حين زار - صلى الله عليه وسلم - قبر أمه واستغفر لها والله أعلم ، والآية نص في تحريم
nindex.php?page=treesubj&link=27928_32057الدعاء لمن مات على كفره بالمغفرة والرحمة وكذا وصفه بذلك كقولهم :
[ ص: 47 ] المغفور له المرحوم فلان ، كما يفعله بعض المسلمين الجغرافيين الآن ، لعدم تحققهم بمقتضى الإيمان ، وتقيدهم بأحكام الإسلام ، ومنهم بعض المعممين والحاملين لدرجة العالمية من الأزهر .
أخرج
أحمد nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري ومسلم nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي وغيرهم من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب عن أبيه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2003458nindex.php?page=treesubj&link=30619_32342لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة فقال : ( ( أي عم ! قل : لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله ) ) فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية : أترغب عن ملة عبد المطلب ؟ فلم يزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعرضها عليه وأبو جهل وعبد الله يعاودانه بتلك المقالة ، حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم : إنه على ملة عبد المطلب . وأبى أن يقول لا إله إلا الله ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( ( والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك ) ) فأنزل الله : ( nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ) وأنزل الله في أبي طالب فقال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=56إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ) ( 28 : 56 ) .
هذا لفظ
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في تفسير الآية الأخيرة من سورة القصص وأخرجه في تفسير آية براءة وفي الجنائز أيضا .
قال الحافظ في شرحه للحديث : ووقع في رواية
مجاهد قال : يا ابن أخي ملة الأشياخ ووقع في حديث
أبي حازم عند
مسلم nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي nindex.php?page=showalam&ids=16935والطبري قال : لولا أن تعيرني بها
قريش يقولون ما حمله على ذلك إلا جزع الموت لأقررت بها عينك . ثم قال الحافظ وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري من طريق شبل عن
nindex.php?page=showalam&ids=16705عمرو بن دينار قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( (
nindex.php?page=hadith&LINKID=920424استغفر إبراهيم لأبيه وهو مشرك فلا أزال أستغفر لأبي طالب حتى ينهاني عنه ربي ) ) فقال أصحابه : لنستغفرن لآبائنا كما استغفر نبينا لعمه ، فنزلت .
( قال ) وهذا فيه إشكال لأن
nindex.php?page=treesubj&link=30619وفاة أبي طالب كانت
بمكة قبل الهجرة اتفاقا ، وقد ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتى قبر أمه لما اعتمر فاستأذن ربه أن يستغفر لها فنزلت هذه الآية - والأصل عدم تكرار النزول ، وقد أخرج
الحاكم nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم من طريق
أيوب بن هانئ عن
مسروق عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=920425خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما إلى المقابر فأتبعناه فجاء حتى جلس إلى قبر منها فناجاه طويلا ثم بكى فبكينا فقال : ( ( إن القبر الذي جلست عنده قبر أمي وإني استأذنت ربي في الدعاء لها فلم يأذن لي فأنزل علي : ( nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ) ) ) وأخرج
أحمد من حديث
ابن بريدة عن أبيه نحوه . وفيه : نزل بنا ونحن معه قريب من ألف راكب ولم يذكر نزول الآية . وفي رواية
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري من هذا الوجه : لما قدم
مكة أتى رسم قبر ، ومن طريق
nindex.php?page=showalam&ids=16796فضيل بن مرزوق عن
عطية : لما قدم
مكة وقف على قبر أمه حتى سخنت عليه الشمس رجاء أن يؤذن له فيستغفر
[ ص: 48 ] لها ، فنزلت .
