(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=108قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=109واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين ) .
[ ص: 402 ] هذا النداء خاتمة البلاغ للناس كافة ، بمقتضى بعثة الرسول العامة ، وهو إجمال لما فصل في هذه السورة وسائر السور المباركة .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=108nindex.php?page=treesubj&link=28981قل ياأيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم ) أي قل أيها الرسول مخاطبا لجميع البشر ، من حضر منهم فسمع هذه الدعوة منك ، ومن ستبلغه عنك : قد جاءكم الحق المبين لحقيقة الدين من ربكم ، بوحيه إلى رجل منكم ، وهو الذي افتتحت هذه السورة به ، وقد كان هذا الحق مجهولا خفيا عنكم ، بما جهل بعضكم من دعوة الرسل الأقدمين ، وما حرف بعضكم وجهل وبدل وتأول من كتب الأنبياء المتأخرين ، وفصله لكم هذا الكتاب العربي المبين
nindex.php?page=treesubj&link=28981 ( nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=108فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ) أي فمن اهتدى بما جاء به هذا الرسول في هذا الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، فإنما فائدة اهتدائه لنفسه ; لأنه ينال به السعادة في دنياه ودينه ، دون عمل غيره ، ولا فدائه ولا تأثيره
nindex.php?page=treesubj&link=28981 ( nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=108ومن ضل فإنما يضل عليها ) أي ومن ضل عن هذا الحق بإعراضه عن آياته في هذا القرآن ، وحججه فيه بآياته في الأنفس والآفاق ، فإنما وبال ضلاله على نفسه بما يفوته من فوائد الاهتداء في الدنيا ، وما يصيبه من العذاب على كفره وجرائمه في الآخرة (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=108وما أنا عليكم بوكيل ) أي وما أنا بموكل من عند الله بأموركم ، ولا مسيطر عليكم فأكرهكم على الإيمان ، وأمنعكم بقوتي من الكفر والعصيان ، وليس علي هداكم ، ولا أملك نفعكم ولا ضركم ، وإنما أنا بشير لمن اهتدى ، ونذير لمن ضل وغوى ، وقد أعذر من أنذر .
nindex.php?page=treesubj&link=28981_28328 ( nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=109واتبع ما يوحى إليك ) في هذا القرآن علما وعملا وتعليما ( واصبر ) كما صبر أولو العزم من الرسل على ما يصيبك من الأذى في ذات الله ، والجهاد به في سبيل الله (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=109حتى يحكم الله ) بينك وبين المكذبين ، وينجز لك ما وعدك ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=109وهو خير الحاكمين ) أي كل من يقع منهم حكم ; لأنه لا يحكم إلا بالحق ، وغيره قد يحكم بالباطل لجهله الحق أو لمخالفته له باتباع الهوى . وقد امتثل - صلى الله عليه وسلم - أمر ربه ، وصبر حتى حكم الله بينه وبين قومه ، وأنجز وعده له ولمن اتبعه من المؤمنين ، فاستخلفهم في الأرض وجعلهم الأئمة الوارثين ، مدة إقامتهم لهذا الدين ، فجزاه الله عن أمته أفضل ما جزى نبيا عن قومه ، وجعلنا من المهتدين بما جاء به من كتاب ربه ، وسنته المبينة له ، علما وعملا ، وإرشادا وتعليما ، وصلى الله عليه وعلى آله وصحابته ومن اتبعه وسلم تسليما .
( تم تفسير سورة يونس بفضل الله وتوفيقه تفصيلا )
ويليه بيان ما فيها من العقائد والقواعد إجمالا
(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=108قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=109وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ) .
