(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=28ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم فزيلنا بينهم وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=29فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم إن كنا عن عبادتكم لغافلين nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=30هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت وردوا إلى الله مولاهم الحق وضل عنهم ما كانوا يفترون ) .
[ ص: 289 ] هذا لون آخر من ألوان
nindex.php?page=treesubj&link=30336_29468البيان لعقيدة البعث والجزاء ، وقد بينا حكمة هذا التكرار المختلف الأساليب والألوان وأمثاله في الكلام على أسلوب القرآن وإعجازه .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=28ويوم نحشرهم جميعا ) أي واذكر أيها الرسول لفريقي الناس الذين ضربنا لهم ما سبق من الأمثال ، وبينا ما يعملون من الأعمال ، يوم نحشرهم جميعا في موقف الحساب لا يتخلف منهم أحد ، أو الظرف متعلق بقوله تعالى في الآية التالية : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=30هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت ) وفي بعض الآيات : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=17ويوم يحشرهم وما يعبدون ) ( 25 : 17 ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=28ثم نقول للذين أشركوا مكانكم ) أي ثم نقول للمشركين منهم بعد وقوف طويل لا يخاطب فيه أحد بشيء كما تدل عليه بعض الآيات : الزموا مكانكم لا تبرحوه حتى تنظروا ما يفعل بكم : وأنتم وشركاؤكم أي الزموه أنتم وشركاؤكم ، أي الذين جعلتموهم شركاء لله ؛ لنفصل بينكم فيما كان من سبب عبادتكم لهم وما يقول كل منكم فيها فزيلنا بينهم أي فرقنا بين الشركاء ومن أشركوهم مع الله ، وميزنا بعضهم من بعض كما يميز بين الخصوم عند الحساب ، والتزييل من زاله يزاله كناله يناله بمعنى نحاه ( وهو يأتي ) وزايلته فارقته وتزيلوا تميزوا بافتراق بعضهم من بعض ، ومنه قوله في
أهل مكة واختلاط مؤمنيهم بكفارهم قبل الفتح : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما ) ( 48 : 25 ) أو المراد من التزييل والتفريق تقطيع ما كان بينهم في الدنيا من الصلات وما للمشركين في الشركاء من الآمال ، وكل من المعنيين صحيح ، والعبادة الشركية أنواع والمعبودات والمعبودون أنواع يصح في بعضهم ما لا يصح في الآخر ؛ ولذلك تكرر معنى حشر الفريقين وحسابهم في سور أخرى ، بعضها في عبادة الملائكة وعبادة الجن ، وبعضها في عبادة البشر ، وما اتخذ لهم من التماثيل والصور ، ومثلها القبور المعظمة وسنشير إلى شواهده : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=28وقال شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون ) أي ما كنتم تخصوننا بالعبادة ، وإنما كنتم تعبدون أهواءكم وشهواتكم وشياطينكم المغوية لكم ، وتتخذون أسماءنا وتماثيلنا هياكل ومواسم لمنافعكم ومصالحكم ، وليس هذا شأن العبودية الصادقة للمعبود الحق ، الذي يطاع ويعبد لأنه صاحب السلطان الأعلى على الخلق ، وبيده تدبير الأمر ، ومصادر النفع والضر . والمراد : أنهم يتبرءون منهم كما صرح به في آيات أخرى .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=29فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم ) أي فكفى بالله شهيدا وحكما بيننا وبينكم ، فهو العليم بحالنا وحالكم إن كنا عن عبادتكم لغافلين أي إننا كنا في غفلة عن عبادتكم لا ننظر إليها ولا نفكر فيها ، وقيل : إن المراد بالغفلة عنها عدم الرضا بها .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=30هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت ) أي في ذلك المكان وهو موقف الحساب ، أو في ذلك الوقت أو اليوم تختبر كل نفس من عابدة ومعبودة ومؤمنة وجاحدة وشاكرة وكافرة ، ما قدمت في حياتها الدنيا من عمل ، وما كان لكسبها في صفاتها من أثر ، من خير وشر ، ونفع وضر
[ ص: 290 ] بما ترى من الجزاء عليه ، وكونه ثمرة طبيعية له ، لا شأن فيه لولي ولا شفيع ، ولا معبود ولا شريك . وهنالك مواقف وأوقات أخرى لا سؤال فيها ولا جدال ، تغني فيها دلالة الحال عن المقال ، ولكل مقام مقال (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=30وردوا إلى الله مولاهم الحق ) أي أرجعوا إلى الله الذي هو مولاهم الحق ، دون ما اتخذوا من دونه بالباطل من الأولياء والشفعاء ، والأنداد والشركاء على اختلاف الأسماء ، كما ثبت في الآيات الكثيرة كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=4إلى الله مرجعكم ) ( 5 : 48 و 105 ، 11 : 4 ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=7إلى ربكم مرجعكم ) ( 6 : 164 ، 39 : 7 ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=108إلى ربهم مرجعهم ) ( 6 : 108 ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=18وإلى الله المصير ) ( 24 : 42 ، 35 : 18 ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=3وإليه المصير ) ( 5 : 18 ، 42 : 15 ، 64 : 3 ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=30وضل عنهم ما كانوا يفترون ) أي وضاع وذهب عنهم ما كانوا يفترونه عليه من الشفعاء والأولياء فلم يجدوا أحدا ينصرهم ولا ينقذهم (
nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=19يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله ) ( 82 : 19 ) .
هذه الآيات في موقف المشركين مع الشركاء ، والمرءوسين مع الرؤساء ، والمتكبرين مع الضعفاء والمضلين مع الضالين ، والغاوين مع المغوين ، قد تكرر بيانها في سور أخرى مجملا مبهما ، وفي بعضها مفصلا ومبينا فمنها ما يسأل الله فيه العابدين ، ومنها ما يسأل فيه المعبودين ، من غير تعيين ، ومنها ما عين فيه اسم الملائكة والجن والشياطين ، وفي كل منها يتبرأ المضلون من الضالين ، فتراجع فيها سورة الفرقان 25 : 17 - 19 وسورة الأنعام 6 : 22 - 24 وسورة سبأ 34 : 40 - 42 وسورة القصص 28 :62 - 64 ومنها ما يتناقش فيها الفريقان فراجع سورة إبراهيم 14 : 21 و 22 وسورة الصافات 37 : 22 و 23 فبمراجعة هذه الآيات كلها وما في معناها كآيات سورة البقرة 2 : 166 ، 167 ومع تفسيرنا لهاتين ( ج2 ) يتبين لك ما يفسر به بعضها بعضا ، وقد بينا حكمة هذا التكرار في موضعه الذي دللنا عليه آنفا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=28وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينِ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=29فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لِغَافِلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=30هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ) .
[ ص: 289 ] هَذَا لَوْنٌ آخَرُ مِنْ أَلْوَانِ
nindex.php?page=treesubj&link=30336_29468الْبَيَانِ لِعَقِيدَةِ الْبَعْثِ وَالْجَزَاءِ ، وَقَدْ بَيَّنَّا حِكْمَةَ هَذَا التَّكْرَارِ الْمُخْتَلِفِ الْأَسَالِيبِ وَالْأَلْوَانِ وَأَمْثَالِهِ فِي الْكَلَامِ عَلَى أُسْلُوبِ الْقُرْآنِ وَإِعْجَازِهِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=28وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ) أَيْ وَاذْكُرْ أَيُّهَا الرَّسُولُ لِفَرِيقَيِ النَّاسِ الَّذِينَ ضَرَبْنَا لَهُمْ مَا سَبَقَ مِنَ الْأَمْثَالِ ، وَبَيَّنَّا مَا يَعْمَلُونَ مِنَ الْأَعْمَالِ ، يَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا فِي مَوْقِفِ الْحِسَابِ لَا يَتَخَلَّفُ مِنْهُمْ أَحَدٌ ، أَوِ الظَّرْفُ مُتَعَلِّقٌ بِقَوْلِهِ تَعَالَى فِي الْآيَةِ التَّالِيَةِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=30هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ ) وَفِي بَعْضِ الْآيَاتِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=17وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ ) ( 25 : 17 ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=28ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ ) أَيْ ثُمَّ نَقُولُ لِلْمُشْرِكِينَ مِنْهُمْ بَعْدَ وُقُوفٍ طَوِيلٍ لَا يُخَاطَبُ فِيهِ أَحَدٌ بِشَيْءٍ كَمَا تَدُلُّ عَلَيْهِ بَعْضُ الْآيَاتِ : الْزَمُوا مَكَانَكُمْ لَا تَبْرَحُوهُ حَتَّى تَنْظُرُوا مَا يُفْعَلُ بِكُمْ : وَأَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ أَيِ الْزَمُوهُ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ ، أَيِ الَّذِينَ جَعَلْتُمُوهُمْ شُرَكَاءَ لِلَّهِ ؛ لِنَفْصِلَ بَيْنَكُمْ فِيمَا كَانَ مَنْ سَبَبِ عِبَادَتِكُمْ لَهُمْ وَمَا يَقُولُ كُلٌّ مِنْكُمْ فِيهَا فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ أَيْ فَرَّقْنَا بَيْنَ الشُّرَكَاءِ وَمَنْ أَشْرَكُوهُمْ مَعَ اللَّهِ ، وَمَيَّزْنَا بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ كَمَا يُمَيَّزُ بَيْنَ الْخُصُومِ عِنْدَ الْحِسَابِ ، وَالتَّزْيِيلُ مِنْ زَالَهُ يَزَالُهُ كَنَالَهُ يَنَالُهُ بِمَعْنَى نَحَّاهُ ( وَهُوَ يَأْتِي ) وَزَايَلْتُهُ فَارَقْتُهُ وَتَزَيَّلُوا تَمَيَّزُوا بِافْتِرَاقِ بَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ فِي
