(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=11ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=12وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون ) .
هاتان الآيتان في بيان شأن من شئون البشر وغرائزهم فيما يعرض لهم في حياتهم الدنيا
[ ص: 255 ] من خير وشر ، ونفع وضر ، وشعورهم فيه بالحاجة إلى الله تعالى واللجوء إلى دعائه لأنفسهم وعليها ، واستعجالهم الأمور قبل أوانها ، وهو تعريض بالمشركين وحجة على ما يأتون من شرك ، وما ينكرون من أمر البعث ، متمم لما قبله ولذلك عطفه عليه .
تعجيل الشيء تقديمه على أوانه المضروب أو المقدر له أو الموعود به ، والاستعجال به طلب التعجيل ،
nindex.php?page=treesubj&link=28245_28254_28255والعجل من غرائز الإنسان القابلة للتأديب والتثقيف ، كي لا تطغى به فتورده الموارد . قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=11ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا ) ( 17 : 11 ) وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=37خلق الإنسان من عجل سأريكم آياتي فلا تستعجلون ) ( 21 : 37 ) فأما استعجاله بالخير والحسنة فلشدة حرصه على منافعه وقلة صبره عنها ، وأما استعجاله بالضر والسيئة فلا يكون لذاته ، بل لسبب عارض كالغضب والجهل والعناد والاستهزاء والتعجيز ، وقلما يكون مقصودا بنفسه إلا للنجاة مما هو شر منه ، كما يفعل اليائسون من الحياة ، أو النجاة من ذل وخزي أو ألم لا يطاق ، إذ يتقحمون المهالك أو يبخعون أنفسهم انتحارا .
قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=11nindex.php?page=treesubj&link=28255_28981ولو يعجل الله للناس الشر الذي يستعجلونه به ، كاستعجال مشركي
مكة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالعذاب الذي أنذرهم نزوله بهم إجمالا ، بما قصه عليهم في هذه السورة وغيرها من سنة الله تعالى في أقوام الرسل المعاندين وهو عذاب الاستئصال وفيما دونه من عذاب الدنيا كخزيهم والتنكيل بهم ونصره عليهم ، أو قيام الساعة ، وعذاب الآخرة . وقد حكى الله تعالى كل ذلك عنهم كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=6ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المثلات ) ( 13 : 6 ) الآية (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=53ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب وليأتينهم بغتة ) ( 29 : 53 ) وتقدم قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ) ( 8 : 32 ) وقال في الساعة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=18يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق ) ( 42 : 18 ) وفي العذاب : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=54يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين ) ( 29 : 54 ) وكل هذه الضروب من الاستعجال كانوا يقصدون بها تعجيز الرسول - صلى الله عليه وسلم - مبالغة في التكذيب ، واستهزاء بالوعيد ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=11استعجالهم بالخير ) معناه كاستعجالهم بالخير الذي يطلبونه لذاته بدعاء الله تعالى أو بمحاولة الأسباب التي يظنون أنها قد تأتي به قبل أوانه لقضي إليهم أجلهم ، قرأ
ابن عامر ويعقوب الجملة بالبناء للفاعل أي لقضى الله إليهم أجلهم ، وقرأها الجمهور بالبناء للمفعول للعلم بالفاعل وقضاء الأجل إليهم انتهاؤه إليهم بإهلاكهم قبل وقته الطبيعي كما هلك الذين كذبوا الرسل واستعجلوهم بالعذاب من قبلهم . ولكن الله تعالى
[ ص: 256 ] أرحم بهم من أنفسهم ، وقد بعث رسوله
محمدا خاتم النبيين رحمة للعالمين ، بالهداية الدائمة إلى يوم الدين ، وقضى بأن يؤمن به قومه من العرب ، ويحملوا دينه إلى جميع أمم العجم وأن يعاقب المعاندين من قومه في الدنيا بما يكون تأديبا لسائرهم ، بما بينه بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=14قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ) ( 9 : 14 ) الآية ، ويؤخر سائر الكافرين منهم ومن غيرهم إلى يوم القيامة ، فهو لا يقضي إليهم أجلهم بإهلاكهم واستئصالهم ؛ لأن هذا العذاب إذا نزل يكون عاما ، بل يذرهم وما هم فيه إلى نهاية آجالهم وذلك قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=11nindex.php?page=treesubj&link=28981_30525فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون ) الطغيان : مجاوزة الحد في الشر من كفر وظلم وعدوان ، هذا هو الأصل ، وطغيان السيل والبحر والدم مستعار منه ، والعمه ( كالتعب ) : التردد والتحير في الأمر أو في الشر ، والمعنى : فنترك الذين لا يرجون لقاءنا ممن تقدم ذكرهم فيما هم فيه من طغيان في الكفر والتكذيب ، يترددون فيه متحيرين لا يهتدون سبيلا للخروج منه ، لا نعجل لهم العذاب في الدنيا باستئصالهم ، حتى يأتي أمر الله تعالى في جماعتهم بنصر رسوله عليهم ، وفي أفرادهم بقتل بعضهم وموت بعض ، ومأواهم النار وبئس المصير ، إلا من تاب وآمن منهم ، أي هذه سنتنا فيهم لا نعجل شيئا قبل أوانه المقدر له بمقتضى علمنا وحكمتنا .
