[ ص: 382 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=79وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=80فلما جاء السحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=81فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=82ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون ) .
هذه الآيات الأربع في خلاصة ما قاوم به
فرعون دعوة
موسى لتأييد ادعائه أنه ساحر وصرف قومه عن اتباعه لعدم تمييزهم بين السحر وآيات الله له .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=79nindex.php?page=treesubj&link=33952_28981وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم ) أي ذاك ما قاله ملأ
فرعون لموسى وأخيه بحضرته ، وقال
فرعون بعد ما رأوا من إصرار
موسى على دعوته ، وعدم مبالاته بالتصريح له بما يدعون أو يظنون من مراده : ( ائتوني بكل ساحر واسع العلم راسخ فيه متقن للسحر بالعمل كما عبر عنه في آية أخرى (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=37بكل سحار عليم ) ( 6 : 37 ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=80فلما جاء السحرة ) المطلوبون الموصوفون بما ذكر (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=80قال لهم موسى ) بعد أن خيروه بين أن يلقي ما عنده أولا أو يلقوا هم ما عندهم كما هو مبين في سورتي الأعراف وطه (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=80ألقوا ما أنتم ملقون ) ليترتب عليه إبطال الباطل وإظهار الحق .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=81فلما ألقوا ) ما ألقوه من حبالهم وعصيهم الصناعية السحرية (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=81قال موسى ما جئتم به السحر ) أي هذا الذي جئتم به وألقيتموه أمامنا هو السحر لا ما جئت به من آيات الله تعالى وسماه
فرعون وملؤه سحرا (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=81إن الله سيبطله ) أي سيظهر بطلانه للناس وأنه صناعة خادعة ، لا آية خارقة صادعة ، فالجملة استئنافية لبيان ما يوقن به
موسى من مآل هذا السحر ، ويجوز أن تكون خبرا لما قبلها ويكون التقدير : ما جئتم به الذي هو السحر ، إن الله سيبطله بما جئت به من الحق ، وعلل حكمه بقوله: (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=81nindex.php?page=treesubj&link=32025_28981إن الله لا يصلح عمل المفسدين ) وهو قاعدة عامة مبينة لسنة الله في تنازع الحق والباطل ، والصلاح والفساد ، ويدخل فيها سحرهم فإنه باطل وفساد ، أي لا يجعل عمل المفسدين صالحا ، والسحر من عمل فرعون وقومه المفسدين .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=82ويحق الله الحق بكلماته ) أي يثبت الحق الذي فيه صلاح الخلق ، وينصره على ما يعارضه من الباطل بكلماته التكوينية وهي مقتضى إرادته ، وكلماته التشريعية التي يوجبها إلى رسله
[ ص: 383 ] ومنها وعده بنصري على
فرعون وإنقاذ قومي من عبوديته وظلمه (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=82ولو كره المجرمون )
كفرعون وقومه . وقد سبق تفسير مثل هذه الآية في سورة الأنفال ( 8 : 7 ، 8 ) .
[ ص: 382 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=79وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=80فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=81فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=82وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ) .