nindex.php?page=showalam&ids=14687وللطبراني من طريق
عبد الله بن كيسان عن
عكرمة عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس نحو حديث
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود وفيه : لما هبط من
ثنية عسفان . وفيه نزول الآية في ذلك . فهذه طرق يعضد بعضها بعضا ، وفيها دلالة على تأخير
nindex.php?page=treesubj&link=32342نزول الآية عن وفاة أبي طالب ويؤيده أيضا أنه - صلى الله عليه وسلم - قال يوم
أحد بعد أن شج وجهه : ( (
nindex.php?page=hadith&LINKID=920426رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ) ) لكن يحتمل في هذا أن يكون الاستغفار خاصا بالأحياء وليس البحث فيه ، ويحتمل أن يكون نزول الآية تأخر وإن كان سببها تقدم ، ويكون لنزولها سببان متقدم وهو أمر
أبي طالب ومتأخر وهو أمر آمنة ، ويؤيد تأخير النزول ما تقدم في تفسير براءة من استغفاره - صلى الله عليه وسلم - للمنافقين حتى نزل النهي عن ذلك ، فإن ذلك يقتضي
nindex.php?page=treesubj&link=28861تأخير النزول وإن تقدم السبب ، ويشير إلى ذلك أيضا قوله في حديث الباب ، وأنزل الله في
أبي طالب : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=56إنك لا تهدي من أحببت ) لأنه يشعر بأن الآية الأولى نزلت في
أبي طالب وفي غيره ، والثانية نزلت فيه وحده ، ويؤيد تعدد السبب ما أخرج
أحمد من طريق
أبي إسحاق عن
أبي الخليل عن
علي قال : سمعت رجلا يستغفر لوالديه وهما مشركان فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113ما كان للنبي ) الآية . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=16406ابن أبي نجيح عن
مجاهد قال المؤمنون : ألا نستغفر لآبائنا كما استغفر
إبراهيم لأبيه ؟ فنزلت . ومن طريق
قتادة قال : ذكرنا له أن رجالا . . . . . فذكر نحوه . وفي الحديث أن من لم يعمل خيرا قط إذا ختم عمره بشهادة أن لا إله إلا الله حكم بإسلامه ، وأجريت عليه أحكام المسلمين ، فإن قارن نطق لسانه عقد قلبه نفعه ذلك عند الله تعالى بشرط أن لا يكون وصل إلى حد انقطاع الأمل من الحياة وعجز عن فهم الخطاب ورد الجواب ، وهو وقت المعاينة ، وإليه الإشارة بقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=18وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ) ( 4 : 18 ) والله أعلم . انتهى كلام الحافظ وقد تعددت الروايات في
nindex.php?page=treesubj&link=27928استغفار بعض الصحابة لآبائهم وأولي قرباهم من المشركين تأسيا به - صلى الله عليه وسلم - حين استغفر لعمه حتى نزل النهي فكفوا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113nindex.php?page=treesubj&link=28980مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=114وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=115وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=116إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ) .
[ ص: 46 ] تَقَدَّمَ فِي الْآيَةِ الثَّمَانِينَ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَغْفِرُ لِلْمُنَافِقِينَ لِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَخْ ،
nindex.php?page=treesubj&link=27928فَاسْتِغْفَارُ الرَّسُولِ لَهُمْ وَعَدَمُهُ سِيَّانِ . وَتَقَدَّمَ فِي سُورَةِ النِّسَاءِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ ) ( 4 : 48 و 116 ) وَقَدْ شَرَعَ اللَّهُ لِلْمُؤْمِنِينَ فِي أَوَائِلِ سُورَةِ الْمُمْتَحِنَةِ التَّأَسِّيَ
بِإِبْرَاهِيمَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ فِي الْبَرَاءَةِ مِنْ قَوْمِهِمُ الْمُشْرِكِينَ وَمِنْ مَعْبُودَاتِهِمْ ، وَاسْتَثْنَى مِنْ هَذِهِ الْأُسْوَةِ اسْتِغْفَارَ
إِبْرَاهِيمَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِأَبِيهِ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=4إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ) ( 60 : 4 ) وَقَدْ بَيَّنَ هَنَا حُكْمَ الِاسْتِغْفَارِ لِمَنْ ذَكَرَ وَقَفَّى عَلَيْهِ بِقَاعِدَةِ التَّشْرِيعِ الْعَامَّةِ الَّتِي يُبْنَى عَلَيْهَا الْجَزَاءُ فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ :
(
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ ) هَذَا نَفْيٌ بِمَعْنَى النَّهْيِ ، فَهُوَ أَبْلَغُ مِنَ النَّهْيِ الْمُجَرَّدِ ، وَهَذَا التَّعْبِيرُ فِيهِ يُسَمَّى نَفْيَ الشَّأْنِ ، وَهُوَ أَبْلَغُ فِي نَفْيِ الشَّيْءِ نَفْسِهِ ، لِأَنَّهُ نَفْيٌ مُعَلَّلٌ بِالسَّبَبِ الْمُقْتَضِي لَهُ . وَالْمَعْنَى : مَا كَانَ مِنْ شَأْنِ النَّبِيِّ وَلَا مِمَّا يَصِحُّ أَنْ يَصْدُرَ عَنْهُ مِنْ حَيْثُ هُوَ نَبِيٌّ - وَلَا مِنْ شَأْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَلَا مِمَّا يَجُوزُ أَنْ يَقَعَ مِنْهُمْ مَنْ حَيْثُ هُمْ مُؤْمِنُونَ - أَنْ يَدْعُوا اللَّهَ طَالِبِينَ مِنْهُ الْمَغْفِرَةَ لِلْمُشْرِكِينَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى ) ، لَهُمْ فِي الْأَصْلِ حَقُّ الْبِرِّ وَصِلَةُ الرَّحِمِ . وَكَانَتْ عَاطِفَةُ الْقَرَابَةِ تَقْتَضِي الْغَيْرَةَ عَلَيْهِمْ وَحُبَّ الْمَغْفِرَةِ لَهُمْ ( ( وَلَوْ ) ) هَذِهِ تُفِيدُ الْغَايَةَ لِمَعْطُوفٍ عَلَيْهِ يُحْذَفُ حَذْفًا مُطَّرَدًا لِلْعِلْمِ بِهِ ، وَالْمُرَادُ أَنَّهُ لَيْسَ مِمَّا تُبِيحُهُ النُّبُوَّةُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَا مِمَّا يَصِحُّ وُقُوعُهُ مِنْ أَهْلِهِمَا - الِاسْتِغْفَارُ لِلْمُشْرِكِينَ فِي حَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ ، وَحَتَّى لَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى ، فَإِنْ لَمْ يَكُونُوا كَذَلِكَ فَعَدَمُ جَوَازِهِ أَوْلَى . ثُمَّ قَيَّدَ الْحُكْمَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ) أَيْ مِنْ بَعْدِ مَا ظَهَرَ لَهُمْ بِالدَّلِيلِ أَنَّهُمْ مِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=30437_30443أَهْلِ النَّارِ الْخَالِدِينَ فِيهَا بِأَنْ مَاتُوا عَلَى شِرْكِهِمْ وَكُفْرِهِمْ وَلَوْ بِحَسَبِ الظَّاهِرِ كَاسْتِصْحَابِ حَالَةِ الْكُفْرِ إِلَى الْمَوْتِ ، أَوْ نَزَلَ وَحْيٌ يُسَجِّلُ عَلَيْهِمْ ذَلِكَ كَإِخْبَارِهِ تَعَالَى عَنْ أُنَاسٍ مِنَ الْجَاحِدِينَ الْمُعَانِدِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا ، أَوْ أَنَّهُمْ طُبِعَ قُلُوبُهُمْ وَخُتِمَ عَلَيْهَا . وَقَوْلُهُ لِرَسُولِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=10وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ) ( 36 : 10 ) وَمِثْلُهُ فِي الْمُنَافِقِينَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=6سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ ) ( 63 : 6 ) إِلَخْ .