وفي الآية وجه عام غير خاص بالكافرين تقديره : ولو يعجل الله للناس الشر الذي يستعجلونه بذنوبهم المقتضية له من ظلم وفساد في الأرض وفسوق لأهلكهم ، كما قال في آية أخرى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=45ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى ) ( 35 : 45 ) الآية . ويدخل في المعنى هنا دعاؤهم على أنفسهم عند اليأس ودعاء بعضهم على بعض عند الغضب ، لو يعجله الله لهم لأهلكهم أيضا (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14وما دعاء الكافرين ) ( 13 : 14 ) بربهم أو بنعمه عليهم فيما يخالف شرعه وسننه في خلقه
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14إلا في ضلال ( 13 : 14 ) أي ضياع لا يستجيبه الله لهم ، لحلمه ورحمته بهم .
nindex.php?page=treesubj&link=28981_32498وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما ، هذا بيان لغريزة الإنسان العامة وشأنه فيما يمسه من الضر ، يعلم منه أن استعجال أولئك الناس بالشر ، تعجيزا لنبيهم ومبالغة في تكذيبه ، إنما هو من طغيانهم الذي خرجوا فيه عن مقتضى طبيعتهم ، فهو يقول : إن الإنسان إذا أصابه من الضر ما يشعر بشدة ألمه أو خطره من إشراف على غرق وغيره من أنواع التهلكة ، أو شدة مسغبة ، أو إعضال داء دعانا ملحا في كشفه عنه في كل حال يكون عليه : دعانا مضطجعا لجنبه ، أو قاعدا في كسر بيته ، أو قائما على قدميه حائرا في أمره ، فهو لا ينسى حاجته إلى رحمة ربه ، ما دام يشعر بمس الضر ولذعه له ، يعلم من نفسه العجز عن النجاة منه ، قدم من هذه الحالات الثلاث ما يكون الإنسان فيها أشد عجزا وأقوى شعورا بالحاجة إلى ربه فالتي تليها فالتي تليها ، وثم حالة رابعة هي سعيه لدفع الضر من طريق الأسباب ، فلم تذكر
[ ص: 257 ] لأن الإنسان غير المؤمن قلما يتذكر ما أودع في فطرته من الإيمان بربه ذي السلطان الغيبي الذي هو فوق جميع الأسباب ، ويشعر بحاجته إلى اللجوء إليه ، ودعائه والاستغاثة به ، إلا عند عجزه عن الأسباب المسخرة له والمشركون بالله تعالى أقل الناس تذكرا لذلك ؛ لأنهم عند عجزهم عن الأسباب العامة المعلومة يلجئون إلى مظنة الأسباب الموهومة ، وهي المخلوقات المعبودة التي يعتقدون أن لها سلطانا غيبيا فوق الأسباب ، من جنس سلطان الرب الخالق عز وجل إما لذاتها وإما بما لها من المكانة عند الله ، والمثل مضروب هنا لهؤلاء .
فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه ، كان الظاهر أن يقال : ( ( فإذا كشفنا عنه ضره ) ) ؛ إذ هو المناسب للشرط في أول الآية ، وهو في جنس الإنسان ومقتضى طبعه لا في فرد من أفراده ، ونكتة هذا التعبير أن يتصور القارئ والسامع للآية كشف الضر بعد الدعاء واقعا مشاهدا من شخص معين ، ويرى ما يفعل بعده لأنه أبلغ في العبرة . أي فلما كشفنا عنه ضره الذي دعانا له في حال شعوره بعجزه عن كشفه بنفسه وبغيره من الأسباب ، مر ومضى في شئونه على ما كان من طريقته في الغفلة عن ربه والكفر به ، كأن الحال لم تتغير عليه ، فلم يدعنا إلى ضر مسه ، ولم نكشف عنه ضره كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون أي كهذا النحو من معرفة الله والإخلاص في دعائه وحده في الشدة ، ونسيانه والكفر به بعد كشفها ، زين للمسرفين من طغاة
مكة وغيرهم ما كانوا يعملون من أعمال الشرك ، حتى بلغ من عنادهم للرسول واستهزائهم بما أنذرهم من عذاب أن استعجلوه بالعذاب ؛ والإسراف رديف الطغيان وأخوه ، وسيأتي مثل هذه الآية بعد عشر آيات ببيان أبلغ .
وقد أسند التزيين هنا إلى المفعول لأنه المقصود بالعبرة دون فاعله ، وسبق مثله في آل عمران 3 : 14 والأنعام 6 : 43 والتوبة 9 : 37 وقد أسند إلى الشيطان في سورة الأنعام والأنفال ، وأسند إلى الله تعالى في الأنعام أيضا بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=108زينا لكل أمة عملهم ) ( 108 ) وبينا في تفسير هذه نكتة اختلاف الإسناد في كل موضع راجع ص 557 وما بعدها ج 7 ط الهيئة .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=11وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجْلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=12وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضَرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) .
هَاتَانِ الْآيَتَانِ فِي بَيَانِ شَأْنٍ مِنْ شُئُونِ الْبَشَرِ وَغَرَائِزِهِمْ فِيمَا يَعْرِضُ لَهُمْ فِي حَيَاتِهِمُ الدُّنْيَا
[ ص: 255 ] مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ ، وَنَفْعٍ وَضُرٍّ ، وَشُعُورِهِمْ فِيهِ بِالْحَاجَةِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى وَاللُّجُوءِ إِلَى دُعَائِهِ لِأَنْفُسِهِمْ وَعَلَيْهَا ، وَاسْتِعْجَالِهِمُ الْأُمُورَ قَبْلَ أَوَانِهَا ، وَهُوَ تَعْرِيضٌ بِالْمُشْرِكِينَ وَحُجَّةٌ عَلَى مَا يَأْتُونَ مِنْ شِرْكٍ ، وَمَا يُنْكِرُونَ مِنْ أَمْرِ الْبَعْثِ ، مُتَمَّمٌ لِمَا قَبْلَهُ وَلِذَلِكَ عَطَفَهُ عَلَيْهِ .
تَعْجِيلُ الشَّيْءِ تَقْدِيمُهُ عَلَى أَوَانِهِ الْمَضْرُوبِ أَوِ الْمُقَدِّرِ لَهُ أَوِ الْمَوْعُودِ بِهِ ، وَالِاسْتِعْجَالُ بِهِ طَلَبُ التَّعْجِيلِ ،
nindex.php?page=treesubj&link=28245_28254_28255وَالْعَجَلُ مِنْ غَرَائِزِ الْإِنْسَانِ الْقَابِلَةِ لِلتَّأْدِيبِ وَالتَّثْقِيفِ ، كَيْ لَا تَطْغَى بِهِ فَتُورِدَهُ الْمَوَارِدَ . قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=11وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا ) ( 17 : 11 ) وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=37خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ) ( 21 : 37 ) فَأَمَّا اسْتِعْجَالُهُ بِالْخَيْرِ وَالْحَسَنَةِ فَلِشِدَّةِ حِرْصِهِ عَلَى مَنَافِعِهِ وَقِلَّةِ صَبْرِهِ عَنْهَا ، وَأَمَّا اسْتِعْجَالُهُ بِالضُّرِّ وَالسَّيِّئَةِ فَلَا يَكُونُ لِذَاتِهِ ، بَلْ لِسَبَبٍ عَارِضٍ كَالْغَضَبِ وَالْجَهْلِ وَالْعِنَادِ وَالِاسْتِهْزَاءِ وَالتَّعْجِيزِ ، وَقَلَّمَا يَكُونُ مَقْصُودًا بِنَفْسِهِ إِلَّا لِلنَّجَاةِ مِمَّا هُوَ شَرٌّ مِنْهُ ، كَمَا يَفْعَلُ الْيَائِسُونَ مِنَ الْحَيَاةِ ، أَوِ النَّجَاةِ مِنْ ذُلٍّ وَخِزْيٍ أَوْ أَلَمٍ لَا يُطَاقُ ، إِذْ يَتَقَحَّمُونَ الْمَهَالِكَ أَوْ يَبْخَعُونَ أَنْفُسَهُمُ انْتِحَارًا .
قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=11nindex.php?page=treesubj&link=28255_28981وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ الَّذِي يَسْتَعْجِلُونَهُ بِهِ ، كَاسْتِعْجَالِ مُشْرِكِي
مَكَّةَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالْعَذَابِ الَّذِي أَنْذَرَهُمْ نُزُولَهُ بِهِمْ إِجْمَالًا ، بِمَا قَصَّهُ عَلَيْهِمْ فِي هَذِهِ السُّورَةِ وَغَيْرِهَا مِنْ سُنَّةِ اللَّهِ تَعَالَى فِي أَقْوَامِ الرُّسُلِ الْمُعَانِدِينَ وَهُوَ عَذَابُ الِاسْتِئْصَالِ وَفِيمَا دُونَهُ مِنْ عَذَابِ الدُّنْيَا كَخِزْيِهِمْ وَالتَّنْكِيلِ بِهِمْ وَنَصْرِهِ عَلَيْهِمْ ، أَوْ قِيَامِ السَّاعَةِ ، وَعَذَابِ الْآخِرَةِ . وَقَدْ حَكَى اللَّهُ تَعَالَى كُلَّ ذَلِكَ عَنْهُمْ كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=6وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ ) ( 13 : 6 ) الْآيَةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=53وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلَا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً ) ( 29 : 53 ) وَتَقَدَّمَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) ( 8 : 32 ) وَقَالَ فِي السَّاعَةِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=18يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ ) ( 42 : 18 ) وَفِي الْعَذَابِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=54يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ ) ( 29 : 54 ) وَكُلُّ هَذِهِ الضُّرُوبِ مِنَ الِاسْتِعْجَالِ كَانُوا يَقْصِدُونَ بِهَا تَعْجِيزَ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُبَالَغَةً فِي التَّكْذِيبِ ، وَاسْتِهْزَاءً بِالْوَعِيدِ ، وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=11اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ ) مَعْنَاهُ كَاسْتِعْجَالِهِمْ بِالْخَيْرِ الَّذِي يَطْلُبُونَهُ لِذَاتِهِ بِدُعَاءِ اللَّهِ تَعَالَى أَوْ بِمُحَاوَلَةِ الْأَسْبَابِ الَّتِي يَظُنُّونَ أَنَّهَا قَدْ تَأْتِي بِهِ قَبْلَ أَوَانِهِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجْلُهُمْ ، قَرَأَ
ابْنُ عَامِرٍ وَيَعْقُوبُ الْجُمْلَةَ بِالْبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ أَيْ لَقَضَى اللَّهُ إِلَيْهِمْ أَجْلَهُمْ ، وَقَرَأَهَا الْجُمْهُورُ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ لِلْعِلْمِ بِالْفَاعِلِ وَقَضَاءُ الْأَجَلِ إِلَيْهِمُ انْتِهَاؤُهُ إِلَيْهِمْ بِإِهْلَاكِهِمْ قَبْلَ وَقْتِهِ الطَّبِيعِيِّ كَمَا هَلَكَ الَّذِينَ كَذَّبُوا الرُّسُلَ وَاسْتَعْجَلُوهُمْ بِالْعَذَابِ مِنْ قَبْلِهِمْ . وَلَكِنَّ اللَّهَ تَعَالَى
[ ص: 256 ] أَرْحَمُ بِهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ، وَقَدْ بَعَثَ رَسُولَهُ