أَهْلِ مَكَّةَ وَاخْتِلَاطِ مُؤْمِنِيهِمْ بِكُفَّارِهِمْ قَبْلَ الْفَتْحِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ) ( 48 : 25 ) أَوِ الْمُرَادُ مِنَ التَّزْيِيلِ وَالتَّفْرِيقِ تَقْطِيعُ مَا كَانَ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا مِنَ الصِّلَاتِ وَمَا لِلْمُشْرِكِينَ فِي الشُّرَكَاءِ مِنَ الْآمَالِ ، وَكُلٌّ مِنَ الْمَعْنَيَيْنِ صَحِيحٌ ، وَالْعِبَادَةُ الشِّرْكِيَّةُ أَنْوَاعٌ وَالْمَعْبُودَاتُ وَالْمَعْبُودُونَ أَنْوَاعٌ يَصِحُّ فِي بَعْضِهِمْ مَا لَا يَصِحُّ فِي الْآخَرِ ؛ وَلِذَلِكَ تَكَرَّرَ مَعْنَى حَشْرِ الْفَرِيقَيْنِ وَحِسَابِهِمْ فِي سُوَرٍ أُخْرَى ، بَعْضُهَا فِي عِبَادَةِ الْمَلَائِكَةِ وَعِبَادَةِ الْجِنِّ ، وَبَعْضُهَا فِي عِبَادَةِ الْبَشَرِ ، وَمَا اتُّخِذَ لَهُمْ مِنَ التَّمَاثِيلِ وَالصُّوَرِ ، وَمِثْلُهَا الْقُبُورُ الْمُعَظَّمَةُ وَسَنُشِيرُ إِلَى شَوَاهِدِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=28وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ) أَيْ مَا كُنْتُمْ تَخُصُّونَنَا بِالْعِبَادَةِ ، وَإِنَّمَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ أَهْوَاءَكُمْ وَشَهَوَاتِكُمْ وَشَيَاطِينَكُمُ الْمُغْوِيَةَ لَكُمْ ، وَتَتَّخِذُونَ أَسْمَاءَنَا وَتَمَاثِيلَنَا هَيَاكِلَ وَمَوَاسِمَ لِمَنَافِعِكُمْ وَمَصَالِحِكُمْ ، وَلَيْسَ هَذَا شَأْنَ الْعُبُودِيَّةِ الصَّادِقَةِ لِلْمَعْبُودِ الْحَقِّ ، الَّذِي يُطَاعُ وَيُعْبَدُ لِأَنَّهُ صَاحِبُ السُّلْطَانِ الْأَعْلَى عَلَى الْخَلْقِ ، وَبِيَدِهِ تَدْبِيرُ الْأَمْرِ ، وَمَصَادِرُ النَّفْعِ وَالضُّرِّ . وَالْمُرَادُ : أَنَّهُمْ يَتَبَرَّءُونَ مِنْهُمْ كَمَا صَرَّحَ بِهِ فِي آيَاتٍ أُخْرَى .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=29فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ) أَيْ فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا وَحَكَمًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ، فَهُوَ الْعَلِيمُ بِحَالِنَا وَحَالِكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لِغَافِلِينَ أَيْ إِنَّنَا كُنَّا فِي غَفْلَةٍ عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَا نَنْظُرُ إِلَيْهَا وَلَا نُفَكِّرُ فِيهَا ، وَقِيلَ : إِنَّ الْمُرَادَ بِالْغَفْلَةِ عَنْهَا عَدَمُ الرِّضَا بِهَا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=30هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ ) أَيْ فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ وَهُوَ مَوْقِفُ الْحِسَابِ ، أَوْ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ أَوِ الْيَوْمِ تَخْتَبِرُ كُلُّ نَفْسٍ مِنْ عَابِدَةٍ وَمَعْبُودَةٍ وَمُؤْمِنَةٍ وَجَاحِدَةٍ وَشَاكِرَةٍ وَكَافِرَةٍ ، مَا قَدَّمَتْ فِي حَيَاتِهَا الدُّنْيَا مِنْ عَمَلٍ ، وَمَا كَانَ لِكَسْبِهَا فِي صِفَاتِهَا مِنْ أَثَرٍ ، مَنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ ، وَنَفْعٍ وَضُرٍّ