وَقَدْ وَرَدَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي
أَبِي طَالِبٍ ، إِذْ دَعَاهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عِنْدَمَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ إِلَى قَوْلِ : ( لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ) فَامْتَنَعَ
وَأَبُو طَالِبٍ مَاتَ
بِمَكَّةَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ ، فَهَلْ نَزَلَتِ الْآيَةُ عَقِبَ مَوْتِهِ ثُمَّ أُلْحِقَتْ بِهَذِهِ السُّورَةِ
الْمَدَنِيَّةِ لِأَحْكَامِهَا ، أَمْ نَزَلَتْ مَعَ غَيْرِهَا مِنْ بَرَاءَةَ مُبَيِّنَةً لِحُكْمِ اسْتِغْفَارِ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَهُ ؟ وَرُوِيَ مِنْ طُرُقٍ أَنَّهَا نَزَلَتْ حِينَ زَارَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَبْرَ أُمِّهِ وَاسْتَغْفَرَ لَهَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، وَالْآيَةُ نَصٌّ فِي تَحْرِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=27928_32057الدُّعَاءِ لِمَنْ مَاتَ عَلَى كُفْرِهِ بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ وَكَذَا وَصْفُهُ بِذَلِكَ كَقَوْلِهِمْ :
[ ص: 47 ] الْمَغْفُورُ لَهُ الْمَرْحُومُ فُلَانٌ ، كَمَا يَفْعَلُهُ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ الْجُغْرَافِيِّينَ الْآنَ ، لِعَدَمِ تَحَقُّقِهِمْ بِمُقْتَضَى الْإِيمَانِ ، وَتَقَيُّدِهِمْ بِأَحْكَامِ الْإِسْلَامِ ، وَمِنْهُمْ بَعْضُ الْمُعَمِّمِينَ وَالْحَامِلِينَ لِدَرَجَةِ الْعَالَمِيَّةِ مِنَ الْأَزْهَرِ .
أَخْرَجَ
أَحْمَدُ nindex.php?page=showalam&ids=12070وَالْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُمْ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=2003458nindex.php?page=treesubj&link=30619_32342لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ جَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَوَجَدَ عِنْدَهُ أَبَا جَهْلٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ فَقَالَ : ( ( أَيْ عَمِّ ! قُلْ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ كَلِمَةٌ أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ ) ) فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ : أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ؟ فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَعْرِضُهَا عَلَيْهِ وَأَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ يُعَاوِدَانِهِ بِتِلْكَ الْمَقَالَةِ ، حَتَّى قَالَ أَبُو طَالِبٍ آخِرَ مَا كَلَّمَهُمْ : إِنَّهُ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ . وَأَبَى أَنْ يَقُولَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : ( ( وَاللَّهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ ) ) فَأَنْزَلَ اللَّهُ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ ) وَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ( nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=56إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ) ( 28 : 56 ) .
هَذَا لَفْظُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ الْأَخِيرَةِ مِنْ سُورَةِ الْقَصَصِ وَأَخْرَجَهُ فِي تَفْسِيرِ آيَةِ بَرَاءَةَ وَفِي الْجَنَائِزِ أَيْضًا .
قَالَ الْحَافِظُ فِي شَرْحِهِ لِلْحَدِيثِ : وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ
مُجَاهِدٍ قَالَ : يَا ابْنَ أَخِي مِلَّةَ الْأَشْيَاخِ وَوَقَعَ فِي حَدِيثِ
أَبِي حَازِمٍ عِنْدَ
مُسْلِمٍ nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَالطَّبَرِيِّ قَالَ : لَوْلَا أَنْ تُعَيِّرَنِي بِهَا
قُرَيْشٌ يَقُولُونَ مَا حَمَلَهُ عَلَى ذَلِكَ إِلَّا جَزَعُ الْمَوْتِ لَأَقْرَرْتُ بِهَا عَيْنَكَ . ثُمَّ قَالَ الْحَافِظُ وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ شِبْلٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16705عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : ( (
nindex.php?page=hadith&LINKID=920424اسْتَغْفَرَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَهُوَ مُشْرِكٌ فَلَا أَزَالُ أَسْتَغْفِرُ لِأَبِي طَالِبٍ حَتَّى يَنْهَانِي عَنْهُ رَبِّي ) ) فَقَالَ أَصْحَابُهُ : لِنَسْتَغْفِرَنَّ لِآبَائِنَا كَمَا اسْتَغْفَرَ نَبِيُّنَا لِعَمِّهِ ، فَنَزَلَتْ .
