(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88nindex.php?page=treesubj&link=31913_28981_31777وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=89قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون ) .
[ ص: 386 ] هاتان الآيتان هما الرابطتان بين سيرة
موسى وهارون مع
فرعون وقومه في
مصر ، وبين ما انتهت إليه من نصر الله له عليه وإنجاء
بني إسرائيل من ظلمه . وإهلاكه عقابا له كما وقع
لنوح مع قومه .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88وقال موسى ) بعد أن أعد
بني إسرائيل للخروج من
مصر إعدادا دينيا دنيويا ، متوجها إلى الله تعالى في إتمام الأمر ، بعد قيامه بما يقدر عليه هو
وبنو إسرائيل من الأسباب : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ) أي إنك أعطيت
فرعون وأشراف قومه وكبراءهم دون دهمائهم - من الصناع والزراع والجند والخدم - زينة من الحلي والحلل والآنية والماعون والأثاث والرياش ، وأموالا كثيرة الأنواع والمقادير ، يتمتعون بها وينفقون منها في حظوظ الدنيا من العظمة الباطلة والشهوات البدنية بدون حساب (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88ربنا ليضلوا عن سبيلك ) أي لتكون عاقبة هذا العطاء إضلال عبادك عن سبيلك الموصلة إلى مرضاتك باتباع الحق والعدل والعمل الصالح ، ذلك بأن
nindex.php?page=treesubj&link=32503_18682الزينة سبب الكبر والخيلاء والطغيان على الناس ، وكثرة الأموال تمكنهم من ذلك وتخضع رقاب الناس لهم ، كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=6إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى ) ( 96 : 6 ، 7 ) وذلك دأب فراعنة
مصر ، به تشهد آثارهم وركازهم التي لا تزال تستخرج من برابيهم ونواويس قبورهم إلى يومنا هذا الذي أكتب فيه تفسير هذه الآيات وتحفظ في دار الآثار المصرية ، ويوجد مثلها دور أخرى في عواصم بلاد الإفرنج ملأى بأمثالها ، فاللام في قوله : ( ليضلوا ) تسمى لام العاقبة والصيرورة وهي الدالة على أن ما بعدها أثر وغاية فعلية لمتعلقها يترتب عليه بالفعل لا بالسببية ولا بقصد فاعل الفعل الذي تتعلق به كقوله تعالى في
موسى عليه السلام : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=8فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا ) ( 28 : 8 ) ويميز بينها وبين لام كي الدالة على علة الفعل بالقرينة ، وجعلها بعضهم هنا منها وحملوها على الاستدراج ، أي آتيتهم ذلك لكي يضلوا الناس فيستحقوا العقاب وقد يعززه قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88ربنا اطمس على أموالهم ) يقال : طمس الأثر وطمسته الريح إذا زال حتى لا يرى أو لا يعرف (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=66ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصراط فأنى يبصرون ) ( 36 : 66 ) وهو يصدق بالعمى وبعدم الانتفاع بها كما سبق قريبا في قوله: (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=43ومنهم من ينظر إليك أفأنت تهدي العمي ولو كانوا لا يبصرون ) ( 43 ) واتفقوا على أن المراد بالعمى هنا عمى البصيرة لا البصر والمعنى هنا : ربنا امحق أموالهم بالآفات التي تصيب حرثهم وأنعامهم وتنقص مكاسبهم وثمراتهم وغلاتهم فيذوقوا ذل الحاجة (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88واشدد على قلوبهم ) أي اطبع عليها ، وزدها قساوة وإصرارا
[ ص: 387 ] وعنادا ، حتى يستحقوا تعجيل عقابك فتعاقبهم (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم ) هذا جواب للدعاء أو دعاء آخر بلفظ النهي متمم له . وقد روي أن
موسى دعا بهذا الدعاء وأمن
هارون عليهما السلام كما هو المعتاد ، فاستجاب الله تعالى لهما بقوله :
(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=89قال قد أجيبت دعوتكما ) أي قبلت ، وإذا قبلت نفذت ( فاستقيما ) على ما أنتما عليه من دعوة
فرعون وقومه إلى الحق ، ومن
nindex.php?page=treesubj&link=31915_31920إعداد بني إسرائيل للخروج من مصر ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله عنه - فامضيا لأمري وهو الاستقامة (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=89ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون ) أي ولا تسلكان طريق الذين لا يعلمون سنتي في خلقي وإنجاز وعدي لرسلي ، فتستعجلا الأمر قبل أوانه ، وتستبطئا وقوعه في إبانه .