[ ص: 290 ] بِمَا تَرَى مِنَ الْجَزَاءِ عَلَيْهِ ، وَكَوْنِهِ ثَمَرَةً طَبِيعِيَّةً لَهُ ، لَا شَأْنَ فِيهِ لِوَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ، وَلَا مَعْبُودٍ وَلَا شَرِيكٍ . وَهُنَالِكَ مَوَاقِفُ وَأَوْقَاتٌ أُخْرَى لَا سُؤَالَ فِيهَا وَلَا جِدَالَ ، تُغْنِي فِيهَا دَلَالَةُ الْحَالِ عَنِ الْمَقَالِ ، وَلِكُلِّ مَقَامٍ مَقَالٌ (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=30وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ ) أَيْ أُرْجِعُوا إِلَى اللَّهِ الَّذِي هُوَ مَوْلَاهُمُ الْحَقُّ ، دُونَ مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ بِالْبَاطِلِ مِنَ الْأَوْلِيَاءِ وَالشُّفَعَاءِ ، وَالْأَنْدَادِ وَالشُّرَكَاءِ عَلَى اخْتِلَافِ الْأَسْمَاءِ ، كَمَا ثَبَتَ فِي الْآيَاتِ الْكَثِيرَةِ كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=4إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ ) ( 5 : 48 و 105 ، 11 : 4 ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=7إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ ) ( 6 : 164 ، 39 : 7 ) ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=108إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ ) ( 6 : 108 ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=18وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ) ( 24 : 42 ، 35 : 18 ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=3وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ) ( 5 : 18 ، 42 : 15 ، 64 : 3 ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=30وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ) أَيْ وَضَاعَ وَذَهَبَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَهُ عَلَيْهِ مِنَ الشُّفَعَاءِ وَالْأَوْلِيَاءِ فَلَمْ يَجِدُوا أَحَدًا يَنْصُرُهُمْ وَلَا يُنْقِذُهُمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=19يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ) ( 82 : 19 ) .
هَذِهِ الْآيَاتُ فِي مَوْقِفِ الْمُشْرِكِينَ مَعَ الشُّرَكَاءِ ، وَالْمَرْءُوسِينَ مَعَ الرُّؤَسَاءِ ، وَالْمُتَكَبِّرِينَ مَعَ الضُّعَفَاءِ وَالْمُضِلِّينَ مَعَ الضَّالِّينَ ، وَالْغَاوِينَ مَعَ الْمُغْوِينَ ، قَدْ تَكَرَّرَ بَيَانُهَا فِي سُوَرٍ أُخْرَى مُجْمَلًا مُبْهَمًا ، وَفِي بَعْضِهَا مُفَصَّلًا وَمُبَيَّنًا فَمِنْهَا مَا يَسْأَلُ اللَّهُ فِيهِ الْعَابِدِينَ ، وَمِنْهَا مَا يَسْأَلُ فِيهِ الْمَعْبُودِينَ ، مِنْ غَيْرِ تَعْيِينٍ ، وَمِنْهَا مَا عَيَّنَ فِيهِ اسْمَ الْمَلَائِكَةِ وَالْجِنِّ وَالشَّيَاطِينِ ، وَفِي كُلٍّ مِنْهَا يَتَبَرَّأُ الْمُضِلُّونَ مِنَ الضَّالِّينَ ، فَتُرَاجَعُ فِيهَا سُورَةُ الْفُرْقَانِ 25 : 17 - 19 وَسُورَةُ الْأَنْعَامِ 6 : 22 - 24 وَسُورَةُ سَبَأٍ 34 : 40 - 42 وَسُورَةُ الْقَصَصِ 28 :62 - 64 وَمِنْهَا مَا يَتَنَاقَشُ فِيهَا الْفَرِيقَانِ فَرَاجِعْ سُورَةَ إِبْرَاهِيمَ 14 : 21 و 22 وَسُورَةَ الصَّافَّاتِ 37 : 22 و 23 فَبِمُرَاجَعَةِ هَذِهِ الْآيَاتِ كُلِّهَا وَمَا فِي مَعْنَاهَا كَآيَاتِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ 2 : 166 ، 167 وَمَعَ تَفْسِيرِنَا لِهَاتَيْنِ ( ج2 ) يَتَبَيَّنُ لَكَ مَا يُفَسِّرُ بِهِ بَعْضُهَا بَعْضًا ، وَقَدْ بَيَّنَّا حِكْمَةَ هَذَا التَّكْرَارِ فِي مَوْضِعِهِ الَّذِي دَلَّلْنَا عَلَيْهِ آنِفًا .