ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا   قرأ ابن عامر  وحمزة  وعاصم  ويعقوب    " يأمركم " بالنصب عطفا على ( ثم يقول ) و ( لا ) هذه هي التي يجاء بها لتأكيد النفي السابق . وهو هنا قوله : ما كان لبشر  وقرأ الباقون بالرفع على الاستئناف . وقرأ أبو عمرو  باختلاس الهمزة على الأصل عنده . تنقل عبادة الملائكة عن مشركي العرب وعن بعض أهل الكتاب  واتخذ بعض اليهود  عزيرا  والنصارى  المسيح  ابنا لله ، فجاء الإسلام يبين أن كل ذلك مخالف لما جاء به الأنبياء من الأمر بعبادة الله وحده وإخلاص الدين له والنهي عن عبادة غيره ، ولذلك قال : أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون  بمقتضى الفطرة وقال الأستاذ الإمام : معناه أنه ما كان للمسيح  أن يأمر أهل الكتاب  الذي بعث فيهم بعبادته بعد إذ كانوا موحدين بمقتضى ما جاءهم به موسى  ، وحمله أكثر من عرفنا من المفسرين على جواب من طلب السجود للنبي - صلى الله عليه وسلم - بناء على أنهم هم المسلمون دون غيرهم . وقد نسوا هنا أن الإسلام في عرف القرآن هو دين جميع الأنبياء  كما أنه دين الفطرة ( راجع تفسير الآية 19 ) إن الدين عند الله الإسلام    . 
				
						
						