( قَالَ ) وَهَذَا فِيهِ إِشْكَالٌ لِأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30619وَفَاةَ أَبِي طَالِبٍ كَانَتْ
بِمَكَّةَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ اتِّفَاقًا ، وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَتَى قَبْرَ أُمِّهِ لَمَّا اعْتَمَرَ فَاسْتَأْذَنَ رَبَّهُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَهَا فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ - وَالْأَصْلُ عَدَمُ تَكْرَارِ النُّزُولِ ، وَقَدْ أَخْرَجَ
الْحَاكِمُ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ
أَيُّوبَ بْنِ هَانِئٍ عَنْ
مَسْرُوقٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=920425خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمًا إِلَى الْمَقَابِرِ فَأَتْبَعْنَاهُ فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَى قَبْرٍ مِنْهَا فَنَاجَاهُ طَوِيلًا ثُمَّ بَكَى فَبَكَيْنَا فَقَالَ : ( ( إِنَّ الْقَبْرَ الَّذِي جَلَسْتُ عِنْدَهُ قَبْرُ أُمِّي وَإِنِّي اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِي الدُّعَاءِ لَهَا فَلَمْ يَأْذَنْ لِي فَأَنْزَلَ عَلَيَّ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ ) ) ) وَأَخْرَجَ
أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ
ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ نَحْوَهُ . وَفِيهِ : نَزَلَ بِنَا وَنَحْنُ مَعَهُ قَرِيبٌ مِنْ أَلْفِ رَاكِبٍ وَلَمْ يَذْكُرْ نُزُولَ الْآيَةِ . وَفِي رِوَايَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيِّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ : لَمَّا قَدِمَ
مَكَّةَ أَتَى رَسْمَ قَبْرٍ ، وَمِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=16796فُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ عَنْ
عَطِيَّةَ : لَمَّا قَدِمَ
مَكَّةَ وَقَفَ عَلَى قَبْرِ أُمِّهِ حَتَّى سَخِنَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ رَجَاءَ أَنْ يُؤْذَنَ لَهُ فَيَسْتَغْفِرَ
[ ص: 48 ] لَهَا ، فَنَزَلَتْ .