هذا - وإن في قصة
موسى وفرعون في سفر الخروج ما يفسر استجابة هذا الدعاء ، بما يوافق ما قلناه هنا من إرسال الله النوازل على
مصر وأهلها ، ولجوء
فرعون وآله إلى
موسى عند كل نازلة منها ليدعو ربه فيكشفها عنهم فيؤمنوا به ، حتى إذا ما كشفها قسى الرب قلب
فرعون فأصر على كفره ، وقد فصلنا هذا في تفسير قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=133فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات ) . إلى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=136وكانوا عنها غافلين ) ( 7 : 133 : 136 ) من سورة الأعراف ، ومنه تعلم أن كل ما خالفها من أقوال المفسرين في معنى الطمس على أموالهم فهو من أباطيل الروايات الإسرائيلية ، التي كان من مقاصد
nindex.php?page=showalam&ids=16850كعب الأحبار ) ) وأمثاله منها ( كما نرى ) صد
اليهود عن الإسلام ، بما يرونه في تفسير المسلمين للقرآن مخالفا لما هو متفق عليه عندهم وعند غيرهم من المؤرخين في وقائع عملية وأمور حسية .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88nindex.php?page=treesubj&link=31913_28981_31777وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=89قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ) .
[ ص: 386 ] هَاتَانِ الْآيَتَانِ هُمَا الرَّابِطَتَانِ بَيْنَ سِيرَةِ
مُوسَى وَهَارُونَ مَعَ
فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ فِي
مِصْرَ ، وَبَيْنَ مَا انْتَهَتْ إِلَيْهِ مِنْ نَصْرِ اللَّهِ لَهُ عَلَيْهِ وَإِنْجَاءِ
بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ ظُلْمِهِ . وَإِهْلَاكِهِ عِقَابًا لَهُ كَمَا وَقَعَ
لِنُوحٍ مَعَ قَوْمِهِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88وَقَالَ مُوسَى ) بَعْدَ أَنْ أَعَدَّ
بَنِي إِسْرَائِيلَ لِلْخُرُوجِ مِنْ
مِصْرَ إِعْدَادًا دِينِيًّا دُنْيَوِيًّا ، مُتَوَجِّهًا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فِي إِتْمَامِ الْأَمْرِ ، بَعْدَ قِيَامِهِ بِمَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ هُوَ
وَبَنُو إِسْرَائِيلَ مِنَ الْأَسْبَابِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) أَيْ إِنَّكَ أَعْطَيْتَ
فِرْعَوْنَ وَأَشْرَافَ قَوْمِهِ وَكُبَرَاءَهُمْ دُونَ دُهَمَائِهِمْ - مِنَ الصُّنَّاعِ وَالزُّرَّاعِ وَالْجُنْدِ وَالْخَدَمِ - زِينَةً مِنَ الْحُلِيِّ وَالْحُلَلِ وَالْآنِيَةِ وَالْمَاعُونِ وَالْأَثَاثِ وَالرِّيَاشِ ، وَأَمْوَالًا كَثِيرَةَ الْأَنْوَاعِ وَالْمَقَادِيرِ ، يَتَمَتَّعُونَ بِهَا وَيُنْفِقُونَ مِنْهَا فِي حُظُوظِ الدُّنْيَا مِنَ الْعَظَمَةِ الْبَاطِلَةِ وَالشَّهَوَاتِ الْبَدَنِيَّةِ بِدُونِ حِسَابٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ ) أَيْ لِتَكُونَ عَاقِبَةُ هَذَا الْعَطَاءِ إِضْلَالَ عِبَادِكَ عَنْ سَبِيلِكَ الْمُوَصِّلَةِ إِلَى مَرْضَاتِكَ بِاتِّبَاعِ الْحَقِّ وَالْعَدْلِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ ، ذَلِكَ بِأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=32503_18682الزِّينَةَ سَبَبُ الْكِبْرِ وَالْخُيَلَاءِ وَالطُّغْيَانِ عَلَى النَّاسِ ، وَكَثْرَةَ الْأَمْوَالِ تُمَكِّنُهُمْ مِنْ ذَلِكَ وَتُخْضِعُ رِقَابَ النَّاسِ لَهُمْ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=96&ayano=6إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى ) ( 96 : 6 ، 7 ) وَذَلِكَ دَأْبُ فَرَاعِنَةِ