مُحَمَّدًا خَاتَمَ النَّبِيِّينَ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ، بِالْهِدَايَةِ الدَّائِمَةِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ، وَقَضَى بِأَنْ يُؤْمِنَ بِهِ قَوْمُهُ مِنَ الْعَرَبِ ، وَيَحْمِلُوا دِينَهُ إِلَى جَمِيعِ أُمَمِ الْعَجَمِ وَأَنْ يُعَاقِبَ الْمُعَانِدِينَ مِنْ قَوْمِهِ فِي الدُّنْيَا بِمَا يَكُونُ تَأْدِيبًا لِسَائِرِهِمْ ، بِمَا بَيَّنَهُ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=14قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ ) ( 9 : 14 ) الْآيَةَ ، وَيُؤَخِّرُ سَائِرَ الْكَافِرِينَ مِنْهُمْ وَمِنْ غَيْرِهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، فَهُوَ لَا يَقْضِي إِلَيْهِمْ أَجْلَهُمْ بِإِهْلَاكِهِمْ وَاسْتِئْصَالِهِمْ ؛ لِأَنَّ هَذَا الْعَذَابَ إِذَا نَزَلَ يَكُونُ عَامًّا ، بَلْ يَذَرُهُمْ وَمَا هُمْ فِيهِ إِلَى نِهَايَةِ آجَالِهِمْ وَذَلِكَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=11nindex.php?page=treesubj&link=28981_30525فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ) الطُّغْيَانُ : مُجَاوَزَةُ الْحَدِّ فِي الشَّرِّ مِنْ كُفْرٍ وَظُلْمٍ وَعُدْوَانٍ ، هَذَا هُوَ الْأَصْلُ ، وَطُغْيَانُ السَّيْلِ وَالْبَحْرِ وَالدَّمِ مُسْتَعَارٌ مِنْهُ ، وَالْعَمَهُ ( كَالتَّعَبِ ) : التَّرَدُّدُ وَالتَّحَيُّرُ فِي الْأَمْرِ أَوْ فِي الشَّرِّ ، وَالْمَعْنَى : فَنَتْرُكُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا مِمَّنْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُمْ فِيمَا هُمْ فِيهِ مِنْ طُغْيَانٍ فِي الْكُفْرِ وَالتَّكْذِيبِ ، يَتَرَدَّدُونَ فِيهِ مُتَحَيِّرِينَ لَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا لِلْخُرُوجِ مِنْهُ ، لَا نُعَجِّلُ لَهُمُ الْعَذَابَ فِي الدُّنْيَا بِاسْتِئْصَالِهِمْ ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ تَعَالَى فِي جَمَاعَتِهِمْ بِنَصْرِ رَسُولِهِ عَلَيْهِمْ ، وَفِي أَفْرَادِهِمْ بِقَتْلِ بَعْضِهِمْ وَمَوْتِ بَعْضٍ ، وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ، إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ مِنْهُمْ ، أَيْ هَذِهِ سُنَّتُنَا فِيهِمْ لَا نُعَجِّلُ شَيْئًا قَبْلَ أَوَانِهِ الْمُقَدَّرِ لَهُ بِمُقْتَضَى عِلْمِنَا وَحِكْمَتِنَا .
وَفِي الْآيَةِ وَجْهٌ عَامٌّ غَيْرُ خَاصٍّ بِالْكَافِرِينَ تَقْدِيرُهُ : وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ الَّذِي يَسْتَعْجِلُونَهُ بِذُنُوبِهِمُ الْمُقْتَضِيَةِ لَهُ مِنْ ظُلْمٍ وَفَسَادٍ فِي الْأَرْضِ وَفُسُوقٍ لَأَهْلَكَهُمْ ، كَمَا قَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=45وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ) ( 35 : 45 ) الْآيَةَ . وَيَدْخُلُ فِي الْمَعْنَى هُنَا دُعَاؤُهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ عِنْدَ الْيَأْسِ وَدُعَاءُ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ عِنْدَ الْغَضَبِ ، لَوْ يُعَجِّلُهُ اللَّهُ لَهُمْ لَأَهْلَكَهُمْ أَيْضًا (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ ) ( 13 : 14 ) بِرَبِّهِمْ أَوْ بِنِعَمِهِ عَلَيْهِمْ فِيمَا يُخَالِفُ شَرْعَهُ وَسُنَنَهُ فِي خَلْقِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=14إِلَّا فِي ضَلَالٍ ( 13 : 14 ) أَيْ ضَيَاعٍ لَا يَسْتَجِيبُهُ اللَّهُ لَهُمْ ، لِحِلْمِهِ وَرَحْمَتِهِ بِهِمْ .