nindex.php?page=showalam&ids=14687وَلِلطَّبَرَانِيِّ مِنْ طَرِيقِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ
عِكْرِمَةَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ نَحْوَ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ وَفِيهِ : لَمَّا هَبَطَ مِنْ
ثَنِيَّةِ عَسْفَانَ . وَفِيهِ نُزُولُ الْآيَةِ فِي ذَلِكَ . فَهَذِهِ طُرُقٌ يُعَضِّدُ بَعْضُهَا بَعْضًا ، وَفِيهَا دَلَالَةٌ عَلَى تَأْخِيرِ
nindex.php?page=treesubj&link=32342نُزُولِ الْآيَةِ عَنْ وَفَاةِ أَبِي طَالِبٍ وَيُؤَيِّدُهُ أَيْضًا أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ يَوْمَ
أُحُدٍ بَعْدَ أَنْ شُجَّ وَجْهُهُ : ( (
nindex.php?page=hadith&LINKID=920426رَبِّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ) ) لَكِنْ يُحْتَمَلُ فِي هَذَا أَنْ يَكُونَ الِاسْتِغْفَارُ خَاصًّا بِالْأَحْيَاءِ وَلَيْسَ الْبَحْثُ فِيهِ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ نُزُولُ الْآيَةِ تَأَخَّرَ وَإِنْ كَانَ سَبَبُهَا تَقَدَّمَ ، وَيَكُونُ لِنُزُولِهَا سَبَبَانِ مُتَقَدِّمٌ وَهُوَ أَمْرُ
أَبِي طَالِبٍ وَمُتَأَخِّرٌ وَهُوَ أَمْرُ آمِنَةَ ، وَيُؤَيِّدُ تَأْخِيرَ النُّزُولِ مَا تَقَدَّمَ فِي تَفْسِيرِ بَرَاءَةَ مِنِ اسْتِغْفَارِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِلْمُنَافِقِينَ حَتَّى نَزَلَ النَّهْيُ عَنْ ذَلِكَ ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَقْتَضِي
nindex.php?page=treesubj&link=28861تَأْخِيرَ النُّزُولِ وَإِنْ تَقَدَّمَ السَّبَبُ ، وَيُشِيرُ إِلَى ذَلِكَ أَيْضًا قَوْلُهُ فِي حَدِيثِ الْبَابِ ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي
أَبِي طَالِبٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=56إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ) لِأَنَّهُ يُشْعِرُ بِأَنَّ الْآيَةَ الْأُولَى نَزَلَتْ فِي
أَبِي طَالِبٍ وَفِي غَيْرِهِ ، وَالثَّانِيَةَ نَزَلَتْ فِيهِ وَحْدَهُ ، وَيُؤَيِّدُ تَعَدُّدَ السَّبَبِ مَا أَخْرَجَ
أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِ
أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ
أَبِي الْخَلِيلِ عَنْ
عَلِيٍّ قَالَ : سَمِعْتُ رَجُلًا يَسْتَغْفِرُ لِوَالِدَيْهِ وَهُمَا مُشْرِكَانِ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَنْزَلَ اللَّهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ ) الْآيَةَ . وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=16406ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ
مُجَاهِدٍ قَالَ الْمُؤْمِنُونَ : أَلَا نَسْتَغْفِرُ لِآبَائِنَا كَمَا اسْتَغْفَرَ
إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ ؟ فَنَزَلَتْ . وَمِنْ طَرِيقِ
قَتَادَةَ قَالَ : ذَكَرْنَا لَهُ أَنَّ رِجَالًا . . . . . فَذَكَرَ نَحْوَهُ . وَفِي الْحَدِيثِ أَنَّ مَنْ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ إِذَا خَتَمَ عُمُرَهُ بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ حُكِمَ بِإِسْلَامِهِ ، وَأُجْرِيَتْ عَلَيْهِ أَحْكَامُ الْمُسْلِمِينَ ، فَإِنْ قَارَنَ نُطْقَ لِسَانِهِ عَقْدُ قَلْبِهِ نَفَعَهُ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى بِشَرْطِ أَنْ لَا يَكُونَ وَصَلَ إِلَى حَدِّ انْقِطَاعِ الْأَمَلِ مِنَ الْحَيَاةِ وَعَجَزَ عَنْ فَهْمِ الْخِطَابِ وَرَدِّ الْجَوَابِ ، وَهُوَ وَقْتُ الْمُعَايَنَةِ ، وَإِلَيْهِ الْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=18وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ ) ( 4 : 18 ) وَاللَّهُ أَعْلَمُ . انْتَهَى كَلَامُ الْحَافِظِ وَقَدْ تَعَدَّدَتِ الرِّوَايَاتُ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=27928اسْتِغْفَارِ بَعْضِ الصَّحَابَةِ لِآبَائِهِمْ وَأُولِي قُرْبَاهُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ تَأَسِّيًا بِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ اسْتَغْفَرَ لِعَمِّهِ حَتَّى نَزَلَ النَّهْيُ فَكَفُّوا .