هَذِهِ الْآيَاتُ الْأَرْبَعُ فِي خُلَاصَةِ مَا قَاوَمَ بِهِ
فِرْعَوْنُ دَعْوَةَ
مُوسَى لِتَأْيِيدِ ادِّعَائِهِ أَنَّهُ سَاحِرٌ وَصَرْفِ قَوْمِهِ عَنِ اتِّبَاعِهِ لِعَدَمِ تَمْيِيزِهِمْ بَيْنَ السِّحْرِ وَآيَاتِ اللَّهِ لَهُ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=79nindex.php?page=treesubj&link=33952_28981وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ ) أَيْ ذَاكَ مَا قَالَهُ مَلَأُ
فِرْعَوْنَ لِمُوسَى وَأَخِيهِ بِحَضْرَتِهِ ، وَقَالَ
فِرْعَوْنُ بَعْدَ مَا رَأَوْا مِنْ إِصْرَارِ
مُوسَى عَلَى دَعْوَتِهِ ، وَعَدَمِ مُبَالَاتِهِ بِالتَّصْرِيحِ لَهُ بِمَا يَدْعُونَ أَوْ يَظُنُّونَ مِنْ مُرَادِهِ : ( ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ وَاسِعِ الْعِلْمِ رَاسِخٍ فِيهِ مُتْقِنٍ لِلسِّحْرِ بِالْعَمَلِ كَمَا عَبَّرَ عَنْهُ فِي آيَةٍ أُخْرَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=37بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ ) ( 6 : 37 ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=80فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ ) الْمَطْلُوبُونَ الْمَوْصُوفُونَ بِمَا ذُكِرَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=80قَالَ لَهُمْ مُوسَى ) بَعْدَ أَنْ خَيَّرُوهُ بَيْنَ أَنْ يُلْقِيَ مَا عِنْدَهُ أَوَّلًا أَوْ يُلْقُوا هُمْ مَا عِنْدَهُمْ كَمَا هُوَ مُبَيَّنٌ فِي سُورَتَيِ الْأَعْرَافِ وَطَهَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=80أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ ) لِيَتَرَتَّبَ عَلَيْهِ إِبْطَالُ الْبَاطِلِ وَإِظْهَارُ الْحَقِّ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=81فَلَمَّا أَلْقَوْا ) مَا أَلْقَوْهُ مِنْ حِبَالِهِمْ وَعِصِيِّهِمُ الصِّنَاعِيَّةِ السِّحْرِيَّةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=81قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ ) أَيْ هَذَا الَّذِي جِئْتُمْ بِهِ وَأَلْقَيْتُمُوهُ أَمَامَنَا هُوَ السِّحْرُ لَا مَا جِئْتُ بِهِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ تَعَالَى وَسَمَّاهُ
فِرْعَوْنُ وَمَلَؤُهُ سِحْرًا (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=81إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ ) أَيْ سَيُظْهِرُ بُطْلَانَهُ لِلنَّاسِ وَأَنَّهُ صِنَاعَةٌ خَادِعَةٌ ، لَا آيَةٌ خَارِقَةٌ صَادِعَةٌ ، فَالْجُمْلَةُ اسْتِئْنَافِيَّةُ لِبَيَانِ مَا يُوقِنُ بِهِ
مُوسَى مِنْ مَآلِ هَذَا السِّحْرِ ، وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ خَبَرًا لِمَا قَبْلَهَا وَيَكُونَ التَّقْدِيرُ : مَا جِئْتُمْ بِهِ الَّذِي هُوَ السِّحْرُ ، إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ بِمَا جِئْتُ بِهِ مِنَ الْحَقِّ ، وَعَلَّلَ حُكْمَهُ بِقَوْلِهِ: (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=81nindex.php?page=treesubj&link=32025_28981إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ) وَهُوَ قَاعِدَةٌ عَامَّةٌ مُبَيِّنَةٌ لِسُنَّةِ اللَّهِ فِي تَنَازُعِ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ ، وَالصَّلَاحِ وَالْفَسَادِ ، وَيَدْخُلُ فِيهَا سِحْرُهُمْ فَإِنَّهُ بَاطِلٌ وَفَسَادٌ ، أَيْ لَا يَجْعَلُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ صَالِحًا ، وَالسِّحْرُ مِنْ عَمَلِ فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ الْمُفْسِدِينَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=82وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ ) أَيْ يُثْبِتُ الْحَقَّ الَّذِي فِيهِ صَلَاحُ الْخَلْقِ ، وَيَنْصُرُهُ عَلَى مَا يُعَارِضُهُ مِنَ الْبَاطِلِ بِكَلِمَاتِهِ التَّكْوِينِيَّةِ وَهِيَ مُقْتَضَى إِرَادَتِهِ ، وَكَلِمَاتِهِ التَّشْرِيعِيَّةِ الَّتِي يُوجِبُهَا إِلَى رُسُلِهِ
[ ص: 383 ] وَمِنْهَا وَعْدُهُ بِنَصْرِي عَلَى
فِرْعَوْنَ وَإِنْقَاذِ قَوْمِي مِنْ عُبُودِيَّتِهِ وَظُلْمِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=82وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ )
كَفِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ . وَقَدْ سَبَقَ تَفْسِيرُ مِثْلِ هَذِهِ الْآيَةِ فِي سُورَةِ الْأَنْفَالِ ( 8 : 7 ، 8 ) .