[ ص: 318 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=46nindex.php?page=treesubj&link=28981وإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد على ما يفعلون nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=47ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=48ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=49قل لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله لكل أمة أجل إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=50قل أرأيتم إن أتاكم عذابه بياتا أو نهارا ماذا يستعجل منه المجرمون nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=51أثم إذا ما وقع آمنتم به آلآن وقد كنتم به تستعجلون nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=52ثم قيل للذين ظلموا ذوقوا عذاب الخلد هل تجزون إلا بما كنتم تكسبون nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=53ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق وما أنتم بمعجزين nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=54ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض لافتدت به وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وقضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=55ألا إن لله ما في السماوات والأرض ألا إن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=56هو يحيي ويميت وإليه ترجعون ) .
[ ص: 319 ] هذه الآيات تتمة الرد على المشركين في تكذيب ما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله من العقاب الذي سبق في الآية 39 وما بعدها .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=46وإما نرينك بعض الذي نعدهم ) هذه جملة شرطية زيدت ( ( ما ) ) في حرف الشرط ( ( إن ) ) ونون التوكيد في فعله فكان توكيده مزدوجا ، والمراد بالآية تأكيد وقوع ما وعد الله هؤلاء المشركين من العقاب في الدنيا والآخرة بشرطه فيهما ، لا يتخلف منهما شيء في جملتهما ، سواء أرى الله النبي - صلى الله عليه وسلم - بعض القسم الأول منه وشاهده ، أم توفاه قبل إرادته إياه فإبهام الله تعالى إياه للحكمة المقتضية له في أوائل البعثة من جهة قربه أو بعده ورؤيته - صلى الله عليه وسلم - له وعدم رؤيته لا يفيدهم شيئا ، وسنبين هذه الحكمة في إبهامه . فالمعنى : وإن نرينك أيها الرسول بعض الذي نعدهم من العقاب في الدنيا فذاك - وفيه إشارة إلى أنه سيريه بعضه لا كله ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=46أو نتوفينك ) بقبضك إلينا قبل إراءتك إياه فإلينا مرجعهم وعلينا حسابهم حيث يكون القسم الثاني منه وهو عقاب الآخرة ، ويجوز أن يجعل هذا جواب الشرط بقسميه ، والمعنى : فإلينا وحدنا يرجع أمرهم في الحالين (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=46ثم الله شهيد على ما يفعلون ) بعدك أو مطلقا فيجزيهم به على علم وشهادة حق ، والمراد أنه لا فائدة لهم مما حكاه تعالى عنهم في تربصهم موت النبي - صلى الله عليه وسلم - واستراحتهم من دعوته ونذره بموته كما تراه في سورة الطور وآخر سورة طه ، فالعذاب واقع ما له من دافع .
وقد ورد بمعنى هذه الآية قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=77فاصبر إن وعد الله حق فإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا يرجعون ) ( 40 : 77 ) ويليها آية بمعنى الآية التي تلي هذه ذكر فيها الرسل وكون آياتهم بإذن الله لا من كسبهم ، والقضاء على أقوامهم بالهلاك بعدها ، ومنها قوله بعد آية في إرسال الرسل وكون آياتهم إنما هي بإذن الله ولكل أجل كتاب : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=40وإن ما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب ) ( 13 : 40 ) وما بعدها في معنى السياق الذي هنا ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=41فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون ) ( 43 : 41 ، 42 ) وقبلها : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=40أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي ومن كان في ضلال مبين ) ( 43 : 40 ) وهو بمعنى ما قبل هذه أيضا .
وقد أبهم أمر عذاب الدنيا في كل هذه الآيات وآيات أخرى ، فلم يصرح بأنه سيقع بهم ما وقع بالأمم التي كذبت الرسل من قبلهم وهو عذاب الاستئصال ، ولكنه أشار إليه في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=93قل رب إما تريني ما يوعدون رب فلا تجعلني في القوم الظالمين ) ( 23 : 93 ، 94 ) أي كما هي سنتك في رسلك الأولين ، وقد أجاب الله دعاءه فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم ) ( 8 : 33 ) .
