قوله : واضرب لهم مثلا رجلين هذا المثل ضربه الله سبحانه لمن يتعزز بالدنيا ويستنكف عن مجالسة الفقراء ، فهو على هذا متصل بقوله : ( واصبر نفسك ) .
وقد اختلف في الرجلين هل هما مقدران أو محققان ؟ فقال بالأول بعض المفسرين . وقال بالآخر بعض آخر .
واختلفوا في تعيينهما ، فقيل : هما أخوان من بني إسرائيل ، وقيل : هما أخوان مخزوميان من أهل مكة : أحدهما مؤمن ، والآخر كافر ، وقيل : هما المذكوران في سورة الصافات في قوله : قال قائل منهم إني كان لي قرين [ الصافات : 51 ] وانتصاب ( مثلا ورجلين ) على أنهما مفعولا ( اضرب ) قيل : والأول هو الثاني والثاني هو الأول جعلنا لأحدهما جنتين هو الكافر ، و ( من أعناب ) بيان لما في الجنتين ، أي : من كروم متنوعة ( وحففناهما بنخل ) الحف الإحاطة ، ومنه : حافين من حول العرش [ الزمر : 75 ] ، ويقال : حف القوم بفلان يحفون حفا أي : أطافوا به ، فمعنى الآية : وجعلنا النخل مطيفا بالجنتين من جميع جوانبهما وجعلنا بينهما زرعا أي : بين الجنتين ، وهو وسطهما ، ليكون كل واحد منهما جامعا للأقوات والفواكه .
ثم أخبر سبحانه عن الجنتين بأن كل واحدة منهما كانت تؤدي حملها وما فيها ، فقال : كلتا الجنتين آتت أكلها أخبر عن كلتا بآتت ؛ لأن لفظه مفرد ، فراعى جانب اللفظ .
وقد ذهب البصريون إلى أن كلتا وكلا اسم مفرد غير مثنى . وقال الفراء : هو مثنى ، وهو مأخوذ من كل فخففت اللام وزيدت الألف للتثنية . وقال سيبويه : ألف ( كلتا ) للتأنيث ، والتاء بدل من لام الفعل ، وهي واو ، والأصل كلوا .
وقال أبو عمرو : التاء ملحقة . و ( أكلها ) هو ثمرها . وفيه دلالة على أنه قد صار صالحا للأكل .
وقرأ عبد الله بن مسعود ( كل الجنتين آتى أكله ) ولم تظلم منه شيئا أي : لم تنقص من أكلها شيئا ، يقال : ظلمه حقه ، أي : نقصه ، ووصف الجنتين بهذه الصفة للإشعار بأنهما على خلاف ما يعتاد في سائر البساتين فإنها في الغالب تكثر في عام ، وتقل في عام وفجرنا خلالهما نهرا أي : أجرينا وشققنا وسط الجنتين نهرا ليسقيهما دائما من غير انقطاع ، وقرئ ( فجرنا ) بالتشديد للمبالغة ، وبالتخفيف على الأصل .
( وكان له ) أي : لصاحب الجنتين ( ثمر ) قرأ أبو جعفر وشيبة وعاصم ويعقوب وابن أبي إسحاق ( ثمر ) بفتح الثاء والميم ، وكذلك قرءوا في قوله : ( أحيط بثمره ) وقرأ أبو عمرو بضم الثاء وإسكان الميم فيهما ، وقرأ الباقون بضمهما جميعا في الموضعين .
قال الجوهري : الثمرة واحدة الثمر ، وجمع الثمر ثمار ، مثل : جبل وجبال . قال الفراء : وجمع الثمار ثمر ، مثل : كتاب وكتب ، وجمع الثمر أثمار ، مثل : عنق وأعناق ، وقيل : الثمر جميع المال من الذهب والفضة والحيوان وغير ذلك .
