الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
أحدها : أن يعرض من ألفاظ مختلفة مشتركة وقعت في التركيب ، كقوله - تعالى - : فأصبحت كالصريم ( القلم : 20 ) قيل : معناه كالنهار مبيضة لا شيء فيها ، وقيل كالليل مظلمة لا شيء فيها .

وكقوله : والليل إذا عسعس ( التكوير : 17 ) قيل : أقبل وأدبر .

وكالأمة في قوله - تعالى - : وجد عليه أمة من الناس ( القصص : 23 ) بمعنى الجماعة ، وفي قوله : إن إبراهيم كان أمة ( النحل : 120 ) بمعنى الرجل الجامع للخير المقتدى به ، وبمعنى الدين في قوله - تعالى - : إنا وجدنا آباءنا على أمة ( الزخرف : 22 و 23 ) وبمعنى الزمان في قوله - تعالى - : وادكر بعد أمة ( يوسف : 45 ) .

وكالذرية فإنها في الاستعمال العرفي الأدنى ومنه : ومن ذريته داود وسليمان ( الأنعام : 84 ) وقد يطلق على " الأعلى " بدليل قوله - تعالى - : إن الله اصطفى آدم ( آل عمران : 33 ) الآية ثم قال : ذرية ( آل عمران : 34 ) وبها يجاب عن الإشكال المشهور في قوله - تعالى - : حملنا ذريتهم في الفلك المشحون ( يس : 41 ) على بحث فيه .

وقال مكي في قوله - تعالى - : فأنا أول العابدين ( الزخرف : 81 ) أي أول من يعبد الله .

ومن قال الآنفين ، فقوله مردود ؛ لأنه يلزم أن يكون العبدين ؛ لأنه إنما يقال : عبد من كذا ، أي أنف .

التالي السابق


الخدمات العلمية