[ ص: 320 ] وحكمة هذا الإبهام التخويف من جميع أنواع الوعيد ، مع علمه تعالى أن عذاب الاستئصال لن يقع على قومه - صلى الله عليه وسلم - ; لأن شرطه أن يجيئهم ما اقترحوا من آية كونية ويصروا بعده التكذيب ، ولن يقع ، ولكن في آية يونس هذه إشارة إلى أن الله تعالى سيري رسوله بعد نزولها بعض الذي يعدهم لا كله ، وقد أنجز له ذلك فأراه ما نزل بهم من القحط والمجاعة بدعائه عليهم ، ونصره عليهم أعظم النصر في أول معركة هاجمه بها رؤساؤهم وصناديدهم وهي غزوة
بدر ، وفي غيرها إلى فتح عاصمتهم الكبرى أم القرى ، وإكمال الدين ودخول الناس فيه أفواجا ، وقد تقدم بيان ذلك كله في مواضعه .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=47ولكل أمة رسول ) أي أنه تعالى جعل لكل أمة من الأمم الخالية رسولا بعثه فيها في وقت الحاجة إليه ، يبين لهم أصول دينه الثلاثة : الإيمان بالله ، واليوم الآخر ، والعمل الصالح المناسب لحال زمنهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=47فإذا جاء رسولهم ) وقامت الحجة عليهم : قضي بينهم بالقسط أي قضى الله بينه وبينهم بالعدل (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=47وهم لا يظلمون ) في قضائه تعالى كما تقدم وسيأتي تأكيده قريبا )
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=48ويقولون متى هذا الوعد ) أي ويقول كفار
قريش للنبي ومن اتبعه من المؤمنين : متى يقع هذا الوعد الذي تعدوننا به (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=48إن كنتم صادقين ) في قولكم إن الله تعالى سينتقم لكم منا وينصركم علينا ، أي في مثل قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=75حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا ) ( 19 : 75 ) وقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=24حتى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل عددا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=25قل إن أدري أقريب ما توعدون أم يجعل له ربي أمدا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=26عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا ) ( 72 : 24 - 26 ) إلخ .
[ ص: 318 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=46nindex.php?page=treesubj&link=28981وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعَدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=47وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=48وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=49قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجْلٌ إِذَا جَاءَ أَجْلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=50قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=51أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=52ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينِ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=53وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجَزِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=54وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=55أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَلَا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=56هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) .
[ ص: 319 ] هَذِهِ الْآيَاتُ تَتِمَّةُ الرَّدِّ عَلَى الْمُشْرِكِينَ فِي تَكْذِيبِ مَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ مِنَ الْعِقَابِ الَّذِي سَبَقَ فِي الْآيَةِ 39 وَمَا بَعْدَهَا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=46وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ ) هَذِهِ جُمْلَةٌ شَرْطِيَّةٌ زِيدَتْ ( ( مَا ) ) فِي حَرْفِ الشَّرْطِ ( ( إِنْ ) ) وَنُونُ التَّوْكِيدِ فِي فِعْلِهِ فَكَانَ تَوْكِيدُهُ مُزْدَوَجًا ، وَالْمُرَادُ بِالْآيَةِ تَأْكِيدُ وُقُوعِ مَا وَعَدَ اللَّهُ هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الْعِقَابِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ بِشَرْطِهِ فِيهِمَا ، لَا يَتَخَلَّفُ مِنْهُمَا شَيْءٌ فِي جُمْلَتِهِمَا ، سَوَاءٌ أَرَى اللَّهُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعْضَ الْقِسْمِ الْأَوَّلِ مِنْهُ وَشَاهَدَهُ ، أَمْ تَوَفَّاهُ قَبْلَ إِرَادَتِهِ إِيَّاهُ فَإِبْهَامُ اللَّهِ تَعَالَى إِيَّاهُ لِلْحِكْمَةِ الْمُقْتَضِيَةِ لَهُ فِي أَوَائِلِ الْبَعْثَةِ مِنْ جِهَةِ قُرْبِهِ أَوْ بُعْدِهِ وَرُؤْيَتِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَهُ وَعَدَمِ رُؤْيَتِهِ لَا يُفِيدُهُمْ شَيْئًا ، وَسَنُبَيِّنُ هَذِهِ الْحِكْمَةَ فِي إِبْهَامِهِ . فَالْمَعْنَى : وَإِنْ نُرِيَنَّكَ أَيُّهَا الرَّسُولُ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ مِنَ الْعِقَابِ فِي الدُّنْيَا فَذَاكَ - وَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّهُ سَيُرِيهِ بَعْضَهُ لَا كُلَّهُ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=46أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ ) بِقَبْضِكَ إِلَيْنَا قَبْلَ إِرَاءَتِكَ إِيَّاهُ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ وَعَلَيْنَا حِسَابُهُمْ حَيْثُ يَكُونُ الْقِسْمُ الثَّانِي مِنْهُ وَهُوَ عِقَابُ الْآخِرَةِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يُجْعَلَ هَذَا جَوَابَ الشَّرْطِ بِقِسْمَيْهِ ، وَالْمَعْنَى : فَإِلَيْنَا وَحْدَنَا يَرْجِعُ أَمْرُهُمْ فِي الْحَالَيْنِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=46ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ ) بَعْدَكَ أَوْ مُطْلَقًا فَيَجْزِيهِمْ بِهِ عَلَى عِلْمٍ وَشَهَادَةٍ حَقٍّ ، وَالْمُرَادُ أَنَّهُ لَا فَائِدَةَ لَهُمْ مِمَّا حَكَاهُ تَعَالَى عَنْهُمْ فِي تَرَبُّصِهِمْ مَوْتَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَاسْتِرَاحَتِهُمْ مِنْ دَعْوَتِهِ وَنُذُرِهِ بِمَوْتِهِ كَمَا تَرَاهُ فِي سُورَةِ الطُّورِ وَآخَرِ سُورَةِ طَهَ ، فَالْعَذَابُ وَاقِعٌ مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ .
وَقَدْ وَرَدَ بِمَعْنَى هَذِهِ الْآيَةِ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=77فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ ) ( 40 : 77 ) وَيَلِيهَا آيَةٌ بِمَعْنَى الْآيَةِ الَّتِي تَلِي هَذِهِ ذُكِرَ فِيهَا الرُّسُلُ وَكَوْنُ آيَاتِهِمْ بِإِذْنِ اللَّهِ لَا مِنْ كَسْبِهِمْ ، وَالْقَضَاءُ عَلَى أَقْوَامِهِمْ بِالْهَلَاكِ بَعْدَهَا ، وَمِنْهَا قَوْلُهُ بَعْدَ آيَةٍ فِي إِرْسَالِ الرُّسُلِ وَكَوْنِ آيَاتِهِمْ إِنَّمَا هِيَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=40وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ ) ( 13 : 40 ) وَمَا بَعْدَهَا فِي مَعْنَى السِّيَاقِ الَّذِي هُنَا ، وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=41فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ ) ( 43 : 41 ، 42 ) وَقَبْلَهَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=40أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ) ( 43 : 40 ) وَهُوَ بِمَعْنَى مَا قَبْلَ هَذِهِ أَيْضًا .
وَقَدْ أَبْهَمَ أَمْرَ عَذَابِ الدُّنْيَا فِي كُلِّ هَذِهِ الْآيَاتِ وَآيَاتٍ أُخْرَى ، فَلَمْ يُصَرِّحْ بِأَنَّهُ سَيَقَعُ بِهِمْ مَا وَقَعَ بِالْأُمَمِ الَّتِي كَذَّبَتِ الرُّسُلَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَهُوَ عَذَابُ الِاسْتِئْصَالِ ، وَلَكِنَّهُ أَشَارَ إِلَيْهِ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=93قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ رَبِّ فَلَا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) ( 23 : 93 ، 94 ) أَيْ كَمَا هِيَ سُنَّتُكَ فِي رُسُلِكَ الْأَوَّلِينَ ، وَقَدْ أَجَابَ اللَّهُ دُعَاءَهُ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ) ( 8 : 33 ) .