مِصْرَ ، بِهِ تَشْهَدُ آثَارُهُمْ وَرِكَازُهُمُ الَّتِي لَا تَزَالُ تُسْتَخْرَجُ مِنْ بِرَابِيهِمْ وَنَوَاوِيسِ قُبُورِهِمْ إِلَى يَوْمِنَا هَذَا الَّذِي أَكْتُبُ فِيهِ تَفْسِيرَ هَذِهِ الْآيَاتِ وَتُحْفَظُ فِي دَارِ الْآثَارِ الْمِصْرِيَّةِ ، وَيُوجَدُ مِثْلُهَا دُورٌ أُخْرَى فِي عَوَاصِمِ بِلَادِ الْإِفْرِنْجِ مَلْأَى بِأَمْثَالِهَا ، فَاللَّامُ فِي قَوْلِهِ : ( لِيُضِلُّوا ) تُسَمَّى لَامَ الْعَاقِبَةِ وَالصَّيْرُورَةِ وَهِي الدَّالَّةُ عَلَى أَنَّ مَا بَعْدَهَا أَثَرٌ وَغَايَةٌ فِعْلِيَّةٌ لِمُتَعَلِّقِهَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ بِالْفِعْلِ لَا بِالسَّبَبِيَّةِ وَلَا بِقَصْدِ فَاعِلِ الْفِعْلِ الَّذِي تَتَعَلَّقُ بِهِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى فِي
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=8فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا ) ( 28 : 8 ) وَيُمَيَّزُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ لَامِ كَيِ الدَّالَّةِ عَلَى عِلَّةِ الْفِعْلِ بِالْقَرِينَةِ ، وَجَعَلَهَا بَعْضُهُمْ هُنَا مِنْهَا وَحَمَلُوهَا عَلَى الِاسْتِدْرَاجِ ، أَيْ آتَيْتَهُمْ ذَلِكَ لِكَيْ يُضِلُّوا النَّاسَ فَيَسْتَحِقُّوا الْعِقَابَ وَقَدْ يُعَزِّزُهُ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ ) يُقَالُ : طَمَسَ الْأَثَرُ وَطَمَسَتْهُ الرِّيحُ إِذَا زَالَ حَتَّى لَا يُرَى أَوْ لَا يُعْرَفَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=66وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ ) ( 36 : 66 ) وَهُوَ يَصْدُقُ بِالْعَمَى وَبِعَدَمِ الِانْتِفَاعِ بِهَا كَمَا سَبَقَ قَرِيبًا فِي قَوْلِهِ: (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=43وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ ) ( 43 ) وَاتَّفَقُوا عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالْعَمَى هُنَا عَمَى الْبَصِيرَةِ لَا الْبَصَرِ وَالْمَعْنَى هُنَا : رَبَّنَا امْحَقْ أَمْوَالَهَمْ بِالْآفَاتِ الَّتِي تُصِيبُ حَرْثَهُمْ وَأَنْعَامَهُمْ وَتُنْقِصُ مَكَاسِبَهُمْ وَثَمَرَاتِهِمْ وَغَلَّاتِهِمْ فَيَذُوقُوا ذُلَّ الْحَاجَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ ) أَيِ اطْبَعْ عَلَيْهَا ، وَزِدْهَا قَسَاوَةً وَإِصْرَارًا