وقيل : هو الذهب والفضة خاصة ( فقال لصاحبه ) أي : قال صاحب الجنتين الكافر لصاحبه المؤمن ( وهو يحاوره ) أي : والكافر يحاور المؤمن ، والمعنى : يراجعه الكلام ويجاوبه ، والمحاورة المراجعة ، والتحاور التجاوب [ ص: 860 ] أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا النفر الرهط ، وهو ما دون العشرة ، وأراد هاهنا الأتباع والخدم والأولاد .
( ودخل جنته ) أي : دخل الكافر جنة نفسه .
قال المفسرون : أخذ بيد أخيه المسلم ، فأدخله جنته يطوف به فيها ، ويريه عجائبها ، وإفراد الجنة هنا يحتمل أن وجهه كونه لم يدخل أخاه إلا واحدة منهما ، أو لكونهما لما اتصلا كانا كواحدة ، أو لأنه أدخله في واحدة ، ثم واحدة أو لعدم تعلق الغرض بذكرهما ، وما أبعد ما قاله صاحب الكشاف أنه وحد الجنة للدلالة على أنه لا نصيب له في الجنة التي وعد المؤمنون ، وجملة وهو ظالم لنفسه في محل نصب على الحال أي : وذلك الكافر ظالم لنفسه بكفره وعجبه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا أي : قال الكافر لفرط غفلته وطول أمله : ما أظن أن تفنى هذه الجنة التي تشاهدها .
وما أظن الساعة قائمة أنكر البعث بعد إنكاره لفناء جنته .
قال الزجاج : أخبر أخاه بكفره بفناء الدنيا وقيام الساعة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا اللام هي الموطئة للقسم ، والمعنى : أنه إن يرد إلى ربه فرضا وتقديرا كما زعم صاحبه ، واللام في ( لأجدن ) جواب القسم والشرط أي : لأجدن يومئذ خيرا من هذه الجنة .
في مصاحف مكة والمدينة والشام ( خيرا منها ) وفي مصاحف أهل البصرة والكوفة ( خيرا منها ) على الإفراد .
و ( منقلبا ) منتصب على التمييز أي : مرجعا وعاقبة ، قال هذا قياسا للغائب على الحاضر .
وأنه لما كان غنيا في الدنيا ، سيكون غنيا في الأخرى ، اغترارا منه بما صار فيه من الغنى الذي هو استدراج له من الله .
قال له صاحبه أي : قال للكافر صاحبه المؤمن حال محاورته له منكرا عليه ما قاله : أكفرت بالذي خلقك من تراب بقولك : ما أظن الساعة قائمة وقال : خلقك من تراب أي : جعل أصل خلقك من تراب حيث خلق أباك آدم منه ، وهو أصلك ، وأصل البشر ، فلكل فرد حظ من ذلك ، وقيل : يحتمل أنه كان كافرا بالله فأنكر عليه ما هو عليه من الكفر ، ولم يقصد أن الكفر حدث له بسبب هذه المقالة ثم من نطفة وهي المادة القريبة ثم سواك رجلا أي : صيرك إنسانا ذكرا وعدل أعضاءك وكملك ، وفي هذا تلويح بالدليل على البعث ، وأن القادر على الابتداء قادر على الإعادة ، وانتصاب ( رجلا ) على الحال أو التمييز .
لكنا هو الله ربي كذا قرأ الجمهور بإثبات الألف بعد ( لكن ) المشددة .
وأصله ( لكن أنا ) حذفت الهمزة وألقيت حركتها على النون الساكنة قبلها فصار لكننا ، ثم استثقلوا اجتماع النونين فسكنت الأولى وأدغمت الثانية ، وضمير ( هو ) للشأن ، والجملة بعده خبره ، والمجموع خبر ( أنا ) ، والراجع ياء الضمير ، وتقدير الكلام : لكن أنا الشأن الله ربي .
قال أهل العربية : إثبات ألف ( أنا ) في الوصل ضعيف .
قال النحاس : مذهب الكسائي والفراء والمازني أن الأصل : لكن أنا ، وذكر نحو ما قدمنا .