[ ص: 402 ] هَذَا النِّدَاءُ خَاتِمَةُ الْبَلَاغِ لِلنَّاسِ كَافَّةً ، بِمُقْتَضَى بِعْثَةِ الرَّسُولِ الْعَامَّةِ ، وَهُوَ إِجْمَالٌ لِمَا فُصِّلَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ وَسَائِرِ السُّوَرِ الْمُبَارَكَةِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=108nindex.php?page=treesubj&link=28981قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ ) أَيْ قُلْ أَيُّهَا الرَّسُولُ مُخَاطِبًا لِجَمِيعِ الْبَشَرِ ، مَنْ حَضَرَ مِنْهُمْ فَسَمِعَ هَذِهِ الدَّعْوَةَ مِنْكَ ، وَمَنْ سَتَبْلُغُهُ عَنْكَ : قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ الْمُبَيِّنُ لِحَقِيقَةِ الدِّينِ مِنْ رَبِّكُمْ ، بِوَحْيِهِ إِلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ ، وَهُوَ الَّذِي افْتُتِحَتْ هَذِهِ السُّورَةُ بِهِ ، وَقَدْ كَانَ هَذَا الْحَقُّ مَجْهُولًا خَفِيًّا عَنْكُمْ ، بِمَا جَهِلَ بَعْضُكُمْ مِنْ دَعْوَةِ الرُّسُلِ الْأَقْدَمِينَ ، وَمَا حَرَّفَ بَعْضُكُمْ وَجَهِلَ وَبَدَّلَ وَتَأَوَّلَ مِنْ كُتُبِ الْأَنْبِيَاءِ الْمُتَأَخِّرِينَ ، وَفَصَّلَهُ لَكُمْ هَذَا الْكِتَابُ الْعَرَبِيُّ الْمُبِينُ
nindex.php?page=treesubj&link=28981 ( nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=108فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ) أَيْ فَمَنِ اهْتَدَى بِمَا جَاءَ بِهِ هَذَا الرَّسُولُ فِي هَذَا الْكِتَابِ الَّذِي لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ، فَإِنَّمَا فَائِدَةُ اهْتِدَائِهِ لِنَفْسِهِ ; لِأَنَّهُ يَنَالُ بِهِ السَّعَادَةَ فِي دُنْيَاهُ وَدِينِهِ ، دُونَ عَمَلِ غَيْرِهِ ، وَلَا فِدَائِهِ وَلَا تَأْثِيرِهِ
nindex.php?page=treesubj&link=28981 ( nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=108وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ) أَيْ وَمَنْ ضَلَّ عَنْ هَذَا الْحَقِّ بِإِعْرَاضِهِ عَنْ آيَاتِهِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ ، وَحُجَجِهِ فِيهِ بِآيَاتِهِ فِي الْأَنْفُسِ وَالْآفَاقِ ، فَإِنَّمَا وَبَالُ ضَلَالِهِ عَلَى نَفْسِهِ بِمَا يَفُوتُهُ مِنْ فَوَائِدِ الِاهْتِدَاءِ فِي الدُّنْيَا ، وَمَا يُصِيبُهُ مِنَ الْعَذَابِ عَلَى كُفْرِهِ وَجَرَائِمِهِ فِي الْآخِرَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=108وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ ) أَيْ وَمَا أَنَا بِمُوَكَّلٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ بِأُمُورِكُمْ ، وَلَا مُسَيْطِرٍ عَلَيْكُمْ فَأُكْرِهَكُمْ عَلَى الْإِيمَانِ ، وَأَمْنَعَكُمْ بِقُوَّتِي مِنَ الْكُفْرِ وَالْعِصْيَانِ ، وَلَيْسَ عَلَيَّ هُدَاكُمْ ، وَلَا أَمَلِكُ نَفْعَكُمْ وَلَا ضَرَّكُمْ ، وَإِنَّمَا أَنَا بَشِيرٌ لِمَنِ اهْتَدَى ، وَنَذِيرٌ لِمَنْ ضَلَّ وَغَوَى ، وَقَدْ أَعْذَرَ مَنْ أَنْذَرَ .
nindex.php?page=treesubj&link=28981_28328 ( nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=109وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ ) فِي هَذَا الْقُرْآنِ عِلْمًا وَعَمَلًا وَتَعْلِيمًا ( وَاصْبِرْ ) كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ عَلَى مَا يُصِيبُكَ مِنَ الْأَذَى فِي ذَاتِ اللَّهِ ، وَالْجِهَادِ بِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=109حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ ) بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْمُكَذِّبِينَ ، وَيُنْجِزَ لَكَ مَا وَعَدَكَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=109وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ) أَيْ كُلُّ مَنْ يَقَعُ مِنْهُمْ حُكْمٌ ; لِأَنَّهُ لَا يَحْكُمُ إِلَّا بِالْحَقِّ ، وَغَيْرُهُ قَدْ يَحْكُمُ بِالْبَاطِلِ لِجَهْلِهِ الْحَقَّ أَوْ لِمُخَالَفَتِهِ لَهُ بِاتِّبَاعِ الْهَوَى . وَقَدِ امْتَثَلَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمْرَ رَبِّهِ ، وَصَبَرَ حَتَّى حَكَمَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَوْمِهِ ، وَأَنْجَزَ وَعْدَهُ لَهُ وَلِمَنِ اتَّبَعَهُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَاسْتَخْلَفَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَهُمُ الْأَئِمَّةَ الْوَارِثِينَ ، مُدَّةَ إِقَامَتِهِمْ لِهَذَا الدِّينِ ، فَجَزَاهُ اللَّهُ عَنْ أُمَّتِهِ أَفْضَلَ مَا جَزَى نَبِيًّا عَنْ قَوْمِهِ ، وَجَعَلَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ بِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ كِتَابِ رَبِّهِ ، وَسُنَّتِهِ الْمُبَيِّنَةِ لَهُ ، عِلْمًا وَعَمَلًا ، وَإِرْشَادًا وَتَعْلِيمًا ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحَابَتِهِ وَمَنِ اتَّبَعَهُ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا .
( تَمَّ تَفْسِيرُ سُورَةِ يُونُسَ بِفَضْلِ اللَّهِ وَتَوْفِيقِهِ تَفْصِيلًا )
وَيَلِيهِ بَيَانُ مَا فِيهَا مِنَ الْعَقَائِدِ وَالْقَوَاعِدِ إِجْمَالًا