[ ص: 387 ] وَعِنَادًا ، حَتَّى يَسْتَحِقُّوا تَعْجِيلَ عِقَابِكَ فَتُعَاقِبَهُمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=88فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ) هَذَا جَوَابٌ لِلدُّعَاءِ أَوْ دُعَاءٌ آخَرُ بِلَفْظِ النَّهْيِ مُتَمِّمٌ لَهُ . وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ
مُوسَى دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ وَأَمَّنَ
هَارُونُ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ كَمَا هُوَ الْمُعْتَادُ ، فَاسْتَجَابَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُمَا بِقَوْلِهِ :
(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=89قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا ) أَيْ قُبِلَتْ ، وَإِذَا قُبِلَتْ نُفِّذَتْ ( فَاسْتَقِيمَا ) عَلَى مَا أَنْتُمَا عَلَيْهِ مِنْ دَعْوَةِ
فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِلَى الْحَقِّ ، وَمِنْ
nindex.php?page=treesubj&link=31915_31920إِعْدَادِ بَنِي إِسْرَائِيلَ لِلْخُرُوجِ مِنْ مِصْرَ ، وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فَامْضِيَا لِأَمْرِي وَهُوَ الِاسْتِقَامَةُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=89وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ) أَيْ وَلَا تَسْلُكَانِ طَرِيقَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ سُنَّتِي فِي خَلْقِي وَإِنْجَازِ وَعْدِي لِرُسُلِي ، فَتَسْتَعْجِلَا الْأَمْرَ قَبْلَ أَوَانِهِ ، وَتَسْتَبْطِئَا وُقُوعَهُ فِي إِبَّانِهِ .
هَذَا - وَإِنَّ فِي قِصَّةِ
مُوسَى وَفِرْعَوْنَ فِي سِفْرِ الْخُرُوجِ مَا يُفَسِّرُ اسْتِجَابَةَ هَذَا الدُّعَاءِ ، بِمَا يُوَافِقُ مَا قُلْنَاهُ هُنَا مِنْ إِرْسَالِ اللَّهِ النَّوَازِلَ عَلَى
مِصْرَ وَأَهْلِهَا ، وَلُجُوءِ
فِرْعَوْنَ وَآلِهِ إِلَى
مُوسَى عِنْدَ كُلِّ نَازِلَةٍ مِنْهَا لِيَدْعُوَ رَبَّهُ فَيَكْشِفَهَا عَنْهُمْ فَيُؤْمِنُوا بِهِ ، حَتَّى إِذَا مَا كَشَفَهَا قَسَّى الرَّبُّ قَلْبَ
فِرْعَوْنَ فَأَصَرَّ عَلَى كُفْرِهِ ، وَقَدْ فَصَّلْنَا هَذَا فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=133فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ ) . إِلَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=136وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ ) ( 7 : 133 : 136 ) مِنْ سُورَةِ الْأَعْرَافِ ، وَمِنْهُ تَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَا خَالَفَهَا مِنْ أَقْوَالِ الْمُفَسِّرِينَ فِي مَعْنَى الطَّمْسِ عَلَى أَمْوَالِهِمْ فَهُوَ مِنْ أَبَاطِيلِ الرِّوَايَاتِ الْإِسْرَائِيلِيَّةِ ، الَّتِي كَانَ مِنْ مَقَاصِدِ
nindex.php?page=showalam&ids=16850كَعْبِ الْأَحْبَارِ ) ) وَأَمْثَالِهِ مِنْهَا ( كَمَا نَرَى ) صَدَّ
الْيَهُودِ عَنِ الْإِسْلَامِ ، بِمَا يَرَوْنَهُ فِي تَفْسِيرِ الْمُسْلِمِينَ لِلْقُرْآنِ مُخَالِفًا لِمَا هُوَ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ عِنْدَهُمْ وَعِنْدَ غَيْرِهِمْ مِنَ الْمُؤَرِّخِينَ فِي وَقَائِعَ عَمَلِيَّةٍ وَأُمُورٍ حِسِّيَّةٍ .