وروي ، عن الكسائي أن الأصل لكن الله هو ربي أنا .
قال الزجاج : إثبات الألف في ( لكنا ) في الإدراج جيد ؛ لأنها قد حذفت الألف من ( أنا ) فجاءوا بها عوضا ، قال : وفي قراءة أبي ( لكن أنا هو الله ربي ) وقرأ ابن عامر والمثنى ، عن نافع ، ورويس ، عن يعقوب ( لكنا ) في حال الوصل والوقف معا بإثبات الألف ، ومثله قول الشاعر :
أنا سيف العشيرة فاعرفوني فإني قد تذريت السناما
ومنه قول الأعشى :فكيف أنا وألحان القوافي وبعد الشيب يكفي ذاك عارا
ثم أقبل عليه يلومه فقال : ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله ( لولا ) للتحضيض أي : هلا قلت حين دخلتها هذا القول .
قال الفراء والزجاج : ( ما ) في موضع رفع على معنى الأمر ( ما شاء الله ) أي : هلا قلت حين دخلتها : الأمر بمشيئة الله ، وما شاء الله كان ، ويجوز أن تكون ( ما ) مبتدأ والخبر مقدر ، أي : ما شاء الله كائن ، ويجوز أن تكون ( ما ) شرطية والجواب محذوف أي : أي شيء شاء الله كان لا قوة إلا بالله أي : هلا قلت : ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، تحضيضا له على الاعتراف بأنها وما فيها بمشيئة الله ، إن شاء أبقاها وإن شاء أفناها ، وعلى الاعتراف بالعجز ، وأن ما تيسر له من عمارتها إنما هو بمعونة الله لا بقوته وقدرته .
قال الزجاج : لا يقوى أحد على ما في يده من ملك ونعمة إلا بالله ، ولا يكون إلا ما شاء الله .
ثم لما علمه الإيمان وتفويض الأمور إلى الله سبحانه أجابه على افتخاره بالمال والنفر فقال : إن ترني أنا أقل منك مالا وولدا المفعول الأول ياء الضمير ، و ( أنا ) ضمير فصل ، و ( أقل ) المفعول الثاني للرؤية إن كانت علمية ، وإن جعلت بصرية كان انتصاب ( أقل ) على الحال ، ويجوز أن يكون ( أنا ) تأكيدا لياء الضمير ، وانتصاب ( مالا وولدا ) على التمييز .
فعسى ربي أن يؤتيني خيرا من جنتك هذا جواب الشرط أي : إن ترني أفقر منك ، فأنا أرجو أن يرزقني الله سبحانه جنة خيرا من جنتك في الدنيا أو في الآخرة أو فيهما ويرسل عليها حسبانا أي : ويرسل على جنتك حسبانا ، والحسبان مصدر بمعنى الحساب كالغفران أي : مقدارا قدره الله عليها ، ووقع في حسابه سبحانه ، وهو الحكم بتخريبها .
قال الزجاج : الحسبان من الحساب أي : يرسل عليها عذاب الحساب ، وهو حساب ما كسبت يداك .
وقال الأخفش : حسبانا أي : مرامي ( من السماء ) واحدها حسبانة ، وكذا قال أبو عبيدة والقتيبي .
وقال ابن الأعرابي : الحسبانة السحابة ، والحسبانة الوسادة ، والحسبانة الصاعقة ، وقال النضر بن شميل : الحسبان سهام يرمي بها الرجل في جوف قصبة تنزع في قوس ، ثم يرمي بعشرين منها دفعة ، والمعنى : يرسل عليها مرامي من عذابه إما برد ، وإما حجارة أو غيرهما مما يشاء من أنواع العذاب .