nindex.php?page=treesubj&link=28981_32498وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا ، هَذَا بَيَانٌ لِغَرِيزَةِ الْإِنْسَانِ الْعَامَّةِ وَشَأْنِهِ فِيمَا يَمَسُّهُ مِنَ الضُّرِّ ، يُعْلَمُ مِنْهُ أَنَّ اسْتِعْجَالَ أُولَئِكَ النَّاسِ بِالشَّرِّ ، تَعْجِيزًا لِنَبِيِّهِمْ وَمُبَالَغَةً فِي تَكْذِيبِهِ ، إِنَّمَا هُوَ مِنْ طُغْيَانِهِمُ الَّذِي خَرَجُوا فِيهِ عَنْ مُقْتَضَى طَبِيعَتِهِمْ ، فَهُوَ يَقُولُ : إِنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا أَصَابَهُ مِنَ الضُّرِّ مَا يَشْعُرُ بِشِدَّةِ أَلَمِهِ أَوْ خَطَرِهِ مِنْ إِشْرَافٍ عَلَى غَرَقٍ وَغَيْرِهِ مِنْ أَنْوَاعِ التَّهْلُكَةِ ، أَوْ شَدَّةِ مَسْغَبَةٍ ، أَوْ إِعْضَالِ دَاءٍ دَعَانَا مُلِحًّا فِي كَشْفِهِ عَنْهُ فِي كُلِّ حَالٍ يَكُونُ عَلَيْهِ : دَعَانَا مُضْطَجِعًا لِجَنْبِهِ ، أَوْ قَاعِدًا فِي كَسْرِ بَيْتِهِ ، أَوْ قَائِمًا عَلَى قَدَمَيْهِ حَائِرًا فِي أَمْرِهِ ، فَهُوَ لَا يَنْسَى حَاجَتَهُ إِلَى رَحْمَةِ رَبِّهِ ، مَا دَامَ يَشْعُرُ بِمَسِّ الضُّرِّ وَلَذْعِهِ لَهُ ، يَعْلَمُ مِنْ نَفْسِهِ الْعَجْزَ عَنِ النَّجَاةِ مِنْهُ ، قَدَّمَ مِنْ هَذِهِ الْحَالَاتِ الثَّلَاثِ مَا يَكُونُ الْإِنْسَانُ فِيهَا أَشَدَّ عَجْزًا وَأَقْوَى شُعُورًا بِالْحَاجَةِ إِلَى رَبِّهِ فَالَّتِي تَلِيهَا فَالَّتِي تَلِيهَا ، وَثَمَّ حَالَةٌ رَابِعَةٌ هِيَ سَعْيُهُ لِدَفْعِ الضُّرِّ مِنْ طَرِيقِ الْأَسْبَابِ ، فَلَمْ تُذْكَرْ
[ ص: 257 ] لِأَنَّ الْإِنْسَانَ غَيْرَ الْمُؤْمِنِ قَلَّمَا يَتَذَكَّرُ مَا أُودِعَ فِي فِطْرَتِهِ مِنَ الْإِيمَانِ بِرَبِّهِ ذِي السُّلْطَانِ الْغَيْبِيِّ الَّذِي هُوَ فَوْقَ جَمِيعِ الْأَسْبَابِ ، وَيَشْعُرُ بِحَاجَتِهِ إِلَى اللُّجُوءِ إِلَيْهِ ، وَدُعَائِهِ وَالِاسْتِغَاثَةِ بِهِ ، إِلَّا عِنْدَ عَجْزِهِ عَنِ الْأَسْبَابِ الْمُسَخَّرَةِ لَهُ وَالْمُشْرِكُونَ بِاللَّهِ تَعَالَى أَقَلُّ النَّاسِ تَذَكُّرًا لِذَلِكَ ؛ لِأَنَّهُمْ عِنْدَ عَجْزِهِمْ عَنِ الْأَسْبَابِ الْعَامَّةِ الْمَعْلُومَةِ يَلْجَئُونَ إِلَى مَظِنَّةِ الْأَسْبَابِ الْمَوْهُومَةِ ، وَهِيَ الْمَخْلُوقَاتُ الْمَعْبُودَةُ الَّتِي يَعْتَقِدُونَ أَنَّ لَهَا سُلْطَانًا غَيْبِيًّا فَوْقَ الْأَسْبَابِ ، مِنْ جِنْسِ سُلْطَانِ الرَّبِّ الْخَالِقِ عَزَّ وَجَلَّ إِمَّا لِذَاتِهَا وَإِمَّا بِمَا لَهَا مِنَ الْمَكَانَةِ عِنْدَ اللَّهِ ، وَالْمَثَلُ مَضْرُوبٌ هُنَا لِهَؤُلَاءِ .
فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ ، كَانَ الظَّاهِرُ أَنْ يُقَالَ : ( ( فَإِذَا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ ) ) ؛ إِذْ هُوَ الْمُنَاسِبُ لِلشَّرْطِ فِي أَوَّلِ الْآيَةِ ، وَهُوَ فِي جِنْسِ الْإِنْسَانِ وَمُقْتَضَى طَبْعِهِ لَا فِي فَرْدٍ مِنْ أَفْرَادِهِ ، وَنُكْتَةُ هَذَا التَّعْبِيرِ أَنْ يَتَصَوَّرَ الْقَارِئُ وَالسَّامِعُ لِلْآيَةِ كَشْفَ الضُّرِّ بَعْدَ الدُّعَاءِ وَاقِعًا مُشَاهَدًا مِنْ شَخْصٍ مُعَيَّنٍ ، وَيَرَى مَا يَفْعَلُ بَعْدَهُ لِأَنَّهُ أَبْلَغُ فِي الْعِبْرَةِ . أَيْ فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ الَّذِي دَعَانَا لَهُ فِي حَالِ شُعُورِهِ بِعَجْزِهِ عَنْ كَشْفِهِ بِنَفْسِهِ وَبِغَيْرِهِ مِنَ الْأَسْبَابِ ، مَرَّ وَمَضَى فِي شُئُونِهِ عَلَى مَا كَانَ مِنْ طَرِيقَتِهِ فِي الْغَفْلَةِ عَنْ رَبِّهِ وَالْكُفْرِ بِهِ ، كَأَنَّ الْحَالَ لَمْ تَتَغَيَّرْ عَلَيْهِ ، فَلَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ ، وَلَمْ نَكْشِفْ عَنْهُ ضُرَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ أَيْ كَهَذَا النَّحْوِ مِنْ مَعْرِفَةِ اللَّهِ وَالْإِخْلَاصِ فِي دُعَائِهِ وَحْدَهُ فِي الشِّدَّةِ ، وَنِسْيَانِهِ وَالْكُفْرِ بِهِ بَعْدَ كَشْفِهَا ، زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مِنْ طُغَاةِ
مَكَّةَ وَغَيْرِهِمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ مِنْ أَعْمَالِ الشِّرْكِ ، حَتَّى بَلَغَ مِنْ عِنَادِهِمْ لِلرَّسُولِ وَاسْتِهْزَائِهِمْ بِمَا أَنْذَرَهُمْ مِنْ عَذَابٍ أَنِ اسْتَعْجَلُوهُ بِالْعَذَابِ ؛ وَالْإِسْرَافُ رَدِيفُ الطُّغْيَانِ وَأَخُوهُ ، وَسَيَأْتِي مِثْلُ هَذِهِ الْآيَةِ بَعْدَ عَشْرِ آيَاتٍ بِبَيَانٍ أَبْلَغَ .
وَقَدْ أُسْنِدَ التَّزْيِينُ هُنَا إِلَى الْمَفْعُولِ لِأَنَّهُ الْمَقْصُودُ بِالْعِبْرَةِ دُونَ فَاعِلِهِ ، وَسَبَقَ مِثْلُهُ فِي آلِ عِمْرَانَ 3 : 14 وَالْأَنْعَامِ 6 : 43 وَالتَّوْبَةِ 9 : 37 وَقَدْ أُسْنِدَ إِلَى الشَّيْطَانِ فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ وَالْأَنْفَالِ ، وَأُسْنِدَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فِي الْأَنْعَامِ أَيْضًا بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=108زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ) ( 108 ) وَبَيَّنَّا فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ نُكْتَةَ اخْتِلَافِ الْإِسْنَادِ فِي كُلِّ مَوْضِعٍ رَاجِعْ ص 557 وَمَا بَعْدَهَا ج 7 ط الْهَيْئَةِ .