15177  أخبرنا  عبد الرزاق  قال : أنا  معمر  ، عن   الزهري  ، عن  عبد الرحمن بن كعب بن مالك  ، عن أبيه قال :  كان   معاذ بن جبل  رجلا سمحا شابا جميلا من أفضل شباب قومه ، وكان لا يمسك شيئا فلم يزل يدان حتى أغلق ماله كله من الدين ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم يطلب إليه أن يسأل غرماءه أن يضعوا له ، فأبوا ، فلو تركوا لأحد من أجل أحد ، تركوا   لمعاذ بن جبل  من أجل النبي صلى الله عليه وسلم ، "  فباع النبي صلى الله عليه وسلم كل ماله في دينه ، حتى قام  معاذ  بغير شيء   ، حتى إذا كان عام فتح  مكة   بعثه النبي صلى الله عليه وسلم على طائفة من  اليمن   أميرا ليجبره " ، فمكث معاذ  باليمن ،   وكان أول من اتجر في مال الله هو ، ومكث حتى أصاب ، وحتى قبض النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما قبض قال  عمر  لأبي بكر     : أرسل إلى هذا الرجل ، فدع له ما يعيشه ، وخذ سائره منه ،      [ ص: 269 ] فقال  أبو بكر     : إنما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم ليجبره ، ولست بآخذ منه شيئا إلا أن يعطيني ، فانطلق  عمر  إلى  معاذ  إذ لم يطعه  أبو بكر  ، فذكر ذلك  عمر  لمعاذ  ، فقال  معاذ     : إنما أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم ليجبرني ، ولست بفاعل ، ثم لقي  معاذ  عمر  فقال : قد أطعتك ، وأنا فاعل ما أمرتني به ، إني أريت في المنام أني في حومة ماء ، قد خشيت الغرق ، فخلصتني منه يا  عمر  ، فأتى  معاذ  أبا بكر  فذكر ذلك له ، وحلف له أنه لم يكتمه شيئا حتى بين له سوطه ، فقال  أبو بكر     : لا والله لا آخذه منك ، قد وهبته لك قال  عمر     : هذا حين طاب وحل قال : فخرج  معاذ  عند ذلك إلى الشام قال  معمر     : فأخبرني رجل من قريش قال : سمعت   الزهري  يقول : لما باع النبي صلى الله عليه وسلم مال  معاذ  أوقفه للناس ، فقال : " من باع هذا شيئا فهو باطل "     .  
				
						
						