ومنه قول أبي زياد الكلابي : [ ص: 861 ]
أصاب الأرض حسبان
أي : جراد فتصبح صعيدا زلقا أي : فتصبح جنة الكافر بعد إرسال الله سبحانه عليها حسبانا ( صعيدا ) ، أي : أرضا لا نبات بها وقد تقدم تحقيقه ، ( زلقا ) أي : تزلق فيها الأقدام لملاستها ، يقال : مكان زلق بالتحريك أي : دحض ، وهو في الأصل مصدر قولك زلقت رجله تزلق زلقا وأزلقها غيره ، والمزلقة الموضع الذي لا يثبت عليه قدم ، وكذا الزلاقة ، وصف الصعيد بالمصدر مبالغة ، أو أريد به المفعول .وجملة أو يصبح ماؤها غورا معطوفة على الجملة التي قبلها ، والغور : الغائر .
وصف الماء بالمصدر مبالغة ، والمعنى : أنها تصير عادمة للماء بعد أن كانت واجدة له ، وكان خلالها ذلك النهر يسقيها دائما ، ويجيء الغور بمعنى الغروب ، ومنه قول أبي ذؤيب :
هل الدهر إلا ليلة ونهارها وإلا طلوع الشمس ثم غيارها
ثم أخبر سبحانه عن وقوع ما رجاه ذلك المؤمن وتوقعه من إهلاك جنة الكافر فقال : ( وأحيط بثمره ) قد قدمنا اختلاف القراء في هذا الحرف وتفسيره ، وأصل الإحاطة من إحاطة العدو بالشخص كما تقدم في قوله : إلا أن يحاط بكم [ يوسف : 66 ] وهي عبارة عن إهلاكه وإفنائه ، وهو معطوف على مقدر كأنه قيل : فوقع ما توقعه المؤمن وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه أي : يضرب إحدى يديه على الأخرى ، وهو كناية عن الندم ، كأنه قيل : فأصبح يندم على ما أنفق فيها أي : في عمارتها وإصلاحها من الأموال ، وقيل : المعنى : يقلب ملكه فلا يرى فيه عوض ما أنفق ؛ لأن الملك قد يعبر عنه باليد من قولهم : في يده مال . وهو بعيد جدا ، وجملة وهي خاوية على عروشها في محل نصب على الحال أي : والحال أن تلك الجنة ساقطة على دعائمها التي تعمد بها الكروم ، أو ساقط بعض تلك الجنة على بعض ، مأخوذ من خوت النجوم تخوى : إذا سقطت ولم تمطر في نوئها ، ومنه قوله تعالى : فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا [ النمل : 52 ] ، قيل : وتخصيص ما له عروش بالذكر دون النخل والزرع لأنه الأصل ، وأيضا إهلاكها مغن عن ذكر إهلاك الباقي ، وجملة ويقول ياليتني لم أشرك بربي أحدا معطوفة على ( يقلب كفيه ) أو حال من ضميره أي : وهو يقول تمنى عند مشاهدته لهلاك جنته أنه لم يشرك بالله حتى تسلم جنته من الهلاك ، أو كان هذا القول منه على حقيقته ، لا لما فاته من الغرض الدنيوي ، بل لقصد التوبة من الشرك والندم على ما فرط منه .
ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله ( فئة ) اسم كان و ( له ) خبرها ، و ( ينصرونه ) صفة لفئة أي : فئة ناصرة ، ويجوز أن تكون ( ينصرونه ) الخبر ، ورجح الأول سيبويه ورجح الثاني المبرد ، واحتج بقوله : ولم يكن له كفوا أحد [ الإخلاص : 4 ] والمعنى : أنه لم تكن له فرقة وجماعة يلتجئ إليها وينتصر بها ، ولا نفعه النفر الذين افتخر بهم فيما سبق وما كان في نفسه منتصرا أي : ممتنعا بقوته عن إهلاك الله لجنته ، وانتقامه منه .
هنالك الولاية لله الحق قرأ أبو عمرو والكسائي ( الحق ) بالرفع نعتا للولاية ، وقرأ أهل المدينة وأهل مكة وعاصم وحمزة ( الحق ) بالجر نعتا لله سبحانه .