[ ص: 320 ] وَحِكْمَةُ هَذَا الْإِبْهَامِ التَّخْوِيفُ مِنْ جَمِيعِ أَنْوَاعِ الْوَعِيدِ ، مَعَ عِلْمِهِ تَعَالَى أَنَّ عَذَابَ الِاسْتِئْصَالِ لَنْ يَقَعَ عَلَى قَوْمِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ; لِأَنَّ شَرْطَهُ أَنْ يَجِيئَهُمْ مَا اقْتَرَحُوا مِنْ آيَةٍ كَوْنِيَّةٍ وَيُصِرُّوا بَعْدَهُ التَّكْذِيبَ ، وَلَنْ يَقَعَ ، وَلَكِنْ فِي آيَةِ يُونُسَ هَذِهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى سَيُرِي رَسُولَهُ بَعْدَ نُزُولِهَا بَعْضَ الَّذِي يَعِدُهُمْ لَا كُلَّهُ ، وَقَدْ أَنْجَزَ لَهُ ذَلِكَ فَأَرَاهُ مَا نَزَلَ بِهِمْ مِنَ الْقَحْطِ وَالْمَجَاعَةِ بِدُعَائِهِ عَلَيْهِمْ ، وَنَصْرِهِ عَلَيْهِمْ أَعْظَمَ النَّصْرِ فِي أَوَّلِ مَعْرَكَةٍ هَاجَمَهُ بِهَا رُؤَسَاؤُهُمْ وَصَنَادِيدُهُمْ وَهِيَ غَزْوَةُ
بَدْرٍ ، وَفِي غَيْرِهَا إِلَى فَتْحِ عَاصِمَتِهِمُ الْكُبْرَى أُمِّ الْقُرَى ، وَإِكْمَالِ الدِّينِ وَدُخُولِ النَّاسِ فِيهِ أَفْوَاجًا ، وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُ ذَلِكَ كُلُّهُ فِي مَوَاضِعِهِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=47وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ ) أَيْ أَنَّهُ تَعَالَى جَعَلَ لِكُلِّ أُمَّةٍ مِنَ الْأُمَمِ الْخَالِيَةِ رَسُولًا بَعَثَهُ فِيهَا فِي وَقْتِ الْحَاجَةِ إِلَيْهِ ، يُبَيِّنُ لَهُمْ أُصُولَ دِينِهِ الثَّلَاثَةَ : الْإِيمَانُ بِاللَّهِ ، وَالْيَوْمُ الْآخِرُ ، وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ الْمُنَاسِبُ لِحَالِ زَمَنِهِمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=47فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ ) وَقَامَتِ الْحُجَّةُ عَلَيْهِمْ : قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ أَيْ قَضَى اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ بِالْعَدْلِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=47وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ) فِي قَضَائِهِ تَعَالَى كَمَا تَقَدَّمَ وَسَيَأْتِي تَأْكِيدُهُ قَرِيبًا )
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=48وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ ) أَيْ وَيَقُولُ كُفَّارُ
قُرَيْشٍ لِلنَّبِيِّ وَمَنِ اتَّبَعَهُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ : مَتَى يَقَعُ هَذَا الْوَعْدُ الَّذِي تَعِدُونَنَا بِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=48إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) فِي قَوْلِكُمْ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى سَيَنْتَقِمُ لَكُمْ مِنَّا وَيَنْصُرُكُمْ عَلَيْنَا ، أَيْ فِي مِثْلِ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=75حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا ) ( 19 : 75 ) وَقَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=24حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=25قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=26عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا ) ( 72 : 24 - 26 ) إِلَخْ .