قال الزجاج : ويجوز النصب على المصدر والتوكيد كما تقول : هذا لك حقا . وقرأ الأعمش وحمزة والكسائي ( الولاية ) بكسر الواو ، وقرأ الباقون بفتحها ، وهما لغتان بمعنى ، والمعنى هنالك أي : في ذلك المقام النصرة لله وحده لا يقدر عليها غيره ، وقيل : هو على التقديم والتأخير أي : الولاية لله الحق هنالك هو خير ثوابا وخير عقبا أي : هو سبحانه خير ثوابا لأوليائه في الدنيا والآخرة ( وخير عقبا ) أي : عاقبة ، قرأ الأعمش وعاصم وحمزة ( عقبا ) بسكون القاف ، وقرأ الباقون بضمها ، وهما بمعنى واحد أي : هو خير عاقبة لمن رجاه وآمن به ، قال : هذا عاقبة أمر فلان ، وعقباه ، أي : أخراه .
وقد أخرج ابن أبي حاتم ، عن السدي في قوله : جعلنا لأحدهما جنتين قال : الجنة هي البستان ، فكان له بستان واحد وجدار واحد ، وكان بينهما نهر ، فلذلك كانا جنتين ، ولذلك سماه جنة من قبل الجدار الذي عليها .
وأخرج ابن أبي حاتم ، عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني قال : نهر أبي قرطس نهر الجنتين . قال ابن أبي حاتم : وهو نهر مشهور بالرملة . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس ولم تظلم منه شيئا قال : لم تنقص ، كل شجر الجنة أطعم .
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عنه وكان له ثمر يقول : مال .
وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن قتادة ، قال : قرأها ابن عباس ( وكان له ثمر ) بالضم ، وقال : هي أنواع المال .
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد وكان له ثمر قال : ذهب وفضة .
وأخرج ابن أبي حاتم ، عن قتادة وهو ظالم لنفسه يقول : كفور لنعمة ربه .
وأخرج ابن أبي حاتم عن أسماء بنت عميس قالت : علمني رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كلمات أقولهن عند الكرب : الله ربي لا أشرك به شيئا .
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن يحيى بن سليم الطائفي عمن ذكره قال : طلب موسى من ربه حاجة فأبطأت عليه فقال : ما شاء الله ، فإذا حاجته بين يديه ، فقال : يا رب إني أطلب حاجتي منذ كذا وكذا أعطيتها الآن ، فأوحى الله إليه : يا موسى ، أما علمت أن قولك : ما شاء الله ، أنجح ما طلبت به الحوائج .
وأخرج أبو يعلى وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أنس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ما أنعم الله على عبد نعمة في أهل أو مال أو ولد فيقول : ما شاء الله لا قوة إلا بالله إلا دفع الله عنه كل آفة حتى تأتيه منيته ، وقرأ : ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، وفي إسناده عيسى بن عون ، عن عبد الملك بن زرارة ، عن أنس .
قال أبو الفتح الأزدي : [ ص: 862 ] عيسى بن عون ، عن عبد الملك بن زرارة ، عن أنس لا يصح حديثه .
وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن أنس نحوه موقوفا .
وأخرج البيهقي في الشعب عنه نحوه مرفوعا .
وأخرج أحمد من حديث أبي هريرة قال : قال لي نبي الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة تحت العرش ؟ قلت : نعم ، قال : أن تقول لا قوة إلا بالله .
وقد ثبت في الصحيح من حديث أبي موسى أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال له : ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟ لا حول ولا قوة إلا بالله ، وقد وردت أحاديث وآثار عن السلف في فضل هذه الكلمة .
وأخرج ابن جرير و ابن المنذر ، عن ابن عباس في قوله : فتصبح صعيدا زلقا قال : مثل الجرز .
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : حسبانا من السماء قال : عذابا ( فتصبح صعيدا زلقا ) أي : قد حصد ما فيها فلم يترك فيها شيء أو يصبح ماؤها غورا أي : ذاهبا قد غار في الأرض وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه قال : يصفق على ما أنفق فيها متلهفا على ما فاته .


